شيء من منهج ابن جرير في كتاب القراءات

إنضم
17/04/2005
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ولد الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري آخر سنة 224 أو أول التي يليها، وتوفي يوم السبت لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة 26/10/310هـ.
وقد كان رحمه الله من أوعية العلم، الراسخين فيه.
وله في التدوين جهد مشكور، وعمل مبرور، وقد أثرى المكتبة القرآنية بكتابين مشهورين، كتاب في التفسير وآخر في القراءات.
أما تفسيره فقد قيل انه لم يصنف مثله، بل قال أبو حامد الإسفرايني الفقيه: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيراً، أو كلاماً هذا معناه.
وقد نقل ياقوت في معجمه: أن أبا بكر محمد بن مجاهد قال: سمعت أبا جعفر يقول إني أعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته؟.
- فقد يكون هذا هو سبب تصديه لتفسير القرآن الكريم -
ثم قال ياقوت في السياق نفسه:
وكتاب التفسير كتاب ابتدأه بخطبة، ورسالة التفسير تدل على ما خص الله به القرآن العزيز من البلاغة والإعجاز والفصاحة التي نافى بها سائر الكلام، ثم ذكر من مقدمات الكلام في التفسير وفي وجوه تأويل القرآن وما يعلم تأويله وما ورد في جواز تفسيره وما حظر من ذلك والكلام في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف) وبأي الألسنة نزل؟ والرد على من قال: إن فيه أشياء من غير الكلام العربي ، وتفسير أسماء القرآن والسور وغير ذلك مما قدمه.
ثم تلاه بتأويل القرآن حرفاً حرفاً :
فذكر أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من تابعي التابعين.
وكلام أهل الإعراب من الكوفيين والبصريين.
وجملاً من القراءات واختلاف القراءة فيما فيه من المصادر واللغات والجمع والتثنية.
والكلام في ناسخه ومنسوخه وأحكام القرآن والخلاف فيه .
والرد عليهم من كلام أهل النظر فيما تكلم فيه بعض أهل البدع.
والرد عليهم على مذاهب أهل الإثبات ومبتغى السنن إلى آخر القرآن.
- ثم أتبعه بتفسير أبي جاد وحروفها وخلاف الناس فيها، وما اختاره من تأويلها بما لا يقدر أحد أن يزيد فيه بل لا يراه مجموعاً لأحد غيره-
وذكر فيه من كتب التفاسير المصنفة عن ابن عباس خمسة طرق،
وعن سعيد بن جبير طريقين،
وعن مجاهد بن جبر ثلاثة طرق، وربما كان عنه في مواضع أكثر من ذلك،
وعن قتادة بن دعامة ثلاثة طرق،
وعن الحسن البصري ثلاثة طرق،
وعن عكرمة ثلاثة طرق،
وعن الضحاك بن مزاحم طريقين،
وعن عبد الله بن مسعود طريقاً،
وتفسير عبد الرحمن بن زيد أسلم،
وتفسير ابن جريج،
وتفسير مقاتل بن حيان .
سوى ما فيه من مشهور الحديث عن المفسرين وغيرهم،
وفيه من المسند حسب حاجته إليه،
ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به، فإنه لم يدخل في كتابه شيئاً عن كتاب محمد بن السائب الكلبي، ولا مقاتل بن سليمان، ولا محمد بن عمر الواقدي لأنهم عنده أظناء والله أعلم أهـ
فهذا النص من أحسن ما قيل في منهج ابن جرير وطريقته في تفسيره على الإجمال والاختصار.
لكن ما ذكر من أنه أتبع تفسيره بالكلام على حروف أبي جاد وشرحها ، فهذا غير موجود في التفسير، إنما تعرض لحروف أبي جاد في موضعين – بحسب بحثي في الموسوعة الشاملة –
الموضع الأول: في شرح البسملة مختصراً.
قال: وأما الخبر الذي:-
حدثنا به إسماعيل بن الفضل، قال: حدثنا إبراهيم بن العلاء بن الضحاك ،وهو يلقب بزبريق، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي مُليكة، عمن حدثه، عن ابن مسعود - ومِسْعَرِ بن كِدَام، عن عطية، عن أبي سعيد - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عيسى ابن مريم أسلمته أمُّه إلى الكتَّاب ليعلِّمه، فقال له المعلم: اكتب "بسم" فقال له عيسى: وما "بسم"؟ فقال له المعلم: ما أدري ! فقال عيسى: الباء بهاءُ الله، والسين: سناؤه، والميم: مملكته.
فأخشى أنْ يكون غلطًا من المحدِّث، وأن يكون أراد [ ب س م ]، على سبيل ما يعلَّم المبتدئ من الصبيان في الكتّاب حروف أبي جاد، فغلط بذلك، فوصَله، فقال: "بسم"، لأنه لا معنى لهذا التأويل إذا تُلي "بسم الله الرحمن الرحيم"، على ما يتلوه القارئ في كتاب الله، لاستحالة معناه على المفهوم به عند جميع العرب وأهل لسانها، إذا حُمِل تأويله على ذلك.
والثاني: في تفسير (ألم) ، وقال: فإن قال قائل: فإن"أ ب ت ث"، قد صارتْ كالاسم في حروف الهجاء، كما كان"الحمدُ" اسما لفاتحة الكتاب.
قيل له: لما كان جائزًا أن يقول القائل: ابني في"ط ظ"، وكان معلومًا بقيله ذلك لو قاله أنَّه يريد الخبر عن ابنه أنَّه في الحروف المقطَّعة - عُلم بذلك أنّ"أ ب ت ث" ليس لها باسْم، وإن كان ذلك آثَرَ في الذكر من سائرها .
قال: وإنما خُولف بين ذكر حُرُوف المعجم في فواتح السور، فذُكِرت في أوائلها مختلفةً ، وذِكْرِها إذا ذُكرت بأوائلها التي هي"أ ب ت ث"، مؤتلفةً، ليفصل بين الخبر عنها إذا أريد -بذكر ما ذكر منها مختلفًا- الدلالةُ على الكلام المتصل؛ وإذا أريد -بذكر ما ذكر منها مؤتلفًا- الدلالةُ على الحروف المقطعة بأعيانها. واستشهدوا - لإجازة قول القائل: ابني في"ط ظ" وما أشبه ذلك، من الخبر عنه أنه في حرُوف المعجم، وأن ذلك من قيله في البيان يَقوم مقام قوله: ابني في"أ ب ت ث" - برجز بعض الرُّجّاز من بني أسد:
لَمَّا رَأيْتُ أمرَهَا في حُطِّي... وفَنَكَتْ في كَذِب ولَطِّ... أَخذْتُ منها بقُرُونٍ شُمْطٍ... فلم يَزَلْ صَوْبِي بها ومَعْطِي... حَتى علا الرأسَ دَمٌ يُغَطِّي.
فزعم أنه أراد بذلك الخبر عن المرأة أنها في"أبي جاد"، فأقام قوله:"لما رأيت أمرها في حُطِّي" مقامَ خبرِه عنها أنها في"أبي جاد"، إذْ كان ذاك من قوله، يدلّ سامعَه على ما يدلُّه عليه قوله: لما رأيت أمرَها في"أبي جاد" أهـ.
ولا شك أن هذا ليس هو المقصود بنقل ياقوت: ( ثم أتبعه بتفسير أبي جاد وحروفها وخلاف الناس فيها، وما اختاره من تأويلها بما لا يقدر أحد أن يزيد فيه بل لا يراه مجموعاً لأحد غيره ).
فهل يكون في نسخ التفسير نقص، أم أن العبارة لا تدل على ذلك؟!
 
والثاني: كتاب القراءات
قد كان ابن جرير رحمه الله من علماء التجويد والقراءات، حسن الصوت في القراءة.
حفظ القرآن وله سبع سنين.
قال أبو بكر بن كامل: جئت إلى أبي جعفر قبل المغرب ومعي ابني أبو رفاعة وهو شديد العلة، فوجدت تحت مصلاه كتاب فردوس الحكمة لعلي بن زين الطبري سماعا له، فمددت يدي لأنظره، فأخذه ودفعه إلى الجارية وقال لي: هذا ابنك؟ قلت: نعم، قال: ما اسمه؟ قلت: عبد الغني، قال: أغناه الله وبأي شيء كنيته؟ قلت بأبي رفاعة. قال: رفعه الله ، أفلك غيره؟ قلت: نعم، أصغر منه. قال: وما اسمه؟ قلت عبد الوهاب أبو يعلى، قال: أعلاه الله ، لقد اخترت الكنى والأسماء، ثم قال لي: كم لهذا سنة؟ قلت: تسع سنين، قال: لِمَ لَمْ تسمعه مني شيئاً؟، قلت: كرهت صغره وقلة أدبه، فقال لي: حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا ابن تسع سنين، ورأى لي أبي في النوم أنني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معي مخلاة مملوءة حجارة وأنا أرمي بين يديه، فقال له المعبر: إن كبر نصح في دينه وذب عن شريعته، فحرص أبي على معونتي على طلب العلم وأنا حينئذ صبي صغير أهـ.
وقد صدقت الرؤيا وصدق تعبيرها.
وقال أبو بكر بن كامل أيضاً: قال لنا أبو جعفر وصف لي قارئ بسوق يحيى فجئت إليه فتقدمت فقرأت عليه من أول القرآن حتى بلغت إلى قوله: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً)، فأعاد على فأعدته في كل قراءتي بين فيه الياءين، وهو يرد على إلى أن قلت له: تريد أكثر من تبيين الياءين بكسر الأولى فلم يدر ما أقول، فقمت ولم أعد إليه.
قال عبدالعزيز الطبري: وكان أبو جعفر مجوداً في القراءة موصوفاً بذلك يقصده القراء البعداء من الناس للصلاة خلفه يسمعون قراءته وتجويده أهـ.
قال ابن كامل: قال لنا ابو بكر بن مجاهد: ما سمعت في المحراب أقرأ من أبي جعفر، أو كلاماً هذا معناه أهـ
قال ابن كامل: وكان أبو جعفر يقرأ قديماً لحمزة قبل أن يختار قراءته.
قلت : قد بين الفرغاني السبب بذلك، وأنه تلقن أول ما تلقن على يد الطلحي أحد رواة خلاد.
فقال أبو عبد الله بن أحمد الفرغاني: قال لنا أبو جعفر: قرأت القرآن على سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي، وكان الطلحي قد قرأ على خلاد، وخلاد قرأ علي سليم بن عيسى، وسليم قرأ على حمزة أهـ.
شيوخه في القراءة:
قال أبو عبد الله بن أحمد الفرغاني: قال لنا أبو جعفر: قرأت القرآن على سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي، وكان الطلحي قد قرأ على خلاد، وخلاد قرأ علي سليم بن عيسى، وسليم قرأ على حمزة، ثم أخذها أبو جعفر عن يونس بن عبد الأعلى عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة.
قال: وكان عند أبي جعفر رواية ورش عن نافع عن يونس بن عبد الأعلى عنه.
وكان يقصد فيها فحرص - على ما بلغني - أبو بكر ابن مجاهد - مع موضعه في نفسه وعند أبي جعفر - أن يسمع منه هذه القراءة منفرداً فأبى إلا أن يسمعها مع الناس، فما أثر ذلك في نفس أبي بكر وكان ذلك كرهاً من أبي جعفر أن يخص أحداً بشيء من العلم، وكان في أخلاقه ذلك لأنه كان إذا قرأ عليه جماعة كتاباً ولم يحضره أحدهم لا يأذن لبعضهم أن يقرأ دون بعض، وإذا سأله إنسان في قراءة كتاب وغاب لم يقرئه حتى يحضر إلا كتاب الفتوى فإنه كان أي وقت سئل عن شيء منه أجاب فيه.
قال الجزري: أخذ القراءة عن سليمان بن عبد الرحمن بن حامد عن خلاد، وعن العباس بن الوليد بن مزيد ببيروت عن عبد الحميد بن بكار ، وروى الحروف سماعاً عن العباس بن الوليد ويونس بن عبد الأعلى وأبي كريب محمد بن العلاء وأحمد بن يوسف التغلبي اهـ
 
اسم كتابه في القراءات:
قد سماه عبدالله بن أحمد الفرغاني في إجازته لعلي بن عمران وإبراهيم بن محمد: كتاب القراءات وتنزيل القرآن (كذا وجد بخطه على مجلدة من تفسير ابن جرير وذلك في شعبان سنة ست وثلاثين وثلاثمائة).
ونقل عنه الذهبي في السير أن اسمه: القراءات والتنزيل والعدد.
وفيما نقل ياقوت عن عبدالعزيز بن محمد الطبري، أن اسمه: كتاب الفصل بين القراءة، (ولعله: القرأة، أي القراء).
وقال أبو بكر بن كامل: قال لنا أبو بكر بن مجاهد: - وقد كان لا يجري ذكره إلا فضله يعني ابن جرير- : ما صنف في معنى كتابه مثله.
وأما الداني فقال: وصنف كتاباً حسناً في القراءات سماه الجامع أهـ.
منهجه في كتابه:
1- الاقتداء بأبي عبيد:
وأبو عبيد إمام مشهور اقتدى به الأئمة فيما صنف من كتب، فمثلا نجد أن كتابه فضائل القرآن قد حذا حذوه واقتدى بنهجه ومنهجه الحافظ المستغفري في كتابه فضائل القرآن، وقد طبع مؤخرا ولله الحمد.
وهكذا كتابه في القراءات قد اقتدى به ابن جرير فجرى على نهجه، واقتدى بمسلكه.
قال ابن كامل: وكتابه في القراءات يشتمل على كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام، لأنه كان عنده عن أحمد بن يوسف التغلبي عنه ، وعليه بنى كتابه أهـ
وهذا الاقتداء في المنهج ليس فيه على العالم غضاضة، فأهل العلم يستفيد آخرهم من أولهم، مع اعترافهم بفضيلة ألأول وسبقه.
إلا أنه أحيانا - مع الثقة بالمصنف السابق - قد لا يفطن المتأخر لخطأ وقع فيه الأول، فيتابعه دون تمحيص، وما أندر ما يقع ذلك للعلماء من أمثال ابن جرير، إلا أن الكمال مقصور في الكتب على كتاب الله سبحانه وتعالى.
فقال ابن كامل: قال لنا أبو بكر بن مجاهد وقد ذكر فضل كتابه في القراءات وقال: إلا أني وجدت فيه غلطاً وذكره لي، وعجبت من ذلك مع قراءته لحمزة وتجويده لها، ثم قال: والعلة في ذلك أبو عبيد القاسم بن سلام لأنه بنى كتابه على كتاب أبي عبيد فأغفل أبو عبيد هذا الحرف فنقله أبو جعفر على ذلك.
والشيء بالشيء يذكر:
فقد وقفت على خطأ من هذا القبيل تابع فيه الإمامُ التقي ابن الصلاح في مقدمته الحاكمَ أبا عبدالله في معرفته.
فإن الحاكم قال معرفة علوم الحديث في النوع الثالث من المنقطع (53) : حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال حدثنا محمد بن سهل قال حدثنا عبد الرازق قال : ذكر الثوري عن أبي إسحق عن زيد بن يُثيع عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن ولَّيْتموها أبا بكر فقوي أمين ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وإن وليتموها عليا فهادٍ مهديّ ، يقيمكم على طريق مستقيم .
هكذا ذكره الحاكم، ثم نقله ابن الصلاح في المقدمة ص57 كما ذكره الحاكم، تابعه في وهمه، ولفظه الصحيح كما خرجه الحاكم نفسه في المستدرك: إن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا راغب في الآخرة ، وفي جسمه ضعف ، وإن وليتموها عمر فقوي أمين ، لا يخاف في الله لومة لائم ، وإن وليتموها عليا فهاد مهتد ، يقيمكم على صراط مستقيم أهـ.
فانظر إلى الوهم وإلى صوابه.

2- الاعتماد على المشهور من الأسانيد.
3- تجنب الإجازات والمناولات في أخذ القراءات.
وقال أبو محمد عبد العزيز بن محمد الطبري: كان أبو جعفر من الفضل والعلم والذكاء والحفظ على ما لا يجهله أحد عرفه لجمعه من علوم الإسلام ما لم نعلمه اجتمع لأحد من هذه الأمة، ولا ظهر من كتب المصنفين، وانتشر من كتب المؤلفين ما انتشر له، وكان راجحاً في علوم القرآن والقراءات وعلم التاريخ من الرسل والخلفاء والملوك واختلاف الفقهاء مع الراوية، كذلك على ما في كتابه البسيط والتهذيب وأحكام القراءات من غير تعويل على المناولات والإجازات ولا على ما قيل في الأقوال، بل يذكر ذلك بالأسانيد المشهورة أهـ.
ولذلك كانت له نظرة في بعض الأسانيد، فهو يوردها ويعرضها على ميزان النقد، فما استقام له منها أقامه، وما لم يكن كذلك بيّن ما فيها باجتهاده، إن صوابا أو خطأ
وكلامه في إسناد قراءة ابن عامر مشهور، وقد ذكره السخاوي في جمال القراء وابن وهبان في أحاسن الأخبار ونقلته عنهما في جهود ابي عبيد ص227.
وللفائدة أنقله هنا باختصار:
قال: وقد زعم بعضهم أنَّ عبد الله بن عامر أخذ قراءته عن المغيرة بن أبي شِهاب المخزومي وعليه قرأ الْقُرْآن ، وأنَّ المغيرة قرأ على عثمان رضي الله عنه .
قال : وهذا غير معروف عن عثمان ، وذلك أنَّا لا نعلم أنَّ أحداً ادَّعى أنَّ عثمان أقرأه الْقُرْآن ، بل لا نَحْفَظ عنه من أحرف الْقُرْآن إلا أحرفاً يسيرة ، ولو انتصب عثمان رضي الله عنه لأَخْذِ الْقُرْآن لشارك المغيرة في القراءة والحكاية عنه غيره ، إما مِنْ أدانيه وأهل الخصوص به ، وإما مِنَ الأباعد والأقاصي ، فقد كان لَه من أقاربه وأدانيه من هو أمس رحماً ، وأوجب حقاً من المغيرة ، كأولاده وبني أعمامه ومواليه وعترته من لا يحصي عدده كثرة ، وفي عدم مدعي ذلك عن عثمان الدليل الواضح على بُطول قول من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة بن أبي شهاب ، ثم إلى أن أخذها المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان قراءة عليه .
قال : وبعد فإن الَّذِي حكى ذلك وقاله رجل مجهول من أهل الشام لا يعرف بالنقل في أهل النقل ، ولا بالْقُرْآن في أهل الْقُرْآن ، يقال له عِراك بن خالد المري ، وعِراك لا يعرفه أهل الآثار ولا نعلم أحدا روى عنه غير هشام بن عمار .
قال : وقد حدثني بقراءة عبد الله بن عامر كلها العباس بن الوليد البيروتي فقال : حدثني عبد الحميد بن بكار عن أيوب بن تميم عن يحي بن الحارث عن عبد الله بن عامر اليحصبي أنَّ هذه حروف أهل الشام التي يقرؤنها .
قال : فنسب عبد الله بن عامر قراءته إلى أنها حروف أهل الشام في هذه الرواية التي رواها لي العباس بن الوليد ، ولم يضفها إلى أحد منهم بعينه .
ولعله أراد بقوله : إنها حروف أهل الشام أنه قد أخذ ذلك عن جماعة من قرائها ، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقاً كثيراً .
ولو كانت قراءته أخذها كما ذكر عراك بن خالد عن يحي بن الحارث عنه عن المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكن ليترك بيان ذلك إن شاء الله تعالى مع جلالة قدر عثمان ، ومكانه عند أهل الشام ، ليُعَرِّفهم بذلك فضل حروفه على غيرها من حروف القراء أهـ
ويجب التنبيه أنه لا يرد بهذا قراءة ابن عامر بل قول من قال أنه روى القراءة عن المغيرة عن عثمان رضي الله عنه، بل هو يصحح السند بما يزيد قوة - في نظره – حين قال: فنسب عبد الله بن عامر قراءته إلى أنها حروف أهل الشام في هذه الرواية التي رواها لي العباس بن الوليد ، ولم يضفها إلى أحد منهم بعينه .
ولعله أراد بقوله : إنها حروف أهل الشام أنه قد أخذ ذلك عن جماعة من قرائها ، فقد كان أدرك منهم من الصحابة وقدماء السلف خلقاً كثيراً أهـ.
وقد ناقشه السخاوي وابن وهبان في الموضعين المذكورين فمن اراد الاستزادة فليراجعهما.
وقد تأثر بقوله هذا وتابعه عليه أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم صاحب ابن مجاهد - رحمهم الله تعالى - قال : وكان ممن حفظت عنه تضعيف إسناد قراءة ابن عامر رحمه الله أبو بكر شيخنا ومحمد بن جرير .
قال : وهذان كانا علمي زمانهما ، وذكر عن الطبري نحو الَّذِي ذكرته .
ثم قال : وأما أبو بكر شيخنا فإني سمعته يقول : إنما قراءة ابن عامر شيء جاءنا من الشام .
ثم قال : يعني بذلك والله أعلم أنها لم تجيء مجيء القراءة عن الأئمة التي تقوم بأسانيدها الحجة .
(نقله ابن وهبان في أحاسن الأخبار)
4- بدأ كتابه بذكر القراء في الأمصار، وهذه الأمصار هي: الحجازان، والعراقان، والشام.
وهذه الديار هي مواطن الآثار، وهي التي خرج منها العلم أول ما خرج، كما ذكره ابن تيمية في منهاج السنة وغيره.
وهذا الفصل أظن أنه كالفصل الذي ذكره ابو عبيد وسماه: فصل تسمية من نقل عنهم شيء من وجوه القراءات من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر أئمة المسلمين.
وهو فصل تاريخي مهم جدا يبين لك كيف كان شأن القراءة والقراء حتى تاريخه (انظره في جهود ابي عبيد في علوم القرآن ص207).
ثم ذكر ابن جرير القراءة عن كل واحد ممن ذكره، وعدد قراءه كعدد قراء أبي عبيد حالا بحال.
وبعد أن يذكر القراءات وتوجيهها يختار منها حرفا يراه أليق بالتفسير وأقرب للمعنى.
ولم يقتصر على المشهور من القراءات بل ذكر الشاذ ايضاً، على ما نقله الأهوازي والعهدة عليه، ذلك لأن لابن جرير موقف شديد من القراءات الشاذة - المخالفة لمرسوم الخط، وليس لها حظ من الرواية – بوجوب تركها وعدم التعويل عليها.
قال عبدالعزيز الطبري يصف كتابه هذا: ذكر فيه اختلاف القراء في حروف القرآن، وهو من جيد الكتب، وفصل فيه أسماء والقراء بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وغيرها، وفيه من الفصل بين كل قراءة فيذكر وجهها وتأويلها والدلالة على ما ذهب إليه كل قارئ لها، واختياره الصواب منها والبرهان على صحة ما اختاره مستظهراً في ذلك بقوته على التفسير والإعراب الذي لم يشتمل على حفظ مثله أحد من القراء، وإن كان لهم - رحمهم الله - من الفضل والسبق ما لا يدفع ذو بصيرة بعد أن صدره بخطبة تليق به، وكذلك كان يعمل في كتبه أن يأتي بخطبته على معنى كتابه فيأتي الكتاب منظوماً على ما تقتضيه الخطبة.
مصير اختياره وكتابه:
قد ذكر أبو علي الحسن بن علي الأهوازي المقرئ في كتاب ( الإقناع في إحدى عشرة قراءة ) قال: كان أبو جعفر الطبري عالماً بالفقه والحديث والتفاسير والنحو واللغة والعروض، له في جميع ذلك تصانيف فاق بها على سائر المصنفين، وله في القراءات كتاب جليل كبير رأيته في ثماني عشرة مجلدة إلا أنه كان بخطوط كبار، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك وشرحه، واختار منها قراءة لم يخرج بها من المشهور ولم يكن منتصباً للإقراء، ولا قرأ عليه أحداً إلا آحاد من الناس كالصفار شيخ كان ببغداد من الجانب الشرقي يروي عنه رواية عبد الحميد بن بكار عن ابن عامر.
وأما القراءة عليه باختياره فإني ما رأيت أحداً أقرأ به غير أبي الحسين الجبي وكان ضنيناً به.
ولقد سألته زماناً حتى أخذ علي به ، قال: وترددت إلى أبي جعفر نحواً من سنة أسأله ذلك زماناً حتى أجرمت عليه وسألته وكنت قد سمعت منه صدراً من كتبه فأخذه علي على جهته .
وقال: لا تنسبها إلي وأنا حي، فما أقرأت بها أحداً حتى مات رحمه الله في شوال سنة عشر وثلاثمائة.
وقال أبو الحسين الجبي: ما قرأ عليه به إلا اثنان وأنت ثالثهم، ولا قرأ عليه أحد إلى أن مات سنة ثمانين وثلاثمائة اهـ
قلت : ولأجل ذلك لم يشتهر اختيار ابن جرير كما اشتهر اختيار ابي عبيد وغيره.
وأما كتابه ففي عبارة الجزري ما يفيد أنه اطلع على الكتاب فقد قال في الغاية : قلت وقد وقع له فيه مواضع منها أنه ذكر في سورة النساء ولا يظلمون فتيلاً انظر كيف يعني الحرف الأول فذكر الخلاف فيه دون الثاني فصير بذلك المتفق عليه مختلفاً فيه والمختلف فيه مجمعاً عليه وهذا عجيب من مثله مع جلالته أهـ.
فالله أعلم إن كان نقل بواسطة أم نظر في الكتاب مباشرة.
وقد ذكر في فهرس الأزهرية 1/74 ان فيها كتاب القراءات لابن جرير الطبري في 128 ورقة! فلما طالعته وجدته كتاب التلخيص لأبي معشر الطبري وهو مطبوع.
 
من شعره رحمه الله

من شعره رحمه الله

من شعره رحمه الله
إذا أعسرت لم أعلم رفيقي ... وأستغني فيستغني صديقي
حياتي حافظ لي ماء وجهي ... ورفقي في مطالبتي رفقي
ولو أني سمحت ببذل وجهي ... لكنت إلى الغنى سهل الطريق
وله ايضا:
خلقان لا أرضى طريقهما ... تيه الغنى ومذلة الفقر
فإذا غنيت فلا تكن بطراً ... وإذا افتقرت فته على الدهر
 
شكراً للأخ الأستاذ أحمد بن فارس السلوم على هذه الإفادة المتميزة عن ابن جرير الطبري وكتابه في القراءات .
ولدي بعض المعلومات عن الكتاب واختيار ابن جرير في القراءات أود أن أشير إليها إتماماً للفائدة ، وإن كان الفضل كل الفضل للمتقدم :
(1) وردت في الأرجوزة المنبهة (ص162)للداني إشارة إلى اختيار الطبري وكتابه وهي قوله :
452 - والطبري صاحب التفسيرِ له اختيار ليس بالشهيرِ
453 - وهو في جامعه مذكورُ وعند كل صحبه مشهورُ
ومن ذلك يظهر أن اسم كتاب الطبري في القراءات هو " الجامع " ، وكان الطبري قد إشار إلى الكتاب في أول تفسيره، لكنه لم يسمه ، وذلك في قوله في تفسير سورة الفاتحة : (1/65الحلبي):"وقد استقصينا حكاية الرواية عمن روي عنه في ذلك قراءة في كتاب " القراءات " .."، وقال ابن الجزري في ترجمته لابن جرير في غاية النهاية (2/107 :"قال الداني : وصنف كتاباً حسناً في القراءات سماه الجامع". وكذلك ذكره ابن الجزري في النشر (1/34)باسم " الجامع .
(2) قال ابن الجزري في كتابه النشر ( 1/34) :"وكان بعده [ أي بعد إسماعيل القاضي]الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري جمع كتاباً حافلاً سماه الجامع ، فيه نيف وعشرون قراءة ".
(3) تشذيذ القراءات من غير السبع ظهر بعد ابن مجاهد ، ونتيجة لاختياره قراءات القراء السبعة ، وكان الشاذ عند علماء القراءة قبل ذلك ماصح سنده وخالف رسم المصحف ، ومن ثم قد يكون القول بأن كتاب ابن جرير تضمن القراءات الصحيحة والشاذة مبنياً على مقياس لم يكن معروفاً في زمانه ، والله أعلم .
 
ابن جرير في فهرست ابن النديم

ابن جرير في فهرست ابن النديم

[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم

شكر الله للإخوة الكرام ونفعنا بهم

رغم ضيق وقتي الساعة إلا أن حبي لابن جرير وسروري بما سطره السادة الفضلاء حملني على أن أطبع ما كتبه النديم (أو ابن النديم)محمد بن إسحق عن أبي جعفر وكان والده قد روى عمن رآه بمصر يُقرأ عليه ديوان الطرماح، وكان صيت ابن جرير في عصره أعظم منه بعد ذلك ، لأسباب ليس هذا موضع ذكرها ولكنها مرتبطة بموقفه من قضايا كان للعامة فيها رأي آخر بسبب ما سماه المستشرقون (الانقلاب السني على المعتزلة) في عصر المتوكل، وكان ابن جرير لسعة علمه لم يوافق المبالغين في بطولة محنة خلق القرآن ، على ما يبدو ، أو لأن له رأيا لا يرضي أتباع أحمد بن حنبل في فقهه...[للتوسع في القضية ينظر آدم متز -القرن الرابع الهجري العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية بترجمة محمد عبدالهادي أبي ريدة،والمثقفون في الحضارة العربية - محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد للدكتور محمد عابد الجابري ومن أهم المراجع تاريخ بغداد للخطيب البغدادي] وأشير إلى ذلك لأني قد حضرت مناقشة أطروحة عن الأزهري مفسرا استشكل معدُّها تجاهل الأزهري لابن جرير رغم اعتماده عليه في مواضع كثيرة ، وما ذكرته هو السبب والله أعلم[/align]


فهرست ابن النديم ص 291-293 طبعةرضا تجدد الحائري المازندراني 1971 مـ 1391 هـ


وقد طبعت ما قاله دون أي تدخل مني في النص ، حتى صلى الله عليه وسلم طبعها صلعم فأوردتها كما هي ، رغم عدم موافقتي عليها.

[align=center]الفنُّ السابع من المقالة السادسة من كتاب الفهرست
في أخبار العلماء وما صنفوه من الكتب
الطبري وأصحابه[/align]


قال محمد بن إسحق النديم : قال أبو الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني: هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري الآملي."عمّالة"، علامة وقته، وإمام عصره، وفقيه زمانه . ولد بآمل سنة أربع وعشرين ومائتين، ومات في شوال سنة عشر وثلاثمائة، وله سبع وثمانون سنة. أخذ الحديث عن الشيوخ الفضلاء مثل محمد بن حميد الرازي، وابن جريج، وأبي كريب، وهناد ابن السري،وعباد بن يعقوب وعبيدالله بن إسميعيل[كذا] الهباري وإسميعيل بن موسى وعمران بن موسى القزاز وبشر بن معاذ العقدي.
وقرأ الفقه على داود ، وأخذ فقه الشافعي عن الربيع بن سليمان بمصر وعن الحسن بن محمد الزعفراني ببغداد، وأخذ فقه مالك عن يونس بن عبدالأعلى وبني عبدالحكم محمد وعبدالرحمن وسعد وابن أخي بن وهب . وأخذ فقه العراق عن أبي مقاتل بالري،
وأدرك الأسانيد العالية بمصر والشام والعراق والكوفة والبصرة والري .
وكان متفننا في جميع العلوم ، علم القرآن والنحو والشعر واللغة والفقه، كثير الحفظ ، قال لي أبي إسحق بن محمد بن إسحق : أخبرني الثقة أنه رأى أبا جعفر الطبري بمصر يُقرَأ عليه شعر الطرماح أو الحطيئة-الشك مني-ورأيت أنا بخطه كثيرا من كتب اللغة والنحو والشعر والقبائل.
وله مذهب في الفقه اختاره لنفسه. وله في ذلك عدة كتب
منها


  • كتاب اللطيف في الفقه ويحتوي على عدة كتب على مثال كتب الفقهاء في المبسوط، وعدد كتب اللطيف....
    كتاب البسيط في الفقه، ولم يتمه والذي خرج منه ،كتاب الشروط الكبير.كتاب المحاضروالسجلات. كتاب الوصايا. كتاب أدب القاضي.كتاب الطهارة. كتاب الصلوات. كتاب الزكوة.
    كتاب اللطيف في الفقه ويحتوي...
    كتاب التاريخ وينضاف إليه القطعان، وآخر ما أملّ منه إلى سنة اثنتين وثلثمائة.،وهاهنا قطع. وقد اختصر هذا الكتاب وحذف أسانيده جماعة، منهم رجل يعرف بمحمد بن سليمان الهاشمي، وآخر كاتب يعرف .... ومن أهل الموصل أبو الحسن الشمشاطي المعلم، ورجل يعرف بالسليل بن أحمد ، وقد ألحق به جماعة من حيث قطع إلى زماننا هذا لا يعوّل على إلحاقهم، لأنهم ليس ممن يختصُّ بالدولة ولا بالعلم.
    كتاب التفسير ، لم يعمل أحسن منه. وقد اختصره جماعة منهم أبو بكر بن الإخشيد وغيره
    كتاب القراءات .
    كتاب الخفيف في الفقه، لطيف.
    كتاب تهذيب الآثار.ولم بتمه والذي خرج منه ما أنا ذاكره
    كتاب اختلاف الفقهاء والذي خرج منه....


ومن أصحابه المتفقهين على مذهبه


علي بن عبدالعزيز الدولابي ، وله من الكتب : كتاب الردّ على ابن المغلس. كتاب في بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب القراءات. كتاب أصول الكلام. كتاب أفعال النبي "صلعم". كتاب التبصير . رسالته إلى نصر القشوري . رسالته إلى علي بن عيسى . رسالته إلى بربر الحرمي[في هامش نسخة الحزمي].كتاب المسألة في اقتراض الإماء. كتاب الأصول الأكبر. لم يوجد. كتاب الأصول الأصغر[على هامش نسخة: عورض بالدستور المنقول منه وصح وله الحمد] كتاب الأصول الأوسط. كتاب عبارة الرؤيا. كتاب إثبات الرسالة. كتاب كذبتما، ومعناه أنه روي في أدب النفوس خبر فاطمة وعلي عليه السلام وقد شكوا إلى النبي عليه السلام الخدَمة فقال كذبتما.


ومن أصحابه المتفقهين على مذهبه أيضا
أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الثلج الكاتب، وله من الكتب......


ومن أصحابه:
أبو القاسم ....ابن العراد ، وله من الكتب كتاب الاستقصاء في الفقه ، وله رسائل يسيرة منها.....


ومن أصحابه

أبو الحسن أحمد بن يحيى ين علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم المتكلم وقد مر ذكره. وله من الكتب ، كتاب المدخل إلى مذهب الطبري ونصرة مذهبه. كتاب الإجماع في الفقه على مذهب أبي جعفر.

ومن المتفقهين على مذهبه أيضا، أبو الحسن الدقيقي الحلواني الطبري، وله من الكتب: كتاب الشروط . كتاب الرد على المخالفين


ومنهم: أبو الحسين أبو الحسين بن يونس واسمه....وكان متكلما ، وله كتب في ذلك. وله في الفقه كتاب الإجماع في الفقه،
ومنهم أبو بكر بن كامل وقد مضى خبره في المقالة الإولى.وله من الكتب على مذهب الطبري كتاب جامع الفقه. كتاب الحيض. كتاب الشروط. كتاب الوقوف.


زمنهم أبو إسحق إبراهيم بن حبيب السقطي الطبري من أهل البصرة، وله تاريخ موصول بكتاب أبي جعفر، وقد ضمنه من أخبار أبي جعفر وأصحابه شيئا كثيرا. وله من الكتب كتاب الرسالة . كتاب جامع الفقه.


ومنهم
رجل يعرف بابن ادبوني[في نسخةابن اذنوبي] واسمه..... وله من الكتب.....

ومنهم
رجل يعرف بابن الحداد واسمه..... وله من الكتب.....

قال أبو الفرج المعافى : وكان أبو مسلم الكجي ينتمي إلى أبي جعفر الطبري في الفقه وكان في سن أبي جعفر.



المعافى بن زكريا النهرواني القاضي

وهوأبو الفرج المعافى بن زكريا من أهل النهروان أوحد عصره في مذهب أبي جعفر ، وحفظ كتبه. ومع ذلك متفنن في علوم كثيرة مضطلع بها مشار إليه فيها، في نهاية الذكاء وحسن الحفظ وسرعة الخاطر في الجوابات ولد سنة.... وله من الكتب في الفقه وغيره ما أنا ذاكره إلى وقتنا هذا
كتاب التحرير والنقر في أصول الفقه
كتاب الحدود والعقود في أصول الفقه
كتاب المرشد في الفقه. كتاب شرح المرشد في الفقه. كتاب المحاضر والسجلات. كتاب شرح كتاب الخفيف للطبري. كتاب الشافي في مسح الرجلين. كتاب الشروط . كتاب أجوبة الجامع الكبير لمحمد بن الحسن. (كتاب أجوبة المزني على مذهب الطبري). كتاب الرد على الكرخي في مسائل. كتاب الرد على أبي يحيى البلخي في اقتراض الإماء. كتاب الرد على داود بن علي. كتاب رسالته إلى العنبري القاضي في مسألة في الوصايا. كتاب تأويل القرآن. كتاب الرسالة في واو عمرو. كتاب القراءات. كتاب المحاورة في العربية، كتاب شرح الجرمي، كتاب رسالة عمر.
وقال لي إن لي نيفاً وخمسين رسالة في الفقه والكلام والنحو وغير ذلك.

[على هامش نسخة ومن أحسن كتبه ما خلا المصنف تذكره -كتاب الجليس والأنيس- يذكر فيه فضائل جمة، وأخبار مستحسنة وغير ذلك من الفوائد] وفلوجل أورده في متن الكتاب.]
 
شكر الله للشيخين الإفادة
والمعروف أن أوسع ترجمة للعلامة ابن جرير هي التي كتبها ياقوت في معجمه
ولكن هذه المعلومات القيمة التي نقلها الدكتور من الفهرست لابن النديم فيها إضافات مهمة للترجمة.
فجزاكم الله خير الجزاء.
 
كما قال أستاذنا الكبير غانم قدوري الحمد : الفضل للمتقدم ، وأحب أن أذكر بعض الأمور المتعلقة بما نقله الدكتور أحمد بن فارس السلوم حفظه الله .
أولاً : نقل قول ياقوت : ( فإنه لم يدخل في كتابه شيئاً عن كتاب محمد بن السائب الكلبي ) ، وهذا فيه نظر ، فقد نقل من منقول الكلبي ومن مقوله في التفسير ، وغالبها عن معمر عن الكلبي وعن سفيان الثوري عن الكلبي ، ومنها :
1 ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الكلبي:(من ظهورهم ذرياتهم) قال: مسح الله على صلب آدم، فأخرج من صلبه من ذريته ما يكون إلى يوم القيامة، وأخذ ميثاقهم أنه ربهم، فأعطوه ذلك، ولا تسأل أحدًا كافرًا ولا غيره (2) من ربك؟ إلا قال: "الله". وقال الحسن مثل ذلك أيضًا.
2 ـ ثنا مهران، عن سفيان، عن الكلبيّ، عن الحسن بن سعيد، عن عليّ رضي الله عنه( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) قال: الموز.
ثانيًا : نقل الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري ( ت: 843 )في كتابه ( شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع ) من كتاب الجامع في القراءات لابن جرير الطبري ، ومن ذلك ما نقله ( 1 : 46 ) في ترجمة نافع ، قال : ( وقال الطبري في الجامع : ( وكان عارفًا بالقراءات ، نحريرًا ، مقدَّمًا في زمانه ، بصيرًا ، متبعًا لأثر ولمن مضى من السلف ، إمامًا لمن بقي من الخلف ) . وينظر في الكتاب نقول أخرى من كتاب الجامع ( 1 : 50 ) ( 2 : 522 ، 641 ـ 642 ، 666 ، 796 ، 807 ، 864 ) ، وقد ذكر في الصفحة الأخيرة قاعدة اختيار الأئمة ،فقال : ( قال الطبري في الجامع : ثم كل من اختار حرفًا من المقبولين من الأئمة المشهورين بالسنة ، والاقتداء بمن مضى من من علماء الشريعة = راعى في اختياره الرواية أولاً ، ثم موافقة المصحف الإمام ثانيًا ، ثم العربية ثالثًا ، فمن لم يراع الأشياء الثلاثة في اختياره ؛ لم يُقبل اختياره ، ولم يتداوله أهل السنة والجماعة ) .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شيخنا الدكتور: فارس السلوم سلمكم الله ورعاكم
ذكرتم هاتين النقطتين في دراستكم الطيبة، وقلتم أن ابن جرير سلك منهج النقد للأسانيد، فقلتم بارك الله فيكم...
2- الاعتماد على المشهور من الأسانيد.
3- تجنب الإجازات والمناولات في أخذ القراءات.
وقال أبو محمد عبد العزيز بن محمد الطبري: ... وكان راجحاً في علوم القرآن والقراءات وعلم التاريخ من الرسل والخلفاء والملوك واختلاف الفقهاء مع الراوية، كذلك على ما في كتابه البسيط والتهذيب وأحكام القراءات من غير تعويل على المناولات والإجازات ولا على ما قيل في الأقوال، بل يذكر ذلك بالأسانيد المشهورة أهـ.
ولذلك كانت له نظرة في بعض الأسانيد، فهو يوردها ويعرضها على ميزان النقد، فما استقام له منها أقامه، وما لم يكن كذلك بيّن ما فيها باجتهاده، إن صوابا أو خطأ
وكلامه في إسناد قراءة ابن عامر مشهور، وقد ذكره السخاوي في جمال القراء وابن وهبان في أحاسن الأخبار ونقلته عنهما في جهود ابي عبيد ص227..
هل من توجيه علمي تأصيلي لهذه النقطة الهامة؟
وهل تحدد لنا فيها مفهوم النقد عند ابن جرير للأسانيد هل هو حسب قواعد المحدثين،أم هو حسب منهج المقرئين،فيمكن رصده وجمعه؟
وجزاكم الله خيرا على حضوركم ومشاركتكم الطيبة.والله الموفق.
 
فضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقه الله:
عبارة الفرغاني التي نقلها ياقوت (ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به، فإنه لم يدخل في كتابه شيئاً عن كتاب محمد بن السائب الكلبي، ولا مقاتل بن سليمان، ولا محمد بن عمر الواقدي لأنهم عنده أظناء والله أعلم ، قال: وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبي وعن ابنه هشام وعن محمد بن عمر الواقدي وغيرهم فيما يفتقر إليه ولا يؤخذ إلا عنهم ) أهـ
فقد تكون هذه النقولات من هذا القبيل.
ولا يخفى عليكم أن لابن الكلبي نسخة مشهورة في التفسير مروية عن أبي صالح عن ابن عباس (وهو كتاب الكلبي ، لاحظ قول الفرغاني: كتاب الكلبي).
وقد ذكر هذه النسخة من التفسير جماعة من المتقدمين والمتأخرين، ولعل تنوير المقباس من تفسير ابن عباس للفيروزأبادي هو هذه النسخة بعينها.
ثم إن الكلبي بعد ذلك من رواة الحديث والآثار، فله مسانيد ومرويات قد لا تكون من كتابه في التفسير ، فربما خرج منها ابن جرير شيئا على وجه الانتقاء والاختيار.
وقد كان سفيان الثوري ينهى عن التحديث عنه ويحدث هو عنه، فقيل له، فقال: أنا اعرف صحيح حديثه من ضعيفه.
ثم بعد ذلك كله فالنقولات عنه قليلة في التفسير(بحسب البحث في الموسوعة الشاملة).
وأشكركم يا فضيلة الشيخ على هذه النقولات المهمة التي نقلتموها من كتاب المنتوري، ولاسيما النقل الأخير: (قال الطبري في الجامع : ثم كل من اختار حرفًا من المقبولين من الأئمة المشهورين بالسنة ، والاقتداء بمن مضى من علماء الشريعة = راعى في اختياره الرواية أولاً ، ثم موافقة المصحف الإمام ثانيًا ، ثم العربية ثالثًا ، فمن لم يراع الأشياء الثلاثة في اختياره ؛ لم يُقبل اختياره ، ولم يتداوله أهل السنة والجماعة )
فهو في الحقيقة اختصار لمنهجه في الاختيار ، وأنه منهج موافق لما عليه العامة.
ثم في هذه النقولات دليل على ان الكتاب كان موجودا في القرن التاسع، أليس كذلك.
 
أخي الفاضل فضيلة الشيخ امين الشنقيطي وفقه الله:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يبدو للعبد الضعيف أن ابن جرير يطبق قواعد المحدثين في تمييز الصحيح من الضعيف على أسانيد القراء، مع شيء من فلسفته الخاصة في الجرح والتعديل.
وفي هذا المثال الواحد الذي وصلنا من نقد ابن جرير لإسناد من أسانيد القراء يلاحظ فيه نفس المحدثين ، كاعتماده تجهيل عراك بن خالد المري الذي تفرد بذكر قراءة ابن عامر على المغيرة، لأنه لم يرو عنه غير واحد.
ولم يقنع بمعرفة القراء له، والحافظ الجزري رد عليه على طريقة المحدثين أيضا:
فقال: وقوله في عراك مجهول فليس ذا بشيء بل هو مشهور قرأ عليه الربيع بن تغلب أيضاً وسمع منه جماعة وقال الدارقطني لا بأس به قلت وقد روى عن عراك عبد الله بن ذكوان ومحمد بن وهب بن عطية أهـ. يعني فارتفعت عنه الجهالة برواية اثنين.
مع أن القارئ لكتاب تهذيب الآثار للطبري يجد فيه نمطا مختلفا من النقد والتعليل، وقد كان بعض مشايخنا يتعجب من طريقة ابن جرير في نقد الآثار.
وهذه مسألة مهمة نبهت عليها وهي المنهج العلمي في دراسة أسانيد القراءات ورجالاتها.
ومن لا يعمل قاعدة: لكن فن رجاله ، يقع في إشكالات كثيرة.
وقد حدثني الشيخ عبدالعزيز قارئ وفقه الله أن الشيخ الألباني رحمه الله قال لهم مرة: أسانيد القراءات ورجالاتها جماعة من الضعفاء والمجاهيل الذين لا يعرفون، هكذا قال الشيخ لأنه نظر في تراجمهم عبر كتاب تقريب التهذيب مثلا – وكان الالباني مولعا به – ونحوه من كتب المحدثين.
فأعطاه الشيخ عبدالعزيز نسخة من النشر ونسخة من غاية النهاية، وقال له: في الكتاب الأول أسانيد القراء وفي الثاني جرحهم وتعديلهم.
قال : فعاد الشيخ الألباني رحمه الله بعد فترة وهو يقول: الان علمت ان لهذا الفن رجاله وكتبه وجرحه وتعديله الخاص به، هكذا قال أو نحوه.
والحديث عن هذه المسألة ذو شجون.
والله الموفق.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شيخنا الدكتور احمد فارس السلوم سلمك الله ورعاك وحفظك،
ما سطرته كان رسالة موفقة في حق قراء القراءات القرآنية،في الدور والجامعات ،
وحصنا منيعا في وجه الاستشراقيات المعاندة، فماذا يكون لوفقدت الأمة أسانيد وقواعد وتراجم قرائها،هل من المعقول أن تسير القافلة وفق الآراء الفردية دون أن تعامل وفق مناهج علمية مدروسة ،وتترك دون منهج؟ وأي منهج خير من منهج علماء الأمة المحدثين المقرئين؟
وهاأنت حفظك الله قد جئت بهذه المعلومة الطيبة من عالم جليل كالطبري شيخ علوم الإسلام،وكنت ولله الحمد من الموفقين،حفظك الله ورعاك وبلغك خير الدنيا والآخرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
( قال الطبري في الجامع : ثم كل من اختار حرفًا من المقبولين من الأئمة المشهورين بالسنة ، والاقتداء بمن مضى من من علماء الشريعة = راعى في اختياره الرواية أولاً ، ثم موافقة المصحف الإمام ثانيًا ، ثم العربية ثالثًا ، فمن لم يراع الأشياء الثلاثة في اختياره ؛ لم يُقبل اختياره ، ولم يتداوله أهل السنة والجماعة ) .
أركان القراءة الصحيحة :
لفت نظري ما نقله فضيلة الأخ الدكتور مساعد الطيار ، حفظه الله ، من أن الطبري قال في كتابه الجامع في القراءات :" ثم كل من اختار ...إلى آخره"فهذا كلام نفيس ، يحسن بالمهتمين بالقراءات القرآنية أن يكتبوه ويتذكروه ، لأنه :
أولا : يكشف عن منهج الطبري في الحكم على القراءات ، ويبين أسس اختياره ما اختار منها .
وثانياً : يؤكد حقيقة تاريخية مهمة جداً ، وهي أن علماء القراءة في القرون الأولى قبل الطبري كانوا يرجعون إلى أسس محددة ويحتكمون إلى مقاييس ثابتة في رواية القراءات ودراستها والحكم عليها ، فها هي أركان القراءة الصحيحة واضحة في قول الطبري :
(1) الرواية .
(2) موافقة المصحف .
(3) موافقة العربية .
واعتاد الذين كتبوا عن أركان القراءة الصحيحة من المتأخرين والمعاصرين أن ينقلوا كلام ابن الجزري حولها ، وقد يفهم القارئ من ذلك أنه هو الذي وضع هذه الضوابط وأبدعها ، لكنها في الواقع أقدم من عصر ابن الجزري بقرون كثيرة ، ولم يكن الطبري أول من ذكرها فقد وردت إشارة لدى أبي بكر ابن الأنباري في كتابه إيضاح الوقف والابتداء ( 1/311)تشير إلى أن أبا عبيد القاسم بن سلام ( ت224هـ) قد استند إليها في كتابه المفقود في القراءات ، لكن ما قاله الطبري أوضح دلالة وأتم عبارة ، والله أعلم .
 
فضيلة الشيخ غانم وفقه الله:
قد يكون كلا أبي عبيد ( القاسم بن سلام رحمه الله) الذي أشرتم إليه هو قوله في كتاب القراءات:
إنما توخينا في جميع ما أخبرنا من القراء ات :
أكثرها من القراءاة أصلا
وأعربها في كلام العرب لغة
وأصحها في التأويل مذهبا
بمبلغ علمنا واجتهاد راينا ...ثم ذكر ما اختار من أول القرآن إلى آخره.(جهود أبي عبيد ص234)
وقال في موضع آخر:
والقراءة التي عليها الناس بالمدينة وبمكة والكوفة والبصرة والشام هي :
القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا
وقام بها في مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته ، وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي ..يعني من أن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول (جهود أبي عبيد ص214).
والله الموفق
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الأستاذ أحمد بن فارس السلوم شكراً لك على إيضاحك ، وأود أن أضيف إلى ما ذكرت ما يأتي :
(1) النص الذي نقلته من كلام أبي عبيد نقله الأندرابي في كتابه " الإيضاح في القراءات " ،وجاء مصحفاً في نشرة الدكتور أحمد نصيف الجنابي ، وصوابه :" إنما توخينا في جميع ما ( اخترنا) من القراءات أكثرها من ( القرأة أهلاً) ..."
كما جاء في النسخة المحققة من كتاب الإيضاح .
(2) قول أبي عبيد الذي ذكره أبو بكر الأنباري في كتابه إيضاح الوقف (1/311) هو ، والحديث عن الوقف على هاء السكت :" وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الأسدي : الاختيار عندي في هذا الباب كله الوقوف عليها بالهاء بالتعمد لذلك لأنها إن أدمجت ( وفي نسخة : أدرجت ) في القراءة مع إثبات الهاء كان خروجاً من كلام العرب ، وإن حذفت في الوصل كان خلاف الكتاب . فإذا صار قارئها إلى السكت عندها على ثبوت الهاءات اجتمعت له المعاني الثلاثة :
من أن يكون مصيباً في العربية
وموافقاً للخط
وغير خارج من قراءة القراء ".
(3) أود معرفة ما يتعلق بكتاب " جهود أبي عبيد " من معلومات ، فقد سبق لي كتابة بحث بنفس العنوان ، منشور سنة 1986م = 1406هـ وجزاكم الله تعالى خيراً .
 
فضيلة الشيخ غانم وفقه الله
بودنا لو استطعنا الاطلاع على بحثكم المذكور
فهل نشر وفي أي دار؟
أما بحثي المتواضع عن أبي عبيد فهو مطبوع في دار ابن حزم بيروت
ولو تكرمتم طالعوا البريد الخاص بكم
والله يحفظكم ويرعاكم
 
شيء من منهج ابن جرير في كتاب القراءات

ثانيًا : نقل الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري ( ت: 843 )في كتابه ( شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع ) من كتاب الجامع في القراءات لابن جرير الطبري ، ومن ذلك ما نقله ( 1 : 46 ) في ترجمة نافع ، قال : ( وقال الطبري في الجامع : ( وكان عارفًا بالقراءات ، نحريرًا ، مقدَّمًا في زمانه ، بصيرًا ، متبعًا لأثر ولمن مضى من السلف ، إمامًا لمن بقي من الخلف ) . وينظر في الكتاب نقول أخرى من كتاب الجامع ( 1 : 50 ) ( 2 : 522 ، 641 ـ 642 ، 666 ، 796 ، 807 ، 864 ) ، وقد ذكر في الصفحة الأخيرة قاعدة اختيار الأئمة ،فقال : ( قال الطبري في الجامع : ثم كل من اختار حرفًا من المقبولين من الأئمة المشهورين بالسنة ، والاقتداء بمن مضى من من علماء الشريعة = راعى في اختياره الرواية أولاً ، ثم موافقة المصحف الإمام ثانيًا ، ثم العربية ثالثًا ، فمن لم يراع الأشياء الثلاثة في اختياره ؛ لم يُقبل اختياره ، ولم يتداوله أهل السنة والجماعة ) .

وقد لفت انتباهي وأنا أقرأ فيما سطره فضيلة الأستاذ الدكتور مساعد بارك الله فيه ونفع، عن كتاب الجامع للطبري، ونقول المنتوري عنه، ولم أستسغ نقل المنتوري ولا عبارة الطبري في تعداد ضوابط الاختيار، فعدت أبحث عن جامع آخر وطبري أخر، فخطر أبو معشر الطبري، وكتابه الجامع المسمى بسوق العروس، وفي اللوحة الأولى منه يلوح النقل الموجود عن المنتوري، وكل نقول المنتوري المنسوبة للطبري وجامعه، راجعة إلى أبي معشر وجامعه.
 
صدقت
الكلام المنقول عن أبي معشر الطبري
وقد اعتمد على ما ظنه المحقق من كلام الإمام أبي جعفر الطبري، ونسبه إلبه.
وليس بين يدي كتاب أبي معشر
وقد وقّفني قبل أسبوعين الشيخ عبدالرحمن الفقيه صاحب ملتقى أهل الحديث على هذا الخطأل، وأرسل لي الموضع مصورًا من مخطوط الجامع لأبي معشر
فلك وله جزيل الشكر على هذه الإفادة، وليت من له صله بمحقق كتاب الدرر اللوامع أن ينبهه إلى هذا، والله الموفق للصواب
 
عودة
أعلى