برعدي الحوات
New member
- إنضم
- 16/03/2006
- المشاركات
- 49
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آلـه وأصحابـه أجمعين، أما بعـد:
فإن الاشتغال بكتاب الله من حيث حفظه وفهمه والبحث في قضاياه يعد من أعظم الأعمال وأشرفها بإجماع العلماء ، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين.
قال الواحدي رحمه :( إن أم العلوم الشرعية ، ومجمع الأحكام الدينية، كتاب الله، المودع نصوص الأحكام، وبيان الحلال والحرام، والمواعظ النافعة، والعبر الشافية، والحج البالغة، والعلم به أشرف العلوم وأعزها، وأجلها وأمزها، لأن شرف العلوم بشرف المعلوم .
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره، وأسباب نزوله ومعانيه وتأويله، أشرف العلوم .
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومـات، كان العلم بتفسيره وأسباب نزولـه ومعانيــه وتأويلـه، أشرف العلوم.
ومن شرف هذا العلم وعزته في نفسه، أنه لا يجوز القول فيه العقل والتـدبر، والـرأي والتـفكر، دون السماع والأخذ عمن شاهد والتنزيل بالرواية والنقل) (1).
وقال الراغب الأصفهانـي أيضـاً: (أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان، تفسير القرآن وتأويله، وذلك أن الصناعات الحقيقية، إنما تشرف بأحد ثلاثة أشياء: إما بشرف موضوعاتها، وهي المعمول فيها نحو أن يقال: الصياغة أشرف من الدباغة، لأن موضوعها وهو الذهب، والفضة أشرف من جلد الميتة الذي هو موضوع الدباغة.
وإما بشرف صورها نحو أن يقال: طبع السيوف أشرف من طبع القيود.
وإما بشرف أغراضها وكمالها كصناعة الطب التي غرضها إفادة الصحة، فإنها أشرف من الكناسة التي غرضها تنظيف المستراح.
فإذا ثبت ذلك، فصناعة التفسير قد حصل لها الشرف من الجهات الثلاثة، وهو أن موضوع المفسر كلام الله تعالى، الذي هو ينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة، وصورة فعله إظـهار خفيات ما أودعه منزله من أسـراره (ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) [ ص : 30 ]، وغرضه التمسك بالعروة الوثقى(2) التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا فناء لها ).
وقال الكافيجي: [إن علم التفسير أشرف العلوم، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، ولأن غايته هي الاعتصام بالعروة الوثقى، التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفني، وهما أشرف الغايات وأداها نفعا ، على أن كل كمال ديني أو دنيوي، عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلم بكتاب الله(3)الذي(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)](4).
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليـه وسلم، والسلام عليكم.
-----------------------
الهوامش:
(1)- الوسيط في تفسير القرآن المجيد 1/47 .
(2) - مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني المنشورة مع تنـزيه القرآن عن المطاعـن للقاضي عبد الجبار ، ص : 422 ، الاتقان في علوم القرآن 4/173 .
(3) - التيسير في قواعد التفسير للكافيجي ، ص : 158 – 159
(4) - فصلت: 42.
*الدكتورالهاشمـي برعـدي الحوات.
[email protected]
الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آلـه وأصحابـه أجمعين، أما بعـد:
فإن الاشتغال بكتاب الله من حيث حفظه وفهمه والبحث في قضاياه يعد من أعظم الأعمال وأشرفها بإجماع العلماء ، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين.
قال الواحدي رحمه :( إن أم العلوم الشرعية ، ومجمع الأحكام الدينية، كتاب الله، المودع نصوص الأحكام، وبيان الحلال والحرام، والمواعظ النافعة، والعبر الشافية، والحج البالغة، والعلم به أشرف العلوم وأعزها، وأجلها وأمزها، لأن شرف العلوم بشرف المعلوم .
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومات، كان العلم بتفسيره، وأسباب نزوله ومعانيه وتأويله، أشرف العلوم .
ولما كان كلام الله تعالى أشرف المعلومـات، كان العلم بتفسيره وأسباب نزولـه ومعانيــه وتأويلـه، أشرف العلوم.
ومن شرف هذا العلم وعزته في نفسه، أنه لا يجوز القول فيه العقل والتـدبر، والـرأي والتـفكر، دون السماع والأخذ عمن شاهد والتنزيل بالرواية والنقل) (1).
وقال الراغب الأصفهانـي أيضـاً: (أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان، تفسير القرآن وتأويله، وذلك أن الصناعات الحقيقية، إنما تشرف بأحد ثلاثة أشياء: إما بشرف موضوعاتها، وهي المعمول فيها نحو أن يقال: الصياغة أشرف من الدباغة، لأن موضوعها وهو الذهب، والفضة أشرف من جلد الميتة الذي هو موضوع الدباغة.
وإما بشرف صورها نحو أن يقال: طبع السيوف أشرف من طبع القيود.
وإما بشرف أغراضها وكمالها كصناعة الطب التي غرضها إفادة الصحة، فإنها أشرف من الكناسة التي غرضها تنظيف المستراح.
فإذا ثبت ذلك، فصناعة التفسير قد حصل لها الشرف من الجهات الثلاثة، وهو أن موضوع المفسر كلام الله تعالى، الذي هو ينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضيلة، وصورة فعله إظـهار خفيات ما أودعه منزله من أسـراره (ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) [ ص : 30 ]، وغرضه التمسك بالعروة الوثقى(2) التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا فناء لها ).
وقال الكافيجي: [إن علم التفسير أشرف العلوم، لأن موضوعه أساس علوم الإسلام، ومدار الأحكام، وحبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، ولأن غايته هي الاعتصام بالعروة الوثقى، التي لا انفصام لها، والوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفني، وهما أشرف الغايات وأداها نفعا ، على أن كل كمال ديني أو دنيوي، عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلم بكتاب الله(3)الذي(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)](4).
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليـه وسلم، والسلام عليكم.
-----------------------
الهوامش:
(1)- الوسيط في تفسير القرآن المجيد 1/47 .
(2) - مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني المنشورة مع تنـزيه القرآن عن المطاعـن للقاضي عبد الجبار ، ص : 422 ، الاتقان في علوم القرآن 4/173 .
(3) - التيسير في قواعد التفسير للكافيجي ، ص : 158 – 159
(4) - فصلت: 42.
*الدكتورالهاشمـي برعـدي الحوات.
[email protected]