صدرت الطبعة الثانية من كتاب ((المنتقى في تهذيب تفسير ابن كثير)) للدكتور الشيخ إبراهيم خليل المشهداني الهاشمي
عن دار بيت الأفكار الدولية، وهي الطبعة الأولى لها 2010م
وقد نُشر الكتاب في طبعته الأولى في العراق قبل أكثر من ثمانية عشر سنة بعنوان ((المنتهى في تهذيب تفسير ابن كثير)). ولكن المؤلف غير اسم الكتاب لنصيحة أحد طلبة العلم، ولمناسبة ذلك لعمله، وبعداً عن التزكية في معنى المنتهى.
أما طريقته في تهذيب ((تفسير ابن كثير))
قال الدكتور: "يمكن تلخيص طريقتنا في تهذيب تفسير ابن كثير بما يلي:
1- اتبع ابن كثير منهج التوسع بذكر الآيات المشابهة للآية التي يفسرها، وهذه هي الطريقة المثلى في التفسير، إلا أنه يمكن الاقتصار لتبيان معنى الآية على آية أو آيتين أو ثلاثة مقاربة لمعناها، دنو التقصي لجميع الآيات المقاربة لها في المعنى، ونختار الآيات الأكثر شبهاً من غيرها.
2- أعاد ابن كثير نفس كلامه في الآيات التي لها نفس المعنى ثانية، بينما طريقتنا الإشارة إلى الكلام الأول,
3- وكذلك الاستشهاد بالأحاديث ينطبق عليها نفس الكلام السابق.
4- يذكر ابن كثير الأسانيد لكل حديث، وطريقتنا اختصار أسماء الرجال في السند والاكتفاء بذكر المخرجين للحديث، كأصحاب الكتب الستة،والإمام أحمد، وابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وغيرهم.
5- يذكر ابن كثير أحاديث كثيرة في موضوع معيّن، فنشير إلى الأحاديث دون أن نسردها، فنقول: وقد أورد ابن كثير أحاديث في هذا المعنى.
6- وأحياناً يذكر ابن كثير أحاديث لا تصح في تفسير الآية ويفندها، فنشير إليها إشارة دون تفصيل، وقد نهملها أحياناً وخصوصاً الإسرائيليات، كما ورد ذلك في تفسير سورة البقرة والنساء والمائدة والأعراف والكهف، والسور الأخرى التي تتحدث عن بني إسرائيل والأنبياء، والتي يكثر المفسرون في إيراد الإسرائيليات عند تفسيرها.
7- يذكر ابن كثير الخلافات في تفسير الآية ويحكم عليها، أي أنه يسرد أقوالاً عديدة ويقرر قولاً معيناً، ثم يرد على الأقوال الأخرى بتفصيل وتوسّع، فنشير إلى ذلك إشارة، كما فعل في تفسير قوله تعالى: {آخذين ما آتاهم ربهم} من سورة الذاريات. وهذا التوسع مما يهم المستقصي والجامع للتفاسير، ولا يهم من يريد فهم معنى الآية فحسب.
8- آيات الأحكام يتوسع فيها ابن كثير، فيذكر أبواباً فقهية تتعلق بالآية، ويستطرد في ذكر الأحكام المستنبطة من الآية، وطريقتنا ترتيب ذلك بشكل مبسط مختصر.
9- يعدد ابن كثير أسماء كل من قال بقول معين، ويعزز ذلك بالأسانيد المتصلة إليهم من صحابي أو تابعي أو غيرهم، بينما طريقتنا أن نشير إلى ذلك بقولنا: وقد ورد ذلك عن الصحابة والتابعين والسلف، وقد يفعل ذلك ابن كثير أحياناً كما فعل ذلك عند قوله تعالى: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم}، قال: ثبت في الصحيح والمسانيد وغيرهما من طرق متواترة عن (جماعة من الصحابة). وكذلك فعل ابن كثير عند قوله تعالى: {وما علمتم من الجوارح}، قال: وهذا هو مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة،وذكر عند قوله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها}، قال: وهكذا قرره غير واحد من أئمة التابعين والسلف.
10- يذكر ابن كثر حديثاً طويلاً جداً، والذي يهم في تفسير الآية هو جزء يسير من الحديث، فيمكن اختصار ذلك بذكر الجزء الخاص بالآية. وقد يفعل ذلك ابن كثير كما في تفسير قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}، قال: ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي)) فذكر الحديث إلى أن قال: ((وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي))، اختصر ابن كثير الحديث بهذه الطريقة.
وقد يورد ابن كثير أحاديث بصيغة الرفع وبالمعنى، كما فعل عند قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً}، أورد ابن كثير الحديث في الصحيحين عن الرجل الذي قتل مائة نفس ثم طلب التوبة، ذكره بالمعنى. وكما جاء عند تفسير قوله تعالى: {فيها أنهار من ماء غير آسن} من سورة القتال، قال ابن كثير: وفي حديث مرفوع أورده ابن أبي حاتم، غير آسن يعني الصافي الذي لا كدر فيه. وعند قوله تعالى: {وأنهار من لبن لم يتغير طعمه}، قال ابن كثير: وفي حديث مرفوع: ((لم يخرج من ضروع الماشية)).
11- عند ورود معاني عديدة للآية، يسردها ابن كثير دون أن يشير إلى تعدد المعنى للآية، بينما اتبعت طريقة الترقيم في تعداد المعاني للآية.
12- بالنسبة للرواة، قد أُقدّم اسم راوي على راوي، وإنْ كان الأخير مقدما على الأول عند المحدثين،وذلك لضرورتين:
أولاهما: أن نسرد أسماء الرواة ونؤخر اسم الراوي للحديث، لأن لفظ الحديث له، إذا أوردنا أسماء الرواة قبل الحديث.
ثانيهما: أن الراوي الأخير مثل الترمذي نؤخره من أجل كلامه على الحديث تصحيحاً وتحسيناً وتضعيفاً.
13- قال ابن كثير عند قوله تعالى: {قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء}، قال: وهاهنا أثر قطعه ابن أبي حاتم في مواضع من هذه القصة، وقد جمعته أنا ليكون سياقه أتم وأكمل، والله سبحانه وتعالى أعلم، وفي هذا دليل على أن المفسرين قد يجمعوا عدة أقوال في قول واحد لإتمام الفائدة".
انتهى كلام الدكتور في بيان منهجه في منتقاه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عن دار بيت الأفكار الدولية، وهي الطبعة الأولى لها 2010م
وقد نُشر الكتاب في طبعته الأولى في العراق قبل أكثر من ثمانية عشر سنة بعنوان ((المنتهى في تهذيب تفسير ابن كثير)). ولكن المؤلف غير اسم الكتاب لنصيحة أحد طلبة العلم، ولمناسبة ذلك لعمله، وبعداً عن التزكية في معنى المنتهى.
أما طريقته في تهذيب ((تفسير ابن كثير))
قال الدكتور: "يمكن تلخيص طريقتنا في تهذيب تفسير ابن كثير بما يلي:
1- اتبع ابن كثير منهج التوسع بذكر الآيات المشابهة للآية التي يفسرها، وهذه هي الطريقة المثلى في التفسير، إلا أنه يمكن الاقتصار لتبيان معنى الآية على آية أو آيتين أو ثلاثة مقاربة لمعناها، دنو التقصي لجميع الآيات المقاربة لها في المعنى، ونختار الآيات الأكثر شبهاً من غيرها.
2- أعاد ابن كثير نفس كلامه في الآيات التي لها نفس المعنى ثانية، بينما طريقتنا الإشارة إلى الكلام الأول,
3- وكذلك الاستشهاد بالأحاديث ينطبق عليها نفس الكلام السابق.
4- يذكر ابن كثير الأسانيد لكل حديث، وطريقتنا اختصار أسماء الرجال في السند والاكتفاء بذكر المخرجين للحديث، كأصحاب الكتب الستة،والإمام أحمد، وابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وغيرهم.
5- يذكر ابن كثير أحاديث كثيرة في موضوع معيّن، فنشير إلى الأحاديث دون أن نسردها، فنقول: وقد أورد ابن كثير أحاديث في هذا المعنى.
6- وأحياناً يذكر ابن كثير أحاديث لا تصح في تفسير الآية ويفندها، فنشير إليها إشارة دون تفصيل، وقد نهملها أحياناً وخصوصاً الإسرائيليات، كما ورد ذلك في تفسير سورة البقرة والنساء والمائدة والأعراف والكهف، والسور الأخرى التي تتحدث عن بني إسرائيل والأنبياء، والتي يكثر المفسرون في إيراد الإسرائيليات عند تفسيرها.
7- يذكر ابن كثير الخلافات في تفسير الآية ويحكم عليها، أي أنه يسرد أقوالاً عديدة ويقرر قولاً معيناً، ثم يرد على الأقوال الأخرى بتفصيل وتوسّع، فنشير إلى ذلك إشارة، كما فعل في تفسير قوله تعالى: {آخذين ما آتاهم ربهم} من سورة الذاريات. وهذا التوسع مما يهم المستقصي والجامع للتفاسير، ولا يهم من يريد فهم معنى الآية فحسب.
8- آيات الأحكام يتوسع فيها ابن كثير، فيذكر أبواباً فقهية تتعلق بالآية، ويستطرد في ذكر الأحكام المستنبطة من الآية، وطريقتنا ترتيب ذلك بشكل مبسط مختصر.
9- يعدد ابن كثير أسماء كل من قال بقول معين، ويعزز ذلك بالأسانيد المتصلة إليهم من صحابي أو تابعي أو غيرهم، بينما طريقتنا أن نشير إلى ذلك بقولنا: وقد ورد ذلك عن الصحابة والتابعين والسلف، وقد يفعل ذلك ابن كثير أحياناً كما فعل ذلك عند قوله تعالى: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم}، قال: ثبت في الصحيح والمسانيد وغيرهما من طرق متواترة عن (جماعة من الصحابة). وكذلك فعل ابن كثير عند قوله تعالى: {وما علمتم من الجوارح}، قال: وهذا هو مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة،وذكر عند قوله تعالى: {ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها}، قال: وهكذا قرره غير واحد من أئمة التابعين والسلف.
10- يذكر ابن كثر حديثاً طويلاً جداً، والذي يهم في تفسير الآية هو جزء يسير من الحديث، فيمكن اختصار ذلك بذكر الجزء الخاص بالآية. وقد يفعل ذلك ابن كثير كما في تفسير قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}، قال: ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي)) فذكر الحديث إلى أن قال: ((وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي))، اختصر ابن كثير الحديث بهذه الطريقة.
وقد يورد ابن كثير أحاديث بصيغة الرفع وبالمعنى، كما فعل عند قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً}، أورد ابن كثير الحديث في الصحيحين عن الرجل الذي قتل مائة نفس ثم طلب التوبة، ذكره بالمعنى. وكما جاء عند تفسير قوله تعالى: {فيها أنهار من ماء غير آسن} من سورة القتال، قال ابن كثير: وفي حديث مرفوع أورده ابن أبي حاتم، غير آسن يعني الصافي الذي لا كدر فيه. وعند قوله تعالى: {وأنهار من لبن لم يتغير طعمه}، قال ابن كثير: وفي حديث مرفوع: ((لم يخرج من ضروع الماشية)).
11- عند ورود معاني عديدة للآية، يسردها ابن كثير دون أن يشير إلى تعدد المعنى للآية، بينما اتبعت طريقة الترقيم في تعداد المعاني للآية.
12- بالنسبة للرواة، قد أُقدّم اسم راوي على راوي، وإنْ كان الأخير مقدما على الأول عند المحدثين،وذلك لضرورتين:
أولاهما: أن نسرد أسماء الرواة ونؤخر اسم الراوي للحديث، لأن لفظ الحديث له، إذا أوردنا أسماء الرواة قبل الحديث.
ثانيهما: أن الراوي الأخير مثل الترمذي نؤخره من أجل كلامه على الحديث تصحيحاً وتحسيناً وتضعيفاً.
13- قال ابن كثير عند قوله تعالى: {قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء}، قال: وهاهنا أثر قطعه ابن أبي حاتم في مواضع من هذه القصة، وقد جمعته أنا ليكون سياقه أتم وأكمل، والله سبحانه وتعالى أعلم، وفي هذا دليل على أن المفسرين قد يجمعوا عدة أقوال في قول واحد لإتمام الفائدة".
انتهى كلام الدكتور في بيان منهجه في منتقاه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.