شاهد اللقاء 29 لمركز تفسير (لغة العرب أساس فهم القرآن) د.مساعد الطيار

مركز تفسير

مركز تفسير للدراسات القرآنية
إنضم
30/03/2004
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض


رابط اللقاء (يوتيوب) على قناة مركز تفسير
لقاء أهل التفسير - اللقاء (29) لغة العرب أساس فهم القرآن الكريم - مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار | مركز تفسير للدراسات القرآنية

تقرير اللقاء:
أقام مركز تفسير للدراسات القرآنية مساء الثلاثاء الموافق 25 ذو القعدة 1434هـ بمدينة الرياض اللقاء 29 من لقاءاته الشهرية بعنوان: "لغة العرب أساس فهم القرآن" لفضيلة الشيخ/ د.مساعد الطيار.
افتتح اللقاء فضيلة د. عبد الرحمن الشهري المشرف العام على مركز تفسير بكلمة ترحيبية تلى فيها نبذة من سيرة د.مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود, وعرج على أهم مؤلفاته, ورسالتيه في الماجستير والدكتوراه.
أعقب ذلك تحدث فضيلة د.مساعد عن أهمية الموضوع, وذَكَّر بأهمية التاريخ والمنهج في قضية التطرق إلى اللغة، سواء من حيث كونها لغة، أو من حيث كونها مصدرا للتفسير, فمن الناحية التاريخية، يعتبر نزول القرآن تثبيتاً للهجة من لهجات العرب، ودارت اللهجات الأخرى حولها، وتُركت لهجات متعددة لم يرصدها علماء اللغة, وهذا يعنى أنه لو لم ينزل القرآن بلسان عربي مبين لما كانت لغة العرب ستبقى إلى وقتنا الحاضر.
وأشار فضيلته إلى أربعة مصادر يرجُع إليها حال التفسير وهي: القرآن, والسنة, واللغة, وأحوال النزول, وأكد أن الذي يحتل المرتبة الأولى في تلك المصادر هي اللغة، ثم أحوال النزول, فالسنة ثم القرآن ذاته, وأبان أن قيمة المصدر اللغوي هو في كونه يحدد الدلالة المرادة حتى لا يبقى النص مفتوحا لكل احتمال لغوي.
وعن سؤال محتمل وهو: كيف نرتب الدليل من جهة اللغة؟ قال فضيلته: إن هذا الطرح يُفضي بنا إلى أساسين هما: الأول: النظر في المفردة القرآنية هل هي أثرية بحتة؟، فإن كان لها معنى واحد في اللغة فليس هناك مجال لدخول العقل فيها, وإن كان لها أكثر من مدلول فيمكن ادخال العقل للتأكد من كون الآية تحتمل هذه المدلولات, والأساس الثاني: أن المرجع لنا في علوم القرآن هم: الصحابة والتابعون وأتباعهم.
وبين الشيخ أن أقوال اللغويين أقل مرتبة من أقوال السلف وذلك لسببين: أن مصادر المفسرين أوسع من مصادر اللغويين, وأن اللغويين كانوا يحكون الأقوال وكانوا يساوون من يحكيها من السلف, فإذا حدث اختلاف في التفسير بين اللغويين وأقوال أهل السلف فمن جهة النظر المنهجي والعقلي يقدم تفسير السلف رغم أن اللغويين أهل اختصاص.
وعن الذي يحتاجه المفسر في لغة العرب؟ قال فضيلته: يحتاج المفسر من اللغة معرفة الاشتقاق، والمشترك اللغوي، والترادف مع الفروق بين المترادفات، والتضمين، والحقيقة والمجاز، والمعرب، والمعنى السياقي.
هذا وقد شهد اللقاء حضورا كثيفا, وقد أجاب فضيلة د.مساعد الطيار على أسئلة الحضور في نهايته.
 
بداية موفقة للقاءات العلميَّة لهذا العام الجامعي الجديد 1434/1435هـ ، وأرجو أن يفيدنا د. مساعد الطيار بجديده في موضوع بحثه للدكتوراه (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) وما استجدَّ لديه في هذا الموضوع منذ قدمه للدكتوراه حتى اليوم .
وهذه نصيحة لنفسي ولزملائي الباحثين في كل التخصصات بأنه ينبغي عليهم - أدبياً - أن يتابعوا ما يستجد في موضوعات بحوثهم حتى يكونوا مراجع للباحثين في موضوعاتهم ، ولا يمنع أن يصدروا بحوثاً ودراسات مكملة لبحوثهم الأصليَّة تكون مراجع للبحث العلمي في الجوانب التي تفرغوا لبحثها والتعمق في جزئياتها ، وبهذا تتجدد المعرفة ، وتؤدي الأجيالُ حق العلمِ للأجيال اللاحقة .
 
هذا موضوع مهم مثل الشيخ الجليل د.مساعد الطيار من خير من يضع فيه النقاط على الحروف؛ فهو مختص به دراسة وبحثًا، وما أحسن بحثه القيم "التفسير اللغوي في القرآن"، فمثله يتناوله عن مكابدة ومعالجة، نفع الله به وبارك في جهوده وفتح عليه في هذا الموضوع ما يروي به الظمأ ويشفي به الداء ويسد به الخلل.
وثمة تساؤلات أطرحها بين يدي الشيخ، ولا أظنها إلا حاضرة لديه:
- ما اللغة التي يرجع إليها في فهم القرآن؟ وهل الاستقراء اللغوي فيه كفاية؟
- هل يمكن الاكتفاء بتفسير الصحابة والتابعين، وهم من أهل اللغة؟
- وهل ثمة حاجة إلى أن نخضع القرآن لنظرنا اللغوي بعد نظر الصحابة والتابعين؟ هل ثمة فجوات في التفسير تحتاج إلى نظرنا اللغوي؟
- ما وظيفة اللغة في الخلاف بين المفسرين من الصحابة ومن بعدهم؟
- القرآن الكريم خاطب كفار العرب، فكيف تلقوا خطابه وفهموه؟ وهل توقف فهمهم له على بيان الرسول لهم؟
- ما يقال عن اللغة المفهومية ومراعاة "عرف القرآن ومعهوده في الاستعمال" هل هو على إطلاقه؟ وكيف تلقى الصحابة والعرب القرآن وفهموه وهو ينزل شيئًا فشيئًا ولم يكتمل بعد "عرف القرآن"؟
- ما أثر الاختلاف في بعض قضايا اللغة (التضمين، الاشتراك، المجاز...) في فهم القرآن الكريم؟
- ما أثر الاختلاف النحوي وفي إعراب القرآن في فهمه؟
- ماذا عن المناهج اللغوية المعاصرة، هل لها مدخل في فهم القرآن الكريم؟
هذه تساؤلات من باب (العصف!)، لا التحرير، وأثبت بعضها مع عدم تحريرها لأنها قد تحرك الأذهان وتفتح تساؤلات أخرى تثري الموضوع، وتفتح آفاقًا من البحث لدى الشيخ وفقه الله.
والشكر موصول للأحبة في مركز تفسير وعلى رأسهم الأخ العزيز د.عبدالرحمن الشهري.
 
سأحاول أن أتطرق إلى الخطوط العريضة التي تناولها الدكتور مساعد الطيار في هذا اللقاء الشهري الأول في العام الدراسي الحالي .
ذَكَّر المحاضر بأهمية التاريخ والمنهج في قضية التطرق إلى اللغة ، سواء من حيث كونها لغة ، أو من حيث كونها مصدرا للتفسير .
فمن الناحية التاريخية ، يعتبر نزول القرآن تثبيتاً للهجة من لهجات العرب ، ودارت اللهجات الأخرى حولها ، وتُركت لهجات متعددة لم يرصدها علماء اللغة . وهذا يعنى أنه لو لم ينزل القرآن ، فإنه لا يظن بأن لغة العرب التي كانوا يتكلون بها في ذلك الزمن ستبقى إلى الآن .
وإذا كان القرآن يشير إلى عربيته من خلال نصوصه المحدودة والمعروفة . وهو حجة بذاته على عربيته ، ويحق لنا أن نحتج به على غيرنا لأنهم يحتجون به علينا ، فإنه لا يمكن أن يفهم القرآن بغير لغة العرب .
كما أنه أشار إلى المصادر التي يرجُع إليها حال التفسير ، وأكد أن الذي يحتل المرتبة الأولى في تلك المصادر هو اللغة ، لأن أول من فسر القرآن بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هم الصحابة رضوان الله عليهم ، وتفسيرهم كان مستندا إلى اللغة العربية . وقيمة المصادر مع اللغة هي أنها تحدد الدلالة المرادة ، حتى لا يبقى النص القرآني مفتوحا لكل احتمال لغوي.
ومن الناحية المنهجية هناك سؤال ذو أهمية في علوم القرآن ، وهو : كيف نرتب الدليل من جهة اللغة ؟ هذا الطرح يُفضي بنا إلى أساسين هما :
الأساس الأول : هو النظر في المفردة القرآنية هل هي أثرية بحتة ، أم لها معنى واحد في اللغة . وفي هذه الحالة ليس هناك أي مجال للعقل للدخول فيها . أم أنها عقلية ، لها أكثر من مدلول . والآية تحتمل هذه المدلولات .
الأساس الثاني : أن المرجع لنا في علوم القرآن هم : الصحابة والتابعون وأتباعهم .
أما من حيث الموازنة بين أقوال السلف وأقوال اللغويين فيتبين أن أقوال اللغويين أقل مرتبة من جهتين :
الأولى : أن اللغويين كانوا يحكون الأقوال وكانوا يساوون من يحكيها من السلف .
الثانية : أن مصادر المفسرين أوسع من مصادر اللغويين .
هذا الاختلاف يؤدي إلى اختلاف المفردة بين ما هو لغوي وما هو قرآني عند بعض اللغويين ، حيث نجد عندهم النظر إلى المعنى اللغوي أسبق ، وقد أعطى أمثلة على ذلك .
و أكد أنه عند الاختلاف في التفسير بين اللغويين والسلف فمن جهة النظر المنهجي والعقلي ، يقدم تفسير السلف ـ رغم أن اللغويين أهل اختصاص ـ لأنهم إما أن يكونوا أصحاب لسان وإما أن يكونوا من نقلة هذا اللسان .
ومن البيان في المرجع في لسان العرب أيضا ، إذا ورد في تفسير السلف تفسير أوسع من المدلول اللغوي . فعلينا أن نضم ما جاء به السلف إلى التفسير .
كما تطرق إلى قضية التفسير بما لا تقتضيه لغة العرب ، وهي ظاهرة توجد في كل العصور . كالمصطلحات الباطنية أو الرموز أو أقوال الفلاسفة وغير ذلك ، وهي مسألة مردودة . وقد جاء بأمثلة على هذا النوع من التفسير .
وفي الأخير ختم السيد المحاضر بسؤال ما الذي يحتاجه المفسر في لغة العرب ، وقد ذكر أهمها ، وتنحصر في : معرفة الاشتقاق ، والمشترك اللغوي ، والترادف مع الفروق بين المترادفات ، والتضمين ، والحقيقة والمجاز ، والمعرب ، والمعنى السياقي . مع الإتيان بأمثلة توضح ذلك .
وإثر الانتهاء من المحاضرة فُتح باب النقاش .
وبطبيعة الحال التلخيص لا يغني عن السماع لهذه المحاضرة العلمية الممتعة .

والحمد لله رب العالمين
 
عودة
أعلى