صدر حديثاً عن دار الغوثاني ( ظواهر الرسم في مصحف جامع الحسين في القاهرة )

إنضم
10/03/2005
المشاركات
387
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
العراق - سامراء
بسم1
بحمد الله - عز وجل - وبعد طول انتظار صدر عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية في دمشق - فرج الله عن أهلها - الطبعة الأولى ( 1433هـ = 2012م) من كتابي:
( ظواهر الرسم في مصحف جامع الحسين في القاهرة: دراسة لغوية موازنة بكتب رسم المصحف والمصاحف المخطوطة )

2841.jpg


وجاء الكتاب في مجلدٍ فاخرٍ بما يقارب ( 600 ) صفحة.
والكتاب أصله رسالة علمية للدكتوراه قدمتها إلى كلية التربية في جامعة تكريت بالعراق، ونوقشت العام الماضي بتقدير امتياز، مع توصيت لجنة المناقشة بطباعة الأطروحة وتبادلها مع الجامعات، وقدم للكتاب أستاذنا الفاضل الدكتور غانم قدوري الحمد المشرف على الرسالة.

 
تقديم
أستاذنا الدكتور

غانم قدوري الحمد

الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد
فإن الكتاب الذي بين أيدينا يمثل لوناً جديداً في مجال الدراسات القرآنية، يتصل بالجذور الأولى لهذه الدراسات، وهو المصحف الشريف الذي يُعَدُّ الكتاب الأول الذي عرفته المكتبة العربية، وقامت حوله واستمدت منه الدراسات والعلوم التي عرفتها تلك المكتبة في علوم القرآن الكريم والشريعة وعلوم العربية والتاريخ.
وهذا الكتاب في أصله رسالة علمية جامعية تقدم بها كاتبها أخي الدكتور إياد سالم السامرائي إلى قسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة تكريت موضوعاً لأطروحته للدكتوراه، وقد سُعِدْتُ بالإشراف على إعدادها، وحَظِيَتْ بمناقشة علمية متخصصة عَّزَزْت ما توصلتْ إليه من نتائج، ونالت إعجاب اللجنة وتقديرها الذي عَبَّرَتْ عنه بمنحها درجة الامتياز مع التوصية بطبعها وتبادلها مع الجامعات.
وتَجَدَّدَتْ سعادتي حين طلب مني الدكتور إياد كتابة تقديم للكتاب، وهو يدفع به إلى المطبعة، لأني أشعر أن هذا الكتاب قد حَقَّقَ رغبة قديمة لي بالاطلاع على مصحف جامع الحسين في القاهرة المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ودراسته، وكنتُ قد بذلت جهوداً كبيرة قبل أكثر من خمس وثلاثين سنة، وَقْتَ إقامتي في القاهرة لدراسة الماجستير، للاطلاع على هذا المصحف والقراءة فيه، لتعزيز مادة رسالتي ( رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية ) ولكني لم أحظَ حينذاك بأكثر من النظر إليه من خلف حافظته المزججة.
واليومَ قد تَغَيَّرَتِ الحالُ، وتَحَقَّقَتِ الآمالُ، ليس بالاطلاع على المصحف فقط، ولكن بالاحتفاظ بنسخة إلكترونية منه، ونسخة ورقية من طبعة إستانبول المصورة عنه، ثم جاء إنجاز هذه الدراسة القيمة عن المصحف لتكتمل سعادتي بتحقيق كل ما كنتُ قد تمنيته بشأن هذا المصحف، والحمد لله رب العالمين.
إنَّ إنجاز هذه الدراسة جاء بعد جهود كبيرة بذلها كاتبها، استغرقت ما يقرب من سنتين، وتَطَلَّبَتْ منه قراءة المصحف الذي تجاوزت صفحاته الألفي صفحة، وهو بالخط الكوفي القديم، وتدقيق كتابة جميع كلماته، واستخلاص أهم خصائصه، وموازنة ذلك بعدد من المصاحف المخطوطة القديمة، وبمصحف المدينة النبوية، وبما ورد في مصادر رسم المصحف عن تلك الخصائص.
وأحسب أن هذه الدراسة بفصولها الستة وبما توصلت إليه من نتائج قدمت درساً جديداً في مجال الدراسات القرآنية المتعلقة برسم المصحف، والدراسات اللغوية المتعلقة بجانب الكتابة العربية، وهي تفتح آفاقاً جديدة لدراسات مماثلة لمصاحف مخطوطة أخرى لم ينفض عنها غبار الزمن بَعْدُ.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا تهنئة أخي الأستاذ الدكتور إياد السامرائي على إنجاز هذا العمل العلمي المتميز، وأشكره على طلبه مني كتابة هذا التقديم، أسأل الله تعالى له التوفيق في مواصلة البحث العلمي النافع في هذا المجال، وأدعو القارئ الكريم للاستمتاع بالنظر في هذا الكتاب، والتعرف من خلاله على المصحف الشريف في صورته الأولى، ليطمئن إلى أن المصحف المطبوع بين يديه الذي يقرأ فيه هو عين المصحف الذي كتبه الصحابة رضي الله عنهم، وأن ما لحقه من زيادات جاءت لخدمة النص وتسهيل القراءة فيه، ولكنها لم تغير من نصه شيئاً، والحمد لله رب العالمين الذي تكفل بحفظ كتابه بقوله: [FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P262]ﮗ[/FONT][FONT=QCF_P262]ﮘ[/FONT][FONT=QCF_P262]ﮙ[/FONT][FONT=QCF_P262]ﮚ[/FONT][FONT=QCF_P262]ﮛ[/FONT][FONT=QCF_P262]ﮜ[/FONT][FONT=QCF_P262]ﮝ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.

الأستاذ الدكتور​
غانم قدوري الحمد​
المدينة المنورة​
20/12/1432 هـ​
 
مبارك صدور الكتاب يا دكتور إياد وأسأل الله أن ينفع به . وسنحرص على شرائه وقراءته إن شاء الله .
 
شكر الله لك يا دكتور عبد الرحمن، وهذا الكتاب من بركة هذا الملتقى، وسوف تصلك نسخة من الكتاب هدية مني إذا قدر الله وشاركت في مؤتمر تطوير الدراسات القرآنية في الرياض، وإلا أرسل لك نسخة منه مع المعتمرين إن شاء الله.
 
مبارك د. إياد صدور الكتاب أسأل الله تعالى أن ينفع به
وأرجوا أن نراه قريباً في المكتبات
 
مبارك يا دكتور إياد صدور كتابكم, وشكر الله لك مبادرتك لطباعته أسأل الله أن ينفع به وأنا في شوق للاطلاع عليه والإفادة منه, وفقك الله وفتح عليك.
 
مبارك لك أخي إياد صدور هذا الكتاب النافع .
بارك الله فيك أخي العزيز يوسف، ويسر الله أمركم لحصولكم على الدكتوراه.
مبارك د. إياد صدور الكتاب أسأل الله تعالى أن ينفع به
وأرجوا أن نراه قريباً في المكتبات
بارك الله فيك أخي العزيز الشيخ مدثر وتصلك بعون الله نسختك من الكتاب حينما يتوفر.
مبارك يا دكتور إياد صدور كتابكم, وشكر الله لك مبادرتك لطباعته أسأل الله أن ينفع به وأنا في شوق للاطلاع عليه والإفادة منه, وفقك الله وفتح عليك.
بارك الله فيك أخي العزيز الدكتور محمد، وإن شاء الله تصلك نسختك من الكتاب، فمثلك لا ينسى.
 
طلب مني بعض الأخوة في الملتقى وضع مقدمة الكتاب وخاتمته، ونزولاً عند رغبتهم أضع لرواد هذا الملتقى المبارك ماطلبوه.
 
مقدمة الكتاب

مقدمة الكتاب

[FONT=QCF_P001]بسم1[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]المُقَدِّمَةُ
[FONT=&quot] [/FONT]الحمدُ للهِ الذي أنزلَ خيرَ كتبهِ على أفضلِ رسلهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولهِ الأمين، وعلى آلهِ وصحبهِ الأكرمين، ومَنْ تبعهم إلى يومِ الدين، أمَّا بعد :
فإنَّ أشرفَ ما تُصرفُ فيه الأوقات والهمم وتفنى فيه الأعمار كتاب الله عز وجل، والعيش في كنف ظلاله، ومداومة البحث فيه، ولم يحظَ كتابٌ عبر تاريخ البشرية بمثل ما حظي به كتاب الله تعالى من الاهتمام والعناية رسماً وأداءً وفهماً واستنباطاً.
واتجهت عناية علماء الأمة منذ كتابة المصاحف العثمانية إلى ظواهر رسم المصحف وبيان طريقة رسمه، وتُعَدُّ المصاحف العثمانية أو المنقولة منها من المواد الأصول التي استقى منها علماء الرسم مادتهم الأساسية إما بالنقل المباشر منها وإما بمشاهدة بعض صحائفها وإما بالرواية عن الشيوخ الذين عاينوا هذه المصاحف ونقلوا منها .
وكنت منذ مدة قبل الالتحاق بدراسة الدكتوراه أحرص على تتبع المخطوطات الإسلامية وجمعها، وتجمعت عندي – بفضل الله – جملة طيبة منها، ومنها نسخة إلكترونية مصورة من مصحف جامع الحسين في القاهرة، وكنت أمني النفس بتحقيق إحدى هذه المخطوطات، وقد عرضت على أستاذي الدكتور غانم قدوري الحمد رغبتي في تحقيقِ كتابٍ في رسم المصحف، وعرضت عليه عدداً من المخطوطات، فبارك لي هذا التوجه وشجعني عليه، ولكنه لفت نظري إلى دراسة مصحف جامع الحسين دراسة لغوية، وأنَّ هذه الدراسة ستُسْهِمُ بشكل كبير في معرفة أصول الكتابة العربية وتطورها، وستقدم فوائد علمية كبيرة للمعتنين بتاريخ المصحف ورسمه وضبطه، وأنَّ عملية التحقيق – مع ما فيها من فائدة علمية – لا تحقق هذه الأهداف، ويمكن للدارس في المستقبل بعد ما قدمه من بحث في الدكتوراه أن يشتغل بتحقيق النصوص وإخراجها .
وقد ترددت بادئ الأمر في الإقدام على البحث في هذا الموضوع، لعلمي أنه موضوع ليس باليسير، مع قصر باعي وقلة بضاعتي في هذا العلم، فاستخرت الله عز وجل، ثم استشرت أساتذتي في الكلية وخارجها فشجعوني على ذلك، حتى شرح الله صدري للبحث في هذا الموضوع، والسير في هذا الطريق مع صعوباته، فعقدت العزم، وتوكلت على الله عز وجل، وسجلت هذا الموضوع لأطروحة الدكتوراه تحت عنوان ( ظواهرُ الرسمِ في مصحفِ جامعِ الحسينِ في القاهرةِ : دراسةٌ لغويةٌ مُوَازَنَةٌ بكتبِ رسمِ المصحفِ والمصاحفِ المخطوطةِ ) .
وهو موضوع ذو أهمية كبيرة، فليس أدل على أهمية هذا الموضوع من اتصاله بكتاب الله عز وجل، وأنَّ دراسة مصحف كامل ينسب إلى سيدنا عثمان بن عفانtأو منقول منه وتتبعَّ ما فيه من ظواهر يكشف الكثير من الحقائق بما تقدمه تلك المصاحف من أمثلة جديدة تساعد في إرساء أسس فهم صحيح وواضح لظواهر الرسم المتعددة التي دار حولها جدل طويل.
وتُعَدُّ دراسة ظواهر رسم هذا المصحف وموازنتها بما كتبه علماء الرسم في كتبهم، وبالمصاحف المخطوطة من المحاولات التي لم يسبق إليها، وستقدم كثيراً من التفسيرات، فضلاً عن أنَّ قلة الدراسات التي تعرضت للمصاحف المخطوطة المبكرة إن لم أقل ندرتها كان دافعاً قويًّا لأنَّ أركب هذا البحر، فمعظم الدراسات التي تناولت المصاحف المخطوطة اعتنت بالجانب الوصفي لتلك المصاحف من عدد صفحات، وشكل الخط ونوعه، ولون المداد، والزخارف المستعملة فيه وغيرها، فجاءت دراساتهم شكلية لم تتعمق بدراسة المصاحف وتتبع كلماتها ورصد ظواهر الرسم التي احتوت عليها، ومحاولة دراستها دراسة لغوية وتقديم تفسير علمي صحيح لها، وموازنتها بما جاء في كتب رسم المصحف والمصاحف المخطوطة القديمة الأخرى، فلم تتوافر لدينا تصانيف اهتمت بهذا الجانب في المصاحف المخطوطة القديمة، فجاءت هذه الدراسة لبنة جديدة في صرح الدراسات القرآنية اللغوية .
وقد انتظمت في ستة فصول وخاتمة :
الفصل الأول : مصحف جامع الحسين دراسة تاريخية وصفية، وجاء هذا الفصل في ثلاثة مباحث، خصصت المبحث الأول للحديث عن المصاحف المخطوطة وأهميتها في رسم المصحف، وتناولت في المبحث الثاني تاريخ المصحف الحسيني، أما المبحث الثالث فتناولت فيه وصف المصحف الحسيني .
والفصل الثاني : ظواهر الحذف والإثبات، وجاء في مبحثين، المبحث الأول تحدثت فيه عن حذف الألف وإثباتها، وتناولت في المبحث الثاني حذف الياء والواو والنون وإثباتها .
والفصل الثالث : ظواهر الزيادة، وجاء في ثلاثة مباحث، المبحث الأول تناولت فيه الزيادة في أول الكلمة، وتحدثت في المبحث الثاني عن الزيادة في وسط الكلمة، أما المبحث الثالث فتحدثت فيه عن الزيادة في آخر الكلمة .
والفصل الرابع : ظواهر الإبدال، وجاء في مبحثين، المبحث الأول تناولت فيه الإبدال بين الألف والياء، والمبحث الثاني تناولت فيه الإبدال بين التاء والهاء .
والفصل الخامس : ظواهر الهمزة، وجاء في ثلاثة مباحث، المبحث الأول تحدثت فيه عن الهمزة في أول الكلمة وما في حكمها، والمبحث الثاني تحدثت فيه عن الهمزة في وسط الكلمة وما في حكمها، أما المبحث الثالث فتحدثت فيه عن الهمزة في آخر الكلمة .
والفصل السادس : ظواهر المقطوع والموصول، وجاء في ثلاثة مباحث، المبحث الأول تناولت فيه توزيع الكلمة على سطرين، والمبحث الثاني تناولت فيه وصل الكلمة بسبب الإدغام وفصلها، أما المبحث الثالث فتناولت فيه وصل الكلمة من غير إدغام وفصلها .
وجاءت الخاتمة لتبين نتائج هذه الدراسة .
وقد سلكت في عرض هذه الفصول المنهج الآتي :
1-
أحصيت الظواهر التي جاءت في مصحف جامع الحسين التي خالفت المصحف المطبوع برواية حفص عن عاصم، وألحقتها في آخر الأطروحة، واعتمدت عليها في دراسة الظواهر، واستثنيت في هذه الدراسة الموافقات مع المصحف المطبوع برواية حفص عن عاصم، لأنها أخذت حظها من الدراسة اللغوية، فقد كتب أستاذنا الدكتور غانم قدوري رسالته للماجستير عن رسم المصحف، واستطرد في ذكر هذه الظواهر وعلل لها لغويًّا وتاريخيًّا، لذا فإنَّ تناول هذه الظواهر تكرار لا موجب له، وإن كانت هذه الدراسة لا تخلو من ذكر الأصول العامة، فهذا لا مفر منه، إلا أنها تُرَكِّزُ الحديث وتُنَاقِشُ الظواهر التي جاءت في مصحف جامع الحسين، ولم تُؤْلَف في المصاحف المطبوعة برواية حفص عن عاصم .
2-
عرضت في كل مبحث لظاهرة من ظواهر الرسم في مصحف جامع الحسين، ثم وصفت الظاهرة في كتب رسم المصحف والمصاحف المخطوطة، ثم عرضت ما قدمه العلماء من جهود في تعليل هذه الظاهرة .
3-
اكتفيت بذكر سنة الوفاة للأعلام الواردة في الأطروحة عند ورود العلم أول مرة فقط .
4- ختمت كل فصل بعرض موجز لما تم تناوله في مباحث الفصل .
أما المصادر والمراجع التي أمدت هذه الدراسة فهي متنوعة وكثيرة، منها ما هو متعلق باللغة وعلم الكتابة، ومنها ما هو متعلق بعلوم القرآن، ومنها ما هو متعلق بكتب التاريخ، فضلاً عن المصاحف المخطوطة والوثائق والنقوش القديمة، ولعل الرجوع إلى ثبت المصادر والمراجع في آخر الأطروحة يثبت هذا التنوع والكثرة .
ولا يسعني في نهاية هذه المقدمة إلا أن أشكر الله عز وجل الذي يسر إتمام هذا العمل وذلل صعابه، ثم أشكر أستاذنا الدكتور غانم قدوري الحمد الذي تكرم بالإشراف على هذه الأطروحة، والذي لقيت منه العون والمساعدة وحسن التوجيه، إذ كان له الفضل – بعد الله عز وجل – في اكتمال هذا العمل على هذه الصورة، فجزاه الله عني خير الجزاء، وأشكر كذلك أساتذتي في قسم اللغة العربية في كلية التربية بجامعة تكريت لما بذلوه من علم وتوجيه ونصح، وأتقدم كذلك بالشكر الجزيل للأخ الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري المشرف العام على ملتقى أهل التفسير، والأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود لما لقيت منه من مساعدة وتشجيع، وأشكر كذلك الأخ أيمن صالح شعبان الذي أسهم في تصوير هذا المصحف، وساعدني كثيراً في تصوير مصورات المصاحف المخطوطة في القاهرة، وإعداده برنامج الخط الكوفي القديم للمصحف العثماني الذي أفدت منه كثيراً في توضيح الأمثلة في الأطروحة ولاسيما في قسم الملحق بطريقة الخط الكوفي القديم المجرد من علامات النقط، فله مني خالص الامتنان، وأشكر كل من أسدى إليَّ عوناً لانجاز هذا العمل، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم، وأن ينفع به ويلقى القبول في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين .

إياد سالم صالح السامرائي​
12 ربيع الأول 1432 هـ​
15 شباط 2011 م​
 
الخاتمة

الخاتمة

الخاتمة
عرضتُ في الفصول الستة التي تألفت منها هذه الدراسة لظواهر الرسم في مصحف جامع الحسين في القاهرة، ودرستها دراسة لغوية موازنة بكتب رسم المصحف والمصاحف المخطوطة القديمة، فتناولتُ في الفصل الأول الجانب التاريخي والوصفي لمصحف جامع الحسين، وتناولتُ في الفصل الثاني ظواهر الحذف والإثبات، ثم الفصل الثالث ظواهر الزيادة في هذا المصحف، وجاء الفصل الرابع في ظواهر الإبدال، ثم تناولتُ في الفصل الخامس ظواهر الهمزة، ثم ختمت هذه الدراسة بالفصل السادس عن ظواهر المقطوع والموصول، ويمكن أن أُجمِلَ ما جاء في هذه الفصول من نتائج بالنقاط الآتية:
1- للمصاحف المخطوطة أهمية كبيرة جداً، وهي تقدم معارف متنوعة، منها ما هو خاص بتاريخ الخط العربي وتطوره، ومنها ما هو خاص بعلم الرسم والضبط، وقد قدمتِ المصاحف المخطوطة القديمة مادة كبيرة اعتمد عليها علماء الرسم في مؤلفاتهم، منها ما هو خاص بالظواهر اللغوية التي احتفظت بها المصاحف المخطوطة، ومنها ما هو خاص بالتكميلات التي أدخلت على المصاحف الأولى كعلامات الخموس والعشور والأحزاب والأجزاء، وعلامات الوقف والابتداء وغيرها، فهي مادة مهمة وقيمة تُكَمِّلُ ما موجود في المصادر المتخصصة بهذا الموضوع.
2-
بينت تأريخ مصحف جامع الحسين، وكيف وصل إلى القاهرة، وعرضت الآراء حول نسبة هذا المصحف إلى مصاحف سيدنا عثمان رضي الله عنه، وأيدت الآراء التي تنفي نسبة هذا المصحف إلى مصاحف سيدنا عثمان رضي الله عنه، واجتهدت في تحديد تأريخ نسخ هذا المصحف بالاعتماد على جملة من الأدلة المادية والتاريخية، وقد ترجح لدي أنَّه كُتِبَ في نهاية القرن الهجري الأول أو في أوائل القرن الهجري الثاني.
ثم قدمتُ وصفاً دقيقاً للمصحف تضمن ذكر عدد الأوراق ونوعها، وحجم المصحف وطريقة الكتابة ونوع الخط المستعمل، والتكميلات التي أُدخِلَتْ على المصحف، وحاولت تحديد المصحف الذي نُسِخَ منه هذا المصحف، وقد ترجح لدي أنَّ خصائص الرسم في هذا المصحف تقرب من المصحف الكوفي، والمصحف المدني.
3- إنَّ أغلب ما جاء في المصحف الحسيني من ظواهر الحذف والإثبات له ما يؤيده في كتب رسم المصحف، والمصاحف المخطوطة القديمة، وانفرد المصحف الحسيني بظواهر في الحذف والإثبات لم أجد ما يؤيدها في كتب رسم المصحف، وهي قليلة جدًّا إذا ما قيست بحجم ظاهرة الحذف والإثبات في رسم المصحف، نحو حذف الألف من: [FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P361]ﭢ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] في الفرقان [ 13 ]، والأحزاب [ 11 ]، وإثباتها في نحو: [FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P315]ﯯ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] في طه [ 63 ]، و[FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P558]ﯪ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]في الطلاق [ 4 ]، و[FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P151]ﮰ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] في الأعراف [ 10 ]، و[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P388]ﯝ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT] في القصص [ 27 ]، و[FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P007]ﭰ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] في البقرة [40]، وحذف واو الرفع من كلمة [FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P045]ﯴ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]، ولكن نجد ما يؤيد هذه الرسوم في عدد من المصاحف المخطوطة القديمة، مما يؤكد أنَّ هذه الظواهر قديمة معروفة في الكتابة العربية.
4- قدم علماء الرسم والعربية جهوداً كبيرة اجتهدوا فيها لتقديم تفسير مقنع حول ظواهر الحذف والإثبات، وتركزت جلَّ تعليلاتهم لتفسير حذف الألف بأنها حذفت لكثرة الاستعمال أو الدَّور أو الاختصار، أو لضعف الألف وأنها الأكثر في الكلام لهذا تعرضت للحذف، أو الاكتفاء بحركة ما قبل الألف للدلالة على حذفها، وهي تعليلات لا تقدم تفسيراً مقنعاً لهذه الظاهرة، لذا حاول عدد من العلماء تلمس تفسيرات أخرى لتعليل هذه الظاهرة، ولعل من أبرزها الاعتماد على الجانب التاريخي للكتابة العربية ورصد التطور الذي شهدته في تفسير حذف الألف وإثباتها في رسم المصحف، مع مقارنتها بالنقوش الكتابية التي تعود إلى الحقبة التي سبقت كتابة المصحف أو عاصرته، وهو من التعليلات المهمة التي تفسر لنا ظاهرة حذف الألف وإثباتها في رسم المصاحف، ويمكن على أساسه تقديم فهم صحيح لهذه الظاهرة في المصاحف، وكان لعامل حجم الكلمة أثر في تفسير عدد من ظواهر الحذف والإثبات في المصحف، فكلما كثرت حروف الكلمة كانت أكثر عرضة للحذف من غيرها، وأنَّ اضطرار الكاتب للالتزام بالنسق الكتابي للمصحف له دور كبير في ظاهرة إثبات الألف، ولاسيما المصاحف المخطوطة القديمة، فورود كثير من الكلمات في المصاحف المخطوطة القديمة موزعة على سطرين أسهم في إثبات ألفها، فلما جاءت الكلمة في نهاية السطر اضطر الكاتب لتقسيمها على سطرين، فكتب الألف في نهاية السطر، ثم أكمل بقية الكلمة في أول السطر اللاحق، ولهذا جاءت كثير من الكلمات في المصحف الحسيني والمصاحف المخطوطة القديمة بإثبات الألف.
5- ينبغي عند محاولة تقديم تفسير لظواهر الرسم في مصاحف كُتِبَتْ قبل استقرار قواعد الرسم الإملائي أن يؤخذ بنظر الاعتبار علاقة هذه الظواهر بالكتابات القديمة الأخرى، فهذا المنهج المقارن يساعد كثيراً في تقديم تفسيرٍ صحيحٍ لظواهر الرسم، لأنَّ الكتابة العربية التي دُوِّنَ بها القرآن – في الرأي الراجح – متطورة عن الكتابة النبطية، التي هي أحد فروع الكتابة الآرامية، وهي تفيد فائدة عظيمة في فهم كثير من ظواهر الرسم إذا نظرنا إلى ظواهر الرسم على أساس علاقة العربية بغيرها من الكتابات في اللغات الجزرية ( السامية ) التي تُكَوَّن مع العربية مجموعة أو أسرة لها صفاتها المعينة التي تميزها عن غيرها من المجاميع اللغوية، وبهذا نستطيع فهم كثير من الظواهر مما استغلق على علماء العربية أو الرسم الأوائل، أو مما تباينت فيه أقوالهم وتباعدت، ولمسنا هذا في تفسير عدد من ظواهر الحذف والإثبات، منها حذف الألف في وسط الكلمة، وحذف الواو، وحذف الياء من ( إبراهيم )، وعدد من ظواهر الإبدال وغيرها، وهو منهج يجب أن يؤخذ به ويعتمد عليه في تفسير ظواهر الرسم إلى جانب الاتجاه اللغوي في التعليل.
وكذلك ساعدت النقوش النبطية والعربية التي يعود تأريخها إلى ما قبل الإسلام وبعده – مع قلتها – على تقديم تفسير لعدد من ظواهر الرسم، وقد استندنا إلى عدد منها في محاولة تفسير ظواهر الرسم في المصحف الحسيني.
6- تركزت تعليلات أغلب علماء الرسم والإملاء الأوائل في تفسير ظواهر الزيادة حول الفرق بين المتشابه من الكلمات، وهو تفسير لا تؤيده الوقائع اللغوية والتاريخية للكتابة العربية، لأنَّ هناك كثيراً من الكلمات المتشابهة التي لم يعمد إلى الزيادة للتفريق بينها، وقدم المصحف الحسيني والمصاحف المخطوطة القديمة أمثلة كثيرة لا يمكن عد الفرق سبباً للزيادة فيها، وقد بينت التفسير الراجح فيها.
7- قَدَّمَ علماء الرسم والعربية جهوداً كبيرة حاولوا فيها تعليل زيادة الألف بعد اللام ألف في ( لااوضعوا، ولااذبحنه ) وأمثالها، ولكنها ربما تكون بعيدة عن مراد كُتَّاب المصاحف، وقد قدمتُ تفسيراً لعله يكون أقرب للواقع اللغوي والتاريخي للكتابة العربية في ذلك العصر، وهو أنَّ زيادتها في هذه المواضع قد يكون للتأكيد على تحقيق الهمزة، وأنها لا يعرض لها التسهيل بسبب توسطها بدخول اللام عليها، وقدمت جملة من نصوص العلماء مما يؤكد هذا التفسير.
8- ورد في المصحف الحسيني إثبات ظاهرة قديمة، وهي زيادة الألف في كلمة ( شايء ) في مواطن متعددة، ولم يقتصر الأمر على موطن سورة الكهف فقط التي نصت عليها أغلب كتب الرسم، وأكدتُّ على هذه الظاهرة بوجودها في المصاحف المخطوطة القديمة، والبرديات العربية المتقدمة، بل ولم تقتصر الزيادة على كلمة ( شيء ) فقط، بل جاءت في المصحف الحسيني في كلمات مشابهة، مما يؤكد أنَّ هذا الشكل الهجائي للكلمة كان شائعاً على أيدي الكُتَّاب الأوائل وعرفته المصاحف المخطوطة القديمة.
9- قَدَّمَ المصحف الحسيني والمصاحف المخطوطة القديمة ظاهرة بارزة لا توجد في المصاحف المطبوعة اليوم، ذكر علماء الرسم أنهم رأوها في بعض المصاحف، وهي زيادة الياء بعد الباء خاصة في: [FONT=QCF_BSML]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P056]ﮀ [/FONT][FONT=&quot]، و[/FONT][FONT=QCF_P009]ﯰ [/FONT][FONT=&quot]، و[/FONT][FONT=QCF_P174]ﯞ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] وأمثالها، وبهذا تكون المصاحف الخطية وضعت بين أيدينا أمثلة واقعية عملية لظواهر كتابية وصفها علماء الرسم في مؤلفاتهم وشاهدوها ولم تشهدها مصاحفنا المطبوعة اليوم.
10- مثلت زيادة الألف بعد الواو المتطرفة في آخر الكلمة أو عدم زيادتها في المصحف الحسيني ظاهرة قديمة عرفها الكُتَّاب الأوائل واعتادتها أقلامهم، فظاهرة إثبات الألف في آخر الكلمة غير مستقرة عند الكُتَّاب الأوائل، وأكد علماء العربية ذلك، وما قدمته المصاحف المخطوطة القديمة من هذه الظاهرة هو انعكاس لواقع لغوي معروف لدى الكُتَّاب الأوائل، وبهذا الاتجاه يمكن أن نفسر مجيء عدد من الكلمات في المصحف الحسيني والمصاحف المخطوطة القديمة مرة بزيادة الألف، لأنَّه مظهر قديم عرفه الكُتَّاب قديماً، ومرة أخرى بعدم زيادة الألف، لأنَّ الكاتب يتجه للاستجابة للفظ الكلمة فيحذف الألف من هذه الكلمات، وتبقى التفسيرات الأخرى وجهات نظر محتملة، ولكن ليست هي التفسيرات الراجحة.
11- إنَّ ما جاء في المصحف الحسيني من ظواهر الإبدال له ما يؤيده في كتب رسم المصحف، والمصاحف المخطوطة القديمة، وقد أوردتُ جملة من الشواهد تؤكد حضور هذه الظاهرة في كتب رسم المصحف والمصاحف المخطوطة القديمة.
وقَدَّمَ علماء الرسم والعربية جهوداً كبيرة حاولوا فيها تعليل ظواهر الإبدال في رسم المصحف، وهي محاولات تعتمد في أغلبها على اتخاذ اتجاه الجانب اللغوي في تفسير هذه الظواهر، نحو تعليلهم رسم الألف ياءً بسبب الإمالة أو تغليب الأصل والدلالة على أصل بناء الكلمة، أو أنها تقلب ياءً عند الإضافة، أو للفرق بينها وبين ما يشركها في الصورة إذا ما رُسِمَتْ بالألف، أو كتابة هاء التأنيث تاءً من أجل الوصل ومراعاة اللفظ لكثرة اصطحابها مع هذه الأسماء فصارت كالحرف الواحد لا ينفصل عنه، أو بسبب التأثر اللهجي، أو للفرق بين التاء الأصلية وغيرها.
ومع سلامة هذا الاتجاه في تفسير ظواهر الرسم إلاَّ أنه لا يعطي تصوراً مقنعاً وكاملاً لكل أمثلة هذه الظاهرة، لذا كان الأسلم والأوفق الاعتماد على اتخاذ اتجاه الجانب التاريخي ورصد التطور الذي شهدته كتابة الكلمات العربية إلى جانب الاتجاه اللغوي في تفسير هذه الظواهر، وهو ما يتوافق مع الواقع اللغوي والتاريخي للكتابة العربية في عصر كتابة المصاحف.
12- ورد رسم الهمزة في المصحف الحسيني على نحو ما رُسِمَتْ في المصاحف العثمانية، وجاءت مواضع إما وافقت روايات غير مشهورة عن المصاحف العثمانية، وإما خالفت ما هو معروف من الرسم، مما شكل تعدداً في صور كتابة الهمزة، وأهم العوامل التي ساهمت في تعدد صور كتابة الهمزة في المصاحف هي:
أ - أَثَرُ الوصل والوقف في رسم الهمزة، فإنَّ الهمزة قد يختلف رسمها تبعاً لهذا الأساس الذي تقوم عليه الكتابة من وصلها بغيرها أو الوقوف عليها، فقد يراعي الكُتَّاب رسم الكلمة مبدوءاً بها وموقوفاً عليها حيناً، وقد يراعي رسم الكلمة موصولة بما بعدها حيناً آخر، فتتعدد بذلك رسوم بعض الكلمات المهموزة نظراً لتعدد جهة الاعتبار.
ب - أَثَرُ اتصال السوابق واللواحق بأصول الكلمة، مما يؤدي إلى تغير حكم الهمزة المبتدأة أو المتطرفة إلى المتوسطة، فيعرض لها حكم جديد غير الابتداء والتطرف، وينعكس التوسط العارض على رسم الكلمة، وقد لا يعتد بعض الكُتَّاب بهذا التوسط العارض، لذا تنوع رسم الهمزة في المصاحف بسبب هذا العامل.
ج - قضية التسهيل والتحقيق من القضايا التي أثرت بشكل كبير على تنوع صور تمثيل الهمزة في المصاحف.
د - الالتزام بصور هجائية قديمة معروفة عند العرب في رسم الهمزة، وهي رسمها بالألف حيث وقعت، وعليه جاءت رسم الكلمات ( السيا = [FONT=&quot]= [/FONT][FONT=QCF_P439]ﯡ [/FONT][FONT=&quot]و[/FONT][FONT=QCF_P439]ﯦ[/FONT]، وهيا = [FONT=QCF_P294]ﮙ[/FONT]، ويهيا = [FONT=QCF_P295]ﭟ[/FONT]) في المصحف الحسيني، وعدد من المصاحف المخطوطة القديمة ليمثل هذا الاتجاه الموروث عن بعض العرب في تمثيل الهمزة.
13- إنَّ توزيع الكلمة على سطرين من الظواهر الكتابية التي تميزت بها كتابة المصحف الشريف قديماً، والكتابة العربية المبكرة عموماً، وهي من الظواهر التي غابت في الكتابة العربية منذ وقت متقدم، وقد أشار العلماء الأوائل إلى هذه الظاهرة، وأنَّها نمط معروف في الكتابة العربية الأولى، ومع أننا لا نملك شواهد على هذه الظاهرة في النصوص العربية القديمة قبل تدوين المصحف – لقلتها وقصر كلماتها – إلاّ أننا نلمس هذه الظاهرة بشكل كبير في المصاحف المخطوطة القديمة، ومنها المصحف الحسيني، وهي تعكس أمثلة واقعية عملية لظواهر كتابية وصفها العلماء الأوائل ولم تشهدها كتابتنا اليوم.
14- قد يستجيب كاتب المصحف للواقع النطقي للكلمتين، والتأثر الصوتي لآخر الكلمة الأولى بأول الكلمة الثانية فيصلهما رسماً، والأثر الصوتي في تجاور الحروف عامل مهم في تنوع ظواهر المقطوع والموصول في المصحف، فقد يُبنى الرسم على اللفظ بسبب أثر الإدغام في تجاور الأصوات فَتُرْسَم الكلمتان موصولتين، وقد لا يعتمد الكاتب بهذا التأثر بين الأصوات فيُبنَى الرسم على الأصل فيفصل الكلمتين، ولهذا تنوعت الكلمات في المصاحف بين الوصل والقطع بسبب هذا التأثر، وقد عرضتُ من نصوص العلماء ما يؤيد ذلك، وأنَّ هذا الأثر استمر في تنوع ظواهر المقطوع والموصول في الكتابة العربية حتى بعد التقعيد الإملائي، ولم يقتصر على رسم المصحف.
15- تنوعت تعليلات علماء الرسم في وصل الكلمتين من غير وجود إدغام، فتارة عُلِّلَ وصل الكلمتين بكثرة الاستعمال والاختصار والاستخفاف، وتارة أخرى بمراعاة الوقف والابتداء على الكلمة، وتارة يكون للمعنى أو الموقع النحوي دور في قضية المقطوع والموصول، وقد يكون لعدد مقاطع الكلمات دور في وصل الكلمتين، فكلما قَلَّ عدد مقاطع الكلمة مالت نحو الاتصال بغيرها، وقد يكون التقليل من عدد الوحدات والحروف سبباً في وصل الكلمتين.
وتبقى هذه التعليلات وجهات نظر محتملة، سعى العلماء من خلالها لتقديم تفسير صحيح لظاهرة تنوع المقطوع والموصول في المصاحف والله أعلم.
وأخيراً يبقى ما قدمته في هذه الدراسة هي محاولة أرجو فيها أن أكون قد قاربت الصواب، وأن تكون هذه الدراسة لبنة جديدة في صرح الدراسات القرآنية اللغوية، فإن أحسنت فذاك من فضل الله تعالى عليَّ وتوفيقه، وإن أخطأت فمن تقصيري وعجزي، وحسبي أني اجتهدت.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم أخي الدكتور إياد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم أخي الدكتور إياد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك أخي العزيز الدكتور حسن، وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
 
عودة
أعلى