سورة الإخلاص عبدالعزيز الطريفي مكتوبة

الفوائد

New member
إنضم
26/02/2020
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
السعودية
معاني وتدبر سورة الإخلاص الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله تعالى ( تفريغ تفسيرالإخلاص من قناة زدني علما )
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله واصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اما بعد
فإننا في هذا المجلس بإذن الله تعالى نتكلم على شيء من المعاني والتدبر في سورة الإخلاص وسورة المعوذتين , وهذه السور الثلاث هي من افضل واعظم ما انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكلام الله عز وجل كله فاضل وعظيم, إلا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل لهذه السور من الفضائل وجعل الله جل وعلا فيها من الأثر وحسن العاقبة على الإنسان في عاجله وآجله ما خصها الله عز وجل بما لا يوجد إلا فيها , والله سبحانه وتعالى يفضل من قوله ما شاء على ما شاء ولمن شاء, وأول هذه السور هي سورة الإخلاص, وهي السورة التي تسمى بنسب الرحمن ,وهذه السورة قد انزلها الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم في مكة على خلاف ايضا في ذلك فقيل أنها نزلت في مكة كما جاء ذلك عن عبدالله بن عباس عليه رضوان الله تعالى . وقيل أنها نزلت في المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلا القولين قد روي عن عبدالله بن عباس .
وهذه السورة تتضمن معاني التوحيد وأصول معرفة الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس الله أحد فالله جل وعلا يقول في كتابه العظيم (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وسبب نزول هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في غير ما خبر أن كفار قريش سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه فقالوا انسب لنا ربك فأنزل الله جل وعلا عليه قوله سبحانه وتعالى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4))هذه السورة وما تضمنت من آيات وما تضمنت من معاني عظيمة قلما توجد مجتمعتا في شيء من مواضع القرآن وقد جاء في فضائلها شيء كثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في قرأتها في بعض مواضع الصلاة ويكفي في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها في افضل النوافل وهي صلاة الوتر وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا وعن غير واحد من الصحابة قرأتها في غير هذا . وكذلك ايضا فإن سور القران إنما تتفاضل بجملة من الوجوه منها بالأجور المترتبة التي يجعلها الله عز وجل في السورة ومنها المعاني التي تتضمنها هذه السورة . ومن وجوه التفضيل ايضا أن الله سبحانه وتعالى يجعل لهذه السورة اثر في بعض الأحوال الذي يعرض على بني آدم وذلك كشفاء الأمراض والأسقام فقد جاء في سورة الإخلاص والمعوذتين مالم يأتي في غيرهما , وهذه مجتمعه في سورة الإخلاص وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير ما خبر جاء من حديثي ابي الدرداء وجاء ايضا من حديث أبي سعيد وغيرهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن " والمراد بأنها تعدل ثلث القرآن المراد بذلك في الجزاء لا في الإجزاء , يعني أن الله عز وجل يعطي الإنسان في فضلها أي كأنما قرأ ثلث القران }من جهتي {من جهتين الجهة الأولى: الأجر والثواب , الجهة الثانية من جهة المعاني المتحققة فإن القرآن على ثلاثة أقسام : القسم الأول توحيد وعقائد , والقسم الثاني أحكام أي حلال وحرام , والثالث هو القصص وهذه السورة قد جمعت النوع الأول وهو ثلث القرآن , فقد جمع الله عز وجل فيها أمر العقائد وما يكون حقا لله سبحانه وتعالى على عباده . فإن الإنسان لا يعرف ربه الا بمعرفة صفاته, والله جل وعلا قد عرف نفسه سبحانه وتعالى لعباده بهذه السورة ولهذا من قرأ سورة الإخلاص فكأنما قرأ ثلث القرآن من جهة الأجر إلا أن قرأت هذه السورة لا تجزؤه عن قرأت القرآن فليس له أن يقرأ السورة ثلاث مرات ثم يظن أنه قرأ القرآن كله وسقط عنه التكليف في ذلك, فهذا ليس هو المقصود في كلام الله عز وجل وإنما المقصود في ذلك من جهة الثواب وهذا الفضل توفيق من الله عز وجل ورحمة ولطف وتيسير وعون للإنسان أن يتحقق له من الأجر ما يتحقق له . وكذلك ايضاً من فضائل هذه السورة أن هذه السورة لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة من السور مشروعية تكرار هذه السورة في صلاة أو في الصلوات كما جاء في سورة الإخلاص, وقد جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الذي كان يصلي بقومه فكلما قرأ فيهم ختم قرأته بسورة الإخلاص يعني في كل ركعة يقرأ سورة بعد الفاتحة ثم يتبعها بسورة الإخلاص فارسل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل من يسأله عن ذلك فقال إني أحبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابلغوه أن الله يحبه لحبه لها . وكذلك ايضا قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضائلها لكونها رقية وكذلك ايضاً في قرأتها ضمن اذكار الصباح والمساء وتكرار ذلك ثلاثا , و وصية النبي صلى الله عليه وسلم لغير واحد من اصحابة بتلاوتها كما جاء ذلك عنه كما جاء ذلك عن عقبة ابن عامر عليه رضوان الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك بيده فقال لا تدعهن في صباح ولا في مساء يعني قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فكان عقبة ابن عامر عليه رضوان الله لا يدعهن في صباح ولا في مساء وهذه الخصائص المجتمعة في هذه السورة وفي سورة المعوذتين لا تكاد توجد مجتمعة في غيرها من سور القرآن ولا من آييه ما يدل على مزيد اهتمام فيها وعظم اثر لها على نفس الانسان ومن حوله إضافة إلى ما تضمنته هذه السورة من معاني جليلة في معرفة الله سبحانه وتعالى وتعريف الله عز وجل لنفسه عند عباده سبحانه بأمثال هذا التعريف الجليل والمشتهر في سبب نزول هذه السورة أن كفار قريش سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجيبهم بشيء إلا بشيء قد سمعه من ربه وإذا لم يكن لديه شيء من الوحي انتظر حتى يأتيه الوحي ثم ابلغهم بذلك , فسألوا رسول الله عن ربه لأنهم يضنون أن الذين يدعون الربوبية كثر فربما كان لك ربا يختلف عن ربنا فقالوا انسب لنا ربك يعني إلى أي شيء تنتسب والرب إلى شيء يبتدئ وينتهي فأنزل الله عز وجل عليه قوله (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) وهذا تعريف من الله سبحانه وتعالى . وفي هذا ايضاً إشارة إلى أن كفار قريش قاسوا حقيقة الله سبحانه وتعالى حقيقة الله جل وعلا على حقيقة الهتهم فإن الهتهم لها نسب تنتسب إليه يعني ترجع إليه والله سبحانه وتعالى ترجع إليه سائر المخلوقات فهو الذي ابتدئها وفطرها وأنشأها واما الله سبحانه وتعالى فهو الأول فليس قبله شيء وهو الآخر وليس بعده شيء, والله سبحانه وتعالى اختلف عن الهتهم فسبق إلى ذهنهم التشبيه في ذلك فسألوا رسول الله عن نسب ربه فقالوا انسب لنا ربك فهذه السورة يسميها غير وأحد من المفسرين بنسب الرحمن تجوزا أي أن الله عز وجل هو الله وأن الله سبحانه وتعالى لا يرجع إلى شيئا إلا إلى ذاته وكل شيء يرجع إليه , ولهذا قال (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) يعني الله سبحانه وتعالى واحد وفرد لا يرجع إلى شيئا ويرجع إليه كل شيء , وفي هذا إشارة إلى أن الأنسان بطبيعته من جهة تفكيره أنه يضل في أبواب القياس في حق الله سبحانه وتعالى سوأ كان ذلك في أمور الأسماء والصفات او معرفة حقيقة الله جل وعلا فسبق إلى اذهان كفار قريش التشبيه وذلك أنهم ينحتون الهتهم بأيديهم بحجارة فهم يعرفون اصلها سواء كانت من خشب من اثل او كانت من حجارة من أي جبل او كانت من تراب قد يبس وجفف في أي سهل او وعر أتو به فهم يعلمون اصل الهتهم ومنشئها ويريدون من ذلك أن يعرفوا حقيقة الله سبحانه وتعالى التي يضنون أن لها اصلا كإلهتهم فاخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما يضنون ولهذا نقول إنما تضل البشرية بالتشبيه والقياس الفاسد إنما تضل البشرية بالتشبيه والقياس الفاسد وأول ما عصي الله عز وجل هو بسبب القياس الفاسد وذلك بضلال ابليس.
ضلال ابليس اول ضلال عرف وإنما عصي الله عز وجل سبحانه إنما عصي الله جل وعلا بسبب هذا وذلك أنه قاس نفسه على آدم واصل خلقته فإنه خلق من نار ومعلوم أن النار ترتفع و تسمو بخلاف التراب الذي خلق منه آدم فإنه يرقى ولا يتحرك وهو إلى سفول وضعه بخلاف النار فرى في نفسه أنه أعظم منه ولزم من ذلك أن يكون أهل لي أن يُسجد له , لا أن يسجُد لغيره .فكان ذلك القياس بإرجاع ابليس لأصله وإرجاع آدم لأصله تفرع عن ذلك استحقاق صاحب الأصل الأشرف على غيره فعصى الله سبحانه وتعالى ولم يرجع الأمر إلى الامتثال والانقياد لله سبحانه وتعالى فكان ذلك موجبا لسخط عليه والغضب وطرده ولعنه كذلك , ومن هذا بدأ الصراع بين ابليس وآدم و ذريته ومن آمن ايضا من ذرية الشياطين ولهذا نقول إن اصل الضلال في البشرية إنما هو بالقياس الفاسد إنما هو بالقياس الفاسد ولهذا يقول العلماء إنه لا قياس مع النص, في حال ورود نص فإن ليس للإنسان أن يًعمل القياس فربما وصل إلى شيء من المعاني الفاسدة التي تعارض الدليل وهذا يظهر عند الكثير من البدع في أبواب الأسماء والصفات فإنهم ربما ضلوا في صفة من الصفات او في شيء من أسماء الله سبحانه وتعالى بسبب قياس إنقدح في اذهانهم .
والإنسان كل المعلومات التي لديه إنما هي اقيسة على مشاهدات او على مسموعات يقيس ما يسمع على ما يرى او ما يخبر به على ما شاهده وعاينه ثم يظن أن الغائب عنه كذلك, ولهذا الإنسان إنما هو انعكاس لما يشاهد. فالله جل وعلا قد أوجده خالي الذهن كحال الإناء الخالي الذي يستقبل ولا يدري ماذا يستقبل ايستقبل ماء أو يستقبل لبنا او يستقبل ترابا او غير ذلك مما يوضع فيه ولا يدري ما جنس ما يوضع فيه حتى يوضع فيه فيدرك بعد ذلك العقل ماذا وُضِعَ فيه ولهذا الاقيسة في ذلك تطرأ على الإنسان بمقدار ما طرأ عليه من معلومات ثم بعد ذلك يقوى لديه القياس أو يضعف على قدر المعروضات على ذهن الإنسان ولهذا الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا لامثيل له حتى يُقاس عليه ولهذا يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) يعني ضرب الأمثلة لا تأتي على الله ضرب الأمثلة لا يأتي على الله سبحانه وتعالى ولهذا نقول إن اكثر الضلال إنما هو بضرب الأمثلة على الغيبيات لهذ نقول إن قياس الله جل وعلا على غيره أو قياس غيره عليه هذا من المعاني الخاطئة , لماذا ؟ لأن من أركان القياس هو معرفة الفرع ومعرفة الأصل والإنسان لم يرى ربه جل وعلا فكيف يقيس غير الله جل وعلا على الله والله سبحانه وتعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ثم ايضا في هذا إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان إذا بلغه شيء من أسماء الله عز وجل وصفاته أن يعلم أن كل ما يخطر في باله ويرتسم في ذهنه من وصف او هيئة لتلك الصفة أن الله عز وجل على غيرها لماذا ؟ لأن الإنسان يقيس الغائب على المشاهد فيظن أن الله عز وجل كذلك ولهذا يقال أن الإنسان كل ما ظن أن الله كذلك فالله غير ذلك, فالله سبحانه وتعالى غير ذلك وهذا بطبيعة الأنسان والناس يختلفون في قدر المشاهدات والمعاينات منهم من عاين صورة معينة فإذا حدث عن صورة تذكر الصورة فقاس عليها ولهذا الذين في القرن الماضي إذا حدثوا عن صورة رجل أن رجلا قدم إليهم تخيلوا رجلا على ناقة أو نحو ذلك , في زماننا يتخيلون الرجل جاء على مركب او على لباس حديث وقبل قرنين يختلف وقبل ذلك يختلف والبلدان ايضا تختلف وهذا بحسب ما لدى الانسان من ارتسام كذلك ايضا الإنسان الذي مثلا في بلد طوال وإذا حدث عن رجل تخيل أن الرجل على لون معين. البلد الذين فيهم سود او بيض او حمر او غير ذلك من الوان الناس إذا حدث أن رجل جاء ونحو ذلك تخيل على هيئته ومن حوله أن هذا الرجل جاء كذلك , والرجل كذلك الذي في بلد تختلف اشكال الناس واجناسهم فيه تخيل أن الرجل على الأجناس التي يشاهد
ولهذا الانسان إنما هو يقيس على ما شاهده .ولهذا إذا حدثت رجلا غربيا او رجلا شرقيا عن أنك دخلت على رجلين وهما جالسان ويتحدثان او يأكلان ارتسم في ذهنه بطريقة الجلوس الموجودة عنده فيفهم المشرقي على خلاف المغربي , تجد المغربي يتصور أن ذلك أنهم على طاولة وعلى كرسي , وتجد أن في بلد آخر يفكر انهما على الأرض ارتسم في ذهنه الأرض وإذا قلت يا فلان ارتسم في ذهنه شخص اعتاد على الأكل بالملعقة على أنهما يأكلان بالملعقة واذا ارتسم في ذهن الانسان في عادته انهم يأكلان باليد يأكل باليد وربما ارتسم في ذهنه ايضا نوع الوجبة التي كانا يأكلها وقومه وهكذا بحسب المشاهد لديه ولهذا الله سبحانه وتعالى نهى عن ضرب الأمثلة على الله سبحانه وتعالى , وذلك لعدم وجود مثال ولهذا الله جل وعلا يقول (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)واصل ضلال أهل البدع في أبواب الأسماء والصفات هو في هذا الباب فشبهوا الله جل وعلا بغيره شيهوا الله سبحانه وتعالى بغيره فلما جاءهم الاستواء أن الله عز وجل على العرش استوى منهم من شبه الله عز وجل بغيره سبحانه وتعالى وفسروا الاستواء بالجلوس او القعود قعود الانسان على عرشه او قعود الملك على عرشه , هذا ضرب من التشبيه او ليس بضرب من التشبيه ؟! ضرب من التشبيه . ما الذي حملهم ؟ حملهم على ذلك المشاهدة التي رأوها واستواء ~عروق~ الناس على عروشهم او الملوك على عروشهم يختلف من بلد إلى بلد في هيئة الاستواء وكذلك أنواع العروش وغير ذلك فهي مختلفة في الأمور المشاهدة فكيف في أمر غيبي لم يشاهده الإنسان و ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى ,ومن الناس من ارتسم في ذهنه معنى قبيح فدفعه ذلك إلى نفي تلك الصفة تنزيها لله جل وعلا فلما ارتسم المعنى القبيح أراد أن ينزه الله جل وعلا عن ذلك , وذلك مثلا في مسألة الاستواء بعض الطوائف يعطل هذا وينفي الاستواء لماذا ؟ لأنه يرى أن الإنسان او الملك إذا استوى على عرشه أنه محتاج إلى عرشه فإذا زالا العرش سقط الإنسان عن عرشه قالوا وفي هذا أنا لو قلنا بالاستواء على هذه الصفة أن الله عز وجل محتاج إلى عرشه ومنهم من يقول إن العرش أكبر من الجالس عليه وعلى هذا فالعرش أكبر من الله سبحانه وتعالى تعال الله عز وجل عن ذلك ودفعهم إلى ذلك إلى نفي هذا وتعطيله . إذاً سبق إلى ذهنهم شيئا من التشبيه والتمثيل قبل التعطيل ولهذا يقول العلماء إنه كل معطل مشبه أي سبق إلى ذهنه شيء من التشبيه فنفر منه ولهذا نقول إن التشبيه كله باطلا وعليك أن تثبت أن الله عز وجل له من الأسماء والصفات ما ذكره الله جل وعلا في كتابه أما كيف وعلى أي صفة فالإنسان لا يعرف عن ذلك شيء وليس له مثال فيمر الأدلة الواردة في ذلك كما جاءت , يثبت حقيقتها وأن لها معنى والمعنى ما عرفنا الله عز وجل عليه مما نعلم من معانيه وما لم نعلمه نكله إلى الله سبحانه وتعالى والإنسان إذا أراد أن يمثل لابد له من فرع او اصل والله جل وعلا واحد سبحانه وتعالى ليس ثمة فرع دونه وليس ثمة أصل فوقه فهو الأول سبحانه وتعالى وليس قبله شيء وهو الآخر وليس بعد شيء ولهذا قال الله سبحانه وتعالى معرفا بنفسه لعباده آمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله جل وعلا (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) والله سبحانه وتعالى على ما تقدم معنا في تفسير سورة الفاتحة في اشتقاق كلمة الله سبحانه وتعالى من أي وجه مشتقه وذكرنا كلام غير واحد من العلماء في ذلك وفي قوله جل وعلا أحد قيل إن أحد بمعنى الواحد وقيل إن أحد تختلف عن الواحد وهما قولان للعلماء منهم من قال إن الواحد هو المتفرد بالذات والأحد هو المتفرد بالصفات والمعاني ومن العلماء من يحمل كلا اللفظين على معنى واحد وهو الاظهر يقول الله جل وعلا (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ) والصمد قد اختلف ايضا في معناها جاء عن عبدالله ابن عباس في ما رواه علي بن أبي طلحة عن عبدالله ابن عباس قال هو السيد الكامل في سؤدده وجاء ايضا عن غير واح من السلف كمجاهد و ابن جبر وغيره أن الصمد هو الأجوف او الذي لا جوف له يعني أنه لا يأكل ولا يشرب. هذا في لغة العرب يصفون ذلك في ما يعلمون مما يكون مثلا من المحسوسات او غير ذلك التي لا تكون بحاجة إلى طعام وشراب والله جل وعلا والله سبحانه وتعالى سمى نفسه بالصمد أي أنه لا يحتاج إلى شيء ويحتاجه كل شيء سبحانه وتعالى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ) أي أن الله سبحانه وتعالى السيد الكامل في سؤدده الذي لا يحتاج إلى اكل وشراب ليبقى ولا يحتاج لشيء من مخلوقاته سبحانه وتعالى لينتفع ولا ليدفع الضر وكل شيء محتاج إليه في هذا الباب (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) ومعلوم ايضا أن من وجوه الضلال على ما تقدم وما يطرأ على الناس من اقيسه ولهذا كفار قريش سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا انسب لنا ربك يعني إلى اين يرجع فالله سبحانه وتعالى قد بين غاية البيان على سبيل الإيجاز والاختصار نسبه سبحانه وتعالى أنه وأحد جل وعلا لا يرجع الله جل وعلا إلى شيء ويرجع إليه كل شيء.
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) لم يكن له سبحانه وتعالى أب ولم يكن له سبحانه وتعالى ابن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وهذا فيه دفع لتوهم الذي يطرا في ذهن الناس او الوهم الذي يطرا او طرا في ذهن كفار قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يجهل حقيقة ربه فأرادوا اختباره وإما أن يعرفوا حقيقة الرب الذي يدعو إليه , ومنهم الذي يسأل ذلك السؤال تعنتا فأجابهم الله سبحانه وتعالى مخبرا نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك أي أن الله عز وجل لا ينتسب إلى أحد فصفات الله جل وعلا هي ذاته سبحانه وتعالى فإن الذات هي مجموعة صفات وهذه الصفات هي الذات ولهذا نقول إن الله عز وجل يٌعرف سبحانه وتعالى] بتعريف [بمعرفة ذاته وبمعرفة صفاته ولهذا نقول إن الإنسان يعرف الله عز وجل بشيئين: الشيء الأول والأنسان يًحال بينه وبينه في الدنيا وهو رؤية الله سبحانه وتعالى فإذا رأيت الله جل وعلا أو رأيت غيره عرفته لرؤيتك له والله سبحانه وتعالى لايرا في الدنيا لايرا سبحانه وتعالى في الدنيا ويرى في الأخرة فمن راه عرفه سبحانه وتعالى وكذلك ايضا من رأى الشيء عرفه واستطاع أن يصف ما راه . الثاني : هو بمعرفة صفاته ولو لم يره وذلك أن يعرف صفات مثلا الله سبحانه وتعالى بالسمع والبصر وكذلك ايضا باليد وكذلك ايضا الرجل وفي القدم وكذلك ايضا في الساق وغير ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى القائمة في ذاته وكذلك ايضا في قدرت الله عز وجل ورحمته ولطفه وغير ذلك من صفاته سبحانه وتعالى فنفول إن هذه صفات الله سبحانه وتعالى أن يعرف الإنسان الصفات بها يعرف الذات وثمة او نظيف شيئا ثالث في هذا وهي أن يعرف الآثار ليعرف الصفات والذات ولهذا الله سبحانه وتعالى أمر عباده بأن ينظروا في ما خلق الله عز وجل ليعرفوا صفات الله سبحانه وتعالى من القوة والقدرة والقهر والجبروت والكبرياء والعزة وغير ذلك مما هو لله سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه غيره لهذا يأمر الله عز وجل عباده بالتفكر كثيرا الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا فيتفكرون في خلق السموات وما فيها من أبراج وكواكب ونجوم وسحب ويتفكرون ايضا في الأرض وما جعل الله عز وجل فيها من سهول واودية وبحار وانهار وجبال وتراب وشجر وحجر وغير ذلك مما جعله الله عز وجل فيها وما جعله الله عز وجل عليها من مخلوقات من دواب تدُب من يمشي على رجلين ومن يمشي على أربع ومن يمشي على اكثر من ذلك ومنها من يدب ومنها من يزحف وغير ذلك من مخلوقات الله سبحانه وتعالى . وأمر الله عز وجل ايضا الإنسان أن ينظر في نفسه (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) وهذه يتعرف بها الإنسان على ماذا ؟ على الله سبحانه وتعالى ولو لم يره او لم يُعرف بصفاته من معرف , ولهذا يقول أو تقول العرب الأثر يدل على المسير وقد جاء عن بعض الملاحدة أنه جاء إلى بعض الأئمة فقال له بماذا تعرف خالقك أو تثبت خالقك , فقال أذنوا لي بالتفكر أو أني مشغول بسفينة في البحر فيها تجارة متوجهة الي وأخشى عليها الضياع وارقب قدومها فإنها لا ربان لها , قالوا كيف لا ربان لها وتنتظر قدومها , قال ويحكم سماء ذات أبراج وارض ذات فجاج وبحر ذو أمواج من يستطيع ذلك إلا اللطيف الخبير يعني إذا انتم استكثرتم على سفينة أن تأتي من يسير هذه الأفلاك هذا المسير وهذه الدقة المتناهية من أول الخليقة إلى يومنا , ولهذا يُسأل حتى كما جاء عن بعض الأعراب نقل أهل الادب أن أعرابي سُئل بماذا تؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو أن الله عز وجل موجود فقال لهم البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير سماء ذات أبراج وارض ذات فجاج الا يدل ذلك على اللطيف الخبير؟! بلا يدل ذلك على اللطيف الخبير, فالإنسان في ذاته اذا أرى اثر الا يعلم أن رجلا مر من هنا الا يميز بالأثر؟! يقول هذا اثر صبي صغير وهذا أثر كبير وهذا اثر دابة ويعرف ويميز الدابة هذا خف الناقة وهذا حافر وهذا اثر طير وغير ذلك الا يميز هذا او لا يميزه ؟! يميزه وإذا أراد إنسان أن ينازعه إياه وقال هذا ليس اثر البعير وإنما هو أثر طائر هل يستطيع أن يخالفه هل يستطيع الإنسان أن يحلف أن هذا اثر بعير او اثر طائر يميز او لا يميز ؟! يميز وإذا خالفه أحد هل يحلف؟! لا يحلف ]~ رد الشيخ على مداخلة أحد الحاضرين ~ نعم الا تميز بين اثر البعير والعصفور يحتاج الى تمييز او لا يحتاج العاقل لا يحتاج واما المجنون فيحتاج إلى دليل لأثبات نفسه فضلا عن إثبات غيره[ ولهذا نقول إن الإنسان ولو لم يشاهد العين يستطيع أن يثبتها ولو لم يراها لماذا؟! لأثارها , ولهذا نقول إن الله عز وجل إن الله سبحانه وتعالى قد عرف نفسه لعباده بأنواع من أمور المعرفة التي يستدلون بها على معرفة صفات الله جل وعلا سبحانه ولهذا الله جل وعلا عرف نفسه لعباده بوحيه وما ذكره الله جل وعلا في ذلك فأرشدا العباد إلى شيء من الأدلة إليه وارشد الله سبحانه وتعالى إلى شيء ايضا من المعاني التي ربما لا يستدل الإنسان اليها بشيء من المشاهدات إلا بمشقة فإن لله عز وجل من الأسماء والصفات ما لا يستطيع الإنسان الوقوف عليه إلا بالسمع وهو النص المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك عن ربه جل وعلا كتابا وسنه ولهذا نقول إن الأنسان في أمور الله سبحانه وتعالى أنه يكلها إلى السمع والا يتجوز لذلك في ذلك فلا يثبت لله عز وجل مالم يثبته سبحانه وتعالى لنفسه جلا وعلا وهذه يهتدي بها الأنسان من أمور الأرض ودلالتها والسماء والابراج على قدرة الله عز وجل وبديع صنعه وما عدا ذلك مما لا يستدل الإنسان به من أمور الكون فهو يردها إلا الله سبحانه وتعالى فثمة أمور من دقائق الصفات لا يستطيع الانسان أن يستنبطها مجردة من دلالات الكون فلا يستطيع الإنسان مثلا أن يثبت أن لله عز وجل أصابع فلله عز وجل له أصابع سبحانه وتعالى وهذه تليق بالله سبحانه وتعالى نثبت لها حقيقة ولا نثبت لها او لا نكيفها ولا نشبهها ولا نمثلها بشيء من مخلوقات الله عز وجل لأن ليس له مثال وليس للإنسان أن يقول إنه لابد من دلالة في الكون تثبت أمثال هذه الصفات نقول هذه مردها السمع فالإنسان يستدل من دلالات الكون وظواهره على قدرة الله عز وجل وقوته وعزته وجبروته وبطشه وغير ذلك من الدلالات كغناه سبحانه وتعالى وهيمنته جل في علاه على هذه المخلوقات وحسن تدبيرها ولطف الله جل وعلا بعباده وغضبه في إنزال العقوبات ورحمته بعباده أنه يخرج الناس وكذلك الإحياء والإماتة وغير ذلك . فنقول إن من الصفات ما يستطيع الإنسان الوقوف عليها من الكون ومنها مالا يستطيع الإنسان الوقوف عليها إلا بالنص من المسموع من كلام الله عز وجل وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في قول الله جل وعلا (اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في هذه الدنيا وجعل له ابتدأ وانتهاء ومعلوم ان الانسان إذا عاش على صورة معينة تخيل أن غيره كذلك باعتبار أن الانسان يحيا , يبتدئ بولادة وينتهي بموت ويظن أن غيره كذلك . كذلك ايضا عجلة الزمن تبتدئ وتنتهي ويظن أن كل موجود له عجلة زمن . الله عز وجل خلق الانسان وخلق عجلة الزمن ووضع الانسان في عجلة الزمن وأداره فضن الإنسان الذي يعيش في ذلك أن كل موجود له دائرة زمن ولهذا الإنسان يعجز عن تصور وجود شيء بلا زمن فالإنسان إذا غلب على ذهنه تصور معين ظن أن كل شيء خارج عنه كذلك حتى يجد مثال خارق في هذا ولهذا مثلا الإنسان مثلا في الكون إذا كان لديه شيء ثم وضعه يسقط إلى اسفل او إلى أعلى ؟! نعم يسقط إلى اسفل, أما اعلى لا يسمى سقوط يسمى ارتفاع اليس كذلك؟! كذلك لكن هل يخطر في بال الإنسان أنه إذا وضع شيء يمكن لا يسقط ؟! لا يتخيل وجود هذا حتى يكتشفه فيظن كل شيء كذلك فإذا خرج عن هذه الدائرة وجد أنه يوجد من الأجرام من إذا وضعه لا يسقط إلى اسفل وإنما يمضي اليس كذلك ؟! نعم
ولهذا هذه الدائرة التي وضع فيها لا يستطيع أن يتصور شيء خارج عنها ولهذا الإنسان لا يمكن أن يضرب مثالا إلا وهو موجود, ولهذا لا يستطيع أحد منكم أن يرسم شكلا لم يراه ,هل يستطيع احد منكم أن يرسم شكلا ؟! لو اعطي احد منكم قلم وورقه ويقول ارسم شكلا لم تره هل يستطيع ؟! نعم لا يستطيع حتى لو قام بالإدارة ونحو ذلك هو إنما رآها في رسم سحاب او رآها في شيء من مخلوقات الله من غصن شجر او ~علق~ في ارض من سف الرياح او غير ذلك لا يمكن أن يرسم شيئا على الاطلاق حتى التخيلات التي يراها الإنسان من شكل الأشياء مثلا يقول هذه صورة الجن او صورة ابليس او نحو ذلك هذه إن لم يراها في اليقظة رآها في المنام هو انعكاسات بين يقظة ومنام لا يمكن أن يأتي بشيء جديد هذا الأشكال الموجودة في ذهن الإنسان المشاهدة في يقظة او في منام هذه أمثلة الإنسان يقوم باستخراجها ولهذا نقول ان الانسان حتى في صناعته لا يمكن أن يأتي بشيء إلا وهو موجود في الكون رآه ثم قام بصناعة شيء على مثاله والصنعة لدى الإنسان يختلف منها ما يجمع جزئيين ومنها ما يجمع ثلاثة ومنها ما يجمع عشرة , إذا هو يركب بين متفرقات ويظن أنه ابدع ولهذا المعلومات التي لدى الانسان المعلومات وهي المعارف هل هي إيجاد من عدم ام تركيب متفرق ؟! تركيب متفرق ويبدع الإنسان في ذلك بقدر التركيبات في هذا , من الناس من يجمع معلومتين ويخرج بمعلومة ومنهم من يجمع خمسين معلومة ويكون لديه نتيجة أخرى ولهذا اكثر الناس معلومات اكثرهم إنتاجا , فجمع المعلومات هو شبيه بجمع المادة المحسوسة وليس للإنسان شيئا من المعرفة اكثر مما هو موجود اوجده الله سبحانه وتعالى منه ~ما~ يقيس ومنه ينتج ولهذا الانسان إنما يأتي الى شيء من الموجودات ويقوم بخلطها سواء كان من المعارف او كان من المواد ولهذا الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين أن هذه الدائرة التي يوجد فيها الانسان أن الله سبحانه وتعالى ليس له مثيل سبحانه وتعالى فيها ولا في غيرها ولهذا الله عز وجل يقول في كتابه العظيم (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) يعني الله عز وجل سميع وبصير لكن يعلم أنه ليس كمثله شيء ولهذا نقول ينبغي للإنسان في حال الاثبات أن يثبت أمر الصفة لله عز وجل ولا يشبه ولا يكيف ويتوقف ولا يجعل لازما للصفة صفة أخرى ولهذا بعض الائمة ربما يكون لديه شيئا من هذا من التسامح في مسائل اللوازم كما جاء في حديث ابا هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من رائحة المسك" يقول هذا فيه دليل على اثبات صفة الشم هل هذا بصحيح او ليس بصحيح ؟! نرجح أنه ليس بصحيح لماذا ؟ لأن الانسان يعرف الطيب من غيره من الرائحة بماذا بالشم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " اطيب عند الله " وما يدريك أنها كانت بشم او بغير شم او بعلم لا يحتاج إلى مثل هذا . هل نستطيع أن نثبت هذا ام لا نستطيع ؟! ام نتوقف ! ] أن الله عز وجل ~لخلوف~ فم الصائم اطيب عند الله من رائحة المسك [لهذا نقول إن مثل هذا الأمر إنما هو توقيفي يثبت ولا يزاد إلى ذلك .
ويعذر الانسان فيما يخطر في باله او نحو ذلك أشياء لكن ينبغي للإنسان أن يطردها لماذا ويتيقن أنه ليس لها مثال , ويكفي الانسان أنه في الكون الذي موجود فيه يرى من مخلوقات الله يوما بعد يوم ما ليس له مثال ولو ذهب الانسان الى بريه وهي كلها مخلوقات ذهب ألى برية رأى من الحشرات و رأى من الكائنات مالم يره من السابق اليس كذلك؟! كذلك. هذا في دائرة كون هو وجد فيه, والله سبحانه وتعالى بين أنه ليس كمثله شيء يدل على ضعف الإنسان في جانب القياس في مخلوقات لديها, أن ثمة مخلوقات أنت لا تعلم حالها فكيف تريد أن تثبت لله عز وجل شيئا وليس له مثال سبحانه وتعالى .( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) أي لم يكن لله عز وجل ما يكافئوه من مثيل او شبيه أي ليس لك أن تقيس لماذا ؟ لأن القياس يلزم من ذلك أن تثبت اصلا ولم ترا الأصل وليس لديك أي شيء من الفروع في هذا أن تلحقها بذلك الأصل على هذا فالله جل وعلا وأحد أحد سبحانه وتعالى لا ند له ولا نظير ولا شبيه تعالى الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا . (انتهى من سورة الإخلاص)
(انتهى من سورة الإخلاص واكمل الشيخ في تفسير سورة الفلق والناس والتي القاها الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي من ضمن الدورة العلمية التي أقامها في طرابلس – ليبيا
ملاحظة/ تم تفريغ المحاضرة كتابة من قناة زدني علما عبر اليوتيوب وقد اعدت المحاضرة مرات عديدة حتى انقلها كاملة وقد يكرر الشيخ بعض الكلمات مرتين وهي قليل فاكتفي بواحدة وكذلك ما وضع بين علامتي ~ ~ شككت في سماعها وكتبت ما رجحت من سماعها وقد حرصت على نقلها واجتهدت في أن لا انقص منها شيء فإن فاتني شيء او أخطأت فإني استغفر الله وأتوب اليه .هذا والله اعلم
ربنا تقبل منا واغفر لنا وارحمنا واجعلنا من اهل الفردوس الأعلى وارزقنا مجاورة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأكرمنا برؤية وجهك الكريم يا رب العالمين يا حي يا قيوم ووالدينا واحبابنا ومن قال آمين والمسلمين
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين

رابط الدرس https://www.yout-ube.com/watch?v=XRxnQ7s4tuo
 
عودة
أعلى