سورة في التنزيل ليس فيها إلا جملة واحدة !

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
717
مستوى التفاعل
35
النقاط
28
سورة في التنزيل ليس فيها إلا جملة واحدة !

قال الشافعي رحمه الله عن سورة (العصر):

"لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم" وفي رواية : " لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم"

والعجيب في الأمر أن هذه السورة الواسعة مكونة من جملة وحيدة...

وقد يقال :

"إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ " جملة تامة

"تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ " جملة تامة

"َتَواصَوْا بِالصَّبْرِ" جملة تامة...هذه ثلاث جمل فكيف تزعم أن السورة مكونة من جملة واحدة؟

الجواب:

تلك الجمل فرعية لا تستقل بنفسها وهي أجزاء من الجملة الأم وهي واحدة...ولبيان ذلك نقترح أن تقرأ السورة بالتراجع – من الختم إلى البدء-

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

الجملتان معطوفتان ومن ثم لا بد أن تتصلا بالمعطوف عليه ومحال أن تستقلا عن المعطوف عليه لا في التركيب ولا في الدلالة....

فما المعطوف عليه في السورة ؟

الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

لكن هذا المعطوف عليه هو نفسه لا يستقل بنفسه فهو مستثنى :

إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

ولا يعقل( مستثنى) بدون( مستثنى منه) – ظاهر أو مقدر- فلا بد له من صلة بالمستثنى منه وإلا كان الكلام لغوا...

المستثنى منه في السورة هو :

إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ [العصر : 2]

لكن هذا المستثنى منه هو (مقسم عليه) فلابد له من (مقسم به)

وهذا (المقسم به) هو :

وَالْعَصْرِ [العصر : 1]

وهكذا لا نصل بالتراجع إلى بداية الجملة إلا في بداية السورة....

ونقول على الترتيب العادي :

السورة كلها جملة قسمية واحدة ، مقسم به ومقسم عليه.

المقسم عليه مستثنى ومستتثنى منه

والاستثناء عاطف ومعطوف عليه!!
 
عودة
أعلى