محمد العبادي
مشارك فعال
- إنضم
- 30/09/2003
- المشاركات
- 2,157
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الخُبر
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.net
لا يزال التقدم العلمي يبرز لنا وسائل جديدة لدراسة الأصوات اللغوية، ويثبت لنا يوما بعد يوم أن ليس هناك ما يمنع من استخدام هذه الوسائل في دراسة علم التجويد، والاستعانة بها في تعليم قواعد التلاوة، بل أن التقاعس عن ذلك يُعدّ تقصيرا يجب على المشتغلين بتعليم التلاوة ودراسة الأصوات تداركه، وأن الاعتقاد بوجود نوع من التناقض بين علم التجويد وعلم الأصوات مبني على تصور قاصر، بله أن يكون هناك ضرر أو خطر يتهدد القراءة القرآنية من جراء ذلك.
من هنا جاء هذا الكتاب حلقة جديدة في المشروع الذي يتبناه الدكتور غانم قدوري الحمد –وفقه الله- والذي يتلخص في العمل على إحياء التراث الصوتي العربي القديم، وإبراز الأفكار الصوتية المتميزة التي تضمنها ذلك التراث، والإفادة من الدرس الصوتي الحديث في إعادة صياغة عدد من قضايا علم الصوت العربي على نحو أكثر وضوحا، من غير تفريط بثوابت القراءة القرآنية الموروثة والنطق الفصيح.
وقد تضمن ثمانية أبحاث، بعضها يتعلق بجوانب تاريخية، وبعضها يختص بقضايا منهجية، ويتناول عدد منها مسائل موضوعية.
وهي كالتالي:
1) علم التجويد قبل كتاب الرعاية وكتاب التحديد، من خلال الكتاب "الأوسط" للعماني.
2) مخارج حروف العربية: عددها وترتيبها بين الدرس القديم والحديث: عرض ومناقشة.
3) فكرة الصوت الساذج وأثرها في الدرس الصوتي العربي.
4) وجهة نظر جديدة في مخارج الأصوات الستة.
5) استخدام صورة آلة النطق ومخارج الحروف في تعليم قواعد التلاوة: تأصيل وتحليل.
6) تكرير الراء في مذاهب أهل الأداء.
7) الإشمام في العربية: حقيقته وأنواعه.
8) تجديد التجويد في ضوء الدرس الصوتي الحديث، مع مراجعة أحكام الضاد.
وهذه الأبحاث قُدِّمت سابقا إلى كل من: مجلة معهد الإمام الشاطبي ومجلة الحكمة ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ومجلة الدراسات القرآنية، وندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف، ومؤتمر التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي.
وقد خلَصَت إلى عدد من النتائج والفوائد المهمة أختار منها ما يلي:
- شهد القرن الرابع ميلاد علم التجويد، لكن تفاصيل تلك الولادة لم تتضح بعد.
- أكد العماني أهمية معرفة مخارج الأصوات وصفاتها وأنها في مقدمة موضوعات علم التجويد.
- كشف الكتاب الأوسط أصول عدد من النصوص، وأن مكيّاً والداني نقلا تلك النصوص عن مصدر أقدم.
- ترتيب المخارج ترتيبا تنازليا يبدأ بالشفتين وينتهي بالحنجرة وأقصى الحلق ليس جديدا في الدرس الصوتي العربي، بل هو من تراثنا الصوتي العربي القديم.
- يمكننا الخروج برأي راجح تجتمع عليه كلمة الدارسين في عدد مخارج الحروف العربية وترتيبها عبر عدد من الأسس والحقائق.
- لم يعد مقبولا بقاء بعض القضايا في كتب التجويد كما هي –لا سيما ما يتعلق بوصف عملية التصويت وتعريف المجهور والشديد وضدهما- بعد أن أثبت علم الصوت الحديث عدم كفايتها، فعلم التجويد علم دراية، وهو وسيلة إلى تعليم القراءة الصحيحة، والعلم الحديث سهّل هذه الوسيلة ووضحها غاية الإيضاح، والعلوم ثمرة أجيال متتابعة من الدارسين.
- ما قاله الخليل بن أحمد في تحديد مخارج أصوات الحلق الستة أقرب إلى الحقيقة مما قاله سيبويه واللاحقون، وملاحظاتي الذاتية مع الاستعانة ببعض الحقائق قادتني إلى تصور جديد لتحديد مخارج أصوات الحلق الستة.
- إني إذ أعرض وجهة نظري أُذكِّر القارئ أنها لا تتضمن أي دعوة إلى تغيير النطق، أو مراجعة القراءة، فالبحث يقوم على تحليل النطق العربي المعاصر، واكتشاف حقيقة ما يجري عند نطق الأصوات الستة.
- الصورة الجانبية لآلة النطق أولى من العَرْضِية، وعلى المؤلفين المعاصرين في علم التجويد تخصيص صورة لكل مخرج لا جمع الحروف ومخارجها في صورة واحدة، مع الاستفادة من البرامج الالكترونية الحديثة.
- أجمع علماء العربية المتقدمون على أن التكرار صفة لازمة للراء، وهو ما أثبته الدرس الصوتي الحديث، على أنه يجب عدم الإسراف فيها، وما فهمه المتأخرون من أنها صفة ذكرت لتجتنب يجب أن يُراجع، فنفي صفة التكرار يلحقها بالأصوات الشديدة.
- اختلفت عبارة علماء القراءة واللغة في تحديد حركة الكسرة التي في أول الفعل الثلاثي المعتل بالعين المبني للمجهول كما في مثل (قيل) عند إشمامها بالضمة، كما اختلف أهل الأداء في النطق بها، ويقدم الدرس الصوتي الحديث ما يمكن أن يوحد فهم طبيعة هذه الحركة، وذلك بوضع مقدم اللسان حيث تنطق الكسرة، ثم تدوَّر الشفتان من غير تحويل اللسان عن موضعه.
- إن كتب علم التجويد المؤلفة في العصر الحديث لا تمثل علم التجويد كما كان في المؤلفات الجامعة الأولى، كما أن علم التجويد في مؤلفاته القديمة والحديثة به حاجة إلى المراجعة في ضوء ما حققه علم الصوت الحديث بالاعتماد على الأجهزة الصوتية المتقدمة.
- الفجوة التي بين دارسي علم التجويد وبين كتب علم الصوت الحديث ظاهرة سلبية لا تليق بأهل القرآن، وعليهم العمل على تداركها.
وختاما فالكتاب حقيق بالاطلاع، وبحوثه جديرة بالتأمل، وليس هذا بقليل على بحوث محكَّمة بذل صاحبها أكثر من ربع قرن في مجالها بحثاً وتحقيقاً وتأليفاً.
وقد صدر الكتاب في بدايات هذا العام الهجري 1432 عن دار عمار الأردنية في قطع متوسط بلغت صفحاته 340 صفحة.
وكنت أظنني مسبوقا بالتعريف به، ولذا تأخر هذا الموضوع إلى نهاية هذا العام، مع اعترافي بالتقصير عن كثير مما ورد في الكتاب، واعتذاري عما أكون قد تصرفت بعبارته.
الخميس
21/12/1432ه
من هنا جاء هذا الكتاب حلقة جديدة في المشروع الذي يتبناه الدكتور غانم قدوري الحمد –وفقه الله- والذي يتلخص في العمل على إحياء التراث الصوتي العربي القديم، وإبراز الأفكار الصوتية المتميزة التي تضمنها ذلك التراث، والإفادة من الدرس الصوتي الحديث في إعادة صياغة عدد من قضايا علم الصوت العربي على نحو أكثر وضوحا، من غير تفريط بثوابت القراءة القرآنية الموروثة والنطق الفصيح.
وقد تضمن ثمانية أبحاث، بعضها يتعلق بجوانب تاريخية، وبعضها يختص بقضايا منهجية، ويتناول عدد منها مسائل موضوعية.
وهي كالتالي:
1) علم التجويد قبل كتاب الرعاية وكتاب التحديد، من خلال الكتاب "الأوسط" للعماني.
2) مخارج حروف العربية: عددها وترتيبها بين الدرس القديم والحديث: عرض ومناقشة.
3) فكرة الصوت الساذج وأثرها في الدرس الصوتي العربي.
4) وجهة نظر جديدة في مخارج الأصوات الستة.
5) استخدام صورة آلة النطق ومخارج الحروف في تعليم قواعد التلاوة: تأصيل وتحليل.
6) تكرير الراء في مذاهب أهل الأداء.
7) الإشمام في العربية: حقيقته وأنواعه.
8) تجديد التجويد في ضوء الدرس الصوتي الحديث، مع مراجعة أحكام الضاد.
وهذه الأبحاث قُدِّمت سابقا إلى كل من: مجلة معهد الإمام الشاطبي ومجلة الحكمة ومجلة مجمع اللغة العربية الأردني ومجلة الدراسات القرآنية، وندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف، ومؤتمر التطورات الحديثة في دراسة القرآن الكريم بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي.
وقد خلَصَت إلى عدد من النتائج والفوائد المهمة أختار منها ما يلي:
- شهد القرن الرابع ميلاد علم التجويد، لكن تفاصيل تلك الولادة لم تتضح بعد.
- أكد العماني أهمية معرفة مخارج الأصوات وصفاتها وأنها في مقدمة موضوعات علم التجويد.
- كشف الكتاب الأوسط أصول عدد من النصوص، وأن مكيّاً والداني نقلا تلك النصوص عن مصدر أقدم.
- ترتيب المخارج ترتيبا تنازليا يبدأ بالشفتين وينتهي بالحنجرة وأقصى الحلق ليس جديدا في الدرس الصوتي العربي، بل هو من تراثنا الصوتي العربي القديم.
- يمكننا الخروج برأي راجح تجتمع عليه كلمة الدارسين في عدد مخارج الحروف العربية وترتيبها عبر عدد من الأسس والحقائق.
- لم يعد مقبولا بقاء بعض القضايا في كتب التجويد كما هي –لا سيما ما يتعلق بوصف عملية التصويت وتعريف المجهور والشديد وضدهما- بعد أن أثبت علم الصوت الحديث عدم كفايتها، فعلم التجويد علم دراية، وهو وسيلة إلى تعليم القراءة الصحيحة، والعلم الحديث سهّل هذه الوسيلة ووضحها غاية الإيضاح، والعلوم ثمرة أجيال متتابعة من الدارسين.
- ما قاله الخليل بن أحمد في تحديد مخارج أصوات الحلق الستة أقرب إلى الحقيقة مما قاله سيبويه واللاحقون، وملاحظاتي الذاتية مع الاستعانة ببعض الحقائق قادتني إلى تصور جديد لتحديد مخارج أصوات الحلق الستة.
- إني إذ أعرض وجهة نظري أُذكِّر القارئ أنها لا تتضمن أي دعوة إلى تغيير النطق، أو مراجعة القراءة، فالبحث يقوم على تحليل النطق العربي المعاصر، واكتشاف حقيقة ما يجري عند نطق الأصوات الستة.
- الصورة الجانبية لآلة النطق أولى من العَرْضِية، وعلى المؤلفين المعاصرين في علم التجويد تخصيص صورة لكل مخرج لا جمع الحروف ومخارجها في صورة واحدة، مع الاستفادة من البرامج الالكترونية الحديثة.
- أجمع علماء العربية المتقدمون على أن التكرار صفة لازمة للراء، وهو ما أثبته الدرس الصوتي الحديث، على أنه يجب عدم الإسراف فيها، وما فهمه المتأخرون من أنها صفة ذكرت لتجتنب يجب أن يُراجع، فنفي صفة التكرار يلحقها بالأصوات الشديدة.
- اختلفت عبارة علماء القراءة واللغة في تحديد حركة الكسرة التي في أول الفعل الثلاثي المعتل بالعين المبني للمجهول كما في مثل (قيل) عند إشمامها بالضمة، كما اختلف أهل الأداء في النطق بها، ويقدم الدرس الصوتي الحديث ما يمكن أن يوحد فهم طبيعة هذه الحركة، وذلك بوضع مقدم اللسان حيث تنطق الكسرة، ثم تدوَّر الشفتان من غير تحويل اللسان عن موضعه.
- إن كتب علم التجويد المؤلفة في العصر الحديث لا تمثل علم التجويد كما كان في المؤلفات الجامعة الأولى، كما أن علم التجويد في مؤلفاته القديمة والحديثة به حاجة إلى المراجعة في ضوء ما حققه علم الصوت الحديث بالاعتماد على الأجهزة الصوتية المتقدمة.
- الفجوة التي بين دارسي علم التجويد وبين كتب علم الصوت الحديث ظاهرة سلبية لا تليق بأهل القرآن، وعليهم العمل على تداركها.
وختاما فالكتاب حقيق بالاطلاع، وبحوثه جديرة بالتأمل، وليس هذا بقليل على بحوث محكَّمة بذل صاحبها أكثر من ربع قرن في مجالها بحثاً وتحقيقاً وتأليفاً.
وقد صدر الكتاب في بدايات هذا العام الهجري 1432 عن دار عمار الأردنية في قطع متوسط بلغت صفحاته 340 صفحة.
وكنت أظنني مسبوقا بالتعريف به، ولذا تأخر هذا الموضوع إلى نهاية هذا العام، مع اعترافي بالتقصير عن كثير مما ورد في الكتاب، واعتذاري عما أكون قد تصرفت بعبارته.
الخميس
21/12/1432ه