ابراهيم عبد القادر
New member
- إنضم
- 06/09/2008
- المشاركات
- 26
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=center]المسألة الأولى في سبب نزولهما : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله , فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث , ثم قال : يا عائشة , أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني ملكان , فجلس أحدهما عند رأسي , والآخر عند رجلي قال الذي عند رأسي للذي عند رجلي : ما شأن الرجل ؟ قال : مطبوب . قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم . فقال : فبماذا ؟ قال : في مشط ومشاطة , في جف طلعة ذكر , تحت راعوفة في بئر ذروان . فجاء البئر واستخرجه } . انتهى الصحيح زاد غيره : { فوجد فيها إحدى عشر عقدة , فنزل جبريل عليه السلام عليه بالمعوذتين إحدى عشر آية , فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة , حتى انحلت العقد , وقام كأنما أنشط من عقال } . أفادنيها شيخنا الزاهد أبو بكر بن أحمد بن علي بن بدران الصوفي .
المسألة الثانية قوله تعالى : { ومن شر غاسق إذا وقب } : روي أنه الذكر . وروي أنه الليل . وروي أنه القمر , وذلك صحيح خرجه الترمذي .
ووجه أنه الذكر أو الليل لا يخفى . ووجه أنه القمر لما يتعلق به من جهة الجهل وعبادته واعتقاد الطبائعيين أنه يفعل الفاكهة أو تنفعل عنه , أو لأنه إذا طلع بالليل انتشرت عنه الحشرات بالإذايات , وهذا يضعف لأجل انتشارها بالليل أكثر من انتشارها بالقمر . وفيما ذكرنا ما يغني عن الزيادة عليه . [ ص: 405 ]
المسألة الثالثة روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أنزلت علي آيات لم أر مثلهن , فذكر السورتين : الفلق , والناس } صححه الترمذي . وفي الصحيح واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذتين قالت عائشة : فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن , وأمسح بيد نفسه لبركتها } .
قلت للزهري : كيف ينفث ؟ قال : ينفث على يديه ويمسح بهما وجهه .
وقال ابن وهب : قال مالك : هما من القرآن . وقد بينا ذلك في كتاب المشكلين .
قال الإمام القاضي ابن العربي رضي الله عنه : قد أتينا على ما شرطنا في علوم القرآن حسب الإمكان على حال الزمان , والله المستعان على عوارض لا تعارض ما بين معاش [ يراش ] , ومساورة عدو أو هراش , وسماع للحديث ليس له دفاع , وطالب لا بد من مساعدته في المطالب , إلى همم لأهل هذه الأقطار قاصرة , وأفهام متقاصرة , وتقاعد عن الاطلاع إلى بقاء الاستبصار , واقتناع بالقشر عن اللباب , وإقصار واجتزاء بالنفاية عن النقاوة , وزهد في طريق الحقائق , بيد أنه لم يسعنا والحالة هذه إلا نشر ما جمعناه , ونثر ما وعيناه , والإمساك عما لا يليق بهم ولا تبلغه إحاطتهم .
وكمل القول الموجز في التوحيد والأحكام , والناسخ والمنسوخ , من عريض بيانه , وطويل تبيانه , وكثير برهانه , وبقي القول في علم التذكير وهو بحر ليس لمده حد , ومجموع لا يحصره العد , وقد كنا أملينا عليكم في ثلاثين سنة ما لو قيض له تحصيل لكانت له جملة تدل على التفصيل , ولما ذهب [ به ] المقدار , فسيعلم الغافل لمن عقبى الدار . والله المستعان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . [ قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله : انتهى القول في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة والحمد لله كثيرا كما هو أهله ] . [/align]
المسألة الثانية قوله تعالى : { ومن شر غاسق إذا وقب } : روي أنه الذكر . وروي أنه الليل . وروي أنه القمر , وذلك صحيح خرجه الترمذي .
ووجه أنه الذكر أو الليل لا يخفى . ووجه أنه القمر لما يتعلق به من جهة الجهل وعبادته واعتقاد الطبائعيين أنه يفعل الفاكهة أو تنفعل عنه , أو لأنه إذا طلع بالليل انتشرت عنه الحشرات بالإذايات , وهذا يضعف لأجل انتشارها بالليل أكثر من انتشارها بالقمر . وفيما ذكرنا ما يغني عن الزيادة عليه . [ ص: 405 ]
المسألة الثالثة روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { أنزلت علي آيات لم أر مثلهن , فذكر السورتين : الفلق , والناس } صححه الترمذي . وفي الصحيح واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم { كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذتين قالت عائشة : فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن , وأمسح بيد نفسه لبركتها } .
قلت للزهري : كيف ينفث ؟ قال : ينفث على يديه ويمسح بهما وجهه .
وقال ابن وهب : قال مالك : هما من القرآن . وقد بينا ذلك في كتاب المشكلين .
قال الإمام القاضي ابن العربي رضي الله عنه : قد أتينا على ما شرطنا في علوم القرآن حسب الإمكان على حال الزمان , والله المستعان على عوارض لا تعارض ما بين معاش [ يراش ] , ومساورة عدو أو هراش , وسماع للحديث ليس له دفاع , وطالب لا بد من مساعدته في المطالب , إلى همم لأهل هذه الأقطار قاصرة , وأفهام متقاصرة , وتقاعد عن الاطلاع إلى بقاء الاستبصار , واقتناع بالقشر عن اللباب , وإقصار واجتزاء بالنفاية عن النقاوة , وزهد في طريق الحقائق , بيد أنه لم يسعنا والحالة هذه إلا نشر ما جمعناه , ونثر ما وعيناه , والإمساك عما لا يليق بهم ولا تبلغه إحاطتهم .
وكمل القول الموجز في التوحيد والأحكام , والناسخ والمنسوخ , من عريض بيانه , وطويل تبيانه , وكثير برهانه , وبقي القول في علم التذكير وهو بحر ليس لمده حد , ومجموع لا يحصره العد , وقد كنا أملينا عليكم في ثلاثين سنة ما لو قيض له تحصيل لكانت له جملة تدل على التفصيل , ولما ذهب [ به ] المقدار , فسيعلم الغافل لمن عقبى الدار . والله المستعان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . [ قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله : انتهى القول في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة والحمد لله كثيرا كما هو أهله ] . [/align]