محمد جابري
New member
سنة الله في الهداية والضلال
الحمد لله الذي رفع السماء ووضع الميزان، وأمرنا أن لا نطغى في الميزان. فما هو هذا الميزان الذي وضع للناس هدى ورحمة؟
نقرأ أقوال الله عز وجل ونستعين بالمفسرين، فلا يزيدوننا إلا بعدا عن إدراك قانون الله، وميزانه الذي جعله للناس سبيلا لفهم القرآن الكريم فهما متراصا، منسجما في وحدة موضوعية، متكاملة، لا ينفك جزء منها عن كلياتها. {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة : 185]
إنها البينات من الهدى والفرقان التي لا تترك لبسا بين الحق والباطل وسبيل الهداية وسبيل الضلال؛ إنه ميزان يحكم بالعدل الإلهي: فلا تخشى الناس معه حيف ولا ظلم لكون الله رب العالمين. وقد حرم الله جل جلاله الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما.
فسبحانه من رب كريم: يقضي قضاءه، وهو عدل كلي،ثم لا يلبث أن يتجاوز فيغفر أو يرحم، ورحمته سبقت غضبه.
فهو سبحانه وتعالى : لا يخلف وعده؛ وهو غالب على أمره، بمعنى لا ينطبق عليه الواجب الشرعي، : يقضي القضاء ويجعل الجنة للمتقين، والنار للكافرين، ثم يدخل من شاء في رحمته فضلا منه وتكرما، ومن شاء في عذابه، إنصافا منه وانتقاما. ويبقى الله سبحانه وتعالى الواحد القهار، لا يخلف وعده، ولا يظلم عبده، ويفعل ما يشاء.
عرض الإشكال:
بعد هذه التوطئة لنا أن نتساءل عن قانون الله في هداية خلقه وتضليلهم، جيث يقول جل علاه:
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة : 213]
{قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة : 142]
ويزداد الإشكال حينما نقرأ قوله جل علاه {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَِ} [البقرة : 272]
فقوله عز وجل: { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} يزيدنا حيرة، وقوله تعالى { وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَِ} [البقرة : 272] يزيدنا يقينا، وبين هذا وذاك كيف يتم رفع الإشكال؟
وتستيقظ نباهتنا عند قوله عز وجل { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52]
قد يتساءل مستعجل : " أهناك تناقض أم تعارض بين قوله تعالى { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} وقوله تعالى { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص : 56]وبين قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52]؟
سبيل رفع الإشكال
وأقول لكل من حاول طرق باب الفهم عن الله : إياك ومحاولة الدخول من باب الفلسفة، فالفلسفة قوانين وبراهين ورب الناس غالب على كل القوانين، وكل البراهين؛ وإنما اسلك سبيل الذلة والتذلل بين يديه فهو كريم لا يخيب من رجاه، وهكذا يجعل الله الهداية نورا في قلب العبد فيبصر به الحق ويعلم سبيله ويبصر الباطل ويدركه مناهجه.
لنتوسل إلى الله بأعز أسمائه في مجال الفهم عنه عساه أن يفتح مغاليق قلوبنا وينور بصائرنا انطلاقا من قوله سبحانه وتعالى: { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [12] هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ [غافر : 13]}غافر.
لاحظ أيها اللبيب تركيزه سبحانه وتعالى على قوله : { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} [غافر : 13]. فالتذكر والتدبر لا يتأتى إلا لمن جاء من باب الإنابة والتذلل لا غير.
يا الله العلي الكبير افتح لنا ما انغلق من الفهم عن سنة هداية خلقك، وكفى بالله عليما حكيما، وصل اللهم على محمد وعلى آله:
وحينما أتصفح كتاب الله متدبرا آيات الهداية تنكشف لي سننها وقوانينها بما لا مزيد عنه من غير تعسف فهم، ولا ظلم ولا حيف يلحق بأحد، ولا تعارض ولا تناقض في كتاب ربنا ومع سنن الله ينكشف كل إشكال وتحل كل العقد:
فمن كتب الله لهم الهداية؟
1- المسلمون أمرهم لله، الواثقون بأن الله لا يفعل إلا خيرا:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [66] وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً [67] وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً [68] } النساء
2- المحسنون:
{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }[الأنعام : 84]؛
{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [114] وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [115]و وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [116]َ وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ [117]َوَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [118] وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ [119] سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [120] إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [121]}الصافات
3- طائفة من الأنبياء المجتبين:
{و وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [86]َمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [87]} الأنعام؛
4- الذرية المجتباة:
{ [COLOR="Red["]]أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً[/COLOR]} [مريم : 58]
{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء : 26]
وفيما يلي بيان لنماذج من سنن الله في الذين يهديهم الله
1- المؤمنين المعتصمين بالله:
[COLOR="Red{"]فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً[/COLOR] } [النساء : 175]
2- المتبعين رضوان الله:
يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [المائدة : 16]
3- المنشرحة صدورهم
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ }[الأنعام : 125]
4- أهل الإيمان والعمل الصالح
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [يونس : 9]
{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء : 9]
5- المنيين
{قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد : 27]
{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }[الشورى : 13]
6- المتضرعين لله بالدعاء
{وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} [الكهف : 24]
7- أهل العلم:
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ : 6]
8- الشهداء:
{والَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ [4]سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}[محمد : 5]
9- المجاهدين
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت : 69]
وبعد سرد نماذج من الذين يهديهم الله هذه لائحة للذين تعهد الله بأن لا يهديهم:
1- الظالمين:
{كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [آل عمران : 86]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً }[النساء : 168]
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة : 51]
{وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام : 144]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة : 19]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة : 109]
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص : 50]
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف : 10]
َ{ واللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الصف : 7]
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة : 5]
2- الكافرين:
{إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل : 104]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة : 264]
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }[النساء : 137]
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[/COLOR] }[المائدة : 67]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [التوبة : 37]
{وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }[النحل : 107]
وآيات الذين لايهديهم الله ضيق الصدر ة والتشنج والاختناق وعدم القدرة على إسماع فطرته صوت الحق:
{وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام : 125].
3- الفاسقين:
{ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[المائدة : 108]
{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة : 80]
{اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف : 5]
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [المنافقون : 6]
4- الخائنين:
{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }[يوسف : 52]
5- المضلين:
{إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [النحل : 37]
{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }[الحج : 4]
6- الكاذب الكفار:
{اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }[الزمر : 3]
7- المسرف الكذاب
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر : 28]
8- من ليس له وليا مرشدا:
[COLOR="Red{"]ووَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }[الكهف : 17]
ما ساق الله لنا هذه النصوص إلا لنتدبرها ونعيها ونعمل على وفقها ونخطط على مقتضاها وصدق الله العظيم: {وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر : 23]
تلك بعض الضوابط لهداية الخلق نضعها نصب أعيننا ويكون سيدنا سليمان عليه السلام قدوتنا حيث قال قيل أن تأتيه ملك سبأ {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل : 41]
{فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }[النمل : 42]
وتابع سيدنا سليمان عليه السلام دعوته معها وكانت النتيجة أن أعلنت إسلامها لله رب العالمين. فهل أخطأ المقياس؟؟؟
وهل من أولى أن نمتطي صهوة السنن الإلهية على بينة من الأمر والعلم، كما فعل سيدنا سليمان، أم....
الحمد لله الذي رفع السماء ووضع الميزان، وأمرنا أن لا نطغى في الميزان. فما هو هذا الميزان الذي وضع للناس هدى ورحمة؟
نقرأ أقوال الله عز وجل ونستعين بالمفسرين، فلا يزيدوننا إلا بعدا عن إدراك قانون الله، وميزانه الذي جعله للناس سبيلا لفهم القرآن الكريم فهما متراصا، منسجما في وحدة موضوعية، متكاملة، لا ينفك جزء منها عن كلياتها. {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة : 185]
إنها البينات من الهدى والفرقان التي لا تترك لبسا بين الحق والباطل وسبيل الهداية وسبيل الضلال؛ إنه ميزان يحكم بالعدل الإلهي: فلا تخشى الناس معه حيف ولا ظلم لكون الله رب العالمين. وقد حرم الله جل جلاله الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما.
فسبحانه من رب كريم: يقضي قضاءه، وهو عدل كلي،ثم لا يلبث أن يتجاوز فيغفر أو يرحم، ورحمته سبقت غضبه.
فهو سبحانه وتعالى : لا يخلف وعده؛ وهو غالب على أمره، بمعنى لا ينطبق عليه الواجب الشرعي، : يقضي القضاء ويجعل الجنة للمتقين، والنار للكافرين، ثم يدخل من شاء في رحمته فضلا منه وتكرما، ومن شاء في عذابه، إنصافا منه وانتقاما. ويبقى الله سبحانه وتعالى الواحد القهار، لا يخلف وعده، ولا يظلم عبده، ويفعل ما يشاء.
عرض الإشكال:
بعد هذه التوطئة لنا أن نتساءل عن قانون الله في هداية خلقه وتضليلهم، جيث يقول جل علاه:
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة : 213]
{قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة : 142]
ويزداد الإشكال حينما نقرأ قوله جل علاه {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَِ} [البقرة : 272]
فقوله عز وجل: { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} يزيدنا حيرة، وقوله تعالى { وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَِ} [البقرة : 272] يزيدنا يقينا، وبين هذا وذاك كيف يتم رفع الإشكال؟
وتستيقظ نباهتنا عند قوله عز وجل { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52]
قد يتساءل مستعجل : " أهناك تناقض أم تعارض بين قوله تعالى { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} وقوله تعالى { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص : 56]وبين قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52]؟
سبيل رفع الإشكال
وأقول لكل من حاول طرق باب الفهم عن الله : إياك ومحاولة الدخول من باب الفلسفة، فالفلسفة قوانين وبراهين ورب الناس غالب على كل القوانين، وكل البراهين؛ وإنما اسلك سبيل الذلة والتذلل بين يديه فهو كريم لا يخيب من رجاه، وهكذا يجعل الله الهداية نورا في قلب العبد فيبصر به الحق ويعلم سبيله ويبصر الباطل ويدركه مناهجه.
لنتوسل إلى الله بأعز أسمائه في مجال الفهم عنه عساه أن يفتح مغاليق قلوبنا وينور بصائرنا انطلاقا من قوله سبحانه وتعالى: { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [12] هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ [غافر : 13]}غافر.
لاحظ أيها اللبيب تركيزه سبحانه وتعالى على قوله : { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} [غافر : 13]. فالتذكر والتدبر لا يتأتى إلا لمن جاء من باب الإنابة والتذلل لا غير.
يا الله العلي الكبير افتح لنا ما انغلق من الفهم عن سنة هداية خلقك، وكفى بالله عليما حكيما، وصل اللهم على محمد وعلى آله:
وحينما أتصفح كتاب الله متدبرا آيات الهداية تنكشف لي سننها وقوانينها بما لا مزيد عنه من غير تعسف فهم، ولا ظلم ولا حيف يلحق بأحد، ولا تعارض ولا تناقض في كتاب ربنا ومع سنن الله ينكشف كل إشكال وتحل كل العقد:
فمن كتب الله لهم الهداية؟
1- المسلمون أمرهم لله، الواثقون بأن الله لا يفعل إلا خيرا:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً [66] وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً [67] وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً [68] } النساء
2- المحسنون:
{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }[الأنعام : 84]؛
{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [114] وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [115]و وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ [116]َ وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ [117]َوَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [118] وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ [119] سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ [120] إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [121]}الصافات
3- طائفة من الأنبياء المجتبين:
{و وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [86]َمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [87]} الأنعام؛
4- الذرية المجتباة:
{ [COLOR="Red["]]أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً[/COLOR]} [مريم : 58]
عرض لنماذج من سنن الله في الهداية والضلال
{يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء : 26]
وفيما يلي بيان لنماذج من سنن الله في الذين يهديهم الله
الذين يهديهم الله:
1- المؤمنين المعتصمين بالله:
[COLOR="Red{"]فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً[/COLOR] } [النساء : 175]
2- المتبعين رضوان الله:
يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [المائدة : 16]
3- المنشرحة صدورهم
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ }[الأنعام : 125]
4- أهل الإيمان والعمل الصالح
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [يونس : 9]
{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء : 9]
5- المنيين
{قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد : 27]
{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }[الشورى : 13]
6- المتضرعين لله بالدعاء
{وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} [الكهف : 24]
7- أهل العلم:
{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ : 6]
8- الشهداء:
{والَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ [4]سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}[محمد : 5]
9- المجاهدين
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت : 69]
وبعد سرد نماذج من الذين يهديهم الله هذه لائحة للذين تعهد الله بأن لا يهديهم:
لائحة للذين تعهد الله بأن لا يهديهم:
1- الظالمين:
{كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [آل عمران : 86]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً }[النساء : 168]
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة : 51]
{وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام : 144]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة : 19]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة : 109]
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص : 50]
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف : 10]
َ{ واللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الصف : 7]
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة : 5]
2- الكافرين:
{إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل : 104]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة : 264]
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }[النساء : 137]
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[/COLOR] }[المائدة : 67]
{وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [التوبة : 37]
{وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }[النحل : 107]
وآيات الذين لايهديهم الله ضيق الصدر ة والتشنج والاختناق وعدم القدرة على إسماع فطرته صوت الحق:
{وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام : 125].
3- الفاسقين:
{ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[المائدة : 108]
{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة : 80]
{اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف : 5]
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [المنافقون : 6]
4- الخائنين:
{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }[يوسف : 52]
5- المضلين:
{إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [النحل : 37]
{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }[الحج : 4]
6- الكاذب الكفار:
{اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }[الزمر : 3]
7- المسرف الكذاب
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر : 28]
8- من ليس له وليا مرشدا:
[COLOR="Red{"]ووَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }[الكهف : 17]
ما ساق الله لنا هذه النصوص إلا لنتدبرها ونعيها ونعمل على وفقها ونخطط على مقتضاها وصدق الله العظيم: {وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر : 23]
تلك بعض الضوابط لهداية الخلق نضعها نصب أعيننا ويكون سيدنا سليمان عليه السلام قدوتنا حيث قال قيل أن تأتيه ملك سبأ {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل : 41]
{فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }[النمل : 42]
وتابع سيدنا سليمان عليه السلام دعوته معها وكانت النتيجة أن أعلنت إسلامها لله رب العالمين. فهل أخطأ المقياس؟؟؟
وهل من أولى أن نمتطي صهوة السنن الإلهية على بينة من الأمر والعلم، كما فعل سيدنا سليمان، أم....