صدر حديثا: تيسير الغفور الودود في توجيه قراءة عاصم بن أبي النجود

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
صدر حديثا عن مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع بالمدينة المنورة الطبعة الأولى من كتاب
(تيسير الغفور الودود في توجيه قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود).
تأليف: فضيلة الشيخ المقرئ المتقن الصالح، سيد لاشين أبو الفرح ـ حفظه الله وأدام النفع بجهوده ـ .
وفكرة الكتاب قائمة على المقارنة بين روايتي شعبة وحفص عن عاصم من طريق الشاطبية، مع الاستدلال على القراءة من متن الشاطبية، وفك رموز البيت، وتوجيه القراءة من حيث التفسير والعربية، ووضع أسئلة وتمارين لترسيخ المعلومة في ذهن الطالب.
والكتاب صالح لمن يريد تعلم رواية شعبة، ويحتاج إلى نظم يحفظه، فهاهي شواهد هذه الرواية من الشاطبية بين يديه، فليقبل عليها، ولينتفع بها، فلعل الله أن ييسره لإكمال باقي الروايات، وحفظ باقي المتن.
وبهذه المناسبة فإنه لا ينبغي للشيخ المقرئ أن يجيز أحدا برواية جديدة عليه، مالم يحفظ فيها شيئا، لأن عدم الحفظ سيؤدي غالبا ـ وما شهدنا إلا بما علمنا ـ إلى نسيان الرواية.
ويقع الكتاب في 532ورقة من الحجم العادي.
وهو جهد طيب من شيخ مبارك، ـ أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا ـ ، فقد كان ومازال مثالا للشيخ المقرئ في إتقانه للسبع خاصة كالفاتحة بحيث لا يحتاج لاستحضار المتن أصلا، كما عرف عنه الصلاح والتقى والحرص على نوافل الصلاة والصيام، ولا أعرف أحدا في الدنيا قرئ عليه بالقراءات جمعا كما قرئ على هذا الرجل، فمن عرف فليفدنا، وعندنا في الملتقى عدد من المشايخ الأفاضل من طلابه، فلعلهم يشاركوا إكراما لشيخهم، ووفاء بشيء من حقه عليهم.
هذا وإني لست من طلاب الشيخ، ولم أشرف بالجلوس إليه قط، غير أني أحبه في الله، وأقدر جهوده المشكورة في الإقراء بالقراءات خاصة.
أسأل الله أن يغفر له، وأن يجزيه خير الجزاء وأوفاه، وأن يبارك في علمه، وينفع به الإسلام والمسلمين.
 
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل.
وأسأله تعالى أن يبارك في الشيخ سيد وينفع به ويزيده على وقاره وخشوعه المعهودين وقارا وخشوعا.
 
بارك الله فيك يا أبا سفيان .
وجزى الله خيرا شيخي الفاضل العالم الرباني الشيخ / سيد لاشين أبو الفرح , حفظه الله , ونفع بعلمه .
وهو من مشايخي الذين لهم فضل علي , فهو أول من قرأت عليه ختمة كاملة برواية حفص في عام 1416 هـ , ثم قرأت عليه القراءات السبع في عام 1418 هـ , وقد استفدت من علمه وسمته فوائد كثيرة , فهو حفظه الله لا يضيع شيئا من وقته عبثا , وكان يدرسنا في ثانوية الإمام عاصم لتحفيظ القرآن , فكان يذكر لنا أنه من حين قيامه من النوم إلى أن ينام وهو مع القرآن إما إقراءا أو تعليما أو قراءة , وله ورد يومي من القرآن لا يتركه , وكنت أركب معه السيارة وأنا في المرحلة الثانوية فإما أن أقرأ عليه أو يقرأ هو ورده ويراجع , فاستفدت من هذا فائدة وهو أنه ينبغي علي ألا يضيع مني حتى وقت قيادة السيارة وأن أراجع حفظي أثناء ذلك , وإذا أراد أحد أن يقابله في المدرسة في حصص الفراغ فإنه يجده في المصلى إما يصلي الضحى أو يقرأ أو يقرئ , وهو كما ذكر أخي ضيف الله متقن للقراءات السبع إتقانا عجيبا لم أجد من خلال من قابلتهم أحدا مثله , يشهد له الجميع بذلك , وهو من أكثر المشايخ بذلا لوقته للطلاب , فقد قرأت عليه في سنة رواية حفص , وفي التي تليها رواية ورش , وفي التي تليها القراءات السبع , ثم أفردت عليه رواية قالون , ورواية حمزة , وكان يخصص من العصر إلى العشاء للإقراء , والصبح في تدريس القراءات في المدرسة ولم أراد أن يقرأ عليه في حصص الفراغ , وفي البيت يعلم أولاده ويحفظهم , ولذلك فقد حفظوا كلهم القرآن ,وصار ولديه الشيخ حسن والشيخ محمد من مقرئي القرآن والقراءات .
ولشيخنا حفظه الله مؤلفات من أبرزها وأشهرها كتاب : (تقريب المعاني في شرح حرز الأماني ) , وشاركه فيه الشيخ خالد محمد الحافظ , وهو من أسهل الشروح المعاصرة للشاطبية للمبتدئين في علم القراءات , وله كتاب : ( الفوائد الحسان في فضائل القرآن ) , وكتاب : ( من هدي القرآن في شكر نعم الرحمن ) مجلدين من إصدارات دار الزمان .
وكتاب : ( دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية ) من إصدارات دار الزمان .
وأما عن كتابه هذا : (تيسير الغفور الودود في توجيه قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود)
فهو من ثمرات تدريسه لمدرسي القرآن في مركز التدريب التابع لوزارة التربية والتعليم بالمدينة , وكان قد أطلعني على المسودة في عيد الفطر في العام الماضي 1428ﻫ فوجدته سهلا ميسرا وينصح من أراد إتقان قراءة عاصم باقتنائه والاستفادة منه .
وقد ترجم له إلياس البرماوي في كتابه : إمتاع الفضلاء بتراجم القراء 1 / 158 الطبعة الثانية .
ومن أبرز طلابه في هذا الملتقى : فضيلة الشيخ د/ السالم الجكني الشنقيطي , والشيخ د/ أمين الشنقيطي , حفظهم الله وبارك في الجميع .
ومن أحب أن يرى الشيخ فليطلع على الحلقة التي سجلت معه في قناة الفجر الفضائية في برنامج ( المجازون ) على هذا الرابط : حلقات برنامج المجازون
 
وعندنا في الملتقى عدد من المشايخ الأفاضل من طلابه، فلعلهم يشاركوا إكراما لشيخهم، ووفاء بشيء من حقه عليهم.

أثرت الشجى أبا سفيان للمدينة وأهلها !!
فكيف وقد ذكرت قرة عيني وتاج رأسي سيدي وشيخي الفاضل (سيد) الذي يسميه بعض أقرانه (سيد القراء) ..

يقولون إن الطالب معجب دائما بشيخه ..
لكن لو تعدد المشايخ فحق لمن فاق أن يُذكر ويُشهر.

ما عرفته -حفظه الله وأمتع به- إلا قدوة لمن لقيه: علما وحلما وتقى وصلاحا.
تعلو وجهه وضاءة الإيمان، وتكسو محياه هيبة القرآن، كلما سمعت أو قرأت قول ابن مسعود رضي الله عنه (1) لاحت صورته أمام ناظري، فما رأيت فيمن رأيت أحدا فيه هذه الصفات غيره.
كان يربينا بسَمته وحزمه، لا يتكلم إلا قليلا، وإذا تكلم أوجز وأوضح.
كل وقته مشغول بالقرآن، ولم يكن يتغيب عن مجلس الإقراء إلا أن يكون مسافرا.
وكان لا يأخذ على القرآن شيئا، بل كان يرد الهدية إذا جاءته من طلابه، ويقوم لحاجته بنفسه.
وكان يدير حلقته بطريقة منظمة، يتقدم فيها من سبق أولا.
وكان -غالبا- يسأل الطالب عن الشاهد من الشاطبية عند كل موضع فرشي، ولا يسمح له بالقراءة عليه حتى يستمع منه الأصول.
وكان لا يفوته شيء من أوجه القراءة، فمع تحضيرنا واستعدادنا للحزب كنا نغفل عن بعض الأوجه فينبهنا لها مباشرة، فكانت القراءات السبع عنده بأوجهها وتحريراتها كالفاتحة.
وكان يوقفنا على رءوس الأرباع ونهايات السور، ولا يقرأ عنده الطالب إلا ربع حزب غالبا، إلا أن يكون ذا همة فينتظر حتى ينتهي آخر طالب ويقرأ ربعا آخر أو ما شاء الله.

وكان يوصينا دائما بالتقوى والحرص على قيام الليل.

ولست في هذه العجالة أوفي الشيخ حقه، فحقه علي كبير، وفضله سابغ، لكن المناسبة جاءت فلم أرغب بتفويتها.

جزى الله خيرا من نشر الموضوع وشارك فيه.
ــــــــــــ
(1) "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخلطون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون".
 
تلكَ المفاخِـرُ لو تقاسمَ عُـشْرَها ** رهطٌ لَـعُدُّوا في الأنَـامِ إمَـامَا

ولي مع الشيخ القدوة الصالح المربي الفاضل مواقفُ وأيامٌ لعلي أجد متسعَ وقت أبثها فيه عبر هذا الملتقى العامر.
 
كنت بحمد الله تعالى في المرحلة الابتدائية أحدَ من أكرمهم الله بالتتلمذ على فضيلة الشيخ /التلميدي بن محمود الجكني الشنقيطي رحمه الله تعالى.

وكان الشيخُ أولَ من أجـازهُ الشيخُ المقرئُ الفاضلُ/ سيد لا شين أبو الفرح حفظه الله , رغم أنه رحمه الله يكبر الشيخ بكثير.

وكانت حلقتاهما المسائيتان لتدريس القرآن متقابلتين في المسجد , وكلما تواجها داخلين أو خارجين ضربا للرائين أروع الأمثلة في تبادل الاحترام والإجلال والتوقير , وكم مرة يضطر الشيخُ لمخادعة شيخنا التلميدي فيأتيه من خلف ظهره - وهو لا يشعر - ليزرع قبلةَ احترامٍ وتقدير على رأس الشيخ رحمه الله.

وكذلك الشيخ رحمه الله كثيراً ما كان يعلمنا (فعلاً) كيف يُـجل التلميذ شيخـه وإن كان أصغر منه سناً.

وفي مدرستي الإمام نافع الليثي والإمام عاصم رحمه الله كان الشيخُ الوقور سيد لاشين عجيباً في انقطاعه للصلاة والذكر والإقـراء في حصص الفراغ والفُـسَح.

وكان هو القائم على الكلمات التي تُـلقى في المُصلى بعد الظهر , وكنتُ بفضل الله أحد من كلفه الشيخ مرات بإلقاء الكلمات , والذي أذكره الآن كثرة نقله حفظه الله من تفسير القرطبي رحمه الله , واختصاره وإيجازه وحسن عبارته , وكان حريصاً على أن تتناسب هذه الكلمات مستويات السامعين من الطلاب في مرحلتي المتوسطة والثانوية.

وكان حفظه الله يحرصُ أثناء الإذاعة الصباحية في المدرسة أن يكون قريباً من المنصة التي يتحدث عليها الطلاب لتصحيح التلاوة والأخطـاء التي ربما يقع فيها الطلاب.

ولم يكن شيخنا حفظه الله ممن يضرب الطلبة رغم حاجة كثيرين منهم إليه مع سماح النظام يومئذ , إلا أن الشيخ كان مكتفياً بمهابةٍ وجلالٍ يعلو محيَّـاهُ , فلا أعـرف أحداً مهما بلغ من الـ(شيطنـة) كان يفكر في ممارسة لعبه بحضرة الشيخ أو أمام ناظريْـه.

وأذكر أنَّ يوم الشيخ لم يكن فيه عملٌ أو شغلٌ بغير القرآن , فهو منذ الفجر الباكر يُـقرئُ , وفي المدرسة قبل الطابور الصباحي يقرئُ المدرسين والطلبة , وفي الحصص يدرس الطلاب القرآن والقراءات , وبعد العصر يدرسُ في المسجد , ودار القرآن التي انتقل إليها من بعدُ , وبعد المغرب كذلك يقرئ , وهكذا يصحو وينامُ على القرآن يجتمع مع الناس ويتفرق معهم عليه.

ولا تُـعرف للشيخ سقطة لسان أو زلةُ وقيعةٍ في أحد أو طعنٌ في قراءة قارئ أو إجازته أو الاستهزاء به , كما هي سنة بعضنا اليوم.!!

وكأني به يستحضرُ مع النصوص الشرعية في حفظ اللسان قولَ الإمام الشاطبي :

(... وعن غيبةٍ فغبْ..)

فلا أعرفُ له مشهدا لغيبة أو وقيعة.

وكان الشيخ حريصاً على ربط الطلبة بالنحو والوقف والابتداء ويكرر عدم استغناء طالب القراءات عنهما.

وهو حفظه الله حريصٌ جداً على العمل فلا يُـعرف له تأخرٌ أو غيابٌ أو تقصيرٌ في الشرح أو تأخرٌ في المنهج أو تغافلٌ عمَّأ استصعبه الطلبة وأعجزهم.

حفظ الله شبخنا الكريم ووفقه لكل خير ونفع به الإسـلام والمسلميـن.
 
عودة
أعلى