مركز تفسير
مركز تفسير للدراسات القرآنية
استأنف مركز تفسير للدراسات القرآنية سلسلة لقاءاته العلمية الدورية بمدينة الرياض؛ حيث عقد لقاءه رقم (22) تحت عنوان: (نظرات لغوية في القرآن الكريم:تجارب وخبرات) وذلك في يوم الثلاثاء 28/ 12/ 1433ه بديوانية الأستاذ عبد الله الشدي بحي النفل, وكان ضيف اللقاء أ. د. صالح بن حسين العايد (أستاذ النحو بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام سابقاً).
قدم للقاء د. يوسف بن صالح العقيل (المذيع بإذاعة القرآن الكريم). وشهد اللقاء عدد كبير من الشخصيات العلمية والأكاديمية, وكان من أبرزهم د. مصطفى مسلم، د. زيد العيص، ود. عبدالله الرومي، ود. محمد الخضيري، د. ناصر المنيع، وغيرهم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وطلاب الدراسات العليا والباحثين والدعاة والمفكرين.
بدأ المقدم بالترحيب بالضيف، والتعريف به، مستعرضاً أهم المحطات في مشواره العلمي والعملي للمحاضر، ومنها مساهمات المحاضر في حقل التدريس الجامعي وإنشاء بعض الصروح الأكاديمية، بجانب المشاركة الفاعلة في ضروب العمل الخيري.
بعد ذلك تحدث أ. د. صالح بن حسين العايد، وبدأ بمقدمة ذكر فيها الأشياء التي يحتاجها الإنسان لأجل أن يتدبر كلام الله وأن يفتح الله عليه فيه، وركّز على جانبين مهتمين، هما: معرفة اللغة العربية وإتقانها اتقاناً تاماً، والذوق السليم الذي هو قدر زائد على مجرد تعلم اللغة العربية.
ثم شرع أ. د. صالح بن حسين العايد في مضمون المحاضرة والتي تناول فيها الحديث عن أربع قضايا أساسية كانت محل خلاف وجدل منذ القدم ولا يزال الخلاف فيها قائما، وهي: (الزيادة في القرآن الكريم، والترادف اللغوي، والمجاز، ونيابة الحروف عن بعضها).
وأعادَ أ. د. صالح بن حسين العايد سبب الخلاف إلى "عدم تحرير المصطلح" الأمر الذي لم يضبط هذا الباب، وإلا فلو ضُبط المصطلح لرفع الخلاف بين أهل العلم.
بعد ذلك شرع أ. د. صالح بن حسين العايد في دراسة وبيان كل قضية من تلك القضايا الأربع بشيء من التفصيل والمناقشة، فذكر:
1. الزيادة في القرآن: وعرف عند المفسرين بأن: (وجوده وعدمه سواء) أو: (ما لا تأثير له في الإعراب) واختلف أهل العلم في إثباته ونفيه إلى مذهبين، ففريقٌ ينفيه ومنهم: "المبرد، وثعلب، وابن السرّاج" وفريقٌ يثبته وهم "أكثر المفسرين والنحاة والفقهاء" وإن كَرِهَ اسمه بعضهم كابن هشام.
والتحقيقُ: أن الحروف الزوائد ليس وجودها وعدمها سواء، بل وجودها يزيد في المعنى، ومثال ذلك قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم). فزيادة (ما) هنا تضيف زيادة معنى وهو أنها رحمة عظيمة، وذكر نحو هذا المعنى الإمام الزركشي.
2. الترادف اللغوي: وعُرّف بأنه: "توالي الألفاظ المفردة الدالة على مسمى واحد باعتبار معنى واحد".
وقد ذكر المحاضر أن الترادف اختلف فيه العلماء، مبيناً أن التحقيق: أنه لا ترادف في القرآن؛ مشيراً إلى أن هناك فرقاً دقيقاً بين كل لفظين زُعم أنهما مترادفين، ومثال ذلك قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي). فهناك فرق دقيق بين الإكمال والإتمام، وهو أن الإتمام إنهاء الأصول فقط وأما الإكمال فهو إنهاء الأصول والفروع؛ ولذلك استخدم مع الدين الإكمال ومع النعمة الإتمام؛ لأن الدين كامل، كملت أصوله وفروعه فلا زيادة عليه، وأما النعمة ففيها مجال للزيادة، فالإكمال لا مزيد عليه، والإتمام يمكن أن يكون عليه مزيد.
3. النيابة في الحروف: لو قلتَ: نظرتُ في السماء، فإما أن نقولَ أن (في) بمعنى (إلى) من باب نيابة الحروف عن بعضها، أو نقول: مجيء (في) ضمن معنى النظر والتفكر والتأمل؛ فأضاف معنىً جديداً؛ ولذلك فالتحقيقُ أن نيابة الحروف في الصحيح ليس في الحروف وإنما في الفعل يتضمن معنى الفعلين: المعنى الأصل للفعل والمعنى الجديد الذي اكتسبه من هذا الحرف. مثال ذلك قوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) والرفث هو: مقدمات الجماع، ولا يقال رفث إلى زوجته وإنما مع زوجته؛ ولذلك فإننا نقول: ضمن الفعل رفث معنى مقدمات الجماع، والجماع نفسه.
4. المجاز: وعُرف بأنه: "صرف اللفظ عن معناه الأصلي إلى معناه المجازي لقرينة واضحة" وهو بهذا القيد "القرينة" لا إشكال فيه، وإنما الإشكال هو التعسف في استخدامه وعدم مراعاة قيوده، والذين شدّدوا على نفي المجاز شدّدوا بسبب عقدي؛ لأن الفرق المنحرفة استعملوا المجاز استعمالاً سيئاً انتصاراً لمذاهبهم وأقوالهم كالمعتزلة وغيرهم الذين عطّلوا الصفات بدعوى أنها مجازات.
هذه هي أبرز النقاط التي تناولها أ. د. صالح بن حسين العايد في محاضرته عن نظرات لغوية في القرآن الكريم.
وقبل أن يختم حديثه نوّه على نقطة مهمة وهي: أنه لا ينبغي أن نحكم حكماً عاماً في القرآن قبل الاستقراء التام الكامل لجميع جزئياته، ومثّل بما ذكره المفسرون من الفرق بين (أنزل) و(نزّل) بأن الأولى تأتي بمعنى التنجيم والثانية بمعنى دفعة واحدة، والحال أنه هناك آيات تدل على غير ذلك كقوله تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة) فمعنى (نُزّل) هنا غير ما ذكره المفسرون، فلابد من التحقيق من الاستقراء.
ثم ختم أ. د. صالح بن حسين العايد محاضرته بجملة من التوصيات والاقتراحات التي تساهم في تدبر القرآن الكريم وتذوّق معانيه ؛ فذكر منها:
1.التأكيد على العناية بهذا الجانب من القرآن الكريم.
2.جمع شتات هذا الموضوع من بطون الكتب والمقالات وتصنيفه في كتاب مستقل.
3.تبنّي المراكز المتخصصة في الدراسات القرآنية هذا المشروع وتقديمه للأمة.
عقب ذلك أتيح المجال لعدد من المداخلات والتساؤلات والتي أكدت على بعض النقاط التي أثارها المحاضر.
وفي الختام شكر أ. د. صالح بن حسين العايد مركز تفسير للدراسات القرآنية على إتاحة الفرصة له لإلقاء هذه المحاضرة، كما وجّه الشكر لصاحب الديوانية المضيف الأستاذ عبدالله الشدي وجميع الحضور.
فيما ختم اللقاء بتناول طعام العشاء.
قدم للقاء د. يوسف بن صالح العقيل (المذيع بإذاعة القرآن الكريم). وشهد اللقاء عدد كبير من الشخصيات العلمية والأكاديمية, وكان من أبرزهم د. مصطفى مسلم، د. زيد العيص، ود. عبدالله الرومي، ود. محمد الخضيري، د. ناصر المنيع، وغيرهم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات وطلاب الدراسات العليا والباحثين والدعاة والمفكرين.
بدأ المقدم بالترحيب بالضيف، والتعريف به، مستعرضاً أهم المحطات في مشواره العلمي والعملي للمحاضر، ومنها مساهمات المحاضر في حقل التدريس الجامعي وإنشاء بعض الصروح الأكاديمية، بجانب المشاركة الفاعلة في ضروب العمل الخيري.
بعد ذلك تحدث أ. د. صالح بن حسين العايد، وبدأ بمقدمة ذكر فيها الأشياء التي يحتاجها الإنسان لأجل أن يتدبر كلام الله وأن يفتح الله عليه فيه، وركّز على جانبين مهتمين، هما: معرفة اللغة العربية وإتقانها اتقاناً تاماً، والذوق السليم الذي هو قدر زائد على مجرد تعلم اللغة العربية.
ثم شرع أ. د. صالح بن حسين العايد في مضمون المحاضرة والتي تناول فيها الحديث عن أربع قضايا أساسية كانت محل خلاف وجدل منذ القدم ولا يزال الخلاف فيها قائما، وهي: (الزيادة في القرآن الكريم، والترادف اللغوي، والمجاز، ونيابة الحروف عن بعضها).
وأعادَ أ. د. صالح بن حسين العايد سبب الخلاف إلى "عدم تحرير المصطلح" الأمر الذي لم يضبط هذا الباب، وإلا فلو ضُبط المصطلح لرفع الخلاف بين أهل العلم.
بعد ذلك شرع أ. د. صالح بن حسين العايد في دراسة وبيان كل قضية من تلك القضايا الأربع بشيء من التفصيل والمناقشة، فذكر:
1. الزيادة في القرآن: وعرف عند المفسرين بأن: (وجوده وعدمه سواء) أو: (ما لا تأثير له في الإعراب) واختلف أهل العلم في إثباته ونفيه إلى مذهبين، ففريقٌ ينفيه ومنهم: "المبرد، وثعلب، وابن السرّاج" وفريقٌ يثبته وهم "أكثر المفسرين والنحاة والفقهاء" وإن كَرِهَ اسمه بعضهم كابن هشام.
والتحقيقُ: أن الحروف الزوائد ليس وجودها وعدمها سواء، بل وجودها يزيد في المعنى، ومثال ذلك قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم). فزيادة (ما) هنا تضيف زيادة معنى وهو أنها رحمة عظيمة، وذكر نحو هذا المعنى الإمام الزركشي.
2. الترادف اللغوي: وعُرّف بأنه: "توالي الألفاظ المفردة الدالة على مسمى واحد باعتبار معنى واحد".
وقد ذكر المحاضر أن الترادف اختلف فيه العلماء، مبيناً أن التحقيق: أنه لا ترادف في القرآن؛ مشيراً إلى أن هناك فرقاً دقيقاً بين كل لفظين زُعم أنهما مترادفين، ومثال ذلك قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي). فهناك فرق دقيق بين الإكمال والإتمام، وهو أن الإتمام إنهاء الأصول فقط وأما الإكمال فهو إنهاء الأصول والفروع؛ ولذلك استخدم مع الدين الإكمال ومع النعمة الإتمام؛ لأن الدين كامل، كملت أصوله وفروعه فلا زيادة عليه، وأما النعمة ففيها مجال للزيادة، فالإكمال لا مزيد عليه، والإتمام يمكن أن يكون عليه مزيد.
3. النيابة في الحروف: لو قلتَ: نظرتُ في السماء، فإما أن نقولَ أن (في) بمعنى (إلى) من باب نيابة الحروف عن بعضها، أو نقول: مجيء (في) ضمن معنى النظر والتفكر والتأمل؛ فأضاف معنىً جديداً؛ ولذلك فالتحقيقُ أن نيابة الحروف في الصحيح ليس في الحروف وإنما في الفعل يتضمن معنى الفعلين: المعنى الأصل للفعل والمعنى الجديد الذي اكتسبه من هذا الحرف. مثال ذلك قوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) والرفث هو: مقدمات الجماع، ولا يقال رفث إلى زوجته وإنما مع زوجته؛ ولذلك فإننا نقول: ضمن الفعل رفث معنى مقدمات الجماع، والجماع نفسه.
4. المجاز: وعُرف بأنه: "صرف اللفظ عن معناه الأصلي إلى معناه المجازي لقرينة واضحة" وهو بهذا القيد "القرينة" لا إشكال فيه، وإنما الإشكال هو التعسف في استخدامه وعدم مراعاة قيوده، والذين شدّدوا على نفي المجاز شدّدوا بسبب عقدي؛ لأن الفرق المنحرفة استعملوا المجاز استعمالاً سيئاً انتصاراً لمذاهبهم وأقوالهم كالمعتزلة وغيرهم الذين عطّلوا الصفات بدعوى أنها مجازات.
هذه هي أبرز النقاط التي تناولها أ. د. صالح بن حسين العايد في محاضرته عن نظرات لغوية في القرآن الكريم.
وقبل أن يختم حديثه نوّه على نقطة مهمة وهي: أنه لا ينبغي أن نحكم حكماً عاماً في القرآن قبل الاستقراء التام الكامل لجميع جزئياته، ومثّل بما ذكره المفسرون من الفرق بين (أنزل) و(نزّل) بأن الأولى تأتي بمعنى التنجيم والثانية بمعنى دفعة واحدة، والحال أنه هناك آيات تدل على غير ذلك كقوله تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة) فمعنى (نُزّل) هنا غير ما ذكره المفسرون، فلابد من التحقيق من الاستقراء.
ثم ختم أ. د. صالح بن حسين العايد محاضرته بجملة من التوصيات والاقتراحات التي تساهم في تدبر القرآن الكريم وتذوّق معانيه ؛ فذكر منها:
1.التأكيد على العناية بهذا الجانب من القرآن الكريم.
2.جمع شتات هذا الموضوع من بطون الكتب والمقالات وتصنيفه في كتاب مستقل.
3.تبنّي المراكز المتخصصة في الدراسات القرآنية هذا المشروع وتقديمه للأمة.
عقب ذلك أتيح المجال لعدد من المداخلات والتساؤلات والتي أكدت على بعض النقاط التي أثارها المحاضر.
وفي الختام شكر أ. د. صالح بن حسين العايد مركز تفسير للدراسات القرآنية على إتاحة الفرصة له لإلقاء هذه المحاضرة، كما وجّه الشكر لصاحب الديوانية المضيف الأستاذ عبدالله الشدي وجميع الحضور.
فيما ختم اللقاء بتناول طعام العشاء.