الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب ، ولم يجعل له عوجًا ، والصلاة والسلام على أفضل خلق الله أجمعين ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين . وبعد :
فإنه لا يخفى على حملة القرآن الكريم أهمية دراسة المخارج والصفات ، فهي الركيزة الأولى لمعلم القرآن الكريم ومتعلمه ، فبها يحفظ القارئ لسانه من الاعوجاج وأثر اللهجات المحلية ، والتحريف باستبدال الحروف .
ومما دفعني لذلك رغبة بعض الأفاضل من إخواني القراء الذين اقترحوا عليّ تخصيص كتاب خاص للمخارج والصفات كمنهج دراسيٍّ ، فيه بسط وشرح ، وتُكََّثف فيه الأنشطة والتدريبات .
فقمت بتقسيم الرسالة إلى مبحثين :
المبحث الأول : دراسة المخارج ( الأصلية ، الفرعية ) .
المبحث الثاني : دراسة الصفات (الأصلية ، والعارضة) .
مع تكثيف التدريبات والأنشطة ، وقد دعمت الكتاب ، بصور توضيحية ، لكل مخرج على حدة ، كعامل مساعد ووسيلة مقربة للمعلومة .
وقد رجعت لأكثر من ثلاثين كتابًا من الكتب التي عنيت بهذا الموضوع ، من العلماء المتقدمين والمتأخرين ، مع اعتبار أن المشافهة والتلقي هي الأصل .
ومن الأعلام الذين نقلت عنهم في هذا الكتاب :
1- الجعبري إبراهيم بن عمرو ، توفي - رحمه الله - 132هـ .
2- الخليل بن أحمد ، توفي - رحمه الله -170 هـ .
3- إمام اللغة سيبويه ، توفي - رحمه الله - 180هـ .
4- النحوي قطرب ، توفي - رحمه الله - 206 هـ .
5- الحافظ الفراء ، توفي - رحمه الله - 207 هـ .
6- النحوي الجرمي ، توفي - رحمه الله - 225 هـ .
7- الإِمَامُ مكي أبي طالب ، توفي - رحمه الله - 437 هـ .
8- الإِمَامُ أبو عمرو عثمان الداني ، توفي - رحمه الله - 444 هـ .
9- الإِمَامُ الشاطبي ، توفي - رحمه الله - 590 هـ .
10- الإِمَامُ السَّخَاوِي ، توفي - رحمه الله - 643 هـ .
11- الإِمَامُ ابْنُ الجزري ، توفي - رحمه الله - 833 هـ .
12- الحافظ شهاب الدين أحمد القسطلاني ، توفي - رحمه الله - 923هـ
13- شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، توفي - رحمه الله - 926 هـ .
14- الملا علي بن محمد سلطان المعروف ، توفي - رحمه لله - 1014هـ .
15- الإمام علي بن محمد الصفاقسي ، توفي - رحمه الله - 1117هـ .
16- الإمام محمد بن أبي بكر المرعشي ، توفي - رحمه الله - 1145هـ .
17- العَلامَةُ مُحَمَّد مَكِّي نصر- رحمه الله- من علماء القرن الثالث عشرهـ .
18- العلامة المتولي ، توفي - رحمه الله - سنة 1313هـ .
ومن العلماء المعاصرين الذين نقلت عنهم :
1- الشيخ عثمان بن سليمان مراد أغا ، ولد - رحمه الله- 1316 هـ .
2- العلامة علي بن محمد الضباع ، توفي رحمه الله - 1376هـ .
3-الشيخ محمود خليل الحصري ، توفي - رحمه الله - 1401 هـ .
4- الشيخ محمد صادق قمحاوي ، توفي - رحمه الله - 1401 هـ.
5- الشيخ عبد الفتاح السيد المرصفي ، توفي- رحمه الله - 1409 هـ.
6- الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنودي ، حفظه الله ، ونفع به .
ومن العلماء الذين استفدت منهم من خلال لقاءات معهم .
1- العلامة أحمد بن عبد العزيز الزيات ، رحمه الله .
2- الدُّكتُور عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الحفيظ ، رحمه الله .
3- الشيخ رزق خليل حبَّة ، رحمه الله .
4- الشيخ إبراهيم الأخضر، حفظه الله .
5- الدكتور عبْدُ العزيزِ القارئ ، حفظه الله .
6- الشيخ علي الحذيفي ، حفظه الله .
7- الشيخ: عبد الرافع بن رضوان ، حفظه الله .
8- الشَّيْخ أَحْمَدُ مُصْطفَى ، حفظه الله .
9- الدكتور إبراهيمُ الدُّوسَري ، حفظه الله .
10- الشَّيْخ محمد أبو رواش ، حفظه الله ، وغيرهم من المشايخ .
وقد ذكرت نبذة عن سير هؤلاء الأعلام الأفذاذ في نهاية الكتاب ، أسأل الله أن ينفع بهذا العلم ويجعله خالصًا لوجهه الكريم ، والحمد لله رب العالمين .
من كتاب دراسة المخارج والصفات / لأخيكم جمال القرش
دار ابن الجوزي
وهو كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً، وليس بمخلوق ككلام البشر، ومن زعم أنه ككلام البشر فقد كَفَر ، وقد ذمه الله وأوعده بسقر، في قوله: سَأُصْلِيهِ سَقَرَ المدثر:26، لمن قال: إِنْ هَذَا إِلا قَوْلُ الْبَشَرِ المدثر:25.
والقرءان كلامُ الله حروفُه ومعانيه منه بدا وإليه يعود وهو مُعجزٌ دالٌّ على صِدق مَا جَاءَ به مُحَمَّد .
ولا يمكن لأحد أن يأتي بمثله وإن عاونه غيره + قلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" الإسراء: 88 .
وهو محفوظ إلى يوم القيامة، قَالَ تَعَالَى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر: 9.
ومن أنكر شيئًا من القرءان أو ادَّعى فيه النقص أو الزيادة أو التحريف كفر.
ويفسر القرءان على منهج السلف، ولا يفسر بالرأي المجرد؛ فإن التفسير بالرأي قول على الله بغير علم .
مخارج الحروف
القسم الأول : مخارج الحروف الأصلية .
القسم الثاني : مخارج الحروف الفرعية .
التمهيد للدخول إلى الباب
تعد دراسة علم المخارج والصفات الركيزة الأولى لحملة القرآن الكريم ، فهي من أهم أبواب التجويد ، التي يجب على قارئ القرآن أن يُعنى بها .
فمن أتقن المخارج والصفات نطق بأفصح اللغات لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم، ولغة سيد ولد عدنان، قال تعالى:+ بِلِسانٍ عربيّ مُبينٍ"[الشعراء: 195]
وقَالَ تَعَالَى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون [سورة يوسف : 2] .
والعناية بالمخارج والصفات لها أهمية خاصة ، ومما يدل على أهميتها:
* الحفاظ على كتاب الله من أثر اللهجات المحلية، وما ينتج عنها من لحن وتحريف في مبني الكلمة ، كمن يستبدل القاف غينًا فيقرأ : +القدر" بـ(الغدر).
والضاد ظاء فيقرأ : +ضل" بـ+ظل" ، والثاء سينًا فيقرأ +يلبثون" بـ+يلبسون" (1).
* معرفة المتجانس والمتقارب والمتباعد من الحروف لمعرفة أسباب الإدغام وعدمه .
(1) لمزيد من الشواهد: انظر كتابي زاد المقرئين رسالة البيان: (112: 117)
* الحروف لغة : جمع حرف ، وهي طرف الشيء .
اصطلاحًا: صوت اعتمد على مخرج محقق أو مقدر .
* المراد بالحرف : حرف المبنى من الحروف الهجائية ، لا حروف المعاني مما هو مذكور في كتب العربية كـ ( باء الجر ، أو سين التنفيس ، أو همزة الاستفهام ) .
* تسميته حرفًا: لأنه غاية الطرف ، وغاية كل شيء حرفه ، أي: طرفه.
قال الإمام مكي -رحمه الله-: وطرف كل شيء حرفه من أوله ومن آخره ، قال تعالى : + وأقم الصلاة طرفي النهار " ، أي أوله وآخره (1) .
* اسم الحرف: هو ما دل على ذاته لفظًا ليميزه عن غيره كألف ولام وميم.
* رسمه: هو ما يبين هيئته كتابة، نحو:المر [الرعد:1] وغيرها .
* تسمية الحروف : تسمى بحروف (الهجاء أو المعجم أو المباني أو العربية )
1- حروف الهجاء : الهجاء هو تقطيع الكلمة لبيان الحروف التي ركبت منها وسميت بذلك ، لأنه لا يتوصل لمعرفتها عادة إلا به .
2- حروف الـمُعجَم : ومعناها حروف الخط الذي وقع عليه الإعجام ، وهو النقط ، وذلك من باب التغليب لأن النقط لم يقع عليها كاملة .
3- حروف المباني : لبناء الكلمات منها .
4 – حروف العربية : لتركيب كلام العرب منها (2) .
(1) انظر: الرعاية: (94) .
(2) انظر: هداية القارئ : 1/63 .
* مادة الحروف: الصوت وحده ، وهو هواء متموج بتصادم جسمين ، ومن ثم عم به ، ولم يختص بالإنسان ، بخلاف الحرف فهو مختص بالإنسان وضعًا .
* مذهب أهل السنة في الصوت : قال الملا علي : والتحقيق أن مذهب أهل السنة أن لا تأثير لغير الله ، وإن الأشياء قد توجد بسبب من الأسباب لكن عند خلق الله إياه كما أنه سبحانه يخلق الشبع بسبب الأكل ، وهو قادر على أن يُشبع من غير أكل وأن يجعل الأكل سببًا لزيادة الجوع ، كما هو مشاهد في المستقي والمبتلى بالجوع(1).
* أهمية الحروف : قال الإمام مكي أبي طالب : فهذه الحروف التسعة والعشرون عظيمة القدر جليلة الخطر ، لأنَّ بها أفهمنا الله كتبه كلها ، وبها يُعرف التوحيد ويفهم ، وبها افتتح الله عامة السور ، وبها أقسم الله ، وبها نزلت أسماؤه وصفاته ، وبها قامت حجة الله على خلقه ، وبها تعقل الأشياء وتُفهم الفرائض والأحكام ، وغير ذلك من شرفها كثير لا يحصى (2) .
* الحرف باعتبار خروجه : محقق ومقدر :
1- محقق: هو ما اعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان ، أو الشفتين .
2- مقدر: هو ما لم يعتمد على شيء مِمَّا سبق ، وهي حروف المد ، فليس لها مكان يستقر عنده فينقطع الصوت في الهواء ، ولذلك سميت بالهوائية .
* عدد الحروف العربية :
تسعة وعشرون حرفًا باتفاق البصريين (1).
من العلماء من رتبها ترتيبًا مخرجيًا ، كـ ( سيبويه والداني) أي الهمزة والألف ، والهاء ..) .
ومنهم من رتبها ترتبيًا أبجديًا ، أي : ( ألف ، وباء ، وتاء ) .
قال الإمام سيبويه رحمه الله :
فأصل الحروف العربية تسعة وعشرون حرفًا : ( الهمزة ، والألف ، والهاء ، والعين ، والحاء ، والغين ، والخاء ، والكاف ، والقاف ، والضاد ، والجيم ، والشين , والياء ، واللام ، والراء ، والنون ، والطاء ، والدال ، والتاء ، والصاد ، والزاي ، والسين ، والظاء ، والذال ، والثاء ، والفاء ، والباء ، والميم ، والواو .
وتكون خمسة وثلاثون حرفًا بحروف هن فروع ، وأصلها من التسعة والعشرين ، وهي:
1- النون الخفيفة . 2- الهمزة التي بين بين .
3- والألف التي تمال إمالة شديدة. 4- والشين التي كالجيم .
5- والصاد التي تكون كالزاي . 6- وألف التفخيم اهـ (2) .
(1) إلا المبرد فإنه جعل الألف والهمزة واحدًا ، باعتبار أن كل حرف يوجد مسماه في أول اسمه ، فالألف أولها همزة ، فتكون ثمانية وعشرين حرفًا .
ورد الملا: إن كان كذلك فيلزم أن الهمزة تكون هاء لأنها أول اسمها . اهـ المنح الفكرية: (33).
وقال الشيخ أسامة عبد الوهاب: والحق أنهما حرفان بدليل إبدال أحدهما من الآخر ، والشيء لا يبدل من نفسه اهـ انظر : الدرر البهية : 14 .
(2) انظر : الكتاب لـ (سيبويه ) 4/431 .
وجمعها الشاطبي في قوله :
أهاع حشا غاو خلا قارئ كما
جرى شرط يسرى ضارع لاح نوفلا
رعى ظُهر دين تـمَّه ظل ذي ثنا
صفا سجل زهد في وجوه بنى ملا
نأخذ أربعة (أهاع) بكمالها ، ثم من (حشا) إلى آخرها أو ل كل كلمة فأول.
وقد أشار الطيبي في كتابه المفيد بقوله :
وعدة الحروف للهجاء
تسع وعشرون بلا امتراء
أولها الهمزة لكن سميت
بألف مجازًا إذ قد صورت
بها في الابتداء حتما وهي في
سواه بالواو ويا وألف
ودون صورة فما للهمز ما
مر للتخفيف إليه علما(1)
* تميز بعض الحروف : قال الإمام مكي : اعلم أن الحروف التسعة والعشرين المشهورة قد اشتركت في استعمالها لغات العرب ، ولغات العجم ، إلا (الظاء) فإنها للعرب خاصة ، وقد قيل إن (الحاء) أيضًا انفردت بها العرب .
وقال: ستة أحرف انفردت بكثرة استعمالها العرب ، وهي قليلة في لغات بعض العجم ، ولا توجد ألبتة في لغات كثيرة منهم ، وهي ( العين ، والصاد ، والضاد ، والقاف ، والظاء ، والثاء ) اهـ (2) .
(1) قال الإمام مكي : والهمزة لا صورة لها تعرف بها ، وإنما يستعار لها صورة غيرها ، فمرة يستعار لها صورة ( الألف ، أو الواو ، أو الياء )، ومرة لا تكون لها صورة ، وهي حرف ثقيل تصرفت فيه العرب ، فأتت به على سبعة أوجه (محققًا ، ومخففًا ، ومبدلاً بغيره ، وملقى حركته على ما قبله ، ومحذوفًا ، ومثبتًا ، ومسهلاً ا هـ باختصار الرعاية : 94.
(2) انظر: الرعاية: (113) .
* كمال عددها : قال العلامة محمد مكي نصر : ولم يكمل عددها إلا في لغة العرب إذ لا همزة في لغة العجم ، إلا في الابتداء ، ولا ضاد إلا في العربية (1) .
* الحرف والحركة أيهما قبل الآخر؟ : اختلف النحويون وأهل النظر فيهما:
الفريق الأول: يرى أن الحروف قبل الحركات ، واستدلوا على ذلك بعلل منها:
1- أنَّ الحرف يسكن ويخلو من الحركة ، ثم يتحرك بعد ذلك فالحركة ثانية
2- أنَّ الحرف يقوم بنفسه ولا يضطر إلى حركة، والحركة لا بد لها من حرف
3- أنَّ من الحروف ما لا يدخله حركة كالألف ، فلا حركة بدون حرف ، فدل عدم انفراد الحركة بدون حرف على تقدم الحروف في القوة على الحركات .
الفريق الثاني: يرى أن الحركات قبل الحروف ، واستدلوا على ذلك بعلل منها:
أن الحركات إذا أشبعت تولدت منها الحروف ، نحو الضمة تتولد منها الواو ، والكسرة تتولد منها الياء.. إلخ ، فعلم أن الحركات أصل للحروف .
قال مكي: وهو رأي ضعيف لأن الحركات التي تتولد منها الحروف لا تنفرد بنفسها ، ولا بد أن تكون على حروف ، فكيف تسبق الحروف؟ (2) .
والراجح الرأي الأول ، قال ابن جني : فمحال أن تكون الحركة في المرتبة قبل الحرف ، وهو مذهب سيبويه كذلك (3) .
أقسام الحرف : 1- أصلية، وهي : التسعة والعشرين حرفًا المشهورة .
2- فرعية، وهي التي تخرج من مخرجين وتردد بين حرفين.
(1) من نهاية القول المفيد : 48.
(2) انظر: الرعاية: (99) .
(3) انظر: سر صناعة الإعراب : 32.
* المخرج لغة : موضع الخروج.
اصطلاحًا : محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده الصوت تحقيقًا أو تقديرًا (1)
فحيث انقطع الصوت عند خروجه فهو المحقق ، وإذا لم ينقطع الصوت عند خروجه فهو المقدر .
قال المرعشي-رحمه الله-إن سبب انقطاع الصوت في المخرج المحقق انضغاط الصوت فيه، فلجميع الحروف مخرج محقق إلا حروف المد، إذ لا تنضغط أصواتها في موضع انضغاطًا ينقطع به الصوت ، بل تمتد بلا تكلف إلى أن تقطعه بإرادتك، فإن المخرج إذا اتسع انتشر فيه الصوت وامتد ولان، وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب اهـ (2) .
* معرفة مخرج الحرف :
يكون من خلال النطق به ساكنًا أو مشددًا ، بعد همزة تحرك بأي حركة والأبين أن تكون همزة وصل مكسورة (3)، واصغ إليه ، فحيث ينتهي الصوت فذلك مخرج الحرف المحقق، مثال: (اذ اس، اث).
وإذا انقطع الصوت فذلك المخرج المقدر ، ولا يكون ذلك إلا مع حروف المد واللين المسبوقة بحركة مجانسة ، نحو: ( بَا - بُو - بِي ).
* أنواع المخارج :
1 - مخارج عامة : وهي التي تشتمل على مخرج فأكثر ، وهي خمسة مخارج :
2 - مخارج خاصة : وهي التي تشتمل على مخرج واحد ، ويخرج منه حرف واحد أو أكثر .
مثال ذلك : الحلق مخرج عام يشتمل على عدة مخارج خاصة وهي ثلاثة :
( أقصى الحلق - وسط الحلق - أدنى الحلق) وكل مخرج منه يشتمل على حرفين .
(1) قال الدكتور سالم قدوري : وقول المرعشي : ( الموضع الذي ينقطع فيه الصوت ) أكثر دقة وتحديدًا من قولهم: الموضع الذي يخرج منه الحرف أو يتولد فيه ، أو المكان الذي ينشأ منه الحرف ، وهو ما يتفق ما مع رأي المحدثين ، انظر : جهد المقل : (60) .
انظر: فتح المجيد شرح كتاب العميد في علم التجويد: (46) .
(2) انظر : جهد المقل : (124).
(3) قال بعضهم: وهمز وصل جيء به مكسورًا وسكن الحرف تكن خبيرًا
المذهب الأول : مذهب الجمهور ، وهو الترتيب التصاعدي ، باعتبار الصوت الذي هو الهواء المتصاعد من الرئة إلى الفم ، فقدموا ما هو أقرب إلى ما يلي الصدر ، ثم الذي يليه ، فجعلوا أولها أول الحلق ، وآخرها الشفتين ، وهو الراجح ، والمعمول به لدينا في هذا الكتاب .
المذهب الثاني : مذهب بعض العلماء ، وهو عكس الأول فيكون أول المخارج الشفتين ، وآخرها الحلق .
قال الشيخ زكريا الأنصاري : واعلم أن كل مقدار له نهايتان ، أيتها فرضْتَ أوله كان مقابلها آخره ، ولما كان وضع الإنسان على الانتصاب ، كان رأسه أوله ، ورجله آخره ، ومن ثم كان أول المخارج (الشفتين ، وأول الشفتين مما يلي البشرة ، وآخرهما مما يلي الأسنان ) ، و( ثانيها اللسان ، وأوله مما يلي الأسنان وآخره مما يلي الحلق ) ، و (الحلق ثالثهما وأوله مما يلي اللسان ، وآخره مما يلي الصدر ) ، ولو كان وضع الإنسان على التنكيس لانعكس .
ولما كانت مادة الصوت الهواء الخارج من داخل كان ( أوله آخر الحلق) ، و( آخره أول الشفتين) ، فرتب الناظم كالجمهور الحروف باعتبار الصوت ، حيث قال ( فألف الجوف .. إلخ ) (1) .
اختلف علماء التجويد في عدد المخارج وأشهرها ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول : جمهور علماء التجويد والنحويين:
ذهب الجمهور ومنهم (والخليل بن أحمد (1)، وابن الجزري ، وأكثر المحققين) وهو المختار إلى أن المخارج الخاصة (سبعة عشر مخرجًا) تنحصر في (خمسة مخارج عامة):
1 - الجوف : ويشتمل على مخرج واحد .
2 - الحلق : ويشتمل على ثلاثة مخارج .
3 - اللسان : ويشتمل على عشرة مخارج .
4 - الشفتان: ويشتمل على مخرجين .
5 - الخيشوم : ويشتمل على مخرج واحد .
قال الملا علي : (عَلَى الَّذِي يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَـبَرْ) ، أي : بناء على قول من اختار ذلك باختيار الأقوال وتمييزه بين الأحوال (2).
المذهب الثاني : مذهب ( الإمام الشاطبي ، وسيبويه ، ومن وافقهم ):
ومنهم الإمام مكي و الداني إلى أن المخارج (ستة عشر) تنحصر في (أربعة مخارج عامة) هي :
1 - الحلق : بمخارجه الثلاثة . 2 - اللسان : بمخارجه العشرة .
3 - الشفتان: بمخرجيهما . 4 - الخيشوم : بمخرجه .
* فألحقوا الألف المدية بأقصى الحلق مع الهمز .
* وألحقوا الياء المدية مع غير المدية من وسط اللسان .
* وألحقوا الواو المدية مع غير المدية من الشفتين .
وبذلك أسقطوا مخرج الجوف بحروفه الثلاثة ( الألف والواو والياء) .
المذهب الثالث : مذهب ( الفراء ، وقُطْرب ، والجَرْمِي ، وابن دُريد ، ومن وافقهم ):
ذهبوا إلى أن المخارج ( أربعة عشر ) تنحصر في (أربعة مخارج عامة) .
* فألحقوا حروف المد كالمذهب السابق .
* وجعلوا مخرج اللام والنون والراء مخرجًا واحدًا ، وهو طرف اللسان ، فصار في اللسان ثمانية مخارج بدلاً من عشرة .
(1) انظر : سير أعلام القراء المذكورين في الرسالة آخر الكتاب .
(2) انظر : المنح الفكرية : 34 .
يتابع محاضرات من كتاب (دارسة المخارج والصفات)
مخرج الجوف
ثلاثة أحرف : (الألف ، والواو ، والياء )
تعريفه لغة : الخلاء.
اصطلاحًا : الخلاء الممتد عبر الحلق والفم.
وهو مخرج واحد يخرج منه ثلاثة أحرف هي: (الألف - الواو – الياء) (1).
ومبدأ هذه الحروف من أقصى الحلق ، ويمتد الصوت بها من جوف الحلق إلى نهاية الفم من غير اعتماد على جزء من أجزاء الفم ، لأن مخرجها مقدر .
شروطها :
1- أن يكون ما قبل الألف مفتوحًا، مثل: + قَالَ" [القلم:28] .
2- أن يكون ما قبل الواو مضمومًا، مثل: + يقُول" [الجن:4] .
3- أن يكون ما قبل الياء مكسورًا، مثل: + قِيل" [المجادلة:11] .
تسميتها:
1- جوفية: لخروجها من الجوف(2).
2- مد ية: لامتداد الصوت عند النطق بها في لين ويسر.
3- علة: لـتأوه العليل ، أي: المريض بها.
4- هوائية: لأنها تنتهي حيث ينتهي الهواء .
5- خفية: لخفاء النطق بها، وأخفاهنَّ الألف ثم الياء ثم الواو.
قال العلامة زكريا الأنصاري : وسبب تسميتها مد ولين: لأنها تخرج بامتداد ولين من دون كلفة على اللسان ، لاتساع مخرجها ، فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت وامتد ولان ، وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب، وكل حرف مساوٍ لمخرجه إلا هي ، ولذلك قبلت الزيادة اهـ (1) .
قال الملا علي: والتحقيق أن هذه الحروف تسمى حروف المد واللين ، ثم اللين المختص ، وهو مختص بالواو والياء دون الألف اهـ(2) .
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله - :
فَأَلِفُ الْجَوْفِ وَأُخْتَـاهَا وَهِـي حُـرُوفُ مَـدٍّ لِلْهَوَاءِ تَنْتَـهِي
تنبيهات :
1- ينبغي الحذر من إيجاد غُنة من الخيشوم عند النطق بحروف المد .
2- أكثر ما يكون اللحن بإيجاد غنة إذا سبقت حروف المد بحرف أغن مثل النون والميم ، مثال ذلك :
* الألف: + النَّاسِ " [ الناس:1] .
* الياء: + الْعَالَمِينَ " [الفاتحة:2 ] .
* الواو: + تَعْلَمُونَ " [ التكاثر:4] .
3- ينبغي الحذر من زيادة النطق بحروف المد لاسيما إذا كانت متطرفة ، أو في نهاية سورة ، وغالب من يقع في ذلك بسبب تأثره بنغمة هو يتابعها .
مثال ذلك + ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابًا " [سورة النبأ أية 40] .
(1) انظر: شرح الجزرية المسمى بالدقائق المحكمة : (53) .
(2) انظر: المنح الفكرية: (39) .
مخرج الحلق
تعريفه: هو الجزء الذي بين الحنجرة والفم (1) .
وهو مخرج كلي ( عام ) ، وفيه ثلاثة مخارج خاصة لستة أحرف:
1- أقصى الحلق لـ (الهمزة والهاء ). 2- وسط الحلق لـ (العين والحاء ) .
3- أدنى الحلق لـ (الغين والخاء ) .
تسميتها : تسمى بالحلقية لخروجها من الحلق .
المخرج الأول : أقصى الحلق
تعريفه : أي أبعده مِمَّا يلي الصدر ، أو الداخل.
ويخرج منه حرفان، هما : ( الهمزة فالهاء ) (2).
إلا أنَّ الهمزة أدخل من الهاء مِمَّا يلي الصدر .
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله - :
ثُمَّ لأَقْصَى الحَلْقِِ هَمْزٌ هَـاءُ ………………………………………….
(1) ويستغل كفراغ رنان يضخم بعض الأصوات بعد صدورها من الحنجرة ، انظر الأصوات اللغوية : 18 .
(2) قال الأنصاري : وذكر الشاطبي وغيره : ألف الجوف معهما لأن مبدأها من الحلق ، ثم تمتد وتمر على الكل ، لكنه جعلها بعدهما ، لأن الأحرف الثلاثة وإن كانت من مخرج واحد إلا أنها مرتبة فيه ، وغيره بينهما ، انظر : الدقائق المحكمة : 55
تنبيهات
* بالنسبة للهمزة : ينبغي العناية ببيان :
1- الهمزة وإلا صارت هاء، نحو: + أَئِنَّكُمْ " [فصلت:9] .
2- الهمزة بتلطف النطق بها وعدم التعسف في نبرها (1).
قال أبو بكر بن عياش: كان إمامنا يهمز +مؤصدة"، فاشتهي أن أسد أذني إذا سمعته يهمزها ا هـ (2).
يريد أنه كان يتعسف في اللفظ بالهمزة ، ويتكلف شدة النبر فيقبح لفظه بها
قال مكي رحمه الله: يجب على القارئ أن يتوسط اللفظ بها ، ولا يتعسف في شدة إخراجها ، إذا نطق بها ، لكن يخرجها بلطافة ورفق ، لأنها حرف بعد مخرجه ، فصعب اللفظ به لصعوبته ، ولذلك لم تستعمل العرب همزتين محققتين من أصل كلمة ، ولا توجد همزة مدغمة في همزة إلا في قليل من الكلام اهـ (3).
* بالنسبة للهاء : ينبغي العناية ببيان :
1- الهاء وإلا صارت همزة، نحو: + يَسْتَهْزِئُ " [البقرة:15] .
2- الهاء وإلا صارت حاء، نحو: + وَسَبِّحْهُ " [الإنسان:26].
3- الهاء وإلا صارت ألفًا، نحو: + الْقَارِعَةُ " [القارعة:1 ].
4- الهاء دون مبالغة في الترقيق حتى لا تمال نحو: +وضحاها"[ الشمس : 1].
(1) وقد وصفت بأنها (مهتوفة)، والهتف: الصوت العالي الشديد، ووصفت بذلك لاحتياجها إلى قوة تصويت يساعد على ظهورها، انظر علم التجويد د يحيي الغوثان:72 .
(2) انظر : الرعاية : (146) .
(3) انظر : الرعاية : (146) .
المخرج الثاني : وسط الحلق
تعريفه: وهو ما لاصق الجوزة من أسفلها.
ويخرج منه حرفان : هما ( العين، فالحاء) ، إلا أنَّ العين أدخل من الحاء.
قال الخليل بن أحمد: فلولا بحة في الحاء لأشبهت العين اهـ (1).
وقال مكي: إذ المخرج واحد والصفات متقاربة ، ولهذه العلة لم يتألف في كلام العرب (عين) وحاء في كلمة أصليتان ، إلا بحاجز بينها اهـ (2) .
تنبيهات: ينبغي العناية ببيان :
1- العين وإلا صارت حاء نحو: + مَعَهُمْ " [المجادلة:7] .
2- الحاء وإلا صارت عينًا، نحو: + حَتَّى " [المعارج:42] (3) .
3- الحاء إذا جاءت بعد الهاء نحو : + اتقوا الله حق تقاته " [آل عمران : 102]
أو جاءت قبل الهاء نحو : + يا نوح اهبط بسلام " [ هود : 148] .
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله - :
………………………………………. ثُمَّ لِوَسْـطِهِ فعَيْـنٌ حَــاءُ
(1) انظر : العين: (1/57).
(2) انظر : الرعاية : 164.
(3) قَالَ الإِمَامُ ابْنُ الجزري: والحاء تجب العناية بإظهارها إذا وقع بعدها مقاربها ، لاسيما إذا سكنت ، فكثير ما يقلبون الهاء في+وَسَبِّحْهُ" حاء لضعف الهاء وقوة الحاء، فتجذبها فينطقون بحاء مُشَدَّدة ، وكل ذلك لا يجوز إجماعًا ، النشر: (1/218) .
المخرج الثالث : أدنى الحلق
تعريفه: أي أقربه مِمَّا يلي الفم ، أو الخارج.
ويخرج منه حرفان، هما : ( الغين، فالخاء ) ، إلا أنَّ الغين أدخل من الخاء .
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله - :
أَدْنَـاهُ غَيـنٌ خَاؤُهَا …… ……………………………………….
تنبيهات: ينبغي العناية ببيان :
1- الغين وإلا صارت خاء، نحو: + غَاشِيَةٌ " [ يوسف:107] .
2- الخاء وإلا صارت غينا، نحو: + يَخْشَى " [الأعلى:10] (1).
قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله - : في المخارج الثلاثة الخاصة لمخرج عام وهو الحلق :
ثُمَّ لأَقْصَى الحَلْقِِ هَمْزٌ هَـاءُ ثُمَّ لِوَسْـطِهِ فعَيْـنٌ حَــاءُ
أَدْنَـاهُ غَيـنٌ خَاؤُهَا …… ……………………..
اللسان
اللسان آية من آيات الله قال تعالى : + وَمِنْ ءايَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ " [الروم: 22] .
وهو نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده ، فبها يسبحونه ويذكرونه .
قال : (( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ )) متفق عليه .
وبها يهللون الله سبحانه وتعالى ، وبها يكبرونه ، وبها يستغفرونه ، وبها يتفاهم الناس في حاجاتهم وقضاياهم اليومية .
ونتذكر في هذا المقام حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حين سأله النبي × :
(( أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ ، وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ )) قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : (( رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ! )) ، ثُمَّ قَالَ : (( أَلا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ !
فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: (( كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا )) فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَال : (( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ -، إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟ )) رواه الترمذي وابن ماجه . صحيح الترمذي : 2616
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا النَّجَاةُ؟ قال:
(( أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ)) رواه الترمذي . وانظر : صحيح الترغيب والترهيب : 3231 .
ومن أصول عقيدة أهل السنة: شهادة الأعضاء يوم القيامة ، ومنها اللسان ، قال تعالى : + يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم بما كانوا يعملون"[النور:24] .
ومن نعم الله أن جعل بها عضلة هي سبب في إخراج بدائع الأصوات ، وهي الآلة التي تخرج أكثر الحروف بواسطتها ، ويكتمل جمالها بالأسنان .
وقبل أن نخوض في مخارج اللسان علينا أن نتعرف على أسماء الأسنان في فم الإنسان من حيث أنواعها ، وعددها ، ومسمياتها لعلاقتها الوثيقة بدراسة علم المخارج .
أسماء الأسنان في فم الإنسان
* عددها : اثنتان وثلاثون سنًا .
ستة عشر منها في الفك العلوي ، وستة عشر في الفك السفلي .
* أنواعها : أربعة : الثنايا ، والرَّباعيات ، الأنياب ، الأضراس .
1- الثنايا: جمع ثنية ، وهي أربعة أسنان في مقدم الفم:
- اثنتان في الفك السفلي ، وتسمى الثنايا السفلى .
- اثنتان في الفك العلوي ، وتسمى الثنايا العليا .
2 - الرَّباعيات : جمع رَباعية ، وهي (أربعة أسنان تلي الثنايا ، سن واحد من كل جانب)
3- الأنياب : جمع ناب، وهي ( أربعة أسنان تلي الرباعية، سن واحد من كل جانب).
4- الأضراس : جمع ضرس، وهي عشرون سنًا، وهي ثلاثة أنواع .
الأول : الضواحك : جمع ضاحك ، وهي أربعة أسنان تلي الأنياب ، سن واحد من كل جانب .
الثاني : الطواحن : جمع طاحن ، وهي اثنتا عشرة سنًا، ستة في الفك العلوي ، وستة في الفك السفلي ثلاثة من كل جانب .
الثالث : النواجذ : جمع ناجذ، وهي أربعة أسنان في آخر الفم بعد الطواحن ، ويسمى الناجذ ضرس العقل .
المستعمل منها: ثمانية عشر سنًا، ستة عشر من الفك العلوي ، والثنيتان السفليتان، انظر: الرسم المبين للأسنان .
مخرج اللسان
تعريفه: هو مخرج عام لأربعة مخارج إجمالية ، يخرج منها ثمانية عشر حرفًا من عشرة مخارج تفصيلية، وهي منحصرة في ( أقصاه ، ووسطه ، وحافته ، وطرفه).
أولاً : أقصى اللسان
أي أبعده مِمَّا يلي الحلق ، وفيه مخرجان:
1- مخرج القاف : من أقصى اللسان مِمَّا يلي الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ، وهو باطن الفك من داخل الفم من أعلى (1) .
2- مخرج الكاف : من أقصى اللسان مِمَّا يلي الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى أسفل مخرج القاف ، ويمكنك ملاحظة الفرق بقولك : ( اقْ ، اكْ) .
والفرق بينهما : أن الكاف بعيدة من الحلق قريبة من الفم .
والقاف قريبة من الحلق بعيدة من الفم .
تسميتهما : تسميان باللهويتين لخروجهما من قرب اللهاة ، وهى قطعة اللحم المتدلية في آخر الفم من سقف الحلق (2) .
(1) * الحنك : باطن الفك أو (أعلى الفم ) وله طرفان :
1- أمامي: الذي يحاذي طرف اللسان وفيه صلابة يسمى بـ ( غار الحنك) .
2- خلفي: هو المحاذي لأقصى اللسان وفيه رخاوة وينتهي عند أول الحلق .
انظر: أحكام القراءة للحصري: (58) .
(2) و تسمى اللهاة وما جاورها وهو( أقصى الحنك) عند المحدثين: الحنك اللين أو (الطبق الرخو) .
سؤال : لماذا لم يجعل أقصى اللسان مخرجًا كليًا كأقصى الحلق ؟
لأن أقصى اللسان: فيه طول واتساع بيِّن ، ولذلك جُعل مخرجين لحرفين .
وأقصى الحلق: فيه قصر ، ولذلك جُعل مَخرَجًا واحدًا لحرفين (1).
(1) انظر: جهد المقل (128) وأحكام القراءة: (8) ، وغاية المريد: (128) .
(2) قَالَ الإِمَامُ مَكِّي : ويجب أنَّ يتحفظ ببيان الغين إذا وقع بعدها غين أو قاف، لقرب مَخْرَجها منهما، فيخاف أن يلتبس اللفظ بالإخفاء ، أو بالإدغام في ذلك ، وذلك نحو قوله تعالى : رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا [ آل عمران:8 ] . اهـ ، الرعاية: (169
المرجع : كتاب دراسة المخارج والصفات لـ جمال القرش
[FONT="]� تعلن الأكاديمية الدولية لتأهيل المجازين
�عن فتح برنامج لأول مرة مع نخبة من الشيوخ والشيخات.
١- إجازات بسند متصل إلى رسول الله
٢- ختمة تصحيح تلاوة
وعلى الذين يرغون في الحصول على إجازة إرسال السيرة الذاتية
الاسم /البلد / مقدار الحفظ
والمسار المطلوب( ١ - ٢ )
على الواتس https://wa.me/201127407676
00201127407676.
وفقكم الرحمن الرحيم[/FONT]