السلام عليكم ورحمة الله
اخي خالد ... هذه النقاط مشاركة حول الموضوع وبانتظار المزيد من الاخوة .
اولا : الظاهر أن منبع الشبهه او التسأؤل هو فهم العموم او الاستغراق من اية سورة الذاريات وقوله تعالى { مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) } (سورة الذاريات ).
ثانيا : مراعاة السياق ، خلق من كل شي زوجين في الارض ، لقوله تعالى في الاية السابقة{ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) } (سورة الذاريات ) .
ثالثا : معنى (زوجين ) ليس لها غير معنى واحد ، معناها (الذكروالانثى ) ، لقوله تعالى { وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى }(سورة النجم 45) ، وقوله تعالى { فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى } (سورة القيامة 39)
رابعا : (من) في الاية يسميها بعض علماء اللغة (من) الزائده وخالفهم المبرد في المقتضب بقوله (وأَمَّا قَوْلهم إِنَّها تكون زَائِدَة فلست أَرى هَذَا كَمَا قَالُوا وَذَاكَ أَنَّ كلّ كلمة إِذا وَقعت وَقع مَعهَا معنى فإِنما حدثت لذَلِك الْمَعْنى وَلَيْسَت بزائدة )
خامسا : (من ) تؤكد العموم ولكن دخولها على (كل ) التي تفيد الجمع جعل هذا العموم مقيد (ما يراد به الخصوص) ، لقوله تعالى { إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } (سورة النمل 23) ، ولكنها لاتملك كل شي (فسليمان عليه السلام يملك ما لاتملكه ) فعلمنا أنه عموم يفيد التوكيد والكثرة المخصوصه لها (ملكة سبأ) ، ولايعني العموم المطلق الذي بمعني الجميع والاستغراق المغلق .
سادسا : (كل) مضافه لنكرة موصوفه وهي مفرده (شي ) ، ومن اين تستمد (شي ) صفتها وهي انكر النكرات ، ونعلم ان فعل الخلق وقع عليها ، فاذن صفتها مستمدة من (زوجين ) .
سابعا : فتخريج المعنى كل شي في الارض خلقه الله من (ذكروانثي ) الانس والجن ، الحيوان والنبات .
ثامنا : ماذكرت من طبيعة بعض النباتات بغض النظر عن طريقة التقليح فهي في النهاية (ذكر وانثي ) .
تاسعا : فكما ترى الاية محكمة ، (فمن) اخرجت خلق الملائكة( راجع5) ولكن خلقهم يدخل في عموم قوله تعالى { قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) } (سورة الرعد 16)
والله اعلم