سياق {الحمد لله رب العالمين}

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
57
الإقامة
مصر
اختلف أهل التفسير في المراد بالعالمين في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} على سبعة أقوال(1):

القول الأول: الإنس والجن، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا}(الفرقان:1).
القول الثاني: جميع المخلوقات، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ () قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (الشعراء:23،24). واستدلوا كذلك باللغة فالعالمين من العلامة فكل مخلوق به علامات تدل على مُوجِده أي خالقه.
القول الثالث: أهل كل زمان من الناس، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} (الشعراء:165).
القول الرابع: كل ذي روح، قيل الروحانيون وقيل المرتزقون.
القول الخامس: الملائكة.
القول السادس: أنهم الأمم التي تعقل بخلاف البهائم ونحوها التي لا تعقل.
القول السابع: كل المخلوقات عدا الجماد.

وكل قول من هذه الأقوال له شاهد من القرآن أو اللغة.

وأكثر العلماء يختار القول الثاني، لكن لماذا كان القول الثاني أوفر حظا؟

إنه السياق ...

ونعني بالسياق: سياق الآية، ثم سياق الفقرة التي وردت فيها الآية، ثم سياق السورة وموضوعها.

والسورة موضوعها الدعاء، وافتُتِح الدعاء بتعظيم المسئول وتمجيده، ليكون السؤال أدعى للإجابة، فناسب أن يكون معنى العالمين كل المخلوقات؛ لأن التعظيم يقتضي العموم، وكذلك سياق آية الشعراء فإنها تمجيد وتعظيم، فلما اتحد السياق ناسب تفسير آية الفاتحة بآية الشعراء، بخلاف الآيات الأخرى، فإن السياق مختلف، ويشهد لصدق ذلك أصل المادة في اللغة.
ومن هذا ندرك أهمية السياق في إدراك معاني القرآن وتدبره.

لكن يبقى السؤال:
لماذا كان رب العالمين أحكم من قولنا في غير القرآن: رب الملكوت، أو رب المخلوقين،
أو رب السماوات والأرض أو نحو ذلك؟


---------------
(1) المصادر: تفسير سورة الفاتحة عند الطبري، والزمخشري، والقرطبي، وابن كثير.
 
وقيل في العالمين قول جامع لبعض معاني الاقوال المتقدمة وهو لمكي في قوله:
العالم: جميع الخلق الموجود في كل زمان.
 
إجابة موفقه، بارك الله فيك،

وخاصة في رب السماوات والأرض

فانظر في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (سبأ : 1 )

ولاحظ أن السياق متحد وهو سياق الحمد، فقد عطف الله سبحانه وتعالى في الآخرة على السموات والأرض، ليفيد العموم في كل زمان.

وعموما هذا وجه نرجو أن يكون من أوجه حكمة هذا اللفظ القرآني الكريم، وأظن أن هناك أوجه أخرى.

خاصة وأن رب المخلوقين فيها استغراق لكل زمان،
فنحتاج لمزيد تدبر لنتلمس حكمة اللفظ في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}، وأنها أحكم من قولنا: رب المخلوقين؟
 
عودة
أعلى