شرحنا على كتاب الداني (ما ينبغي اعتقاده في الأحرف والقراءات وتاريخ المصحف)

إنضم
17/02/2009
المشاركات
114
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
وهران
الموقع الالكتروني
www.minbarwahran.net
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:

فإن الإمام الداني من أجلة علماء هذا الشان، ولا ينكر فضله إنسان، ولقد ألف وصنف، وأوضح العلوم وعرّف، فسارت بمؤلفاته الركبان، واجتهد في تحصيلها أهل القرآن.

وإن من أهمها وأفضلها جامع البيان، الذي خضع له العلم ودان، وضع فيه كل ما يعرفه في هذا الميدان، مما رواه عن أهل الشان.

وفي مقدمة هذا الكتاب، فصول وأبواب، تتكلم عن القرآن ونزوله، وقراءاته وحكم ترتيله، دبج بها تأليفه، فكان فيها الحق حليفه.

ومن بين تلك الأبواب، باب ما ينبغي اعتقاده في الأحرف، والقراءات وتاريخ المصحف، أحسن تنظيمه، وأجاد إلينا تقديمه، ليكون دربا للاعتقاد، يصحح فيه خطأ من عن الصواب حاد، وقد يسر الله لنا شرحه، وبسطه وتوضيحه، في حلقات خمس، رفع منها أربع على النت، أسأل الله الإكمال، والقبول للأعمال، إنه جواد كريم، رءوف رحيم.
وصلى الله على الحبيب المصطفى، وآله ومن وفى.

وإليكم رابط الموضوع في منبر وهران
شرح اعتقاد الإمام الداني

كما أرجو من أساتذتي الكرام، وإخواني من أهل الاحترام، أن يطالعوا ما فيه، وينظروا إليه، لعل الله ينفعنا بملاحظاتهم، وآرائهم وانتقاداتهم.
وإن الصدر لذلك لرحب، نسأل الله الإخلاص.
 
جهد مشكور

لكن قولك: وبهذا يتبين خطأ الإمام الداني، إذ قرّر تبعا للباقلاني وغيره القول الثالث الذي ذكرناه. اهـ

ليس بصحيح، وليست تخطئة القاضي الباقلاني وإمام هذا الفن الداني بالأمر السهل حتى يصرح هكذا بخطئهم، وإذا شئتَ بينتُ لك صحة ما ذهبا إليه.
 
جهد مشكور

وإذا شئتَ بينتُ لك صحة ما ذهبا إليه.

جزاك الله الكريم خيرا شيخي الفاضل نزار

والله أكون لك ممتنا وأخصك بدعواتي إن تقبلها الله مني
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة وأن يجعلك مباركا حيثما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر.
 
الحمد لله تعالى

لا يخفى عليك أخي أن لب الخلاف في هذه المسألة مبني على الاختلاف في المراد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وفي تعيين المراد أقوال ناهزت الأربعين، والذي رجحه المحققون منها أنها سبع لهجات، وقد أشرت إلى وجه الترجيح في بعض المشاركات.

ولكي لا أطول عليك أخي الفاضل، فراجع ـ غير مأمور ـ ما قاله العلامة السخاوي في جماله في استبعاد رأي الإمام الطبري ومن تبعه، فقد جاء بتحقيقات مهمة للغاية، حتى إذا لم يبق إلا الترجيح بين اختيار الإمام ابن الجزري أو الإمام الداني فيصير الأمر أكثر ضبطا، والحمد لله رب العالمين.
 
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع القيم والمهم:

ولي عليه بعض الملاحظات فيما يتعلق بترجيحكم:
قولكم:
فإن قيل: هل القراءات التي يقرأ بها الناس هي من هذا الحرف الذي كتبه عثمان؟
قلنا: هنا نقطة الخلاف بيننا وبين الطبري ومن وافق مذهبه، فلسنا نقرر مقالته الآنفة الذكر: ((لا قراءة اليوم للمسلمين إلا بالحرف الواحد...))؛ بل إننا نقول بما قال به الإمام مكي بن أبي طالب في الإبانة: ((فالمصحف كتب على حرف واحد، خطه محتمل لأكثر من حرف، إذ لم يكن منقوطا ولا مضبوطا)) [الإبانة 3، 4].
فما كان من الأحرف الستة الباقية موافقا خطه خط الحرف الأول جاز الأخذ به، وما لم يوافق فإن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أجمعوا على اطِّراحه، واعتبار الحرف الذي كتب في المصحف، حتى ابن مسعود وأبيّ بن كعب (رضي الله عنهما)، إذ أن قراءات اليوم مروية عنهم.
هذا الكلام في مؤداه يدلنا على أن المصحف اشتمل على أكثر من حرف لكون المصحف احتمل رسمه عدة أحرف
فأرى أن العبارة الأدق في ترجيحكم هو أن تقول أن القرآن اشتمل على بعض الأحرف ، وهذا البعض هو ما احتمله رسم المصحف وبهذا يكون القول الثاني هو الأقرب إلى ما أردتم. وهو خلاف لفظي. والله أعلم.

على أني أرى والله أعلم أن القول الصحيح هو أن الرسم اشتمل على الأحرف السبعة التي لم تُنسخ في العرضة الأخيرة (وهو قريب من القول الأول مع التقييد بالعرضة الأخيرة) وذلك لما يلي:
أن في القول الذي رجحتموه هدرٌ لجملة من القراءات القرآنية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبتت في العرضة الأخيرة. وأما من قال بأن الأحرف السبعة رخصة فيسوغ أخذ حرف منها دون سائر الأحرف، يُردُّ عليه بأن التخيير إنما كان في قراءة ما هو متلقى لا في نقل الروايات القرآنية ، ولذلك كانت الرخصة في قراءة هذه الأحرف السبعة أو قراءة بعضها لا لأن الأمة مخيرة أن تنقل ما تشاء منها وتترك ما تشاء ، فهذا لم تتناوله الرخصة سيما أن القرآن محفوظ كله بسائر الأحرف التي نزل بها.


وأما قولكم:
ومن الأدلة على هذا عندنا اختلاف المصاحف في بعض المواضع، ولعل ذلك يدل على تقصدهم احتمال خطهم لبعض من سائر الأحرف الستة. والله أعلم.
أرى أن هذا دليلاً للقول الذي أرجحه ، لأنه لو أراد عثمان أن يقصر الناس على حرفٍ واحدٍ لما جعل خلافاً بين نسخ المصاحف التي أرسلت إلى الأمصار ، ولاكتفى برسم واحد لجميع المصاحف ، ولكن ليدخل بقية الأحرف جعل هذه الخلافات. والله أعلم.

وأما قولكم:
وأمّا هذا القول نفسه فقد قررنا بطلانه سابقا، لثبوت تخلف بعض الأحرف عن المصحف، وإن شئنا التمثيل لهذا فلنأخذ مثلا: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر))، ((وأتموا الحج والعمرة للبيت))، ((الله لا إله إلا هو الحي القيام)). ويكفينا تمثيلا القراءات الأربعة الشاذة التي تواترت أسانيدها عند القراء.

أقول أن هذه القراءات الواردة مخالفة لرسم المصحف هي على أحد احتمالين:
الأول: أن تكون قراءة تفسيرية كتبها بعض الصحابة في مصاحفهم فظنها بعضهم قراءات كما هو حال بعض القراءات المدرجة.
الثاني: أن تكون قراءة منسوخة في العرضة الأخيرة لم يعلم الصحابي الناقل لها بنسخها.
والله تعالى أعلم
 
إخوتي بارك الله فيكم

أخي محمد

لم أنتبه إلى ردك، وسأنظر فيما ناقشتني عن قريب

ولكم فرحت بمناقشتك، وفقني الله وإياك

وهذا أحبتي رفع لجميع الحلقات على الموقع هنا في المرفقات على ملف وورد
 
عودة
أعلى