شرط العفو الإصلاح

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
[FONT=&quot]شرط العفو الإصلاح[/FONT]

[FONT=&quot]قالت: البطولة الحقيقية أن تحسن لمن أساء إليك، لا أن تحسن لمن أحسن إليك، وليست يسيرة.[/FONT]

[FONT=&quot]فقلت لها : نعم هو ذا إلا أن يكون في رد الإساءة بالإحسان زيادة في تسلط المسيء وتجبره، ولا أن يكون عن ضعف المحسن أوخوفه.[/FONT]
[FONT=&quot]حيث إن بعض المسيئين في حاجة إلى الردع وإلا كان الهدف من رد الإساءة بالحسنى عبثا.[/FONT]

[FONT=&quot]إن الأصل في العفو أن يكون فيه إصلاح، قال الله عز وجل: "فمن عفى وأصلح" [/FONT]
[FONT=&quot]فإن أدى العفو إلى مفسدة، فالأولى هنا الأخذ بالحق كاملا وعدم العفو.[/FONT]

[FONT=&quot]وقد قال في ذلك ابن عثيمين رحمه الله: (إن العفو لا يكون خيرا إلا إذا كان فيه إصلاح، فإذا أساء إليك شخص معروف بالإساءة والتمرد والطغيان على عباد الله فالأفضل ألا تعفو عنه، وأن تأخذ حقك، لأنك إذا عفوت ازداد شره)[/FONT]

[FONT=&quot]إن التشريع يرمي أولا إلى تحقيق الهدف الذي من أجله وضع التشريع، [/FONT]
[FONT=&quot]وأذكر في ذلك قصة سمعتها وحاولت الآن البحث عنها وعن صحتها فما حصلتها ، وهي ذات مغزى عظيم، وملخصها:[/FONT]

[FONT=&quot]كان الإمام مالك وعدد من الفقهاء في حضرة أحد الأمراء، فاستفتاهم الأمير في يمين حلفه وحنث به.[/FONT]
[FONT=&quot]وكما تعلمون كفارة اليمين على التخيير إما إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن عجز ولم يجد فصيام ثلاثة أيام.[/FONT]

[FONT=&quot]فقال الحاضرون من الفقهاء: لا بأس يكفيك عتق رقبة.[/FONT]

[FONT=&quot]فقال مالك: بل عليك صيام ثلاثة أيام.[/FONT]
[FONT=&quot]فتعجبوا مستنكرين: لماذا اخترت للأمير كفارة العاجز؟![/FONT]

[FONT=&quot]فقال رحمه الله: ما أيسر على الأمير أن يحلف ثم يحنث فيكفر بعتق رقبة ثم يعود فيحلف ثم يحنث فيعتق فيهون عليه الأمر ويستخف، وفي الصوم ردع له على ألا يعود).[/FONT]

[FONT=&quot]والقصة سمعتها مرة واحدة في حياتي وأنا طالب بالثانوية، وترسخت في قلبي وترسخ معها حب الإمام مالك رحمه الله ورحم الأئمة الأربعة وسائر العلماء العاملين المخلصين.[/FONT]
[FONT=&quot]وشكر الله لمن يدلنا على صحة هذه القصة وفي أي مصدر.[/FONT]
 
جزاك الله خيرا
أعاننا الله على الحكمة في هذا الباب
 
عودة
أعلى