سورة الكهف تلاوة وتدبرا

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,554
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
تفسير سورة الكهف من 1- 26
من كتاب تيسر المنان مختصر جامع البيان للإمام الطبري

(1)- [ الْحَمْدُ لِلَّهِ ] الذي خص برسالته محمدًا وانتخبه لبلاغها عنه، فابتعثه إلى خلقه نبيًا مرسلاً [ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ ] وأنزل عليه كتابه [ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً ] لا عوج فيه، ولا ميل عن الحق.
(2)- [ قَيِّماً ] مستقيمًا لا اختلاف فيه ولا تفاوت، بل بعضه يصدق بعضًا، وبعضه يشهد لبعض [ لِّيُنذِرَ ] لينذركم أيها الناس من الله [ بَأْساً شَدِيداً ] العذاب العاجل، والنكال الحاضر والسطوة [ مِّن لَّدُنْهُ ] من عند الله [ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ ] المصدقين الله ورسوله [ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ ] وهو العمل بما أمر الله به، والانتهاء عما نهى الله عنه [ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ] ثوابًا جزيلاً لهم من الله على إيمانهم بالله ورسوله، وعملهم في الدنيا الصالحات من الأعمال، وذلك الثواب: هو الجنة.
(3)- [ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً ] خالدين، لا ينتقلون عنه.
(4)- [ وَيُنذِرَ ] ويحذر أيضًا محمدٌ القومَ [ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ] من مشركي قومه وغيرهم، بأسَ الله وعاجلَ نقمتِهِ، وآجلَ عذابِهِ، على قولهم ذلك.
(5)- [ مَا لَهُم] ما لهؤلاء القائلين هذا القول [ بِهِ ] بالله [ مِنْ عِلْمٍ ] أنه لا يجوز أن يكون له ولد، فلجهلهم بالله وعظمته قالوا ذلك [ وَلاَ لآبَائِهِمْ ] الذين مضوا قبلهم على مثل الذي هم عليه اليوم، [ما] كان لهم بالله وبعظمته علم [ كَبُرَتْ كَلِمَةً ] التي قالوها [ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ] تظهر على أفواههم[ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً ] ما يقول هؤلاء القائلون (اتخذ الله ولدًا) إلا كذبًا وفرية افتروها على الله.
(6)- [ فَلَعَلَّكَ ] يا محمد [ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ ] قاتل نفسك ومهلكها، حزنًا وتلهفًا ووجدًا، بإدبارهم عنك، وإعراضهم عما أتيتهم به [ عَلَى آثَارِهِمْ ] آثار قومك [ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا ] تمردًا منهم على ربهم [بِهَذَا الحَدِيثِ ] بهذا الكتاب الذي أنزلته عليك، فيصدقوا بأنه من عند الله [ أَسَفاً ] غضبًا وحزنًا عليهم.
(7)- [ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا ] زينة للأرض [ لِنَبْلُوَهُمْ ] لنختبر عبادنا [ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ] أيهم أترك لها وأتبع لأمرنا ونهينا وأعمل فيها بطاعتنا. (8)- [ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ ] لمخرّبوها بعد [عمارتنا إياها] [ مَا عَلَيْهَا ] ما جعلنا عليها من الزينة فمصيروها [ صَعِيداً جُرُزاً ] لا نبات عليها ولا زرع ولا غرس. (9)- [ أَمْ حَسِبْتَ ] يا محمد [ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ] ] كهف الجبل الذي أوى إليه القوم الذين قصّ الله شأنهم [ وَالرَّقِيمِ ] ذلك لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف[ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ] فإن ما خلقت من السماوات والأرض، وما فيهنّ من العجائب أعجب من أمر أصحاب الكهف، وحجتي بكل ذلك ثابتة على هؤلاء المشركين من قومك، وغيرهم من سائر عبادي.
(10)- [ إِذْ ] حين [أَوَى الفِتْيَةُ ] أصحاب الكهف [ إِلَى الكَهْفِ ] هربا بدينهم إلى الله [ فَقَالُوا ] إذ [أووا إليه] [ رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ] رغبة منهم إلى ربهم، في أن يرزقهم من عنده رحمة [ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا] يسر لنا بما نبتغي وما نلتمس من رضاك والهرب من الكفر بك، ومن عبادة الأوثان التي يدعونا إليها قومنا[ رَشَداً ] سدادا إلى العمل بالذي تحبّ .
(11)- [ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ ] ألقينا عليهم النوم [ فِي الكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ] سنين معدودة. (12)- [ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ ] بعثنا هؤلاء الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف من رقدتهم [ لِنَعْلَمَ ] لينظر عبادي فيعلموا بالبحث [ أَيُّ الحِزْبَيْنِ ] أيُّ الطائفتين اللتين اختلفتا [ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً ] في قدر مبلغ مكث الفتية في كهفهم رقودًا عددًا. (13)- [ نَحْنُ] يا محمد [نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم ] خبر هؤلاء الفتية الذين أوَوْا إلى الكهف [ بِالْحَقِّ ] بالصدق واليقين الذي لا شك فيه [ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ ] إلى إيمانهم بربهم [ هُدًى] إيمانا، وبصيرة بدينهم، حتى صبروا على هجران دار قومهم، والهرب من بين أظهرهم بدينهم إلى الله، وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش ولينه،إلى خشونة المكث في كهف الجبل.
(14)- [
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ ] وألهمناهم الصبر، وشددنا قلوبهم بنور الإيمان حتى عزفت أنفسهم عما كانوا عليه من خفض العيش [ إِذْ قَامُوا ] حين قاموا بين يدي الجبار دقينوس [ فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ] ملك السماوات والأرض وما فيهما من شيء، وآلهتك مربوبة، وغير جائز لنا أن نترك عبادة الربّ ونعبد المربوب [لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً ] لأنه لا إله غيره، وإن كلّ ما دونه فهو خلقه [ لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ] غاليا من الكذب، مجاوزا مقداره في البطول [البطلان] والغلوّ.
(15)- [ هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ] يعبدونها من دونه [ لَّوْلا] هلا [ يَأْتُونَ عَلَيْهِم ] على عبادتهم إياها [ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ] بحجة بينة [ فَمَنْ أَظْلَمُ ] أشدّ اعتداء وإشراكا بالله [ مِمَّنِ افْتَرَى ] اختلق فتخرّص [ عَلَى اللَّهِ كَذِبا ] وأشرك مع الله في سلطانه شريكا يعبده دونه، ويتخذه إلها.
(16)- [ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوَهُمْ ] اعتزلتم أيها الفتية قومكم الذين اتخذوا من دون الله آلهة [ وَمَا يَعْبُدُونَ] من الآلهة [ إِلاَّ اللَّهَ] سوى الله [ فَأْوُوا إِلَى الكَهْفِ ] فصيروا إلى غار الجبل [ يَنشُرْ لَكُمْ ] يبسط لكم [ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ ] بتيسيره لكم المخرج من الأمر الذي قد رُمِيتم به [ وَيُهَيِّئْ لَكُم ] وييسر لكم [ مِّنْ أَمْرِكُم ] الذي أنتم فيه من الغمِّ والكرب خوفا منكم على أنفسكم ودينكم [مِّرْفَقاً ] ما ترتفقون [تنتفعون وتستعينون] به.
(17)- [ وَتَرَى الشَّمْسَ] يا محمد [إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ ] تعدل وتميل [ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ ] لئلا تصيب الفتية، لأنها لو طلعت عليهم قبالهم لأحرقتهم وثيابهم، أو أشحبتهم [ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ] تتركهم من ذات شمالهم، فلا تصيبهم [ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ] في متسع منه [ ذَلِكَ ] فعلنا هذا [ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ] من حجج الله وأدلته على خلقه [ مَن يَهْدِ اللَّهُ ] يوفقه الله للاهتداء بآياته وحججه إلى الحق [ فَهُوَ المُهْتَدِ ] قد أصاب سبيل الحقّ [ وَمَن يُضْلِلْ ] أضله الله عن آياته وأدلته [ فَلَن تَجِدَ لَهُ ] يا محمد [ وَلِياًّ ] خليلاً وحليفًا [ مُّرْشِداً ] يرشده لإصابتها، لأن التوفيق والخِذْلان بيد الله، يوفق من يشاء من عباده، ويخذل من أراد.
(18)- [ وَتَحْسَبُهُمْ ] يا محمد [ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ] وهم نيام [ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ ] مرّة للجنب الأيمن [ وَذَاتَ الشِّمَالِ ] ومرّة للجنب الأيسر [ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ] بفناء الباب [ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ ] في رقدتهم التي رقدوها في كهفهم [ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً ] لأدبرت عنهم هاربا [ وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ] ولملئت نفسُك من اطلاعك عليهم فَزَعًا.
(19)- [ وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ ] أيقظناهم من نومهم، لنعرّفهم عظيم سلطاننا [ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ] ليسأل بعضهم بعضًا [ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ ] لأصحابه [ كَمْ لَبِثْتُمْ ] وذلك أنهم استنكروا من أنفسهم طول رقدتهم [ قَالُوا ] فأجابه الآخرون [ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ] ظنا منهم أن ذلك كذلك كان [قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ] فسلِّموا العلم إلى الله [ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ ] [بالدراهم] [ إِلَى المَدِينَةِ ] التي خرجوا منها هِرابًا، التي تُسمى أفسوس [ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى ] أحلّ وأطهر [ طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ ] بقوت منه تقتاتونه، وطعام تأكلونه [ وَلْيَتَلَطَّفْ ] وليترفق في شرائه ما يشتري، وفي طريقه ودخوله المدينة [ وَلاَ يُشْعِرَنَّ ] ولا يعلمنّ [ بِكُمْ أَحَداً ] من الناس.
(20)- [ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ ] دقينوس وأصحابه [ يَرْجُمُوكُمْ ] شتمًا بالقول [ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ] يردّوكم في دينهم، فتصيروا كفارًا بعبادة الأوثان [ وَلَن تُفْلِحُوا ] ولن تدركوا الفلاح، وهو البقاء الدائم والخلود [ إِذاً أَبَداً ] إن أنتم عُدْتم في ملتهم.
(21)- [ وَكَذَلِكَ ] وكما بعثناهم بعد طول رقدتهم [ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ ] أطلعنا عليهم الفريق الآخر الذين كانوا في شكّ من قُدرة الله على إحياء الموتى [ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا ] ويُوقنوا أن الساعة آتية لا ريب فيها [ إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ] فيما الله فاعل بمن أفناه من عباده، فأبلاه في قبره بعد مماته [ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ] ربّ الفتية أعلم بالفتية وشأنهم [قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ ] القوم الذين غلبوا على أمر أصحاب الكهف [ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً].
(22)- [ سَيَقُولُونَ ] بعض الخائضين في أمر الفتية من أصحاب الكهف: هم [ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ ] ويقول بعضهم : [ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ ] قذفًا بالظنّ غير يقين علم [ وَيَقُولُونَ] ويقول بعضهم : [ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ] [ قُل ] يا محمد لقائلي هذه الأقوال في عدد الفتية من أصحاب الكهف رجمًا منهم بالغيب : [ رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ] ما يعلم عددهم [إِلاَّ قَلِيلٌ ] من خلقه [ فَلاَ تُمَارِ ] لا تجادل أهل الكتاب يا محمد [ فِيهِمْ ] في عدة أهل الكهف [ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً ] إلا ما أظهرنا لك من أمرهم، وهو ما قصّ الله في كتابه، أبيح له أن يتلوه عليهم، ولا يماريهم بغير ذلك [ وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِم] في عدّة الفتية من أصحاب الكهف [ مِّنْهُمْ] من أهل الكتاب [أَحَداً ] لأنهم لا يعلمون عدتهم.
(23)- [ وَلاَ تَقُولَنَّ ] يا محمد [ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً ] كما قلت لهؤلاء الذين سألوك عن أمر أصحاب الكهف، والمسائل التي سألوك عنها: سأخبركم عنها غدًا.
(24)- [ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ ] إلا أن تقول معه: إن شاء الله [ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ] واستثن في يمينك إذا ذكرت أنك نسيت ذلك في حال اليمين [ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي ] قل : ولعل الله أن يهديني فيسدّدني [ لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً ] لأسدَّ مما وعدتكم وأخبرتكم أنه سيكون، إن هو شاء.
(25)- [وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ] رقودا إلى أن بعثهم الله [ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً ] ثلاث مائة سنين وتسع سنين.
(26)- [ قُلِ ] يا محمد [ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ] لا يعزب عنه علم شيء، ولا يخفى عليه شيء [ أَبْصِرْ بِهِ] ما أبصرَ اللهَ لكلّ موجود [ وَأَسْمِعْ ] و[ما] أسمعَه لكلِّ مسموع، لا يخفى عليه من ذلك شيء [ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ] ما لخلقه دون ربهم [ مِن وَلِيٍّ ] يلي أمرهم وتدبيرهم [ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ] ولا يجعل الله في قضائه، وحكمه في خلقه أحدًا سواه شريكًا، بل هو المنفرد بالحكم والقضاء فيهم.
المصدر :
كتاب تيسر المنان مختصر جامع البيان للإمام الطبري الطبعة الأولى دار العالمية لـ جمال القرش
 
عودة
أعلى