مني لملوم
New member
اسم الكتاب:
وثاقة نقل النص القرآني الكريم من رسول الله صل1 إلي أمته
اسم المؤلف:
الأستاذ الدكتور محمد حسن حسن جبل
أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر
أستاذ غير متفرغ بكلية القرآن الكريم بطنطا
الناشر : مكتبة الآداب
الطبعة الأولي 1431-2010
368 صفحة 24 سم
جانب من مقدمة الكتاب
نبتت فكرة هذا الكتاب عندما كلفتني كلية القرآن الكريم- رعي الله مسيرتها العلمية- بتدريس مادة دفع المطاعن عن القراءات القرآنية . وكان أخبث هذه المطاعن هو ما بثه اليهودي إجناتس جولد تسيهر في صدر كتابه ( مذاهب التفسير الإسلامي) من مطاعن تنصب علي نشأة القراءات القرآنية.
وقد مست مطاعنه تلك أموراً كثيرا منها: الإدعاء بأن القرآن أخذ في نصه مما يسمي الكتاب المقدس الذي بأيدي اليهود والنصاري ، ومنها وثاقة نقل النص القرآني الكريم ، ونشاة القراءات القرآنية ، ورسم المصحف ، ووحدة النص القرآني ، وحديث الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم ، ومنها علاقة النص القرآني الكريم باللوح المحفوظ...
إن أحد ما قصدت إليه بكتابي هذا الذي بين يديك أيها القاريء العزيز هو تزويد الباحث المسلم بحجة علمية راسخة الأساس توثق سلامة وقوع النقل للنص الكريم من رسول الله صل1إلي الأمة وصحته ودقته مشافهة وتدوينا خطيا، مع تفصيل صور هذا النقل ، وتتوثيقها ، وبيان مدي سعة كل صورة، كلما أتاحت المصادر ذلك كله . وذلك ليكون الباحث المسلم مسلحا بالأدلة العلمية في مواجهة الذين يطعنون في الإسلام والقرآن من هذا الجانب . وقد ميزت تلك الصور في مجالين : الأول شفاهي ، والآخر كتابي أي خطي:
فأما عن المجال الأول فقد ذكر الإمام الذهبي مؤرخ الإسلام عددا من الصحابة الين تلقوا القرآن عن النبيصل1 عرضا ، وجعلهم الطبقة الأولي، ووضع لتعيينهم ضابطا ذا شقين ، فبلغوا سبعة من الصحابة هم الذين تحقق فيهم ضابطه . ولما بحثت في أمر الذين تلقوا القرآن من رسول صل1عرضا –مع التزام ضابط الذهبي استركت عليه من أبلغوهم إلي اثني عشر صحابيا علي الأقل تحقق فيهم ذلك الضابط صراحة ، وسيري القاريء أن هناك مع هؤلاء الاثني عشر من تحقق الضابط فيه مُستيقََن ، ولكن التزامنا بوجود التصريح في المصادر التاريخية بتحقق الضابط هو الذي جعلنا نذكر أنهم اثنا عشر فحسب.
ثم ذكر الذهبي طبقة تالية للطبقة الأولي تلقت القرآن عنها عرضا أيضا – وضع الذهبي لتعيينهم ضابطا شبيها بما وضعه لتعيين رجال الطبقة الأولي .وبلغ رجل هذه الطبقة عنده اثني عشر قارئا ما بين صحابي وتابعي ، ولما بحثت الأمر واستدركت بَلَغوا – مع التزام ضابط الذهبي أيضا- أربعة وعشرين.
وقد أضفت – في المعلومات القرآنية عن كل من استركتهم – بيان موقعه في اسناد القراء العشرة الذين اعتمدتهم الأمة.
ثم أتيت بمبحث لم يسبق إليه أحد في ما اطلعت عليه هو بيان صور تبليغ الرسول صلي الله عليه وسلم القرآن إسماعا بلا عرض، ويغلب فيه الطابع الجماعي، وذلك في مقابل طبقتي العرض الفردي اللتين بدأ الذهبي بهما كتابه واستراكنا عليه فيهما ما استدركنا ، وقد بلغت تلك الصور تسعا كان التلقي فيها عن النبي صلي الله عليه وسلم مباشرة وذلك بإضافة إلي خمس كان التلقي فيها بواسطة صحابة بلغوا عن النبي صلي الله عليه وسلم وبأمره . ثم جئت بطبقة الذين حفظوا القرآن كله عن ظهر قلب في حياة النبي صلي الله عليه وسلم ثم بمقرئي العامة ، ثم بشواهد استفاضة قراءة النص الكريمبين جمهور المسلمين الأوائل من عصر النبي صلي الله عليه وسلم إلي كتابة المصاحف العثمانية ، ثم بفصول مهمة عن الأئمة القراء العشرة الذين اعتمدت الأمة قراءاتهم . وكل من هذه السبل يعد وحده سبيلا علميا وثيقا لانتقال النص القرآني إلي الأمة .
وأما عن الرافد الكتابي الخطي فقد فصلت الكلام في الكَتَبات الثلاث لنص القرآن الكريم : في العهد النبوي ، وفي عهد أبي بكر ، وفي عهد عثمان رضي الله عنهما . وسيجد القاريء في تفصيل الكلام عن الكتَبَات الثلاث إضافة قيمة منها : فورية التدوين الخطي ، وقيمته ، ومعني ( الحرف) الذي كتبت به المصاحف العثمانية ، وما يمثله هذا الحرف ، ومصير المصاحف الخاصة بعد كتابة المصاحف العثمانية ، ثم فصولا عن مسيرة المصحف المصحف ، وعن الرسم العثماني ، وعن مصير المصاحف العثمانية . والفضل والمنة لله تعالي.