عمرو الشاعر
New member
- إنضم
- 24/05/2006
- المشاركات
- 128
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- الإقامة
- مصر
- الموقع الالكتروني
- www.amrallah.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
نتناول اليوم بإذن الله وعونه سورة البلد, سائلين الله عزوجل أن يفتح لنا فيها من عنده, ونبدأ بتقديم الصورة العامة للسورة: بسم الله الرحمن الرحيم
المحور العام للسورة:
تناقش هذه السورة قضية من أهم القضايا الإنسانية, وهي قضية حلم القوة والعزة لدى الإنسان, فتبين أن حلم القوة الخارقة لا وجود له في دنيانا هذه, وإنما هي أوهام في أذهان الناس, وليست في العدة والعتاد والتنافس في الحصون, وتبين كيف أن عامة البشر يفشلون في الوصول إلى مصدر القوة الحقيقي, ويقعون في فخ القوة الزائفة المهلكة!
وتقدم له المصدر الحقيقي للقوة الهائلة النافعة وهو "بناء الإنسان", فإذا استطاع الإنسان أن يبني ويحرر نفسه وغيره من البشر, فبذلك يمتلك قدرة جماعية هائلة نافعة, أما إذا اتجه إلى بناء الأبنية واتخاذ الأتباع فهو بذلك من المضيعين والمهلكين للإنسان.
المنظور العام للسورة:
تبدأ السورة بنفي القسم بأعظم بلد احتوت أعظم بنيان –من الناحية الروحية وهو الكعبة-, وذلك لأن الإنسان (الرسول) مستباح ومستحل فيها من باقي أهل هذا البلد, فليس للبناء مهما عظم مكانة عند الله إذا أهين الإنسان, فحرمة الإنسان عند الله أعظم من حرمة الكعبة, ثم يقسم الله تعالى بالوالد وما ولد (الإنسان), والذان يمثلان أهم مصادر التراحم والتناصر, أن الإنسان مخلوق في مشقة وشدة معالجة للأمور, ولكن عليه أن لا يعد المكابدات الدنيوية هي مصدر العز والقوة, فيظن أنه بمكابدته وتملكه المال الشديد وانفاقه في المباني العالية والمصارف المختلفة قد حاز السلطة المطلقة, وأصبح يقدر على التصرف في كل ما يحيط به كما يشاء, فما عاد أحد يستطيع التغلب عليه وعلى سلطانه (كما يحدث عند عامة الأباطرة, والذين تصبح مسألة القوة والسيطرة عندهم الدافع الأول وليس المال, فما عاد المال هو الشاغل, فهم ينفقون الأموال الطائلة من أجل الوصول إلى سلطان أكبر وإلى أمان أكثر وإلى تحكم واستعباد أعم للبشر, حتى يظن أنه مختلف عن باقي البشر أو يستحق ما لا يستحقه البشر!) . فينفض الله عزوجل عنه هذا الوهم نفضا ويذكره أنه إنسان ضعيف يسري عليه كل ما يسري على باقي إخوانه ممن استضعفهم واستباحهم, فيذكره بأنه ليس ذلك الرجل الخفي, وإنما هو إنسان يراه ورأه كل من حوله, إنسان طبيعي يحتاج إلى نعم الله عليه والتي تعينه على المكابدة مثل العين واللسان, وقديما احتاج إلى ثدي أمه من أجل بناء جسده, فهلا استغل كل ذلك في اقتحام العقبة وإزالتها من أمام من لا يستطيع إزالتها, بأن يحرر الإنسان من ذل العبودية سواء كانت كلية أو جزئية كعبودية الطعام, فيخرج للمجتمع إنسانا حرا نفسا وجسدا يستطيع أن يخدم المجتمع ويساعد في بناءه, وبذلك تقوى وحدة بناء المجتمع عن طريق تحرر عامة أفراده, ولكن قبل أن يحرر غيره يكون ممن حرر نفسه أولا وقواها بالإيمان والعمل الجماعي التابع له, عن طريق التواصي بالصبر وبالمرحمة.
وبهذا يحصل الإنسان على مصدر القوة الحقيقي وهو العائلة الكبيرة المتعاضدة المترابطة التي يساند القوي فيها الضعيف, ويحمله إلى أن يصل إلى ما وصل إليه, لا أن يستعبده. فهذه هي العائلة التي تبني البلد الطيب التي يستحق أن يقسم الله عزوجل به, كائنا أين كان هذا البلد, فالعبرة بالإنسان لا بالبنيان!
ونكتفي هنا بعرض المنظور العام, ومن أراد متابعة التناول التحليلي للسورة يمكنه متابعته على الرابط:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?p=440&posted=1#post440
والسلام عليكم ورحمة الله
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
نتناول اليوم بإذن الله وعونه سورة البلد, سائلين الله عزوجل أن يفتح لنا فيها من عنده, ونبدأ بتقديم الصورة العامة للسورة: بسم الله الرحمن الرحيم
المحور العام للسورة:
تناقش هذه السورة قضية من أهم القضايا الإنسانية, وهي قضية حلم القوة والعزة لدى الإنسان, فتبين أن حلم القوة الخارقة لا وجود له في دنيانا هذه, وإنما هي أوهام في أذهان الناس, وليست في العدة والعتاد والتنافس في الحصون, وتبين كيف أن عامة البشر يفشلون في الوصول إلى مصدر القوة الحقيقي, ويقعون في فخ القوة الزائفة المهلكة!
وتقدم له المصدر الحقيقي للقوة الهائلة النافعة وهو "بناء الإنسان", فإذا استطاع الإنسان أن يبني ويحرر نفسه وغيره من البشر, فبذلك يمتلك قدرة جماعية هائلة نافعة, أما إذا اتجه إلى بناء الأبنية واتخاذ الأتباع فهو بذلك من المضيعين والمهلكين للإنسان.
المنظور العام للسورة:
تبدأ السورة بنفي القسم بأعظم بلد احتوت أعظم بنيان –من الناحية الروحية وهو الكعبة-, وذلك لأن الإنسان (الرسول) مستباح ومستحل فيها من باقي أهل هذا البلد, فليس للبناء مهما عظم مكانة عند الله إذا أهين الإنسان, فحرمة الإنسان عند الله أعظم من حرمة الكعبة, ثم يقسم الله تعالى بالوالد وما ولد (الإنسان), والذان يمثلان أهم مصادر التراحم والتناصر, أن الإنسان مخلوق في مشقة وشدة معالجة للأمور, ولكن عليه أن لا يعد المكابدات الدنيوية هي مصدر العز والقوة, فيظن أنه بمكابدته وتملكه المال الشديد وانفاقه في المباني العالية والمصارف المختلفة قد حاز السلطة المطلقة, وأصبح يقدر على التصرف في كل ما يحيط به كما يشاء, فما عاد أحد يستطيع التغلب عليه وعلى سلطانه (كما يحدث عند عامة الأباطرة, والذين تصبح مسألة القوة والسيطرة عندهم الدافع الأول وليس المال, فما عاد المال هو الشاغل, فهم ينفقون الأموال الطائلة من أجل الوصول إلى سلطان أكبر وإلى أمان أكثر وإلى تحكم واستعباد أعم للبشر, حتى يظن أنه مختلف عن باقي البشر أو يستحق ما لا يستحقه البشر!) . فينفض الله عزوجل عنه هذا الوهم نفضا ويذكره أنه إنسان ضعيف يسري عليه كل ما يسري على باقي إخوانه ممن استضعفهم واستباحهم, فيذكره بأنه ليس ذلك الرجل الخفي, وإنما هو إنسان يراه ورأه كل من حوله, إنسان طبيعي يحتاج إلى نعم الله عليه والتي تعينه على المكابدة مثل العين واللسان, وقديما احتاج إلى ثدي أمه من أجل بناء جسده, فهلا استغل كل ذلك في اقتحام العقبة وإزالتها من أمام من لا يستطيع إزالتها, بأن يحرر الإنسان من ذل العبودية سواء كانت كلية أو جزئية كعبودية الطعام, فيخرج للمجتمع إنسانا حرا نفسا وجسدا يستطيع أن يخدم المجتمع ويساعد في بناءه, وبذلك تقوى وحدة بناء المجتمع عن طريق تحرر عامة أفراده, ولكن قبل أن يحرر غيره يكون ممن حرر نفسه أولا وقواها بالإيمان والعمل الجماعي التابع له, عن طريق التواصي بالصبر وبالمرحمة.
وبهذا يحصل الإنسان على مصدر القوة الحقيقي وهو العائلة الكبيرة المتعاضدة المترابطة التي يساند القوي فيها الضعيف, ويحمله إلى أن يصل إلى ما وصل إليه, لا أن يستعبده. فهذه هي العائلة التي تبني البلد الطيب التي يستحق أن يقسم الله عزوجل به, كائنا أين كان هذا البلد, فالعبرة بالإنسان لا بالبنيان!
ونكتفي هنا بعرض المنظور العام, ومن أراد متابعة التناول التحليلي للسورة يمكنه متابعته على الرابط:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?p=440&posted=1#post440
والسلام عليكم ورحمة الله