محمد بن علي محمد
New member
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حياكم الله إخواني الكرام.
هذا استفسار عن أمر عن لي وظهر لي بعد كثير تأمل في مسألة من مسائل الإعجاز في القرآن، وخلاصة ما أريد فهمه واستيضاحه:
أن القرآن نزل إلى العرب بلغتهم بعد استقرارها وسريانها في الناس نثرًا وشعرًا وعلو كعبها بين اللغات، وكان من إعجازه: أن هذا الكلام الذي هو بحروفكم وتركيبه من تراكيبكم لا تستطيعون إنشاء مثله، ثم (وهذا موضع الشاهد) هو لا يخالف أساليبكم ولا إعرابكم، بل يوافقها ويأتي بأفصح ما يمكن الإتيان به أسلوبًا وإعرابًا.
السؤال: إذا كان هذا الكلام السابق صحيحًا؛ فكيف يستشهد أهل اللغة على صحة قواعدهم بالآيات القرآنية؟ والصواب (من وجهة نظري) هو: أن يكون الاستشهاد على صحة قواعد العربية هو من كلام العرب الأقحاح نثرًا وشعرًا، ويكون القرآن للتمثيل على القواعد فقط للتسهيل والتوضيح (*).
ولكن في نظري أنه لا يصح أن يكون القرآن دليلًا على صحة القاعدة وإنما هو نزل للناس في الأرض بعد استقرارها وتحداهم بأنه لا يخالف قواعدهم؛ وهذا غاية الإعجاز.
أرجو أن يكون الكلام واضحًا.
---------------------------------------------------
(*) وحاشا أن يكون هذا الأمر تقليلًا من شأن كلام رب العالمين، كيف يكون ذلك وهو كلام العلي القدير وصفته، ومن انتقصها فإنما ينتقص الرب جل جلاله وتقدست أسماؤه، ومن هذا حاله فهو كافر ولا كرامة؟!
===============
وجاء الجواب
http://www.m-a-arabia.com/vb/showthread.php?p=35318#post35318
الفتوى (1144) :
القرآن نزل بلغة العرب ووقع التحدي بسورة منه، فالإعجاز لا يتحقق إلا في سورة كاملة منه، والإعجاز في النظم، والاستشهاد النحوي يكون في الغالب بمواضع من آيات منه أي بجزء لا يتحقق به الإعجاز.
هذا مع التسليم بصحة السؤال والحق أن السؤال لا يتجه، وربما كان يتجه لو اقتصر النحويون في استنباط الأحكام على القرآن الكريم، ولكنهم لم يقتصروا على القرآن في استنباط الأحكام فاستشهادهم بكلام العرب نثره وشعره أكثر. ولو اقتصر النحويون على استنباط أحكامهم على القرآن لكانت قواعدهم تمثل لغة عالية جدًّا فكانت بذلك ناقصة لا تشمل مستويات اللغة الوسطى والدنيا؛ ولذلك لم يقتصروا على القرآن فاعتمدوا على كلام العرب كلهم على اختلاف درجات فصاحتهم، ولا توجد قاعدة نحوية شاهدها من القرآن فقط وكل الشواهد القرآنية لها نظائر من كلام العرب وإن كان كلام الله معجزًا وكلام العرب غير معجز، فالشواهد على صحة القاعدة غير متوقفة على كونها مأخوذة من كلام معجز أو من كلام بشري عادي، فالشرط أن يكون الشاهد فصيحًا من عصر الاحتجاج منقولًا بسند صحيح.
والله الموفق.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أبو أوس الشمسان
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. بهاء الدين عبد الرحمن
(عضو المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)
================
حياكم الله إخواني الكرام.
هذا استفسار عن أمر عن لي وظهر لي بعد كثير تأمل في مسألة من مسائل الإعجاز في القرآن، وخلاصة ما أريد فهمه واستيضاحه:
أن القرآن نزل إلى العرب بلغتهم بعد استقرارها وسريانها في الناس نثرًا وشعرًا وعلو كعبها بين اللغات، وكان من إعجازه: أن هذا الكلام الذي هو بحروفكم وتركيبه من تراكيبكم لا تستطيعون إنشاء مثله، ثم (وهذا موضع الشاهد) هو لا يخالف أساليبكم ولا إعرابكم، بل يوافقها ويأتي بأفصح ما يمكن الإتيان به أسلوبًا وإعرابًا.
السؤال: إذا كان هذا الكلام السابق صحيحًا؛ فكيف يستشهد أهل اللغة على صحة قواعدهم بالآيات القرآنية؟ والصواب (من وجهة نظري) هو: أن يكون الاستشهاد على صحة قواعد العربية هو من كلام العرب الأقحاح نثرًا وشعرًا، ويكون القرآن للتمثيل على القواعد فقط للتسهيل والتوضيح (*).
ولكن في نظري أنه لا يصح أن يكون القرآن دليلًا على صحة القاعدة وإنما هو نزل للناس في الأرض بعد استقرارها وتحداهم بأنه لا يخالف قواعدهم؛ وهذا غاية الإعجاز.
أرجو أن يكون الكلام واضحًا.
---------------------------------------------------
(*) وحاشا أن يكون هذا الأمر تقليلًا من شأن كلام رب العالمين، كيف يكون ذلك وهو كلام العلي القدير وصفته، ومن انتقصها فإنما ينتقص الرب جل جلاله وتقدست أسماؤه، ومن هذا حاله فهو كافر ولا كرامة؟!
===============
وجاء الجواب
http://www.m-a-arabia.com/vb/showthread.php?p=35318#post35318
الفتوى (1144) :
القرآن نزل بلغة العرب ووقع التحدي بسورة منه، فالإعجاز لا يتحقق إلا في سورة كاملة منه، والإعجاز في النظم، والاستشهاد النحوي يكون في الغالب بمواضع من آيات منه أي بجزء لا يتحقق به الإعجاز.
هذا مع التسليم بصحة السؤال والحق أن السؤال لا يتجه، وربما كان يتجه لو اقتصر النحويون في استنباط الأحكام على القرآن الكريم، ولكنهم لم يقتصروا على القرآن في استنباط الأحكام فاستشهادهم بكلام العرب نثره وشعره أكثر. ولو اقتصر النحويون على استنباط أحكامهم على القرآن لكانت قواعدهم تمثل لغة عالية جدًّا فكانت بذلك ناقصة لا تشمل مستويات اللغة الوسطى والدنيا؛ ولذلك لم يقتصروا على القرآن فاعتمدوا على كلام العرب كلهم على اختلاف درجات فصاحتهم، ولا توجد قاعدة نحوية شاهدها من القرآن فقط وكل الشواهد القرآنية لها نظائر من كلام العرب وإن كان كلام الله معجزًا وكلام العرب غير معجز، فالشواهد على صحة القاعدة غير متوقفة على كونها مأخوذة من كلام معجز أو من كلام بشري عادي، فالشرط أن يكون الشاهد فصيحًا من عصر الاحتجاج منقولًا بسند صحيح.
والله الموفق.
اللجنة المعنية بالفتوى:
المجيب:
أ.د. أبو أوس الشمسان
(عضو المجمع)
راجعه:
أ.د. بهاء الدين عبد الرحمن
(عضو المجمع)
رئيس اللجنة:
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي
(رئيس المجمع)
================
بارك الله فيكم
تتمة للسؤال
هل يصح استنباط قاعدة نحوية من القرآن؟
أم الاستنباط والاستقراء كان من لغة العرب الأقحاح، وجاء القرآن موافقا لها.
فإذا أردت أدلل على صحة قاعدة ما فالولى لي أن أدلل من لغة العرب، وليس من القرآن
لأن القرآن نزل موافقا لما سبق عليه فهو يحتاج لديل صحته ولا يكون هو دليلا في نفسه على صحة شيء سابق له! وهذت ما أفهمه من تحدي القرآن للعرب انه جاء بلغتهم ولم يخالف قواعدهم
ثم إذا كان النحاة يستنبطون القواعد من القرآن فلماذا لم يستنبطوا قواعد للآيات التي فيها بعض مخالفة للمشور من القواعد بل يخرجونها على إحدى لغات العرب؟
هذا دليل على أن إذا أردت دليلا على قاعدة نحوية أو أردت استنباط قاعدة نحوية يكون من لغة العرب واستقراء كلامهم وتراكيبهم.
قال د. عبد الجواد رمضان (ولا نزاع في أن كلام العرب هو الأصل الذي يقاس به القرآن الكريم حتى تصح الموازنة التي أوجبها التحدِّي، وما كان أصلاً يجب أن يكون الدليل المقدَّم )
مجلة الأزهر، مجلد 22، ص 600، مقال بعنوان: القرآن واللغة.
قال محمد الخضر حسين موسوعة الأعمال الكاملة (2/ 1/ 115)
القرآن نزل بلسان عربي مبين، والقواعد النحوية قائمة على الاستشهاد به، وبما يصدر عن البلغاء من منظوم ومنثور، ولا نجد لعلماء العربية قاعدة قرروها شاملة من غير استثناء، وفي القرآن ما ورد على خلافها، وعلى فرض أن نجد في القرآن تركيباً لم نستطع إرجاعه إلى شيء من قواعدهم، فإننا نحكم بأن ذلك الضرب من الاستعمال مطابق لاستعمال العرب، وقد غفل عنه واضعو القواعد، ولا يسوغ لنا في حال أن نذهب إلى أن هذا الاستعمال من خصائص القرآن، ونعمل على أن نضع له نحواً خاصاً، ذلك ما لا يرضى عنه القائمون على أصول اللغة العربية
توضيح
لا يقصد السائل تنحية القرآن الكريم من كتب النحو واللغة فهذا ضرب من الهذيان، ولا يقصد كذلك عدم الاعتداد أو الاستشهاد بالقرآن؛ بل المقصد دقيق جدا وهو أن الاستنباط والاستقراء للقاعدة النحوية هو من كلام العرب فقط والتي وافقها القرآن ولم يخالفها، فلا يصح أن يأتي آتي بدليل من القرآن على صحة القاعدة بل الدليل من لغة العرب، ثم يمكن التمثيل من آيات القرآن للتوضيح والبيان.
---------------------
تفريع نافع
هل وجد أن أحدا من أهل الاستقراء وضع قاعدة نحوية بدليل من القرآن فقط، ولم يكن له دليل غيرها؟
والله الموفق لا رب سواه يعبد بحق
تتمة للسؤال
هل يصح استنباط قاعدة نحوية من القرآن؟
أم الاستنباط والاستقراء كان من لغة العرب الأقحاح، وجاء القرآن موافقا لها.
فإذا أردت أدلل على صحة قاعدة ما فالولى لي أن أدلل من لغة العرب، وليس من القرآن
لأن القرآن نزل موافقا لما سبق عليه فهو يحتاج لديل صحته ولا يكون هو دليلا في نفسه على صحة شيء سابق له! وهذت ما أفهمه من تحدي القرآن للعرب انه جاء بلغتهم ولم يخالف قواعدهم
ثم إذا كان النحاة يستنبطون القواعد من القرآن فلماذا لم يستنبطوا قواعد للآيات التي فيها بعض مخالفة للمشور من القواعد بل يخرجونها على إحدى لغات العرب؟
هذا دليل على أن إذا أردت دليلا على قاعدة نحوية أو أردت استنباط قاعدة نحوية يكون من لغة العرب واستقراء كلامهم وتراكيبهم.
قال د. عبد الجواد رمضان (ولا نزاع في أن كلام العرب هو الأصل الذي يقاس به القرآن الكريم حتى تصح الموازنة التي أوجبها التحدِّي، وما كان أصلاً يجب أن يكون الدليل المقدَّم )
مجلة الأزهر، مجلد 22، ص 600، مقال بعنوان: القرآن واللغة.
قال محمد الخضر حسين موسوعة الأعمال الكاملة (2/ 1/ 115)
القرآن نزل بلسان عربي مبين، والقواعد النحوية قائمة على الاستشهاد به، وبما يصدر عن البلغاء من منظوم ومنثور، ولا نجد لعلماء العربية قاعدة قرروها شاملة من غير استثناء، وفي القرآن ما ورد على خلافها، وعلى فرض أن نجد في القرآن تركيباً لم نستطع إرجاعه إلى شيء من قواعدهم، فإننا نحكم بأن ذلك الضرب من الاستعمال مطابق لاستعمال العرب، وقد غفل عنه واضعو القواعد، ولا يسوغ لنا في حال أن نذهب إلى أن هذا الاستعمال من خصائص القرآن، ونعمل على أن نضع له نحواً خاصاً، ذلك ما لا يرضى عنه القائمون على أصول اللغة العربية
توضيح
لا يقصد السائل تنحية القرآن الكريم من كتب النحو واللغة فهذا ضرب من الهذيان، ولا يقصد كذلك عدم الاعتداد أو الاستشهاد بالقرآن؛ بل المقصد دقيق جدا وهو أن الاستنباط والاستقراء للقاعدة النحوية هو من كلام العرب فقط والتي وافقها القرآن ولم يخالفها، فلا يصح أن يأتي آتي بدليل من القرآن على صحة القاعدة بل الدليل من لغة العرب، ثم يمكن التمثيل من آيات القرآن للتوضيح والبيان.
---------------------
تفريع نافع
هل وجد أن أحدا من أهل الاستقراء وضع قاعدة نحوية بدليل من القرآن فقط، ولم يكن له دليل غيرها؟
والله الموفق لا رب سواه يعبد بحق
فهل عند أحدكم فائدة زائدة
أو رد شاف كاف واف
بارك الله فيكم
أو رد شاف كاف واف
بارك الله فيكم