شارك في جمع جملة من كليات القرآن الكريم

إنضم
04/01/2012
المشاركات
81
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مكة
: لايخفى على كريم علمكم أن لباب كليات القرآن الكريم أهمية قصوى في تفسير القرآن.
ﻷنها تمنحك أصلا دائما تستحضره كلما أتيت على كلمة قد تكرر ذكرها،أو إسلوب معين جاء في مواطن عدة.
وعندها تشعر بأهمية الأثر لمعرفة الكليات على تبيان معنى الآية الكريمة.
والذي يتبين من مضمونها أنها تندرج في نوع تفسير القرآن بالقرآن. ﻷنها قد استخرجت من عرف القرآن وعادة استعماله ثم فسربها القرآن الكريم.
وهذا النوع من أهم الطرق كما بينه العلماء.
وقد قيدت عندي جملة منها من خلال قراءتي في مصنفات تراثنا الزاخر.
وسأبدأ هذا اليوم بأول كلية وقفت عليها:
"قال يونس بن [حبيب] :كل شيئ في القرآن :《فأتبعه》،أي طالبه ، و《اتبعه》يتلوه."
وعلق الشيخ محمود شاكر في الحاشية :"أن هذا الفرق غير واضح في كتب اللغة،ولم يذكروا مقالة يونس."
[ابن سلام ،طبقات فحول الشعراء،ص 55،تحقيق شاكر]
 
عن أبي روق : (كل شيء في القرآن (جعل) فهو خلق) تفسير الطبري 1l745

وقد ذكر الراغب في المفردات جملة من الكليات التفسيرية و أفردها المحقق صفوان داوودي في آخر الكتاب
 
جيد ماأنت نقلتيه لنا.
ويتحتم أن ماأراده في هذه الكلمة هي حينما تكون من الله جل وعلا.
وليس فيما تأتي على لسان المخلوقين عندما يسوقه لنا القرآن الكريم
 
ومن الكليات التي ذكرها بعض العلماء،
تلك الكلية البيانية التي لاحظها أبوعثمان الجاحظ -عفا الله عنه-
فقد قال : " ورأينا الله تبارك وتعالى ،إذا خاطب العرب والأعراب ،أخرج الكلام مخرج الإشارة والوحي والحذف، وإذا خاطب بني إسرائيل أوحكى عنهم،جعله مبسوطا،وزاد في الكلام . "(كتاب الحيوان:١/ص69 )
 
الأخت نادية....بارك الله فيك / "جعل" تأتي بمعى خلق إذا تعدت لمفعول واحد مثل:(الحمدلله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور..)
أما إذا تعدت لمفعولين فلا تأتي بمعنى خلق كقوله تعالى :(إنا جعلناه قرآنا عربيا..).
 
بارك الله فيك أستاذ محمد الصاعدي على هذا الملحظ الجيد.
ثم إن النقاش في صحة وثبوت كلية من الكليات هو من ألطف المدارسات التفسيرية و أعمقها.
إذ أن القول بكلية من الكليات يستلزم سبر دلالات، وسياقات جميع مضامين تلك الكلية ومن خلال ذلك السبر يتم استخلاص منهج تأويلي في علم التفسير.
لذلك أشعر أن باب الكليات هو أخطر باب في طرق التفسير.
ويحتاج المفسر إلى عدة مراجعات حتى يتأكد من نتيجته.
بل وعليه أن يراجع غيره فيماتهيأ له.
فخطأ في كلية سيفضي إلى الخطأ في مواضع متعددة في كتاب الله عز وجل.
لذلك نأمل ممن وقف على شيئ من الكليات أن يقدمها هنا لعل هناك من لديه إضافة أويرى استدراكا فيقدمه لنا.

وهنا أقدم كلية ذكرها السهيلي رحمه الله في شرحه للسيره -مع ظني أنها ليست مطرده-
فقد قال في ضمير التفخيم الذي أتى في الذكر الحكيم :"ولذلك نجده إذا أخبر عن قول قاله لنبي قبلنا، أوخاطب به غيرنا نحو قوله:{مامنعك أن تسجد لماخلقت بيدي} ولم يقل :خلقنا بأيدينا، كما قال :مماعملته أيدينا، وقال حكاية عن وحيه لنوح :{ولتصنع على عيني} ولم يقل :كما قال في الآية الأخرى :{تجرى بأعيننا}لأنه أخبر عن قول قاله لم ينزل بهذا اللسان العربي ولم يحك لفظا أنزله ، وإنما أخبر عن المعنى وليس المجاز في المعنى " [السهيلي، الروض الأنف :5:ص 34، تحقيق عبدالرحمن الوكيل]
 
"قال بعض بعض المفسرين : عسى في جميع كتاب الله جل وعز واجبة.
وقال غيره : عسى في القرآن واجبة إلافي موضعين :في سورة بني إسرائيل : {عسى ربكم أن يرحمكم} يعني بني النضير ،فما رحمهم ربهم ،بل قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأوقع العقوبة بهم . وفي سورة التحريم :{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن }، فما أبدله الله بهن أزواجا ولابن منه ،حتى قبض عليه السلام ".[كتاب الأضداد لابن قاسم الأنباري :23 ]
 
هناك مجموعة من الكليات نثرها الراغب في كتابه المفردات منها:
-العجلة: طلب الشيء وتحريه قبل أوانه وهو من مقتضى الشهوة فلذلك صارت مذمومة في عامة القرآن حتى قيل: العجلة من الشيطان . مادة (عجل).
-كل جبار في صفة الإنسان فهو ذم . كقوله (وخاب كل جبار عنيد).
 
وهناك أيضا كليات وقواعد نثرها السيوطي في كتابه الإتقان ومنها :
-ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك : (ما كان في القرآن (إن) بكسر الألف فلم يكن، وما كان (إذ) فقد كان. النوع الأربعون
-ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: كل شيء في القرآن كاد وأكاد ويكاد فإنه لا يكون أبداً. النوع الأربعون
-ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس (كل شيء في القرآن (لو) فإنه لا يكون أبداً) النوع الأربعون.


وبعض القواعد والكليات المنثورة في الإتقان ترد عليها اعتراضات وتحتاج إلى دراسة لتأكيدها أونفيها مثل:
-كم الاستفهامية لم تقع في القرآن . النوع الأربعون
والحقيقة أنها وقعت في قوله تعالى: (قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسئلوا العادين) .
ومثل قوله:
- أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كل شيء في القرآن (إنْ) فهو إنكار.
فهذه تحتاج إلى دراسة موسعة لإثبات القاعدة أو نفيها ، وغيرها كثييير.

وقد كنت قديماً أردت كتابة بحث بعنوان (القواعد في كتاب الإتقان جمعا ودراسة)
أجمع فيه كل الكليات وأدرسها ولكني لم أتفرغ لذلك ولعل أحداً ينشط له من أهل الملتقى.

وكذلك أيضاً جمع الكليات من كتاب المفردات للراغب وقد جمعها المحقق صفوان الداوودي ولكنها لا زالت بحاجة إلى دراسة بحثية مستقلة.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
 
أشكر الأخت نادية على هذه الإضافة الكريمة...
يبدو أن باب الكليات يحتاج إلى بالغ المراجعة وطائل التحري.
ذلك أن إطلاق معنى واسع يكون مع اللفظ أينما حل ويدور معه حيثما ظل مع تجاوز كل السياقات التي قد تؤثر على مدلول الكلمة لهو أمر جلل ومقام بعيد.
وقد رأينا طائفة من الكليات أدلى به علماء كبار هم محل الثقة والإجلال إلا أنه مع التحري والتأكد لفي أن ماحسبوه كلية تامة قد تبين أن لها استثناءات أو اعترضتها إشكالات.
لذلك نهيب بالإخوة الكرام رواد التفسير وعماد التحقيق أن يعيدوا دراسة هذه الكليات المرقومة ويفحصوا نتائجها حتى نكمل ماقد انقطعوا عنده ونقوم ماقد غلطوا في عده.
وكماقالوا -هم - وعلمونا من خلال كتبهم:
أن الغلط لم يسلم منه أحد.
ثم ياأختي الفاضلة ألا ترين أن في قوله تعالى :{وعجلت إليك رب لترضى} مايحق أن تحمد فيه "العجلة" ؟
وقد مدحوا العجلة في فعل العمل الصالح.
وأما كلمة "جبار"فقد كنت أظن أن آية {وإذا بطشتم بطشتم جبارين}كانت في سياق "امتنان" من الله جل وعز، حتى رأيت ما نقلتيه آنفا فراجعت بعض كلام أهل العلم فتبين لي أني كنت فيها على فهم خاطئ.
والله المستعان
 
نظر متى كانت من رؤية العين فإنما تعديها العرب ب «إلى»، ومتى لم تتعد ب «إلى» فهو بمعنى انتظر، كما قال امرؤ القيس:
فإنكما إن تنظراني ساعة ... من الدهر تنفعني لدى أم جندب، ومنه قوله تعالى حكاية انظرونا نقتبس، وقد جاء شاذا نظرت بمعنى الرؤية متعديا بغير إلى كقول الشاعر: باهرات الجمال والحسن ينظر ... ن كما تنظر الأراك الظباء
المحرر الوجيز، سورة النحل، الآية34
 
بالنسبة لقوله تعالى (وعجلت إليك ربي لترضى) : فقد ذكرها الراغب وقال بعدها : (فذكر أن عجلته وإن كانت مذمومة فالذي دعا إليها أمر محمود وهو طلب رضا الله تعالى ).
 
«الأجر الكبير» الجنة، وكذلك حيث وقع في كتاب الله فضل كبير وأجر كبير فهو: الجنة.
سورة الإسراء، الآية 9، تفسير ابن عطية.
 
بالنسبة لعسى، في المشاركة السابعة
فهي كذلك واجبة، لكن وجوبا مستحقا بفضل الله وبما علمنا من شرعه وكلامه لا الوجوب العقلي الذي أوجبته المعتزلة.
ثم ينظر إلى أمرين: الأول المخاطب بها بالكسر، فإن كانت من الله فهي على ما تقدم، وإن كانت من النبي صلى الله عليه وسلم فهي قريبة منها، ومثالها قوله:صلى الله عليه وسلم: {عسى أن يكون قريبا}
والثاني: تعلقها :فإن كانت متعلقة بالمخلوقين فهي على بابها في الرجاء في حقهم، وهو مذهب سيبويه ورؤساء اللسان نقله عنهم ابن عطية وأقره.
 
الريب الشك، وكذلك هو في كل القرآن إلا قوله: ريب المنون [الطور: 30]
وهو لابن عطية في تفسير: تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. من سورة السجدة.
 
متى وقع ذكر المشرق والمغرب فهي إشارة إلى الناحيتين بجملتهما، ومتى وقع ذكر المشارق والمغارب فهي إشارة إلى تفصيل مشرق كل يوم ومغربه، ومتى ذكر المشرقان والمغربان، فهي إشارة إلى نهايتي المشارق والمغارب لأن ذكر نهايتي الشيء ذكر لجميعه.
لابن عطية في تفسير: رب المشرقين ورب المغربين من سورة الرحمن.
 
قال ابن عيينة في صحيح البخاري: ما كان في القرآن: وَما أَدْراكَ، فقد أعلمه، وما قال: وما يدريك، فإنه لم يعلمه.
 
عودة
أعلى