سلسلة:من تربويات الظلال/الحلقة3/لماذا نزع الله الخلافة من بني إسرائيل وسملها إلينا ؟

محمد رشيد

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله وبعد ..

لم أورد ذلك المقطع فقط لبيان سبب نزع الخلافة من بيني إسرائيل وتسليمها إلينا.. وإنما ـ وهو السبب الرئيس ـ لبيان لماذا نزعهالله تعالى منا ووزعها على جاهليات الأرض ومنهم عبدة البقر والفئران!!

لعلنا نتذكر أو نخشى



يقول سيد قطب رحمه الله :

( { يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ، ليعلم الله من يخافه بالغيب ، فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم } . .

إنه صيد سهل ، يسوقه الله إليهم . صيد تناله أيديهم من قريب ، وتناله رماحهم بلا مشقة . ولقد حكي أن الله ساق لهم هذا الصيد حتى لكان يطوف بخيامهم ومنازلهم من قريب! . . إنه الإغراء الذي يكون فيه الابتلاء . . إنه ذات الإغراء الذي عجزت بنو إسرائيل من قبل عن الصمود له ، حين ألحوا على نبيهم موسى - عليه السلام - أن يجعل الله لهم يوماً للراحة والصلاة لا يشتغلون فيه بشيء من شئون المعاش . فجعل لهم السبت . ثم ساق إليهم صيد البحر يجيئهم قاصداً الشاطئ متعرضاً لأنظارهم في يوم السبت . فإذا لم يكن السبت اختفى ، شأن السمك في الماء . فلم يطيقوا الوفاء بعهودهم مع الله؛ وراحوا - في جبلة اليهود المعروفة - يحتالون على الله فيحوّطون على السمك يوم السبت ولا يصيدونه؛ حتى إذا كان الصباح التالي عادوا فأمسكوه من التحويطة! وذلك الذي وجه الله - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأن يواجههم ويفضحهم به في قوله تعالى : { واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ، إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم . كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون } هذا الابتلاء بعينه ابتلى به الله الأمة المسلمة ، فنجحت حيث أخفقت يهود . . وكان هذا مصداق قول الله سبحانه في هذه الأمة : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله . ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم . منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون } ولقد نجحت هذه الأمة في مواطن كثيرة حيث أخفق بنو إسرائيل . ومن ثم نزع الله الخلافة في الأرض من بني إسرائيل وائتمن عليها هذه الأمة . ومكن لها في الأرض ما لم يمكن لأمة قبلها . إذ أن منهج الله لم يتمثل تمثلاً كاملاً في نظام واقعي يحكم الحياة كلها كما تمثل في خلافة الأمة المسلمة . . ذلك يوم أن كانت مسلمة . يوم أن كانت تعلم أن الإسلام هو أن يتمثل دين الله وشريعته في حياة البشر . وتعلم أنها هي المؤتمنة على هذه الأمانة الضخمة؛ وأنها هي الوصية على البشرية لتقيم فيها منهج الله ، وتقوم عليه بأمانة الله .

ولقد كان هذا الاختبار بالصيد السهل في أثناء فترة الإحرام أحد الاختبارات التي اجتازتها هذه الأمة بنجاح . وكانت عناية الله - سبحانه - بتربية هذه الأمة بمثل هذه الاختبارات من مظاهر رعايته واصطفائه .

ولقد كشف الله للذين آمنوا في هذا الحادث عن حكمة الابتلاء :

{ ليعلم الله من يخافه بالغيب } . .

إن مخافة الله بالغيب هي قاعدة هذه العقيدة في ضمير المسلم . القاعدة الصلبة التي يقوم عليها بناء العقيدة ، وبناء السلوك ، وتناط بها أمانة الخلافة في الأرض بمنهج الله القويم . .

إن الناس لا يرون الله؛ ولكنهم يجدونه في نفوسهم حين يؤمنون . . إنه تعالى بالنسبة لهم غيب ، ولكن قلوبهم تعرفه بالغيب وتخافه . إن استقرار هذه الحقيقة الهائلة - حقيقة الإيمان بالله بالغيب ومخافته - والاستغناء عن رؤية الحس والمشاهدة؛ والشعور بهذا الغيب شعوراً يوازي - بل يرجح - الشهادة؛ حتى ليؤدي المؤمن شهادة : بأن لا إله إلا الله . وهو لم ير الله . . إن استقرار هذه الحقيقة على هذا النحو يعبر عن نقلة ضخمة في ارتقاء الكائن البشري ، وانطلاق طاقاته الفطرية ، واستخدام أجهزته المركوزة في تكوينه الفطري على الوجه الأكمل؛ وابتعاده - بمقدار هذا الارتقاء - عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب - بالمستوى الذي تهيأ له الإنسان - بينما يعبر انغلاق روحه عن رؤية ما وراء الحس ، وانكماش إحساسه في دائرة المحسوس ، عن تعطل أجهزة الالتقاط والاتصال الراقية فيه ، وانتكاسه إلى المستوى الحيواني في الحس « المادي »!

ومن ثم يجعلها الله سبحانه حكمة لهذا الابتلاء؛ ويكشف للذين آمنوا عن هذه الحكمة كي تحتشد نفوسهم لتحقيقها . .

والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب . ولكنه - سبحانه - لا يحاسب الناس على ما يعلمه عنهم علماً لدنيا . إنما يحاسبهم على ما يقع منهم فيعلمه الله - سبحانه - علم وقوع . . )



ويقول رحمه الله :


({ الذين يؤمنون بالغيب } . . فلا تقوم حواجز الحس دون الاتصال بين أرواحهم والقوة الكبرى التي صدرت عنها ، وصدر عنها هذا الوجود؛ ولا تقوم حواجز الحس بين أرواحهم وسائر ما وراء الحس من حقائق وقوى وطاقات وخلائق وموجودات .

والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان ، فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه ، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هي امتداد للحواس - وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كله ولحقيقة وجوده الذاتي ، ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود ، وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير . كما أنها بعيدة الأثر في حياته على الأرض؛ فليس من يعيش في الحيز الصغير الذي تدركه حواسه كمن يعيش في الكون الكبير الذي تدركه بديهته وبصيرته؛ ويتلقى أصداءه وإيحاءاته في أطوائه وأعماقه ، ويشعر أن مداه أوسع في الزمان والمكان من كل ما يدركه وعيه في عمره القصير المحدود ، وأن وراء الكون ظاهره وخافيه ، حقيقة أكبر من الكون ، هي التي صدر عنها ، واستمد من وجودها وجوده . . حقيقة الذات الإلهية التي لا تدركها الأبصار ولا تحيط بها العقول .

وعندئذ تصان الطاقة الفكرية المحدودة المجال عن التبدد والتمزق والانشغال بما لم تخلق له ، وما لم توهب القدرة للإحاطة به ، وما لا يجدي شيئا أن تنفق فيه . إن الطاقة الفكرية التي وهبها الإنسان ، وهبها ليقوم بالخلافة في هذه الأرض ، فهي موكلة بهذه الحياة الواقعة القريبة ، تنظر فيها ، وتتعمقها وتتقصاها ، وتعمل وتنتج ، وتنمي هذه الحياة وتجملها ، على أن يكون لها سند من تلك الطاقة الروحية التي تتصل مباشرة بالوجود كله وخالق الوجود ، وعلى أن تدع للمجهول حصته في الغيب الذي لا تحيط به العقول . فأما محاولة إدراك ما وراء الواقع بالعقل المحدود الطاقة بحدود هذه الأرض والحياة عليها ، دون سند من الروح الملهم والبصيرة المفتوحة ، وترك حصة للغيب لا ترتادها العقول . )
 
الحمد لله وبعد ..
- عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب -
هل عالم البهيمة لا يعرف الله عز وجل الذي وصفه سيد بالغيب ؟ والله عز وجل يقول ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ؟
والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب . ولكنه - سبحانه - لا يحاسب الناس على ما يعلمه عنهم علماً لدنيا . إنما يحاسبهم على ما يقع منهم فيعلمه الله - سبحانه - علم وقوع . . )

ما معنى علما لدنيا ؟ وهل يجوز وصف علم الله عز وجل بأنه لدني ؟وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع ؟ وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .
ويقول رحمه الله :
({ الذين يؤمنون بالغيب } . . فلا تقوم حواجز الحس دون الاتصال بين أرواحهم والقوة الكبرى التي صدرت عنها ، وصدر عنها هذا الوجود؛ ولا تقوم حواجز الحس بين أرواحهم وسائر ما وراء الحس من حقائق وقوى وطاقات وخلائق وموجودات .

من المقصود بالقوة الكبرى ؟ وهل يصح تسمية الله بالقوة الكبرى ؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية ؟ أم أن سيد لا يسأل عما يكتب ؟
والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان ، فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه ، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هي امتداد للحواس - وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كله ولحقيقة وجوده الذاتي ، ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود ، وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير .
من المقصود بالقوى المنطلقة ؟ وهل يصح تسمية الله بالقوى المنطلقة ؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية ؟ أم أن سيد لا يسأل عما يكتب ؟
 
أخي الكريم استاذ الشعباني
لقد قلتم أن أسماء الله تعالى توقيفيّة فهل يوجد دليل على ذلك؟؟؟ فقط من أجل العلم وليس المراء لا سمح الله
 
أخي الكريم استاذ الشعباني
لقد قلتم أن أسماء الله تعالى توقيفيّة فهل يوجد دليل على ذلك؟؟؟ فقط من أجل العلم وليس المراء لا سمح الله
قال الإمام الشافعي رحمه الله: ( لله تعالى الأسماء والصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يسع لأحد من خلق الله تعالى قامت عليه الحجة ردها(ذم التأويل صـ 121).
وقال الإمام أحمد رحمه الله عن الصفات. ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه فهو سميع بصير ولا يبلغ الواصفون صفته ولا يتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه ولا يتعدى القرآن [المسائل والرسائل في العقيدة للإمام أحمد( 1/277) و إجتماع الجيوش الإسلامية (صـ83) والفتاوى (5/26)].
وقال الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد: ونصفه بما وصف به نفسه أو وصف به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [الرد على بشر المريسي ضمن عقائد السلف (صـ 374) ]
وقال إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق : فنحن وجميع السلف من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه [التوحيد لابن خزيمة (1/26)]
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن إسماعيل المعروف بالإسماعيلي: ويعتقدون أن الله مدعو بأسمائه الحسنى موصوف بصفاته التي سمى ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم [اعتقاد أئمة أهل الحديث (صـ35)]
وقال الإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد السجزي: وقد اتفقت الأئمة على أن الصفات لا تؤخذ إلا توقيفية ولا يجوز أن يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصف به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [الرد على من أنكر الحرف والصوت (صـ 121)]
وقال الإمام ابن عبد البر: أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة في الكتاب والسنة والإيمان بها على الحقيقة لا على المجاز [التمهيد 7/145و الفتاوى(5/87)]
وقال أبو القاسم القشيري : الأسماء تؤخذ توقيفاً من الكتاب والسنة والإجماع ]الفتح (11/226)[
وقال أبو الحسن القابسي: أسماء الله وصفاته لا تعلم إلا بالتوقيف من الكتاب والسنة أو الإجماع ولا يدخل فيها بالقياس[ الفتح (11/220]
وقال ابن منده : وأسماء الله وصفاته توقيفية وأهل السنة والجماعة لا يثبتون لله إلا ما أثبته لنفسه في كتابه أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [ التوحيد لابن منده (2/135)]
وقال ابن حزم: فصح أنه لا يحل أن يسمى اللهُ إلا بما سمى به نفسه[ المحلى (8/31]
وقال الإمام البغوي: أسماء الله تعالى على التوقيف [معالم التنزيل( 3/307)]
وقال السفاريني في لوامع الأنور:
لكنها في الحق توقيفية لنا بذا أدلة وفية
ثم شرح ذلك فقال: لنا معشر أهل السنة واتباع السلف باعتبار ثبوت التوقيف في أسماء الباري جل وعلا من الشارع أدلة وفية عالية تفي بالمقصود لأن ما لم يثبت من الشارع لم يكن مأخوذاً في إطلاقه عليه والأصل المنع حتى يقوم دليل الإذن. فإذا ثبت كان توقيفياً [لوامع الأنور (1/124-125)]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وجماع القول في إثبات الصفات هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل والتكييف والتعطيل ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)) (الشورى 11) لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. انتهى المراد [مجموع الفتاوى 6/515)]
وقال تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله ضمن قواعد ذكرها في الصفات قال: السابع أن ما يطلق عليه وفي باب الأسماء والصفات توقيفي. اهـ ]من بدائع الفوائد (1/162)[
وعليه فلا يجوز إثبات اسم الله ولا صفته بغير دليل صحيح ينص عليها لقول الله تعالى ((وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (الأعراف 180) وإثبات صفات الله سبحانه و تعالى على غير دليل صحيح قول على الله بلا علم. وقد قرن الله سبحانه و تعالى القول على الله بغير علم بالشرك الأكبر فقال تعالى (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) (الأعراف 44)
وقال تعالى: ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)) (اللإسراء36) والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول: "أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".ا.هــ

منقول للفائدة
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1606
 
أعجبتني كلمة للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي السعودية وفقه الله حينما انتقد الذين يبالغون في الإنكار على سيد قطب رحمه الله، وذكر بأنه كتب "الظلال" بأسلوب أدبي عال تقاصرت عنه فهوم الذين انتقدوه، فحملوا كلامه ما لا يحتمل، واتهموه بما لم يخطر له على بال. [ هذا ما فهمته من كلامه، وهو موجود الملف المرفق.]

وأنبه هنا على أني لا أقر ولا أدافع عن أي خطأ وقع فيه سيد في كتبه، وأبرأ إلى الله من التعصب لأقوال أحد من البشر غير رسولنا صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه صحابته وسلف الأمة الأخيار.
ولكني أكره تكبير القضايا، والتركيز على أخطاء لا يسلم منها في الغالب بشر غير معصوم.
 
وأنبه هنا على أني لا أقر ولا أدافع عن أي خطأ وقع فيه سيد في كتبه، وأبرأ إلى الله من التعصب لأقوال أحد من البشر غير رسولنا صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه صحابته وسلف الأمة الأخيار.
ولكني أكره تكبير القضايا، والتركيز على أخطاء لا يسلم منها في الغالب بشر غير معصوم.
حفظك الله يا دكتور بماذا أرد عليك لو نقلت مقطعا لابن باز رحمه الله أو للألباني رحمه الله أو لمحمد سعيد رسلان حفظه الله أو غيرهم يبين فيه ضلال سيد قطب لأتهمتني بأني أكبر القضايا وأخرج بالموضوع عن مساره فماذا أفعل ؟ مع أني لا أتهمك ولا غيرك بذلك حين تفعلون ذلك ؟
يكفي أن المفتي حفظه الله في هذه الكلمة قد اعتذر عنه بقلة العلم وبأن كتابه ليس تفسيرا كما اعتذر الشيخ الحويني حفظه الله عن سيد بذلك وإن كان الحويني قد صرح بأن سيد جاهل , فهل يصح لجاهل أو قليل علم أن يتكلم في أعظم شيء في الدين ؟ وهل يجوز القول في كتاب الله بالرأي وقلة العلم ؟
ولو أردت هذه المقاطع بإمكاني وضعها لك لكني لن أفعل إلا إذا طلبت ذلك حتى لا أتهم بأني أكبر القضايا ؟
لك مني الاحترام والتقدير حفظك الله .
 
الأخ الفاضل محمد الشبعاني
جزاك الله خيرا على غيرتك ولا أشك أنك تريد تنزيه الله تعالى عما لا يليق به وأن المسلم يجب أن يحتاط لنفسه في هذا الباب.
ولكنا أحيانا قد نحمل الأمور فوق ما تحتمل فخذ على سبيل المثال تعليقك على قول سيد رحمه الله تعالى :
" عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب" ، تقول:
"هل عالم البهيمة لا يعرف الله عز وجل الذي وصفه سيد بالغيب ؟"
ولو تأملت كلام سيد رحمه الله لو جدت أنه لم يقل هذا على الإطلاق فهو قال:
"عن عالم البهيمة التي لا تعرف الغيب - بالمستوى الذي تهيأ له الإنسان -"
أخي الكريم إن إيمان المؤمن بالغيب مختلف جدا عن المعرفة البهيمية التي تتحدث عنها وإلا لما كان للمسلم مدحة في ذلك.
ألم ترى أن الله وصف الكافرين بقوله :
"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" سورة الأعراف (179)
فكيف تسوي بين إيمان المؤمن وبين الغريزة البهيمية ؟
أخي الكريم الفطرة شيء والإيمان بالغيب شيء آخر.

وكذلك أخي الكريم اعتراضك على كلمة " العلم اللدني" فلو دققت في الكلام لوجدت أنه لا يحتاج إلى أسئلتك:
"ما معنى علما لدنيا ؟ وهل يجوز وصف علم الله عز وجل بأنه لدني ؟وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع ؟ وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم"
فأما العلم اللدني فيقصد به علم الله السابق لوقوع ما قدر أن يقع.
وسيد لم يصف الله بلفظ " لدني".
وبقية الأسئلة لا محل لها أخي الكريم فتأمل الموضوع بارك الله فيك.
ولي وقفة أخرى إن شاء الله تعالى على بقية كلامك.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
ألا يجوز لنا أن نقول
يا( موجود) أو يا صاحب كل مكان :( اللهم أنت الصاحب في السفر ....)
أو يا صانع - أو نقول أن الله تعالى هو العاطي أو هو سبحانه الضَّار وهو النافع .أو أن الله تعالى هو العارف وهو أيضاً العالم
أو هو العال . هذا ما كنت أقصده بسؤالي .
ثم يا أخي الاستاذ الشعباني مالك ولسيد قطب فهل تعتقد أن الله تعالى قبل أن يدخلك الجنة سيسألك عن سيد وعقيدته . هل تشك بإيمان رجل مات لأجل لا إله إلا الله؟ هل تشك بإيمان رجل وعقيدة رجل وهو صاحب كتاب لا إله إلا الله منهج حياة؟ وهل نحن مكلفون شرعاً أن نتتبع هفوات الناس وإخائهم ونتهمهم بالجهل؟ لماذا إذا لم يفعل ذلك من هو خير منك الإمام أحمد بن حنبل حينما جاء المأمون بقضية خلق القرآن وأنت تعلم وأنا أعلم أن الذي يعتقد بخلق القرآن كافر . فهل سمعت أن أحمد بن حنبل كفّر المأمون أو أحد من الائمة الاربعة كفره سواء في حياته أو مماته ؟ وما هو الطائل في ذلك وقد أفضى الى ما عمل؟ ولماذا لا نحسن الظن يا أخي الكريم بالناس وقد يقع سيد بالخطأ كما يقع غيره . بل هل تظن أن سيد قطب قد قال ما قال بسبب فكر خاص في عقيدته ؟ هل تظن أن سيد منحرف العقيدة مبتدع الاعتقاد ؟ وهل أنت فعلاً مستعد لمحاججته أمام الله تعالى يوم القيامة وهل طلب الله تعالى ذلك منك . وهل سوء الظن الذي تعتقده بالرجل هو من النوع قطعي الثبوت قطعي الدلالة؟؟.
أخي وأستاذي شعباني وكما أدعوك لحسن الظن بالناس فإني أحسن الظن بك أيضاً إذ أن الدافع لما قلت وتقول هو غيرتك على شرع الله وعقيدته ولكن يا أخي وكما عرفتك وقّافاً للحق فعليك أن تلزم غرز الائمة الاربعة في أدبهم وخلقهم ولا تكن خصيماً لشهيد ضحى بدمه دفاعاً عن عقيدته . ووالله وتاللة وبالله وبغض النظر عن فهمك لما لم نفهم نحن من عقيدة الرجل فلن أكون لو كنت بمكانك حصباً لإحراقه ولا سيفاً لطعنه ولو كان الحجاج بن يوسف نفسه الذي قال عنه من قال: أخشى أن يغفر الله له .
فعليك بنفسك يا أخي ودع عنك أمر الاموات وعليك بالأحياء الفسّاق الخونة بائعي الشرف والدين والكرامة وما أكثرهم حولك وبين يديك ومن خلفك. أشغل نفسك بهم ان كنت ممن يريد أن يكون رفيقاً لحمزة بن عبد عبد المطلب . وقل الحق من ربك . وأسألك بالله تعالى أن تكون قدوتنا وعالمنا وأستاذنا بالنزول الى الحق كما عهدنا ذلك فيك بأكثر من موقف وأكثر من مناسبة . ولتكن أيضاً كما عهدناك في هذه المسألة وأمسك عليك لسانك . وتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام القائل لأسامة بن زيد ( هلا شققت عن قلبه؟)
 
وكذلك أخي الكريم اعتراضك على كلمة " العلم اللدني" فلو دققت في الكلام لوجدت أنه لا يحتاج إلى أسئلتك:
"ما معنى علما لدنيا ؟ وهل يجوز وصف علم الله عز وجل بأنه لدني ؟وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع ؟ وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم"
فأما العلم اللدني فيقصد به علم الله السابق لوقوع ما قدر أن يقع.
وسيد لم يصف الله بلفظ " لدني".
بارك الله فيك أبا سعد فهل سبق أحد من السلف سيدا إلى مثل هذه الإطلاقات ؟ أم أنه جاء بما لم يعرفه السلف ؟
وبقية الأسئلة لا محل لها أخي الكريم فتأمل الموضوع بارك الله فيك.
ولي وقفة أخرى إن شاء الله تعالى على بقية كلامك.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
بانتظار وقفتك بارك الله فيك مع الجواب عن السؤال السابق .
 
بارك الله فيك أبا سعد فهل سبق أحد من السلف سيدا إلى مثل هذه الإطلاقات ؟ أم أنه جاء بما لم يعرفه السلف ؟

بانتظار وقفتك بارك الله فيك مع الجواب عن السؤال السابق .
وفيك بارك أخي الفاضل الكريم.

قال سيد رحمه الله :
"والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب . ولكنه - سبحانه - لا يحاسب الناس على ما يعلمه عنهم علماً لدنيا . إنما يحاسبهم على ما يقع منهمفيعلمه الله - سبحانه - علم وقوع."

ثم قال أخونا الفاضل محمد الشبعاني:
"ما معنى علما لدنيا ؟ وهل يجوزوصف علم الله عز وجل بأنه لدني ؟وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع ؟ وهل علمالوقوع مكتسب بعد جهل ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم" .

ثم قال أيضا:
بارك الله فيك أبا سعد فهل سبق أحد من السلف سيدا إلى مثل هذه الإطلاقات ؟ أم أنه جاء بما لم يعرفه السلف ؟ "

وأنا أقول:
أخي الفاضل محمد
قبل أن نحتكم إلى أقوال السلف تعال نقرر القضية ومكمن الخطأ في كلام سيد رحمه الله تعالى.
سيد يقول:

"والله سبحانه يعلم علماً لَدُنِّياًّ من يخافه بالغيب"

واعتراضك على كلمة "لدُنِّي"
وأنا الذي أفهمه من كلام سيد رحمه الله هو أنه يقصد بذلك علم الله السابق في خلقه قبل وقوع مقتضى علمه منهم ، وهذا لا أرى فيه إشكالا مادام أن إطلاقه لا يحتمل وصف الله بالنقص بوجه من الوجوه ، وكل علم أعطيه المخلوق كله من عند الله تعالى وقد وصف الله تعالى علمه الذي أعطاه لعبده الخضر بقوله:
"وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا"
والشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى قد استخدم نفس عبارة سيد رحمه الله تعالى فقال:

"وهذه الرحمة والعلم اللدني "
ولا شك أن الشيخ الشنقيطي يعني بذلك علم الله السابق في الأمور والأحداث التي أطلع عبده الخضر عليها.

وأما سؤالك:
"وهل العلم المعبر عنه باللدني لا يقع ؟"
فأقول بعضه قد يقع وبعضه قد لا يقع وأحداث قصة الخضر دليل على ذلك ، وأنت تعرف عبارة السلف : " ويعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون "
يقول شيخ الإسلام رحمه تعالى في جامع الرسائل:
"ويعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، كما يعلم ما أخبر الله عن أهل النار (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) وأنهم (لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) وأنه (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) وأنه (لو كان فيهما آلهة كما يقولون إذاً إلا ابتغوا إلى ذي العرش سبيلا) وأنهم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) وأنه (لولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً) ونحو ذلك من الجمل الشرطية التي يعلم فيها انتفاء الشرط أو ثبوته.
فهذه الأمور التي نعلمها نحن ونتصورها، إما نافين لها أو مثبتين لها في الخارج أو مترددين - ليس بمجرد تصورنا يكون لأعيانها ثبوت في الخارج عن علمنا وأذهاننا، كما نتصور جبل ياقوت وبحر زئبق وإنسانا من ذهب وفرساً من حجر. فثبوت الشيء في العلم والتقدير ليس هو ثبوت عينه في الخارج، بل العالم يعلم الشيء ويتكلم به ويكتبه وليس لذاته في الخارج ثبوت ولا وجود أصلاً. وهذا هو تقدير الله السابق لخلقه كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخميس ألف سنة " .
وقال شارح الطحاوية رحمه الله:
"قَوْلُهُ : ( وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ شَيْءٌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ ، وَعَلِمَ مَا هُمْ عَامِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ ) .
ش : فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَمَا لَمْ يَكُنْ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ } وَإِنْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ لَا يُرَدُّونَ ، وَلَكِنْ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ لَوْ رُدُّوا لَعَادُوا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ }"

أما سؤالك:
وهل علم الوقوع مكتسب بعد جهل ؟

فأقول:
هل فهمت أنت ذلك من كلام سيد ؟ وهل تظن أنه يعتقد ذلك؟
أعتقد أنك ستجيب بالنفي ، وإلا فإني سأقول لك ما معنى قول الله تعالى:
"وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ" البقرة من الآية (143)
وقوله:
"ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا" الكهف (12)
وقوله:
"إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ" سبأ من الآية (21)
وقوله:
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"آل عمران (142)
وقوله:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) التوبة (16)

وبهذا أعتقد أن سيدا لم يرتكب خطأ ولم يستخدم مشكلا.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
اقتباس:
ويقول رحمه الله :
({ الذين يؤمنون بالغيب } . . فلا تقوم حواجز الحس دونالاتصال بين أرواحهم والقوة الكبرى التي صدرت عنها، وصدرعنها هذا الوجود؛ ولا تقوم حواجز الحس بين أرواحهم وسائر ما وراء الحس من حقائقوقوى وطاقات وخلائق وموجودات.


يقول أخونا الفاضل محمد الشبعاني معترضا على كلام سيد أعلاه:
"من المقصودبالقوة الكبرى ؟ وهل يصح تسمية الله بالقوة الكبرى ؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية ؟ أم أن سيد لا يسأل عما يكتب ؟"

أخي الفاضل محمد وفقنا الله تعالى وإياك لكل خير:
نعم هناك قوة ليس لها مثيل صدر عنها هذا العالم، قوة خلقته وأبدعته وصنعته إنها قوة الله القوي.
وهذا "ببساطة" ما يعنيه سيد رحمه الله.
ولم يقل سيد أن من أسماء الله "القوة الكبرى".
 
اقتباس:
والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان ،فيتجاوز مرتبةالحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه ، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجودأكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هيامتداد للحواس - وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كلهولحقيقة وجوده الذاتي ، ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود ،وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير .


يقول أخونا الفاضل محمد الشعباني معترضا كلام سيد أعلاه:
من المقصود بالقوى المنطلقة ؟ وهل يصح تسمية الله بالقوى المنطلقة ؟ أليست أسماء الله وصفاته توقيفية ؟ أم أن سيد لا يسأل عما يكتب ؟

أخي الفاضل محمد الشعباني وفقني الله وإياك لكل خير
المقصود واضح أخي الكريم وهو أن القوى التي تسري في هذا الكون وتحركه ليست قوة ذاتية بل هي قوة موهوبة ممنوحة من القوي الوهاب ، فالله هو الذي خلق وهو الذي وهب وإذا شاء سلب ما وهب وأفنى ما خلق.
وهذا الذي نفهمه من كلام سيد رحمه الله تعالى ، ولم نفهم من كلامه رحمه الله أنه سمى الله بالقوى المنطلقة.
 
ألا يجوز لنا أن نقول
يا( موجود) أو يا صاحب كل مكان :( اللهم أنت الصاحب في السفر ....)
أو يا صانع - أو نقول أن الله تعالى هو العاطي أو هو سبحانه الضَّار وهو النافع .أو أن الله تعالى هو العارف وهو أيضاً العالم
أو هو العال . هذا ما كنت أقصده بسؤالي .

الجواب لا يجوز لما قدمته لك من أن أدلة على أن أسماء الله توقيفية واقرأ هذا الكلام للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله فإنه سيكفيك إن أردت الحق وأحسبك كذلك , قال رحمه الله:​
[FONT=&quot]دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية : [/FONT]
[FONT=&quot]1 - اتفق المسلمون على أنه يحرم كل اسم معبد لغير الله تعالى،[/FONT][FONT=&quot] من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك ، مثل : عبد الرسول، عبد النبي ، عبد علي، عبد الحسين ...[/FONT]
[FONT=&quot]ومن هذا الباب :[/FONT][FONT=&quot] غلام الرسول، غلام محمد، أي : عبد الرسول ... وهكذا.[/FONT]
[FONT=&quot]والصحيح في عبد المطلب المنع .[/FONT]
[FONT=&quot]ومن هذا الغلط في التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله تعالى[/FONT][FONT=&quot] وليست كذلك مثل : عبد المقصود، عبد الستار، عبد الموجود، عبد المعبود، عبد الهوه، عبد المرسل، عبد الوحيد، عبد الطالب ... فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين : [/FONT]
[FONT=&quot]من جهة التسمية الله[/FONT][FONT=&quot] بما لم يرد به السمع ، وأسماؤه سبحانه توفيقية على النص من كتاب أو سنة.[/FONT]
[FONT=&quot]والجهة الثانية[/FONT][FONT=&quot] التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .[/FONT]
[FONT=&quot]بتصرف من كتاب[/FONT] : [FONT=&quot]تسمية المولود للشيخ / بكر أبو زيد[/FONT]
[FONT=&quot] . http://www.zawjan.com/art-399.htm[/FONT]
ثم يا أخي الاستاذ الشعباني مالك ولسيد قطب
هل تظن أن سيد قطب هو شغلي الشاغل لقد جمع علماؤ أفاضل أخطاء سيد الجسيمة وردوا عليها وبينوا ما في كتبه من ضلالات , ألا تراني أشارك في كثير من الموضوعات لأفيد وأستفيد أم أتك لم تر لي إلا ردودا على الموضوعات التي فيها جنوح إلى التقليل من شتاعة أخطائه ؟
فهل تعتقد أن الله تعالى قبل أن يدخلك الجنة سيسألك عن سيد وعقيدته .
عجيب أمرك يا أخي بينما تتهمني بأني أتكلم فيما في قلب الرجل وتقول هلا شققت عن قلبه وأنا ما تكلمت إلا فيما ظهر من كلامه وكلام محبيه فلم تدخل نفسك فيما حجب عنك مما في قلبي ؟
هل تشك بإيمان رجل مات لأجل لا إله إلا الله؟ هل تشك بإيمان رجل وعقيدة رجل وهو صاحب كتاب لا إله إلا الله منهج حياة؟
هل قلت ذلك أو فهم من كلامي ذلك , سبحان الله لم هذا البهتان ؟
وهل نحن مكلفون شرعاً أن نتتبع هفوات الناس وإخائهم ونتهمهم بالجهل؟
نحن مكلفون شرعا ببيان الحق من الباطل فيما اطلعنا عليه ولاسيما إذا كان منتشرا في الكتب ويضل بسببه الناس كما هو الحال في كتب سيد وغيره ؟
ل
ماذا إذا لم يفعل ذلك من هو خير منك الإمام أحمد بن حنبل حينما جاء المأمون بقضية خلق القرآن وأنت تعلم وأنا أعلم أن الذي يعتقد بخلق القرآن كافر . فهل سمعت أن أحمد بن حنبل كفّر المأمون أو أحد من الائمة الاربعة كفره سواء في حياته أو مماته ؟
هل تريد أن أجمع لك كلام أحمد عن رجال هم خير من سيد علما وعقيدة وعملا يقول عن أحدهم كذاب وعن الآخر زنديق وعن الثالث دجال , يبدو أنك لم تقرأ شيئا في علم الحديث أو في الكتب والتراجم .
وفرق كبير بين بيان الخطأ والضلال وبين الرمي بالتكفير ؟
اطمأن نحن لا نكفر من قتلوا سيدا فكيف نكفره هو ؟
نحن أول من تصدى لجماعات التكفير في منطقتنا وكسر شوكتهم بفضل الله وهم نتاج فكر سيد قطب كما قال القرضاوي وهو من محبي سيد لكن ما استطاع أن ينكر ذلك , واعلم أن لسيد قطب كلاما يجعل فيه كل الناس مرتدين كافرين وقد ندخل تحت كلامه جميعا فالعجب ممن يتعصب لمن يكفره بعموم كلامه .
وما هو الطائل في ذلك وقد أفضى الى ما عمل؟ ولماذا لا نحسن الظن يا أخي الكريم بالناس وقد يقع سيد بالخطأ كما يقع غيره .
ومن قال لك أننا نسيء الظن بأحد نحن نتكلم عن كلامه بنفسه في كتبه , ولماذا إذن ترد على الصوفية ولا تحسن الظن بهم وتحمل كلامهم على غير ظاهره لتبرءهم من أخطائهم ؟ لماذا لا نمضي على سنن واحد ؟ نعامل سيد بطريقة عكس ما نعامل به الصوفية بل عكس ما نعامل به شيخ الأزهر السابق ؟
بل هل تظن أن سيد قطب قد قال ما قال بسبب فكر خاص في عقيدته ؟
بل بسبب قلة علمه كما قال مفتي المملكة حفظه الله أو قل كما قال الحويني حفظه الله بسبب جهله وأحلاهما مر .
هل تظن أن سيد منحرف العقيدة مبتدع الاعتقاد ؟
لقد جزم بذلك علماؤ أفاضل ألفوا كتبا يبينوا فيها انحرافه وضلاله من كتبه غير متحاملين عليه ولكن من يقرأ إن كثيرا من محبي سيد قد وضع في أذنيه كرفسا وعادى كل من رد على سيد بدلا من الاستفادة مما كتب .
وهل أنت فعلاً مستعد لمحاججته أمام الله تعالى يوم القيامة وهل طلب الله تعالى ذلك منك . وهل سوء الظن الذي تعتقده بالرجل هو من النوع قطعي الثبوت قطعي الدلالة؟؟.
هذه ترهات وليست أسئلة وهي بهتان تفتريه علي فارجع إلى كلامي إن وجدت فيه إشارة من قريب أو بعيد إلى مثل هذه الترهات فقلها ؟
أخي وأستاذي شعباني وكما أدعوك لحسن الظن بالناس فإني أحسن الظن بك أيضاً إذ أن الدافع لما قلت وتقول هو غيرتك على شرع الله وعقيدته
فلم كل هذه المحاككة .؟
ولكن يا أخي وكما عرفتك وقّافاً للحق فعليك أن تلزم غرز الائمة الاربعة في أدبهم وخلقهم
هل تراني أسأت الأدب ,هل أجيبك كما أجاب سعد رضي الله عنه من قال فيه ما ليس فيه : ( أسأل الله إن كنت كاذبا أن يطيل عمرك ويديم فقرك ويعرضك للفتن ) أم ستعتبر ذلك أسوأ أدبا ؟ .
ولا تكن خصيماً لشهيد ضحى بدمه دفاعاً عن عقيدته .
لا يجوز لك ولا لغيرك أن تجزم لسيد بالشهادة , ولعلمك سيد كان حريصا على قتل عبد الناصر كما قال تلاميذ سيد وكان يدبر لذلك فسبقه عبد الناصر.
ووالله وتاللة وبالله وبغض النظر عن فهمك لما لم نفهم نحن من عقيدة الرجل فلن أكون لو كنت بمكانك حصباً لإحراقه ولا سيفاً لطعنه ولو كان الحجاج بن يوسف نفسه الذي قال عنه من قال: أخشى أن يغفر الله له .
الذي لا يعلمه كثير من الناس أن سيد قطب كان حريصا على قتل عبد الناصر وكان يخطط لذلك بشهادة قائد التنظيم السري للإخوان مع سيد قطب في 1965 في مذكراته حيث يقول ص 106 - 108 :
(( وفي أحد الاجتماعات فاجأنا الأستاذ سيد قطب بأنه وردت إليه معلومات من مكتب المشير تقول : نضرب الإخوان الآن أم ننتظر عليهم بعض الوقت ؟وقال : إن هذه المعلومات أكيدة وكان من رأيه أن نسرع في تدريب المجموعات التي ستقوم بتنفيذ أي عمليات فنعطيها أولوية في العمل وأن نشتري بعض الأسلحة . ))
وبعد أن تكلم على الأسلحة قال ص 114 : (( ومن الشخصيات التي كانت عرضة للاغتيال : جمال عبد الناصر والمشير وزكريا محيي الدين .
وبعض المنشآت التي ورد أنها لابد أن تحطم وتدمر ومنها : مبنى الإذاعة والتلفزيون ومحطات الكهرباء وهدم القناطر الخيرية .))
هذا ليس كلام مبغض لسيد قطب متحامل عليه بل كلام محب له منطو تحت تنظيمه , فهل هذا التخطيط للاغتيالات ولتدمير المنشآت من الإسلام في شيء ومن دعوة الحق ؟
وهل من الإسلام أو حتى من العقل والرأي أن نناطح الحكام ولو كانوا طغاة ونحن عاجزون عن ذلك ؟
إن عبد الناصر لن يكون شرا في ظاهره من الحجاج بن يوسف الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز : لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئناهم بالحجاج لغلبناهم وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود ما بقيت لله حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس أن أباه لما تحقق موت الحجاج تلا قوله تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .( البداية والنهاية 6 / 238 ) وإن سيد قطب لن يكون في ظاهره خيرا من عمرو بن عبيد الذي قال فيه الحسن البصري هذا سيد شباب القراء ما لم يحدث .( البداية والنهاية 10 / 79 ) .
ومع هذا فقد قال سلام بن أبي مطيع لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا .( البداية والنهاية 9 / 137 ) وكتب سيد قطب ملئى بكلام أشد من كلام عمرو بن عبيد فماذا لو أنصفنا وتجردنا وتركنا التعصب .
إن جمال عبد الناصر قد مات وماتت معه أقواله وأعماله يحاسب بها عند ربه عز وجل وإن سيد قطب قد قتل وكان قتله سببا في بقاء أفكاره التي تكفر المجتمع كله حتى المصلين والمؤذنين والأئمة وذلك بشهادة الشيخ القرضاوي نفسه .
فأي الرجلين كانت جنايته على الدين أعظم أالحجاج أم عمرو وجمال أم سيد ؟
لقد أجاب أحد جهابذة السلف عن الأولين بقوله الآنف : لأنا بالحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد لأن الحجاج قتل الناس على الدنيا وعمرو بن عبيد أحدث للناس بدعة شنعاء قتل الناس بعضهم بعضا .
فلو قلنا في الآخرين ماقاله ذلك العالم في الأولين ألا نكون منصفين ؟
إن سيد قطب لم تعجبه خلافة عثمان رضي الله عنه وأخرج خلافته من الخلافة الراشدة واعتبرها فجوة في الإسلام وأثنى على الثورة التي قتلت عثمان , فهل يعجبه حكم عبد الناصر ؟
وانظر كتاب العدالة الاجتماعية ص 159 , 172 .

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=18554&highlight=%CE%E6%C7%D8%D1+%E3%E4%CA%DE%C7%C9
فعليك بنفسك يا أخي ودع عنك أمر الاموات وعليك بالأحياء الفسّاق الخونة بائعي الشرف والدين والكرامة وما أكثرهم حولك وبين يديك ومن خلفك. أشغل نفسك بهم ان كنت ممن يريد أن يكون رفيقاً لحمزة بن عبد عبد المطلب .
هل من يريد أن يكون رفيقا لحمزة يفعل ما أشرت به .سبحان الله أي فقه هذا ؟
وقل الحق من ربك . وأسألك بالله تعالى أن تكون قدوتنا وعالمنا وأستاذنا بالنزول الى الحق كما عهدنا ذلك فيك بأكثر من موقف وأكثر من مناسبة . ولتكن أيضاً كما عهدناك في هذه المسألة وأمسك عليك لسانك . وتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام القائل لأسامة بن زيد ( هلا شققت عن قلبه؟)
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ).
 
عودة
أعلى