شيء قليل من سيرة امرأة صالحة حفظت القرآن بعد الستين!

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فهذه أسطر يسيرة، ولمحات يسيرة كتبها أخي الشيخ مهند المعتبي التهامي عن والدته الصالحة العابدة، بعد أن ألح عليه كثير من الإخوة في ذلك، فأحببتُ نقلها هنا لما فيها من العبرة والعظة، والله المستعان.
نشأتْ يتيمة الأم منذ الولادة، ويتيمة الأب حين الفطام، ولا جدَّ لها ولا عم ولا أخ ، لها خال واحد، وعصبةٌ لأبيها.
= كف بصرها وهي ابنة ثلاثة أعوام!
= تقول لي: ما علمتُ عن شيءٍ أنه حرام ، ففعلتُه بعد ذلك.
= أقول: ما رأيتُها مفطرة في يوم خميس أو اثنين أو أيام بيض أبداً أبداً.
= لا تترك قيام الليل أبداً (11 ركعة) كل ليلة، فإن كانت متعبة صلت جالسة، أو قضتها نهاراً، ولا تكاد تنقص عن هذا الورد إلا نادراً، وتتأسف لحالها إن صلت تسعاً أو سبعاً!
= لا يُغتاب في مجلسها أحدٌ إلا أنكرت على من يغتاب.
= ختمت القرآن كاملاً حفظاً العام الماضي مع اقتراب عمرها من السبعين، بعد جهاد دام عشر سنين.
= تقضي معظم نهارها معتكفة على (المسجل) تراجع القرآن، مع الحذيفي، أو محمد أيوب.
= تنتسب إلى (شافع) من (قريش)، ولا تنطق بذلك أبداً لا إخباراً ولا افتخاراً، وتقول: لا ينفع الإنسان إلا العمل!
= لا تخرج من البيت إلى مكان بالسيارة - وهي قريبة من السبعين الآن - إلا لبست القفاز والشراب والسراويل!! وتقول: (أخاف يحصل لي شيءٌ، وينكشف مني شيءٌ!)
وإذا قلتُ لها: (فليس عليهن جناحٌ أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة) وأنت عجوز يا أمي؛ قالت: (وأن يستعففن خيرٌ لهنَّ)!
هذه إشارة يسيرة، كتبتها بعد طلب من بعض الإخوة أن أنشر شيئاً عنها بعد علمهم بختمها للقرآن، وعلم الله أنها إن علمت بذلك، لشعرت بإساءتي لها، وقد رَفَضَتْ مقابلة إحدى الصحف لها، وقالت: لم أحفظ القرآن لأجل الأخبار! وحسبي أنها لا تعلم بما كتبت عنها الآن.
حفظك الله يا أمي، وأطال عمرك على الطاعة، وختم لك بالحسنى، وأقر عيني بك.
ابنك المقصر/ مهند بن حسين المعتبي
12 / 12 / 1432 هـ
 
حفظ الله الوالدة الكريمة وبارك في عمرها وختم لها ولنا بحسن الخاتمة...
وهذه لفتة من لفتات البر..بارك الله فيكم..
وبالأمس حضرت حفل تكريم أقامته دار المثاني النسائية لتحفيظ القرآن الكريم لطالباتها في ختام هذا الفصل الدراسي..
وإذ بمشهد لم أرى مثله من قبل..
حيث فاجئت إحدى الدارسات اللجنة المنظمة للحفل بوقفة معبرة تعبر بها عن فرحتها بوالدتها التي استكملت مسيرتها في الحفظ بعد انقطاع وكبر سن.. أن تقوم بتقدم باقة من الزهور لوالدتها على منصت التكريم.. أبهجت بهذا الموقف قلب تلك الوالدة الفاضلة وقلوب جيمع الحاضرات اللاتي أختلطت مشاعرهن بالفرح والدموع..فبارك الله فيها ..
رزقنا الله البر بأبائنا وأمهتنا أحياءً وأمواتاً..
 
عودة
أعلى