جميلة الشمري
New member
النسيان في القران
تعريفه وأنواعه وأسبابه في ضوء القرآن الكريم
جميلة الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
بسم الله والحمد لله نحمده ونستهديه ونستعين به , نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لااله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد :
ففي هذا الكتاب وبجهد متواضع سائلين الله تعالى حسن الثواب وجعله خالصا لوجهه الكريم , فسنتناول صفة (النسيان ) ونتتبع ورودها في القران الكريم . ونحاول مجتهدين بيان تعريفه وأنواعه ومصادره والحكمة منه .
فأن أصبنا فمن الله وأن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان .
چ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ چ البقرة: 286
التمهيد :
الحمد لله الذي أنزل القران على عبده ليكون للعالمين نذيرا , والصلاة والسلام على من أرسله ربه داعيا إلى الله وسراجا منيرا , ورضي الله على اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
فأن المتأمل في آيات القران الكريم سيجد أن الله سبحانه وتعالى أورد الإجابة على كل سؤال قد يخطر على قلب بشر . كما أورد الكثير من الصفات الإنسانية , والمتدبر لها يجد أنها قد ترد أحيانا باللفظ وأحيانا باللفظ والمعنى وأحيانا بالمعنى دون اللفظة .
وفي هذا الكتاب نتناول صفة النسيان في القران وتتبعنا ألفاظها كما وردت في المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله تعالى وجعله في ميزان حسناته .
والذي جعلنا نتناول هذه الصفة بالذات فلأهميتها . فهي نعمة وفضل من الله تعالى من جهة ونقمة من جهة أخرى , كما سنبين ذلك بأذن الله .
راجين أن نحقق ولو الشيء اليسير والمبسط الذي يخرج بفائدة في تسليط الضوء على هذه الصفة الإنسانية والتي على أساسها سمي الإنسان إنسانا .
تعريف النسيان
النسيان مصدر من نسى ينسى نسيانا , وهو عدم القدرة على استحضار معلومة من المعلومات عند الحاجة إليها .
وكثيرا ما يأتي في القران الكريم معناه بمعنى الترك .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پپ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ الأعراف: 164 – 165
فهذه الآيات نزلت في أصحاب السبت من اليهود عندما ترك العصاة من أهل القرية ماذكرهم به الصالحون الناهون عن المنكر ترك الناسي للشيء المعرض عنه كلية الإعراض .
وقد وردت كلمة النسيان سواء كانت بصيغة الفعل أو المصدر في القران الكريم في (عشرين ) سورة في نحو (خمسة وأربعون ) موضعا .
ونظرا لما يمر به الإنسان من ضغوطات هذا العصر الذي نعيشه (أعاننا الله عليه ) فأكثر مايواجه الإنسان هو النسيان , بايجابياته , وسلبياته , وبكل أنواعه سواء المحمود منه , أوالمذموم , وسنتناوله لاحقا في هذا الكتاب بشيء من التفصيل بأذن الله .
أنواع النسيان
في تتبعنا للنسيان حصرناه في ثلاثة أنواع :
النوع الأول / النسيان السلبي :
ويكون للإنسان دور واضح في إيجاده من خلال عدم اهتمامه وتركيزه وسطحيته في تعامله مع مفردات وتفاصيل الحياة .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ چ الأعراف: 51
فهؤلاء الذين لم يستعدوا لليوم الآخر بالعمل الجاد الصالح ونسوا ذلك اليوم وأغرتهم الدنيا بمتاعها وجمالها , فتركوا العمل والعدة , فسيتركون في النار وسيجزون من جنس عملهم .
وليس معنى النسيان هنا أنه منسوب لله سبحانه وتعالى , وإنما هو بمعنى أن نتركهم في النار كما تركوا ذكرنا ونسونا في الدنيا , وحينها سيقولون كما ذكر قولهم سبحانه .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چچ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ چ الأعراف: 53
النوع الثاني / النسيان الايجابي :
وهذا النوع خارج عن إرادة الإنسان لأسباب وظروف موضوعية خاصة ومظهر من مظاهر الرحمة الإلهية على الإنسان في حالة أصابته بالمصائب والأوجاع والشدائد .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹﭪ ﭫ ﭬ ﭭ چ البقرة: 155
حيث أن الإنسان لو لم ينسى هذه المصائب لكانت الحياة مظلمة بكل أبعادها وتفاصيلها , وسيجد صعوبة بالغة في استمراريتها بسبب عدم نسيانها .
النوع الثالث / التناسي :
والتناسي قد يكون سلبيا في حالة تظاهر الإنسان بالنسيان وهو في الحقيقة متناسي , والفرق واضح , حيث أن الناسي تكون صورة الشيء غائبة عنه , بينما المتناسي تكون الصور عنده حاضرة ولكن لقلة اهتمامه , وعدم جديته بالموضوع يصبح بحكم الناسي , ولهذا المعنى أشار الباري عز وجل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕپ پ پ پ ﭚ چ طه: 125 – 126
وكذلك قوله تعالى في وصف اليهود ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ چ المائدة: 13
ومعنى قوله تعالى ونسوا حظا مما ذكروا به : أي تركوا قسطا كبيرا مما ذكرهم الله تعالى به , أي أمرهم في كتابه .
ومازال السياق الكريم في بيان خبث اليهود وغدرهم , فقد أخبر تعالى في هذه الآية أنهم تركوا كثيرا مما أمروا به من الشرائع والأحكام معرضين عنها متناسين لها كأنهم لم يؤمروا بها .
وأيضا
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ چ المائدة: 14
في هذا السياق أخبر سبحانه وتعالى حال النصارى وأنه لايختلف عن حال اليهود كأنهم شربوا من ماء واحد في عدم أيمانهم بالله متناسين كثيرا مما أخذ عليهم العهد والميثاق فيه .
وهناك تناسي ايجابي مثل سلوك العالم مع الجاهل وسلوك الحليم مع الغاضب حيث لايلتفت
لكلام وسلوك الجاهل معه ويتناسى الموضوع . ولهذا أشار القران الكريم
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ چ الفرقان 63
أسباب النسيان
هناك عدة أسباب للنسيان سنحاول أن نستجمع أكبر قدر منها , والله المستعان . فعدم التركيز في تثبيت العلم وتزاحم الأفكار في الذهن , مع غياب القرائن المساعدة للأستحظار, وكذلك كثرة الأعمال والمسؤوليات التي قد تؤدي إلى الإرهاق الفكري والبدني , فالإنسان ضعيف بطبعه . ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ چ النساء: 28
وكذلك قوله تعالى في وصف حال مريم وضعفها
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ چ مريم: 22 – 23
لما حملت بعيسى خافت من الفضيحة فباعدت عن الناس مكانا قصيا , فلما قرب ولادها ألجأها المخاض إلى جذع نخلة , فلما آلمها وجع الولادة , ووجع الانفراد عن الطعام والشراب , ووجع قلبها من مقالة الناس , وخافت عدم صبرها , تمنت أنها ماتت قبل هذا وكانت نسيا منسيا فلا تذكر .
وهذا التمني بناءا على ذلك المزعج , وليس في هذه الأمنية خير لها ولا مصلحة , وإنما الخير والمصلحة بتقدير ماحصل .
فبسبب ضعفها في تلك اللحظات تمنت النسيان لأنه سيكون نعمة بالنسبة إليها (رضي الله عنها وأرضاها ) .
وكذلك الحال في سورة يوسف
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ چ يوسف: 42
ففي هذه الآية يظهر الضعف البشري وكيف نسى العبد الذي سجن مع يوسف (عليه السلام ) أن يذكره عند ربه وكان نتيجة هذا النسيان أن لبث يوسف في السجن بضع سنين . وفي هذا عبرة للناس وبيان ضعفهم وأنه عليهم أن يقطعوا كل الأسباب ويتمسكوا فقط بأسباب الله ويعتمدوا عليه لاعلى غيره من المخلوقين .
فلو تسلط عليهم الشيطان أنساهم ذكرهم , وان تمكن منهم أنساهم ذكر الله سبحانه وتعالى .
أيضا من أسباب النسيان الأمراض البدنية والتي قد تؤدي إلى زوال بعض الذاكرة أو كلها , عافانا الله وإياكم , والمسمى الآن ب ( الزهايمر ) .
وكذلك عدم الاهتمام بالروحيات ( الغذاء الروحي ) , فعندما لايهتم الإنسان به يحدث لديه ضعف واضح في هذا الجانب , يؤدي إلى ضعف فكره , حيث أن الإنسان يتأثر بالجوانب المادية والمعنوية . والعلم له جانبان جانب مادي يتمثل بالمعلومات المخزنة في الذهن وجانب معنوي يتمثل بالروحانيات .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ چ الكهف: 57
الإنسان في حاجة دائمة إلى نوعين من الغذاء، غذاء مادي لتلبية مطالبه الجسدية، وغذاء روحي لتلبية مطالبه الروحية، وبما أن الجسد من الأرض فغذاؤه من طعام وشراب من عناصر الأرض، وبما أن الروح من نور الله فغذاؤه كذلك من نور الله وروحه. هذا الغذاء النوراني الروحاني قد أنزله الله تعالى إلى الناس على يد أنبيائه.
فكلام الله تعالى نور وذكره وعبادته نور وضياء،
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ چ المائدة: 15 - 16
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پپ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ چ الشورى: 52
فهذا النور الذي جاء من عند الله، وهذا الروح الذي أوحاه إلى رسوله، صلى الله عليه وسلم، هو الغذاء الروحي الذي يحفظ للإنسان التوازن في حياته.
ولأهمية هذا الغذاء الروحي في حياة الإنسان، تولى الله ـ سبحانه ـ ورسوله وضع نظامه، فحدد مقاديره الضرورية التي لايجوز أن ينقص منها شيء، وفرض الله تعالى على الناس فرائض وحدَّ حدوداً، ونهى عن تضييع شيء منها.
العبادات التي فرضها الله تعالى من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ، وأقامها على أساس توحيده، وجعلها أركاناً وقواعد للإسلام، هي هذا النظام الحكيم الذي وضعه لتغذية الروح وتزكية النفس.
حدد الله تعالى القدر الضروري من تلك العبادات وعين مقاديرها ومواقيتها، وأمر أمراً جازماً بأدائها على أكمل وجه ممكن، وشدد الوعيد على تركها أو التهاون في أدائها، أو إخراجها عن وقتها. وجعل الصلاة أهم عنصر في هذا الغذاء الروحي. ففرض، إقامتها خمس مرات في اليوم، وعيّن أوقاتها وعدد ركعاتها.. وأخبر أنها زاد روحي ومعنوي للإنسان في حياته، وأمر بالاستعانة بها،
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ چ البقرة: 45
ونوَّع الله تعالى العبادات لتكون غذاء روحياً متنوعاً، ولكل نوع منافعه وفوائده التي تلبي نوعاً معيناً من مطالب الروح والقلب.
وأي تقصير في أداء هذه العبادات، وفي الالتزام بنظامها المحدد، هو في الحقيقة ظلم للنفس، لأنه يؤدي إلى حرمان الروح من حقه، وليس من الرشد أن يترك الإنسان روحه في جوع وفقر مُدْقِع، ويبالغ في تغذية جسده وإشباع مطالبه، لأنه إن فعل ذلك أهدر إنسانيته وأضاع التوازن الذي هو قوامها، وانحدر بنفسه إلى مرتبة أسفل الكائنات .
وأيضا من أسباب النسيان فقدان الأمن والأمان , وغياب الراحة , وكذلك الفقر وصعوبة العيش في المجتمعات الفقيرة فهي مختلفة في جميع الأبعاد , لان الفقر يترك أثرا سلبيا على نفس الإنسان وشخصيته ومدى قوة ذاكرته وتفكيره .
وكذلك الصدمات الخارجية والداخلية التي يتعرض لها الإنسان , كحوادث السير والحروب والمشاكل المفرقة التي تسبب له هزة داخلية من أثر الصدمة الخارجية , وكذلك العجلة في الأمور
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭣ ﭤ ﭥ ٹٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ چ الأنبياء: 37
فأن الإنسان العجول والسريع في أغلب أموره الصغيرة والكبيرة ,المهمة وغيرها , يتعرض في الغالب إلى النسيان لأن تركيز الذهن على أداء العمل بصورة سريعة يسبب الإرباك في استحضار أوضح الأمور .
وأيضا الاحتفاظ بالأمور وعامل الزمن والشيخوخة يؤديان إلى أن يفقد الإنسان بعض تركيزه , ويكثر نسيانه , كما هي حال الإنسان .
وأما حب الدنيا فمن الأمور العظيمة التي تؤدي إلى أن ينسى الإنسان أشياء كثيرة معظمها يدور حول الآخرة , فمن أحب الدنيا نسي حب الآخرة والاستعداد لها , ومن زهد في الدنيا تذكر دائما اليوم الآخر , ولا ينسى أبدا ذكر الله سبحانه وتعالى .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ چ الأنعام: 44
والمقصود أي تركوا ماذكروا به وأعرضوا عما ذكروا به , لأن النسيان لو كان على حقيقة لم يؤاخذوا به إذ ليس هو من فعلهم .
والمعنى أنهم لما تركوا الاتعاظ بما ذكروا به من البأساء والضراء وأعرضوا عن ذلك .وقوله تعالى (فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) ,أي استدرجناهم بفتح أبواب كل نوع من أنواع الخير عليهم , حتى أذا فرحوا بما أوتوا من الخير على أنواعه فرح بطر وأشر , وعجبوا بذلك وظنوا أنهم أعطوه لكون كفرهم الذي هم عليه حقا وصوابا ,
أخذناهم بغتة على غرة من غير تقدمة أو أمارة . فإذا هم مبلسون , والمبلس هو الحزين الآيس من الخير لشدة مانزل به من سوء الحال . ومن ذلك اشتق أسم إبليس .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ چ الزمر: 8
فإذا مس الإنسان بلاء في جسده من مرض أو عاهة , أو شدة في معيشته وضيق , دعا ربه واستغاث بربه الذي خلقه من شدة ذلك , ورغب إليه في كشف مانزل فيه من شدة ذلك منيبا إليه , تائبا إليه مما كان من قبل ذلك عليه من الكفر وإشراك الآلهة والأوثان به في عبادته راجعا إلى طاعته . ( ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ) أي ترك دعاءه الذي كان يدع إلى الله من قبل أن يكشف ماكان به من ضر .
وفي حب الدنيا وأنها داعية لنسيان حق الله تعالى على العباد , يقول تعالى مخبرا عن حال قارون أن لايبغي على قومه بكثرة ماله وما آتاه الله في الدنيا من مال وان يلتمس فيما آتاه الله من الأموال خيرات الآخرة بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا , ويقول له لاتترك نصيبك وحظك من الدنيا أن تأخذ فيها نصيبك من الآخرة فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ چ القصص: 77
وأما في قوله تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے چ الفرقان: 18
فهنا نزهوا الله سبحانه وتعالى من أن يكون معه أله وقالوا ماكان ينبغي لنا أن نأمرهم بعبادتنا ونحن نعبدك , ولكن متعتهم وآبائهم في الدنيا بطول العمر والصحة والنعمة , حتى نسوا الذكر وتركوا الموعظة والإيمان بالقرآن .
وقيل تركوا ذكركم وغفلوا عنه وكانوا قوما بورا هلكى , غلب عليهم الشقاء والخذلان وأصله من البوار وهو الكساد والفساد .
وهذا حال من غرته الحياة الدنيا وأنسته ذكر الله واليوم الآخر .
وأما السبب الآخر من أسباب النسيان فهي حركة الشيطان وتسلطه على بني آدم بالنسيان ليلهيهم عن ذكر الله , وعن الخير والمعروف , كما قال تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ چ الكهف: 63
وفي نسبة النسيان إلى الشيطان أدب قرآني رفيع , وهو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن استناد فعل المكروهات والمحقرات وغير ذلك إليه , علما أن الفاعل الحقيقي لكل ذلك هو الله سبحانه وتعالى , ولا فاعل على الحقيقة سواه , وهو من قبيل ( وإذا مرضت فهو يشفين ) .
وهذه مقارنة بسيطة بين النسيان الذي من الله والنسيان الذي هو من فعل الشيطان :
بتأمل قوله تعالى ( سنقرئك فلا تنسى ) وقوله تعالى ( وماأنسانيه ألا الشيطان أن أذكره ) .
فالأول رحمة من الله سبحانه لنبيه , والثانية خذل من الشيطان لفتى موسى عليهما السلام . فالنسيان قد يكون من الله سبحانه فهو خير ليفرحك , مثلا أن ينسيك مايحزنك , أو ليعلمك ماهو أفضل مما عندك , أو ليعلمك صفة أو خلق أزكى لك .
وأما ماكان من الشيطان فهو نسيان شر ليحزنك , فمثلا أن ينسيك الأشياء المفرحة في حياتك أو المهمة والضرورية بالنسبة لك , أو ينسيك العلم , أو ليصدك عن الطاعة وذكر الله , ولا يذكرك إلا بالأشياء المحزنة التي تقودك للألم والحزن واليأس والقنوط .
ماذكر في النسيان بأنه صفة من صفات الإنسان
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ چ طه: 115
أي ولقد وصينا آدم وأمرناه وعهدنا إليه عهدا ليقوم به فالتزمه وأذعن له وانقاد وعزم على القيام به , ومع ذلك نسي ماأمر به وانقضت عزيمته المحكمة فجرى عليه ماجرى , فصار عبرة لذريته وصارت طبائعهم من طبيعته . نسي آدم فنسيت ذريته وخطئ فخطئوا .....ومن يشابه أباه فما ظلم .
أن الإنسان بطبيعته البشرية ينسى أحيانا أمورا فيها من العظم والخير الشيء الكثير . فكون النسيان صفة من صفات الإنسان وإنما سمي إنسانا لنسيانه , نهى سبحانه وتعالى أن ينسى المودة والإحسان سواء على الصعيد الضيق في الأسرة خاصة بين الزوج وزوجته ,
وحتى على الصعيد الواسع كمجتمعات وشعوب وقبائل .
ٹ ٹ ( ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ) البقرة: 237
وهذا مايسمى النسيان السلبي الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه في آياته .
وأيضا في قوله تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ چ البقرة: 286
ففي دعاء المؤمنين هنا أثبات صفة النسيان لهم وأنه صفة في ذات الإنسان , باعترافهم أنهم بشر ينسون , فهم يدعون الله سبحانه أن لا يعاقبهم أن تركوا فرضا على جهة النسيان أو فعلوا حراما , كذلك لو أخطئوا الصواب في العمل جهلا منهم بوجهه الشرعي .
وقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة ( قال الله نعم ) ولحديث ابن عباس قال الله ( قد فعلت ) , وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان والاستكراه ) .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ چ الكهف: 24
في هذه الآية جانب تربوي للأمة من خلال هذا الموقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعلى المؤمن أن يربط كل شيء بمشيئة الله سبحانه وتعالى وأرادته ولا يغفل عن ذلك , وأن غفل فليذكره في أول سانحة أو خاطرة . فالنسيان صفة من صفات الإنسان والواجب عليه أن يحاول قدر استطاعته أن لاينسى ذكر ربه . فكل يمكن أن ينسى إلا الله يجب أن يكون ذكره في القلب واللسان .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ چ الكهف: 73
ففي رفقة موسى للخضر عليهما السلام طلبا للعلم وبعد اعتذار موسى عن نسيانه وطلبه السماح بالتغاضي عما بدر منه وأن لايحاسبه ويشق عليه الأمر ويرهق من أمره .
فهذه المرة الأولى التي أعترض فيها موسى على ما يفعله الخضر عليهما السلام , وكما قال صلى الله عليه وسلم ( فكانت الأولى من موسى نسيانا , والثانية عمدا , والثالثة فراقا ) .
وعند مسامحة الخضر له على هذه الأولى دليل إنشاء الله أن الإنسان لا يؤاخذ بالنسيان والسهو ( ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا ) . فحتى نبي الله موسى عليه السلام بعد أن قطع وعده على عدم السؤال والاستفسار نسي وعده عند أول حادثة رآها من الرجل الصالح , فكيف بباقي البشر .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ چ طه: 88
في إضافة النسيان لموسى من قبل أصحابه بعدما اتخذوا العجل أنه نسي موضع إلهه وأنه تركه عندهم ( أي العجل ) وذهب يبحث عنه وهذا إنما لسخافة عقولهم وأثر كيد السامري بهم .
ماذكر في حال الإنسان ينسى نفسه ( يتركها )
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے چ البقرة: 44
يقول تعالى كيف يليق بكم يامعشر أهل الكتاب , وأنتم تأمرون الناس بالبر والخير أن تنسوا أنفسكم فلا تأتمرون بما تأمرون الناس به .
ففي هذه الآية ذم الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب وخاصة علماء بني إسرائيل , حيث كانوا يقرؤون التوراة ويأمرون بعض العرب بالإيمان والإسلام ونبيه ويتركون أنفسهم فلا يأمرون بذلك والآية شاملة لكل من يأمر الناس بالمعروف والعمل الصالح وينسى نفسه دون أن ينصحها فهو قول بلا عمل .
والذم هنا على تركهم أنفسهم فهي أولى بالنصيحة ومن أراد أن يطاع فيما يأمر به عليه أن يثبت العمل مع القول , ويصدقه قوله عليه الصلاة والسلام في ماأخرجه الإمام أحمد (( مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار , قال : قلت من هؤلاء ؟ قالوا خطباء أمتك من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون )). وهنا يظهر قبح سلوك من يأمر غيره بالخير ولا يفعله . والسيئة قبيحة وكونها من عالم فهي أشد قبحا .
وكذلك في قوله تعالى : ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ گ گ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ چ يس: 78
يقول الإمام الطبري رحمه الله في ثنايا تفسيره لهذه الآية أنها نزلت في أبي بن خلف أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته ثم ذراه في الريح ثم قال : يامحمد من يحيي هذا وهو رميم . قال : الله يحييه ثم يميته ثم يدخلك النار . قال فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد . ويقول : فنسي خلقنا إياه كيف خلقناه وأنه لم يكن ألا نطفة فجعلناها خلقا سويا ناطقا فلم يفكر في خلقنا إياه فيعلم أن من خلقه من نطفة حتى صار بشرا سويا ناطقا متصرفا لايعجز أحياء , والعظام الرميم بشرا كهيئتهم التي كانوا بها قبل الفناء .
وقوله تعالى في سورة ص
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ چ ص: 26
يقول تعالى ذكره : أن الذين يميلون عن سبيل الله وذلك الحق الذي شرعه لعباده وأمرهم بالعدل فيه فيجيرون عنه في الدنيا , لهم في الآخرة يوم الحساب عذاب شديد على ضلالهم عن سبيل الله بما نسوا أمر الله . يقول : بما تركوا القضاء بالعدل والعمل على طاعة الله .
وقوله تعالى : ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮤ ﮥ ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ چ التوبة: 67
ذكر هنا جملة أحوال المنافقين , وأن ذكورهم كإناثهم وهم متناهون في النفاق والبعد عن الإيمان , وفيه إشارة إلى نفي أن يكونوا مؤمنين , فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
والنسيان هنا هو الترك , أي تركوا ماأمرهم به فتركهم من رحمته وفضله , لان النسيان الحقيقي لايصح أطلاقه على الله سبحانه وتعالى , وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان .
وكذا في قوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ چ الأنعام: 41
فهنا بيان لحال من يشرك بالله في الدنيا وينسى الله ويترك عبادته , فعندما يأتيه العذاب ينسى آلهته التي كان يعبدها من دون الله , ويدع الله وحده أن يكشف ما به من عذاب ويترك ما يشرك به . وقوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ چ چ چ چ الحشر: 19
أي تركوا أمر الله , أي حظوظ أنفسهم حتى يقدموا لها الخير .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ چ المؤمنون: 109 – 110
أي وكذلك لم يكن جرمكم أنكم كفرتم فحسب واقتصرتم على أنفسكم بالكفر وهو جرم عظيم , أنما بلغ بكم السفه والتوقح أن تسخروا ممن آمنوا وراحوا يرجون رحمة الله وغفرانه , وأن تضحكوا منهم حتى يشغلكم هذا الهذر عن ذكر الله ويباعد بينكم وبين التدبر والتفكر في دلائل الإيمان المبثوثة في صفحات الوجود .. فانظروا اليوم أين مكانكم ومكان أولئك الذين تسخرون منهم وتضحكون .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕپ پ پ پ ﭚ چ طه: 126
ويقول تعالى كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وتركتها وأعرضت عنها وكذلك اليوم تنسى , أي تترك في العذاب . فأجيب بأن هذا عملك والجزاء من جنس العمل , فكما عميت عن ذكر ربك وعشيت عنه ونسيت حظك منه , أعمى الله بصرك في الآخرة فحشرت إلى النار أعمى , أبكم , أصم , وأعرض عنك ونسيك بالعذاب . وليس معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى ينساه بمعنى النسيان , أنما هو بمعنى الترك فيتركه في العذاب كالمنسي ولا أحد يلتفت لحاله .
ذكر ماورد من النسيان الذي يسببه الشيطان
ورد ذكر النسيان المنسوب إلى الشيطان في عدة مواضع , ذكرنا منها سابقا قوله تعالى ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ چ الكهف: 63
وكذلك قوله تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ چ الأنعام: 68
والخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصلح له , وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسامح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة نبيه . ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها علم أن مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات أهون من مجالسة المبتدعة , والمعنى أن أنساك الشيطان أن تقوم عنهم فلا تقعد بعد الذكرى أذا تذكرت .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ چ المجادلة: 19
في أشارة إلى أن النسيان وسيلة للشيطان ليستحوذ على الإنسان بنسيانه ذكر الله , فمن تغلب عليه الشيطان وأنساه ذكر ربه كان من حزب الشيطان الخاسر .
وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تشير إلى طرق استحواذ الشيطان – نعوذ بالله منه – على الإنسان ومنها النسيان وما هو إلا طريق من طرق كثيرة ميسرة لمن غفل عن ذكر ربه .
ماذكر في تنزيه الله سبحانه من صفة النسيان
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮤ ﮥ ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ چ التوبة: 67
بعد أن أثبتنا بالأدلة القرآنية صفة النسيان للإنسان , فمن الطبيعي أن ننزه الله جل جلاله عن هذه الصفة , فمن المستحيل أن يشترك الخالق والمخلوق بنفس الصفة خاصة أذا كانت صفة نقص .
فالنسيان المنسوب إلى الله سبحانه وتعالى هو للمنافقين الذين نسوه وتركوا ذكره , ليس بمعنى النسيان اللغوي المعروف , وإنما النسيان هنا ( الترك .. أي تركوا ماأمرهم به فتركهم من رحمته وفضله , لأن النسيان الحقيقي لايصح أطلاقه على الله سبحانه وتعالى .
وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چچ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ چ السجدة: 14
فيقال لهؤلاء المشركين بالله أذا هم دخلوا النار : ذوقوا عذاب الله بما نسيتم لقاء يومكم هذا في الدنيا . وقوله تعالى ( أنا نسيناكم ) يقول أنا تركناكم اليوم في النار .
يقول قتادة : نسوا من كل خير أما الشر فلم ينسوا منه .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ چ الجاثية: 34
أي تركتم الأيمان والعمل للقاء هذا اليوم فستتركون في عذاب النار , والجزاء من جنس العمل .
وأكد الله سبحانه وتعالى أنه يحفظ أعمال العبد ولا ينساها , بل هم من يمكن أن ينسوا ماقاموا به , ونفى الله عن نفسه النسيان وأنه أحصى أعمالهم كلها مهما دقت وصغرت كما قال تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ چ المجادلة: 6 وكذا قوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ چ مريم: 64 وأيظا
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پپ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ چ طه: 52
فأنه سبحانه أحصى أعمالهم من خير وشر وكتبه في كتاب , وهو اللوح المحفوظ وأحاط به علما فلا يضل عن شيء منها ولا ينسى ماعلمه منها .
ولهذا فمن طرق معالجة النسيان ( بالنسبة للإنسان ) هو الكتابة فأن الأمور التي تكتب ممكن أن يستحضرها الإنسان , عندما ينساها يقرأ ماكتب فيذكره كما في قوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚﭛ چ البقرة: 282
أي حتى لاتنسوه . وقيل أيضا ( قيدوا العلم بالكتابة ) خشية الاندثار والضياع والنسيان .
الخاتمة :
مع أن الكلام يطول في بحث صفة النسيان ألا أننا نكتفي بهذا القدر راجين الله سبحانه أن نكون قد وفقنا في تقديم ولو الجزء اليسير والمفيد وأن ينفعنا بما تعلمنا وأن يكون جهدنا المتواضع هذا خالصا لوجهه الكريم .
وأعلموا أخوتي وأخواتي
أن النسيان بالرغم من أنه صفة نقص للإنسان , ألا أنه نعمة كبيرة من نعم الله علينا و فالحكمة منه كبيرة وخفية وظاهرة .
منه أنه لولا النسيان لما انتهت للإنسان حسرة أو حزن أو مصيبة . ولا نسى حقد حمله في صدره لأحد , ولا تمتع بشيء من متاع الدنيا مع تذكر المصائب والمخاطر التي تنغص عليه عيش أيامه بكل آلامها وأحزانها .
فالحمد لله المنعم المتفضل , ونسأل الله جل جلاله نسيان كل مامن شأنه أن يسبب لنا الحزن والشقاء , وأن لاننسى ذكره وشكره , ونسأله أن يثبت العلم في قلوبنا ويرزقنا تذكره وتدبره .
ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا ونبينا محمد ابن عبد الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
المراجع :
1- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير , المجلد الأول , الطبعة الرابعة .
2- فتح القدير للشوكاني , الجزء الثاني , المكتبة العصرية .
3- مختصر تفسير البغوي ( معالم التنزيل ) , المجلد الثاني .
4- في ظلال القرآن لسيد قطب , الجزء الرابع , دار الشروق .
5- تفسير ابن كثير , الجزء الأول , دار القلم .
6- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي , دار الحديث , القاهرة .
7- مباحث في التفسير الموضوعي , أ.د. مصطفى مسلم , دار القلم .
8- تفسير السعدي , من موقعه على الانترنت
9- تفسير الطبري ( جامع البيان في تأويل القرآن ) , المجلد العاشر .
10- الأبعاد التربوية للعبادة في الإسلام ( مدخل عام ) للدكتور أحمد أبو زيد , من موقعه على الانترنت .
الفهرس :
الموضوع رقم الصفحة
1- المقدمة ........................................................ 3
2- التمهيد ......................................................... 4
3- تعريف النسيان ................................................ 5
4- أنواع النسيان .................................................. 7
5- أسباب النسيان ................................................. 12
6- مقارنة بين النسيان من الله والنسيان من الشيطان ........... 20
7- ما ذكر في النسيان أنه صفة من صفات الإنسان ............ 24
8- ماذكر في حال الإنسان ينسى نفسه ( يتركها ) .............. 28
9- ذكر ماورد من النسيان الذي يسببه الشيطان ................. 32
10- ماذكر في تنزيه الله سبحانه من صفة النسيان ...... 35
11- الخاتمة ................................................ 39
12- صفحة المراجع ....................................... 40
13- صفحة الفهرس .......................................
تعريفه وأنواعه وأسبابه في ضوء القرآن الكريم
جميلة الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
بسم الله والحمد لله نحمده ونستهديه ونستعين به , نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لااله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أما بعد :
ففي هذا الكتاب وبجهد متواضع سائلين الله تعالى حسن الثواب وجعله خالصا لوجهه الكريم , فسنتناول صفة (النسيان ) ونتتبع ورودها في القران الكريم . ونحاول مجتهدين بيان تعريفه وأنواعه ومصادره والحكمة منه .
فأن أصبنا فمن الله وأن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان .
چ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ چ البقرة: 286
التمهيد :
الحمد لله الذي أنزل القران على عبده ليكون للعالمين نذيرا , والصلاة والسلام على من أرسله ربه داعيا إلى الله وسراجا منيرا , ورضي الله على اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
فأن المتأمل في آيات القران الكريم سيجد أن الله سبحانه وتعالى أورد الإجابة على كل سؤال قد يخطر على قلب بشر . كما أورد الكثير من الصفات الإنسانية , والمتدبر لها يجد أنها قد ترد أحيانا باللفظ وأحيانا باللفظ والمعنى وأحيانا بالمعنى دون اللفظة .
وفي هذا الكتاب نتناول صفة النسيان في القران وتتبعنا ألفاظها كما وردت في المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله تعالى وجعله في ميزان حسناته .
والذي جعلنا نتناول هذه الصفة بالذات فلأهميتها . فهي نعمة وفضل من الله تعالى من جهة ونقمة من جهة أخرى , كما سنبين ذلك بأذن الله .
راجين أن نحقق ولو الشيء اليسير والمبسط الذي يخرج بفائدة في تسليط الضوء على هذه الصفة الإنسانية والتي على أساسها سمي الإنسان إنسانا .
تعريف النسيان
النسيان مصدر من نسى ينسى نسيانا , وهو عدم القدرة على استحضار معلومة من المعلومات عند الحاجة إليها .
وكثيرا ما يأتي في القران الكريم معناه بمعنى الترك .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پپ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ الأعراف: 164 – 165
فهذه الآيات نزلت في أصحاب السبت من اليهود عندما ترك العصاة من أهل القرية ماذكرهم به الصالحون الناهون عن المنكر ترك الناسي للشيء المعرض عنه كلية الإعراض .
وقد وردت كلمة النسيان سواء كانت بصيغة الفعل أو المصدر في القران الكريم في (عشرين ) سورة في نحو (خمسة وأربعون ) موضعا .
ونظرا لما يمر به الإنسان من ضغوطات هذا العصر الذي نعيشه (أعاننا الله عليه ) فأكثر مايواجه الإنسان هو النسيان , بايجابياته , وسلبياته , وبكل أنواعه سواء المحمود منه , أوالمذموم , وسنتناوله لاحقا في هذا الكتاب بشيء من التفصيل بأذن الله .
أنواع النسيان
في تتبعنا للنسيان حصرناه في ثلاثة أنواع :
النوع الأول / النسيان السلبي :
ويكون للإنسان دور واضح في إيجاده من خلال عدم اهتمامه وتركيزه وسطحيته في تعامله مع مفردات وتفاصيل الحياة .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ چ الأعراف: 51
فهؤلاء الذين لم يستعدوا لليوم الآخر بالعمل الجاد الصالح ونسوا ذلك اليوم وأغرتهم الدنيا بمتاعها وجمالها , فتركوا العمل والعدة , فسيتركون في النار وسيجزون من جنس عملهم .
وليس معنى النسيان هنا أنه منسوب لله سبحانه وتعالى , وإنما هو بمعنى أن نتركهم في النار كما تركوا ذكرنا ونسونا في الدنيا , وحينها سيقولون كما ذكر قولهم سبحانه .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چچ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ چ الأعراف: 53
النوع الثاني / النسيان الايجابي :
وهذا النوع خارج عن إرادة الإنسان لأسباب وظروف موضوعية خاصة ومظهر من مظاهر الرحمة الإلهية على الإنسان في حالة أصابته بالمصائب والأوجاع والشدائد .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹﭪ ﭫ ﭬ ﭭ چ البقرة: 155
حيث أن الإنسان لو لم ينسى هذه المصائب لكانت الحياة مظلمة بكل أبعادها وتفاصيلها , وسيجد صعوبة بالغة في استمراريتها بسبب عدم نسيانها .
النوع الثالث / التناسي :
والتناسي قد يكون سلبيا في حالة تظاهر الإنسان بالنسيان وهو في الحقيقة متناسي , والفرق واضح , حيث أن الناسي تكون صورة الشيء غائبة عنه , بينما المتناسي تكون الصور عنده حاضرة ولكن لقلة اهتمامه , وعدم جديته بالموضوع يصبح بحكم الناسي , ولهذا المعنى أشار الباري عز وجل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕپ پ پ پ ﭚ چ طه: 125 – 126
وكذلك قوله تعالى في وصف اليهود ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ چ المائدة: 13
ومعنى قوله تعالى ونسوا حظا مما ذكروا به : أي تركوا قسطا كبيرا مما ذكرهم الله تعالى به , أي أمرهم في كتابه .
ومازال السياق الكريم في بيان خبث اليهود وغدرهم , فقد أخبر تعالى في هذه الآية أنهم تركوا كثيرا مما أمروا به من الشرائع والأحكام معرضين عنها متناسين لها كأنهم لم يؤمروا بها .
وأيضا
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ چ المائدة: 14
في هذا السياق أخبر سبحانه وتعالى حال النصارى وأنه لايختلف عن حال اليهود كأنهم شربوا من ماء واحد في عدم أيمانهم بالله متناسين كثيرا مما أخذ عليهم العهد والميثاق فيه .
وهناك تناسي ايجابي مثل سلوك العالم مع الجاهل وسلوك الحليم مع الغاضب حيث لايلتفت
لكلام وسلوك الجاهل معه ويتناسى الموضوع . ولهذا أشار القران الكريم
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ چ الفرقان 63
أسباب النسيان
هناك عدة أسباب للنسيان سنحاول أن نستجمع أكبر قدر منها , والله المستعان . فعدم التركيز في تثبيت العلم وتزاحم الأفكار في الذهن , مع غياب القرائن المساعدة للأستحظار, وكذلك كثرة الأعمال والمسؤوليات التي قد تؤدي إلى الإرهاق الفكري والبدني , فالإنسان ضعيف بطبعه . ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ چ النساء: 28
وكذلك قوله تعالى في وصف حال مريم وضعفها
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ چ مريم: 22 – 23
لما حملت بعيسى خافت من الفضيحة فباعدت عن الناس مكانا قصيا , فلما قرب ولادها ألجأها المخاض إلى جذع نخلة , فلما آلمها وجع الولادة , ووجع الانفراد عن الطعام والشراب , ووجع قلبها من مقالة الناس , وخافت عدم صبرها , تمنت أنها ماتت قبل هذا وكانت نسيا منسيا فلا تذكر .
وهذا التمني بناءا على ذلك المزعج , وليس في هذه الأمنية خير لها ولا مصلحة , وإنما الخير والمصلحة بتقدير ماحصل .
فبسبب ضعفها في تلك اللحظات تمنت النسيان لأنه سيكون نعمة بالنسبة إليها (رضي الله عنها وأرضاها ) .
وكذلك الحال في سورة يوسف
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ چ يوسف: 42
ففي هذه الآية يظهر الضعف البشري وكيف نسى العبد الذي سجن مع يوسف (عليه السلام ) أن يذكره عند ربه وكان نتيجة هذا النسيان أن لبث يوسف في السجن بضع سنين . وفي هذا عبرة للناس وبيان ضعفهم وأنه عليهم أن يقطعوا كل الأسباب ويتمسكوا فقط بأسباب الله ويعتمدوا عليه لاعلى غيره من المخلوقين .
فلو تسلط عليهم الشيطان أنساهم ذكرهم , وان تمكن منهم أنساهم ذكر الله سبحانه وتعالى .
أيضا من أسباب النسيان الأمراض البدنية والتي قد تؤدي إلى زوال بعض الذاكرة أو كلها , عافانا الله وإياكم , والمسمى الآن ب ( الزهايمر ) .
وكذلك عدم الاهتمام بالروحيات ( الغذاء الروحي ) , فعندما لايهتم الإنسان به يحدث لديه ضعف واضح في هذا الجانب , يؤدي إلى ضعف فكره , حيث أن الإنسان يتأثر بالجوانب المادية والمعنوية . والعلم له جانبان جانب مادي يتمثل بالمعلومات المخزنة في الذهن وجانب معنوي يتمثل بالروحانيات .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ چ الكهف: 57
الإنسان في حاجة دائمة إلى نوعين من الغذاء، غذاء مادي لتلبية مطالبه الجسدية، وغذاء روحي لتلبية مطالبه الروحية، وبما أن الجسد من الأرض فغذاؤه من طعام وشراب من عناصر الأرض، وبما أن الروح من نور الله فغذاؤه كذلك من نور الله وروحه. هذا الغذاء النوراني الروحاني قد أنزله الله تعالى إلى الناس على يد أنبيائه.
فكلام الله تعالى نور وذكره وعبادته نور وضياء،
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ چ المائدة: 15 - 16
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پپ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ چ الشورى: 52
فهذا النور الذي جاء من عند الله، وهذا الروح الذي أوحاه إلى رسوله، صلى الله عليه وسلم، هو الغذاء الروحي الذي يحفظ للإنسان التوازن في حياته.
ولأهمية هذا الغذاء الروحي في حياة الإنسان، تولى الله ـ سبحانه ـ ورسوله وضع نظامه، فحدد مقاديره الضرورية التي لايجوز أن ينقص منها شيء، وفرض الله تعالى على الناس فرائض وحدَّ حدوداً، ونهى عن تضييع شيء منها.
العبادات التي فرضها الله تعالى من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍّ، وأقامها على أساس توحيده، وجعلها أركاناً وقواعد للإسلام، هي هذا النظام الحكيم الذي وضعه لتغذية الروح وتزكية النفس.
حدد الله تعالى القدر الضروري من تلك العبادات وعين مقاديرها ومواقيتها، وأمر أمراً جازماً بأدائها على أكمل وجه ممكن، وشدد الوعيد على تركها أو التهاون في أدائها، أو إخراجها عن وقتها. وجعل الصلاة أهم عنصر في هذا الغذاء الروحي. ففرض، إقامتها خمس مرات في اليوم، وعيّن أوقاتها وعدد ركعاتها.. وأخبر أنها زاد روحي ومعنوي للإنسان في حياته، وأمر بالاستعانة بها،
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ چ البقرة: 45
ونوَّع الله تعالى العبادات لتكون غذاء روحياً متنوعاً، ولكل نوع منافعه وفوائده التي تلبي نوعاً معيناً من مطالب الروح والقلب.
وأي تقصير في أداء هذه العبادات، وفي الالتزام بنظامها المحدد، هو في الحقيقة ظلم للنفس، لأنه يؤدي إلى حرمان الروح من حقه، وليس من الرشد أن يترك الإنسان روحه في جوع وفقر مُدْقِع، ويبالغ في تغذية جسده وإشباع مطالبه، لأنه إن فعل ذلك أهدر إنسانيته وأضاع التوازن الذي هو قوامها، وانحدر بنفسه إلى مرتبة أسفل الكائنات .
وأيضا من أسباب النسيان فقدان الأمن والأمان , وغياب الراحة , وكذلك الفقر وصعوبة العيش في المجتمعات الفقيرة فهي مختلفة في جميع الأبعاد , لان الفقر يترك أثرا سلبيا على نفس الإنسان وشخصيته ومدى قوة ذاكرته وتفكيره .
وكذلك الصدمات الخارجية والداخلية التي يتعرض لها الإنسان , كحوادث السير والحروب والمشاكل المفرقة التي تسبب له هزة داخلية من أثر الصدمة الخارجية , وكذلك العجلة في الأمور
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭣ ﭤ ﭥ ٹٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ چ الأنبياء: 37
فأن الإنسان العجول والسريع في أغلب أموره الصغيرة والكبيرة ,المهمة وغيرها , يتعرض في الغالب إلى النسيان لأن تركيز الذهن على أداء العمل بصورة سريعة يسبب الإرباك في استحضار أوضح الأمور .
وأيضا الاحتفاظ بالأمور وعامل الزمن والشيخوخة يؤديان إلى أن يفقد الإنسان بعض تركيزه , ويكثر نسيانه , كما هي حال الإنسان .
وأما حب الدنيا فمن الأمور العظيمة التي تؤدي إلى أن ينسى الإنسان أشياء كثيرة معظمها يدور حول الآخرة , فمن أحب الدنيا نسي حب الآخرة والاستعداد لها , ومن زهد في الدنيا تذكر دائما اليوم الآخر , ولا ينسى أبدا ذكر الله سبحانه وتعالى .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ چ الأنعام: 44
والمقصود أي تركوا ماذكروا به وأعرضوا عما ذكروا به , لأن النسيان لو كان على حقيقة لم يؤاخذوا به إذ ليس هو من فعلهم .
والمعنى أنهم لما تركوا الاتعاظ بما ذكروا به من البأساء والضراء وأعرضوا عن ذلك .وقوله تعالى (فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) ,أي استدرجناهم بفتح أبواب كل نوع من أنواع الخير عليهم , حتى أذا فرحوا بما أوتوا من الخير على أنواعه فرح بطر وأشر , وعجبوا بذلك وظنوا أنهم أعطوه لكون كفرهم الذي هم عليه حقا وصوابا ,
أخذناهم بغتة على غرة من غير تقدمة أو أمارة . فإذا هم مبلسون , والمبلس هو الحزين الآيس من الخير لشدة مانزل به من سوء الحال . ومن ذلك اشتق أسم إبليس .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ چ الزمر: 8
فإذا مس الإنسان بلاء في جسده من مرض أو عاهة , أو شدة في معيشته وضيق , دعا ربه واستغاث بربه الذي خلقه من شدة ذلك , ورغب إليه في كشف مانزل فيه من شدة ذلك منيبا إليه , تائبا إليه مما كان من قبل ذلك عليه من الكفر وإشراك الآلهة والأوثان به في عبادته راجعا إلى طاعته . ( ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ) أي ترك دعاءه الذي كان يدع إلى الله من قبل أن يكشف ماكان به من ضر .
وفي حب الدنيا وأنها داعية لنسيان حق الله تعالى على العباد , يقول تعالى مخبرا عن حال قارون أن لايبغي على قومه بكثرة ماله وما آتاه الله في الدنيا من مال وان يلتمس فيما آتاه الله من الأموال خيرات الآخرة بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا , ويقول له لاتترك نصيبك وحظك من الدنيا أن تأخذ فيها نصيبك من الآخرة فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ چ القصص: 77
وأما في قوله تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے چ الفرقان: 18
فهنا نزهوا الله سبحانه وتعالى من أن يكون معه أله وقالوا ماكان ينبغي لنا أن نأمرهم بعبادتنا ونحن نعبدك , ولكن متعتهم وآبائهم في الدنيا بطول العمر والصحة والنعمة , حتى نسوا الذكر وتركوا الموعظة والإيمان بالقرآن .
وقيل تركوا ذكركم وغفلوا عنه وكانوا قوما بورا هلكى , غلب عليهم الشقاء والخذلان وأصله من البوار وهو الكساد والفساد .
وهذا حال من غرته الحياة الدنيا وأنسته ذكر الله واليوم الآخر .
وأما السبب الآخر من أسباب النسيان فهي حركة الشيطان وتسلطه على بني آدم بالنسيان ليلهيهم عن ذكر الله , وعن الخير والمعروف , كما قال تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ چ الكهف: 63
وفي نسبة النسيان إلى الشيطان أدب قرآني رفيع , وهو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن استناد فعل المكروهات والمحقرات وغير ذلك إليه , علما أن الفاعل الحقيقي لكل ذلك هو الله سبحانه وتعالى , ولا فاعل على الحقيقة سواه , وهو من قبيل ( وإذا مرضت فهو يشفين ) .
وهذه مقارنة بسيطة بين النسيان الذي من الله والنسيان الذي هو من فعل الشيطان :
بتأمل قوله تعالى ( سنقرئك فلا تنسى ) وقوله تعالى ( وماأنسانيه ألا الشيطان أن أذكره ) .
فالأول رحمة من الله سبحانه لنبيه , والثانية خذل من الشيطان لفتى موسى عليهما السلام . فالنسيان قد يكون من الله سبحانه فهو خير ليفرحك , مثلا أن ينسيك مايحزنك , أو ليعلمك ماهو أفضل مما عندك , أو ليعلمك صفة أو خلق أزكى لك .
وأما ماكان من الشيطان فهو نسيان شر ليحزنك , فمثلا أن ينسيك الأشياء المفرحة في حياتك أو المهمة والضرورية بالنسبة لك , أو ينسيك العلم , أو ليصدك عن الطاعة وذكر الله , ولا يذكرك إلا بالأشياء المحزنة التي تقودك للألم والحزن واليأس والقنوط .
ماذكر في النسيان بأنه صفة من صفات الإنسان
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ چ طه: 115
أي ولقد وصينا آدم وأمرناه وعهدنا إليه عهدا ليقوم به فالتزمه وأذعن له وانقاد وعزم على القيام به , ومع ذلك نسي ماأمر به وانقضت عزيمته المحكمة فجرى عليه ماجرى , فصار عبرة لذريته وصارت طبائعهم من طبيعته . نسي آدم فنسيت ذريته وخطئ فخطئوا .....ومن يشابه أباه فما ظلم .
أن الإنسان بطبيعته البشرية ينسى أحيانا أمورا فيها من العظم والخير الشيء الكثير . فكون النسيان صفة من صفات الإنسان وإنما سمي إنسانا لنسيانه , نهى سبحانه وتعالى أن ينسى المودة والإحسان سواء على الصعيد الضيق في الأسرة خاصة بين الزوج وزوجته ,
وحتى على الصعيد الواسع كمجتمعات وشعوب وقبائل .
ٹ ٹ ( ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ) البقرة: 237
وهذا مايسمى النسيان السلبي الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه في آياته .
وأيضا في قوله تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ چ البقرة: 286
ففي دعاء المؤمنين هنا أثبات صفة النسيان لهم وأنه صفة في ذات الإنسان , باعترافهم أنهم بشر ينسون , فهم يدعون الله سبحانه أن لا يعاقبهم أن تركوا فرضا على جهة النسيان أو فعلوا حراما , كذلك لو أخطئوا الصواب في العمل جهلا منهم بوجهه الشرعي .
وقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة ( قال الله نعم ) ولحديث ابن عباس قال الله ( قد فعلت ) , وقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان والاستكراه ) .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ چ الكهف: 24
في هذه الآية جانب تربوي للأمة من خلال هذا الموقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعلى المؤمن أن يربط كل شيء بمشيئة الله سبحانه وتعالى وأرادته ولا يغفل عن ذلك , وأن غفل فليذكره في أول سانحة أو خاطرة . فالنسيان صفة من صفات الإنسان والواجب عليه أن يحاول قدر استطاعته أن لاينسى ذكر ربه . فكل يمكن أن ينسى إلا الله يجب أن يكون ذكره في القلب واللسان .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ چ الكهف: 73
ففي رفقة موسى للخضر عليهما السلام طلبا للعلم وبعد اعتذار موسى عن نسيانه وطلبه السماح بالتغاضي عما بدر منه وأن لايحاسبه ويشق عليه الأمر ويرهق من أمره .
فهذه المرة الأولى التي أعترض فيها موسى على ما يفعله الخضر عليهما السلام , وكما قال صلى الله عليه وسلم ( فكانت الأولى من موسى نسيانا , والثانية عمدا , والثالثة فراقا ) .
وعند مسامحة الخضر له على هذه الأولى دليل إنشاء الله أن الإنسان لا يؤاخذ بالنسيان والسهو ( ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا ) . فحتى نبي الله موسى عليه السلام بعد أن قطع وعده على عدم السؤال والاستفسار نسي وعده عند أول حادثة رآها من الرجل الصالح , فكيف بباقي البشر .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ چ طه: 88
في إضافة النسيان لموسى من قبل أصحابه بعدما اتخذوا العجل أنه نسي موضع إلهه وأنه تركه عندهم ( أي العجل ) وذهب يبحث عنه وهذا إنما لسخافة عقولهم وأثر كيد السامري بهم .
ماذكر في حال الإنسان ينسى نفسه ( يتركها )
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے چ البقرة: 44
يقول تعالى كيف يليق بكم يامعشر أهل الكتاب , وأنتم تأمرون الناس بالبر والخير أن تنسوا أنفسكم فلا تأتمرون بما تأمرون الناس به .
ففي هذه الآية ذم الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب وخاصة علماء بني إسرائيل , حيث كانوا يقرؤون التوراة ويأمرون بعض العرب بالإيمان والإسلام ونبيه ويتركون أنفسهم فلا يأمرون بذلك والآية شاملة لكل من يأمر الناس بالمعروف والعمل الصالح وينسى نفسه دون أن ينصحها فهو قول بلا عمل .
والذم هنا على تركهم أنفسهم فهي أولى بالنصيحة ومن أراد أن يطاع فيما يأمر به عليه أن يثبت العمل مع القول , ويصدقه قوله عليه الصلاة والسلام في ماأخرجه الإمام أحمد (( مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار , قال : قلت من هؤلاء ؟ قالوا خطباء أمتك من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون )). وهنا يظهر قبح سلوك من يأمر غيره بالخير ولا يفعله . والسيئة قبيحة وكونها من عالم فهي أشد قبحا .
وكذلك في قوله تعالى : ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ گ گ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ چ يس: 78
يقول الإمام الطبري رحمه الله في ثنايا تفسيره لهذه الآية أنها نزلت في أبي بن خلف أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ففته ثم ذراه في الريح ثم قال : يامحمد من يحيي هذا وهو رميم . قال : الله يحييه ثم يميته ثم يدخلك النار . قال فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد . ويقول : فنسي خلقنا إياه كيف خلقناه وأنه لم يكن ألا نطفة فجعلناها خلقا سويا ناطقا فلم يفكر في خلقنا إياه فيعلم أن من خلقه من نطفة حتى صار بشرا سويا ناطقا متصرفا لايعجز أحياء , والعظام الرميم بشرا كهيئتهم التي كانوا بها قبل الفناء .
وقوله تعالى في سورة ص
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ چ ص: 26
يقول تعالى ذكره : أن الذين يميلون عن سبيل الله وذلك الحق الذي شرعه لعباده وأمرهم بالعدل فيه فيجيرون عنه في الدنيا , لهم في الآخرة يوم الحساب عذاب شديد على ضلالهم عن سبيل الله بما نسوا أمر الله . يقول : بما تركوا القضاء بالعدل والعمل على طاعة الله .
وقوله تعالى : ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮤ ﮥ ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ چ التوبة: 67
ذكر هنا جملة أحوال المنافقين , وأن ذكورهم كإناثهم وهم متناهون في النفاق والبعد عن الإيمان , وفيه إشارة إلى نفي أن يكونوا مؤمنين , فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
والنسيان هنا هو الترك , أي تركوا ماأمرهم به فتركهم من رحمته وفضله , لان النسيان الحقيقي لايصح أطلاقه على الله سبحانه وتعالى , وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان .
وكذا في قوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ چ الأنعام: 41
فهنا بيان لحال من يشرك بالله في الدنيا وينسى الله ويترك عبادته , فعندما يأتيه العذاب ينسى آلهته التي كان يعبدها من دون الله , ويدع الله وحده أن يكشف ما به من عذاب ويترك ما يشرك به . وقوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ چ چ چ چ الحشر: 19
أي تركوا أمر الله , أي حظوظ أنفسهم حتى يقدموا لها الخير .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ چ المؤمنون: 109 – 110
أي وكذلك لم يكن جرمكم أنكم كفرتم فحسب واقتصرتم على أنفسكم بالكفر وهو جرم عظيم , أنما بلغ بكم السفه والتوقح أن تسخروا ممن آمنوا وراحوا يرجون رحمة الله وغفرانه , وأن تضحكوا منهم حتى يشغلكم هذا الهذر عن ذكر الله ويباعد بينكم وبين التدبر والتفكر في دلائل الإيمان المبثوثة في صفحات الوجود .. فانظروا اليوم أين مكانكم ومكان أولئك الذين تسخرون منهم وتضحكون .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕپ پ پ پ ﭚ چ طه: 126
ويقول تعالى كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وتركتها وأعرضت عنها وكذلك اليوم تنسى , أي تترك في العذاب . فأجيب بأن هذا عملك والجزاء من جنس العمل , فكما عميت عن ذكر ربك وعشيت عنه ونسيت حظك منه , أعمى الله بصرك في الآخرة فحشرت إلى النار أعمى , أبكم , أصم , وأعرض عنك ونسيك بالعذاب . وليس معنى هذا أن الله سبحانه وتعالى ينساه بمعنى النسيان , أنما هو بمعنى الترك فيتركه في العذاب كالمنسي ولا أحد يلتفت لحاله .
ذكر ماورد من النسيان الذي يسببه الشيطان
ورد ذكر النسيان المنسوب إلى الشيطان في عدة مواضع , ذكرنا منها سابقا قوله تعالى ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ چ الكهف: 63
وكذلك قوله تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ چ الأنعام: 68
والخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصلح له , وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسامح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة نبيه . ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها علم أن مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات أهون من مجالسة المبتدعة , والمعنى أن أنساك الشيطان أن تقوم عنهم فلا تقعد بعد الذكرى أذا تذكرت .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ چ المجادلة: 19
في أشارة إلى أن النسيان وسيلة للشيطان ليستحوذ على الإنسان بنسيانه ذكر الله , فمن تغلب عليه الشيطان وأنساه ذكر ربه كان من حزب الشيطان الخاسر .
وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تشير إلى طرق استحواذ الشيطان – نعوذ بالله منه – على الإنسان ومنها النسيان وما هو إلا طريق من طرق كثيرة ميسرة لمن غفل عن ذكر ربه .
ماذكر في تنزيه الله سبحانه من صفة النسيان
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮤ ﮥ ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ چ التوبة: 67
بعد أن أثبتنا بالأدلة القرآنية صفة النسيان للإنسان , فمن الطبيعي أن ننزه الله جل جلاله عن هذه الصفة , فمن المستحيل أن يشترك الخالق والمخلوق بنفس الصفة خاصة أذا كانت صفة نقص .
فالنسيان المنسوب إلى الله سبحانه وتعالى هو للمنافقين الذين نسوه وتركوا ذكره , ليس بمعنى النسيان اللغوي المعروف , وإنما النسيان هنا ( الترك .. أي تركوا ماأمرهم به فتركهم من رحمته وفضله , لأن النسيان الحقيقي لايصح أطلاقه على الله سبحانه وتعالى .
وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چچ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ چ السجدة: 14
فيقال لهؤلاء المشركين بالله أذا هم دخلوا النار : ذوقوا عذاب الله بما نسيتم لقاء يومكم هذا في الدنيا . وقوله تعالى ( أنا نسيناكم ) يقول أنا تركناكم اليوم في النار .
يقول قتادة : نسوا من كل خير أما الشر فلم ينسوا منه .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ چ الجاثية: 34
أي تركتم الأيمان والعمل للقاء هذا اليوم فستتركون في عذاب النار , والجزاء من جنس العمل .
وأكد الله سبحانه وتعالى أنه يحفظ أعمال العبد ولا ينساها , بل هم من يمكن أن ينسوا ماقاموا به , ونفى الله عن نفسه النسيان وأنه أحصى أعمالهم كلها مهما دقت وصغرت كما قال تعالى :
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ چ المجادلة: 6 وكذا قوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ چ مريم: 64 وأيظا
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پپ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ چ طه: 52
فأنه سبحانه أحصى أعمالهم من خير وشر وكتبه في كتاب , وهو اللوح المحفوظ وأحاط به علما فلا يضل عن شيء منها ولا ينسى ماعلمه منها .
ولهذا فمن طرق معالجة النسيان ( بالنسبة للإنسان ) هو الكتابة فأن الأمور التي تكتب ممكن أن يستحضرها الإنسان , عندما ينساها يقرأ ماكتب فيذكره كما في قوله تعالى
ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚﭛ چ البقرة: 282
أي حتى لاتنسوه . وقيل أيضا ( قيدوا العلم بالكتابة ) خشية الاندثار والضياع والنسيان .
الخاتمة :
مع أن الكلام يطول في بحث صفة النسيان ألا أننا نكتفي بهذا القدر راجين الله سبحانه أن نكون قد وفقنا في تقديم ولو الجزء اليسير والمفيد وأن ينفعنا بما تعلمنا وأن يكون جهدنا المتواضع هذا خالصا لوجهه الكريم .
وأعلموا أخوتي وأخواتي
أن النسيان بالرغم من أنه صفة نقص للإنسان , ألا أنه نعمة كبيرة من نعم الله علينا و فالحكمة منه كبيرة وخفية وظاهرة .
منه أنه لولا النسيان لما انتهت للإنسان حسرة أو حزن أو مصيبة . ولا نسى حقد حمله في صدره لأحد , ولا تمتع بشيء من متاع الدنيا مع تذكر المصائب والمخاطر التي تنغص عليه عيش أيامه بكل آلامها وأحزانها .
فالحمد لله المنعم المتفضل , ونسأل الله جل جلاله نسيان كل مامن شأنه أن يسبب لنا الحزن والشقاء , وأن لاننسى ذكره وشكره , ونسأله أن يثبت العلم في قلوبنا ويرزقنا تذكره وتدبره .
ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا ونبينا محمد ابن عبد الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
المراجع :
1- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير , المجلد الأول , الطبعة الرابعة .
2- فتح القدير للشوكاني , الجزء الثاني , المكتبة العصرية .
3- مختصر تفسير البغوي ( معالم التنزيل ) , المجلد الثاني .
4- في ظلال القرآن لسيد قطب , الجزء الرابع , دار الشروق .
5- تفسير ابن كثير , الجزء الأول , دار القلم .
6- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي , دار الحديث , القاهرة .
7- مباحث في التفسير الموضوعي , أ.د. مصطفى مسلم , دار القلم .
8- تفسير السعدي , من موقعه على الانترنت
9- تفسير الطبري ( جامع البيان في تأويل القرآن ) , المجلد العاشر .
10- الأبعاد التربوية للعبادة في الإسلام ( مدخل عام ) للدكتور أحمد أبو زيد , من موقعه على الانترنت .
الفهرس :
الموضوع رقم الصفحة
1- المقدمة ........................................................ 3
2- التمهيد ......................................................... 4
3- تعريف النسيان ................................................ 5
4- أنواع النسيان .................................................. 7
5- أسباب النسيان ................................................. 12
6- مقارنة بين النسيان من الله والنسيان من الشيطان ........... 20
7- ما ذكر في النسيان أنه صفة من صفات الإنسان ............ 24
8- ماذكر في حال الإنسان ينسى نفسه ( يتركها ) .............. 28
9- ذكر ماورد من النسيان الذي يسببه الشيطان ................. 32
10- ماذكر في تنزيه الله سبحانه من صفة النسيان ...... 35
11- الخاتمة ................................................ 39
12- صفحة المراجع ....................................... 40
13- صفحة الفهرس .......................................