شارك في نقد كتاب ( جمع القرآن ) بقلم المنصر الكاثوليكي جون جلكرايست -الفصل الأول

إنضم
22/02/2004
المشاركات
324
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.geocities.com
ها هو الفصل الأول من الباب الأول للكتاب و هو لا بتضمن أي طعن ظاهر حسبما أرى . إذا رأيتم أن نتجاوز هذا الفصل سأقوم بوضع الفصل التالي فوراً بإذن الله . هل هناك ما يُستدرك على هذا الفصل ؟

[color=0066FF]1-تطور القرآن في عهد محمد

أي بحث في موضوع جمع القرآن يجب أن يبدأ بالنظر في مميزات الكتاب نفسه كما بلَّغه محمد إلى أصحابه. لم يُبَلَّغ القرآن أو يوحى كما يعتقد المسلمون مرة واحدة بل جاء على أجزاء خلال فترة من الزمن دامت 23 سنة امتدت منذ بدأ محمد يدعو للإسلام في مكة سنة 610 ميلادية إلى وفاته في المدينة المنورة سنة 632 ميلادية. ففي القرآن نفسه نجد : "قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا"(سورة الفرقان 25 الآية 32)

زيادة على هذا لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات حيث أنه حين بُدِءَ في جمعها على شكل سور لم يؤخد بعين الإعتبار لا الموضوع و لا التسلسل من حيث النزول. كل العلماء المسلمون يُقِرُّون بأن جل السور و على الخصوص الطويلة منها هي خليط من المقاطع التي ليست بالضرورة متصلة ببعضها البعض حسب التسلسل الزمني. مع مرور الوقت أصبح محمد يقول لكُتَّابه : "ضعوا أية كذا في موضع كذا" (السيوطي‚ الإتقان في علوم القرآن م 1 ص 135) و هكذا أصبحت تضاف إلى الأجزاء التي كانت مجموعة أنذاك مقاطع أخرى إلى أن تصبح سورة مكتملة. بعض هذه السور كانت لها أسماء في عهد محمد كما يتبين لنا من خلال الحديثين النبويين التاليين :

"من قرأ هاتين الأيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" (كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح البخاري حديث رقم 1341)

"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال" (نفس المرجع‚ حديث رقم 1342)

في الوقت ذاته هناك دلائل على وجود سُوَرٍ لم يعطها محمد أية أسماء. فسورة الإخلاص (رقم 112) على سبيل المثال لم يُسَمِّها محمدٌ على الرغم من أنه تكلم عنها مُطَوَّلا و ذكر أنها تساوي ثلث القرآن (الحديثين 1344 و 1346 من كتاب صلاة المسافرين‚ صحيح مسلم)

حين صارت الآيات القرآنية تتكاثر أصبح أصحاب محمد يكتبون بعضا منها و يحفظون البعض الآخر عن ظهر قلب. فمن الظاهر أن الحفظ كان يشكل الطريقة الرئيسية للحفاظ على نص القرآن لأن كلمة "قرآن" تعني "القرآءة" و لأن أول كلمة قال محمد أنها نزلت عليه حين حصلت له رؤيا جبريل في غار حراء كانت هي كلمة "إقرأ" (سورة 96 الآية 1 فكانت القراءة الشفهية ذات قيمة عالية و كانت جد متداولة بين الناس. مع كل هذا ففي القرآن نفسه ما يدل على أنه مُدَوَّنٌ كِتابيا كما تشهد الآية التالية :

"في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي كرام بررة" (سورة عبس 13-16)

هناك أيضا حجج على أن أجزاء من ما كان موجودا من القرآن في المرحلة المكية كتب آنذاك. هناك رواية تحكي أن عمر بن الخطاب حين كان لا يزال كافرا ضرب أخته في بيتها بمكة حين سمعها تقرأ بعض القرآن فلما رأى ما أصابها من الدم قال لها : "اعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم تقرؤون آنفا أنظر ما هذا الذي جاء به محمد" (سيرة بن هشام مجلد 2 صفحة 190) () و حين قرأ قسطا من سورة طه (السورة 20) التي كانت أخته و زوجها يقرآنها قرر الدخول في الإسلام. مع هذا يتضح لنا أن الحفظ كان هو المنهج السائد إلى حين وفاة محمد و كانت تعطى له أهمية أكبر. ففي الحديث النبوي ما يدل على أن جبريل كان يحقق و يراجع القرآن مع محمد كل سنة خلال شهر رمضان و في السنة الأخيرة راجعه معه مرتين. عن فاطمة ابنة محمد :

"أسر النبي صلعم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة و أنه عارضني العام مرتين و لا أراه إلا حضر أجلي " (صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 4612)

لقد كان بعض الصحابة المقربون من محمد يكرسون كل جهدهم لتعلم القرآن حفظا عن ظهر قلب. من بين هؤلاء نجد من الأنصار أبي بن كعب و معاذ بن جبل و زيد بن ثابت و أبو زيد و أبو الدرداء (صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 4620) بالإضافة إلى مجمع بن جارية الذي قيل أنه لم يحفظ إلا بضعة سور في حين كان عبد الله بن مسعود و هو من المهاجرين و من أوائل الصحابة يحفظ أزيد من تسعين سورة من بين السور المائة و أربعة عشر التي يحتويها القرآن و تعلم البقية من مجمع (بن سعد كتاب الطبقات الكبير مجلد 2) (1)

لا تتوفر لدينا أية معلومات كافية عن مقدار ما تمت كتابته من نص القرآن في عهد محمد. فبالتأكيد ليس هنالك أي دليل على أن مجموع القرآن كتب آنذاك في مصحف واحد سواء تحت الإشراف المباشر لمحمد أو غيره. من خلال المعلومات التي نتوفر عليها حول جمع القرآن بعد وفاة محمد (سنستعرضها قريبا) نستنتج أن القرآن لم يتم أبدا وضعه في مصحف واحد في عهد محمد. توفي هذا الأخير فجأة سنة 632 ميلادية بعد مرض لم يدم طويلا و بوفاته اكتمل القرآن و انقضى نزوله و لم يعد من الممكن إضافة آيات أخرى إليه نظرا لانتهاء نبوة محمد. حين كان لا يزال على قيد الحياة كانت هناك دائما إمكانية نزول أجزاء جديدة من القرآن و لهذا لم يكن من الائق جمع النص في كتاب واحد و هو أيضا ما يفسر كون القرآن بقي مفرقا بين ما في ذاكرة بعض الناس و ما في مختلف المواد التي كان مكتوبا عليها وقت وفاة محمد.

سنرى فيما بعد أنه بشهادة القرآن نفسه كان من الوارد نسخ بعض الآيات خلال فترة النزول (بالإضافة إلى ما تم نسخه من قبل) و هذا ما يحول دون جمع النص في كتاب واحد ما دامت إمكانية نسخه قائمة.

إضافة إلى كل هذا يظهر لنا أنه لم تكن هناك سوى نزاعات قليلة حول نص القرآن فيما بين الصحابة حين كان محمد لا يزال على قيد الحياة خلافا لما سيقع بعد موته. كل هذه العوامل تفسر غياب نص قرآني رسمي و موحد وقت وفاته. إمكانية نسخ أجزاء من القرآن و احتمال نزول آيات جديدة -لا يوجد في القرآن ما يدل على تمامه أو على آستحالة نزول آيات جديدة- حالا دون محاولة جمعه خلافا لما قام به أصحاب محمد بعد موته. يتبين كذلك أن الآيات القرآنية صارت تنزل على محمد بشكل مكثف قبيل وفاته و لذلك آستمنع جمعها.

"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَابَعَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيَ قَبْلَ وَفَاتِهِ حَتَّى تَوَفَّاهُ أَكْثَرَ مَا كَانَ الْوَحْيُ ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ"(صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 4599)

عند نهاية المرحلة الأولى التي مر منها القرآن نجد أن محتواه كان موزعا بشكل واسع في ذاكرات الناس بينما كانت بعض أجزاءه مكتوبة على مختلف المواد التي كانت تستعمل آنذاك في الكتابة لكن لم يكن هنالك أي نص موحد أمر به للأمة الإسلامية. لقد ذكر السيوطي أن القرآن قد كتب كله في عهد محمد و بقي محتفظا عليه بعناية بالغة لكن لم يجمع في موضع واحد قبل موته (السيوطي الإتقان في علوم القرآن م 1 ص 126) و قيل أنه كان متوفرا بأكمله مبدئيا (في ذاكرة الصحابة و أيضا على شكل مكتوب). أما التسلسل النهائي للسور فقد قيل أن محمد قد أمر به شخصيا.


--------------------------------------------------------------------------------

(1) تكلم البخاري في صحيحه -كتاب فضائل القرآن- عن بضع و سبعين سورة "حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق بن سلمة قال خطبنا عبدالله بن مسعود فقال والله لقد أخذت من في رسول الله صلى اللهم عليه وسلم بضعا وسبعين سورة والله لقد علم أصحاب النبي صلى اللهم عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم قال شقيق فجلست في الحلق أسمع ما يقولون فما سمعت رادا يقول غير ذلك"[/color]
 
مناقشة ما جاء في الفصل الأول :
قوله : "زيادة على هذا لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات حيث أنه حين بُدِءَ في جمعها على شكل سور لم يؤخد بعين الإعتبار لا الموضوع و لا التسلسل من حيث النزول. كل العلماء المسلمون يُقِرُّون بأن جل السور و على الخصوص الطويلة منها هي خليط من المقاطع التي ليست بالضرورة متصلة ببعضها البعض حسب التسلسل الزمني. مع مرور الوقت أصبح محمد يقول لكُتَّابه : "ضعوا أية كذا في موضع كذا" (السيوطي‚ الإتقان في علوم القرآن م 1 ص 135)

الرد : هذه المسألة متعلقة بموضوع : ترتيب الآيات وقد أجمع المسلمون قاطبة على أن ترتيب الآيات توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم , ومعنى توقيفي أي لا مجال للعقل فيه وقد نقلَ الإجماعَ غيرُ واحدٍ مِن أهل العلم ، قال السيوطيُّ :" الإجماعُ والنُّصُوص المترادفةُ على أنّ ترتيبَ الآياتِ تَوْقِيفيٌّ لا شُبهةَ في ذلك ، أمّا الإجماعُ : فَنَقَلَهُ غيرُ واحدٍ ؛ مِنهم الزركشيُّ في " البرهان "،" ... إلى أنْ قال ": وفي سُوَرٍ شَتَّى مِن المفصَّلِ تدلُّ قِراءتُه e لها بِمَشْهَدٍ مِن الصحابة أنّ تَرْتيبَ آياتها تَوْقِيفيٌّ ، وما كانَ الصحابةُ لِيُرَتِّبُوا تَرْتيبًا سمعوا النبيَّ e يقرأُ على خِلافه ، فبلغَ ذلك مَبْلَغَ التواتر " الاتقان 1/ 189 وكلام الزركشي انظره في البرهان 1/ 323
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"وأمّا ترتيبُ آياتُ السُّوَرِ فهو مُنزَّلٌ مَنصوصٌ عليه فلم يكنْ لهم أنْ يُقدِّمُوا آيةً على آيةٍ أخرى في الرَّسْمِ كما قدَّمُوا سورةً على سورةٍ ؛ لأنّ ترتيبَ الآياتِ مأمورٌ به نَصًّا ، وأمّا ترتيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلى اجتهادهم " مجموع الفتاوى 1/597
ففي صحيح البخاري(أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان y في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة:240)قد نَسَخَتْهَا الآيةُ الأخرى يعني قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } (البقرة:من الآية234) قال : فَلِمَ تكتبها ؟ فقـال عثمان t:
يا ابنَ أخي لا أُغيِّرُ شيئاً مِنه مِنْ مَكَانِه ".
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه وربما قرأ سورة كاملة كما قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب وسمعها أصحابه , وكان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل سنة , فاكتسب القرآن عندنا نحن المسلمين جانب التوقيف أي أن ترتيبه بالوحي , واكتسب أيضاً جانب التواتر وجانب الاجماع .
فإذا علم هذا فلا يلزم منه ترتيبه حسب التسلسل الزمني , أو حتى حسب المواضيع , ورغم هذا فقد تكلم العلماء على أسرار القرآن في ترابط آياته , وهو المسمى بعلم المناسبات , وليت الكاتب يطلع على شيئ من هذا , فقد ذكروا أشياء عجيبة في سياق الآيات ومنا سباتها رغم تباعُدِ زمنِ نزولها غالبًا ؛ مما يؤكد أن الترتيب الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم مراد ومقصود ؛ ولذا فإن الدعوات لترتيبه على حسب المواضيع أو على حسب زمن النزول تفقد القرآن هذه الخاصية العظيمة , وهي دعوات من لا يعرف القرآن وأسراره .
وإنك لتعجب ممن يدعي الموضوعية والبحث العلمي ويذكر حديثاً يخرجه من كتاب الاتقان , ومعلوم عند المتعلمين أن الاتقان ليس محلاً لتخريج الأحاديث وسوف أوفر عليك عناء البحث فدونك تخريجه :
الحديث رواه أحمد في مُسنده ( 1 / 92 ) برقم ( 401 ) ، وأبو داود في سننه في كتاب : الصلاة / باب : مَن جهرَ بها ( 1 / 498 ) برقم ( 786 ) ، والنسائي في السنن الكبرى برقم ( 8007 ) ، والترمذيُّ في جامعه في كتاب : تفسير القرآن / باب : ومن سورة التوبة ( 5 / 272 ) برقم ( 3068 ) .
والحديث ضعَّفهُ الألبانيُّ في ضعيف سنن الترمذي برقم ( 599 ) .
وقد قام بدراسةِ الحديث دراسةً مُطولة عبدُ الله الجديع وذكرَ عِلَلَهُ وأجاب عنها في كتابه : المقدمات الأساسية في علوم القرآن صـ ( 124 ) وخَلُصَ إلى أنّ الحديثَ صحيحٌ .
وللحديث بقية ان شاء الله .
 
ما هو اسم هذا المستشرق بالضبط ؟ John , وماذا ......؟

بتحياتي
 
وجدته !

ليس هذا باستشراق من قريب أو بعيد , بل هذا من نشاطات الكنيسة غير الكاثولكية في جنوب افريقية .
فلذلك لا أفهم لماذا يسمى هذا الشخص ومن وراءه من الأنظمة (باستشراق) ؟
 
نعم هو ليس مستشرقًا ، بل هو منصر بروتستانتي محترف و الطعن في الإسلام حرفته التي يقتات منها !

على أية حال ، العنوان ليس من إنشائي و أود تغييره .. كذلك حذف الرابط أعلاه .
 
هشام عزمي المحترم

لا تحذف شيئا .
التعديل أو التصحيح قي معوضعهما .

كل ما يجب الاشارة اليه الا تضع هذا التيار في واد أنا فيه (مستشرقا)

عندي نوع من الحساسية تجاه تلك الفئة وتجاه القول انّ ما يقولون فهو استشراق .

بارك الله فيك
 
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ...


هل توقف الموضوع عند هذا الحد يا أخوة يا كرام ..

هذا الكتاب من أهم ما يعتمد عليه النصارى .. في التنصير و التشكيك في الإسلام ..

أرجوا من الأخوة التفاعل في هذا الموضوع أثابكم الله أجرا عظيما ..

و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة وا لسلام على رسول الله أما بعد
قوله :
زيادة على هذا لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات


وهذه كلية وإطلاق كان ينبغي الاستقراء التام فيه ، مع أنه إطلاق غير صحيح يعرف ذلك من أول وهلة
فمعرفة المدني والمكي في السورة الواحدة كله ترتيب للآيات فمعلوم أن كل آية مكية هي في الترتيب الزمني مقدمة على الآية المدنية إلا ما استثني
ومعرفة السفري والحضري والليلي والنهاري أبعد في تحديد زمن النزول
ومعرفة الناسخ والمنسوخ قائم على معرفة التأريخ والترتيب الزمني بين الآيات مطلقا ومنه ترتيب الآيات في السورة الواحدة
وما يدل على ذلك
ما روى أبو داود في كتاب الفرائض رقم الحديث 2888 قال الألباني : ( صحيح )
حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال: حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال:
آخر آية نزلت في الكلالة {يستفتونك ، قل الله يفتيكم في الكلالة} .
ومعلوم أن الآية
{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ } (12) سورة النساء
والآية الأخرى
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (176) سورة النساء
ونص الحديث يبين الترتيب الزمني وهما آيتان في سورة واحدة.
ولو أنه اقتصر على ما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (9/8) لكأن أقرب وما قاله ابن حجر قد يتعقب أيضا حيث قال:
وقد ضبط النقلة ترتيب نزول السور كما سيأتي في باب تأليف القرآن ولم يضبطوا من ترتيب نزول الآيات إلا قليلا وقد تقدم في تفسير اقرأ باسم ربك أنها أول سورة نزلت ومع ذلك فنزل من أولها أولا خمس آيات ثم نزل باقيها بعد ذلك وكذلك سورة المدثر الت نزلت بعدها نزل أولها أولا ثم نزل سائرها بعد وأوضح من ذلك ما أخرجه أحصاب السنن الثلاثة وصححه الحاكم
قوله:
حيث أنه حين بُدِءَ في جمعها على شكل سور لم يؤخد بعين الإعتبار لا الموضوع و لا التسلسل من حيث النزول

وكل هذه إطلاقات تدل على التهور
فهل كل السور لم يراع فيها الموضوع؟ وما الدليل وهل عدم العلم بالشئ دليل على عدمه
وهل كل السور لم يراع فيها الترتيب الزمني؟ وما الدليل مع أن الأصل وقوع الترتيب ولذلك ينبه العلماء على بعض الآيات المتقدمة لفظا المتأخرة نزولا
ومنها الحديث الذي ذكره الشيخ أحمد البريدي في ال
ففي صحيح البخاري(أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان y في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(البقرة:240)قد نَسَخَتْهَا الآيةُ الأخرى يعني قوله تعالى:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } (البقرة:من الآية234) قال : فَلِمَ تكتبها ؟ فقـال عثمان t:
يا ابنَ أخي لا أُغيِّرُ شيئاً مِنه مِنْ مَكَانِه ".
قال الحافظ ابن حجر
هذا الموضع مما وقع فيه الناسخ مقدما في ترتيب التلاوة على المنسوخ وقد قيل إنه لم يقع نظير ذلك إلا هنا وقد ظفرت بمواضع أخرى منها في البقرة أيضا قوله فأينما تولوا فتم وجه الله فإنها محكمة في التطوع مخصصة لعموم قوله وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره كونها مقدمة في التلاوة ومنها في البقرة أيضا قوله تعالى ما ننسخ من آية على قول من قال إن سبب نزولها أن اليهود طعنوا في تحويل القبلة فإنه يقتضى أن تكون مقدمة في التلاوة متأخرة في النزول وقد تتبعت من ذلك شيئا كثيرا ذكرته هذا الموضع ويكفى هنا الإشارة إلى هذا القدر

نقله لقوله تعالى
في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي كرام بررة" (سورة عبس 13-16
فيها خطأ والصحيح بأيد سفرة كرام بررة
مع أنه في استدلاله أنه مكتوب فيه نظر فالسفرة هم الملائكة
قوله:
توفي هذا الأخير فجأة سنة 632 ميلادية بعد مرض لم يدم طويلا

وهذا كذب ربما يريد من خلاله أن يحضر لشبهة أن الموت حال بين إكمال القرآن والله المستعان
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمت فجأة بل ودع الصحابة قبل ذلك وخيره الله سبحانه وتعالى
كما في الصحيحين
5957 [ 2 ] ( متفق عليه )
وعن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: "" إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده "" . فبكى أبو بكر قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له ، فقال الناس: نظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر هو أعلمنا . متفق عليه .
وودع الناس في الحج :
كما ثبت ذلك عنه في الصحيح وقال لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، وأوصى عليه الصلاة والسلام
فهذا الكاتب أساء الأدب بقوله الأخير، وهذا من الوقاحة مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومن قلة الأدب في المناظرة والحوار مع المسلمين مع دعواهم المحافظة على الآداب
ويدل له ما رواه البخاري في صحيحه
3428 حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال ثم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني بن عباس فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله فقال إنه من حيث تعلم فسأل عمر بن عباس عن هذه الآية إذا جاء نصر الله والفتح فقال أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه قال ما أعلم منها إلا ما تعلم
قوله :
و بوفاته اكتمل القرآن و انقضى نزوله و لم يعد من الممكن إضافة آيات أخرى إليه نظرا لانتهاء نبوة محمد
.
وهذا أيضا من التدليس ولكن انقضى النزول لتمام القرآن وكماله ليس لانتهاء نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فإنه لم تنته بموته بل هو نبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وقد قبضه الله بعد كمال الرساله وتمام القرآن
قوله:
حين كان لا يزال على قيد الحياة كانت هناك دائما إمكانية نزول أجزاء جديدة من القرآن و لهذا لم يكن من الائق جمع النص في كتاب واحد و هو أيضا ما يفسر كون القرآن بقي مفرقا بين ما في ذاكرة بعض الناس و ما في مختلف المواد التي كان مكتوبا عليها وقت وفاة محمد.
وهذا مجرد دعوى عارية من الدليل
وهو ادعاؤه أن السبب في عدم كتابة القرآن كاملا في مصحف واحد هو إمكانية نزول آيات فمن أين له الدليل على هذه الدعوى،
وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام عند مسلم من حديث أبي سعيد
لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه و حدثوا عني و لا حرج و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

قوله
سنرى فيما بعد أنه بشهادة القرآن نفسه كان من الوارد نسخ بعض الآيات خلال فترة النزول (بالإضافة إلى ما تم نسخه من قبل) و هذا ما يحول دون جمع النص في كتاب واحد ما دامت إمكانية نسخه قائمة.
وهذه دعوى كسابقتها تفتقر للدليل حسب المنهج العلمي الذي يتبجحون به
فمن السهل محو ما نسخ لفظه

قوله
إضافة إلى كل هذا يظهر لنا أنه لم تكن هناك سوى نزاعات قليلة حول نص القرآن فيما بين الصحابة حين كان محمد لا يزال على قيد الحياة خلافا لما سيقع بعد موته. كل هذه العوامل تفسر غياب نص قرآني رسمي و موحد وقت وفاته.
كيف يقال ذلك وأنه ليس هناك نص قرآني موحد وجبريل الأمين يعارض النبي الأمين هذا الكتاب في كل عام ويعارضه في العام الآخير مرتين كما في الصحيحين2054 ( صحيح )
إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة و إنه عارضني العام مرتين و لا أراه إلا حضر أجلي و إنك أول أهل بيتي لحاقا بي فاتقي الله و اصبري فإنه نعم السلف أنا لك
فما هو النص الرسمي عند هذا النصراني
وعلى كل حال ففي كلامه مع التدقيق أغاليط يقصر الوقت عن تتبعها والله الهادي إلى سواء السبيل
 
روى البخاري في صحيحه 4716 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه ثم والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه
 
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

بارك الله بك أخي الحبيب عبد الله .. نرجوا مزيداً من التفاعل يا أخوة ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..
 
كانت لي هنا مشاركة فأين ذهبت ؟
 
مفتاح الرد على هذا المنصر يكمن في إطلاقاته الكثيرة التي يزعمها دون دليل أو برهان ، فهو يقول مرة : (( لم تصلنا لا من محمد ولا من أصحابه أية معلومات عن الترتيب الزمني للفقرات )) ، ويقول مرة أخرى : (( لا تتوفر لدينا أية معلومات كافية عن مقدار ما تمت كتابته من نص القرآن في عهد محمد )) ، ويقول مرة ثالثة : (( ليس هنالك أي دليل على أن مجموع القرآن كتب آنذاك في مصحف واحد سواء تحت الإشراف المباشر لمحمد أو غيره )) ، ويقول مرة رابعة : (( لم يكن هنالك أي نص موحد أمر به للأمة الإسلامية )) .

وهذا أسلوب خبيث يرمي به إلى التشكيك في تاريخ القرآن ، والإيحاء أن ظروف جمعه وكتابته كانت مجهولة ومعلوماتنا عنها غير كافية ؛ فلم تكن هناك أية ..... ، ولم يصلنا أي ... ، وليس هناك أي .... ، إلى آخر هذه اللم أيّات !
 
عودة
أعلى