عبد الواحد
New member
يطرح كثير من معجبي الحداثة أن كبار المفكرين كالجابري أركون وغيرهم كانت مشاريعهم بناءة وفعالة في رفع مستوى الأمة، فلماذا تنظرون إلى أخطائهم ولا تبرزون حسناتهم وهي الأصل ؟؟
فكيف يجاب عن هذا ؟
فكيف يجاب عن هذا ؟
Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
ليس الأصل حسناتهم هكذا نقول للعلمانيين.ولا تبرزون حسناتهم وهي الأصل
لااعرف في الحقيقة كيف تقرأ لأركون طول وقتك للقراءة التي لاتقرأ غيرها، ثم لاتعرف ان اركون قدح في القرآن والرسول والصحابة والأمة وعلماء اليوم والأمس منذ زمن الرسول وحتى يومنا هذا!يا أخ طارق قرارك حول بعض الأسامي التي تتكلم عليها (مثل الجابري وأركون بالخصوص) لا أري فيه أي أنصاف لهم، وأنا أختلف معك في قرارك ذلك لأنه من الأنصاف عندي تقدير ما قدموا لنا من أعمال فكرية هامة (كيف لا وأنا منذ فترة طويلة لا أقرأ لأحد غيرهم). وأري أن هذه الأعمال لهي جديرة بالشكر منا وليس أنكار ذلك كما تفعل.
ولا انت موضوع اهتماميأما بالنسبة لموضوع قدح أركون في القرآن، ألخ. فليس هذا موضوع أهتمامي
وعندما نقولك ان من قرأت له وتدافع عنه وتدعي اننا ظلمناه-في الحكم عليه في موضوع القرآن- نراك تقول لاشأن لي بهذا!يا أخ طارق قرارك حول بعض الأسامي التي تتكلم عليها (مثل الجابري وأركون بالخصوص) لا أري فيه أي أنصاف لهم، وأنا أختلف معك في قرارك ذلك لأنه من الأنصاف عندي تقدير ما قدموا لنا من أعمال فكرية هامة (كيف لا وأنا منذ فترة طويلة لا أقرأ لأحد غيرهم). وأري أن هذه الأعمال لهي جديرة بالشكر منا وليس أنكار ذلك كما تفعل
أخي أحمد فارس:ولا أريد تقليل شأن تلك الأعمال كما يفعل الأخ طارق بل ما أريده هو أعطائها حقها
أحب التحدث أولا علي حصرك هذا الموضوع في خدمة الدراسات القرآنية ، فيبدو من أسئلتك وأستفهاماتك أنها عن خدمة القرآن الكريم وثم تنهي كلامك حول الترحم عليهم (أركون والجابري) لتكون هي النجاة الوحيدة لهم يوم القيامة!؟!؟أخي أحمد فارس:
أصدقك القول بأني لا أعلم فائدة عظيمة لأعمال الجابري وأركون تميزوا بها عن غيرهم إيجابياً في خدمة الدراسات القرآنية
فهل لك أن تلخص لأخيك الجاهل بهذه المسألة
بعضاً من إسهامات أركون والجابري في خدمة القرآن الكريم
أو على الأقل أن تكرمني بوضع عناوين ورؤوس أقلام لأعمالهم العظيمة التي لم يسبقهم أحد بمثلها
أرجو أن لا تكتم ما لديك من علم بهذا الشأن
ولو أمثلة يسيرة
فلعلهم يجدون مَن يترحم عليهم
ويشهد لهم يوم القيامة شهادة تنجيهم من عذاب أليم
ووفقكم الله
بما ان مجال اهتمامك الفلسفة فأنا مهتمة بمعرفة ماذا قدم الجابري للفلسفة؟وليتك تقدم اقتباسات عن رأي الجابري وأركون في تجديد علم الكلام؟ وهل النتف الفلسفية التي استلوها من فلسفات الغرب ترقى أن تشكل رأياً فلسفياً ؟ ألا يقلقك أنهم يستغلون جهل القارئ العربي بفلسفات الغرب كمن ترجم كتاباً وادعى أنه صاحب أفكاره مستغلاً جهل جمهوره بلغة الكتاب الأصلي؟ والسؤال الأهم هل يمكن أن تلخص بنقاط مشاريعهم في رفع مستوى الأمة العربية والإسلامية فلسفياً؟موضوع النقاش لا يعتبر في هذا الشأن فقط وكما قلت سابقاً عن عدم تخصصي في هذا الموضوع (سبب ذلك هو في الغالب يرجع الي الموضوعات التي أهتم بها مثل أهتمامي بموضوعات الفلسفة).
موضوع النقاش هو حول اعمال الحداثيين وما قدموه من مشاريع في رفع مستوي الأمة العربية والأسلامية مع ذلك فسوف تجدني أكثر قراءة للجابري من قراءة أركون ، وهذا ما يتوافق مع قرار الجابري بأنه في هذا المشروع لا يريد انشاء علم كلام جديد ، وهذا يختلف عن مشروع أركون حول آراءه في تجديد اللاهوت (علم الكلام) والقطيعة مع لاهوت القرون الوسطي.
بما ان مجال اهتمامك الفلسفة فأنا مهتمة بمعرفة ماذا قدم الجابري للفلسفة؟وليتك تقدم اقتباسات عن رأي الجابري وأركون في تجديد علم الكلام؟ وهل النتف الفلسفية التي استلوها من فلسفات الغرب ترقى أن تشكل رأياً فلسفياً ؟ ألا يقلقك أنهم يستغلون جهل القارئ العربي بفلسفات الغرب كمن ترجم كتاباً وادعى أنه صاحب أفكاره مستغلاً جهل جمهوره بلغة الكتاب الأصلي؟ والسؤال الأهم هل يمكن أن تلخص بنقاط مشاريعهم في رفع مستوى الأمة العربية والإسلامية فلسفياً؟
أستطيع ان أفهم الآن على الأقل مبدئياً أنك لا تستطيع أن تذكر لنا إسهامات من امتدحت فضلهم على الفكر العربي لا على صعيد الدراسات القرآنية ولا على صعيد الفلسفة، وعليه فأنا أقترح أن تنتظر ولا تمتدح كتابات هؤلاء حتى تمتلك دليلاً علمياً على دعواك، أنا شخصياً لا أحتاج سوى لقراءة كتاب واحد لمحمد إقبال لأقوم بتوصيف إسهاماته في الفلسفة، ويكفيني كتاب واحد لمالك بن نبي أو طه عبد الرحمن لأستطيع وضع توصيف موجز لإسهاماتهم في الفكر المعاصر، لهذا فأنا أستميحك عذراً في أني لا أستطيع تفهم عدم ذكرك إسهاماً واحداً للجابري أو لأركون في التجديد الفلسفي، طبعاً بالمفهوم العلمي لكلمة تجديد، مع أنك لم تقرأ لغيرهم منذ زمن.قبل أجابة الأسئلة بجب علي تحديد ما قدمه الجابري بخاصة في الفلسفة العربية المعاصرة وأعتقد أن الأجابة علي هذا السؤال سيتطلب بعض الوقت مني لأعداده.
وتحديدي ذلك بالفلسفة العربية المعاصرة له أسبابه وهي:
اذا كان المطلوب معرفته هو عن الفلسفة العربية والإسلامية فهذا موضوع يحتاج الي دراسة وجهد طويل، فضلاً أن المجال الذي أتحرك فيه الآن لا يسمح لي للقيام بذلك، أما اذا كان حول ما قدمه عن فلسفة العلوم مثل كتابه "مدخل الي فلسفة العلوم" فلا أستطيع تقديم شئ عنه لأني لم أقرأ هذا الكتاب حتي الآن.
أما السؤال الثاني فأنا لم أذكر أن الجابري قال ذلك "وليتك تقدم اقتباسات عن رأي الجابري وأركون في تجديد علم الكلام؟".
قول الجابري هو عن تجديد أو تحديث .... "الفكر العربي" أو "العقل العربي"، أما رأي أركون عن تجديد علم الكلام فهذا يندرج ضمن مشروعه في "نقد العقل الأسلامي" ويمكنني أقتباس رأيه عن تجديد اللاهوت لاحقاً.
أما السؤال الثالث وهو "هل النتف الفلسفية التي استلوها من فلسفات الغرب ترقى أن تشكل رأياً فلسفياً؟"
فهذا السؤال أولا ينم عن سوء فهم شديد اذا تعلق من ناحية أستخدامهم للمناهج الغربية، فضلاً أنه ينم علي معاداة "لفلسفات الغرب" ليس أكثر، في رأيي أن طرح مثل هذا السؤال (بمثل هذه المعاداة) لابد أن تكون النتيجة في النهاية هي الأنغلاق علي تقاليد بالية بل ومعاداة للعقل الكوني. في رأيي طرح مثل هذه الأسئلة كان من أجل المصادرة علي المطلوب، لذا سأضع ايضاً بالمقابل أسئلة مشابها بدوري.
أليس بالأحري والأجدي من سؤال ماذا قدم الجابري للفلسفة أن يوجه اساساً لمن يسمون أنفسهم بالفلاسفة أو كما يحلو للبعض ان يطلقوا لقب "فيلسوف – فلاسفة" علي من قام بدراسة وتدريس الفلسفة مثلاً أو علي من يؤلفون فيها كتب ألخ، هكذا يطلق لقب فيلسوف – فلاسفة علي أشخاص يستحقون تسميتهم بـ"مدرسين واساتذة أو بالمفكرين والمثقفين" (وحتي تسميتهم بالمفكرين والمثقفين أتواضع فيها كثيراً).
ماذا قدم من يسمون بالفلاسفة المعاصرين الي الفلسفة (بخاصة في الفلسفة العربية المعاصرة)؟ أليس من الأفضل لنا من قراءة فلاسفة ينتمون للثقافة الأوروبية والغربية من قراءة كتب في "الفلسفة العربية أو الإسلامية" وبالذات التي تعادي العقل الكوني واستحقاره بحجج أعتبرها حجج واهية بأستخدامها مبررات تنم عن انغلاقية تامة وتنتمي اساساً للتقاليد البالية؟
هل هو نفس الموقف القديم –الجديد علي عداوة علوم اليونان "علوم الأوائل". أليس مما له كبير دلالة علي ذلك الأمر أنه من الشائع تسميتها "بالعلوم الدخيلة" ؟
أليس مثل هذه الأتهامات علي الجابري وأركون وغيرهم مثل أتهامات الغزالي للفلاسفة المسلمين، وأنهم عندما سمعوا أسماء هائلة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو ألخ فأعجبوا بهم فقط، فالجابري وأركون وغيرهم سمعوا أسماء هائلة ككانط وهيجل وماركس وفرويد...ألخ فكانوا مجرد معجبين بهم؟
اما السؤال الرابع عن الترجمة، فهل مثل تلك الأفتراضات والأفكار المسبقة الخاصة بمسألة الترجمة وأدعاء نسبة الأفكار اليهم مما له علاقة بالجابري وأركون؟ (كل ذلك بالطبع مجرد أفتراضات لا أساس لها من الصحة وليس ما له علاقة بالجابري وأركون فيما أري).
أما عن السؤال الأخير وهو "السؤال الأهم" حول التلخيص.... فأعتقد أن هذا التلخيص مهما كان مضمونه سيكون بالضرورة تشويه وأختزال لفكر الجابري وأركون لكن مع ذلك سأحاول لاحقاً من ذكر بعض النقاط في هذا الأمر. ولكن بدوري أسئل هل هناك أي بدائل عن تلك المشروعات في رفع مستوي الأمة العربية والإسلامية؟ والتي لا تدعو الي الانغلاق وتدعو الي الابداع؟ ليست بمثل المشروعات التي كانت معدة من أجل تعميق المناقشات العدائية – التوهيمية – التي تحتقر كل ما عداها؟
اولاً سؤالك حول الفلسفة كان يخص ما قدمه الجابري وليس أركون ، وقلت سابقاً أن أجابة هذا السؤال ستحتاج مني بعض الوقت. ولكني كنت متردد لأعداد تلك الأجابة من الاساس ( خوفاً من تضييع الوقت معك وهذا ما كنت ومازلت أتوقعه ) اذا كنت فعلاً قرأت للجابري كتاب واحد أو أكثر بنفسك ، لمعرفة إسهاماته في الفلسفة من عدمها وهذا ما فهمته من تعليقك "أنا شخصياً لا أحتاج سوى لقراءة كتاب واحد لمحمد إقبال لأقوم بتوصيف إسهاماته في الفلسفة، ويكفيني كتاب واحد لمالك بن نبي أو طه عبد الرحمن لأستطيع وضع توصيف موجز لإسهاماتهم في الفكر المعاصر".أستطيع ان أفهم الآن على الأقل مبدئياً أنك لا تستطيع أن تذكر لنا إسهامات من امتدحت فضلهم على الفكر العربي لا على صعيد الدراسات القرآنية ولا على صعيد الفلسفة، وعليه فأنا أقترح أن تنتظر ولا تمتدح كتابات هؤلاء حتى تمتلك دليلاً علمياً على دعواك، أنا شخصياً لا أحتاج سوى لقراءة كتاب واحد لمحمد إقبال لأقوم بتوصيف إسهاماته في الفلسفة، ويكفيني كتاب واحد لمالك بن نبي أو طه عبد الرحمن لأستطيع وضع توصيف موجز لإسهاماتهم في الفكر المعاصر، لهذا فأنا أستميحك عذراً في أني لا أستطيع تفهم عدم ذكرك إسهاماً واحداً للجابري أو لأركون في التجديد الفلسفي، طبعاً بالمفهوم العلمي لكلمة تجديد، مع أنك لم تقرأ لغيرهم منذ زمن.
بقيت في جعبتي قضية أخيرة أنت قلت إن كلامي عن فلسفة الجابري بأنها نتف فلسفية غربية ينبئ عن سوء فهم وهذا يعطيني حق سؤالك ما مدى اطلاعك على الفلسفة الغربية؟ فلا يخفى على عاقل أن الجابري مسخ هجين من ميشيل فوكو وأركون نسخة مشوهة من دريدا والكاتبان لا يخفيان هذه العلاقة ويفخران بها. وأما عن قولك عن معاداتي للفلسفات الغربية فهذا رأي كل متبع لنبي فالفلسفات الغربية تعادي كل الأديان وتكرس الإلحاد، وليست معاداتي لها بأشد من معاداة المتدينين من اليهود والنصارى.
أرى أن وقتك ثمين ولا ترغب في إضاعته ولأن وقتي كذلك فسأعد مشاركتي هذه هي نهاية حواري معك لكن قبل هذا سألخص للقارئ أهم ما جاء في كلامك عن الحداثيين من بداية الحوار:( خوفاً من تضييع الوقت معك وهذا ما كنت ومازلت أتوقعه ) (لتفادي تضييع الوقت وأشياء أخري معه) ، ( اذا كان بالمقارنة مع أطلاعي للتراث العربي والإسلامي ) .
فإذا كنت تعتقد تضييع الوقت معنا هنا، فحاول تشغل نفسك بما ينفعك، وإن كنت ترى أن النقاش هنا له ثمرة فإياك والتعالي على مقام الحوار العلمي بعبارات لا تليق . وأنت تلاحظ _ وكل قارئ لهذا الموضوع _ أن الحوار معك من جميع الأعضاء كان بأدب الحوار العلمي دون تسفيه أو تعالي .خوفاً من تضييع الوقت معك وهذا ما كنت ومازلت أتوقعه
جزاك الله خيراً أخي أن ألزمتني بالدليل وإن كنت ما أقوله مشتهر حتى صار في حكم البديهيات لكن لا بأس، والأصل أن تأتي بأدلتك على دعواك قبلي لأنك أنت من ادعيت أولاً:فهل هناك دليل علي تلك الدعاوي بل الأتهامات ؟ وهي :
" فلا يخفى على عاقل أن الجابري مسخ هجين من ميشيل فوكو وأركون نسخة مشوهة من دريدا والكاتبان لا يخفيان هذه العلاقة ويفخران بها. "
" وأما عن قولك عن معاداتي للفلسفات الغربية فهذا رأي كل متبع لنبي فالفلسفات الغربية تعادي كل الأديان وتكرس الإلحاد، وليست معاداتي لها بأشد من معاداة المتدينين من اليهود والنصارى. "
" ثم اتضح في نهاية حوارك أنك لست على اطلاع كافي على الأصل المعرفي للجابري وهو الفلسفة الغربية، أي أنك ببساطة شديدة يستحيل أن تكون فهمت عقل الجابري ولا مؤلفاته. "
جزاك الله خيراً أخي أن ألزمتني بالدليل وإن كنت ما أقوله مشتهر حتى صار في حكم البديهيات لكن لا بأس، والأصل أن تأتي بأدلتك على دعواك قبلي لأنك أنت من ادعيت أولاً:
الدعوى الأولى هل مر عليك في قراءتك للجابري هذه الجملة:(واضح أننا نستوحي هنا عل صعيد التعريف ميشيل فوكو كما سيلاحظ القارئ المطلع على أعمال هذا المفكر الفرنسي ولكن لا نحذو حذوه حذو النعل بالنعل كما يقال بل نتلمس لعملنا مفاهيمه وتوجيهاته من طبيعة موضوعه الخاص الثقافة العربية)من كتاب تكوين العقل العربي . إذا رجعت أخي للنظام المعرفي عند فوكو وعند الجابري لن تجد سوى أن الجابري مسخ من فوكو ولن تحتاج لعميق فكر ولا كبير جهد حتى تقرر هذا فالنظام المعرفي عند الاثنين في عصر معين هو نتاج البنية اللاشعورية للثقافة؛ ولهذا كان الجابري يحفر في هذه البنية، ولعله فسر حسب ترتيب النزول ليصل إلى الطريقة التي تشكل فيها القرآن، فالقرآن عنده ليس منزل بل منتج من الأبنية اللاشعورية، وهذا يعضده رأيه في القصص القرآني، ومصطلحاته مثل مصطلح (مسار القرآن التكويني) إن فهم الجابري لا يكون ولن يكون بدون قراءة متأنية لميشيل فوكو.
أما عن أركون فهو يستخدم المنهج التفكيكي لدريدا للإجابة عن سؤال يؤرقه كيف حصل واقتنع ملايين البشر أن الشريعة ذات أصل إلهي في كتابه تاريخية الفكر العربي الإسلامي في ص296، ولو رجعت لنفس الكتاب في ص40 وراجعت كلامه عن تحول الدلالات إما عن طريق إعادة التأصيل أو إثبات استحالة التأصيل بسبب ما سماه الطفرة المعرفية التي فصلت الدال عن المدلول.
الأمثلة التي تدلل على ان الكاتبين اللامعين سارقين للفلسفة الغربية تمتد على طول كتبهما ولم يضيفوا نقيراً لا للفلسفة ولا للفكر العربي ً ولا للدراسات القرآنية بل تركوا لنا إرثاً سيثقل كاهل الأمة لفترة طويلة.
قد تختلف معي في أن أركون بنيوي أكثر منه تفكيكي أو استخدم هذا المنهج أو ذاك لكنك لن تختلف معي أنه والجابري لا يعدون القرآن إلهي المصدر بل نتاج القرن السابع الميلادي ، سواء تصريحاً أو رمزاً فهما يستغبيان القارئ العربي .
أما الدعوى الثانية فلم أفهم ما تريده من الأدلة هل تريد أدلة إلحاد الفلسفة الغربية، هل تريد دليلاً على إلحاد نيتشة وماركس وهيدجر أم ماذا؟؟ أم أنك تطالبني بدليل على معاداة اليهود المتدينين والنصارى لهذه الفلسفة هذا مبسوط في كتب التاريخ الأوروبي وغيرها ولعل كلمة مارشال بيرمان في استشراف مستقبل الحداثة الغربية الإلحادية (بأنها ستكون لها نتائج وجودية مدمرة على العالم الأوروبي) تفي بنقل مشاعر الأوروبيين عن مشروع الحداثة، ومن الأدلة كذلك تصريح الكثير من المفكرين الغربيين أنه حان الوقت لتحمل الفلسفات الإلحادية العلمانية إلى مقبرة النظريات المخفقة، وهذا العداء من المتدينين الغربيين أدى إلى اعتراف مفكريهم بتنامي دور الدين في الغرب يقول بيتر ل.برجر:" العالم اليوم مع بعض الاستثناءات ....ديني بقوة لم تكن له من قبل وفي بعض الأماكن أكثر مما كان عليه في وقت من الأوقات"(نقلاً عن كتاب سروش التراث والعلمانية).
أما الدعوى الثالثة فأنت من قلت أنك لست على اطلاع واسع على الفلسفة الغربية ولست أنا ، أما إن كنت تقصد دعواي بأنك لم تفهم الجابري فهذا كلام الجابري نفسه الذي جعل فهم منهجه متوقفاً على فهم رؤيته التي تقبع وراء منهجه وقد ذكرت سابقاً باعترافه أن رؤيته هي رؤية فوكو مع بعض التشويهات لأن الرؤية على رأي الجابري تؤطر المنهج وتحدد له أفقه وأبعاده.
يعني الجابري يقول لك يا أخي لا تقرأ لي حتى تفهم الفيلسوف الذي سرقت منه منهجه.
أعتقد أني دللت على كل ما ادعيته.
حتى يلتقي الحوار على مورد واحد أجد أننا حتى الآن لم نجب على القضية الرئيسية وهي مالذي قدمه الجابري للفكر العربي أو الفكر الإسلامي سواء على صعيد الفلسفة أو على صعيد الدراسات القرآنية؟ وما زلت مصرة أن أعرف دليل هذه الدعوى التي أطلقتها أنت.تعليقي هذا يعتبر مجرد أعتراض علي هذه المسائل:
1- الجابري مسخ من فوكو
2- أركون والشريعة: أفضل تأجيل النقاش حول هذا الأمر.
3- الحاد الفلسفة الغربية
4- المسألة الأخيرة وهي عدم فهمي للجابري بدعوي أن الجابري قال ذلك ، فهذا أمر غريب جداً من جانبك ، ولا أتوقع أن الجابري قال فعلاً ذلك ، فضلاً أنه لا يوجد لديك ما يبرره .
لا أتصور أن هذا النقاش سيكون مثمر طالما أنك مازلت تتقمصي شخصية ابو حامد الغزالي بقولك لا مشاحة في الاصطلاح ، وكيف لا يكون هناك مشاحة ونحن نختلف مع بعض علي طول الخط ؟حتى يلتقي الحوار على مورد واحد أجد أننا حتى الآن لم نجب على القضية الرئيسية وهي مالذي قدمه الجابري للفكر العربي أو الفكر الإسلامي سواء على صعيد الفلسفة أو على صعيد الدراسات القرآنية؟ وما زلت مصرة أن أعرف دليل هذه الدعوى التي أطلقتها أنت.
-نحن متفقان في نقطة توظيف الجابري لمنهج فوكو لكن أنت تسميه توظيفاً باعتبار الناحية الإجرائية وأنا أسميه مسخاً مشوهاً باعتبار ماآل إليه الأمر أي باعتبار النتائج ولا مشاحة في الاصطلاح بيني وبينك، فانعدام المجانسة بين المنهج والموضوع أدت إلى هذا المسخ المشوه فمنهج فوكو لا يصلح لدراسة النظام المعرفي الإسلامي.
-لك تأجيل النقاش حول أركون.
-إلحاد الفلسفة الغربية من البديهيات وأنا لن أدلل على البديهيات مرة أخرى فهذه مثلبة وسيئة في حق طالب العلم.
-أما عن قول الجابري الذي قال أنك لن تفهمه إلا بفهم منهجه، والذي باعترافك هومنهج فوكو مضافاً له غيره فأنا عندي نص الجابري ولعله من كتاب (نحن والتراث) إن لم أكن مخطئة، وإليك قوله حرفياً:" المنهج يصدر عن رؤية ....والوعي بأبعاد الرؤية ضروري لاستعمال المنهج استعمالاً سليماً ومثمراً.....فالرؤية تؤطر المنهج وتحدد له أفقه وأبعاده" ومعنى قول الجابري أن كل منهج يعتمد على العمود الفلسفي المتحيز لجوهر نشأته، وكل من يتصدى لدراسة منهج أو يستخدمه إجرائياً أن يضع نصب عينيه الإرث المعرفي الذي نشأ منه ذلك المنهج، فالمنهج هو تأسيس مرئي لرؤية معرفية لا مرئية تقبع خلفه، الذي فعله الجابري أنه استخدم منهج فوكو بعد تفريغه من طاقته الإجرائية باستبعاده الفلسفة الإلحادية المتخفية وراء المنهج وطبقه على التراث الإسلامي بل دفعت به الجرأة أن يطبق منهج هذه الفلسفة الإلحادية على كتاب الله.
إذا أردت لهذا النقاش أن يستمر ويثمر وكنت طالب حق دلل على دعواك قبل نقض كلامي وهات لي ما أضافه الجابري للفكر الإسلامي.
لا أريد بذل أي جهد من أجلك للتدليل علي ما قدمه الجابري للفكر الأسلامي أو للفلسفة