شرح النظم الفائق (1)

إنضم
20/09/2008
المشاركات
376
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الموقع الالكتروني
www.alukah.net
الإخوة الفاضل، وطلاب علم القراءات الأماثل.
هذا نظمٌ وشرحُه لأخيكم/ أحمد محمد سليمان [القارئ المليجي] .. في "أحكام هاء الكناية" نُشر اليوم على شبكة الألوكة على هذا الرابط:
شرح النظم الفائق في أحكام هاء الكناية (1) - علوم القرآن - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة

وإن شاء الله يليه نشر أبواب أخرى من الأصول بالطريقة نفسها.
 
يبدو أنَّ كثيرًا من أساتذتنا روَّاد الملتقى لم ينشطوا للدخول على الرابط، وكان ينبغي عليَّ نقل الموضوع هنا، لكن عذري أني أحبّ أن يكون الرجوع لمكانٍ - أو موضعٍ - واحدٍ، حتى يتسنَّى لي مراجعة الموضوع والاستفادة من تنبيهات الأساتذة وتقويماتهم، والتي لا يستغني عنها عملٌ بشري، سيما والقائم به مبتدئ مثلي.
وأنا مضطرٌّ الآن بعد هذا الانتظار أن أمتثل بقول "الناس المرشَّحين للانتخابات" :
صوتُك أمانة ... وأعطِ صوتك لمن يستحق.
خصوصًا وموعد الانتخابات عندنا غدًا (ابتسامة)
 
إذن انتظر مني تعقيبا ونقدا بناء لن يقلل من جمال النظم لكن لن يكون ذلك قبل أسبوع ؛ لدي رحلة إلى مكة والمدينة غدا نسأل الله التيسير
والسلام عليكم
 
أخي الفاضل، لديك رحلة إلى مكة والمدينة.
لا تنْسني من صالِح دُعائك، بكل ما تُلهَمُه من صنوف الخير.
هذا أهمُّ عندي بكثير، والله يوفقك ويرعاك.
 
الأخ الكريم : القارئ المليجي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
أكثرنا الدعاء لصاحب المعرف ، واعلم أني لست من أهل الصنعة ـ الشعر _ فتقبل مني نقدي ( شخابيطي ) .
النظم يتحدث عن هاء الكناية ومع ذلك لم تصرح بهذا المسمى في مقدمة النظم ، وكثرة الخلاف في كلمة : "أرجه " لا يكون مسوغا لترك التصريح ، أو تقديمها في الذكر دون هاء الكناية ، ولا أظن أن شاعرنا المُجيد يعجزه ذلك ، فيقال أول المنظومة :

سَأَذْكُرُ أَحْكَامًا لِهاء كناية
لم تُبَيِّن لنا أخي الفاضل السبب في نظمك هذه الأبيات ، نعم ، ذكرته قبل النظم ولكن ذلك لا يمنع ذكرها في مقدمة النظم ، فأقول في الشطرة الثانية :
أُفَصِّلُ مَا قدْ جَاء في الحرز مُجْمَلا
ولكن إشارتك إلى استغنائك عن الرمز نحتاج إليها ، مما يضطرنا إلى إضافة بيت آخر لنيين ما أشرت إليه ، فيقال :

سَأَذْكُرُ أَحْكَامًا لِهاء كناية@ كما هي في حرز الأماني مُفَصِّلا
أحرر مَا قدْ جَاء في الحرز مُجْمَلا @وباللفظ ( وبالذكر ) أستغني عن الرمز فاعقلا

فتكون كلمة " مُفَصِّلا " منصوبة على الحالية ، أي : أنني سأذكر أحكاما لهاء الكناية كما هي واردة في حرز الأماني حال كوني مفصلا موضحا لها . ولا يخفى عليكم معنى التحرير في البيت الثاني .
قلت :
وَإِنْ وَقَعَتْ قَبْلَ المُحَرَّكِ بَعْدَ مَا@ تَسَكَّنَ فَالمَكِّيُّ وَصَّلَ مُفْضِلا

قولكم " مُفْضِلا " أتيت بها لختم البيت دون النظر لمعناها ، وقد توهم هذه الكلمة أن لابن كثير وجهين في هاء الكناية ، والوصل أو الإشباع هو المفضل ، لذا فيقال في الشطرة الثانية
تَسَكَّنَ فَالمَكِّيُّ أَوْصَلَ مُوصِلا
أو يقال : تَسَكَّنَ فَالمَكِّيُّ أَشْبَع مُوصِلا
وفي هذا فائدة أن ابن كثير يشبع هاء الكناية أو يوصلها حال كونه موصلا لها أما في الوقف فتسقط الصلة .
كذلك أخرتم الحديث عن موافقة حفص له ، وكنت أتمنى أن تسيروا على نهج الشاطبي في ذلك ، وأنت لك عذرك لأنك قلت أنك ستذكر ما خالف فيه البعض أصله على حدة ، فهذه إشارة مني لبيت آخر بعد هذا البيت ، لتنظر فيه :

وَإِنْ وَقَعَتْ قَبْلَ المُحَرَّكِ بَعْدَما@ تَسَكَّنَ فَالمَكِّيُّ أشبع موصلا
كـ(فيهي هدى)(منهو شراب)وحفصهم @ يواليه في الفرقان فاعلم لتعملا
أو تكون الشطرة الثانية : يوفقه فيهي مهانا تمثلا
ولا يخفى على شاعرنا المبدع أن قوله ( فيه هدى )و(منه شراب) مثال للياء ومثال للواو .
قلتم :
وَتُكْسَرُ تِلْكَ الهَاءُ بَعْدَ مُحَرَّكٍ@ بِكَسْرٍ وَبعْدَ اليَاءِ سُكِّنَ فَانْقُلا
شعرت للوهلة الأولى وأنا أقرأ هذا البيت أنك عنيت بـ:" تِلْكَ الهَاءُ " أي هاء الكناية عند ابن كثير ، ولكن تبين لي مرادك فيما بعد .
كما ذكرتَ أيها الكريم أن الهاء قد تتحرك بحركة مشبعة أو مختلسة_عبرت عنها أنت بالقصر _ ، وأنت في هذا البيت أشرت إلى المختلسة فقط ، وهذه الحركة لا تفيد بالضرورة وجود الإشباع لكن العكس صحيحا ، فلإشباع يدل على الحركة و ليس العكس لذا يقال في هذا البيت
وَتُشبع تِلْكَ الهَاءُ من بَعْدَ كَسْرَةٍ@ بِيَاءٍ وَعَنْهَا إِنْ تُسَكَِّن فَانقُلا
وَتُشبع واوا بعد واو وضمة @ (لَهُو مَا )(بِهي عِلْمًا) فكن متأملا
فمثلت لإشباعها واو بـ ( له ما في السماوات ) والياء بـ ( ولا يحيطون به علما ) ولا يخفى ما في هذين البيتين من قصور ، يعرفها المتأمل .
قلتَ :
أتوقف أنا هنا ولا أزيد على ذلك ، وأكتفي بهذه التطفلات ، والشخابيط ، وما سطرتُ ما ذكرتُ إلا لأنني وعدت ، ولو لم أعد لما كتبت ، حتى أني عاتبت نفسي لما وعدت بالمشاركة ، وأختم فأقول
وما زانها إلا عذوبة لفظها @ وما عابها إلا كلامي تطفلا
ووليقبل الأخ الحبيب بفضله @ فيعلم ربي ما أردت تطفلا
بل المقصد الأسمى من الذكر كله @ زيادة فيها الحسن أحلا وأجملا
وأحمد ربي في الختام مصليا @ على خير خلق للبرية أرسلا
محمد المبعوث للخلق رحمة @ وآل وأصحاب كرام ومن تلا
(إبتساااااااااااااااااااااااااامة )
 
الشيخ الفاضل أحمد نجاح..
مرحبًا بك ناقدًا وناظمًا ومداعبًا...
قد تدفَّقتْ نقداتُك ومشاكستُك لي حتى ما أدري عن أيِّها أجيب، أو كيف أجيب.
أبدأُ أوَّلا بشُكرِك المستحقّ، عن الدُّعاء لأخيك الفقير إلى ربِّه، والمحتاج أشد الحاجة إلى الدُّعاء.
وعن حرصك على الوفاء بما وعدت من الرد.
وأثنِّي بعد ذلك بتبْيين كلمةٍ في النَّظم جرَّت عليَّ نقدًا منك، مع أنِّي ألْمحتُ إلى معناها في الشَّرح، وظننتُ أنَّها بذلك صارتْ من الوضوح بحيثُ لا أوتَى من قِبَلِها.
قلت :
وَإِنْ وَقَعَتْ قَبْلَ المُحَرَّكِ بَعْدَ مَا@ تَسَكَّنَ فَالمَكِّيُّ وَصَّلَ مُفْضِلا
قولكم " مُفْضِلا " أتيت بها لختم البيت دون النظر لمعناها ، وقد توهم هذه الكلمة أن لابن كثير وجهين في هاء الكناية ، والوصل أو الإشباع هو المفضل ، لذا فيقال في الشطرة الثانية
تَسَكَّنَ فَالمَكِّيُّ أَوْصَلَ مُوصِلا
أو يقال : تَسَكَّنَ فَالمَكِّيُّ أَشْبَع مُوصِلا
وفي هذا فائدة أن ابن كثير يشبع هاء الكناية أو يوصلها حال كونه موصلا لها أما في الوقف فتسقط الصلة .
كذلك أخرتم الحديث عن موافقة حفص له ، وكنت أتمنى أن تسيروا على نهج الشاطبي في ذلك ، وأنت لك عذرك لأنك قلت أنك ستذكر ما خالف فيه البعض أصله على حدة ،
"مُفْضلا" يا سيدي .. لم آتِ بها لختم البيت دون النظر لمعناها، بل معناها الذي ألمحتُ إليه في الشرح : زائدًا.
قلتُ في الشرح:
وذكَرَ أنَّها إذا وقعتْ قبْل حرفٍ مُحرَّك، وهي بعْد حرْفٍ ساكنٍ، فإنَّ ابنَ كثيرٍ المكيَّ يَصلُها وحدَه، زائدًا بذلك عن بقيَّة القُرَّاء.
ولا يُوهم ذلك أنَّ لابن كثير وجهين يفضل أحدهما على الآخر، فالإفضال غير التفضيل.
وفي كلٍّ، فهذا الذي ذكرتُه أفضل من اقتراحيك : أوصل موصلا ، وأشبع موصلا ..بكثير (ابتسامة)
- - -
أمَّا تأخيري موافقة حفص، فمقصودة.
وأنت لاحظتَ مخرجًا لذلك وعددتَه عذرًا لي، وهو ليس عُذرًا أعتذر به .. بل أنا قاصدٌ تأخيرَ موافقة حفصٍ في صلة (فيه مهانا).
لكني لا أعرف لماذا ذكره الشاطبي في هذا الموضع أصلا !!! (ابتسامة 2)
إن كان يُريد حصْرًا للصلة الموافقة لابن كثير هنا فقد أخَّر ذِكر موافقة هشامٍ أيضًا في أرجئْهُ .. فكان ماذا؟!
أما أنا فذكرتُ أصولهم أوَّلا .. ثمَّ فصَّلتُ في الكلمات المخصوصة التي خالف بعضُهم فيها أصْله.
[يُتبَع إن شاء الله إذا تيسَّر ذلك]
 
الأخ الكريم الفاضل : أحمد بن محمد بن سليمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بارك الله فيكم ، تأخرتُ في الرد انتظارا لم تفضلتَ بإتباعك التعقيب على ما ذكرتُ ، لكن لما تأخر شيخنا شرعت في مشاغباتي .
قلتم : " وفي كل ، فهذا الذي ذكرته أفضل من اقتراحيك : أوصل موصلا ، وأشبع موصلا ... لا لا لا شيخنا الكريم ( إنت هتجامل نفسك ) (ابتسامة ) ، قد يكون أفضل لكن ليس بكثييييييييير كما ذكرت ، وذلك يدعونا إلى إجراء مقارنة للتحكيم :
قولك :" مفضلا " أعطت معنى أشرت إليه وهو أن ابن كثير يصلها وحده زائدا بذلك عن جميع القراء ،وهذه فائدة معتبرة ، وقولي :" أشبع موصلا " فيه فائدة قد أشرت إليها أن ابن كثير له الإشباع وصلا فقط أم في الوقف فتسقط الصلة ، وهذه فائدة معتبرة أيضا، وليس إحداهما أولى من الأخرى ، فلم التفضيل ، بقي أن نقول قولك :" مفضلا " قد يوهم ولو واحد في الألف إلى ما أشرت إليه مسبقا ، وهو توهم كون لابن كثير وجهان خاصة عند ضعاف اللغة أمثالي ، وهذا غير موجود في قولي لا من قريب ولا من بعيد ، فإن كان كذلك فقولي يترجح ( 2/1 ) ابتسامة .
أما تأخير الشاطبي لكلمة :" أرجئه " فلنفس العلة التي جعلتك تقدمها أنت في النظم ، بخلاف :" فيه مهانا " ولن أفصل أكثر من ذلك فشاعرنا مدرك لمرادي ، والسلام عليكم .
 
الأخ الفاضل أحمد نجاح..
أبَيْتَ إلا أن تُلجِئَنا للتَّحكيم!
قد ارتضيتُ ذلك، على أن يكون الحكَم أديبًا أريبًا مُنصفًا.
وذلك يدعونا إلى إجراء مقارنة للتحكيم :
قولك :" مفضلا " أعطت معنى أشرت إليه وهو أن ابن كثير يصلها وحده زائدا بذلك عن جميع القراء ،وهذه فائدة معتبرة ،

الحمد لله.
هذه لي.
وقولي :" أشبع موصلا " فيه فائدة قد أشرت إليها أن ابن كثير له الإشباع وصلا فقط أم في الوقف فتسقط الصلة ، وهذه فائدة معتبرة أيضا، وليس إحداهما أولى من الأخرى
فائدتُك يا سيدي ليستْ معتبرة ... بل هي موهِمة بحقّ.
أمَّا أنها غير معتبرة، فإن الإمام الشاطبي لم يُشِرْ إليها عند ذِكر الصِّلة ... سواءٌ صِلة ميم الجمع أو صلة هاء الكناية.
قال:
وصِلْ ضمَّ ميمِ الجمعِ قبل محرَّكٍ * * دِراكًا وقالونٌ بتخْييرِهِ جلا
ومن قبل همزِ القطْعِ صِلْها لورْشِهم * * وأسكنها الباقون بعدُ لتكمُلا
لم يذكر الإمام الشاطبي أنَّ ابن كثيرٍ وقالون وورشًا إنَّما يصِلون في حالة الوصل فقط، وأنهم يقفون بالإسكان .. فهذا لا يحتاج لتنبيه.
وحسبُه أنه ذكر أنَّ ابن كثير يصِلُ ضمَّ ميم الجمع قبل المحرَّك، وكذلك قالون بتخيير.
وأنَّ ورشًا يصِلُها قبل همز القطع ... فعند الوقْف لن يكون هناك محرَّك ولا همز قطْع مُباشر لميم الجمع.
وكذلك الحال مع هاء الكناية.
قال:
ولم يصِلوا ها مُضمَرٍ قبلَ ساكنٍ * * وما قبله التَّحريكُ للكُلِّ وُصِّلا
إلى آخر الباب.
ولم يذكر أنَّ وصْلهم لما قبلَه التحريك إنَّما هو في حالةِ الوصل لا الوقْف.
وهكذا في ذِكر الصلة في جميع الباب.
إلى أن قال في (أرجه): وصِلْها جوادًا دُون رَيبٍ لِتُوصَلا
لم يُبيِّن أنَّ ذلك حالة الوصل.
وقال: وفي الهاءِ ضمٌّ لفَّ دعواهُ حَرملا .... لم يقل إن ذلك حالة الوصل.
وقال: وأسكن نصيرا فاز ... لم يقل إن ذلك في حالتي الوصل والوقف.
وقال: واكسر لغيرهم ... لم يقل إن ذلك حالة الوصل.
كأنَّ الإسكان حالة الوقف أمرٌ مفروغٌ منْه... تُسكَّن الهاء إن كانت مضمومة أو مكسورة، وكذلك تُحذف الصلة.
= = =
أمَّا الإيهام، ففضيلتُك تُريدُ أن تنبِّه أنَّ ابنَ كثير (يُشبع موصلا) ... وموصلا هذه للمفرد .. كأنَّه اختص بأن هذه الصلة تكون في حالة الوصل فقط، ولم تذكُر هذا التنبيهَ مع ما يصِلُه غيرُه...
أرجو أن تتقبَّل مني هذا الاعتراض، وتعذُرني؛ فلستُ أجاريك في دماثة أخلاقك التي تبين عنها كلماتُك العذبة، وابتساماتُك.
 
يبدو أن مشاركتي أغضبتكم كثيرا ، وما أردت إلا ممازحتكم ، وعندي من الردود الكثيرة ما أعقب به على كلامكم ، ولكني ما شاركت رغبة في ذلك ، بل قلة تفاعل الإخوة دفعني لتفعيل الموضوع مع كامل تقديري لجمال نظمكم ، ولقد قلت (وليقبل الأخ الكريم بفضله ) وقد قبلتم والحمد لله، لكن كلماتي الأخيرة‏(إنت هتجامل نفسك‏)التي ما وضعتها إلا ممازحا لم تروق لكم ، ولتعلم أيها الكريم أن نقدي في المشاركة الأولى لم يكن إلا مداعبة وليس حبا في النقد ، وكنت وجلا جدا وأن أضعها خوفا من أن تحملها على سبيل الاعتراض أو النقد فتشن علي حربا، لكن الحمد لله لم يحدث ، مما جرأني على إعادة الكرة ولكن كما يقولون (إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده )، ولو أملك قلم شاعر أو حرف أديب لسطرت لك ما تطيب به نفسك ، وأعتذر إن كنت أزعجتكم بمشاركاتي .
لك كامل المحبة وخالص التقدير
والسلام عليكم
 
لا أُخفيكَ يا سيِّدي أنِّي سعِدتُ بِمشاركتِك من أوَّل الأمر، واستشعرْتُ حسن نيَّتك وجمال أسلوبك.
- - -
أطمَعُ الآنَ في إفادات أخينا وشيخنا أبي تميمٍ اليمني، الذي يتابعنا من كثَب، ومكانه الذي عهِدْناهُ ليس مكان المتابع، وإنَّما مكان المُفيد.
وقد كنتُ أكتبُ قديمًا على شبكة "الألوكة" مثلَ هذا المقال، فيكون من يُمن الطالع أن يتفضَّل شيخُنا الفاضل الدكتور السالم الجكني بالتعليق ... كما في هذا المقال:
نظمٌ في أسماء كتب القراءات وشرحه - علوم قرآن - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة
كتب [التعليق 2]: قرأت الموضوع وهو طريف وشيق .
استوقفني كلامكم عن " الإرشاد " وذكرتم أنهما " إرشادان " وفي ذاكرتي أن أبا العز القلانسي له " إرشادان : صغير وكبير " وهذا موجود على حاشية إحدى النسخ الخطية للنشر والتي للأسف ليست قربي هذه الأيام وأخاف أن أقول هذين العامين .
في الذاكرة أيضاً أن الشيخ الإزميري رحمه الله أشار إلى هذه القضية ، ويغلب على ظني أني نقلت كلامه في رسالة الدكتوراة التي هي كحال تلك النسخة الخطية .
وفي هذا الموضوع: {قل من ينجيكم} مباحث في اللغة والقراءات - علوم القرآن - موقع آفاق الشريعة - شبكة الألوكة
كتب [التعليق1]: جزاك الله كل خير ، وهذا هو التحقيق وإلا فلا .
- - -
ومثل هذه التعليقات من فضيلتِه وِسامٌ أتشرَّف به على مرِّ الأيام.
 
فكرة رائعة

فكرة رائعة

السلام عليكم
جزاكم الله خيرًا، وأسأل الله أن يتقبّل منكم، وقَبول هذا النَّظم عند طلبة العلم يحتاج إلى إخلاص كبير لكي يطرح الله له القَبُول، ويبارك، فأنتم تُنَافِسُون الشاطبيَّ -رحمه الله-(ابتسامة) بصياغة متن يحلُّ مكان ألفيته-والله أعلم-، وقَبول هذا النَّظم يعني أن يترك النّاس الشاطبية، ويأخذوا به، ولكنَّ الفكرةَ رائعة.
 
النظم الفائق (2) في إدغام ذال (إذ) ودال (قد) وتاء التأنيث ولام (هل وبل)

النظم الفائق (2) في إدغام ذال (إذ) ودال (قد) وتاء التأنيث ولام (هل وبل)

النظم الفائق (2) في إدغام ذال (إذ) ودال (قد) وتاء التأنيث ولام (هل وبل)
(القارئ المليجي)
أحْمد بْن محمَّد بْن أحْمد سُليْمان
سأذْكرُ إِذْ مَعْ قَدْ وَتَاءَ مُؤنَّثٍ * * * صريحًا بِلا رَمزٍ وهَلْ بَلْ عَلَى الوِلا
فَمَعْ سِتَّةٍ إِذْ هُمْ (تَجِدْ) وَصفيرُها * * * فَأظْهِرْ لِمَكٍّ عاصمٍ نافعٍ جَلا
علِيٌّ كخلادٍ مَعَ الجِيمِ أظْهَرَا * * * وتا خَلَفٌ مَعْ دالٍ ادْغَمَ مُثْقِلا
وفِي الكُلِّ بصْرٍ وابْنُ ذَكْوانَ دَالَهَا * * * هِشامٌ كَبصْرٍ كُلُّهُمْ جَا مُفصَّلا
ثَمانيةٌ معْ قدْ صَفيرٌ وخَمْسةٌ * * * ظَلُومًا جَهولاً ضَاقَ ذَرْعًا شَكَا البِلى
فَأظْهَرَ قالونٌ ومَكٍّ وعاصِمٌ * * * وأَدْغمَ وَرْشٌ ظا وضادًا فَثَقَّلا
وَحرْفيهِ والذَّالَ ابنُ ذَكْوانَ مُدْغِمٌ * * * وفي الزَّايِ خُلفٌ وهْو في المُلْكِ أُرْسِلا
وَلِلباقِ إِدْغامٌ ولكِنْ هِشامُهُمْ * * * بِقد ظلَمكْ فِي صادَ أظْهرَ مُكمِلا
وَفِي ستَّةٍ معْ تاءِ (جاءَتْ) ونَحْوِهَا * * * صفيرٌ وجِيمٌ ثَا وَظاءٌ رُمِ العُلا
فَأظْهَرَ قالونٌ ومَكٍّ وعاصِمٌ * * * كَقَدْ ثُمَّ وَرْشٌ أَدْغَمَ الظَّا فَثَقَّلا
هِشامٌ بإِظْهارٍ يَقولُ لَهُدِّمَتْ * * * كَذَا شَيْخُهُ فِي الزَّايِ والسِّينِ أكْمَلا
وفِي وجَبَتْ خُلفُ ابْنِ ذَكْوانَ مُهمَلٌ * * * فَأَظْهِرْ مَعًا فِي الجيمِ لِلشَّامِ مُجمِلا
وَمَعْ هَلْ وَبَلْ تَأْتِي حُروفٌ ورَمْزُهَا * * * سَما زادُ طاوٍ ظَامئٍ ضِيمَ نُقِّلا
ثَوَى تَائِبًا تَمَّتْ تُعَدُّ ثَمانيًا * * * فأَدْغَمَ فيهِنَّ الكسائِي عَلى الوِلا
وحَمزةُ في تاءٍ وثاءٍ وسينِهَا * * * وخلاَّدُهُ(1) فِي بلْ طَبَعْ خُلفُه انْجلَى
وأُدغِمَ للبصريِّ فِي هَل تَرَى معًا * * * هِشامٌ بِحرْفَي "ضَنَّ" أَظهِرْ مُكمِّلا
وهَلْ تَستَوِي فِي الرَّعْدِ وَالبَاقِ مُظْهِرٌ * * * إِذَا لَمْ يُقَلْ تَمَّتْ فأَحْسِنْ تَأوُّلا​

(1) خلاده لتقدُّم ذكر حمزة في البيت، ويصح (وخلادُهم) كلفظ الإمام الشاطبي عند هذا الموضع.
 
وهذا هو المهمُّ من شَرح [النظم الفائق (2)]، أما مقالة الشرح كاملة فتُنشر - إن شاء الله - في شبكة الألوكة.
= =
(سأذكر إذ مع قد ...) هكذا بدونِ مقدّمات؛ لأنَّ هذا النظْم جزءٌ من مشْروعٍ لنظمِ أبوابٍ من الشاطبية بحسب ما يتيسَّر.
وقوله: سأذكر "إذ" هكذا بدون التصريح بأنَّ المراد الإدغام والإظهار؛ لأنه يخاطب بهذا النظم طالب هذا العلم، الذي لديه معرفة بمسائل هذا الفن، وإنَّما يريد ما يقيِّدها به، وليس النظم متوجِّها إلى الخالي ذهنُه تمامًا عن ذلك.
وقد وافق قولُه: (إذ مع قد وتاء مؤنث) نصَّ ما في الدُّرَّة لابن الجزري وإن لم يكن قد قصدَ إلى ذلك قصدًا، وقوله (وتاء) تصحُّ بالنَّصب والجرِّ، ورجَّح النَّاظمُ النَّصب.
= فَمَعْ سِتَّةٍ إِذْ هُمْ (تَجِدْ) وَصفيرُها = فَأظْهِرْ لِمكٍّ عاصمٍ نافعٍ جَلا
قيَّد الأحرف التي يقع فيها الخلاف مع (إذ) من حيث الإدغام والإظهار بأنها ستَّة، وهي: التاء والجيم والدال - ويجمعها كلمة تجد - وأحرف الصفير وهي: الزَّاي السّين والصَّاد.
نحو: إذ تبرأ، إذ جعل، إذ دخلوا، وإذ زين، إذ سمعتموه، إذ صرفنا.
وذكر في البيتِ نفسِه أنَّ ثلاثةَ قرَّاء من السَّبعة يُظهِرون الذَّال من "إذ" في ذلك ونحوه، وهم: نافعٌ المدني وابنُ كثيرٍ المكّي وعاصمٌ الكوفي.
= علِيٌّ كخلادٍ مَعَ الجِيمِ أظْهَرَا = وتا خَلَفٌ مَعْ دالٍ ادْغَمَ مُثْقِلا
"علي" هو الكسائي، واسمه علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز.
فذكر النَّاظم أنَّ الكسائي وخلادًا يُظهران مع الجيم، ويُدغِمان فيما عداها.
وأنَّ خلَفًا الرَّاوي عن حَمزة يُدغِم مع التَّاءِ والدَّال فقط من بين الستَّة، فتمَّ بهذا البيت ذكر الكسائي وحمزة بتمامه.
= وفِي الكُلِّ بصْرٍ وابْنُ ذَكوانَ دَالَهَا = هِشامٌ كَبصْرٍ كُلُّهُمْ جَا مُفصَّلا
ذكر أنَّ أبا عمرو بن العلاء وكذلك هشام عنِ ابن عامرٍ يُدغِمان في الستَّة جميعًا، وأنَّ ابن ذكوان يُدغِم مع الدَّال فقط، فاكتمل بذلك ذِكرُ السبعة منصوصًا عليهم، فقال: (كلُّهم جا مفصَّلا).
ثم انتقل إلى الكلام على "قد" وأحرفها فقال:
= ثَمانيةٌ معْ قدْ صَفيرٌ وخَمْسةٌ = ظَلُومًا جَهولاً ضَاقَ ذَرْعًا شَكَا البِلى
فصرَّح ابتداءً أنَّ أحرُفها ثمانيةٌ، وفصَّلهم؛ فثلاثة الصفير - وهي الزاي والسين والصاد - وخمسة رمز لهم بالكلمات، وهي الظاء والجيم والضاد والذال والشين.
وكلمةُ البِلى لتمامِ البيت وليس بها رمز، وقد ارتفع إشكالُها من جهتين: أولاهما أنَّه نصَّ على خمسة وقد اكتملتْ بالشين، والثانية أنَّ همزة الوصل - وهي أوَّلُ كلِمةِ البلى - لو جاءت مع "قد" لتحرَّكت الدال للسَّاكنَين، وهذا لا يخفى على مَن له فطنة، وأهل القرآن بذلك الوصف حقيقُون.
وحيث احتاج الناظم إلى الرمز في كلماتٍ، فقد اختار تلك المعاني السامية ليُضمِّنَها رموزه، فذكر حياة الإنسان ظلوما جهولا - كما ورد وصفه في التنزيل - ثم سأمَه من العيش إذا امتدت به الحياة؛ كقول القائل:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش = ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
وقول الآخر:
ومن لا يعتبط يسأم ويهرم = وتسلمه المنون إلى انقطاع
وقول الآخر:
هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا = من قبله وتمنَّى فسحة الأجل
إلى غير ذلك مما هو مطروق في أدبيَّاتهم، ثم يصير الإنسان إلى البلى والتراب والدود، نسأل الله حسن الخاتمة.
= فَأظْهَرَ قالونٌ ومَكٍّ وعاصِمٌ = وأَدْغمَ وَرْشٌ ظا وضادًا فَثَقَّلا
فيُظهر دال "قد" مع الأحرف الثمانية: قالون عن نافعٍ وابنُ كثيرٍ المكّي وعاصمٌ الكوفي، وكذلك ورش إلا أنه أدغم في الظاء والضاد، نحو: (فقد ظَّلم)، و (فقد ضَّلَّ).
= وحرفيْهِ والذَّالَ ابنُ ذَكْوانَ مُدْغِمٌ = وفِي الزَّايِ خُلفٌ وهو فِي المُلْك أُرسِلا
هذا البيتُ من أحسنِ ما تأتَّى للناظم؛ فقد ذكر فيه ما ذكرَهُ الإمام الشاطبيُّ في بيتٍ وبعضِ بيتٍ، مع التصريح باسم (ابن ذكوان).
(وحرفيه) .. الهاءُ ضميرٌ يعود على (ورْش) المذكور في آخر البيت قبلَه، وحرْفاه هما: الضاد والظاء.
فيُدغِمُ ابنُ ذكوان "قد" مع أربعة أحرُف؛ وهي: الظاءُ والضَّاد والذَّال والزَّاي، إلا أنَّ له في الزَّايِ الخلاف؛ أي الإدغام والإظهار، وذلك موضعٌ واحد في سورة المُلْك وهو: (ولقد زينا).
قال الإمام الشاطبي:
وأدْغَمَ مُروٍ واكفٌ ضَيرَ ذابلٍ = زَوى ظِلَّه وغْرٌ تَسدَّاه كَلْكَلا
وفي حرف زيَّنَّا خِلاف
قوله: (وغْرٌ تسدَّاهُ كلْكلا) لم يُضِفْ شيئًا يخص القراءات.
= وَلِلباقِ إِدْغامٌ ولكِنْ هِشامُهمْ = بِقد ظلَمكْ فِي صادَ أظْهرَ مُكمِلا
ويدغِمُ الباقون، وهم: أبو عمرو البصري وحمزة والكسائي، وكذلك هشام إلا أنَّه أظهر في (لقد ظلمك) في سورة ص فقط، ويدغم "قد ظلم" فيما عداها.
ثم انتقل الناظم إلى الكلام على تاء التأنيث وأحرفها فقال:
= وَفِي ستَّةٍ معْ تاءِ (جاءَتْ) ونَحْوِهَا = صفيرٌ وجِيمٌ ثَا وَظاءٌ رُمِ العُلا
وتاءُ "جاءت" ونحوِها هي تاء التأنيث التي تلحق بالفعل الماضي وهي المقصودة هنا.
فأحرُفُها ستَّة؛ ثلاثة الصَّفير - الزَّاي والسِّين والصَّاد - والجيم والثاء والظاء، وباقي البيت تتمة لا تُشكِل.
= فَأظْهَرَ قالونٌ ومَكٍّ وعاصِمٌ = كَقَدْ ثُمَّ وَرْشٌ أَدْغَمَ الظَّا فَثَقَّلا
فيظهر مع الأحرف الستة: قالون وعاصمٌ وابنُ كثير المكي، كفعلهم مع "قد"، وكذلك ورش إلا أنه يدغم مع الظاء فقط، نحو: كانت ظَّالمة.
= هِشامٌ بإِظْهارٍ يَقولُ لَهُدِّمَتْ = كَذَا شَيْخُهُ فِي الزَّايِ والسِّينِ أكْمَلا
= وفِي وجَبَتْ خُلفُ ابْنِ ذَكْوانَ مُهمَلٌ = فَأَظْهِرْ مَعًا فِي الجيمِ لِلشَّامِ مُجمِلا
ثم ذكر مذهب ابن عامر في البيتين.
فيقرأ ابنُ عامر بالإظهار مع الزاي والسين بلا خلاف، وكذلك مع الجيم إلا أنَّ الشاطبي - رحمه الله - زاد لابْن ذكوان الخُلْفَ في (وجبت جنوبها)، ولم يذكُر الدانيُّ ذلك ولا هو من طريق التيسير، فوصف الناظم ذلك الخلاف بالمهمل، وأمر أن تُظهِر لابن عامر بتمامه في موضعي الجيم معًا، وهما: (نضجت جلودهم) و (وجبت جنوبُها).
وأمَّا هشام فإنَّه يُظهِر أيضًا في "لهدمتْ صَوامع" فقط من موضعَي الصَّاد، ويُدغِم في الموضع الآخر: (حصرت صدورهم).
بقِي من القرَّاء السَّبعة ثلاثةٌ وهم: أبو عمرو وحمزة والكسائي، فيُدغِمون جميعًا في الأحرُف الستَّة، وهو واضح.
ثمَّ انتقل الكلامُ إلى لام هل وبل وأحرفهما، فقال الناظم:
= وَمَعْ هَلْ وَبَلْ تَأْتِي حُروفٌ ورَمْزُهَا = سَما زادُ طاوٍ ظَامئٍ ضِيمَ نُقِّلا
ثَوَى تَائِبًا تَمَّتْ تُعَدُّ ثَمانيًا = فأَدْغَمَ فيهِنَّ الكسائِي عَلى الوِلا
فذكر ثمانية أحرُف، وهي: السِّين والزَّاي والطَّاء والظَّاء والضَّاد والنُّون والثَّاء والتَّاء.
وقوله: (سما زادُ طاو ظامئ ضيم نقلا ثوى تائبا) أثْنَى على ما يتزوَّدُ به إنسانٌ جائعٌ ظامئٌ قد ظُلِم وهُجِّر من بلدٍ إلى بلدٍ، وذلك إذا كان قد أقامَ في حياته تائبًا لله منيبًا.
وقوله "تمَّت" قطع بها تلك الكلمات ذوات الرموز، ولا إشكال بها؛ للعدد ولتقدُّم ذِكْرِ التاء في "تائبًا".
فأدغم في الأحرف الثمانية جميعًا الكسائي وحده.
= وحَمزةُ في تاءٍ وثاءٍ وسينِهَا = وخلاَّدُهُ فِي بلْ طَبَعْ خُلفُه انْجلَى
وكذلك أدغم حمزةُ مع التاء والثاء والسين، واختُلف عن خلادٍ الراوي عنه في الطاء وهو موضع واحد في النساء: (بل طبع الله عليها)، فله فيه الوجهان.
= وأُدغِمَ للبصريِّ فِي هَل تَرَى معًا = هِشامٌ بِحرْفَي "ضَنَّ" أَظهِرْ مُكمِّلا
وهَلْ تَستَوِي فِي الرَّعْدِ وَالبَاقِ مُظْهِرٌ = إِذَا لَمْ يُقَلْ تَمَّتْ فأَحْسِنْ تَأوُّلا
وأدغم أبو عمرو في التاء في موضعين، وهما: (هل ترى من فطور) [الملك]، (فهل ترى لهم) [الحاقة]، وأظهر فيما عدا ذلك.
وأظهر هشامٌ مع الضَّاد والنُّون، وكذلك أظهَرَ (هل تستوي) في سورة الرعد، وأدغمَ في الباقي.
وأظهَرَ الباقون الذين لم يُنصَّ عليهِم، وكذلك مَن نُصَّ على إدغامه لبعض الحروف، فأحسِن أخي القارئ تفهُّم تلك الإشارات، والله يرعاك، ولا تنسني من صالح دعائك، والحمدُ لله أوَّلاً وآخرًا.
 
عودة
أعلى