المعتزبالله محمد
New member
اختلف أهل التفسير في المراد بالعالمين في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} على سبعة أقوال(1):
القول الأول: الإنس والجن، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا}(الفرقان:1).
القول الثاني: جميع المخلوقات، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ () قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (الشعراء:23،24). واستدلوا كذلك باللغة فالعالمين من العلامة فكل مخلوق به علامات تدل على مُوجِده أي خالقه.
القول الثالث: أهل كل زمان من الناس، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} (الشعراء:165).
القول الرابع: كل ذي روح، قيل الروحانيون وقيل المرتزقون.
القول الخامس: الملائكة.
القول السادس: أنهم الأمم التي تعقل بخلاف البهائم ونحوها التي لا تعقل.
القول السابع: كل المخلوقات عدا الجماد.
وكل قول من هذه الأقوال له شاهد من القرآن أو اللغة.
وأكثر العلماء يختار القول الثاني، لكن لماذا كان القول الثاني أوفر حظا؟
إنه السياق ...
ونعني بالسياق: سياق الآية، ثم سياق الفقرة التي وردت فيها الآية، ثم سياق السورة وموضوعها.
والسورة موضوعها الدعاء، وافتُتِح الدعاء بتعظيم المسئول وتمجيده، ليكون السؤال أدعى للإجابة، فناسب أن يكون معنى العالمين كل المخلوقات؛ لأن التعظيم يقتضي العموم، وكذلك سياق آية الشعراء فإنها تمجيد وتعظيم، فلما اتحد السياق ناسب تفسير آية الفاتحة بآية الشعراء، بخلاف الآيات الأخرى، فإن السياق مختلف، ويشهد لصدق ذلك أصل المادة في اللغة.
لكن يبقى السؤال:
---------------
(1) المصادر: تفسير سورة الفاتحة عند الطبري، والزمخشري، والقرطبي، وابن كثير.
القول الأول: الإنس والجن، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {ليكون للعالمين نذيرا}(الفرقان:1).
القول الثاني: جميع المخلوقات، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ () قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (الشعراء:23،24). واستدلوا كذلك باللغة فالعالمين من العلامة فكل مخلوق به علامات تدل على مُوجِده أي خالقه.
القول الثالث: أهل كل زمان من الناس، واستشهدوا على ذلك بقوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} (الشعراء:165).
القول الرابع: كل ذي روح، قيل الروحانيون وقيل المرتزقون.
القول الخامس: الملائكة.
القول السادس: أنهم الأمم التي تعقل بخلاف البهائم ونحوها التي لا تعقل.
القول السابع: كل المخلوقات عدا الجماد.
وكل قول من هذه الأقوال له شاهد من القرآن أو اللغة.
وأكثر العلماء يختار القول الثاني، لكن لماذا كان القول الثاني أوفر حظا؟
إنه السياق ...
ونعني بالسياق: سياق الآية، ثم سياق الفقرة التي وردت فيها الآية، ثم سياق السورة وموضوعها.
والسورة موضوعها الدعاء، وافتُتِح الدعاء بتعظيم المسئول وتمجيده، ليكون السؤال أدعى للإجابة، فناسب أن يكون معنى العالمين كل المخلوقات؛ لأن التعظيم يقتضي العموم، وكذلك سياق آية الشعراء فإنها تمجيد وتعظيم، فلما اتحد السياق ناسب تفسير آية الفاتحة بآية الشعراء، بخلاف الآيات الأخرى، فإن السياق مختلف، ويشهد لصدق ذلك أصل المادة في اللغة.
ومن هذا ندرك أهمية السياق في إدراك معاني القرآن وتدبره.
لكن يبقى السؤال:
لماذا كان رب العالمين أحكم من قولنا في غير القرآن: رب الملكوت، أو رب المخلوقين،
أو رب السماوات والأرض أو نحو ذلك؟
أو رب السماوات والأرض أو نحو ذلك؟
---------------
(1) المصادر: تفسير سورة الفاتحة عند الطبري، والزمخشري، والقرطبي، وابن كثير.