صفة العلو لله سبحانه عند الصحابة

غازي أحمد

New member
إنضم
15/10/2013
المشاركات
97
مستوى التفاعل
1
النقاط
6
الإقامة
عمان ، الأردن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

هذه نقول صحت عن الصحابة في إثباتهم لصفة العلو لله سبحانه،


1- قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه (حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم): "أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون، فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الله الذي في السماء، فإن إلهكم حي لا يموت" (البزار في مسنده و الدارمي في الرد على الجهمية و البخاري في تاريخه، إسناد البزار حسن فيه محمد بن فضيل بن غزوان الضبي روى له الشيخان ولا ينزل عن مرتبة الإحتجاج بحال،)


2- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مائة عام، وبين كل سماءين مسيرة خمس مائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمس مائة عام، وبين الكرسي إلى الماء خمس مائة عام، والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه " (البخاري في خلق أفعال اعباد والدارمي في الرد على الجهمية وابن خزيمة في التوحيد وابن ابي الدنيا في العظمة و محمد بن عبدالله بن أبي الزمنين)
وأما اسناده: قال الهيثمي: مجمع الزوائد 1/91 رجاله رجال الصحيح وقال الذهبي في العرش إسناده صحيح، وصححه ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة


3- قال مجاهد: قلت لابن عباس: إن ناسا يكذبون بالقدر. فقال: إنهم يكذبون بكتاب الله، لآخذن بشعر أحدهم، فلأنفضن به. إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا، فكان أول ما خلق الله القلم، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه (تفسير الطبري وإسناده صحيح)


4- قالت عائشة رضي الله عنها: " وايم الله، إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت، تعني: عثمان، ولكن علم الله من فوق عرشه أني لم أحب قتله " (الرد على الجهمية للدارمي بإسناد صحيح، والدارمي قال فيه ابن حبان :أحد أئمة الدنيا)


5- مر عبد الله بن عمر براع، فقال: " يا راعي الغنم، هل من جزرة؟ قال الراعي: ليس هاهنا ربها، فقال له ابن عمر: تقول له: إنه أكلها الذئب، قال: فرفع الراعي رأسه إلى السماء، ثم قال: فأين الله؟ ! قال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول: أين الله، فاشترى ابن عمر الراعي، واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم "، وقد روينا هذا، من وجه آخر في باب الأمانات، وفيه: أنه وجده صائما في يوم حار، فأراد أن يختبر ورعه فطلب منه البيع (البيهقي بإسناد حسن ومحمد بن نصر الصائغ قال فيه الدارقطني: صدوق فاضل ناسك)


6- قال أنس بن مالك رضي الله عنه: " جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: اتق الله وأمسك عليك زوجك "، قال أنس: لو كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كاتما شيئا لكتم هذه، قال: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات (البخاري)
 
قال الله عز وجل "أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض " وقول أبي بكر رضي الله عنه في هذا اللفظ " إلاهكم الذي في السماء" لا يختلف عن التعبير القرآني القطعي الثبوت. ولفهم الآية يُرجع إلى أهل التفسير في القرن الثاني والثالث لأنهم الذين حفظ لنا التاريخ كتبهم وبعضها تضمن أقوالا رويت شفاها تعود إلى ما قبل ذلك. ويوجد فرق يتغاضى عنه كثيرون بين أن تمرّ الآية والأثر على ظاهره وبين أن تصرّح بأنك "تثبت" أو أن تعزو إلى السلف أنهم كانوا "يثبتون" أو أن تطالب المسلمين أن يصرّحوا بأنهم "يُثبتون" فهذه أربعة مواقف للفكر لا يجوز غض الطرف عن الفرق بينها ومن لم يفرّق بينها فليس بمنأى عن أن يخوض في ما ليس له به علم وقد استعاذ نوح عليه السلام "رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم" ونحن نقتدي به عليه السلام فنستعيذ بالله تعالى أن نخوض ما ليس لي به علم. ولست أعلم على طول ما أنفقته من وقت بين الكتب من هو أول من ساوى بين كون علماء السلف الصالح يمرّون النصوص على ظاهرها وهو مقتضى ورعهم وبين التصريح بالإثبات وقد رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية ينسب إلى ما سماه السلف أنهم كانوا يثبتون الصفة ويمرون النص على ظاهره فيبدو لي - وأنا لست من علماء العقائد ولكني منخرط في سلك "المثقفين المستهلكين" - أنه غفر الله له يساوي بين تلك الأربعة وجوه في فهم النص أو على الأقل بين اثنين منها وهو ( إمرار النص على ظاهره) و( إثبات الظاهر) ولا نستطيع اليوم أن نساوي بينها وسوف يفيدنا التفريق بينها في أمور كثيرة. ويجعلنا نقترب من مذهب السلف أكثر ولكن أولى مهامنا أن نعرف من هو أول من صرّح في كتاب مكتوب أن مذهب السلف في فهم مثل هذه الأمور هو الإثبات. ومهما كان ذلك الرجل الذي أجهله شخصيا ولكني آمل أن تكون من بركات هذا المنتدى أن يدلّني مجزيّ الخير على أقدم المؤلفين موتاً ممن صرّح أن مذهب السلف أنهم كانوا "يثبتون" لنستطيع أن نتأمل موقفه. فنحن متأكدون أن السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يمرّون هذه النصوص على ظاهرها ويقولون آمَنَّا به كلٌّ من عند ربنا ولكن أين نصٌّ يقول فيه أحدهم "أثبت لله كذا". فكيف ساوى بعض الناس كشيخ الإسلام رحمه الله بين إمرار الآية على ظاهرها وبين "إثبات" ظاهرها. كتبت هذا التعليق لأَنِّي تساءلت من قبل عمن يعرف من هو أول من ساوى في كتاب مكتوب بين الأمرين فلم أجب.
فمذهب السلف في هذه الأمور هو أنهم يجرونها على ظاهرها ولا يخوضون فيها ويؤمنون بها وهذا المذهب يختلف عما يلي مما ذكرته ولكني أعدده هاهنا جلبا لانتباه من تجتلب المسألة اهتمامه لعله يشاركنا التفكير فيها:
٢. أن تصرح أنك تثبت لله عز وجل ظاهر اللفظ
٣. أن تعزو إلى سلف لديك أنهم كانوا يثبتون الظاهر
٤. أنْ تدعو الناس إلى أن يساووا كما ساويت أنت بين (إمرار اللفظ على ظاهره دون خوض فيه) وبين (أن تصرّح بأنك تثبت ظاهره) وبين ( أنْ تعزوه إلى السلف)
ولحين أن يتفضل علينا أحد المتخصصين في العقائد من الإخوة الفضلاء فيدلنا على أول من عزا إلى السلف الإثبات فإننا نظن أن مراتب الخطاب ووجوه الفهم الأربعة غير متطابقة.
فالنصوص التي بين أيدينا من فهوم العلماء لهذه المسائل هي أنهم يجرونها على ظاهرها دون صرف للفظ عن ظاهره دون تصريح بالإثبات. ولا يوجد الإثبات إلا لدى من لا يرى فرقا بين تلك المراحل الأربعة من مراحل الفكر في فهم النصّ أو بين بعضها.
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد،
وبعد،
أخي الكريم النقول التي تثبت علو الله تعالى على عرشه كثيرة كثيرة،و كون السلف الصالح قالوا أمروها كما جاءت لا يعني بحال أنهم لم يفهموا منها قدرا معينا، إنما الذي جهلوه كيفية هذه الصفات۔
فهذا مثلا سيدنا مجاهد بن جبر : يفسر الإستواء بالعلو ، وعلى هذا جرى سلف الأمة وقد ألف الإمام البخاري كتابه خلق أفعال العباد في الرد على المعطلة ونقل أقوال السلف عمن عطل العلو۔
الأن عندما أسمع قوله تعالى:( أأمنتم من في السماء ) والمراد هنا الله تعالى ، فهل هذا النص هو طلسم لا يفهم أنه تعالى فوق خلقه في السماء (أي العلو) أم أننا نفهم قدرا منهم وهو أن الله في السماء و إنما جهلنا كيفية علوه ؟
ولا شك أيضا أن مقولة الله فوق عرشه أو على عرشه الأصل فيها أنها تصف ذات الله، إذ لا يفوتك أن الأسماء أعلام على الذوات ۔ فالاسم (الله) علم على ذات الله، فلما أقول لك الله فوق العرش فهذا يعني أن ذاته فوق عرشه۔ فإن سألتني كيف علوه قلت لك : لا أعرف۔
ومقصود السلف بأمروها كما جاءت أي أنها مفهومة لا تحتاج تفسيرا ، وترك التعرض لتفسيرها لتفادي الخوض في الكيف۔
 
صحيح أخي غازي ففي الواقع أن كون الله في السماء هو الذوق الفطري لكن ما هو مستوقف للنظر التأكيد على قضية أثبت لله صفة كذا وهل تثبت لله صفة كذا مما لم نعتد أن نطالعه في كتب الأقدمين بهذا الشكل المسترعي للانتباه. فالسلف لم يخالفوا الفطرة في الإقرار والإمرار ولكن المستخدمين لمذهب السلف قد خالفوا معهودهم في التعامل مع هذه المواضيع فلا يأمن الذين يبددون أوقات المسلمين بكثرة طرح هذه الأمور من قوله تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلّ من عند ربنا وما يذّكّر إلا أولو الألباب". وتقبل الله طاعاتكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين لنا أن هذه الآيات متشابهة ؟ و من قال ذلك ، السلف فسروا الإستواء بالعلو وخاضوا في ذلك والمسألة فيها إجماع نقله غير واحد
ثانيا، العقيدة هي أصل الأصول وينبغي أن ينبري لها من الأمة رجال ينفون عنها البدعة وينصرون السنة ۔۔۔ و هذا ما زال دأب السلف ۔ ولو أردت أنقل لك عشرات المؤلفات الخاصة بالعقيدة في عهد السلف، و من ذلك مثلا كتاب خلق أفعال العباد للبخاري والشريعة للآجري والإيمان لابن سلام و غيرهم كثير۔
 
أخي غازي تقبل الله طاعاتكم نحن فقط نخاف من أن كثرة الخوض في هذه المسائل ولو بحسن نية ، وبطريقة تخالف معهود السلف الصالح في التعامل معها كما حصل في العقود الأخيرة أن نقع تحت قوله تعالى ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) فقد يحاجّ رجلٌ في هل آيات الصفات أو بعضها من المتشابه أم لا، ويمكنه أن يُقنع نفسه بأحد القولين لينتصر لما يظنه الحقّ، ولكنه يسلك طريقاً يخالف طريقة مذهب السلف وورعهم وأخلاقهم. فلم نقرأ لأحدٍ من السلف ولا عنه أنه سأل مسلماً أين الله، مثلا. أرجو أن تتفكّر في ذلك وتقارنه بما تراه في المنتديات من مراء وجدال وعناد. وفقنا الله وإياك وتقبل صيامكم
 
أمّا مناقشة المسألة علميا وتاريخيا وتتبع تطور فهم هذه المسألة فهو مهمّ لكنه من خاصّ العلم حقه أن يدرس في الدراسات العليا في العقائد لا يُختزل ويبتسَر ويعمم شفاهيّاً على الناس حتى الأميين وأشباه الأميين، فالفرق بين العقيدة والورع وهما ما كان عليه السلف وبين دراسة تاريخ تناول المسألة بين العلماء وترتيب تلك الأقاويل وبيان قربها وبُعدها عن مقصد الدين وظاهر ما دلت عليه النصوص وفهوم علماء السلف لها فيما نقلته عنهم صحاح الأخبار هو أمر مهم يقود التغاضي عنه إلى مفسدة عظيمة في العلم والدين.
 
عودة
أعلى