سورة الانشراح: لفتة بلاغية ، وتنبيه على خطأ شائع في التفسير.

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
584
مستوى التفاعل
25
النقاط
28
سورة الانشراح: لفتة بلاغية ، وتنبيه على خطأ شائع في التفسير

1-اللفتة:

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ

وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ

وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ

لنلحظ الطباقين في الاسمين : صَدْرَكَ/ ظَهْرَكَ

والطباقين في الفعلين : وَضَعْنَا/ وَرَفَعْنَا

ثم ينشأ من العبارات الثلاث صورة كلية لرعاية الله لرسوله من الجهات الثلاث :

فمن أمامه شرح الصدر

ومن خلفه إزاحة العبء والثقل عن الظهر

ومن فوقه رفع للذكر

فتأمل!

2-التنبيه:

شاع عند المفسرين مقولة :" لن يغلب عسر يسرين"

وهم يشيرون إلى قوله تعالى في سورة الانشراح:

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح : 5] إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح : 6]

قالوا إن النكرة إذا تكررت اختلفت ،و"يسرا" في السورة تكررت مرتين ،ولما كانت نكرة فلا بد أن يكون اليسر الثاني مختلفا عن الأول،فإذا قلت مثلا "زارني رجل وأكرمت رجلا"

فالزائر غير المكرم فهما رجلان مختلفان ، ولو كان الأمريتعلق برجل واحد لجعل المتكلم لام العهد في الثاني وقال "زارني رجل وأكرمت الرجل"

إذن العسر واحد واليسر اثنان وليس من شأن الواحد أن يهزم اثنين...

وهذا توجيه ضعيف ...لأن التعليل الذي ذكروه إنما يصدق على النكرة في جملتين مختلفتين ، ولا يصدق على الجملة الواحدة التي تكررت، وفرق كبير بين جملتين اثنتين وجملة واحدة تكررت مرتين ،فهل الذي قال "إن في بيتي رجلا ،إن في بيتي رجلا" يريد أن في بيته رجلين أم يريد تأكيد وجود رجل واحد للشاك أو المنكر!!
 
سورة الشرح هو الاسم المشهور وقد ورد اسم سورة الانشراح عند بعض المفسرين....وخروجا من الخلاف المعروف هل اسماء السور توقيفية أم اجتهادية نرجو العدول عن الانشراح إلى الشرح وشكرا...
 
من العنوان ظننتك تقصد بالخطأ الشائع ربط شرح الصدر هنا بحادثة شق الصدر الثابتة في الأحاديث.
 
عودة
أعلى