سيميائية التحولات النصية في تفسير أبي السعود

إنضم
10/06/2013
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
العراق - سامراء
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذا بحث كتبته قبل اربع سنوات وقد نشر في مجلة سر من رأى في جامعة سامراء ، واحببت ان انشره هنا للفائدة .
سائلا الله المولى القدير أن ينفع به .
(( ففي كل يوم يكتشف الباحثون وسائل جديدة لدراسة النصوص وجلاء ما فيها من مضامين ، ومن هذه الوسائل الدراسات السيميائية التي تسعى لتعرف مكان الإبداع في النص ، وهي من المصطلحات التي استخدمت في مجالات كثيرة منذ وقت مبكر ، لاسيما في مجال اللسانيات .
ومن المعلوم أن أعظم النصوص التي بين أيدينا وأرقاها قاطبة هو القرآن الكريم ، وما ارتبط به من علوم يأتي في مقدمتها تفسير القرآن الكريم .
ورغبة من الباحث بتطبيق هذا الأسلوب على تفسير القرآن الكريم لمعرفة المجالات التي يمكن أن تقدمها مثل هذه الدراسات من أجل استجلاء النص القرآني ، ومدى النفع المتحقق منها ، ارتأيت تطبيق هذا على تفسير العلامة أبي السعود المعروف بإرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، لما لهذا التفسير من أسلوب أدبي رفيع ، ولغة رصينة مميزة ، وحاولت الكشف عن التحولات النصية في الخطاب القرآني في هذا التفسير ، فكان هذا البحث الذي أسميته ( سيميائية التحولات النصية في تفسير أبي السعود ) .

وقد قسمته على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة :
عرفت في المبحث الأول السيميائية بإيجاز ، بالقدر الذي تتوضح فيه فكرتها للقارئ .


وفي المبحث الثاني تناولت تطبيقات التحولات النصية في لفظة (الشجرة ) في قصة آدم ـ عليه السلام ـ .
وفي المبحث الثالث تناولت تطبيقات التحولات النصية في لفظة (القميص ) الواردة في سورة يوسف ـ عليه السلام ـ .
وختمت البحث بخاتمة بينت فيها أهم النتائج والتوصيات .

آملاً أن أكون قد وفقت في إجراء التطبيقات السيميائية على النص القرآني .

والله ولي التوفيق

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المبحث الأول

تعريف السيميائية

لغة واصطلاحاً















تعريف السيميائية
أولاً ـ السيميائية لغة :
ورد لفظ ( السيميائية ) في معجمات اللغة وهو يدل على معنيين :
الأول : بمعنى العلامة ، قال ابن منظور : " والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ العلامة ، وسَوَّمَ الفرسَ جعل عليه السِّيمة " ، وقوله عز وجل : لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ [SUP]( [1] )[/SUP] وقوله تعالى : فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ[SUP]( [2] )[/SUP] بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا. وقال : " والأَصل في سيما وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين كما قالوا ما أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه فصار سِوْمى ، وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها[SUP]( [3] )[/SUP].[4]
وأصل السيمياء : العلامة التي يعلمون بها أنفسهم في الحرب[SUP]( 4)[/SUP] .
وورد هذا اللفظ في التنزيل العزيز ، وفسره اللغويون والمفسرون على أنه العلامة ، ومن ذلك قوله تعالى : وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ [SUP]( [5] )[/SUP]
قالوا : الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة[SUP]( [6] )[/SUP] .
وقال تعالى : مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [SUP]( [7] )[/SUP] أَراد مُعَلَّمين[SUP]( [8] )[/SUP] .
وقال الله تعالى : تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ [SUP]( [9] )[/SUP] ، أي : بعلامتهم[SUP]( [10] )[/SUP] .

الثاني ـ بمعنى الصنعة ، وهو السحر و حاصله إحداث مثالات خيالية لا وجود لها في الحس[SUP]( [11] )[/SUP] .
والسيميائية مشتقه من المصطلح (السيمانتيك) وهو بدوره مشتق من الأصل اليوناني (سيميو) الذي يعني العلامة[SUP]( [12] )[/SUP] .
وبهذا تشترك اللغة العربية مع اللغة اليونانية في معنى اللفظة .
ثانياً ـ السيميائية اصطلاحاً:
تعرف السيميائية بأنها " لعبة التفكيك والتركيب ، وتحديد البنيات العميقة الثاوية وراء البنيات السطحية المتمظهرة فونولوجياً ودلالياً " . وهذا التعريف هو الأصح والأصدق للعلامة على الرغم من تشتت المفهوم بين الباحثين والعلماء في هذا المجال ، إلا أن الإجماع بين التراث والمعاصرة على أن السيميائية هي في حقيقتها دراسة واستحصال للدلالة الغائبة واستدعائها إلى حضيرة الإمكان والوجود بالمرور على التمظهر الشكلي للنص ، والذي غالباً ما يكون مشفراً ملغزاً وهو يمثل الدال ، أما الدلالة الغائبة خلف التمظهر الشكلي ، فتمثل المدلول المطلوب حضوره واسترداده[SUP]( [13] )[/SUP] .
إن هذا النص يبين أن الدراسة السيميائية ترتكز على وجود العلامة داخل النص والعلامة ما هي إلا تلميحات إشارية إلى تفصيلات قد أضمرت كلياً ، وإنما الذي يعيدها كلها أو جزءاً منها هو التواصل والخبرات السابقة .
ومصطلح ( السيمياء ) يرادف مصطلح (الدلالة) ، وقد بحث اللغويون العرب القدامى هذا المنهج في جهودهم الدلالية ، وبرز هذا التوجه في كتب غريب القرآن، ومجاز القرآن ، وكتب الوجوه والنظائر[SUP]( [14] )[/SUP] .

ولو شئنا اختيار تعريف موجز للسيميائية ، فهو : " مصطلح يقصد به البحث في معاني الكلمات ونشأتها وتطورها والآثار اللغويّة المترتبة على ذلك "[SUP]( [15] )[/SUP] .
ولتوضيح الفكرة أذكر أن أقصر تعريف للسيميائية هو " دراسة الإشارات " ، وأن الإشارات تشمل الكلمات والأصوات ولغة الجسد واللوحات والنصوص وكل ما ينوب عن شيء آخر ، وأي شيء يمكن أن يصبح إشارة , شرط أن يعني أمراً , أي : يحيل إلى شيء آخر أو ينوب عنه . وفي مجال التطبيق هناك أنموذجان : أحدهما يسمى نموذج سوسير[SUP]( [16] )[/SUP] السيميائي ، وهو يحدد الإشارة بأنها تتكون من دال و مدلول ، كلاهما نفسي محض ، وتسمى العلاقة بين الدال والمدلول بالدلالة .
مثال على هذا النموذج : كلمة ادفع على باب محل ، كلمة ادفع هي الدال ، أما المدلول فهو المفهوم الذي تولده هذا الكلمة : بمعنى أن المحل مفتوح للبيع والشراء وليس مغلقاً . أما الآخر فهو نموذج بيرس[SUP]( [17] )[/SUP] فهو يتكون من ثلاث : من الشكل الذي تتخذه الإشارة ، ويسمى بالمُمثل ، والمعنى الذي تحدثه الإشارة ، ويسمى بتأويل الإشارة ، والمرجع إليه ، ويسمى بالموجودة[SUP] ( [18] )[/SUP] .


المبحث الثاني

تطبيقات التحولات النصية
في لفظة (الشجرة ) في قصة آدم ـ عليه السلام ـ

من التطبيقات التي تكشف موقع العلامة أو الإشارة في الخطاب القرآني ، والتي كان لها حضور كبير داخل النص ودخلت في علاقات داخل السياق وتميزت بتحولها الدائم إلى مدلولات متعددة ، قصة ادم ـ عليه السلام ـ مع بؤرة الاختبار ( الشجرة ) التي نهي عن الأكل منها وفي ورودها أكثر من مرة لوحظ وجود تحولات نصية يجب الوقوف عندها والتحري الدقيق للمعاني المنضوية خلف النص الشكلي في ضوء تفسير أبي السعود ـ رحمه الله ـ .
قال تعالى : وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [SUP]( [1] )[/SUP] .
وقال تعالى :وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ [SUP]( [2] )[/SUP] .
وقال تعالى : فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [SUP]( [3] )[/SUP] .
إن هذه الآيات تحذير من إغواء الشيطان الرجيم بعد الاختبار الأول للمخلوقات ، والأمر بالسجود لخليفة الله في الأرض ، إذ كشف هذا الاختبار أبعاد العلاقة المستقبلية بين آدم ـ عليه السلام ـ وبين إبليس ، إلا أن الاختبار الثاني المتمثل بالشجرة كشف أبعاد النفس الإنسانية ونوازعها .
ومن تحري العناصر المتحولة داخل النص القرآني في ضوء تفسير أبي السعود ، نجد أن الإشارة للشجرة قبل الأكل منها كان باسم الإشارة ( هذه ) ؛ يقول أبو السعود : " ( هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) نصب على أنه بدل من اسم الإشارة ، أو نعت له بتأويلها بمشتق ، أي : هذه الحاضرة من الشجرة ، أي : لا تأكلا منها ، وإنما علق النهي بالقربان منها مبالغة في تحريم الأكل ووجوب الاجتناب عنه "[SUP]( [4] )[/SUP] .
فقد أكد أبو السعود على المعنى المستفاد من اسم الإشارة ( هذه ) بقوله : (هذه الحاضرة من الشجرة ) وبقوله : ( بالقربان منها ) .
وفي سورة الأعراف نجد أن هنالك تحولاً مقصوداً في استبدال اسم الإشارة إلى ( تلك ) فنلاحظ أن استبدال بنية الإشارة وقع بعد فعل الأكل .
يقول أبو السعود : " ( عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ) ما في اسم الإشارة من معنى البعد لما أنه إشارة إلى الشجرة التي نهى عن قربانها "[SUP]( [5] )[/SUP] .
وهذا التحول الشكلي على مستوى النص يشف عن دلالة غائبة لهذا التحول ، فاسم الإشارة ( هذه ) للإشارة للقريب يدل على الوجود الفعلي لآدم وحواء في الجنة ، والاستمتاع بالنعيم والإقامة ، فهي تشير إلى استمرارية مكانية قبل فعل الأكل ، وتؤكد الوجود الحقيقي للجنة بوصفها مكاناً واقعياً حقيقياً .
واستبدال هذه البنية ببنية مغايرة ( تلك ) بعد فعل الأكل يدل على مفارقة مكانية ، وفيه إشارة تمهيدية واستباق إشاري لما سيحدث من استبدال وضعي ، والمتمثل بالإهباط من الجنة والإبعاد عنها مكانة ومنزلة.
وقد كان التعبير عن المفارقة المكانية مع تدني المنزلة بقوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [SUP]( [6] )[/SUP] ، قال أبو السعود : الخطاب لآدم وحواء ـ عليهما السلام ـ والهبوط إلى موضع استقرار[SUP]( [7] )[/SUP] .
ثم بين ارتباط المفارقة المكانية مع سمو المنزلة المتحققة بقبول التوبة في قوله تعالى :قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) [SUP]( [8] )[/SUP] ، وقد عبر أبو السعود عن هذا التحول النصي بقوله : " ( اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ) كرر الأمر بالهبوط إيذاناًَ بتحتم مقتضاه وتحققه لا محالة ، ودفعاً لما عسى يقع في أمنيته ـ عليه السلام ـ من استتباع قبول التوبة للعفو عن ذلك وإظهار لنوع رأفة به ـ عليه السلام ـ لما بين الأمرين من الفرق النير ، كيف لا والأول مشوب بضرب سخط مذيل ببيان أن مهبطهم دار بلية وتعاد لا يخلدون فيها ، والثاني مقرون بوعد إيتاء الهدى المؤدي إلى النجاة والنجاح "[SUP]( [9] )[/SUP] .
ثم قال : " وفيه تنبيه على أن الحازم يكفيه بالردع عن مخالفة حكم الله تعالى مخافة الإهباط المقترن بأحد هذين الأمرين ، فكيف بالمقترن بهما فتأمل "[SUP]( [10] )[/SUP] .
فالعلامات الإشارية ( هذه – تلك ) رسمت عدة ثنائيات على مستوى النص الغائب :
القريب – البعيد .
الأعلى – الأسفل .
وهذه الثنائيات لأسماء الإشارة وتحولاتها تصب في ثنائية أخرى تجلت في ( الحضور – الغياب ) .
ويتوالى الترابط المكاني القيام على فهم إشارة ( الشجرة ) عند أبي السعود ، فيقول :
" قوله لهما : ) هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ([SUP] ( [11] )[/SUP] ، وقوله : ) مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ([SUP]( [12] )[/SUP] ومقاسمته لهما ) إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ([SUP]( [13] )[/SUP] ، وهذه الآيات مشعرة بأنه ـ عليه السلام ـ لم يؤمر بسكنى الجنة على وجه الخلود بل على وجه التكرمة والتشريف لما قلد من خلافة الأرض إلى حين البعث إليه "[SUP]( [14] )[/SUP] .
فالتحول النصي هنا تمثل بارتباط الإشارة ( الشجرة ) بنعت الخلود فشجرة الخلد هي " شجرة من أكل منها خلد ولم يمت أصلاً ، سواء كان على حاله أو بأن يكون ملكاً لقوله تعالى : ) إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ([SUP]( [15] ) ( [16] )[/SUP] .
فالشجرة تحولت في تصور آدم ـ عليه السلام ـ من كونها شجرة عادية سواء أكانت شجرة حنطة أو عنب أو تين[SUP]( [17] )[/SUP] إلى شجرة ذات ميزات وخصائص تمنح الخلود ، مع أن الشجرة هي هي لم يتغير منها شيء سوى المضمون المرتبط في التصور أو الذهن ، وهو ما يعبر عنه بالمدلول ، أو بتأويل الإشارة .
فقد جرى التحول في ظل ثنائية :
شجرة حنطة أو عنب أو تين
الدال
شجرة الخلد

المبحث الثالث
تطبيقات التحولات النصية
في لفظة (القميص ) في قصة يوسف ـ عليه السلام ـ​

تظهر الثنائية وتحولاتها النصية في مواضع عديدة في القرآن الكريم ، ومنها القميص في قصة يوسف ـ عليه السلام ـ إذ تكرر ذكره في السورة ثلاث مرات .
إن قميص يوسف ـ عليه السلام ـ كانت له سيميائية عالية في القصة ، إذ جسد الحضور الأول دلالة الغياب ، والثاني دلالة البراءة ، والثالث دلالة الحضور والوجود .
قال تعالى :قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [SUP] ( [1] )[/SUP] .
وقال تعالى :وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [SUP]( [2] )[/SUP] .
وقال تعالى : اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ [SUP]( [3] )[/SUP] .
ففي وجود القميص الذي غدا علامة وشفرة داخل النص المرتبط بوجود الدم والكذب في التمظهر الشكلي أو البنية السطحية للخطاب دال على القتل والإجرام في البنية العميقة ، وكل هذه البنى تدل على غياب الشخصية ( يوسف ) ولكن يعقوب عليه السلام اهتدى إلى فك شفرة هذه العلامة الكاذبة والدم المكذوب ، قال تعالى ) بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ( .
قال أبو السعود في وصف القميص : " أو بمعنى ذي كذب ، أي ملابس لكذب "[SUP]( [4] )[/SUP] .
أما القميص في حضوره الثاني على مستوى القصة ، فكان وحدة سيميائية دالة على البراءة بعد ما حاولت امرأة العزيز قلب دلالة الحدث ، قال أبو السعود في بيان وجه الاستدلال بالقميص على توجيه الاتهام ليوسف- عليه السلام -: " وهي وإن لم تصرح بأنه ـ عليه السلام ـ أراد بها سوءاً ، إلا أن كلامها حيث كان واضح الدلالة عليه أسند إليها الصدق والكذب بذلك الاعتبار ، فإنهم كما يعرضان للكلام باعتبار منطوقه يعرضان له باعتبار ما يستلزمه ، وبذلك الاعتبار يعترضان للإنشاءات "[SUP]( [5] )[/SUP] .
ثم ينتقل إلى كشف المضمون الإشاري للقميص بوصفه دليل براءة لكونه أقرب إلى الوقوع ، وأدل على المطلوب ، لأن الظاهر أن صورة الحال معلومة له على ما هي عليه ، إما مشاهدة أو إخباراً ، فهو إخبار بكذبها وصدقه ـ عليه السلام ـ ؛ وتعليق صدقها بما يستحيل وجوده من قد القميص من قبل ، فيكون محالاً لا محالة ، ومن ضرورته تقرر كذبها والثانية تعليق لصدقه ـ عليه السلام ـ بأمر محقق الوجود ، وهو القد من دبر فيكون محقق البتة[SUP]( [6] )[/SUP] .
ويشير أبو السعود إلى المعنى الذي تحدثه الإشارة المعبر عنها بـ(تأويل الإشارة ) بقوله : " ( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ ) كأنه لم يكن رأى ذلك بعد ، أو لم يتدبره ، فلما تنبه له وعلم حقيقة الحال (قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ) أي : الأمر الذي وقع فيه التشاجر ، وهو عبارة عن إرادة السوء التي أسندت إلى يوسف وتدبير عقوبته بقولها : ( مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا ) إلى آخر الكلام ؛ لكن لا من حيث صدور تلك الإرادة والإسناد عنها ، بل مع قطع النظر عن ذلك لئلا يخلو "[SUP]( [7] )[/SUP] .
وأخيراً جاء القميص في حضوره الثالث ليجسد سيميائية الحضور ليوسف- عليه السلام - إذ أصبح المؤثر الذي أبهج يعقوب -عليه السلام -، فبين القميص الأول رمز الادعاء بالغياب الوجودي المكذوب تتجلى هذه الوحدة السيميائية في خاتمة القصة لإثبات يقينية الوجود الفعلي.
فالقميص صار هنا بشيراً يقول أبو السعود : " ( أَلْقَاهُ ) ، أي : ألقى البشير القميص "[SUP]( [8] )[/SUP] .
وقال أبو السعود كاشفاً هذه التحولات الجارية على إشارات القميص في النص على عمومه بقوله : " كان في قميص يوسف ـ عليه السلام ـ ثلاث آيات : كان دليلاً ليعقوب على كذبهم ، وألقاه على وجهه فارتد بصيراً ، ودليلا على براءة يوسف ـ عليه السلام ـ حين قد من دبر "[SUP]( [9] )[/SUP] .
هذه الإشارات دالة على الوحدات السيميائية الموجودة في الخطاب القرآني ، نصاً ، وفي التفسير القرآني الذي كشف ثنائيات هذه التحولات .


الخاتمة
الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على خير خلقه ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
بعد هذا العرض الموجز لسيمائية التحولات النصية في تفسير أبي السعود ، أوجز أهم ما جاء فيه بما يأتي :
إمكانية تطبيق الدراسات الدلالية الحديثة على الخطاب القرآني ، وعلى جهود المفسرين ، إذ كشف هذا البحث عن دلالات جديدة مستقاة من المناهج الحديثة ، وأن المفسرين المسلمين سبقوا الغرب في التوصل إلى دلالات النص القرآني وإيحاءاته بوسائلهم ومناهجهم الخاصة .
إن النص القرآني نص ثري بتحولاته وإيماءاته ودلالاته ، وقد نجح المفسرون ( أبو السعود أنموذجاً ) في الكشف عن الدلالات التي توحيها المفردة القرآنية .
يرى الباحث أهمية التوسع في هذه الدراسات لتشمل ميادين بحثية أوسع سواء على صعيد السور أو على صعيد المفسرين .

والله من وراء القصد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله صحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





الهوامش

( [1] ) سورة الذاريات : الآيتان 33 ـ 34.
( 2 ) سورة هود : الآيتان 82 ـ 83 .
( 3 ) ينظر : لِسَان العَرَب ، لأبي الْفَضْل جمال الدِّين مُحَمَّد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ، (ت711هـ) ، دار صادر ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط1 ، 1968م : مادة ( سوم ) 12/314.
( 4 ) ينظر : جمهرة اللغة ، لأبي بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري بن دريد ، (ت321هـ) ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد ، الدكن ، 1345هـ : مادة ( سمي ) 3/448 .
( 5 ) سورة آل عمران : من الآية 14 .

( 6 ) ينظر : الصِّحَاح تَاج اللُّغَة وصحاح العَرَبِيّة ، لإسماعيل بن حماد الجوهري ، (ت393هـ) ، تحقيق : أَحْمَد عبد الغَفُوْر عطار ، دار العلم للملايين ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط2 ، 1407 هـ ـ 1987م : مادة ( سوم) 5/1955 ، و الْمُحِيط فِي اللُّغَة ، لكافي الكفاءة الصاحب إسماعيل بن عباد ، (ت385 هـ) ، تحقيق : مُحَمَّد حسن آل ياسين ، دار الحرية للطباعة ، بَغْدَاد ، 1398هـ ـ 1978م : مادة ( سوم ) 3/321 ، ولسان العرب : مادة ( سوم ) 12/314 ، وجَامِع الْبَيَان عن تأويل آي الْقُرْآن المعروف بـ(تَفْسِيْر الطَّبَري) ، لأبي جعفر مُحَمَّد بن جَرِير بن يزَيْد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطَّبَري، (ت310هـ) ، تحقيق : محمود مُحَمَّد شاكر وأحمد مُحَمَّد شاكر ، مؤسسة الرسالة ، مصر ، ط1 ، 1420 هـ ـ 2000م : 6/253 ، وتفسير ابن المنذر ، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، (ت318هـ) ، قدم له تحقيق : الدكتور سعد بن محمد السعد ، دار المآثر ، المدينة النبوية ، بلا تاريخ : 1/142 ، والكَشْف والْبَيَان ، لإبي إسحاق أحمد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري ، (ت427 هـ) ، تحقيق : الإمام أبي مُحَمَّد بن عاشور ، مراجعة وتدقيق : الأستاذ نظير الساعدي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1422 هـ ـ 2002م : 3/25 .
( 7 ) سورة آل عمران : من الآية 125 .
( 8 ) ينظر : تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ، (ت370 هـ) ، تحقيق : أحمد عبدالعليم البردوني ، مراجعة : علي محمد البجاوي ، الدار المصرية للتأليف والترجمة ، القاهرة ، مصر ، بلا تاريخ : مادة ( سوم ) 12/314 ، و المُفْرَدَات فِي غَرِيب الْقُرْآن ، لأبي القاسم الحسين بن مُحَمَّد المعروف بالراغب الأصفهاني ، (ت502هـ) ، دار القلم ، دمشق ، بلا تاريخ : 2/87 ، ولسان العرب : مادة ( سوم ) 12/314 ، و تفسير سفيان الثوري ، لأبي عبدالله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، (ت161 هـ) ، دار الكتب العلمية، بيروت ، ط1 ، 1403هـ : 80 ، وجامع البيان : 7/187، وتفسير ابن المنذر : 1/369.
( 9 ) سورة البقرة : من الآية 273.
( 10 ) تهذيب اللغة : مادة ( سوم ) 13/122 ، ولسان العرب : مادة ( سوم ) 12/314 ، وجامع البيان : 5/594 ، و الوَجِيْز فِي تَفْسِيْر الكِتَاب الْعَزِِيز ، لأبي الْحَسَن علي بن أَحْمَد الواحدي ، (ت468هـ) ، تحقيق : فوان عدنان داوودي ، دار القلم بيروت ، والدار الشامية بدمشق ، ط1 ، 1415 هـ : 1/75 ، و مَعَالِم التَّنْزِيل المعروف بـ(تَفْسِيْر البغوي) ، لأبي مُحَمَّد الحسين بن مسعود الفراء البغوي، (ت516هـ) ، تحقيق : خالد العك ، ومروان سوار ، دار المَعْرِفَة ، بَيْرُوْت ، ط2 ، 1407هـ ـ 1987م : 1/338.
( 11 ) جَامِع العلوم في اصطلاحات الفنون الملقب بدستور الْعُلَمَاء ، للقاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمدنِكري ، عرب عباراته الفارسية: حسن هاني فحص ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ، 1421 هـ ـ 2000م : 2/201 ، و الْمُعْجَم الوَسِيْط ، قام بإخراجه : إبْرَاهِيم مصطفى ، وأحمد حسن الزيات ، وحامد عبد القادر ، ومُحَمَّد علي النجار ، دار الدعوة ، تركيا ، ط3 ، 1989م : 1/973.
( 12 ) ينظر : السيميائية اتجاهات وأبعاد ، إبراهيم صدق ، محاضرات الملتقى الوطني الأول السيمياء والنص الأدبي ، فيفري ، الجزائر ، 2007م : 77 ، ونظريات السرد وموضوعها في المصطلح السردي، سعيد يقطين، مجلة علامات ، مكناس ، ع 6 سنة 1996 : 93 .
( 13 ) ينظر : السيمائية ، جميل حمداوي ، مجلة عالم الفكر ، الكويت ، المجلد 25 ، العدد 3 ، سنة 1997 : 79 .
( 14 ) ينظر : السيميائية أصولها ومناهجها ومصطلحاتها ، د . سعدية موسى عمر البشير ، ورقة علمية مقدمة إلى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، كلية اللغات ، بلا تاريخ : 7 .
( 15 ) المعجم الفلسفي ، للدكتور جميل صلبيا ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط1 ، 1971م : 256 .
( 16 ) هو فرديناند دي سوسير ، عالم لغوي سويسري ورائد علم اللغة الحديث. ولد سوسير في جنيف سنة (1857) ، وهو ينتمي لعائلة عرفت بعطائها العلمي في مجال العلوم الطبيعية . كان أول من أعتبر اللسانيات كفرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية أقترح دي سوسير تسميته semiology ويعرف حاليا بالسيميوتيك أو علم الإشارات . توفي سنة (1913م) . الموسوعة العربية العالمية ، مجموعة مؤلفين ، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ، الرياض ، ط1 ، بلا تاريخ : 53/496.
( 17 ) هو تشارلز ساندرز بيرس ، فيلسوف براغماتي أمريكي ، ولد سنة ( 1839م) . فيلسوف أمريكي ، كان له دور في نشر الفلسفة الذرائعية. وكان من الرواد الذين طوروا المنطق الرياضي. كما ساعد في تطوير دراسات الرموز أو السيميائية ، وهي تُعنى بالدلالات الرمزية للعلامات ، بالإضافة إلى الكلمات . توفي سنة ( 1914م) . الموسوعة العربية : 42/160.
( 18 ) ينظر : أسس السيميائية ، دانيال تشاندلر، المنظمة العربية للترجمة ، بيروت ، بلا تاريخ : ص 20 ـ 35 .
( 19 ) سورة البقرة : الآية 35 .
( 20 ) سورة الأعراف : الآيات 19 ـ 22 .
( 21 ) سورة طه : الآيتان 120 ـ 121 .

( 22 ) إِرْشَاد الْعَقْلِ السَّلِيمِ إلى مزايا الْقُرْآن الكريم . لأبي السعود مُحَمَّد بن مُحَمَّد العمادي ، (ت982هـ) ، دار إِحْيَاء التُرَاث العَرَبِيّ ، بَيْرُوْت ، بلا تاريخ : 1/91 .
( 23 ) المصدر نفسه : 3/221 .
( 24 ) سورة البقرة : الآية 36 .
( 25 ) إرشاد العقل السليم : 1/92.
( 26 ) سورة البقرة : الآية 38 .
( 27 ) إرشاد العقل السليم : 1/92.
( 28 ) المصدر نفسه : 1/92.
( 29 ) سورة طه : من الآية 120.
( 30 ) سورة الأعراف : من الآية 20 .
( 31 ) سورة الأعراف : من الآية 21 .
( 32 ) إرشاد العقل السليم : 1/91.
( 33 ) سورة الأعراف : من الآية 20 .
( 34 ) إرشاد العقل السليم : 6/47 .
( 35 ) المصدر نفسه : 1/91.
( 36 ) سورة يوسف : الآيتان 17 ـ 18 .
( 37 ) سورة يوسف : الآيات 25 ـ 28 .
( 38 ) سورة يوسف : الآيات 93 ـ 96 .
( 39 ) إرشاد العقل السليم : 4/260.
( 40 ) المصدر نفسه : 4/260.
( 41 ) ينظر : إرشاد العقل السليم : 4/260.
( 42 ) المصدر نفسه: 4/260.
( 43 ) المصدر السابق: 4/260.
( 44 ) إرشاد العقل السليم : 4/260.











المصادر والمراجع
بعد القرآن الكريم
1) إِرْشَاد الْعَقْلِ السَّلِيمِ إلى مزايا الْقُرْآن الكريم . لأبي السعود مُحَمَّد بن مُحَمَّد العمادي ، (ت982هـ) ، دار إِحْيَاء التُرَاث العَرَبِيّ ، بَيْرُوْت بلا تاريخ .
2) أسس السيميائية ، دانيال تشاندلر، المنظمة العربية للترجمة ، بيروت ، بلا تاريخ .
3) تفسير ابن المنذر ، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، (ت318هـ) ، قدم له تحقيق : الدكتور سعد بن محمد السعد ، دار المآثر ، المدينة النبوية ، بلا تاريخ .
4) تفسير سفيان الثوري ، لأبي عبدالله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، (ت161 هـ) ، دار الكتب العلمية، بيروت ، ط1 ، 1403هـ .
5) تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ، (ت370هـ) ، تحقيق : أحمد عبدالعليم البردوني ، مراجعة : علي محمد البجاوي ، الدار المصرية للتأليف والترجمة ، القاهرة ، مصر ، بلا تاريخ .
6) جَامِع الْبَيَان عن تأويل آي الْقُرْآن المعروف بـ(تَفْسِيْر الطَّبَري) ، لأبي جعفر مُحَمَّد بن جَرِير بن يزَيْد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطَّبَري، (ت310هـ) ، تحقيق : محمود مُحَمَّد شاكر وأحمد مُحَمَّد شاكر ، مؤسسة الرسالة ، مصر ، ط1 ، 1420 هـ ـ 2000م .
7) جَامِع العلوم في اصطلاحات الفنون الملقب بدستور الْعُلَمَاء ، للقاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمدنِكري ، عرب عباراته الفارسية: حسن هاني فحص ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ، 1421 هـ ـ 2000م .
8) جمهرة اللغة ، لأبي بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري بن دريد (ت321هـ) ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد الدكن ، 1345هـ .
9) السيمائية ، جميل حمداوي ، مجلة عالم الفكر ، الكويت ، المجلد 25 ، العدد 3 ، سنة 1997 .
10) السيميائية اتجاهات وأبعاد ، إبراهيم صدق ، محاضرات الملتقى الوطني الأول السيمياء والنص الأدبي ، فيفري ، الجزائر ، 2007م .
11) السيميائية أصولها ومناهجها و مصطلحاتها ، د . سعدية موسى عمر البشير ، ورقة علمية مقدمة إلى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية اللغات ، بلا تاريخ .
12) الصِّحَاح تَاج اللُّغَة وصحاح العَرَبِيّة ، لإسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ) ، تحقيق : أَحْمَد عبد الغَفُوْر عطار ، دار العلم للملايين ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط2 ، 1407 هـ ـ 1987م .
13) الكَشْف والْبَيَان ، لإبي إسحاق أحمد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري ، (ت427 هـ) ، تحقيق : الإمام أبي مُحَمَّد بن عاشور مراجعة وتدقيق : الأستاذ نظير الساعدي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1422 هـ ـ 2002م .
14) لِسَان العَرَب ، لأبي الْفَضْل جمال الدِّين مُحَمَّد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ، (ت711هـ) ، دار صادر ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط1 ، 1968م .
15) الْمُحِيط فِي اللُّغَة ، لكافي الكفاءة الصاحب إسماعيل بن عباد ، (ت385 هـ) ، تحقيق : مُحَمَّد حسن آل ياسين ، دار الحرية للطباعة ، بَغْدَاد ، 1398هـ ـ 1978م .
16) مَعَالِم التَّنْزِيل المعروف بـ(تَفْسِيْر البغوي) ، لأبي مُحَمَّد الحسين بن مسعود الفراء البغوي، (ت516هـ) ، تحقيق : خالد العك ، ومروان سوار ، دار المَعْرِفَة ، بَيْرُوْت ، ط2 ، 1407هـ ـ 1987م .
17) المعجم الفلسفي ، للدكتور جميل صلبيا ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط1 ، 1971م .
18) الْمُعْجَم الوَسِيْط ، قام بإخراجه : إبْرَاهِيم مصطفى ، وأحمد حسن الزيات ، وحامد عبد القادر ، ومُحَمَّد علي النجار ، دار الدعوة ، تركيا ، ط3 ، 1989م .
19) المُفْرَدَات فِي غَرِيب الْقُرْآن ، لأبي القاسم الحسين بن مُحَمَّد المعروف بالراغب الأصفهاني ، (ت502هـ) ، دار القلم ، دمشق بلا تاريخ .
20) الموسوعة العربية العالمية ، مجموعة مؤلفين ، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ، الرياض ، ط1 ، بلا تاريخ .
21) نظريات السرد وموضوعها في المصطلح السردي، سعيد يقطين، مجلة علامات ، مكناس ، ع 6 سنة 1996 .
22) الوَجِيْز فِي تَفْسِيْر الكِتَاب الْعَزِِيز ، لأبي الْحَسَن علي بن أَحْمَد الواحدي ، (ت468هـ) ، تحقيق : فوان عدنان داوودي ، دار القلم بيروت ، والدار الشامية بدمشق ، ط1 ، 1415 هـ .




















 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
هذا بحث كتبته قبل اربع سنوات وقد نشر في مجلة سر من رأى في جامعة سامراء ، واحببت ان انشره هنا للفائدة .
سائلا الله المولى القدير أن ينفع به .
(( ففي كل يوم يكتشف الباحثون وسائل جديدة لدراسة النصوص وجلاء ما فيها من مضامين ، ومن هذه الوسائل الدراسات السيميائية التي تسعى لتعرف مكان الإبداع في النص ، وهي من المصطلحات التي استخدمت في مجالات كثيرة منذ وقت مبكر ، لاسيما في مجال اللسانيات .
ومن المعلوم أن أعظم النصوص التي بين أيدينا وأرقاها قاطبة هو القرآن الكريم ، وما ارتبط به من علوم يأتي في مقدمتها تفسير القرآن الكريم .
ورغبة من الباحث بتطبيق هذا الأسلوب على تفسير القرآن الكريم لمعرفة المجالات التي يمكن أن تقدمها مثل هذه الدراسات من أجل استجلاء النص القرآني ، ومدى النفع المتحقق منها ، ارتأيت تطبيق هذا على تفسير العلامة أبي السعود المعروف بإرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، لما لهذا التفسير من أسلوب أدبي رفيع ، ولغة رصينة مميزة ، وحاولت الكشف عن التحولات النصية في الخطاب القرآني في هذا التفسير ، فكان هذا البحث الذي أسميته ( سيميائية التحولات النصية في تفسير أبي السعود ) .

وقد قسمته على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة :
عرفت في المبحث الأول السيميائية بإيجاز ، بالقدر الذي تتوضح فيه فكرتها للقارئ .


وفي المبحث الثاني تناولت تطبيقات التحولات النصية في لفظة (الشجرة ) في قصة آدم ـ عليه السلام ـ .
وفي المبحث الثالث تناولت تطبيقات التحولات النصية في لفظة (القميص ) الواردة في سورة يوسف ـ عليه السلام ـ .
وختمت البحث بخاتمة بينت فيها أهم النتائج والتوصيات .

آملاً أن أكون قد وفقت في إجراء التطبيقات السيميائية على النص القرآني .

والله ولي التوفيق

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المبحث الأول

تعريف السيميائية

لغة واصطلاحاً















تعريف السيميائية
أولاً ـ السيميائية لغة :
ورد لفظ ( السيميائية ) في معجمات اللغة وهو يدل على معنيين :
الأول : بمعنى العلامة ، قال ابن منظور : " والسُّومَةُ والسِّيمةُ والسِّيماء والسِّيمِياءُ العلامة ، وسَوَّمَ الفرسَ جعل عليه السِّيمة " ، وقوله عز وجل : لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ [SUP]( [1] )[/SUP] وقوله تعالى : فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ[SUP]( [2] )[/SUP] بعلامة يعلم بها أَنها ليست من حجارة الدنيا. وقال : " والأَصل في سيما وِسْمى فحوّلت الواو من موضع الفاء فوضعت في موضع العين كما قالوا ما أَطْيَبَهُ وأَيْطَبَه فصار سِوْمى ، وجعلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها[SUP]( [3] )[/SUP].[4]
وأصل السيمياء : العلامة التي يعلمون بها أنفسهم في الحرب[SUP]( 4)[/SUP] .
وورد هذا اللفظ في التنزيل العزيز ، وفسره اللغويون والمفسرون على أنه العلامة ، ومن ذلك قوله تعالى : وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ [SUP]( [5] )[/SUP]
قالوا : الخيل المُسَوَّمة هي التي عليها السِّيما والسُّومةُ وهي العلامة[SUP]( [6] )[/SUP] .
وقال تعالى : مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [SUP]( [7] )[/SUP] أَراد مُعَلَّمين[SUP]( [8] )[/SUP] .
وقال الله تعالى : تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ [SUP]( [9] )[/SUP] ، أي : بعلامتهم[SUP]( [10] )[/SUP] .

الثاني ـ بمعنى الصنعة ، وهو السحر و حاصله إحداث مثالات خيالية لا وجود لها في الحس[SUP]( [11] )[/SUP] .
والسيميائية مشتقه من المصطلح (السيمانتيك) وهو بدوره مشتق من الأصل اليوناني (سيميو) الذي يعني العلامة[SUP]( [12] )[/SUP] .
وبهذا تشترك اللغة العربية مع اللغة اليونانية في معنى اللفظة .
ثانياً ـ السيميائية اصطلاحاً:
تعرف السيميائية بأنها " لعبة التفكيك والتركيب ، وتحديد البنيات العميقة الثاوية وراء البنيات السطحية المتمظهرة فونولوجياً ودلالياً " . وهذا التعريف هو الأصح والأصدق للعلامة على الرغم من تشتت المفهوم بين الباحثين والعلماء في هذا المجال ، إلا أن الإجماع بين التراث والمعاصرة على أن السيميائية هي في حقيقتها دراسة واستحصال للدلالة الغائبة واستدعائها إلى حضيرة الإمكان والوجود بالمرور على التمظهر الشكلي للنص ، والذي غالباً ما يكون مشفراً ملغزاً وهو يمثل الدال ، أما الدلالة الغائبة خلف التمظهر الشكلي ، فتمثل المدلول المطلوب حضوره واسترداده[SUP]( [13] )[/SUP] .
إن هذا النص يبين أن الدراسة السيميائية ترتكز على وجود العلامة داخل النص والعلامة ما هي إلا تلميحات إشارية إلى تفصيلات قد أضمرت كلياً ، وإنما الذي يعيدها كلها أو جزءاً منها هو التواصل والخبرات السابقة .
ومصطلح ( السيمياء ) يرادف مصطلح (الدلالة) ، وقد بحث اللغويون العرب القدامى هذا المنهج في جهودهم الدلالية ، وبرز هذا التوجه في كتب غريب القرآن، ومجاز القرآن ، وكتب الوجوه والنظائر[SUP]( [14] )[/SUP] .

ولو شئنا اختيار تعريف موجز للسيميائية ، فهو : " مصطلح يقصد به البحث في معاني الكلمات ونشأتها وتطورها والآثار اللغويّة المترتبة على ذلك "[SUP]( [15] )[/SUP] .
ولتوضيح الفكرة أذكر أن أقصر تعريف للسيميائية هو " دراسة الإشارات " ، وأن الإشارات تشمل الكلمات والأصوات ولغة الجسد واللوحات والنصوص وكل ما ينوب عن شيء آخر ، وأي شيء يمكن أن يصبح إشارة , شرط أن يعني أمراً , أي : يحيل إلى شيء آخر أو ينوب عنه . وفي مجال التطبيق هناك أنموذجان : أحدهما يسمى نموذج سوسير[SUP]( [16] )[/SUP] السيميائي ، وهو يحدد الإشارة بأنها تتكون من دال و مدلول ، كلاهما نفسي محض ، وتسمى العلاقة بين الدال والمدلول بالدلالة .
مثال على هذا النموذج : كلمة ادفع على باب محل ، كلمة ادفع هي الدال ، أما المدلول فهو المفهوم الذي تولده هذا الكلمة : بمعنى أن المحل مفتوح للبيع والشراء وليس مغلقاً . أما الآخر فهو نموذج بيرس[SUP]( [17] )[/SUP] فهو يتكون من ثلاث : من الشكل الذي تتخذه الإشارة ، ويسمى بالمُمثل ، والمعنى الذي تحدثه الإشارة ، ويسمى بتأويل الإشارة ، والمرجع إليه ، ويسمى بالموجودة[SUP] ( [18] )[/SUP] .


المبحث الثاني

تطبيقات التحولات النصية
في لفظة (الشجرة ) في قصة آدم ـ عليه السلام ـ

من التطبيقات التي تكشف موقع العلامة أو الإشارة في الخطاب القرآني ، والتي كان لها حضور كبير داخل النص ودخلت في علاقات داخل السياق وتميزت بتحولها الدائم إلى مدلولات متعددة ، قصة ادم ـ عليه السلام ـ مع بؤرة الاختبار ( الشجرة ) التي نهي عن الأكل منها وفي ورودها أكثر من مرة لوحظ وجود تحولات نصية يجب الوقوف عندها والتحري الدقيق للمعاني المنضوية خلف النص الشكلي في ضوء تفسير أبي السعود ـ رحمه الله ـ .
قال تعالى : وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [SUP]( [1] )[/SUP] .
وقال تعالى :وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ [SUP]( [2] )[/SUP] .
وقال تعالى : فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى [SUP]( [3] )[/SUP] .
إن هذه الآيات تحذير من إغواء الشيطان الرجيم بعد الاختبار الأول للمخلوقات ، والأمر بالسجود لخليفة الله في الأرض ، إذ كشف هذا الاختبار أبعاد العلاقة المستقبلية بين آدم ـ عليه السلام ـ وبين إبليس ، إلا أن الاختبار الثاني المتمثل بالشجرة كشف أبعاد النفس الإنسانية ونوازعها .
ومن تحري العناصر المتحولة داخل النص القرآني في ضوء تفسير أبي السعود ، نجد أن الإشارة للشجرة قبل الأكل منها كان باسم الإشارة ( هذه ) ؛ يقول أبو السعود : " ( هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) نصب على أنه بدل من اسم الإشارة ، أو نعت له بتأويلها بمشتق ، أي : هذه الحاضرة من الشجرة ، أي : لا تأكلا منها ، وإنما علق النهي بالقربان منها مبالغة في تحريم الأكل ووجوب الاجتناب عنه "[SUP]( [4] )[/SUP] .
فقد أكد أبو السعود على المعنى المستفاد من اسم الإشارة ( هذه ) بقوله : (هذه الحاضرة من الشجرة ) وبقوله : ( بالقربان منها ) .
وفي سورة الأعراف نجد أن هنالك تحولاً مقصوداً في استبدال اسم الإشارة إلى ( تلك ) فنلاحظ أن استبدال بنية الإشارة وقع بعد فعل الأكل .
يقول أبو السعود : " ( عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ ) ما في اسم الإشارة من معنى البعد لما أنه إشارة إلى الشجرة التي نهى عن قربانها "[SUP]( [5] )[/SUP] .
وهذا التحول الشكلي على مستوى النص يشف عن دلالة غائبة لهذا التحول ، فاسم الإشارة ( هذه ) للإشارة للقريب يدل على الوجود الفعلي لآدم وحواء في الجنة ، والاستمتاع بالنعيم والإقامة ، فهي تشير إلى استمرارية مكانية قبل فعل الأكل ، وتؤكد الوجود الحقيقي للجنة بوصفها مكاناً واقعياً حقيقياً .
واستبدال هذه البنية ببنية مغايرة ( تلك ) بعد فعل الأكل يدل على مفارقة مكانية ، وفيه إشارة تمهيدية واستباق إشاري لما سيحدث من استبدال وضعي ، والمتمثل بالإهباط من الجنة والإبعاد عنها مكانة ومنزلة.
وقد كان التعبير عن المفارقة المكانية مع تدني المنزلة بقوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [SUP]( [6] )[/SUP] ، قال أبو السعود : الخطاب لآدم وحواء ـ عليهما السلام ـ والهبوط إلى موضع استقرار[SUP]( [7] )[/SUP] .
ثم بين ارتباط المفارقة المكانية مع سمو المنزلة المتحققة بقبول التوبة في قوله تعالى :قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) [SUP]( [8] )[/SUP] ، وقد عبر أبو السعود عن هذا التحول النصي بقوله : " ( اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ) كرر الأمر بالهبوط إيذاناًَ بتحتم مقتضاه وتحققه لا محالة ، ودفعاً لما عسى يقع في أمنيته ـ عليه السلام ـ من استتباع قبول التوبة للعفو عن ذلك وإظهار لنوع رأفة به ـ عليه السلام ـ لما بين الأمرين من الفرق النير ، كيف لا والأول مشوب بضرب سخط مذيل ببيان أن مهبطهم دار بلية وتعاد لا يخلدون فيها ، والثاني مقرون بوعد إيتاء الهدى المؤدي إلى النجاة والنجاح "[SUP]( [9] )[/SUP] .
ثم قال : " وفيه تنبيه على أن الحازم يكفيه بالردع عن مخالفة حكم الله تعالى مخافة الإهباط المقترن بأحد هذين الأمرين ، فكيف بالمقترن بهما فتأمل "[SUP]( [10] )[/SUP] .
فالعلامات الإشارية ( هذه – تلك ) رسمت عدة ثنائيات على مستوى النص الغائب :
القريب – البعيد .
الأعلى – الأسفل .
وهذه الثنائيات لأسماء الإشارة وتحولاتها تصب في ثنائية أخرى تجلت في ( الحضور – الغياب ) .
ويتوالى الترابط المكاني القيام على فهم إشارة ( الشجرة ) عند أبي السعود ، فيقول :
" قوله لهما : ) هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ([SUP] ( [11] )[/SUP] ، وقوله : ) مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ([SUP]( [12] )[/SUP] ومقاسمته لهما ) إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ([SUP]( [13] )[/SUP] ، وهذه الآيات مشعرة بأنه ـ عليه السلام ـ لم يؤمر بسكنى الجنة على وجه الخلود بل على وجه التكرمة والتشريف لما قلد من خلافة الأرض إلى حين البعث إليه "[SUP]( [14] )[/SUP] .
فالتحول النصي هنا تمثل بارتباط الإشارة ( الشجرة ) بنعت الخلود فشجرة الخلد هي " شجرة من أكل منها خلد ولم يمت أصلاً ، سواء كان على حاله أو بأن يكون ملكاً لقوله تعالى : ) إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ([SUP]( [15] ) ( [16] )[/SUP] .
فالشجرة تحولت في تصور آدم ـ عليه السلام ـ من كونها شجرة عادية سواء أكانت شجرة حنطة أو عنب أو تين[SUP]( [17] )[/SUP] إلى شجرة ذات ميزات وخصائص تمنح الخلود ، مع أن الشجرة هي هي لم يتغير منها شيء سوى المضمون المرتبط في التصور أو الذهن ، وهو ما يعبر عنه بالمدلول ، أو بتأويل الإشارة .
فقد جرى التحول في ظل ثنائية :
شجرة حنطة أو عنب أو تين
الدال
شجرة الخلد

المبحث الثالث
تطبيقات التحولات النصية
في لفظة (القميص ) في قصة يوسف ـ عليه السلام ـ​

تظهر الثنائية وتحولاتها النصية في مواضع عديدة في القرآن الكريم ، ومنها القميص في قصة يوسف ـ عليه السلام ـ إذ تكرر ذكره في السورة ثلاث مرات .
إن قميص يوسف ـ عليه السلام ـ كانت له سيميائية عالية في القصة ، إذ جسد الحضور الأول دلالة الغياب ، والثاني دلالة البراءة ، والثالث دلالة الحضور والوجود .
قال تعالى :قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [SUP] ( [1] )[/SUP] .
وقال تعالى :وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [SUP]( [2] )[/SUP] .
وقال تعالى : اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ [SUP]( [3] )[/SUP] .
ففي وجود القميص الذي غدا علامة وشفرة داخل النص المرتبط بوجود الدم والكذب في التمظهر الشكلي أو البنية السطحية للخطاب دال على القتل والإجرام في البنية العميقة ، وكل هذه البنى تدل على غياب الشخصية ( يوسف ) ولكن يعقوب عليه السلام اهتدى إلى فك شفرة هذه العلامة الكاذبة والدم المكذوب ، قال تعالى ) بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ( .
قال أبو السعود في وصف القميص : " أو بمعنى ذي كذب ، أي ملابس لكذب "[SUP]( [4] )[/SUP] .
أما القميص في حضوره الثاني على مستوى القصة ، فكان وحدة سيميائية دالة على البراءة بعد ما حاولت امرأة العزيز قلب دلالة الحدث ، قال أبو السعود في بيان وجه الاستدلال بالقميص على توجيه الاتهام ليوسف- عليه السلام -: " وهي وإن لم تصرح بأنه ـ عليه السلام ـ أراد بها سوءاً ، إلا أن كلامها حيث كان واضح الدلالة عليه أسند إليها الصدق والكذب بذلك الاعتبار ، فإنهم كما يعرضان للكلام باعتبار منطوقه يعرضان له باعتبار ما يستلزمه ، وبذلك الاعتبار يعترضان للإنشاءات "[SUP]( [5] )[/SUP] .
ثم ينتقل إلى كشف المضمون الإشاري للقميص بوصفه دليل براءة لكونه أقرب إلى الوقوع ، وأدل على المطلوب ، لأن الظاهر أن صورة الحال معلومة له على ما هي عليه ، إما مشاهدة أو إخباراً ، فهو إخبار بكذبها وصدقه ـ عليه السلام ـ ؛ وتعليق صدقها بما يستحيل وجوده من قد القميص من قبل ، فيكون محالاً لا محالة ، ومن ضرورته تقرر كذبها والثانية تعليق لصدقه ـ عليه السلام ـ بأمر محقق الوجود ، وهو القد من دبر فيكون محقق البتة[SUP]( [6] )[/SUP] .
ويشير أبو السعود إلى المعنى الذي تحدثه الإشارة المعبر عنها بـ(تأويل الإشارة ) بقوله : " ( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ ) كأنه لم يكن رأى ذلك بعد ، أو لم يتدبره ، فلما تنبه له وعلم حقيقة الحال (قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ) أي : الأمر الذي وقع فيه التشاجر ، وهو عبارة عن إرادة السوء التي أسندت إلى يوسف وتدبير عقوبته بقولها : ( مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا ) إلى آخر الكلام ؛ لكن لا من حيث صدور تلك الإرادة والإسناد عنها ، بل مع قطع النظر عن ذلك لئلا يخلو "[SUP]( [7] )[/SUP] .
وأخيراً جاء القميص في حضوره الثالث ليجسد سيميائية الحضور ليوسف- عليه السلام - إذ أصبح المؤثر الذي أبهج يعقوب -عليه السلام -، فبين القميص الأول رمز الادعاء بالغياب الوجودي المكذوب تتجلى هذه الوحدة السيميائية في خاتمة القصة لإثبات يقينية الوجود الفعلي.
فالقميص صار هنا بشيراً يقول أبو السعود : " ( أَلْقَاهُ ) ، أي : ألقى البشير القميص "[SUP]( [8] )[/SUP] .
وقال أبو السعود كاشفاً هذه التحولات الجارية على إشارات القميص في النص على عمومه بقوله : " كان في قميص يوسف ـ عليه السلام ـ ثلاث آيات : كان دليلاً ليعقوب على كذبهم ، وألقاه على وجهه فارتد بصيراً ، ودليلا على براءة يوسف ـ عليه السلام ـ حين قد من دبر "[SUP]( [9] )[/SUP] .
هذه الإشارات دالة على الوحدات السيميائية الموجودة في الخطاب القرآني ، نصاً ، وفي التفسير القرآني الذي كشف ثنائيات هذه التحولات .


الخاتمة
الحمد لله حق حمده ، والصلاة والسلام على خير خلقه ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
بعد هذا العرض الموجز لسيمائية التحولات النصية في تفسير أبي السعود ، أوجز أهم ما جاء فيه بما يأتي :
إمكانية تطبيق الدراسات الدلالية الحديثة على الخطاب القرآني ، وعلى جهود المفسرين ، إذ كشف هذا البحث عن دلالات جديدة مستقاة من المناهج الحديثة ، وأن المفسرين المسلمين سبقوا الغرب في التوصل إلى دلالات النص القرآني وإيحاءاته بوسائلهم ومناهجهم الخاصة .
إن النص القرآني نص ثري بتحولاته وإيماءاته ودلالاته ، وقد نجح المفسرون ( أبو السعود أنموذجاً ) في الكشف عن الدلالات التي توحيها المفردة القرآنية .
يرى الباحث أهمية التوسع في هذه الدراسات لتشمل ميادين بحثية أوسع سواء على صعيد السور أو على صعيد المفسرين .

والله من وراء القصد
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله صحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





الهوامش

( [1] ) سورة الذاريات : الآيتان 33 ـ 34.
( 2 ) سورة هود : الآيتان 82 ـ 83 .
( 3 ) ينظر : لِسَان العَرَب ، لأبي الْفَضْل جمال الدِّين مُحَمَّد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ، (ت711هـ) ، دار صادر ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط1 ، 1968م : مادة ( سوم ) 12/314.
( 4 ) ينظر : جمهرة اللغة ، لأبي بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري بن دريد ، (ت321هـ) ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد ، الدكن ، 1345هـ : مادة ( سمي ) 3/448 .
( 5 ) سورة آل عمران : من الآية 14 .

( 6 ) ينظر : الصِّحَاح تَاج اللُّغَة وصحاح العَرَبِيّة ، لإسماعيل بن حماد الجوهري ، (ت393هـ) ، تحقيق : أَحْمَد عبد الغَفُوْر عطار ، دار العلم للملايين ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط2 ، 1407 هـ ـ 1987م : مادة ( سوم) 5/1955 ، و الْمُحِيط فِي اللُّغَة ، لكافي الكفاءة الصاحب إسماعيل بن عباد ، (ت385 هـ) ، تحقيق : مُحَمَّد حسن آل ياسين ، دار الحرية للطباعة ، بَغْدَاد ، 1398هـ ـ 1978م : مادة ( سوم ) 3/321 ، ولسان العرب : مادة ( سوم ) 12/314 ، وجَامِع الْبَيَان عن تأويل آي الْقُرْآن المعروف بـ(تَفْسِيْر الطَّبَري) ، لأبي جعفر مُحَمَّد بن جَرِير بن يزَيْد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطَّبَري، (ت310هـ) ، تحقيق : محمود مُحَمَّد شاكر وأحمد مُحَمَّد شاكر ، مؤسسة الرسالة ، مصر ، ط1 ، 1420 هـ ـ 2000م : 6/253 ، وتفسير ابن المنذر ، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، (ت318هـ) ، قدم له تحقيق : الدكتور سعد بن محمد السعد ، دار المآثر ، المدينة النبوية ، بلا تاريخ : 1/142 ، والكَشْف والْبَيَان ، لإبي إسحاق أحمد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري ، (ت427 هـ) ، تحقيق : الإمام أبي مُحَمَّد بن عاشور ، مراجعة وتدقيق : الأستاذ نظير الساعدي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1422 هـ ـ 2002م : 3/25 .
( 7 ) سورة آل عمران : من الآية 125 .
( 8 ) ينظر : تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ، (ت370 هـ) ، تحقيق : أحمد عبدالعليم البردوني ، مراجعة : علي محمد البجاوي ، الدار المصرية للتأليف والترجمة ، القاهرة ، مصر ، بلا تاريخ : مادة ( سوم ) 12/314 ، و المُفْرَدَات فِي غَرِيب الْقُرْآن ، لأبي القاسم الحسين بن مُحَمَّد المعروف بالراغب الأصفهاني ، (ت502هـ) ، دار القلم ، دمشق ، بلا تاريخ : 2/87 ، ولسان العرب : مادة ( سوم ) 12/314 ، و تفسير سفيان الثوري ، لأبي عبدالله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، (ت161 هـ) ، دار الكتب العلمية، بيروت ، ط1 ، 1403هـ : 80 ، وجامع البيان : 7/187، وتفسير ابن المنذر : 1/369.
( 9 ) سورة البقرة : من الآية 273.
( 10 ) تهذيب اللغة : مادة ( سوم ) 13/122 ، ولسان العرب : مادة ( سوم ) 12/314 ، وجامع البيان : 5/594 ، و الوَجِيْز فِي تَفْسِيْر الكِتَاب الْعَزِِيز ، لأبي الْحَسَن علي بن أَحْمَد الواحدي ، (ت468هـ) ، تحقيق : فوان عدنان داوودي ، دار القلم بيروت ، والدار الشامية بدمشق ، ط1 ، 1415 هـ : 1/75 ، و مَعَالِم التَّنْزِيل المعروف بـ(تَفْسِيْر البغوي) ، لأبي مُحَمَّد الحسين بن مسعود الفراء البغوي، (ت516هـ) ، تحقيق : خالد العك ، ومروان سوار ، دار المَعْرِفَة ، بَيْرُوْت ، ط2 ، 1407هـ ـ 1987م : 1/338.
( 11 ) جَامِع العلوم في اصطلاحات الفنون الملقب بدستور الْعُلَمَاء ، للقاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمدنِكري ، عرب عباراته الفارسية: حسن هاني فحص ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ، 1421 هـ ـ 2000م : 2/201 ، و الْمُعْجَم الوَسِيْط ، قام بإخراجه : إبْرَاهِيم مصطفى ، وأحمد حسن الزيات ، وحامد عبد القادر ، ومُحَمَّد علي النجار ، دار الدعوة ، تركيا ، ط3 ، 1989م : 1/973.
( 12 ) ينظر : السيميائية اتجاهات وأبعاد ، إبراهيم صدق ، محاضرات الملتقى الوطني الأول السيمياء والنص الأدبي ، فيفري ، الجزائر ، 2007م : 77 ، ونظريات السرد وموضوعها في المصطلح السردي، سعيد يقطين، مجلة علامات ، مكناس ، ع 6 سنة 1996 : 93 .
( 13 ) ينظر : السيمائية ، جميل حمداوي ، مجلة عالم الفكر ، الكويت ، المجلد 25 ، العدد 3 ، سنة 1997 : 79 .
( 14 ) ينظر : السيميائية أصولها ومناهجها ومصطلحاتها ، د . سعدية موسى عمر البشير ، ورقة علمية مقدمة إلى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، كلية اللغات ، بلا تاريخ : 7 .
( 15 ) المعجم الفلسفي ، للدكتور جميل صلبيا ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط1 ، 1971م : 256 .
( 16 ) هو فرديناند دي سوسير ، عالم لغوي سويسري ورائد علم اللغة الحديث. ولد سوسير في جنيف سنة (1857) ، وهو ينتمي لعائلة عرفت بعطائها العلمي في مجال العلوم الطبيعية . كان أول من أعتبر اللسانيات كفرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية أقترح دي سوسير تسميته semiology ويعرف حاليا بالسيميوتيك أو علم الإشارات . توفي سنة (1913م) . الموسوعة العربية العالمية ، مجموعة مؤلفين ، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ، الرياض ، ط1 ، بلا تاريخ : 53/496.
( 17 ) هو تشارلز ساندرز بيرس ، فيلسوف براغماتي أمريكي ، ولد سنة ( 1839م) . فيلسوف أمريكي ، كان له دور في نشر الفلسفة الذرائعية. وكان من الرواد الذين طوروا المنطق الرياضي. كما ساعد في تطوير دراسات الرموز أو السيميائية ، وهي تُعنى بالدلالات الرمزية للعلامات ، بالإضافة إلى الكلمات . توفي سنة ( 1914م) . الموسوعة العربية : 42/160.
( 18 ) ينظر : أسس السيميائية ، دانيال تشاندلر، المنظمة العربية للترجمة ، بيروت ، بلا تاريخ : ص 20 ـ 35 .
( 19 ) سورة البقرة : الآية 35 .
( 20 ) سورة الأعراف : الآيات 19 ـ 22 .
( 21 ) سورة طه : الآيتان 120 ـ 121 .

( 22 ) إِرْشَاد الْعَقْلِ السَّلِيمِ إلى مزايا الْقُرْآن الكريم . لأبي السعود مُحَمَّد بن مُحَمَّد العمادي ، (ت982هـ) ، دار إِحْيَاء التُرَاث العَرَبِيّ ، بَيْرُوْت ، بلا تاريخ : 1/91 .
( 23 ) المصدر نفسه : 3/221 .
( 24 ) سورة البقرة : الآية 36 .
( 25 ) إرشاد العقل السليم : 1/92.
( 26 ) سورة البقرة : الآية 38 .
( 27 ) إرشاد العقل السليم : 1/92.
( 28 ) المصدر نفسه : 1/92.
( 29 ) سورة طه : من الآية 120.
( 30 ) سورة الأعراف : من الآية 20 .
( 31 ) سورة الأعراف : من الآية 21 .
( 32 ) إرشاد العقل السليم : 1/91.
( 33 ) سورة الأعراف : من الآية 20 .
( 34 ) إرشاد العقل السليم : 6/47 .
( 35 ) المصدر نفسه : 1/91.
( 36 ) سورة يوسف : الآيتان 17 ـ 18 .
( 37 ) سورة يوسف : الآيات 25 ـ 28 .
( 38 ) سورة يوسف : الآيات 93 ـ 96 .
( 39 ) إرشاد العقل السليم : 4/260.
( 40 ) المصدر نفسه : 4/260.
( 41 ) ينظر : إرشاد العقل السليم : 4/260.
( 42 ) المصدر نفسه: 4/260.
( 43 ) المصدر السابق: 4/260.
( 44 ) إرشاد العقل السليم : 4/260.











المصادر والمراجع
بعد القرآن الكريم
1) إِرْشَاد الْعَقْلِ السَّلِيمِ إلى مزايا الْقُرْآن الكريم . لأبي السعود مُحَمَّد بن مُحَمَّد العمادي ، (ت982هـ) ، دار إِحْيَاء التُرَاث العَرَبِيّ ، بَيْرُوْت بلا تاريخ .
2) أسس السيميائية ، دانيال تشاندلر، المنظمة العربية للترجمة ، بيروت ، بلا تاريخ .
3) تفسير ابن المنذر ، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، (ت318هـ) ، قدم له تحقيق : الدكتور سعد بن محمد السعد ، دار المآثر ، المدينة النبوية ، بلا تاريخ .
4) تفسير سفيان الثوري ، لأبي عبدالله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، (ت161 هـ) ، دار الكتب العلمية، بيروت ، ط1 ، 1403هـ .
5) تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ، (ت370هـ) ، تحقيق : أحمد عبدالعليم البردوني ، مراجعة : علي محمد البجاوي ، الدار المصرية للتأليف والترجمة ، القاهرة ، مصر ، بلا تاريخ .
6) جَامِع الْبَيَان عن تأويل آي الْقُرْآن المعروف بـ(تَفْسِيْر الطَّبَري) ، لأبي جعفر مُحَمَّد بن جَرِير بن يزَيْد بن خالد بن كثير بن غالب الآملي الطَّبَري، (ت310هـ) ، تحقيق : محمود مُحَمَّد شاكر وأحمد مُحَمَّد شاكر ، مؤسسة الرسالة ، مصر ، ط1 ، 1420 هـ ـ 2000م .
7) جَامِع العلوم في اصطلاحات الفنون الملقب بدستور الْعُلَمَاء ، للقاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمدنِكري ، عرب عباراته الفارسية: حسن هاني فحص ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط1 ، 1421 هـ ـ 2000م .
8) جمهرة اللغة ، لأبي بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري بن دريد (ت321هـ) ، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد الدكن ، 1345هـ .
9) السيمائية ، جميل حمداوي ، مجلة عالم الفكر ، الكويت ، المجلد 25 ، العدد 3 ، سنة 1997 .
10) السيميائية اتجاهات وأبعاد ، إبراهيم صدق ، محاضرات الملتقى الوطني الأول السيمياء والنص الأدبي ، فيفري ، الجزائر ، 2007م .
11) السيميائية أصولها ومناهجها و مصطلحاتها ، د . سعدية موسى عمر البشير ، ورقة علمية مقدمة إلى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية اللغات ، بلا تاريخ .
12) الصِّحَاح تَاج اللُّغَة وصحاح العَرَبِيّة ، لإسماعيل بن حماد الجوهري (ت393هـ) ، تحقيق : أَحْمَد عبد الغَفُوْر عطار ، دار العلم للملايين ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط2 ، 1407 هـ ـ 1987م .
13) الكَشْف والْبَيَان ، لإبي إسحاق أحمد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري ، (ت427 هـ) ، تحقيق : الإمام أبي مُحَمَّد بن عاشور مراجعة وتدقيق : الأستاذ نظير الساعدي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1422 هـ ـ 2002م .
14) لِسَان العَرَب ، لأبي الْفَضْل جمال الدِّين مُحَمَّد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ، (ت711هـ) ، دار صادر ، بَيْرُوْت ، لَبْنَان ، ط1 ، 1968م .
15) الْمُحِيط فِي اللُّغَة ، لكافي الكفاءة الصاحب إسماعيل بن عباد ، (ت385 هـ) ، تحقيق : مُحَمَّد حسن آل ياسين ، دار الحرية للطباعة ، بَغْدَاد ، 1398هـ ـ 1978م .
16) مَعَالِم التَّنْزِيل المعروف بـ(تَفْسِيْر البغوي) ، لأبي مُحَمَّد الحسين بن مسعود الفراء البغوي، (ت516هـ) ، تحقيق : خالد العك ، ومروان سوار ، دار المَعْرِفَة ، بَيْرُوْت ، ط2 ، 1407هـ ـ 1987م .
17) المعجم الفلسفي ، للدكتور جميل صلبيا ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط1 ، 1971م .
18) الْمُعْجَم الوَسِيْط ، قام بإخراجه : إبْرَاهِيم مصطفى ، وأحمد حسن الزيات ، وحامد عبد القادر ، ومُحَمَّد علي النجار ، دار الدعوة ، تركيا ، ط3 ، 1989م .
19) المُفْرَدَات فِي غَرِيب الْقُرْآن ، لأبي القاسم الحسين بن مُحَمَّد المعروف بالراغب الأصفهاني ، (ت502هـ) ، دار القلم ، دمشق بلا تاريخ .
20) الموسوعة العربية العالمية ، مجموعة مؤلفين ، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ، الرياض ، ط1 ، بلا تاريخ .
21) نظريات السرد وموضوعها في المصطلح السردي، سعيد يقطين، مجلة علامات ، مكناس ، ع 6 سنة 1996 .
22) الوَجِيْز فِي تَفْسِيْر الكِتَاب الْعَزِِيز ، لأبي الْحَسَن علي بن أَحْمَد الواحدي ، (ت468هـ) ، تحقيق : فوان عدنان داوودي ، دار القلم بيروت ، والدار الشامية بدمشق ، ط1 ، 1415 هـ .




















 
عودة
أعلى