نور الدين قوطيط
New member
من الشبهات التي تثار حول النبي صلى الله عليه و سلم , شبهة : الجنس , تقول الشبهة أن النبي صلى الله عليه و سلم - حاشاه - كان جنسيا و عارم الشهوة , و لذلك عدد النساء , و بهذا ينفون نبوته و ينتقصون مقامه .. و في المقابل يجئ الإخوة و الأخوات بالرد على هذا التهافت بالقول بأنه صلى الله عليه و سلم كان اطهر من هذا و آية ذلك , أنه صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكرا غير السيدة عائشة رضي الله عنها ,بل و أنه تزوج و هو في عنفوان الشباب حيث تكون الشهوة في اوج عرامتها بامرأة تكبره بخمس عشرة سنة و هي السيدة خديجة رضي الله عنها , و يضيفون ان الزواج باكثر من واحدة و اكثر من اربعة كما شرع الاسلام كان وراءه دوافع سياسية من جهة اي تأليف القبائل و دوافع عرفان و امتنان كما حدث مع صاحبيه ابي بكر و عمر رضي الله عنه و قد يستدلون بزهده و قوة رغبته في الاخرة و تساميه عن الدنيا و زينتها .. ثم يكتفون بهذا .
و نحن نجمل القول حول هذه الشبهة المتداعية في التالي :
1/ هذه الشبهة - افتراضا أنها منبعثة عن صدق رأي و ليس عن سوء نية - منبثقة عن الفكر المسيحي الرهباني الممزوج بالفكر المتفلسف الوثني الإشراقي القديم و المتصور حياة الإنسان الفاضل هو الإنسان المتشبه بالإله و بالتالي البعيد عن الشهوة الجنسية انقطاعا للتعبد و التبتل و طلبا للتزكي و التسامي, و من ثم أسقط المسيحيون هذه الصورة المنبثقة عن فكرهم المختلط بالفلسفات القديمة و حياة الرهبان في تاريخهم على النبي صلى الله عليه و سلم .. و كذلك الرد عليهم من قِبل الإخوة و الأخوات أكاد أشم منه و لو من بعيد تلك الصورة التي رسمها الفكر الصوفي في الخيال الإسلامي و هي : الإرتقاء و التسامي الروحي يعني بالضرورة البعد ما أمكن عن الحياة الجنسية و قد كان من تعاليم الصوفية : لا للزواج , و من تزوج فقد تبطل و لن يصل إلى مراده في الطريق .. هذه الصورة في الفكر الرهباني و الفكر الصوفي ناتجة عن وهم الخيال و ليس عن منطق الفطرة و حقائق العقل , كما سيتضح لاحقا .
2/ الإنسان خلق عجيب , فيه طاقات سامية جدا و طاقات منحطة جدا من حيث النظر الفاصل بينهما , و هو بتينك الطاقتين فقط يمكنه أن يحقق معنى إنسانيته في بُعدها الكلي الفاضل , على أن الحقيقة أن هاتين الطاقتين المشكلتين لحقيقة الوجود الإنساني تختلف من شخص لآخر من حيث الظهور و البروز .. فهناك حالاتان لهما : * التعادل , أي تكون كلتا الطاقتين متعادلة مع الأخرى في نفس صاحبها و هذا هو الإنسان الكامل .. اي لديه قدرة عظيمة على الرنو إلى جهة السماء بعقله و روحه و تأملاته في نفس الوقت الذي يستطيع التفاعل مع الأرض و دوافع الجسد فلا يصده هذا عن ذاك و لا ذاك عن ذا * التجاذب , أي وقوع التدافع بينهما مهما غلبت احداهما كان الحكم لها و هكذا يتراوح هذا الشخص بينهما .. و لما كان الإسلام إنما غايته هي تثوير معاني الإنسانية كأقصى ما يمكن في الإنسان , ما زال يحض اتباعه على الدنو من مستوى التعادل في طاقات الروح و طاقات الجسد حتى يستطيع ممارسة مهمته في الحياة كأحسن ما يكون .. و لهذا كان الأنبياء و الصالحون أعظم الناس اشراقا في النفس و صفاء في العقل و احسانا للتعامل مع دوافع الجسد و رغائبه . لاجل تعادل القوتين فيهم .
3/ ممارسة الجنس ليست عيبا و لا نقصية في حد ذاتها , و من ثم ليس يضير لا نبي الإسلام صلى الله عليه و سلم و لا غيره من الأناسي أن يمارس الجنس بكثرة .. إنما الضير كل الضير هو الانشغال به عن معاني النفس الأخرى و متطلبات الإجتماع أي عن حقائق مهمة هذا الإنسان في الحياة .. فالجنس غريزة من الغرائز المكونة للشخصية الإنسانية مثل الاكل و الشرب و النوم , فكما أنا لا يمكننا رمي الشخص الذي ياكل و يشرب بحسب ما تقتضيه طاقته الجسمية و طبيعة حركته في الحياة بالعيب و النقصية , فكذلك ليس يمكننا رمي الممارس لغريزة الجنس بحسب ما تقتضيه قدرته الجنسية قوة و ضعفا . و على اساس هذا نقول : مارس النبي صلى الله عليه و سلم الجنس و استجاب لغريزته و دوافعه , و لكن : هل فرط - حاشاه صلى الله عليه و سلم - في شئ من معاني النفس و أشواق الروح و متطلبات النبوة في نظام الإجتماع ؟؟ إن قلنا : لا , فلم العيب اذن و اتهامه صلى الله عليه و سلم - و ليس أهلا للتهمة - بالعرامة الجنسية بُغية التنقص من قدره و جلال منزلته ؟؟ و ان قلنا : نعم , فأين الدليل على هذا التفريط ؟؟
4/ عندما ننظر في فوائد الجنس كما يذكرها العلم المعاصر , تنتفي هذه التهمة المتهافتة , فاليوم يقولون للجنس فوائد منها :
1/ الجنس علاج للأرق ليلا فالجماع أحسن قرص منوم .
2 / الجنس يهدأ القلق و يخفف الإحباط .
3 / النشوة الجنسية أحسن علاج للاكتئاب النفسي وأفضل وسيلة للاستمتاع بالحياة .
4 / الجنس يخفف إضطرابات الحيض ويخفف آلام وعسر الطمث ( طبعا يكون في وقت طهر الزوجة ولكن أثره يبقى ) .
5 / الجنس المنتظم يساعد على تألق البشرة ونضارتها .
6 / يمنع تساقط الشعر وتقصفه .
7 / الجماع المنتظم ينظم الدورة الشهرية ويفرز هرمون البرومسترون الذي يزيد من خصوبة الزوجة العاقر .
8 / يخفف الألم العضلي لأنه يؤدي للاسترخاء العضلي العميق .
9 / الأورجازم (قمة النشوة الجنسية) أحسن علاج لآلم الظهر والسبب أن ممارسة الجنس تتسبب في إفراز هرمون الأندرفين القاتل للألم أفضل من الأسبرين .
10 / ممارسة الجنس أحسن من ممارسة الرياضة أو الرجيم فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات .
11 / النشاط الجنسي يعزز وظائف جهاز المناعة مما يساعد على سرعة الشفاء من الأنفلونزة والنزلة البردية .
12 / يخفف معظم العلل السيكوسوماتية من الحموضة وعسر الهضم والتوتر والوساوس .
13 / يقوي الجهاز العضلي فهو يقي من هشاشة العظام في النساء بعد سن اليأس لأنه يساعد على إفراز هرمون الأستروجين .
14 / يؤخر الشيخوخة الشكلية لدى النساء بعد سن الأربعين .
15 / يساعد الجسم على إفراز هرمونات ومواد كيماوية مما يعزز خلايا T -cell المقاومة لسرطان الثدي والرحم .
16 / يخفف الأمراض الناتجة من التوتر كآلام الصداع والشقيقة وعسر الهضم وقرحة المعدة وآلام العنق ومشاكل الخصوبة وأمراض القلب لأنه يساعد على الاسترخاء العضلي والعصبي .
17 / الجنس يقوي التفكير الإبداعي فممارسة الجنس تحسر الهوة بين المخ الأيمن والأيسر مما يقوي ملكة التفكير الإبداعي .
و لا علينا أن تكون كل هذه " الفوائد " فوائد حقا و صدقا و لكن كثرة الدراسات المعاصرة حول فوائد الجنس توحي بأنه له فعلا فوائد شتى سواء على الصحية النفسية أم الصحية الجسدية .. و بقي أن نقول لما كانت للنبي صلى الله عليه و سلم دوافع معينة من كثرة الزواج كما قلنا آنفا كان لزاما أن تكون قوته الجنسية تضارع هذه الكثرة كيما يستطيع من اعفاف نسائه , و معلوم أنه ليس يعزز شعور المرأة بقيمتها كأنثى و يتفتق فيها معاني الإنسانية أكثر و أعظم من إعفافها إن من حيث الجنس و إن من حيث الشعور , و كيف لا ؟ و النبي صلى الله عليه و سلم نفسه يقول : خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي , و الخيرية هنا تشمل الجانب المادي ( من ضمنه الجنس) و المعنوي (الشعور) .
و الله تعالى أعلم .
و نحن نجمل القول حول هذه الشبهة المتداعية في التالي :
1/ هذه الشبهة - افتراضا أنها منبعثة عن صدق رأي و ليس عن سوء نية - منبثقة عن الفكر المسيحي الرهباني الممزوج بالفكر المتفلسف الوثني الإشراقي القديم و المتصور حياة الإنسان الفاضل هو الإنسان المتشبه بالإله و بالتالي البعيد عن الشهوة الجنسية انقطاعا للتعبد و التبتل و طلبا للتزكي و التسامي, و من ثم أسقط المسيحيون هذه الصورة المنبثقة عن فكرهم المختلط بالفلسفات القديمة و حياة الرهبان في تاريخهم على النبي صلى الله عليه و سلم .. و كذلك الرد عليهم من قِبل الإخوة و الأخوات أكاد أشم منه و لو من بعيد تلك الصورة التي رسمها الفكر الصوفي في الخيال الإسلامي و هي : الإرتقاء و التسامي الروحي يعني بالضرورة البعد ما أمكن عن الحياة الجنسية و قد كان من تعاليم الصوفية : لا للزواج , و من تزوج فقد تبطل و لن يصل إلى مراده في الطريق .. هذه الصورة في الفكر الرهباني و الفكر الصوفي ناتجة عن وهم الخيال و ليس عن منطق الفطرة و حقائق العقل , كما سيتضح لاحقا .
2/ الإنسان خلق عجيب , فيه طاقات سامية جدا و طاقات منحطة جدا من حيث النظر الفاصل بينهما , و هو بتينك الطاقتين فقط يمكنه أن يحقق معنى إنسانيته في بُعدها الكلي الفاضل , على أن الحقيقة أن هاتين الطاقتين المشكلتين لحقيقة الوجود الإنساني تختلف من شخص لآخر من حيث الظهور و البروز .. فهناك حالاتان لهما : * التعادل , أي تكون كلتا الطاقتين متعادلة مع الأخرى في نفس صاحبها و هذا هو الإنسان الكامل .. اي لديه قدرة عظيمة على الرنو إلى جهة السماء بعقله و روحه و تأملاته في نفس الوقت الذي يستطيع التفاعل مع الأرض و دوافع الجسد فلا يصده هذا عن ذاك و لا ذاك عن ذا * التجاذب , أي وقوع التدافع بينهما مهما غلبت احداهما كان الحكم لها و هكذا يتراوح هذا الشخص بينهما .. و لما كان الإسلام إنما غايته هي تثوير معاني الإنسانية كأقصى ما يمكن في الإنسان , ما زال يحض اتباعه على الدنو من مستوى التعادل في طاقات الروح و طاقات الجسد حتى يستطيع ممارسة مهمته في الحياة كأحسن ما يكون .. و لهذا كان الأنبياء و الصالحون أعظم الناس اشراقا في النفس و صفاء في العقل و احسانا للتعامل مع دوافع الجسد و رغائبه . لاجل تعادل القوتين فيهم .
3/ ممارسة الجنس ليست عيبا و لا نقصية في حد ذاتها , و من ثم ليس يضير لا نبي الإسلام صلى الله عليه و سلم و لا غيره من الأناسي أن يمارس الجنس بكثرة .. إنما الضير كل الضير هو الانشغال به عن معاني النفس الأخرى و متطلبات الإجتماع أي عن حقائق مهمة هذا الإنسان في الحياة .. فالجنس غريزة من الغرائز المكونة للشخصية الإنسانية مثل الاكل و الشرب و النوم , فكما أنا لا يمكننا رمي الشخص الذي ياكل و يشرب بحسب ما تقتضيه طاقته الجسمية و طبيعة حركته في الحياة بالعيب و النقصية , فكذلك ليس يمكننا رمي الممارس لغريزة الجنس بحسب ما تقتضيه قدرته الجنسية قوة و ضعفا . و على اساس هذا نقول : مارس النبي صلى الله عليه و سلم الجنس و استجاب لغريزته و دوافعه , و لكن : هل فرط - حاشاه صلى الله عليه و سلم - في شئ من معاني النفس و أشواق الروح و متطلبات النبوة في نظام الإجتماع ؟؟ إن قلنا : لا , فلم العيب اذن و اتهامه صلى الله عليه و سلم - و ليس أهلا للتهمة - بالعرامة الجنسية بُغية التنقص من قدره و جلال منزلته ؟؟ و ان قلنا : نعم , فأين الدليل على هذا التفريط ؟؟
4/ عندما ننظر في فوائد الجنس كما يذكرها العلم المعاصر , تنتفي هذه التهمة المتهافتة , فاليوم يقولون للجنس فوائد منها :
1/ الجنس علاج للأرق ليلا فالجماع أحسن قرص منوم .
2 / الجنس يهدأ القلق و يخفف الإحباط .
3 / النشوة الجنسية أحسن علاج للاكتئاب النفسي وأفضل وسيلة للاستمتاع بالحياة .
4 / الجنس يخفف إضطرابات الحيض ويخفف آلام وعسر الطمث ( طبعا يكون في وقت طهر الزوجة ولكن أثره يبقى ) .
5 / الجنس المنتظم يساعد على تألق البشرة ونضارتها .
6 / يمنع تساقط الشعر وتقصفه .
7 / الجماع المنتظم ينظم الدورة الشهرية ويفرز هرمون البرومسترون الذي يزيد من خصوبة الزوجة العاقر .
8 / يخفف الألم العضلي لأنه يؤدي للاسترخاء العضلي العميق .
9 / الأورجازم (قمة النشوة الجنسية) أحسن علاج لآلم الظهر والسبب أن ممارسة الجنس تتسبب في إفراز هرمون الأندرفين القاتل للألم أفضل من الأسبرين .
10 / ممارسة الجنس أحسن من ممارسة الرياضة أو الرجيم فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات .
11 / النشاط الجنسي يعزز وظائف جهاز المناعة مما يساعد على سرعة الشفاء من الأنفلونزة والنزلة البردية .
12 / يخفف معظم العلل السيكوسوماتية من الحموضة وعسر الهضم والتوتر والوساوس .
13 / يقوي الجهاز العضلي فهو يقي من هشاشة العظام في النساء بعد سن اليأس لأنه يساعد على إفراز هرمون الأستروجين .
14 / يؤخر الشيخوخة الشكلية لدى النساء بعد سن الأربعين .
15 / يساعد الجسم على إفراز هرمونات ومواد كيماوية مما يعزز خلايا T -cell المقاومة لسرطان الثدي والرحم .
16 / يخفف الأمراض الناتجة من التوتر كآلام الصداع والشقيقة وعسر الهضم وقرحة المعدة وآلام العنق ومشاكل الخصوبة وأمراض القلب لأنه يساعد على الاسترخاء العضلي والعصبي .
17 / الجنس يقوي التفكير الإبداعي فممارسة الجنس تحسر الهوة بين المخ الأيمن والأيسر مما يقوي ملكة التفكير الإبداعي .
و لا علينا أن تكون كل هذه " الفوائد " فوائد حقا و صدقا و لكن كثرة الدراسات المعاصرة حول فوائد الجنس توحي بأنه له فعلا فوائد شتى سواء على الصحية النفسية أم الصحية الجسدية .. و بقي أن نقول لما كانت للنبي صلى الله عليه و سلم دوافع معينة من كثرة الزواج كما قلنا آنفا كان لزاما أن تكون قوته الجنسية تضارع هذه الكثرة كيما يستطيع من اعفاف نسائه , و معلوم أنه ليس يعزز شعور المرأة بقيمتها كأنثى و يتفتق فيها معاني الإنسانية أكثر و أعظم من إعفافها إن من حيث الجنس و إن من حيث الشعور , و كيف لا ؟ و النبي صلى الله عليه و سلم نفسه يقول : خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي , و الخيرية هنا تشمل الجانب المادي ( من ضمنه الجنس) و المعنوي (الشعور) .
و الله تعالى أعلم .