علي حمد عبدالعزيز
New member
من نجوم الدار
من أعلام الرافدين ونجوم الدار الأفذاذ الأخيار الأبرار، من أتباع أحمد وابن المديني وابن معين، ممن شموا عطر البخاري وارتووا من ينبوع مسلم، وعكفوا على موائد السنن والمتون والمسانيد، غادر الشيخ اليوم إلى جوار ربه الكريم، غادر وهو بعيد عن أرضه ووطنه، إلى الأمة ننعاه، رأيته في أرض الشام وقلبه يحترق حنيناً إلى بلده ومجالس التدريس التي يعشقها ويحبها من قلبه، رأيت جسده النحيل الضعيف يحمل قلبا تستحي من همته وعزيمته الجبال الرواسي، رأيته وهو يتساءل ويتلوى بكل حسرة وألم، كيف الرجوع إلى أرض الوطن؟؟ أين أجد طلاب العلم من أبنائي وأحبابي وزواري؟ فقد اشتقت إلى لقياهم، أين الأرض الآمنة؟ لأبذل فيها الدروس والمحاضرات، أين حِلَق العلم؟ التي أفنيت فيها طفولتي وشبابي وشيخوختي؟ فلماذا هجرتنا الديار والأوطان؟! بل لماذا هجرناها بعد أن ألفناها؟ لمَ غادرنا صعيدها بعد امتداد صحبة وطول مقام؟ ألسنا أهلها ومحبوها وحماتها ورعاتها؟ لله درُّ الشيخ الفقيد!! قد أفضى اليوم إلى عمله ودعوات أهله وطلابه ومحبيه تلاحق جسده في التراب وروحه التي فاضت إلى باريها، رحمك الله يا شيخنا، والعزاء العزاء لأهل الإسلام في مختلف الأوطان، عزاء على فقيد للأمة بجملتها، ثم عزاءٌ على تراب وطن كان مهدا للعلماء والأتقياء، واليوم حربه ضروس على أهل الخير والعلم والنور!! فإليكم يا أهل الإسلام في أرض الله الواسعة... أن هكذا طاردت أرض الرشيد اليوم أنصار الوحي وحملة السنة ،بعد أن خيمت عليها سُحب الشرك والظلم والعدوان.........25/6/2013.