عمرو الشاعر
New member
- إنضم
- 24/05/2006
- المشاركات
- 128
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- الإقامة
- مصر
- الموقع الالكتروني
- www.amrallah.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد:
فإن الإدعاء أن محمدا هو من كتب القرآن وألفه من عند نفسه! دعوى ظهرت وانتشرت لفترات طويلة ولا تزال تجد لها من يدافع عنها حتى الآن, وذلك لأن ذلك المتبجح الذي يدعي هذه الدعوى ما قرأ القرآن ولا فهمه, واستند إلى بعض الأفهام البالية الواردة في "تفسير" آي القرآن, ونسى ذلك المتهوك أن العرب في عهد الرسول الكريم عندما سمعوا القرآن الكريم أقروا وجزموا أن هذا القرآن لا يمكن بحال أن يكون من عند محمد وقالوا إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق .... إلخ ما وصفوا به القرآن, ولكن على الرغم من ذلك لم يدخلوا في الإسلام! لذا استحقوا ذلك الوصف المهين "الكفار" لأنهم عرفوا الحق وأنكروه, فالعربي بسليقته كان يعلم أن الكلام الذي جاء به محمد لا يمكن أن يكون من عنده أو من عند إنسان عربي بأي حال, لم؟ لأنه ما رأى أو سمع نصوصا مشابهة –ولا نقول مماثلة- لهذا النص الذي أتى به محمد, ومن المعلوم بداهة أن أي إنسان كاتب فإن كتابته تتأثر لا محالة ببيئته وبعصره ولكن ما أتى به محمد مخالف تماما لما اعتاده العرب في كتابتهم وألفوه بشكل جذري, -ونطلب إلى القارئ أن يرجع إلى الشعر العربي القديم فيقرأ منه ما يشاء وكذلك إلى ما ورد من النثر ويقارنه بما جاء في سورة العاديات أو النازعات أو المرسلات أو الذاريات, ولن يرى أي وجه تشابه, وإنما سيرى بونا شاسعا في المعاني والألفاظ والأهداف! راجع هذه السور على موقعنا وسترى فيها عجبا- وليس لهذا أي تبرير سوى القول أن هذا القرآن من عند الله وليس من عند محمد, فلما عاندوا واستمروا على كفرهم استحقوا أن يكون مرجعهم إلى النار!
ومرت الأيام والسنون ومات العرب الخلص من الصحابة ومن عايشهم ودخل الناس في دين الله أفواجا من كل صوب وحدب وقدم لهم المسلمون كتاب الله ولكن لم يجد المسلمون الجدد في الكتاب ما وجده الأوائل وإنما وجدوا فيه بعض المصاعب وبعض المواطن الغير مفهومة, فجد بعض العلماء ليقدموا تفسيرا ! للكتاب فتناولوه تناولا عجيبا, -ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليرجع إلى كتابنا : لماذا فسروا القرآن- طمس الكثير من آيات القرآن البينات, ونقدم لك عزيزي القارئ نموذجا آخر يبرهن بأن القرآن لا محالة هو من عند الله عزوجل وليس من عند محمد وهو سورة الفجر! وقد تكون سورة الفجر من السور التي لا يغمض شيء من معانيها على القارئ ولكن الإبهار في هذه السورة يكمن في بنائها, ففي هذه السورة سيقابل القارئ بناءا عجيبا سنقدمه له بإذن الله وعونه هنيئا مريئا, ونبدأ متوكلين على الله العليم:
سورة الفجر هي من السور المكية وهي من أوائل ما نزل من القرآن حتى أنه قيل أنها السورة العاشرة في ترتيب النزول, وهي سورة تعالج قضية رئيسة من قضايا العقيدة وهي مسألة أن الله مطلع على عباده ويجازيهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة, وجاء هذا المعنى في قوله تعالى " إن ربك لبالمرصاد". فإذا نحن نظرنا في أقوال السادة المفسرين ما وجدنا هناك أي معنى جامع لهذه السورة ولا حتى بعض المواضيع المتصلة بل قدموا السورة بعض الآيات المنفصلات التي لا يربطها رابط ولا يضمها موضوع, ولأنهم يقبلون أن تكون سور القرآن بعض الآيات المنفصلات احتاروا أيما حيرة في معاني الآيات الواردة في أول السورة, أما نحن فلأننا نؤمن أن آي القرآن هي كلام أحكم الحاكمين علمنا أنه حتما ثمة علاقة بين المقسم به والمقسم عليه, والذي قال أكثر المفسرين أنه محذوف! وكذلك هناك علاقة بين الآيات في السورة كلها فلما نظرنا في السورة على هذا الأساس فتح الله عزوجل لنا فيها فتوحا جليلة, ولكن قبل أن نبدأ في تناول السورة نقدم لك عزيزي القارئ أقوال المفسرين فيها:
اختلف المفسرون في مداليل المفردات المذكورات في أول السورة, فقالوا أن الفجر هو الفجر –أو صلاة الفجر!- ولكن اختلفوا هل هو فجر عام أم هو فجر يوم معين كيوم النحر أو يوم المحرم, ثم اختلفوا كذلك في المراد من الليال العشر, فقالوا أنها عشر ذي الحجة أو عشر المحرم أو أنها العشر الأواخر من رمضان! واختلفوا في المراد من الشفع والوتر اختلافا شنيعا حتى أنا وجدنا الإمام الفخر الرازي يقول: "اضطرب المفسرون في تفسير الشفع والوتر وأكثروا فيه ......" وذكروا في تفسيرهم! للشفع والوتر تفسيرات عديدة, منها كما جاء في تفسير الفخر الرازي:
" أن الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة ، ........., والشفع هو يومان بعد يوم النحر ، الوتر هو اليوم الثالث ، ......., وثالثها : الوتر آدم شفع بزوجته ، وفي رواية أخرى الشفع آدم وحواء والوتر هو الله تعالى ورابعها : الوتر ما كان وتراً من الصلوات كالمغرب والشفع ما كان شفعاً منها, ............, وخامسها : الشفع هو الخلق كله لقوله تعالى : { وَمِن كُلّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [ الذاريات : 49 ] وقوله : { وخلقناكم أزواجا } [ النبأ : 8 ] والوتر هو الله تعالى, ........, وسابعها : الشفع درجات الجنة وهي ثمانية ، والوتر دركات النار وهي سبعة وثامنها : الشفع صفات الخلق كالعلم والجهل والقدرة والعجز والإرادة والكراهية والحياة والموت ، أما الوتر فهو صفة الحق وجود بلا عدم ، حياة بلا موت ، علم بلا جهل ، قدرة بلا عجز ، عز بلا ذل وتاسعها : المراد بالشفع والوتر ، نفس العدد فكأنه أقسم بالحساب الذي لا بد للخلق منه وهو بمنزلة الكتاب والبيان الذي من الله به على العباد, ............, وعاشرها : قال مقاتل الشفع هو الأيام والليالي والوتر هو اليوم الذي لا ليل بعده وهو يوم القيامة الحادي عشر : الشفع كل نبي له اسمان مثل محمد وأحمد والمسيح وعيسى ويونس وذي النون والوتر كل نبي له اسم واحد مثل آدم ونوح وإبراهيم الثاني عشر : الشفع آدم وحواء والوتر مريم الثالث عشر : الشفع العيون الإثنتا عشرة ، التي فجرها الله تعالى لموسى عليه السلام والوتر الآيات التسع التي أوتى موسى في قوله : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات بَيّنَاتٍ } [ الإسراء : 101 ] ، الرابع عشر : الشفع أيام عاد والوتر لياليهم لقوله تعالى : { سَبْعَ لَيَالٍ وثمانية أَيَّامٍ حُسُوماً } [ الحاقة : 7 ] الخامس عشر : الشفع البروج الإثنا عشر لقوله تعالى : { جَعَلَ فِي السماء بُرُوجاً } [ الفرقان : 61 ] والوتر الكواكب السبعة السادس عشر : الشفع الشهر الذي يتم ثلاثين يوماً ، والوتر الشهر الذي يتم تسعة وعشرين يوماً السابع عشر : الشفع الأعضاء والوتر القلب ، قال تعالى : { مَّا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } [ الأحزاب : 4 ] ، الثامن عشر : الشفع الشفتان والوتر اللسان قال تعالى : { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } [ البلد : 9 ] التاسع عشر : الشفع السجدتان والوتر الركوع العشرون : الشفع أبواب الجنة لأنها ثمانية والوتر أبواب النار لأنها سبعة ، واعلم أن الذي يدل عليه الظاهر ، أن الشفع والوتر أمران شريفان ، أقسم الله تعالى بهما ، وكل هذه الوجوه التي ذكرناها محتمل ، والظاهر لا إشعار له بشيء من هذه الأشياء على التعيين ، فإن ثبت في شيء منها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع من أهل التأويل حكم بأنه هو المراد ، وإن لم يثبت ، فيجب أن يكون الكلام على طريقة الجواز لا على وجه القطع ، ولقائل أن يقول أيضاً : إني أحمل الكلام على الكل لأن الألف واللام في الشفع والوتر تفيد العموم " اهـ
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
يتبع............
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد:
فإن الإدعاء أن محمدا هو من كتب القرآن وألفه من عند نفسه! دعوى ظهرت وانتشرت لفترات طويلة ولا تزال تجد لها من يدافع عنها حتى الآن, وذلك لأن ذلك المتبجح الذي يدعي هذه الدعوى ما قرأ القرآن ولا فهمه, واستند إلى بعض الأفهام البالية الواردة في "تفسير" آي القرآن, ونسى ذلك المتهوك أن العرب في عهد الرسول الكريم عندما سمعوا القرآن الكريم أقروا وجزموا أن هذا القرآن لا يمكن بحال أن يكون من عند محمد وقالوا إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق .... إلخ ما وصفوا به القرآن, ولكن على الرغم من ذلك لم يدخلوا في الإسلام! لذا استحقوا ذلك الوصف المهين "الكفار" لأنهم عرفوا الحق وأنكروه, فالعربي بسليقته كان يعلم أن الكلام الذي جاء به محمد لا يمكن أن يكون من عنده أو من عند إنسان عربي بأي حال, لم؟ لأنه ما رأى أو سمع نصوصا مشابهة –ولا نقول مماثلة- لهذا النص الذي أتى به محمد, ومن المعلوم بداهة أن أي إنسان كاتب فإن كتابته تتأثر لا محالة ببيئته وبعصره ولكن ما أتى به محمد مخالف تماما لما اعتاده العرب في كتابتهم وألفوه بشكل جذري, -ونطلب إلى القارئ أن يرجع إلى الشعر العربي القديم فيقرأ منه ما يشاء وكذلك إلى ما ورد من النثر ويقارنه بما جاء في سورة العاديات أو النازعات أو المرسلات أو الذاريات, ولن يرى أي وجه تشابه, وإنما سيرى بونا شاسعا في المعاني والألفاظ والأهداف! راجع هذه السور على موقعنا وسترى فيها عجبا- وليس لهذا أي تبرير سوى القول أن هذا القرآن من عند الله وليس من عند محمد, فلما عاندوا واستمروا على كفرهم استحقوا أن يكون مرجعهم إلى النار!
ومرت الأيام والسنون ومات العرب الخلص من الصحابة ومن عايشهم ودخل الناس في دين الله أفواجا من كل صوب وحدب وقدم لهم المسلمون كتاب الله ولكن لم يجد المسلمون الجدد في الكتاب ما وجده الأوائل وإنما وجدوا فيه بعض المصاعب وبعض المواطن الغير مفهومة, فجد بعض العلماء ليقدموا تفسيرا ! للكتاب فتناولوه تناولا عجيبا, -ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليرجع إلى كتابنا : لماذا فسروا القرآن- طمس الكثير من آيات القرآن البينات, ونقدم لك عزيزي القارئ نموذجا آخر يبرهن بأن القرآن لا محالة هو من عند الله عزوجل وليس من عند محمد وهو سورة الفجر! وقد تكون سورة الفجر من السور التي لا يغمض شيء من معانيها على القارئ ولكن الإبهار في هذه السورة يكمن في بنائها, ففي هذه السورة سيقابل القارئ بناءا عجيبا سنقدمه له بإذن الله وعونه هنيئا مريئا, ونبدأ متوكلين على الله العليم:
سورة الفجر هي من السور المكية وهي من أوائل ما نزل من القرآن حتى أنه قيل أنها السورة العاشرة في ترتيب النزول, وهي سورة تعالج قضية رئيسة من قضايا العقيدة وهي مسألة أن الله مطلع على عباده ويجازيهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة, وجاء هذا المعنى في قوله تعالى " إن ربك لبالمرصاد". فإذا نحن نظرنا في أقوال السادة المفسرين ما وجدنا هناك أي معنى جامع لهذه السورة ولا حتى بعض المواضيع المتصلة بل قدموا السورة بعض الآيات المنفصلات التي لا يربطها رابط ولا يضمها موضوع, ولأنهم يقبلون أن تكون سور القرآن بعض الآيات المنفصلات احتاروا أيما حيرة في معاني الآيات الواردة في أول السورة, أما نحن فلأننا نؤمن أن آي القرآن هي كلام أحكم الحاكمين علمنا أنه حتما ثمة علاقة بين المقسم به والمقسم عليه, والذي قال أكثر المفسرين أنه محذوف! وكذلك هناك علاقة بين الآيات في السورة كلها فلما نظرنا في السورة على هذا الأساس فتح الله عزوجل لنا فيها فتوحا جليلة, ولكن قبل أن نبدأ في تناول السورة نقدم لك عزيزي القارئ أقوال المفسرين فيها:
اختلف المفسرون في مداليل المفردات المذكورات في أول السورة, فقالوا أن الفجر هو الفجر –أو صلاة الفجر!- ولكن اختلفوا هل هو فجر عام أم هو فجر يوم معين كيوم النحر أو يوم المحرم, ثم اختلفوا كذلك في المراد من الليال العشر, فقالوا أنها عشر ذي الحجة أو عشر المحرم أو أنها العشر الأواخر من رمضان! واختلفوا في المراد من الشفع والوتر اختلافا شنيعا حتى أنا وجدنا الإمام الفخر الرازي يقول: "اضطرب المفسرون في تفسير الشفع والوتر وأكثروا فيه ......" وذكروا في تفسيرهم! للشفع والوتر تفسيرات عديدة, منها كما جاء في تفسير الفخر الرازي:
" أن الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة ، ........., والشفع هو يومان بعد يوم النحر ، الوتر هو اليوم الثالث ، ......., وثالثها : الوتر آدم شفع بزوجته ، وفي رواية أخرى الشفع آدم وحواء والوتر هو الله تعالى ورابعها : الوتر ما كان وتراً من الصلوات كالمغرب والشفع ما كان شفعاً منها, ............, وخامسها : الشفع هو الخلق كله لقوله تعالى : { وَمِن كُلّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [ الذاريات : 49 ] وقوله : { وخلقناكم أزواجا } [ النبأ : 8 ] والوتر هو الله تعالى, ........, وسابعها : الشفع درجات الجنة وهي ثمانية ، والوتر دركات النار وهي سبعة وثامنها : الشفع صفات الخلق كالعلم والجهل والقدرة والعجز والإرادة والكراهية والحياة والموت ، أما الوتر فهو صفة الحق وجود بلا عدم ، حياة بلا موت ، علم بلا جهل ، قدرة بلا عجز ، عز بلا ذل وتاسعها : المراد بالشفع والوتر ، نفس العدد فكأنه أقسم بالحساب الذي لا بد للخلق منه وهو بمنزلة الكتاب والبيان الذي من الله به على العباد, ............, وعاشرها : قال مقاتل الشفع هو الأيام والليالي والوتر هو اليوم الذي لا ليل بعده وهو يوم القيامة الحادي عشر : الشفع كل نبي له اسمان مثل محمد وأحمد والمسيح وعيسى ويونس وذي النون والوتر كل نبي له اسم واحد مثل آدم ونوح وإبراهيم الثاني عشر : الشفع آدم وحواء والوتر مريم الثالث عشر : الشفع العيون الإثنتا عشرة ، التي فجرها الله تعالى لموسى عليه السلام والوتر الآيات التسع التي أوتى موسى في قوله : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات بَيّنَاتٍ } [ الإسراء : 101 ] ، الرابع عشر : الشفع أيام عاد والوتر لياليهم لقوله تعالى : { سَبْعَ لَيَالٍ وثمانية أَيَّامٍ حُسُوماً } [ الحاقة : 7 ] الخامس عشر : الشفع البروج الإثنا عشر لقوله تعالى : { جَعَلَ فِي السماء بُرُوجاً } [ الفرقان : 61 ] والوتر الكواكب السبعة السادس عشر : الشفع الشهر الذي يتم ثلاثين يوماً ، والوتر الشهر الذي يتم تسعة وعشرين يوماً السابع عشر : الشفع الأعضاء والوتر القلب ، قال تعالى : { مَّا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } [ الأحزاب : 4 ] ، الثامن عشر : الشفع الشفتان والوتر اللسان قال تعالى : { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } [ البلد : 9 ] التاسع عشر : الشفع السجدتان والوتر الركوع العشرون : الشفع أبواب الجنة لأنها ثمانية والوتر أبواب النار لأنها سبعة ، واعلم أن الذي يدل عليه الظاهر ، أن الشفع والوتر أمران شريفان ، أقسم الله تعالى بهما ، وكل هذه الوجوه التي ذكرناها محتمل ، والظاهر لا إشعار له بشيء من هذه الأشياء على التعيين ، فإن ثبت في شيء منها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع من أهل التأويل حكم بأنه هو المراد ، وإن لم يثبت ، فيجب أن يكون الكلام على طريقة الجواز لا على وجه القطع ، ولقائل أن يقول أيضاً : إني أحمل الكلام على الكل لأن الألف واللام في الشفع والوتر تفيد العموم " اهـ
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
يتبع............