شرح منظومة جواهر البيان في تناسب سور القرآن لعبد الله الغماري

امصنصف كريم

Active member
إنضم
12/08/2016
المشاركات
178
مستوى التفاعل
37
النقاط
28
العمر
45
الإقامة
المغرب
الموقع الالكتروني
sites.google.com
بسم1​


شرح منظومة
جواهر البيان في تناسب سور القرآن[1]
لعبد الله الغماري

قال الناظم:[2]
1. علم التناسب للسور***علم جليل ذو خطر

2. قد قل فيه الكاتبون*** كما قد عز المستطر

3. وابن الزبير في برهانه*** قد كان أول من سطر

4. إذ جاء فيه مجليا*** يتلوه بحر قد زخر

5. أعف السيوطي الذي*** كتب التناسق للدرر

6. وكتب مثل كتابهم*** بحثا يؤيده النظر

7. أعملت فيه قريحتي*** واخترت أنسب الفكر

8. وفتحت بعض المغلقات*** من آي الكتاب ومن الغرر

9. وأتيت من عين المسا*** ئل بالبدائع والغرر

10. ألهمت من فيض الإله*** بفيض فضل مدخر

11. حمدا لواهب فضله*** وله التطول إذ ستر

12. وصلاته دوما على*** خير البرية من مضر

الشرح والبيان:
قال الشيخ عبد الله الغماري، في موضوع علم التناسب بين السور:
( علم التناسب للسور ) أي علم تناسب سور القرآن، هو أحد أنواع التناسب القرآني. وعرف بأنه علم يعرف منه مقاصد السور، وهو أنواع بدوره. وهو ( علم جليل ) فهذا العلم في غاية النفاسة، وهو أدق العلوم أمرا، وأخفاها سرا، وأعلاها قدرا، لأنه ( ذو خطر ) فهو علم تعرف منه علل الترتيب، وذلك لئلا يبدو كلام الله منفصلا، وهو أمر يحتمه الإعتقاد الجازم بتنزيه كلام رب العالمين عن المشابهة لكلام العرب في الإقتضاب، الذي هو الإنتقال إلى غير الملائم، ناهيك عن التناقض مصداقا لقوله سبحانه وتعالى:{ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }[النساء-82].
وهو علم ( قد قل فيه الكاتبون ) لقلة اعتناء المفسرين بهذا النوع لدقته. ( كما قد عز المستطر ) أي المكتوب، فلأجل ذلك كانت المناسبة علما عزيزا، وفي هذا قال الإمام الرازي في تفسير سورة البقرة:« إني رأيت جمهور المفسرين معرضين على هذه اللطائف غير منتبهين لهذه الأسرار، وليس الأمر في هذا الباب إلا كما قيل:
والنجم تستصغر الأبصار صورته ***والذنب للطرف لا للنجم في الصغر» ويحتمل أن يكون المراد أن علم المناسبة علم شريف، وفي هذا قال الإمام الرازي في تفسيره الكبير مفاتيح الغيب:« أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط ». ( وابن الزبير ) وهو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي ( ت807 هـ )، شيخ ابن حيان صاحب تفسير البحر المحيط ،( في برهانه ) أي كتابه المسمى البرهان في ترتيب سور القرآن الذي اعتنى فيه بوجه المناسبة بين السور، ( قد كان أول من سطر ) مصنفا أفرده لعلم المناسبات بين السور في كتاب مستقل باتفاق كلمة العلماء على ذلك. ( إذ جاء فيه مجليا ) لأسرار ترتيب السور بين دفتي المصحف، مبينا ما في ترتيب سور القرآن من ترابط وتناسب معجز. ( يتلوه ) في مثل صنيعه ( بحر قد زخر ) علما لكثرة مؤلفاته ( أعف ) الله[3] الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ( السيوطي ) المتوفي سنة 911 هـ ( الذي ) كثر منه وتكلف ف(كتب التناسق للدرر ) في تناسب القرآن وهو جزء لطيف لخص فيه مناسبات السور خاصة من كتابه أسرار التنزيل والمسمى أيضا قطف الأزهار وكشف الأسرار. ( وكتب ) عبد الشيخ الله بن الصديق الغماري الحسني الإدريسي صاحب النظم ( مثل كتابهم ) السابقة الذكر ( بحثا ) سماه جواهر البيان في تناسب سور القرآن، ( يؤيده النظر ) في توجيه المناسبة بين الآيات والسور، وأما مصادره فيه فالنظر والتفكر والتدبر لآي القرآن كما قال ( أعملت فيه قريحتي واخترت أنسب الفكر ) وذلك لما حباه الله به من مقدرة ذاتية على التماس أوجه التشابه والترابط والتناسب بين السور، وهي قدرة ذاتية تحتاج إلى استعداد ذاتي لإستمداد هذا العلم، مما يحتاج إلى مزيد فكر وتأمل فكان علما تحرز به العقول، ويعرف به قدر القائل فيما يقول. وأما منهجه فيه فيقول في ذلك (وفتحت بعض المغلقات من آي الكتاب ومن الغرر، وأتيت من عين المسائل بالبدائع والغرر ) كما (ألهمت من فيض الإله بفيض فضل مدخر ) فما علمه في المناسبات إلا من لدن الله يرد إلى ذهنه على صورة فيوضات واشراقات تهز الفكر هزا وتمس الروح مسا. ( حمدا ) لله ( لواهب فضله، وله التطول إذ ستر. وصلاته دوما على) نبينا محمد ( خير البرية من مضر ).
تم بحمد الله
___

[1]الناظم لم يسمي نظمه فاقترحنا تسميته على اسم الكتاب المقتطفة منه.
[2] جواهر البيان في تناسب سور القرآن, لعبد الله الغماري, ط. مكتبة القاهرة, طبعة عذراء, انظر اول صفحة في الكتاب قبل المقدمة..
[3]دعاء.
 
قراءة في كتاب: البرهان لابن الزبير..

قراءة في كتاب: البرهان لابن الزبير..

بسم1
قراءة في كتاب: البرهان لابن الزبير..


مشاهدة المرفق 10288

لقد قامت عدة دراسات رائدة على أساس إعجاز القران ولكن ما تداركه الفقيه "أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي ( 627 هـ / 708 هـ )" على سابقيه هو دراسة العلاقة بين سور القرآن الكريم في كتابه القيم "البرهان في ترتيب سور القرآن"، ولئن جاء ترتيب سور القرآن بين دفتي المصحف على خلاف ترتيب نزول القرآن منجما في عهد التنزيل، فإن هذا ما حذا بابن الزبير الغرناطي أن يحاول الإجابة عن كيفية ترتيب القرآن الكريم هل كان بتوقيف من الشارع أم توفيقا، أي أنه كان عملا من أعمال الصحابة ليس إلا ؟ وإن كان مسبوقا في إثارة هذه المسألة، فإن جهود من سبقه من القدماء كانت لصيقة بكتب علوم القرآن الموسوعية وكذا بكتب التفسير ومتناثرة في ثناياهما. ولهذا يعد ابن الزبير سباقا بحق في تفسيره الموضوعي في علم المناسبة إلى وضع مصنف مستقل يتناول علم أسرار ترتيب السور، مبينا وجها جديدا من وجوه إعجاز القرآن وهو مدى ما في ترتيب سورة من ترابط وتناسب معجز. فكان إماما بحق لمن جاء بعده من المتأخرين في هذا الفن، فكل متأخر يحاول الإقتداء به والإقتباس من كتابه الأصيل. ونقتطف من درر قوله في مصنفه قوله في وجه المناسبة بين سورتي الفيل وقريش إذ قال:« لا خفاء باتصالهما أي أنه تعالى فعل ذلك بأصحاب الفيل ومنعهم عن بيته وحرمه لانتظام شمل قريش وهم سكان الحرم وقطان بيت الله وليؤلفهم بهاتين الرحلتين فيقيموا بمكة وتأمن ساحتهم ». ونظرا لقيمة الكتاب وأصالته قام الأستاذ محمد شعباني[1] بدراسته وتحقيقه لنيل دبلوم الدراسات الإسلامية العليا من دار الحديث الحسنية، واعتنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية بطبعه.
___

[1]اقتبسنا من مقدمته هذه الأسطر.
 
عودة
أعلى