وأما مقاصد القرآن عند ابن عاشور، فقد وجدتها مذكورة في مقال لسامر رشواني بعنوان (الاتجاه المقاصدي في تفسير ابن عاشور) على الرابط التالي:
http://www.almultaka.net/ShowMaqal....at=1&id=67&m=4f1774fa6f2b3eaff97393ca62f3832e
أقتطفها في ما يلي:
====
المقصد الأعلى من القرآن الكريم فهو كما يحدده ابن عاشور : " صلاح الأحوال الفردية و الجماعية و العمرانية " و تفصيل هذا هو أن :
" الصلاح الفردى يعتمد تهذيب النفس و تزكيتها، و رأس الأمر فيه صلاح الاعتقاد لأن الاعتقاد مصدر الآداب و التفكير، ثم صلاح السريرة الخاصة، و هى العبادات الظاهرة كالصلاة، و الباطنة كالتخلق بترك الحسد و الحقد و الكبر ".
وأما الصلاح الجماعى فيحصل أولاً من الصلاح الفردى إذ الأفراد أجزاء المجتمع، و لا يصلح الكل إلا بصلاح أجزائه، و من شئ زائد على ذلك و هو ضبط تصرف الناس بعضهم مع بعض على وجه يعصمهم من مزاحمة الشهوات و مواثبة القوى النفسانية. وهذا علم المعاملات، و يعبر عنه الحكماء بالسياسة المدنية.
و أما الصلاح العمرانى فهو أوسع من ذلك، إذ هو حفظ نظام العالم الإسلامى، و ضبط تصرف الجماعات، و الأقاليم بعضهم مع بعض على وجه يحفظ مصالح الجميع، و رعى مصالح الكلية الإسلامية، و حفظ المصلحة الجامعة عند معارضة المصلحة القاصرة لها، و يسمى هذا بعلم العمران و علم الاجتماع[14].
هذاما يتعلق بالمقصد الأعلى من القرآن، وأما المقاصد الأصلية-التى تندرج ضرورة تحت المقصد الأعلى الجامع – فهى حسب استقراء ابن عاشور ثمانية يمكن أن نلخصها فى[15]:
1- إصلاح الاعتقاد.. و هذا أعظم سبب لإصلاح الخلق.
2- تهذيب الأخلاق.
3- التشريع و هو الأحكام خاصة و عامة.
4- سياسة الأمة.. و فيه صلاح الأمة و حفظ نظامها.
5- القصص و أخبار الأمم السالفة للتأسى بصالح أحوالهم، و للحذير من مساويهم.
6- التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين، و ما يؤهلهم إلى تلقى الشريعة و نشرها، و ذلك علم الشرائع و علم الأخبار.
7- المواعظ، و الإنذار، و التحذير، و التبشير.
8- الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول.
-------------------------------------------
الهوامش
(14) التحرير و التنوير، 1 / 38.
(15) المرجع نفسه 1 / 40 – 41.