حمد العبدالجليل
New member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله ، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فقد اشتريت طبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير منذ فترة
(وهي عينها طبعة مكتبة أولاد الشيخ للتراث، لا فرق بينهما البتة، ذلك أن دار عالم الكتب معروفة في إعادة طبع بعض الكتب - بإذن أصحاب الكتاب والعمل والمطبعة الأصلية بلا شك - وطبعها بتجليد أفضل) ،
وقد لاحظت فيها عيباً كبيراً من أول وهلة وهو أن المحققين لم يذكوا ولا أدنى شيء عن منهج التحقيق ولا وصف المخطوطات.
بل غاية ما نراه هو وضع عدة صور للمخطوطتين في نهاية الدراسة وقبل الشروع في الكتاب.
ومع ذلك فقد ذُكِر في أول الصفحات أنهم سيعرضون منهج التحقيق ، انظر المجلد الأول ص 8 ، فهُم يَنُصُّونَ على أن مقدمتهم ستحوي الكلام على منهج التحقيق في الفصل الثالث للمقدمة.
فأحسنت الظن في نفسي فبررتها في نفسي بأكثر من مُبَرِّر ، منها أنه قد تكون سقطت مَلْزَمَة من نُسخَتي ،
أو لعل هناك شيء حول حقوق الطبع مما حالَ دون نشر هذا الفصل في طبعة دار عالم الكتب.
ثم وجدت الكتاب بطبعته الأصلية - طبعة مكتبة أولاد الشيخ - في إحدى المكتبات فتصفحتها فوجدت الأمر نفسه.
ثم أصابني فضول ، فحَمَّلتُ نسخة الـ pdf المرفوعة على الانترنت لطبة أولاد الشيخ فإذا هو نفسه.
فتعجبت من هذا الصنيع إذ بيان المُحَقِّق لمنهج تحقيقه وكلامه على المخطوطات من أهم أعمال التحقيق ، فعَجَباً كيف يُهمَل ويُسقَط.
ومما زادني حُرقة كلما تصفحت الكتاب ، يذكرون فروقات النُسَخ الخطية في الحاشية ، فأجد أنهم يقولون مثلاً :
* سقط من ز
* سقط من خ
* في ت : كذا وكذا
* سقط من م
* في ن : كذا وكذا
فهناك رموزٌ كثيرة لا تفيد القارئ أي شي بسبب هذا الخطأ المشين ، للأسف ...
وننظر إلى غلاف الكتاب فإذا فمكتوب عليها: (هذه الطبعة أول طبعة مقابلة على النسخة الأزهرية وكذلك على نسخة دار الكتب المصرية)
لكن ما رمز مخطوطة الأزهرية ؟؟
وما رمز مخطوطة دار الكتب المصرية ؟؟
وما باقي النسخ المقابلة عليها ؟ هل الباقي مخطوطات أم مطبوعات ؟؟
وما الأصل الذي اتخذتموه ثم قابَلتُم الباقي عليها ؟؟
أسئلة لا جواب عليها للأسف
وهذا بحَدّ ذاته يُسقِط من قيمة هذه الطبعة إذ لا نستطيع توثيق شيء منها أو نستطيع لكن بعد جُهدٍ في مراجعة المخطوطات الأصلية مرة أخرى ،
فالقارئ يجب أن يكون محققاً للكتاب مرة أخرى ، فما الفائدة من طبع الكتاب إذا ستجعل القارئ يبحث في تحقيق ومراجعة نسخته المطبوعة مرة أخرى ؟!؟!
مع ذلك دعوت وما زلت أدعو للمحققين بالرحمة والمغفرة والتوفيق ، إذ قد يكون هذا الخطأ - أو العمد - من حجب منهج التحقيق لأسباب خارجة عن أيديهم.
لكني بعد ذلك وقعتُ على شيءٍ زاد من شَكِّي - وشكواي كذلك - عندما اطلعت على ما كتبه د. حكمت بشير الياسين الذي اشتغل على بعض مخطوطات تفسير ابن كثير فأَخرَج طبعة جديدة عن دار ابن الجوزي ، حيث تكلم - جزاه الله خيراً - عن منهجه في التحقيق وفَصَّلَ في الكلام عن المخطوطات التي عنده - والتي ليست عنده كذلك - بما ترتاح إليه النفس وتَثِق به وتُطَمْئِن قارئ الكتاب ومُشتَرِيه بأن الكتاب حُقِّقَ وقوبِل على عدة مخطوطات وذَكَرَ ما اعتَمَدَ عليه وجَعَلَهُ أصل من بين المخطوطات.
فالذي قرأته من مقدمته وأثار فيّ الريب والشك في طبعة أولاد الشيخ أنه - أي د. حكمت - قال في مقدمته في المجلد الأول ص 41 عند وصف النسخ الخطية :
(خصوصاً أني لم أفلح بنسخة دار الكتب المصرية.التي أَعتَبِرُها من أقوى النسخ حسب النسخ المذكورة. وكنت أتوقع أن أحصل على نسخ أخرى كنسخة دار الكتب المصرية ولكن بلغني عن طريق الأستاذ سعد الصميل أنه حَاوَلَ أن يُصَوِّرها ولكن فوجئ أن النسخة الخطية لا توجد في دار الكتب ومكانها فارغ !!) انتهى بحروفه .
فهذا مما جعل في نفسي شكٌ حول طبعة أولاد الشيخ ، وجعلت أفكر في نفسي:
هل فُقِدَت - أو سُرِقَت - خطية دار الكتب المصرية بعد تحقيق طبعة أولاد الشيخ لها أم قبل ؟؟
وإن كانت سُرِقَت قبل ، فإذاً الشكّ الأكبر يَرِد:
هل طبعة أولاد الشيخ تم مقابلتها على خطية دار الكتب المصرية حقيقةً أم ...... ؟؟؟؟؟؟؟
وهل هذا هو سبب (إسقاط) فصل الكلام عن منهج التحقيق لطبعتهم ؟؟؟
ما كنت أرجو أن أصل إلى هذه الدرجة من الشك ، لكن خطأهم هذا أتى ونادى بالشك عليهم للأسف
شكوك يتخوف منها طالب العلم ويرجو أن تكون وساوس شيطانية فقط
يا إخوة ، مَن كان له اتصالٌ بمُحَقِّقِي طبعة أولاد الشيخ فليتصل بهم وليستعلم منهم ما حصل لفصل منهج التحقيق والكلام على المخطوطات.
أو مَن كان له علم بمخطوطات الكتاب وحَلَّلَ شيئاً من رموز النسخ المذكورة فاستطاع أن يُمَيِّزَ الرموز وما ترمز إليها من مخطوطات فليُتحِفنا بما تَوَصَّلَ إليه
كذلك أقول :
يا إخوة ، لا ينبغي أن نتكل على عمل مكتبات الطبع وننتظرهم حتى يُصَحِّحُوا أخطاء النُسَخ وتفريغ المخطوطات الموجودة ،
ينبغي ألا نركض نحن وراء المكتبات في هذا لكن نحن ينبغي علينا أن نسعى في تفريغ النسخ الخطية ومقابلتها ونشر ما توصلت إليه أبحاثنا وينبغي أن نجمع وننشر و نُبَيِّن أخطاء المطابع في نُسَخِهم المطبوعة فنجعل المكتبات هي التي تسعى وراء جهود الطلبة لا نحن نسعى خلف تجارتها بالكتب .
وكتبه / حمد بن داود العبدالجليل
الكويت - حرسها الله من الخريف العربي الخبيث
بانتظار أجوبة وتحليل للموضوع
___
بسم الله ، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
فقد اشتريت طبعة دار عالم الكتب لتفسير ابن كثير منذ فترة
(وهي عينها طبعة مكتبة أولاد الشيخ للتراث، لا فرق بينهما البتة، ذلك أن دار عالم الكتب معروفة في إعادة طبع بعض الكتب - بإذن أصحاب الكتاب والعمل والمطبعة الأصلية بلا شك - وطبعها بتجليد أفضل) ،
وقد لاحظت فيها عيباً كبيراً من أول وهلة وهو أن المحققين لم يذكوا ولا أدنى شيء عن منهج التحقيق ولا وصف المخطوطات.
بل غاية ما نراه هو وضع عدة صور للمخطوطتين في نهاية الدراسة وقبل الشروع في الكتاب.
ومع ذلك فقد ذُكِر في أول الصفحات أنهم سيعرضون منهج التحقيق ، انظر المجلد الأول ص 8 ، فهُم يَنُصُّونَ على أن مقدمتهم ستحوي الكلام على منهج التحقيق في الفصل الثالث للمقدمة.
فأحسنت الظن في نفسي فبررتها في نفسي بأكثر من مُبَرِّر ، منها أنه قد تكون سقطت مَلْزَمَة من نُسخَتي ،
أو لعل هناك شيء حول حقوق الطبع مما حالَ دون نشر هذا الفصل في طبعة دار عالم الكتب.
ثم وجدت الكتاب بطبعته الأصلية - طبعة مكتبة أولاد الشيخ - في إحدى المكتبات فتصفحتها فوجدت الأمر نفسه.
ثم أصابني فضول ، فحَمَّلتُ نسخة الـ pdf المرفوعة على الانترنت لطبة أولاد الشيخ فإذا هو نفسه.
فتعجبت من هذا الصنيع إذ بيان المُحَقِّق لمنهج تحقيقه وكلامه على المخطوطات من أهم أعمال التحقيق ، فعَجَباً كيف يُهمَل ويُسقَط.
ومما زادني حُرقة كلما تصفحت الكتاب ، يذكرون فروقات النُسَخ الخطية في الحاشية ، فأجد أنهم يقولون مثلاً :
* سقط من ز
* سقط من خ
* في ت : كذا وكذا
* سقط من م
* في ن : كذا وكذا
فهناك رموزٌ كثيرة لا تفيد القارئ أي شي بسبب هذا الخطأ المشين ، للأسف ...
وننظر إلى غلاف الكتاب فإذا فمكتوب عليها: (هذه الطبعة أول طبعة مقابلة على النسخة الأزهرية وكذلك على نسخة دار الكتب المصرية)
لكن ما رمز مخطوطة الأزهرية ؟؟
وما رمز مخطوطة دار الكتب المصرية ؟؟
وما باقي النسخ المقابلة عليها ؟ هل الباقي مخطوطات أم مطبوعات ؟؟
وما الأصل الذي اتخذتموه ثم قابَلتُم الباقي عليها ؟؟
أسئلة لا جواب عليها للأسف
وهذا بحَدّ ذاته يُسقِط من قيمة هذه الطبعة إذ لا نستطيع توثيق شيء منها أو نستطيع لكن بعد جُهدٍ في مراجعة المخطوطات الأصلية مرة أخرى ،
فالقارئ يجب أن يكون محققاً للكتاب مرة أخرى ، فما الفائدة من طبع الكتاب إذا ستجعل القارئ يبحث في تحقيق ومراجعة نسخته المطبوعة مرة أخرى ؟!؟!
مع ذلك دعوت وما زلت أدعو للمحققين بالرحمة والمغفرة والتوفيق ، إذ قد يكون هذا الخطأ - أو العمد - من حجب منهج التحقيق لأسباب خارجة عن أيديهم.
لكني بعد ذلك وقعتُ على شيءٍ زاد من شَكِّي - وشكواي كذلك - عندما اطلعت على ما كتبه د. حكمت بشير الياسين الذي اشتغل على بعض مخطوطات تفسير ابن كثير فأَخرَج طبعة جديدة عن دار ابن الجوزي ، حيث تكلم - جزاه الله خيراً - عن منهجه في التحقيق وفَصَّلَ في الكلام عن المخطوطات التي عنده - والتي ليست عنده كذلك - بما ترتاح إليه النفس وتَثِق به وتُطَمْئِن قارئ الكتاب ومُشتَرِيه بأن الكتاب حُقِّقَ وقوبِل على عدة مخطوطات وذَكَرَ ما اعتَمَدَ عليه وجَعَلَهُ أصل من بين المخطوطات.
فالذي قرأته من مقدمته وأثار فيّ الريب والشك في طبعة أولاد الشيخ أنه - أي د. حكمت - قال في مقدمته في المجلد الأول ص 41 عند وصف النسخ الخطية :
(خصوصاً أني لم أفلح بنسخة دار الكتب المصرية.التي أَعتَبِرُها من أقوى النسخ حسب النسخ المذكورة. وكنت أتوقع أن أحصل على نسخ أخرى كنسخة دار الكتب المصرية ولكن بلغني عن طريق الأستاذ سعد الصميل أنه حَاوَلَ أن يُصَوِّرها ولكن فوجئ أن النسخة الخطية لا توجد في دار الكتب ومكانها فارغ !!) انتهى بحروفه .
فهذا مما جعل في نفسي شكٌ حول طبعة أولاد الشيخ ، وجعلت أفكر في نفسي:
هل فُقِدَت - أو سُرِقَت - خطية دار الكتب المصرية بعد تحقيق طبعة أولاد الشيخ لها أم قبل ؟؟
وإن كانت سُرِقَت قبل ، فإذاً الشكّ الأكبر يَرِد:
هل طبعة أولاد الشيخ تم مقابلتها على خطية دار الكتب المصرية حقيقةً أم ...... ؟؟؟؟؟؟؟
وهل هذا هو سبب (إسقاط) فصل الكلام عن منهج التحقيق لطبعتهم ؟؟؟
ما كنت أرجو أن أصل إلى هذه الدرجة من الشك ، لكن خطأهم هذا أتى ونادى بالشك عليهم للأسف
شكوك يتخوف منها طالب العلم ويرجو أن تكون وساوس شيطانية فقط
يا إخوة ، مَن كان له اتصالٌ بمُحَقِّقِي طبعة أولاد الشيخ فليتصل بهم وليستعلم منهم ما حصل لفصل منهج التحقيق والكلام على المخطوطات.
أو مَن كان له علم بمخطوطات الكتاب وحَلَّلَ شيئاً من رموز النسخ المذكورة فاستطاع أن يُمَيِّزَ الرموز وما ترمز إليها من مخطوطات فليُتحِفنا بما تَوَصَّلَ إليه
كذلك أقول :
يا إخوة ، لا ينبغي أن نتكل على عمل مكتبات الطبع وننتظرهم حتى يُصَحِّحُوا أخطاء النُسَخ وتفريغ المخطوطات الموجودة ،
ينبغي ألا نركض نحن وراء المكتبات في هذا لكن نحن ينبغي علينا أن نسعى في تفريغ النسخ الخطية ومقابلتها ونشر ما توصلت إليه أبحاثنا وينبغي أن نجمع وننشر و نُبَيِّن أخطاء المطابع في نُسَخِهم المطبوعة فنجعل المكتبات هي التي تسعى وراء جهود الطلبة لا نحن نسعى خلف تجارتها بالكتب .
وكتبه / حمد بن داود العبدالجليل
الكويت - حرسها الله من الخريف العربي الخبيث
بانتظار أجوبة وتحليل للموضوع
___
التعديل الأخير: