سورة الفاتحة ، وما قد يكون دليلا على مكيتها

محمد رشيد

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

أما بعد ، فقد ذكر الزرقاني في ( مناهل العرفان ) أن السورالمختلف في مكيتها ومدنيتها إثنا عشر سورة ، و منها ( الفاتحة )
و كان في الفصل السابق لهذا الفصل يتكلم على أول وآخر ما نزل من القرآن ، فذكر أن للعلماء أربعة أقوال في أول ما نزل من القرآن ، و من هذه الأقوال أن أول ما نزل من القرآن ( فاتحة الكتاب ) و استدل لأصحاب القول بما رواه البيهقي في الدلائل بسنده عن ميسرة عمر بن شرحبيل ... الحديث ( أنظر المناهل 1 / 95 طـ عيسى الحلبي ) ، ثم ردّ الاستدلال بهذا الحديث بوجهين :

*أحدهما / أنه مرسل ( سقط من سنده الصحابي ) ـ هكذا قال ـ

*الثاني / أنه في غير محل الخلاف ، فقال ( بل يفهم منها أن الفاتحة كانت بعد ذلك العهد ـ أي عهد أول النبوة ـ و بعد أن أتى الرسول إلىورقة و بعد أن سمع النداء من خلفه غير مرة ، و بعد أن أشار عليه ورقة أن يثبت عند هذا النداء حتى يسمع ما يلقى إليه ، و ليس كلامنا في هذا ، إنما هو فيما نزل أول مرة )) أهـ كلامه

أقول ــ و أرجو الانتباه وربط كلامي بعضه ببعض ــ /// أعلمكم أن عموم الأزاهرة عندنا ليس لهم كبير شغل في علم الحديث ، لاسيما إن لم يكن من تخصصه الدراسي ، و لعل ذلك يظهر جليا في كلام الزرقاني ـ رحمه الله تعالى ـ في الوجه الأول من ردّه ، حيث قال ـ بالنص ـ (( سقط من سنده الصحابي )) ، و الطالب المبتدئ في علم الحديث يعلم ظهور الخطأ في هذا التعريف للمرسل ، لأننل لو علمنا أن الساقط صحابي لصححنا الحديث لعموم عدالة الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ،،،،، إذا تقرر ذلك ، فنقول بأن حكم الزرقاني على الحديث لا نعتمده وكأنه لم يكن ، وإذا كان ذلك كذلك فيبقى الحديث خاضع للبحث ، و يكون محتملا للصحة والضعف
و هنا نقول : إن صح الحديث فأراه ظاهر الدلالة على كون ( الفاتحة ) مكية ، لأنها ـ كما في الوجه الثاني في ردّ الزرقاني ـ نزلت عقيب أول ما نزل من القرءان بفترة وجيزة جدا حتى أن ذلك كان سببا في وجود قول بأنها أول ما نزل من القرآن مطلقا .
هذا ما أراه ، وأرجو من مشايخي الكرام على الملتقى المبارك أن يقوّموا لي ما فهمته
زادكم الله علما و عملا ـ آمين ـ
 
مكية سورة الفاتحة

مكية سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل محمد يوسف - وفقه الله .
سورة الفاتحة مختلف فيها ، فعند الأكثرين هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن ‏.‏ واحتج هذا الفريق بثلاثة أحاديث ضعيفة .
وعند مجاهد أن الفاتحة مدنية ‏.‏
قال الحسين بن الفضل‏ :‏ لكل عالم هفوة وهذه بادرة من مجاهد لأنه تفرد بهذا القول والعلماء على خلافه ‏.‏
ومما يقطع به على أنها مكية قولـه تعالى ‏: ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) ( الحجر : 87 ) يعني الفاتحة ‏.‏
وعن أبي هريرة قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال ‏:‏ ‏( ‏والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا في القرآن مثلها إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته‏ )‏‏.‏ أخرجه الترمذي 3125 ، والحاكم في المستدرك 2 / 258 .
وسورة الحجر مكية بلا خلاف ، ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة ، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب ، هذا مما لا تقبله العقول‏ . أسباب النزول للواحدي 55 – 56 .
وحكم الزرقاني بإرسال الحديث صحيح ، وإن كنا لا نوافقه في التعليل ، فمن المعلوم أن المرسل هو قول التابعي الكبير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعل كذا ، فقد يكون روى هذا الحديث عن تابعي آخر ، والتابعون لم يُقطع بعدالتهم .
وهذا عند المحدثين ، أما الفقهاء وعلماء الأصول ، فوسعوا مفهوم المرسل ليشمل المعضل والمنقطع ...
لكن وجدت كلاماً للزرقاني ، أقرب من تعميمه السابق ، يقول: إذا روي سبب النزول بحديث مرسل أي سقط من سنده الصحابي وانتهى إلى التابعي فحكمه ... " مناهل العرفان 1 / 82
فالحديث الذي يرويه التابعي بقولـه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ً يكون قد سقط منه الصحابي قطعا ، لكن هل رواه عن صحابي أم عن تابعي آخر ؟
فقوله سقط منه صحابي ليس على إطلاقه ، كما أنه لم يعمد إلى تعريف الحديث المرسل التعريف المعهود ، فقد رأيت طريقته في تعريف المصطلحات ، وتطبيق شروط المناطقة على التعريف ، حتى يكون جامعاً مانعاً .
وأرى أن مثل هذا الالتماس ، أولى من نسبة الضعف في الحديث للزرقاني ، ونسبته إلى عموم الأزاهرة – على حد قولكم – فهذه القلعة الشامخة يكفيها ما ترمى به من سهام أعداء الله ورسوله ، حتى يأتي أبناؤها – من حيث لا يقصدون – إلى تسديد الرمية وإحكام الطعنة !
سامحني أخي محمد – إن جاء في بعض العبارة قسوة – فجامعة الأزهر ، وإن لم تكن جامعة الأزهر أيام زمان ، لكنها تبقى أبرز المعالم الإسلامية في أرض الكنانة ، ونعلم أنها تدرس الحديث والفقه والأصول في الكليات الأخرى غير المتخصصة في الحديث ، عدا عن حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال السنوات الأربع ، هذا فضلاً عن كلية أصول الدين التي يدرس فيها الطالب سنتين مواد في الحديث والتفسير والفلسفة ( العقائد ) ثم يستطيع أن يتخصص في الحديث في السنتين المتبقيتين ، وأن يتابع تخصصه في الحديث في دراساته العليا ، وهذا لا يخفى عليكم .
أسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق

عبد الله إبراهيم
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله تعالى فيكم مشايخي الكرام
و أسأل الله تعالى أن تكونون من الذين غفر لهم في شهر رمضان
و أعتذر عن طرح الأسئلة بهذا الكم ، و لكن في الحقيقة أصبح دخولي على الشبكة قليلا جدا لظروف خاصة ، و أنا أقوم بعملية تجميع لكل ما يشكل أثناء دراستي ، فأطرحه بعد ذلك فقد يكون كثيرا نوعا ما ، و أنا كنت أنتظر الإجابة بعد رمضان ، ولم أتوقع أن يرد أحد في العشر الأواخر و لكن وضعت الأسئلة لتكون أول الاهتمام بعد العيد ـ فجزاكم الله تعالى خير الجزاء على اهتمامكم ، و أكرر اعتذاري لمشايخي الكرام ،،،،، و يبدوا أن هذه ستكون طريقتي في طرح الأسئلة ، و إن شاء الله تعالى لن تكون كثيرة لأني خصصت يوم الجمعة فقط من برنامجي ليكون في علوم القرآن ،،، و الله تعالى المستعان
******************************
أخي عبدالله جزاك الله تعالى خير الجزاء على ما تفضلت به من الإفادة ، و التي اختزنتها عندي على الجهاز ، و ما نبهت عليه من كون سورة الحجر مكية بلا خلاف ، و أن الامتنان فيها بنزول السبع المثاني ـ الفاتحة ـ أقول : هذا رائع جدا وممتع فقد يكون هذا ـ أقول قد ـ دليلا قاطعا ينفي الخلاف تماما في هذه المسألة ، أو على الأقل سيضيقه جدا ، لأنه لو كان هناك تفسير للسبع المثاني غير كونها فاتحة الكتاب ، فسنقوم بعملية سبر ، لهؤلاء القليلين الذين قالوا بكونها مدنية و خالفوا فيها الجمهور ، فلو كان منهم من يفسر السبع المثاني بالفاتحة فهذا نلزمه بالإجماع على كون سورة الحجر مكية ، فيلزمه القول بأن السبع المثاني ـ الفاتحة ـ مكية ،،، و يبقى القائلون بأن السبع المثاني ليست هي الفاتحة ، و أظنهم أقل من القليل
فجزاك الله تعالى خيرا أخي الحبيب ( عبدالله المصري )
************
و أخيرا أخي ( عبد الله ) كلامي ليس فيه ما قد تكون فهمته ، فكلامي علمي محض ، و حين أقول / ابن تيمية حاز كل العلوم إلا علم القراءات ، هل يكون هذا فيه أي انتقاص له ؟ لا أظن
ولا تستطيع أن تجري مقارنة مطلقة بين الجامعات الإسلامية من حيث المستوى العلمي ، فبعضها أفضل في تخصص مفضول في آخر ،،، وأنا إن جاءني واحد من المستحمرين ، و قال لي : إن فلان من عندكم أيها المسلمون كان ضعيفا في علم التحقيق ـ و كان هو كذلك بالفعل ـ فهل ترى أن موافقتي إياه تكون تسديدا لرميته ؟ لا أظن ، بل سأقول له : نعم هو جاهل بالتحقيق و ماذا تريد من ذلك ؟
و من هذا المنطلق أسألك : هل تقارن بين الجامعات السعودية و أي جامعة أخرى في العالم كله في تخصص فروع الحنابلة !!! إن الحنابلة عندنا في الأزهر ليس لهم أي شأن ، و مستواهم العلمي متدن جدا ـ و سلني عنهم ـ ، و لا تجد أحدا منهم قرأ كتابا في فروع الحنابلة على شيخ و أكمله ،،، و هذا لا يسئ الأزهر و لا يضره لغلبة الحنفية و الشافعية على الأزهر
هل تستطيع أن تقارن بين الأزهرأوجامعات بلاد الأفغان و ما وراء النهر ، و بين الجامعات السعودية في فروع الحنفية !!! لا تكاد تجد ـ فيما أعلم ـ حنفيا واحدا في المملكة ، أو دارس للفقه الحنفي ، إلا أن يكون مدروسا ضمنا في الفقه المقارن ،،،
كذلك لا تقارن جامعة (القرويين) بجامعات المملكة في فروع المالكية ، كما لا تقارن جامعات المملكة بأي مكان في العالم في علم الحديث ( كلية الحديث بالجامعة الإسلامية ) ،،،، و هكذا ،، و أظن الأمر واضح
و أنا عن نفسي أميل لفروع و أصول الحنفية ، و لا أميل لدراسة علوم الحديث بهذه الشهوة المنتشرة بين جل الشباب السلفيين الآن ، و إن كنت حفظت فيه من المتون و درست فيه من الكتب ـ و هذا من فضل ربي ـ ما لم يحفظه و لم يدرسه غيري ممن ينادون بدراسة علوم الحديث و نبذ ـ هكذا حالهم إن لم يكن مقالهم ـ علوم الآلة الأخرى ، من أصول،، و آداب بحث و مناظرة ،، و جدل على طريقة الفقهاء ،،،،،
أما ما ذكرته من تخصص الحديث في الأزهر في كلية أصول الدين و ما إلى ذلك ، فأنا أعرفه جيدا ، و أعرف الأساتذة أيضا جيدا و لكن أخي يبدو أنك غير أزهري ، لأنك لو كنت أزهريا لعلمت الحقيقة ..... حقيقة علوم الحديث في الأزهر ، و لرأيت الكارثة و المصيبة .... فأنا أخي أستقرئ كل كليات الأزهر بتخصصاتها ، و ما درست في كلية الشريعة إلا بعد التيقن من أنها أفضل الكليات الأزهرية ،،،، لا يوجد عندنا في الأزهر كلية يمكن أن تخرج عالما بحق في علم الحديث ، إلا أن يكون هو دارس في الخارج ـ أي خارج الجامعة ـ و ينسب فقط إلى الجامعة رسميا .....
هذا هو الواقع أخي الحبيب ، وأهل مكة أدرى بشعابها ، و لا يقدح ذلك في كونه ( قلعة شامخة ) ـ و إن كانت تصدعت في الأوانة الأخيرة لخيانة من يمثلونها و لأنهم طأطأوا الرأس مع العمامة لإله غير الله ، على حد تعبير الدكتور سعيد البوطي ـ و أما إن كنت أزهريا فلعلنا نتناقش في الأمر ، و لكن ليس هنا فأنت تعرف تخصص الموقع و ينبغي أن نحافظ عليه ، إما أن نتقابل في أجازة نصف العام ، أو على الخاص ـ كما تشاء ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي ، و كلامكم لم يكن به أي قسوة
وبارك الله تعالى فيكم و زادكم شرفا و علما و عملا

أخوكم المحب / محمد يوسف
 
عودة
أعلى