شاهد على كسر الإعراب للمدح أو للذم

إنضم
25/06/2006
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

في احد المنتديات لمحاوره النصاري اتي احدهم بشبهه قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى) [المائدة: 69].

فتم الرد عليه كلاتي


----

الزعم بوجود أخطاء لغوية زعم متهافت مردود على صاحبه الذي قلت بضاعته من العلم وقل فهمه، فإنه من المعلوم أن الله تعالى قد تحدى قريشاً والعرب المعاندين للإسلام بأن يأتوا بمثله أو سورة أو عشر سور مثله.
ومع تحدي القرآن للعرب ووجود الدافع منهم للمعارضة والنقض والتشنيع، وانتفاء المانع ببلوغهم ذروة الفصاحة والبيان لم ينقل عن أحد منهم هذا الزعم الباطل، بل غاية ما قالوا هذا سحر مفترى (وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلماً وزوراً) [ الفرقان :4].
وقد أبان أهل العلم عن هذه الآية التي أشكلت على من قلت بضاعتهم في اللغة ، لأن جهابذة العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ما أثاروا هذا، فقالوا: إن قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى) [المائدة: 69].
قال الخليل وسيبوبه : الرفع محمول على التقديم والتأخير، والتقدير إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك وأنشد سيبويه وهو نظيره:
وإلا فاعلموا أنَّا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق
وقال ضابىء البرجمي:
فمن يك أمس بالمدينة رحله فإني وقيــار بهــا لغريب
وقيل: إن "الصابئون" معطوف على المضمر في " هادوا " في قول الكسائي.
وقيل: إنَّ بمعنى نعم، فالصابئون مرتفع بالابتداء وحذف الخبر لدلالة الثاني عليه، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام وانقضاء الاسم والخبر .
قال قيس الرقيات:
بكر العواذل في الصباح يلمـننـي وألــومـهنــــه
ويقلـــن شيــب قــد عـلا ك وقد كبرت فلقت إنـــه
قال الأخفش: إنه بمعنى: نعم. وهذه الهاء أدخلت للسكت ، ومما تقدم يتبين لك أيها السائل الكريم جور هذه الشبهات وتهافتها ، وبالجملة فيمكنك مراجعة كتب التفسير، وكتب إعراب القرآن عند هذه الآيات ففيها كفاية لمن أراد معرفة الحق والوقوف عنده،

سبق ذكره فى سورة المائدة يسمى فى علم الإعراب "كسر الاعراب".
وكسر الاعراب لا يكون إلا لإضافة معنى جديد حتى ينبه السامع أن هناك علة يجب أن يفطن إليها وكسر الإعراب لا يكون إلا من بليغ وإلا لثار الأعراب إذا سمعوه كما ثار الأعرابى على الخليفة أبى جعفر المنصور حين صعد على المنبر وخطب ولحن فى الإعراب

والله أعلم .


ثم انه طلب شاهدا نحويا على كسر الأعراب من كلام العرب


فهل من مثال او شاهد علي ذلك ؟

جزاكم الله خير
 
[align=right]
رأي ابن هشام اللغوي النحوي ، في كتابه :
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ؛ وذلك في إعراب مثل هذه الآية :


والثانية: إن زيداً قائم وعمرو إذا قدرت عمراً معطوفاً على المحل، لا مبتدأ، وأجاز هذه بعضُ البصريين، لأنهم لم يشترطوا المحرز، وإنما منعوا الأولى لمانع آخر، وهو توارد عاملين: إنّ والابتداء على معمولٍ واحد وهو الخبر، وأجازهما الكوفيون، لأنهم لا يشترطون المحرز، ولأن إن لم تعمل عندهم في الخبر شيئاً، بل هو مرفوع بما كان مرفوعاً به قبل دخولها، ولكن شرط الفراء لصحة الرفع قبل مجيء الخبر خفاء إعراب الاسم، لئلا يتنافر اللفظ، ولم يشترطه الكسائي، كما أنه ليس بشرط بالاتفاق في سائر مواضع العطف على اللفظ، وحجتهما قولُه تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابئون) الآية، وقولهم إنك وزيد ذاهبان وأجيب عن الآية بأمرين: أحدهما: أن خبر إن محذوف، أي مأجورون أو آمنون أو فرحون، والصابئون مبتدأ، وما بعده الخبر، ويشهد له قوله:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خليليّ هل طِبٌّ، فإنّي وأنتُما = وإن لم تبوحا بالهوى دنفان !؟ [/poem]
ويضعفه أنه حذْف من الأول لدلالة الثاني، وإنما الكثير العكس، والثاني: أن الخبر المذكور لإن وخبر (الصابئون) محذوف، أي كذلك، ويشهد له قوله:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/24.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فمن يكُ أمسى بالمدينة رحلُهُ = فإني وقيارٌ بها لـغـريبُ [/poem]
إذ لا تدخل اللام في خبر المبتدأ حتى يقدم نحو لقائم زيد ويضعفه تقديم الجملة المعطوفة على بعض الجملة المعطوف عليها.
وعن المثال بأمرين أحدهما: أنه عطف على توهم عدم ذكر إن. والثاني: أنه تابع لمبتدأ محذوف، أي إنك أنت وزيد ذاهبان وعليهما خرج قولهم إنهم أجمعون ذاهبون ...
[/align]
 
[align=right]
وثمة رأي ساقه صاحب كتاب :
خزانة الأدب ( والخزانة خزانتنا ) العلامة الفهامة عبد القادر البغدادي :


{وأنشد بعده :
الشاهد الرابع والخمسون بعد الثمانمائة :
وهو من شواهد سيبويه:

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإني وقيار بها لـغـريب [/poem]
على أن قوله: "قيار" مبتدأ: حذف خبره، والجملة اعتراضية بين اسم إن وخبرها، والتقدير: فإني وقيار بها كذلك لغريب.
وإنما لم يجعل الخبر لقيار ويكون خبر إن محذوفاً، لأن اللام لا تدخل في خبر المبتدأ حتى يقدم، نحو: لقائم زيد. وكذلك الصابئون في الآية مبتدأ خبره محذوف، الجملة اعتراض، كذلك كما قرره الشارح.
وهذا تخريج له خلاف مذهب سيبويه، فإن الجملة عنده في نية التأخير، وهي معطوفة لا معترضة، كما تقدم نصه وإيضاحه في كلام الكشاف. وكأنه عدل عنه، لئلا يلزم تقديم الجملة المعطوفة على بعض الجملة المعطوف عليها،
كما أورده عليه ابن هشام في المغني.
وجوز السيرافي أن يكون الخبر للصائبين ويكون خبر إن محذوفاً كما تقدم عنه. وأورد عليه أيضاً ابن هشام بأن فيه الحذف من الأول لدلالة الثاني، وإنما الكثير العكس.
وذهب الفراء إلى أن الصابئون معطوف على اسم إن فيشاركه في الخبر، فهو من عطف مفرد على مفرد، وهذا نصه في تفسير الآية، وقال: وأما الصابئون فإن رفعه على أن عطف على الذين، والذين حرف على جهة واحدة في رفعه ونصبه وخفضه، فلما كان إعرابه واحداً، وكان نصب إن ضعيفاً، وضعفه أنه يقع على الاسم ولا يقع على خبره، جاز رفع الصابئين.
ولا أستحب أن أقول: إن عبد الله وزيد قائمان، لتبين الإعراب في عبد الله. وقد كان الكسائي يجيزه لضعف .
وقد أنشدوا هذا البيت رفعاً ونصباً:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/24.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإني وقياراً بها لـغـريب [/poem]
و ""قيار". وليس هذا بحجة للكسائي في إجازته: إن عمراً وزيد قائمان، لأن قياراً قد عطف على اسم مكني عنه، والمكني لا إعراب له، فسهل ذلك كما سهل في الذين إذا عطفت عليه الصابئون.
وهذا أقوى في الجواز من الصابئون، لأن المكني لا يتبين فيه الرفع في حال.
والذين قد يقال اللذون فيرفع في حال.
وأنشدني:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/24.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإلا فاعلموا أنا وأنتـم = بغاة ما حيينا في شقاق [/poem]
وقال آخر:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ليتني وأنت يا لميس = ببلد ليس بـه أنـيس [/poem]
وأنشدني بعضهم:
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ليتني وهما نخلو بـمـنـزلة = حتى يرى بعضنا بعضاً ونأتلف [/poem]
قال الكسائي: نرفع الصابئون على إتباعه الاسم الذي في هادوا، ونجعله من قوله: "إنا هدنا إليك"، لا من اليهودية.
وجاء التفسير بغير ذلك، لأنه وصف الذين آمنوا بأفواههم، ولم تؤمن قلوبهم، ثم ذكر اليهود والنصارى، فقال: من آمن منهم فله كذا، فجعلهم يهوداً ونصارى. انتهى كلام الفراء.

قال الزجاج في تفسير الآية بعد أن نقل مذهب الكسائي والفراء: هذا التفسير إقدام عظيم على كتاب الله، وذلك أنهم زعموا أن نصب إن ضعيف، لأنها إنما تغير الاسم، ولا تغير الخبر.
وهذا غلط لأن إن قد عملت عملين: الرفع والنصب، وليس في العربية ناصب ليس معه مرفوع، لأن كل منصوب مشبه بالمفعول، والمفعول لا يكون بغير فاعل إلا فيما لم يسم فاعله.
وكيف يكون نصب إن ضعيفاً، وهي تتخطى الظروف فتنصب ما بعدها، نحو: "إن فيها قوماً جبارين"، ونصب إن من أقوى المنصوبات.
وقال الكسائي: الصابئون نسق على ما في هادوا، كأنه قال: هادوا هم والصابئون.
وهذا القول خطأ من جهتين:
إحداهما:
أن الصابئ لا يشارك اليهودي في اليهودية. وإن ذكر أن هادوا في معنى تابوا فهذا خطأ في هذا الموضع أيضاً، لأن معنى الذين آمنوا هاهنا، إنما هو إيمان بأفواههم؛ لأنه يعنى به المنافقون.
وقال سيبويه والخليل وجميع البصريين: إن الصابئين محمول على التأخير ومرفوع بالابتداء، المعنى: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم، والصابئون والنصارى كذلك أيضاً.
وأنشدوا في ذلك قول الشاعر:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم البيت ...
المعنى:
أنا بغاة، وأنتم أيضاً كذلك.

وزعم سيبويه أن قوماً من العرب يغلطون فيقولون:
إنهم أجمعون ذاهبون، وإنك وزيد ذاهبان. فجعل سيبويه هذا غلطاً، وجعله كقول الشاعر: بدا لي أني لست مدرك ما مضى ولا سابق شيئاً إذا كـان جـائيا
انتهى كلام الزجاج.
ومراد سيبويه بالغلط، توهم عدم ذكر إن، لا حقيقة الغلط. كيف وهو القائل إن العرب لا تطاوعهم ألسنتهم في اللحن والخطأ، كما نقل عنه في المسألة الزنبورية.
قال الشاطبي في شرح الألفية: يعني سيبويه أنهم توهموا أن ليس ثم إن، حتى كأنهم قالوا: هم أجمعون ذاهبون، وأنت وزيد ذاهبان. وأنس بهذا عدم ظهور الإعراب في اسم إن في الموضعين.
والدليل على صحة هذا أنه لم يجيء فيما ظهر فيه الإعراب، نحو: إن زيداً وعمرو قائمان، إذ لو كان الرفع على غير التوهم، لكان خليقاً أن يجيء مع ظهوره. فلما لم يكن كذلك دل على أنهم اعتقدوا أن المنصوب مرفوع، فعطفوا على اللفظ كما قال الشاعر: "ولا سابق شيئاً" بالخفض، متوهماً أنه قال: لست بمدرك ما مضى، فلذلك جعله سيبويه من باب الغلط. والله أعلم. انتهى.
وكذا في المغني لابن هشام قال: أجيب عنه بأمرين:
أحدهما:
أنه عطف على توهم عدم ذكر إن.

والثاني:
أنه تابع لمبتدأ محذوف، أي: إنك أنت وزيد ذاهبان. وعليهما خرج قولهم: إنهم أجمعون ذاهبون. انتهى.
وفي أمالي الزجاجي الصغرى:
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبري، قال: أخبرنا أبو عثمان المازني، قال: قرأ محمد بن سليمان الهاشمي، وهو أمير البصرة، على المنبر: "إن الله وملائكته يصلون على النبي"، بالرفع، فعلم أنه قد لحن، فبعث إلى النحويين، وقال لهم: خرجوا له وجها. فقالوا: نعطف به على موضع إن، لأنها داخلة على المبتدأ والخبر. فأحسن صلتهم ولم يرجع عنها، لئلا يقال: لحن الأمير.
وأخبرنا أبو إسحاق الزجاج، قال: أخبرنا أبو العباس المبرد عن المازني، قال: حدثني الأخفش، قال: كان أمير في البصرة يقرأ على المنبر:
"إن الله وملائكته يصلون على النبي"، بالرفع، فصرت إليه ناصحاً له، ومنبهاً، فتهددني، وأوعدني وقال: تلحنون أمراءكم ثم عزل وتقلد محمد بن سليمان الهاشمي، فكأنه تلقنها من في المعزول، فقلت: هذا هاشمي نصيحته واجبة، فجبنت عنه، وخشيت أن يتلقاني بمثل ما تلقاني به الأول.
ثم حملت على نفسي فأتيته، فإذا هو في غرفة له، وعنده أخوه، والغلمان على رأسه، فقلت: هذا. وأومأت إلى أخيه، فنهض أخوه وتفرق الغلمان، فقلت:
أصلح الله الأمير، أنتم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة والفصاحة وتقرأ:
"إن الله وملائكته" بالرفع، وهو لحن ولا وجه له! فقال: جزاك الله خيراً، قد نبهت ونصحت، فانصرف مشكوراً.
فانصرفت فلما صرت في نصف الدرجة إذا قائل يقول لي: قف. فوقفت وخفت أن يكون أخوه أغراه بي، فإذا بغلة سفواء وغلام وبدرة، وتخت ثياب، وقائل يقول: هذا لك، قد أمر به الأمير. فانصرفت مغتبطاً. انتهى كلامه ...}.
[/align]
 
لقد عنيت بهذا الموضوع وكان فصلا من فصول أطروحتي للدكتوراه وتناولت فيه أنواع كسر الإعراب بشواهده المختلفة في القرآن بقرآته المختلفة وفي الشعر

ولعلي بمشيئة الله عز وجل أعرض له مفصلا في المنتدى في موضوع لاحق ضمن تحولات الاعراب في السياق القرآني
 
عودة
أعلى