"شهرين يجهض من أرحامها العلق"

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
يزعم بعض الإعجازيين أن استخدام كلمة "علقة" في القرآن - في مراحل الجنين - فيه سبق علمي!

والرد كالآتي:
- منذ بداية البشرية يحدث الإجهاض، في مراحل مختلفة من الحمل. فالبشر كانوا يعرفون مراحل الجنين بالمشاهدة!
- وردت الكلمة بالفعل قبل نزول القرآن! إذ قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى عن ناقته، وعن إسراعه بها متعجلا للذهاب لهرم بن سنان:
إليك أعملتها فتلا مرافقها ... شهرين يجهض من أرحامها العلق
 
قال تعالى : "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ " (30) محمد
قال ابن كثير : (( يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ، فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها .
" وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" أي : فيما يبدو من كلامهم الدال على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ، كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر )) . اهـ

يا سلامة : صدقك وهو كذوب
كذلك منذ بداية البشرية كانوا يعرفون النطفة والعلقة والمضغة بل والسلالة والامشاج كذلك ،
فقد كان لهم فعلا السبق اللغوي او السبق المعرفي حتى أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام، " وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا "
واليك معانيها لأني أخشى ان تكون ممن ينفي الاعجاز اللغوي كذلك (ودعك من السبق العلمي) :
السؤال
ما معني الكلمات الآتية في المعاجم العربية:
1ـ نطفة.. من آية: ثم جعلناه نطفة في قرار مكين.
2ـ علقة, علق.. من آية: ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة.. إلخ.
3ـ مضغة.. من الآية: فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة.. إلخ.
4ـ أمشاج من الآية: إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ.
وما هي الأشعار العربية القديمة والأحاديث التي ذكرت فيها هذه الكلمات؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معنى: النطفة ـ في لغة العرب: الماء الصافي أو القليل، قال الأصفهاني في المفردات: النطفة: الماء الصافي، ويعبر بها عن ماء الرجل.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان: وَالنُّطْفَةُ فِي اللُّغَةِ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ:
وَمَا عَلَيْكِ إِذَا أَخْبَرْتِنِي دَنِفًا * وَغَابَ بَعْلُكِ يَوْمًا أَنْ تَعُودِينِي
وَتَجْعَلِي نُطْفَةً فِي الْقَعْبِ بَارِدَةً * وَتَغْمِسِي فَاكِ فِيهَا ثُمَّ تَسْقِينِي.
فَقَوْلُهُ: وَتَجْعَلِي نُطْفَةً، أَيْ: مَاءً قَلِيلًا فِي الْقَعْبِ، وَالْمُرَادُ بِالنُّطْفَةِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: نُطْفَةُ الْمَنِيِّ. اهـ
ومعنى العلقة: قطعة الدم الجامدة، وسميت علقة، لأنها تعلق بغيرها، جاء في الصحاح للجوهري: العلق: الدم الغليظ والقطعة منه علقة، وَمِنْ إِطْلَاقِ الْعَلَقِ عَلَى الدَّمِ الْمَذْكُورِ قَوْلُ زُهَيْرٍ بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان وأهل بيته، كما في العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي، يقول:
إِلَيْكَ أَعْمَلْتُهَا فُتْلًا مَرَافِقُهَا *شَهْرَيْنِ يَجْهُضُ مِنْ أَرْحَامِهَا الْعَلَقُ. اهـ
ومعنى المضغة: اللحمة الصغيرة، وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ. الْحَدِيثَ.
وجاء في تاج العروس من جواهر القاموس: والمضغة بالضم: قطعة من لحم، كما في الصحاح... وقال الأزهري: إذا صارت العلقة التي خلق منها الإنسان لحمة فهي مضغة، ومنه قوله تعالى: فخلقنا العلقة مضغة، وفي الحديث: ثم أربعين يوما مضغة، وقال زهير بن أبي سلمى:
تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أنِيضٌ * أصَلَّتْ فَهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ. اهـ
ومعنى السلالة: ما انسل من الشيء، والمراد به ما سل من صلب الرجل وترائب المرأة، وهو منيهما، جاء في تاج العروس من جواهر القاموس: والسلالة، بالضم: ما انسل من الشيء، والنطفة سلالة الإنسان، قال الله تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، قال الفراء: السلالة الذي سل من كل تربة، وقال أبو الهيثم: ما سل من صلب الرجل، وترائب المرأة، كما يسل الشيء سلا، وروي عن عكرمة، أنه قال في السلالة: الماء يسل من الظهر سلا، ومنه قول الشماخ:
طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ * عَلى مَشَجٍ سُلالَتُهُ مَهِينِ. اهـ
وقال القرطبي في التفسير: وَالسُّلَالَةُ صَفْوَةُ الْمَاءِ، يَعْنِي الْمَنِيَّ، وَالسُّلَالَةُ فُعَالَةٌ مِنَ السَّلِّ وَهُوَ اسْتِخْرَاجُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ، يُقَالُ: سَلَلْتُ الشَّعْرَ مِنَ الْعَجِينِ، وَالسَّيْفَ مِنَ الْغِمْدِ فَانْسَلَّ، وَمِنْهُ قول امرئ القيس: فَسُلِّيَ ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ ـ فَالنُّطْفَةُ سُلَالَةٌ، وَالْوَلَدُ سَلِيلٌ، وَسُلَالَةٌ، عَنَى بِهِ الْمَاءَ يُسَلُّ من الظهر سلا، قال الشاعر:
فَجَاءَتْ بِهِ عَضْبَ الْأَدِيمِ غَضَنْفَرًا * سُلَالَةَ فَرْجٍ كان غير حصين.
وقال آخر: وَمَا هِنْدٌ إِلَّا مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ * سَلِيلَةُ أَفْرَاسٍ تجللها بغل. اهـ
ومعنى الأمشاج: الأخلاط المجتمعة من الجنسين، ماء الرجل والمرأة، جاء في لسان العرب لابن منظور: المشج والمشج والمشج والمشيج كل لونين اختلطا، وقيل هو ما اختلط من حمرة وبياض، وقيل هو كل شيئين مختلطين، والجمع أمشاج مثل يتيم وأيتام، ومنه قول الهذلي سيط به مشيج، ومشجت بينهما مشجا خلطت، والشيء مشيج، ابن سيده والمشيج اختلاط ماء الرجل والمرأة، هكذا عبر عنه بالمصدر وليس بقوي، قال والصحيح أن يقال المشيج ماء الرجل يختلط بماء المرأة، وفي التنزيل العزيز: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ـ قال الفراء: الأمشاج هي الأخلاط ماء الرجل وماء المرأة والدم والعلقة...اهـ، ومنه بيت الشماخ السابق وروده.
ومن ورود هذه الألفاظ في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال:
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح... الحديث.
والله أعلم.

إسلام ويب
 
1) حنانيك على إخوتك أخي محمد سلامة المصري فما يقوله إخوانك القائلين بإعجاز الآية الكريمة لم يقولوا بأنها معجزة لمجرد وجود كلمة (علقة) ولم يقل أحد بأن القرآن الكريم قد استخدم الكلمة قبل أن تعرفها العرب وتستخدمها.. فمن الظلم أن نقوِّلهم ما لم يقولوا !

2) اتساع مدلول كلمة (علق) فيها فعلاً إعجاز لغوي من الممكن ضمه إلى الإعجاز العلمي وتستطيع تبينه من المقال في هذا الرابط
حكاية (العلق) مع طبيب غير مسلم

3) الدعوى بأن الناس كانوا يعرفون مراحل خلق الجنين بدليل متابعتهم لنواتج الإجهاض لكل من الإنسان والحيوان فهذه دعوى سبقتم إليها فقد سبقكم زكريا بطرس (التي يذكرها في مختلف مقابلاته على الفضائيات) وتذكرها أيضاً صفحة الإنترت المسماة: " أكذوبة الإعجاز العلمي " (التنصيرية) التي أنشئت سنة 2005م.
وهي دعوى تخالف الحق... بحسب التفصيل الآتي:
في الزمن الذي جُمِعت فيه أسفار العهد القديم، كانت نظرية " الجنين القزم " أقوى النظريات الفلسفية حول أصل ونشوء الجنين، وهي تزعم أن الإنسان حينئذٍ يكون كامل الخِلقة ولكنه ينمو باضطراد كما تنمو الشجرة الصغيرة إلى أن تكبر.

لكن الفلاسفة تنازَعوا في شأنها وانقسموا إلى مذهبين:
هل الإنسان يوجد كاملاً في الحيوان المنوي للرجل ؟ أم كاملاً في دم حيض المرأة يشتد عُودُه بعد أن ينعقد بسبب ماء الرجل ؟
فبحسب الأول: يكون الإنسان كامل الأعضاء قزماً في الحيوان المنوي، ولكن الجنين صغير الحجم، لا ينمو إلا في تربة خصبة (الرحم).
وبحسب الثاني: يكون الإنسان كامل الأعضاء قزماً في دم الحيض، لكنه ينتظر المني ليقوم بمهمة عقدِ الجنين وتغليظ قوامه.
كما تفعل الإنفحة[SUP]([1])[/SUP] بالحليب (اللبن)، فتعقده وتحوله إلى جبن.. فليس للمني دَورٌ سوى أنه عامل مساعد على التخثير، كمساعدة الإنفحة للحليب (اللبن) في صنع الجبن، كما وصفه العهد القديم: " التخثير كالجبن ".
وعند البحث في كتب التاريخ، نجد أن أحداً من علماء الغرب الموثوق بعلمهم، لم يقل إن الجنين ناتج عن التقاء الحيوان المنوي للرجل مع بويضة المرأة، قبل سنة 1775م. وتم تأكيد هذه النظرية في بداية القرن العشرين عند اكتشاف الكروموسومات.[SUP]([/SUP][SUP][SUP][2][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP] أي بعد نزول القرآن الكريم بألف سنة تقريباً.
فالقرآن الكريم سبق إلى تقرير ذلك، بأن أكد أن الجنين يتكون بسبب النطفة الأمشاج (المختلطة)[SUP]([3])[/SUP] بين نطفة الرجل، وبويضة المرأة. قال تعالى: ) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ( [الإنسان: 2]. وبيَّن أنه ينتقل من طَور إلى طَور: ) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ( [نوح: 13، 14]، لا جنيناً قزماً.
وتلك الأطوار جاء تفصيلها في قوله تعالى في سورة الحج: ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا (5)(.
وفي سورة المؤمنون: )وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) (.
وقد كانت نظرية الجنين القزم ـ بشقيها ـ راسخة كأنها حقيقة ثابتة لا جدال فيها، لكن ذلك لم يمنع علماءنا الكرام من تقديم النص القرآني عليها، ومنهم:
- ابن حجر في مقدمة شرحه لكتاب القدر في صحيح البخاري: " وزعم كثير من أهل التشريح: أن مني الرجل لا أثر له في الولد، إلا في عقده. وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تُبطِلُ ذلك ".[SUP]([4])[/SUP]
- وابن القيم: " الجنين يُخلق من ماء الرجل وماء المرأة، خلافاً لمن يزعم من الطبائعيين، أنه إنما يخلق من ماء الرجل وحده ".[SUP]([5])[/SUP]
- والقرطبي: " بَيَّنَ الله تعالى في هذه الآية [يقصد قوله تعالى في سورة الحجرات: )إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ (13)( ] أنه خلق الخلق من الذكر والأنثى.. وقد ذهب قوم من الأوائل، إلى أن الجنين إنما يكون من ماء الرجل وحده، ويتربى في رحم الأم ويستمد من الدم الذي يكون فيه.. والصحيح: أن الخلق إنما يكون من ماء الرجل والمرأة؛ لهذه الآية، فإنها نصٌّ لا يحتمل التأويل ".[SUP]([6])[/SUP]
فائدة: من هنا يتبين أن السلف الصالح من علماء الإسلام يُقدِّمون الثابت القطعي من النصوص، على الظني من النظريات العلمية. كما يدل على قوة رأي علماء التشريح ـ في ذلك الزمان ـ الذين قالوا بنظرية الجنين القزم.
لكن قوة ذلك الرأي، لم تمنع علماءنا من تقديم النص القطعي على النظرية العلمية الظنية.. وفي ذلك درس بليغ لمن يتصدى للبحث في الإعجاز العلمي، فالأولوية للنص القرآني ولابد أن العلم سيكشف أن النص القرآني هو الأحكَم والأعلم. )أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ( ؟ [الملك: 14].
ومن المخالفات العلمية المنهجية في موقع الإنترنت التنصيري الذي أثار تلك الشبهة: عدم الرد العلمي لما ورد في المحاضرة الشهيرة لعالم الأجنة (كيث مور) ومنه:
" لم تضِف في العصور الوسطى معلومات ذات قيمة في مجال تخلق الجنين، ومع ذلك فقد سجل القرآن الكريم في القرن السابع ـ وهو الكتاب المقدس عند المسلمين ـ أن الجنين البشري يتخلق من أخلاط تركيبية [أمشاج] من الذكر والأنثى..
وأول من درس جنين الدجاجة باستخدام عدسة بسيطة هو (هارفي) Harvey عام 1651 م، ودرس كذلك أجنة حيوان (الأيل). ولصعوبة معاينة المراحل الأولى للحمل، استنتج أن الأجنة ليست إلا إفرازات رحمية.
وفي عام 1672م اكتشف (جراف) Graaf حويصلات في المبايض ما زالت تسمى باسمه Graafian Follicles ، وعاينَ حجيراتٍ في أرحام الأرانب الحوامل تماثلها، فاستنتج أن الأجنة ليست إفرازات من الرحم وإنما من المبايض.
وفي عام 1675م عاين (ملبيجي) Malpighi أجنة في بيض دجاج ظنه غير محتاج لعناصر تخصيب من الذكر، واعتقد أنه يحتوى على كائن مصغر ينمو ولا يتخلق في أطوار.
وباستخدام مجهر أكثر تطوراً اكتشف (هام) Hamm و(ليفنهوك) Leeuwenhoek الحوين المنوي للإنسان للمرة الأولى في التاريخ عام 1677م ولكنهما لم يدركا دوره الحقيقي في الإنجاب، وظنا أيضاً أنه يحتوي على الإنسان مصغراً لينمو في الرحم بلا أطوار تخليق [ الجنين القزم].
وفي عام 1759م افترض (وولف) Wolff تطور الجنين من كتل أولية التكوين ليس لها هيئة الكائن المكتمل.
عام 1775م انتهى الجدل حول فرضية الخلق المكتمل ابتداءً، واستقرت نهائياً حقيقة التخليق في أطوار. وأكدت تجارب (إسبالانزاني) Spallanzani على الكلاب على أهمية الحوينات المنوية في عملية التخليق.. وقبله سادت الفكرة بأن الحوينات المنوية كائنات غريبة متطفلة، ولذا سميت بحيوانات المني Semen Animals.
عام 1827م ـ بعد حوالي 150 سنة من اكتشاف الحوين المنوي ـ عاينَ (فون بير) Von Baer البويضة في حويصلة مبيض إحدى الكلاب.
عام 1839م تأكد (شليدن) Schleiden و(شوان) Schwann مِن تكوُّن الجسم البشري من وحدات بنائية أساسية حية ونواتجها، وسميت تلك الوحدات بالخلايا، وأصبح من اليسير لاحقاً تفهُّم حقيقة التخلق في أطوار من خلية مخصبة ناتجة عن الاتحاد بين الحوين المنوي والبويضة..
عام 1878م اكتشف (فليمنج) Flemming الفتائل الوراثية Chromosomes داخل الخلايا.
عام 1883م اكتشف (بينيدن) Beneden اختزال عددها في الخلايا التناسلية.
وفي القرن العشرين تم التحقق نهائياً من احتواء الخلية البشرية الأولى Zygot على العدد الكامل من تلك الأخلاط الوراثية من الذكر ومن الأنثى وعُرِفَ عددها " .[SUP]([7])[/SUP]
وهذا ما أكده د. عدنان الشريف بقوله: " إذا استثنينا علماء المسلمين الذين شرَحوا تكون الجنين، من خلال شرحهم الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تطرقت إلى هذا العلم، فلقد ظلت الإنسانية حتى أواسط القرن التاسع عشر تأخذ بمعلومات خاطئة عن تكون الجنين. لقد كتب أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد ـ وهو الذي ظلت كتبه وآراؤه مقدسة في الأوساط العلمية حتى القرن السابع عشر ـ أن الجنين يتخلق من اتحاد المني مع دم الحيض.. ويكفي [لنقده] التذكير بقوله تعالى: )وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ( [البقرة: 222]..
وكتب الطبيب (مَلبيجي) Malpighi في سنة 1675م أن البويضة تحمل الجنين بصورة مصغرة، وأن السائل المنوي لا وظيفة له إلا تنشيط البويضة. واعتقدَ العالمان (هام وهوك) ـ مكتشفا المجهر والحيوان المنوي ـ أن الجنين موجود بصورة مصغرة جداً في الحيوان المنوي، ولا وظيفة للبويضة إلا في تغذيته وتنشيطه ".[SUP]([8])

[/SUP]
4) لمزيد من التفصيل انظر الفيديو التالي

https://www.youtube.com/watch?v=TLTRhGM9g3w&feature=youtu.be


ووفقكم الله لما يحب ويرضى




[1]) قال ابن منظور في لسان العرب 2/622: " إِنْفَحة الجَدْي وإِنْفِحَتَه وإِنْفَحَّتُه ومِنْفَحَتُه: شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يُعصر في صوفة مبتلة في اللبن، فيغلظ كالحُبْن ".

[2]) انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص98-130.

[3]) قال الآلوسي في تفسيره روح المعاني 10/190: " أمشاج .. أي: أخلاط، جمع خلط بمعنى: مختلط ممتزج. يقال: مشجت الشيء، إذا خلطته ومزجته فهو مشيج وممشوج، وهو صفة لنطفة، ووصفت بالجمع ـ وهي مفردة ـ؛ لأن بها مجموع ماء الرجل والمرأة ".

[4]) فتح الباري11/480.

[5]) تحفة المودود، ص272.

[6]) الجامع لأحكام القرآن 16/342.

[7]) للاطلاع على النص الكامل لمحاضرة العالِم (كيث مور) انظر يوتيوب.

[8]) مِن علم الطب القرآني، د. عدنان الشريف، ص33-34.
 
فعلا كانت الكلمة معروفة قبل نزول القرآن، فليس فيها إعجاز علمي ولا سبق علمي.
واستخدمها الجاهليون في وصف الأجنة. فلو قال الإعجازيون أن استخدامها في القرآن إعجاز فقد وقعوا في مغالطة!

أما أن الإعجازيين لا يقولون أن استخدام الكلمة معجزة فهذا كذب صريح!
قال ابن عاشور:
"ومن إعجاز القرآن العلمي تسمية هذا الكائن باسم العلقة" (التحرير والتنوير) (18/ 23)
وفي منتدى التوحيد من كتب منشورا طويلا عريضا بعنوان: "هزيمة جيوش الملاحدة أمام طور العلقة في القرآن"
بل وما جعلني أبحث في الموضوع من البداية هو فيديو إنجليزي أرسله لي أحدهم، عن "إعجاز كلمة علقة" المزعوم.. وقال أنه لا يمل من مشاهدته!
https://www.youtube.com/watch?v=S6ikgYJ2jWk
Testing Quran Accuracy

فهل تكون الدعوة للإسلام بالكذب وتلفيق "المعجزات" العلمية؟!
 
جزاك الله خيراً أخي محمد سلامة، فعلاً بعض طلبة العلم الذين يخوضون في مجال الإعجاز حملوا القرآن غير ما يتحمل كثيراً، وحاكموه لعقول البشر، ودخلوا به في دروب ضيقة، نسأل الله العافية.
 
الأمثلة الإعجازية تحولت لما يشبه العقيدة عندهم.. "تابوه" لا يجوز المساس به.. وأي مشكك فيها أو مناقش لها أصبح موضع تهمة!
القرآن عندهم كتاب طلاسم مشفرة.. وجعلوا أنفسهم "مفسرين" لهم الحق في إضافة معان جديدة من عندهم!! وكأن وظيفة المفسر أصبحت متاحة لكل من هب ودب!
الله المستعان
 
يقول زغلول النجار: "الوصف القرآني لهذا الطور من أطوار الجنين البشري بتعبير ‏(‏خلق الإنسان من علق‏)‏ في زمن لم يكن هناك وجود لأي وسيلة من وسائل الكشف أو التكبير أو التصوير لطور يتراوح طوله بين ‏(0,7‏ مم‏) و(3,5‏ مم‏)‏ يعتبر أمرا معجزا حقا"
http://www.ahram.org.eg/Archive/2004/10/11/OPIN7.HTM
جريدة الأهرام 2004 أكتوبر (من أسرار القرآن: الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية)

كذب صريح!
الوصف جاهلي معروف في اللغة العربية قبل نزول القرآن. هل الشاعر الجاهلي أتى بمعجزة يا زغلول؟! :)
 
مما ترتب على مبالغات الإعجازيين أن أوقعوا أنفسهم في هذا المأزق..
ادعوا أن استخدام كلمة علقة نبوءة قرآنية طبية غير مسبوقة، ويعجز عنها البشر.. فكانت النتيجة أن ظهر سبق الجاهليين! ففتحوا أمام أعداء الإسلام منفذا واسعا للطعن.
"يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً"
 
يزعم بعض الإعجازيين أن استخدام كلمة "علقة" في القرآن - في مراحل الجنين - فيه سبق علمي!

والرد كالآتي:
- منذ بداية البشرية يحدث الإجهاض، في مراحل مختلفة من الحمل. فالبشر كانوا يعرفون مراحل الجنين بالمشاهدة!
- وردت الكلمة بالفعل قبل نزول القرآن! إذ قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى عن ناقته، وعن إسراعه بها متعجلا للذهاب لهرم بن سنان:
إليك أعملتها فتلا مرافقها ... شهرين يجهض من أرحامها العلق

بسم الله،
ردي سيكون على أربع نقاطٍ:

1- قولك: "الاعجازيين"
2- زعمك: " البشر يعرفون مراحل الجنين بالمشاهدة!"
3- ودعواك: " وردت كلمة علقة بالفعل قبل نزول القرآن!".
4- مصدرك وقفزاتك.


1- قولك: "الاعجازيين"
اما الإعجازيون، فلا نعلمُ أحدًا وصف نفسه بهذا الاسم، لكن نعلم يقينًا أن كتاب الله معجِزًا لك ولهم، شِئت أم أبيت. وهذا ليس فيه تنقيصًا منك، بل هو محل فخرٍ لكل مُسلِم. وكل لفظٍ في كتاب الله، في محله وسياقِه، معجز. ولا يوجد اشكال في انتقادِ دعاوى الإعجاز التي لا تصح أو يظهر فيها التعسُّف، إنما الاعجاز فهو قائِمٌ يقينًا، سواءًا كان في لفظه ونظمه، أم كان في خبره وقصصه، أو كان في انبائِه بالغيب ويشمل يقينًا الإعجاز العلمي المُستيقنِ بصحيح النظر، وبما صح وثبت مع بالتزام أصول التفسير.

2- زعمك أن: " البشر يعرفون مراحلَ الجنين بالمشاهدة!"
فهذه عجيبة من عجائِبك، ومن تكلّم في غيرِ فنهِ أتى بالعجائب. وحيثُ انّ هذا تخُصصي، وملعبي ومضماري، فأقول لك يا حبيب، إذا كان الجنين كله في أول شهرين لا يتعدى بعض المليمترات، فكيف يعرفون مرحلته يا عزيزي؟. بل إن البشر جميعًا الذين تزعم أنهم يرون الاجهاض لايَروْن إلا كتلًا من الدم واللحم، وقد تظن كما قد يظن كل مشاهدٍ عامي أن هذه القطع اللحمية التي قد تخرج مع الاجهاض هو الجنين، وهي في الحقيقة ما هي إلا بطانة الرحم. ومستحيل أن يرى أحدٌ جنينًا في هذا الاجهاض إلا بشق الأنفس حيث قد يجد قطعة بحجم اظفرك، أو أقل، قطعة مقرمشة "غضروفية" أشبه بما نُسميه " قرقيشة" طولها بالكاد إن كان محظوظًا 1 سم!. فكيف يعرفون انها علقة؟ أو مضغة؟ أو غير ذلك؟ دلنا يا حبيب كيف يعرفون منها مراحل الجنين؟!

إن الغالِبِيّةَ لم ترى إجْهاضاً قط، ولم تعرِف كيفَ يكون شكْلُ الجنينِ المُجْهَض، ولكِن ما يأتي في تصوُّرِ الغالِبيّة، ويُصوِّرُهُ لهم ذهنهم هو أن الجنين المُجْهَض يكون عِبارة عن قِطْعةِ لحْم، وهذا تصوُّرٌ خاطىءٌ بالمرة ..!!!. لأن الجنينَ في الأسابيعِ الأولى، لا يتعدّى حجم حبّةِ التوتِ الصغيرة ... أما ما ينْزِلُ معهُ مِن دمٍ، وأنسِجةٍ، فإنهُ جِدار رّحِمِ الأنْثى، وهو نفْسُ ما ينزِلُ اثناء الدورةِ الشهرية، وإن كان بحجم أكبر أثناءَ الإجْهاض .

إذاً الطبيب يُدْرِكُ جيِّداً أن الطِّفْلَ الذي لا يتعدى حبة التوتِ، لا يُمكِنُ أن يكون كُتَل لحْمِيّة في الأسابيعِ الأولى. ويُدْرِكُ الطبيبُ جيِّداً أن ما ينزِل من دمٍ وأغشيِة تُحيطُ الجنينَ وتشبه الكُتل اللحمية إنما هي بِطانةُ الرحِمِ ... تِلْكَ البِطانةُ التي تسْقُط في كل شهْرٍ فتُسبِّبُ الدورةَ الشهْرِيّة، أو يقوم الطبيب بإزالتِها لداعٍ طِبِّيٍ .

وأي مراحلٍ يا طيب؟!، إن كانت الدنيا كلها ترى الاجهاض وتزعم أن الجنين لحم تكون قبل العظام، وهذا المشاهد بالعين المجردة حين يرى كل انسانٍ بطانة الرحم مع الاجهاض، فيظن من لا علم له أن اللحم تكون أولًا كمثال، ثم ظهر عليه العظم، وكان هذا هو ديدن كل الدنيا قبل الاسلام، حتى في الكتاب المقدس في سفر أيوب زعموه هكذا،كيف زعموا هذا الزعم؟ من مشاهداتهم للاجهاض مثل مشاهداتك تمامًا، بنفس حجتِك هذه، لكن القرآن هو من خالفهم وقال تعالى: "فكسونا العظام لحمًا" فبيّن الله أن هناك عظامًا ثم كُسيت لحمًا، هذه لا يوجد فيها أي تعسف، قراءة الآية فقط، وعليها اجماع المفسرين، والقرآن هنا يتحدث عن طور من أطوار الجنين هو أكثر وضوحًا من طور العلقة! وهذه المرة يُخالف القرآن الكريم كل المشاهد بالعينِ المجردة.

ويظل القرآن وحده من 1400 عام على هذا القول لا يتغير، بينما علماء الأجنة بجلالة قدرهم، وبكل علومهم، قالوا بمثل ما قالت الأمم قبل القرآن وبعده، وبدّل العلم والعلماء أقوالهم في آخر ثلاثين عامًا فقط! ولم تنفعهم - يا عيني - ولم تنفعكم ولم تنفع الأمم مشاهدات العين المجردة يا عزيزي. فإن كان القرآن هنا يتحدث عن طور من أطوار الجنين هو أكثر وضوحًا من طور العلقة! الذي ادعيت ظهوره للعيان، وهذه المرة يُخالف القرآن الكريم كل المشاهد بالعينِ المجردة، فيما هو أوضح، فما بالك فيما هو أدق وأخفى؟!

ثم من قال لك أن العرب لا تعرف كلمة " العلقة" بل هم يعلمونها يقينًا وبها سموا الدم الغليظ او الجامد قبل أن ييبس بالعلق.؛ فإن صح نسبة هذا البيت إلى زهيرٍ -وهو يقينًا لم يثبت كما سيأتي- فلا عجب أن يُقال على كل دمٍ يخرج من المرأة في اجهاضها علقًا، خاصة وأن دم الإجهاض غليظٌ متكتلٌ لم ييبس، فغاية قولهم توصيف دمها الخارج منها، لا جنينها الداخل فيها. لا يُوَصِّفون به مراحل الجنين يا عزيزي.

الآية في كتاب الله تتحدث عن العلقة داخل الرحم لا خارجه، نطفة ثم صارت النطفة علقة. ففيما يبدو عندك اشكالية في المحل، أو في فهم الآية فمحل رؤية العرب للدم خارج الرحم، وما تحدثت أنت فيه عما خرج من الرحم، بينما محل حديث الله عن طورِ الجنين وهو عالق بالرحم. هذا لا يراه العرب ولا رأته الأمم، ولا تراه المرأة المجهضة، ولا كل من حولها، قبل السونار يا عزيزي، يراه ويُقرره العلم مُصدقًا لكتاب الله.

الجنين في الأسبوع (2- 4 ) :يكون الجنينُ في الاسبوع الثاني إلى الرابِعِ , بِحجْمِ بِذْرةِ القهوة أو الأفيون، فباللهِ عليْك، أين هي هذه المراحل التي سيرونها في الشهر الأول؟، حجم حبة واحدة مش كل المعلقة.


أما حجم الجنين بعد شهر ونصف الأسبوع (5- 6 ) : يتراوح ما بيْنَ حجْمِ بِذْرة التفاحةِ إلى حجم التوتة، فاي مرحلةٍ يُمكن أن تدركها من بذرة التفاحة يا عزيزي وكيف تراه أصلًا في اجهاض امرأة؟!


أما حجم الجنين بعد شهرين- الأسبوع (7- 8) : فإنه يتراوح ما بيْنَ حجْمِ حبّة التوتة إلى حجم حبّة العُنَب ..!! وهذه المرحلة تكون العظام قد ظهرت اصلًا، يعني انتهت مرحلة العلقة منذ زمن! فاي مرحلةٍ يُمكن أن تدركها من قرقيشة بحجم العنبة يا عزيزي، وكيف تراها أصلًا في اجهاض امرأة؟!

كُنت أتمنى أن تتحدث بعلمٍ طالما تصدرت للحديث في كتاب الله، انقد من تُريد وما تُريد، لكن لا ترمِ بشُبهات ومزاعم كاذبة في صورة جازمة يقينية، وتوهم القارىء بأنك تعرف فيما تتحدث!.


3- دعواك أن: " وردت كلمة علقة بالفعل قبل نزول القرآن!".

وهذه الدعوى المقطوعة، البائسة، عُمدتك فيها أبياتٌ منسوبة لزهير بن أبي سلمى، وكنا نتوقع منك يا طيب، مثلًا مع قولك " بالفعل قبل نزول القرآنأنك تيقنت وبحثت، ولن تُضلل القارىء مثلا بمعلومات مزيفة. لغة عجيبة تُشعِرُنا وكأن زهيرًا بُعث من مرقدِهِ ليؤكد وثاقة ما نُسِب إليه قبل الإسلام!

كما اؤكد أنه لا يوجد عندي أي اشكال مع الاعجاز، بل هو ثابتٌ في الآية يقينًا سواءً قال زهير او غير زهير هذا. وهو اعجاز يقينًا سواءً عرفناه أو جهلناه، فكل لفظٍ في كتاب الله معجز في محله و سياقه. ولكن هذا مبحث آخر لا يتعلق بحديثي هنا.

أود أن أطرح عليك -بعد مُساءلتك لهذا الاعجاز، ومحاكمتك للآية- سؤالي: هل بحثت عن أيِّ سندٍ لهذا الكلام وهذا الشعر قبل أن يشتبه عليك؟، أو أن يُثير حفيظتك؟

كيف تثبُت نسبته إلى زهير بن أبي سلمى، وكثير من الشعر منحولٌ على زُهير بعد الإسلام؟؟، وقد رد كثيرًا من المنحولَ عنه الأصمعي، وهو أعلم الناس بشعره، وجمع ديوانه وكل ما صح عنه. ولزهيرٍ روايتان:
  1. الموثوقة أو الأكثر صدقًا وإسنادًا هي رواية الأصمعي البصرية، وهي تلك التي رواها مع الشرح أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشهير بالأعلم الشنتَمَري، الإمام النحوي الأندلسي في القرن الخامس الهجري، اسنادا ينتهي به إلى الأصمعي وقال في نهايته "كمل شعر زهير مما رواه الأصمعي وأبو عمرو والمفضّل"، وتمتاز بضبطٍ، وحزمٍ وتشددٍ في الرواية، وتحتوي 18 قصيدة ومقطوعة، وعليها المعول في ما يُنسب لزهير، وقد طُبعت في مطبعة بريل بإشراف عمر السويدي بمدينة ليدن سنة ١٢٠٦ للهجرة، سنة ١٨٨٩ للميلاد.
  2. أما الرواية الثانية: فهي رواية ثعلب الكوفية، وهي اقل قبولًا بين العلماء من رواية الاصمعي، وعددٌ من أبياتها عدوها ملفقة. وقد اصدرت دار الكتب المصرية ديوان زهير بشرح ثعلب (ت. 291 هـ) تحت عنوان " شرح ديوان زهير بن أبي سلمى"، معتمدين في ذلك على أربع نسخٍ مخطوطة، وإن كانوا قد أقحموا في متنه العديد من المقطوعات والأبيات والروايات التي من حقها أن تُدرج في الحواشي لأنها كانت من نسخة لا صلة لها بشرح ثعلب. ويوجد رواية ثالثة تُضم إلى رواية ثعلب وهي رواية صعوداء.
ومع ذلك فإنه لا أثر لهذه الأبيات في كل الروايات، سواءً رواية الاصمعي أو ثعلب أو صعوداء.

أما أقرب الأبيات لها هو ما قاله في ديوانه رواية الاصمعي المذكورة أعلاه، وهي ما صح عنه في قافية القاف (بحر البسيط)، وفيها:

إن الخليط أجدّ البين فانفرقا وعُلِّق القلبُ من أسماءَ ما علِقا
وفارقتكَ بِرهنٍ لا فَكاك له يومَ الوداعِ فأمسى الرهنُ قد غلِقا
واخلفتكَ ابنةُ البكريِّ ما وعدت فأصبح الحبل منها واهنا خَلَقا

ومثله في رواية ثعلب:
إن الخليط أجدّ البين فانفرقا وعُلِّق القلبُ من أسماءَ ما علِقا
وفارقتكَ بِرهنٍ لا فَكاك له يومَ الوداعِ فأمسى رهنُها غلِقا
واخلفتكَ ابنةُ البكريِّ ما وعدت فأصبح الحبل منها واهيًا خَلَقا

وقد زاد صعوداء ١٦ بيتًا في قافية القاف لا يوجد فيها مثل هذا.

إذن من اين اتت هذه الأبيات؟، لايوجد أي ذكر لها إلا في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه، ومنه نقل الألوسي الذي ذكرت في منتدى الملحدين العرب أنك نقلت عنه، وهذا أقدم ذكرٍ لهذه الأبيات في القرن الرابع الهجري، فكيف تيقنت من نسبته إلى زهير؟ وكيف يُحكم به على كتاب الله؟ وقد عدمت جميع كتب الأدب وشعر العرب ودواوينه هذه الأبيات؟

المرة القادمة يا حبيب، أنصحك بالتروي، وصدق البحثِ وجديته، مع النزاهة، قبل ان تقذف صواريخك في أي محفلٍ علمي. وهذا حقٌ لكل قارىء، يُلزم به كل من ادعى، وعلى المدعي البينة. موضوعك كأن لم يكن حتى تستطيع اثبات نسبة هذه الأبيات التي ظهرت بعد القرآن الكريم بثلاثة أو أربعة قرون. وتظل العلقة اعجازًا وإلى أن تأتينا بيقينية ثبوت ذلك قبل الإسلام.

4- مصدرك وقفزاتك.
مصدرك هو الألوسي، كما زعمت، والألوسي رحمه اللهتوفي في 1854م، يعني حديث، فهل هذا هو مصدرك الذي تعتد به؟، وقد قربت لك المصدر وبينت لك أنه قد أخذه الألوسي من العقد الفريد في القرن الرابع الهجري، وكان أولى أن يكون هذا منك أنت، ودورك أنت باعتبار جدية بحثك، خاصة وأن هذا الموضوع تحديدًا هو أغنيتك وأنشودتك المفضلة والأولى في نقد "الاعجازيين" كما تسميهم على موقعك في الشبكة، أو في منتدى الالحاد.

وما ذكره ابن عبد ربه من هذه الأبيات وغيرها بلا سندٍ، مقطوعة، فهي من الملفقات بعد الإسلام على زهيرٍ، وإلى أن تستطيع اسنادها لمن روى عن زهير.

أما قفزاتك بالنشوة والنصر في منتدى الملحدين العرب، فلا أعلم ما هو تفكيرك وأنت تفعل مثل هذا الفعل! وأنا لا أطعن أو أشكك فيك، بل حديثك يحتمل الغيرة على كتاب الله، لكن تنقيصك ممن رد عليك في الملتقى أو في غيره هناك، يُنبي عن حالك، وانفعالك. حتى لو اتهمك أحد، فليس هذا مبررًا لأن تذهب إلى هناك وتذكر ذلك، وهذا الرد عليك وعلى من صفقوا لك من الملحدين هناك. ووجودك هناك لا يُبرؤك عندي، وعند من يتهمك، وليس للمسلم إلا الظاهر.

وأيًا ما كان الحال، الأهم أن يكون نقدك أكثر نزاهة ومصداقيةً وعلمية، وخاصة فيما يتعلق بكتاب الله،

وفقنا الله وإياكم وهداكم إلى الحق آمين.
 
لا عجب أن يؤلمكم هذا البيت وهذه القطعة الشعرية لهذه الدرجة، حتى وصفتموها - دون دليل! - بالمنحولة! :)
تقول أن البيت "يقينا" لم يثبت، ثم تناقض نفسك وتثبت وجوده في العقد الفريد!
وهل دواوين الشعراء القدامى المجموعة إلا مجرد جهود تجميع لأمثال هذه المقطوعات من كتب الأدب؟!
أم تراك تظن - وهو ظن مضحك جدا - أن كل قطعة من الشعر الجاهلي لها سند متصل مرفوع.. وكأن الأبيات المتناثرة كانت تعامل معاملة المعلقات مثلا؟!

"إليك أعملتها فتلا مرافقها شهرين يجهض من أرحامها العلق
حتى دفعن إلى حلو شمائله كالغيث ينبت في آثاره الورق"
قالها زهير في هرم بن سنان.

والطريف أنك تنقل من قصيدة أخرى وتقارنها بهذه، بينما القطعة الشعرية محل الكلام تنتهي بقاف مضمومة، واضحة لكل من يعرف أبسط قواعد اللغة العربية، على عكس القصيدة :)
فأنت حاطب ليل لا تفهم ما تنقل.

أما السقط والإجهاض فمرئي بالعين المجردة لا شك! وصوره البشعة متوفرة على الشبكة لمن يريد.
ثم فوق هذا وذاك، عجيب جدا أن تتهم البشرية بعدم قدرتها على رؤية الملي-مترات؟! ألم تشاهد - في حياتك - مسطرة ينقسم السنتيمتر فيها لملليميترات؟!
 
وأضيف توضيحا لخطأ آخر في كلامك وكلام باقي فئة الإعجازيين في موضوع اللحم والعظام:
تزعمون أن الله أخبرنا أن اللحم يتكون بعد العظم. وهذا خطأ منكم واضح، ويناقض الفعل المستخدم في الآية!
فالمضغة لحم أصلا.. وقد قال الله
"خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً
فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً"

خلق، ثم خلق، ثم خلق، ثم ماذا؟ كسوة. انتبه! ولينتبه باقي الإعجازيين.
لم يقل الله أنه خلق اللحم بعد العظام. بل وصف عملية الإكساء فقط.

فالمضغة تحولت إلى لحم وعظام بالتوازي، ثم تمت "كسوة" العظام باللحم.
وفي تفسير السعدي:
"فخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ بعد أربعين يوما مُضْغَةً أي قطعة لحم صغيرة، بقدر ما يمضغ من صغرها.
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ اللينة عِظَامًا صلبة قد تخللت اللحم، بحسب حاجة البدن إليها.
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا أي جعلنا اللحم كسوة للعظام كما جعلنا العظام عمادا للحم"

وفي تفسير الألوسي:
"وذلك اللحم يحتمل أن يكون من لحم المضغة بأن لم تجعل كلها عظاما بل بعضها ويبقى البعض فيمد على العظام حتى يسترها، ويحتمل أن يكون لحما آخر خلقه الله تعالى على العظام من دم في الرحم"
انتبه: لحم المضعة أو لحم "آخر"..
ففي الحالتين: اللحم موجود مسبقا قبل العظام!

والحمد الله.
 
هدىء من روعك، إذن لم تُضف أي شيء ولم تستطع اثبات نسبةِ بيت زُهيرٍ المزعوم له، وأعلم كم أن هذا مؤلم لك بين الملحدين، ولم تُفصح هنا إلا عن مزيدٍ من اليأس.

أما عن تدوين الشعر الجاهلي، فقد دُوِّن بالرواية نعم، ولم تُنقل اللغة العربية والمعاجم إلا روايةً وسماعًا، واستشهادا بأقوال العرب الأقحاح وأشعارهم، ودُونت أكثر الدواوين في نهاية القرن الأول وحتى منتصف القرن الثاني الهجري، ومنها دواوين زهير. فأن تأتي ببيت بعد ذلك لم يعرفوه ولا ذكروه في ديوان، فيجب أن تقول يُنسب إلى زهير لا أن تجزم بأن زُهيرًا قاله.. الجزم هنا يدل على هوى مُسبق، وحاجة في نفسك تتمناها ولن تكون.. بل عليك مؤنة الإثبات، وإلى أن يتنزل عليك الوحي وتستطيع اثبات جزمك هذا، ودونك وذاك خرط القتاد، فيكون موضوعك تالف مع الريح ذهب..

أما عن رؤية المليمترات، فمن يٌنازع في رؤية المليمترات؟ ليس هذا محل النزاع، لماذا تهرب من قولك الجهول أنهم عرفوا مراحل الجنين من هذه المليمترات، هذا هو بيت القصيد الذي تخشاه ولم تواجه، فأجب عنه يا عزيزي، ولا تتهرب، وأكرر كلامي: " ومستحيل أن يرى أحدٌ جنينًا في هذا الاجهاض إلا بشق الأنفس حيث قد يجد قطعة بحجم اظفرك، أو أقل، قطعة مقرمشة "غضروفية" أشبه بما نُسميه " قرقيشة" طولها بالكاد إن كان محظوظًا 1 سم!. فكيف يعرفون انها علقة؟ أو مضغة؟ أو غير ذلك؟ دلنا يا حبيب كيف يعرفون منها مراحل الجنين؟!".

أما عن كون المضغة لحم، فلا أعلم حقيقة أتعي ما تكتب، أم هو حفظ ماء الوجه؟، حديثنا عن كسوة العظام باللحم، وليس عن أيهما ظهر أولا العظم أم اللحم، هذان موضوعان منفصلان، بل إن القرآن يؤكد أن اللحم كالقلب ظاهر قبل العظام فليس هذا محل النزاع. فلما كل مرة تهرب إلى قضية لا علاقة لها بموضوعنا؟!، حديثنا عن العضلات الحركية أي التي تكسو العظام، فيقول القرآن أن العظام ظهرت أولًا ثم ظهر اللحم عليها ليكسوها، فحديثنا عن العضلات التي تكسو العظام. الكتاب المقدس والعلم قبل ثلاثين عاما قالوا ان العضلات تكونت ثم تكون بداخلها العظام، فنقول أن كتاب الله سبق العلم وصحح هذا المفهوم الإنجيلي، وعاد العلم ليُوافق كلام الله. فهذا شئت أم أبيت غصب عن عينك وعين من تتملقهم من الملحدين اعجاز يُذلك ويُبين فشلك وفشل صبيان الإلحاد ويُوضح صبيانيتك اليائسة في محاولة الهرب يالتعليقات أعلاه.

معلش، حاول مرة أخرى عزيزي.
 
هل فعلا احتجت شهرين كاملين (!!) للتفكير في هذا الرد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، والذي لا يتعدى سوى تقليد طه حسين في تشكيكه الشهير في الشعر الجاهلي؟! :)
 
وخطأ آخر عندكم كإعجازيين ظهر في كلامك، حيث تقول:
"قطعة بحجم اظفرك، أو أقل، قطعة مقرمشة "غضروفية" أشبه بما نُسميه "قرقيشة" طولها بالكاد إن كان محظوظًا 1 سم!. فكيف يعرفون انها علقة؟ أو مضغة؟ أو غير ذلك؟"

الخطأ هنا في فهمك مبني على إيمانك المسبق بالتفسيرات الإعجازية الحديثة لكلمتي "علقة ومضغة"، وكأنك تقصرها على معاني معينة في المعجم، وتحذف المعاني المعجمية الأخرى، لهوى في نفسك!

فالسؤال هنا: ما الإشكال أصلا في رؤية شيء حجمه كحجم أحد الأظافر، ثم وصفه بأنه علقة أو مضغة؟!
ما وجه *الاستحالة* المزعومة هنا؟!

تقول: "كيف يعرفون أنها علقة أو مضغة؟"
ج: بالنظر العادي طبعا!
قال الطبري: "علقة، وهي القطعة من الدم... مضغة، وهي القطعة من اللحم"
هل تعجز فعلا عن التعرف على شيء هو قطعة دم وقطعة لحم؟!
هل وصل تمكن الخرافة الإعجازية من قلوبكم إلى حد إنكار قدرة الإنسان على رؤية قطعة دم ولحم؟!
الله المستعان.
وصدق الفوزان حين وصف الإعجاز العلمي بأنه "عجز" لا إعجاز.
 
عودة
أعلى