أميرة اليوبي
New member
وقفة تأمل
عرف القرآن بدقته المتناهية في اختيار الألفاظ للتعبير عن المعاني المرادة، ومن ذلك اختيار لفظ ( قصيه ) في قوله تعالى : { وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون } الآية : ١١
حيث عدل القرآن عن استخدام لفظ ( تتبعي أثره )، واختار ( قصيه ) وقصّ في اللغة : اتباع الأثر حتى نهايته .
وهنا تتجلى الحالة النفسية للأم المكلومة فهي لا تريد أن تهمس في أذن ابنتها إنما تريد أن تطلق بحرف القاف الانفجاري شدة ألمها وتوجعها وحزنها لفقد قرة عينها -بعدما أمرها رب العزة والجلال أن تلقيه في اليم - فحرف القاف يوحي بمرحلة أخرى وأمل جديد فهي تعيش مرحلة عدم التصديق لفقد ابنها، وتبع هذا الحرف حرف الصاد مباشرة فكأنها تطلب من ابنتها سرعة الاستجابة والبحث عنه من غير أن يحس بها أحد أو يشعروا بمقصودها .
والله أعلم
بقلم : أميرة اليوبي
ماجستير اللغويات جامعة طيبة الطيبة