سنن الله في استبدال الأقوام

محمد جابري

New member
إنضم
10/07/2008
المشاركات
121
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مدينة وجدة - المغرب
سنن الله في استبدال الأقوام


في ظل قوله تعالى {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}[سورة نبينا محمد صل1 الآية 38]

لعل الشيء الذي توليه الدول أعظم اهتماماتها هو الحفاظ على أمن الدولة، وتعتبر المساس به من أخطر الجرائم إطلاقا. ولما كانت جل الدراسات تنطلق من دراسة الأسباب المباشرة؛ أغفلت الدول أهم أسباب انقراضها وذهاب ريحها، ومن هنا أتاها القدر من حيث لا تحتسب.

وإنه لمن الغباء أن يمضي المرء في طريق يعلم مسبقا أن حتفه فيها، وما شأن التخطيط والدراسات الاحترازية إن لم تقينا وعورات الطريق ؟ وتيسر السبل على أفضل وجه وبأقل كلفة ؟

يعلم المسلم جيدا بأن لا فاعل في الوجود حقيقة إلا الله، وأن الله جل علاه سن سننا في هذا الكون :

1- فمن اتخذها مطية ازداد حرصه, وثبتت دولته ثبات الكلمة الطيبة التي مثلها القرآن بشجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

2- ومن لوى عنها وأعرض استدرجهم قدر الله من حيث لم يحتسبوا, وجاءهم حتفهم وهم لا يشعرون.

وشرع الله جل شأنه سنة استبدال الأقوام وضوابطها فقال جل شأنه :
{ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: من الآية 140]

{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}[سورة نبينا محمد r : من 38]

والناس من هذه النصوص بين مؤمن ،وشاك، ومكذب، وذلك لما لم يحصل لهم اليقين على كلام الله ؛ فتراهم مؤمنين ببعض الكتاب ومكذبين ببعض، أو يأخذهم اضطراب الفهم فيبررون... .

السنة الأولى:

و المبدأ الإسلامي لا يتبنى الفكر ألإقصائي؛ لكونه يدرك جيدا أن من ينهج نهج الإقصاء قد أعطى شهادة وراثة النظام من بعده للمستضعفين بناء على وعده جل وعلا: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين}[ القصص:5].

وضرب الله لنا مثلا عبرة لمن يعتبر: " مما كان من أمر فرعون وجنوده في غرقهم , وكيف سلبهم عزهم ومالهم وأنفسهم , وأورث بني إسرائيل جميع أموالهم وأملاكهم كما قال سبحانه :{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرائيلَ}[الشعراء: 59].

وقال : { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}[القصص :5 ]

وقال هاهنا :

{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}[الأعراف : 137]

"أي أَهْلَكَ ذلك جميعه، وسلبهم عزهم العزيز العريض في الدنيا، وهلك الملك وحاشيته، وأمراؤه وجنوده، ولم يبق ببلد مصر سوى العامة والرعايا" (البداية والنهاية لابن كثير ج1، أمر بني إسرائيل بعد هلاك فرعون.)

السنة الثانية :​

اشترط الحق جل وعلا شرطا واحدا وهو تحقيق: خشية الله ؛ لتحقق تبعا: الغاية الإحسانية والغاية الاستخلافية.

1. الغاية الإحسانية :
وتتجلى في ابتغاء مرضاة الله, والفوز بلذة النظر إلى وجهه الكريم ؛ مصداقا لقوله عز من قائل : { رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}[البينة: من الآية.8]

تكمن الغاية الإحسانية في الفوز فبمرضاة الله، وطلب لذة النظر إلى وجهه الكريم؛ وما من سبيل إلى ذلك إلا خشية الله، كما لا سبيل أيسر إلى خشية الله إلا بالضراعة إليه عز وجل بأسمائه : اللَّه عَزِيزٌ غَفُورٌ ؛ لقوله سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }[فاطر: من الآية28]ومعلوم بأن الأسناء الحسنى ما جاءت إلا للاستعانة بها والتوسل بها إلى رب عزيز وهاب.

فمن خشي الله لا يستكين ولا يركن للظالمين، ولا تأخذه في الله لومة لائم ؛ ومن هنا يحتدم الصراع، وتأخذ الظالمين العزة بالإثم، ويسعون :
- إما لإدماج الخصوم ضمن مخطط مدروس يقنن نظام الظالمين فيه الجرعات التي يغذي بها خصومه، والقنوات التي لا محيد لهم عنها؛
- وإما يغريهم مبدأ اجتثاثهم كلية لما يملكونه من قوة وطاقة لا قبل لخصومهم بها (وهذا هو الفكر الإقصائي وقد سبق الحديث عنه وعن نتائجه..

2. الغاية الاستخلافية :

وتتحقق بالتمكين في الأرض لإقامة شريعة الله والتنعم بالأمن والازدهار الاقتصادي, وخذ ذلك من قوله سبحانه من عليم حكيم :
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيد}[ِسورة إبراهيم 13/14]

{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}[المائدة:66]

فالخيط الرفيع الذي ينسج بين السنتين السابقتين هو الفكر ألإقصائي، فرغم تهميش الخصوم والتضييق عليهم لا يستريح للظالمين جنب، ولا يستكين حتى يجتثوا خصومهم أصلا ؛ ومن أجل ذلك يتوعدونهم إما بالانضمام لمبدئهم والانصهار في بوتقته، وإما النفي واقتلاع المعارضين من جذورهم.

ويترك الواحد القهار الفرصة للظالمين ليتخذوا قرار الحسم باجتثاث خصمهم ؛ ليترتب عنه حتف الظالمين، وليمكن للمستضعفين في الأرض ؛ ليضحي المستضعفون وارثين.

السنة الثالثة :​

عهدنا بربنا أنه لا يخلف الميعاد، فكيف بنا وقد وعدنا أنه بمجرد تجنب الشرك بالله، والقيام بحقوق العبودية يستخلفنا في الأرض، و يمكن لنا ديننا الذي ارتضى لنا، ويبدلنا من بعد خوفنا أمنا: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[ النور:55 ]؟

ففي السنتين السابقتين كان اشتراط خشية الله هو الأساس الذي انبنت عليه الوعود، بينما هنا جاءنا تفصيل لما كان هناك مجملا؛ إذ خشية الله تقتضي الإيمان بالغيب والعمل الصالح, كما تقتضي عدم الإشراك بالله, وأبهى مظاهر الشرك في زماننا هو ما يعبر عنه بالشرك السياسي, أو بالخشية مع الله.(أخشى الحاكم وأخشى الله). [ إن الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك ] ( تهذيب التهذيب - الصفحة أو الرقم: 12/106الراوي: أبو سعيد بن أبي فضالة الأنصاري المحدث: علي بن المديني خلاصة الدرجة: إسناده صالح).

وسبيل من يخشى الله أن لا يخشى معه أحدا { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} [الأحزاب : 39] .

وهذا ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: [إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويحدثون بدعة ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها] قال ابن مسعود : يا رسول الله كيف بي إذا أدركتهم قال : [ليس يا ابن أم عبد طاعة لمن عصى الله قالها ثلاث مرات] (المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 5/302 الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر خلاصة الدرجة: إسناده صحيح)

وهنا تنكشف دعوة بعض الفرق الإسلامية والتي تبنت فكرة عدم الخروج على الحاكم بأمره: فالحاكم بأمره طاغية، يتحزب لغير الله ورسوله، ومن كان هذا شأنه أذله الله على يد من تحزب إليه لقوله تعالى : { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً [81] كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً [82] }مريم.

ومن هناك تلحق المذلة بالأتباع، ويكونون عليهم مسلطين إذلالا وخسفا وصغارا. وكيف يأمن من توعده الله بالعذاب؟ أم كيف يتذوق الأمن من ليس له من الله من واق؟ أم كيف يسعد من لم يستفد من تجارب التاريخ ومن مصير الأمم السابقة؟:
{ أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ} [غافر : 21].

والمؤمن من حفط الله في توحيده لا يشرك به شيئا بهذه الخاصية يكون أهلا لموعود الله : بالأمن الرباني { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [الأنعام : 82] والظلم هنا بمعنييه البغي أوالعدوان والإشراك بالله.

وقد يكون تحدي الطغاة بالكلمة اللينة في ظرف من الظروف تهورا، لذا على المؤمن أن يدرس حيثيات ظروفه فقد يضطر المؤمن للسكون حينا تفويتا للفرص على الظالمين وهنا يوصينا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: [مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع ، من حيث أتتها الريح كفأتها ، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء . والفاجر كالأرزة ، صماء معتدلة ، حتى يقصمها الله إذا شاء ] (الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5644 خلاصة الدرجة: [صحيح])

لكن ليتق الله المؤمنون أن يمنعهم من الجهر بالحق فهْم يبرر القعود، أو زعم بأن هذا النبات الشاب من يربيه إن ذهبت انا...

والله جل وعلا توعد المشركين بتسليط شركائهم عليهم ، فكيف ينعم بالأمن من اتخذ وليا ونصيرا من دون الله : {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَة لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا}[ من سورة مريم عليها السلام:81-82] .

وبهذا العهد الرباني تنكس أعلام الظالمين بعد تسليط بعضهم على بعض، ويرفع لواء التوحيد عاليا، يقول لكل ذي بصيرة تلك سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا، فإن كان للباطل جولة فإن للحق صولة ترفع المؤمنين وتضع المنافقين والكافرين، ويجعل الله مخرجا للمؤمنين من كل ضيق، كما يرزقهم من حيث لم يحتسبوا ثم يفيض عليهم نعمه، بل يتمها عليهم وفق وعده سبحانه وتعالى { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة : 150]

وبناء على ما تقرر في سنن استبدال الأقوام ألا ترى كيف ابتعدت الحركات الإسلامية عن نهج ربها، بركوب العنف سبيلا، أو بالركون للظالمين ومشاركتهم في مسرحيات شبه هزلية مكشوفة الأدوار، تارة في تزوير الانتخابات، وتارة بالتسلط وإسكات المخالفين بردمهم فيالسجون وهو جزاء جاء وفق وعده جل علاه لمن ركن للظالمين، أن يسلطهم عليهم.
وما سبيل الحركات الإسلامية للتغيير الواقع إلى أحسن حال إلا تبني أسلوبا ينهج نهجا تربويا يزرع في القلوب خشية الله، واليقين على وعوده، لبلوغ المرام، ونيل الأوطار، والوقوف عند صغير أمر وكبيره على أمره ونهيه، والقومة لله بالحجة البينة والبلاغ المبين، والقومة لله: شهادة لله على النفس والوالدين والأقربين فلا تستفزهم الأحداث والوقائع ليقينهم على وعود ربهم، كما لا يستخفنهم الذين لا يوقنون، فقد تبدو أحلامهم مستحيلة التحقيق فيسخرون منهم، والله لا يخلف وعده. إنه سبيل الأنبياء في تبليغ دعوة الله.

إنها حجة الله على عباده، وليكون المؤمن شاهد الله على خلقه يتفطر رقة على الظالمين شعاره في ذلك قوله تعالى :{ وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف : 164]؛ والله رءوف بعباده رحيم يمهل ولا يهمل، وقد سبقت رحمته غضبه { مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً} [النساء 147].
 
عودة
أعلى