سلسلة محاضرات من كتاب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,552
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفره ونسترضيه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،  يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا اتَّقُواللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مسلمونَ آل عمران: 102 . أما بعد:
فإن معرفة علم الوقف من تَمَامِ مَعرفة مَعَاني القرءان، إذ لا يتأتى لأحدٍ معرفةُ معاني القرءان إلا بمعرفة الفواصل .
ولمَّا كان عِلمُ الوقفِ مُتعلقًا بفَهم القرءان وتدبُّرِه والذي حثَّ عليه ربُّنا جل وعلا في قوله: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ص:29
ومِن هُنا رغِبتُ في إعدادِ رسالة مختصرة في معرفة الوقف والابتداء، عُنيت فيها بجمع بعض المسائل التي تهمُّ مُعَلِّمَ القرءان الكريم في مجال الوقف والابتداء. و إليك مباحث الرسالة (1):
أولا: الوقف اللازم .
ثانيًا: الوقف القبيح .
ثالثًا: وقف التعسف .
رابعًا: الوقف على " كلا " .
خامسًا: الوقف على " بلى، نعم" .
سادسًا: الكلام عن : " ذلك، هذا، أم، بل، حتى، ثم، إلا " .
سابعًا: وقفات مختارة من كتاب المكتفى .
سائلاً الله العلي الكبير أن يهدينا سواء السبيل .
1- مقدمة عن الوقف والابتداء
(أ) - أهمية الوقف والابتداء (1)
يُعد الوقف والابتداء من أهمّ موضوعات التجويد التي لابد للقارئ من معرفتها، ومراعاتِها فى قراءته . العميد: ص/ 145 .
وقد أوجب المتقدِّمون من الرعيلِ الأول على القارئ معرفة الوقف والابتداء. هداية القارئ: ص/ 365 .
قال ابن الجزري:
وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ لابُدَّ مِنْ مّعْرِفَةِ الوقُوفِ
ثبت أن الإمام عليًّا بنَ أبي طالب  سئل عن قوله تعالى:  وَرَتِّلِ القرءان تَرْتِيلا المزمل: 4، فقال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف .
قال ابنُ الجزري رحمه الله: ففي كلام على دليل على وجوب تعلمه ومعرفته . اهـ النشر: ص/225 .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " لقد عشنا برهة من دهرنا، وإنَّ أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرءان، و تنزل السورة على محمد  فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كمَا تتعلمون أنتم اليوم القرءان، ولقد رأينا اليوم رجالاً يُؤْتَى أحدهم القرءان قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده، وكل حرف منه ينادي أنا رسول الله إليك لتعمل بي، وتتعظ بمواعظي " . اهـ منار الهدى: ص/ 5 .
قال ابن الجزري رحمه الله: " وفى كلام ابن عمر برهان على أن فى تعلمه إجماعًا من الصحابة رضى الله عنهم " .اهـ . النشر : ج/1 ص/ 225 .
وقال رحمه الله: " ومن ثَمَّ اشترط كثيرٌ من أئمة الخلف على المجيز ألا يجيزَ أحدًا إلا بعدَ معرفته الوقف والابتداء، وكان أئمتنا يوقفوننا عند كل حرف ويشيرون إلينا فيه بالأصابع سنة أخذوها كذلك عن شِيوخِهم الأولين رحمة الله عليهم أجمعين" النشر: ج/1ص/ 225 .
وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قال: جاء رجلان إلى رسول الله فتشهد أحدهما فقال: "مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا ( * * ) فقال رسول : " قُمْ أَوْ اذْهَبْ بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ " رواه مسلم .
قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله: " ففي هذا الخبر إيذان بكراهية القطعِ على المستبشعِ من اللفظ المتعلِّق بما يُبيِّنُ حقيقَتَه، ويدلُّ على المراد منه، لأنَّه عليه السلام إنَّما أقام الخطيب لمَّا قطع على ما يقبُح، إذ جمع بقطعه بين حال من أطاع وحالِ من عصى، ولم يفصل بين ذلك، وإنَّما كان ينبغي له أن يقطع على قوله: " فَقَدْ رَشَدَ "، ثم يستأنف ما بعد ذلك، ويصل كلامه إلى آخره، فيقول: " وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوى " .
وإذا كانَ مِثل هذا مَكروهًا مستبشعًا فى الكلام الجاري بين المخلوقين، فهو فى كتاب الله عز وجل، الذي هو كلام ربُّ العالمين أشدُّ كراهيةً واستبشاعًا، وأحقُّ وأولى أن يُتجنب " المكتفى: ص/ 133.
قال ابن الأنباري: " ومن تمامِ مَعرفةِ القرءانِ معرفةُ الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحدٍ معرفة معاني القرءان إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدلُّ دليل على وجوبِ تعلُّمِه وتعلِيمه . اهـ منار الهدى: ص/ 5 – 6 .
(ب) - علاقة الوقف بسائر العلوم
قال ابن مجاهد: لا يقوم بالتمام في الوقف إلا نحويّ، عالم بالقراءات، عالم بالتفسير، والقصص، وتلخيص بعضها من بعض، عالمٌ باللغة التي نزل بها القرآن، وكذا علم الفقه(1). جاء في التقرير العلمي لمصحف المدينة المنورة: عُني السلف رضوان الله عليهم بمعرفة فواصل الكلام، ومراعاتها خاصة في كلام الله عز وجل، فإن هذا مما يعين على معرفة معاني الآيات وتفسيرها، ولذلك احتيج في معرفته إلى معرفة الإعراب والعربية، ومعرفة التفسير، والقراءات(2).
(ج) - هذا العلم بحرٌ لا يدرك ساحله ولا أحد يدَّعي الكمال فيه
جاء في التقرير العلمي لمصحف المدينة المنورة: وقد صار هذا الشأن عِلمًا جليلا، صُنفت فيه المصنفات، وحُرِّرت مسائله وغوامضه، إلا أنه مع ذلك يعد مجالاً واسعًا لإعمال الفكر والنظر، لأنه ينبني على الاجتهاد في فهم معاني الآيات القرآنية .
واستكشاف مراميها، وتجلية غوامضها .
وهذا ما جعل اللجنة عند مراجعة الوقوف في المصحف تحتاج أكثر ما تحتاج من المصادر إلى كتب التفسير، وقد ذكر التقرير العلمي أن الوقف والابتداء بحرٌ لا يدرك ساحله، ولا يوصل إلى غوره، وإنَّ اللجنة بذلَتْ جهدها قدر الوسع والطاقة.
وحرَّرتْ ما أمكن لها تحريره من الوقف دون أن تدعي حصر ذلك ولا بلوغ الكمال فيه، إذ بقي في مجال لأهل العلم ممن أوتي حظًا من العلوم التي ذكرها ابن مجاهد، أن يتكلم فيه (1) .
سلسلة محاضرات من كتاب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش
 
2- أقسام الوقف
الوقف لغة: الكف والحبس .
الاصطلاح: هو عبارة عن قطع الصوت عند آخر الكلمة زمنًا ما، فيتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .
أقسامه (1):
1- اختباري: هو ما يطلب من القارئ بقصد الامتحان (2).
حكمه: الجواز بشرط أن يبتدئ الواقف مما وقف عليه، ويصله بما بعده إن صلح الابتداء، وإلا فليبتدئ بما قبله مما يصلح الابــتداء .
سلسلة محاضرات من كتاب أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش
2- اضطراري: هو ما يعرض للقارئ بسبب ضرورة ألجأته إلى الوقف، كضيق النفس، أو العطاس، أو القيء، أو غلبة البكاء، أوالنسيان .
حكمه: يجوز الوقف، وإن لم يتمِّ المعنى، وبعد ذهاب هذه الضرورة التي ألجأته إلى الوقف على هذه الكلمة، يبتدئ منها ويصلها بما بعدها إن صلح البدء بها، وإلا فليبتدئ مما قبلها مما يصلح البدء به .
3- اختياري: هو ما يقصده القارئ باختياره من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة فى الوقف الاختباري أو الاضطراري .
حكمه: قد يبتدأ بما بعد الكلمة الموقوف عليها، وقد لا يبتدأ، بأن توصل بما بعدها، وهذا الوقف هو المقصود بالذكر هنا .
أقسامه: التام والكاف والحسن . (3)
1- الوقف التام
(أ) - تعريفه: هو الوقف على كلام تمَّ معناه، ولم يتعلق بما بعده لا لفظًا ولا معنىً، ودليله ما يأتي:
الدليل الأول: عن أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، قَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلام: اسْتَزِدْهُ؟ فَاسْتَزَادَهُ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، ؟ قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: كُلٌّ شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ.(1)
قال الحافظ أبو عمرو: فهذا تعليم التام من رسول الله  عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دالُّ على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، وتفصل عمَّا بعدها، إذا كان بعدها ذِكْر الجنة والثـواب، وكذلك نحو قوله عز وجل:
 فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ البقرة: 275، هنا الوقف، ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ويقطع على ذلك، وتختمُ به الآيــة .اهـ المكتفى: ص/ 133- 134 .
(ب) – رمزه: يرمز للوقف التام في المصاحف بـ" قلي" والذي يعنى أولوية الوقف مع جواز الوصل .
(ج) - وجوده: غالبًا ما يكون فى الحالات التالية:
1- وسط الآية، كالوقف على جَاءَنِي من قوله تعالى: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي الفرقان: 29، ثم قال تعالى: وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا، وهو أتم لأنه نهاية الحكاية .
2- قرب آخر الآية، كقوله تعالى: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً النمل: 54، هنا التمام، لأنَّه آخرُ كلامِ بلقيس ثمَّ قال تعالى: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ .
3- رؤوس الآي، كالوقف على قوله تعالى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الفاتحة: 4.
4- بعد رأس الآية بكلمة، كالوقف على قوله: وَبِاللَّيْلِ من قوله تعالى:  وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ الصافات:138، فهذا تمامُ الكلام مع أنمُصْبِحِينَ هي رأس الآية .
5- تامًا على أحد التأويلين غير تام على ثانيهما، كالوقف على إِلا اللَّهُ من قوله تعالى:  وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا آل عمران: 7، تامُّ على قول من زَعَم أنَّ الرَّاسِخُونَ لا يعلمون تأويلَه وهو قول الأكثرين، غيرُ تامٍّ على قول من جعل الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يعلمون التأويل الذي هو على معنى التفسير .

(د) - من علاماته في الغالب:

1- الابتداء بالاستفهام، نحو قوله تعالى: اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ* أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ الحج: 79-80.
2- الابتداء بعده بياء النداء، كالوقف على قَدِيرٌ من قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ  البقرة: 20.
3- الابتداء بعده بفعل الأمر، نحو قوله تعالى: ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ هود: 114: 115 .
4- الابتداء بعده بالشرط، نحو قوله تعالى:  لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ * مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ به النساء: 113.
5- الفصل بين آيتي عذاب ورحمة، نحو قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ *وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ  البقرة: 24- 25 .
6- انتهاء الاستثناء، نحو قوله تعالى:  أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ* إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ البقرة: 159-160-161 .
7- انتهاء القول، نحو قوله تعالى:  إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ* قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ الشعراء: 70 -71 .
8- الابتداء بعده بالنفي أو النهي، نحو قوله تعالى:  وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ آل عمران: 195 - 196 .
9- الفصل بين الصفتين المتضادتين، نحو قوله تعالى: هَذَا هُدًى* وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ الجاثية: 11 .
* * *
 
شكر الله لك يا شيخ جمال هذه الدرر , وهذه المواضيع محلها ملتقى القراءات والتجويد كما تعلم فليتك تراعي ذلك مستقبلاً بارك الله فيك .
 
فضيلة الشيخ / أحمد البريدي حفظه الله ، إذا تكرمت هل من الممكن نقل الموضوع إلى منتدى التجويد والقراءات ؟
 
2- الوقف الكافي
(أ) - تعريفه: هو الوقف على كلام يؤدى معنى صحيحًا، تعلق بما بعده معنىً لا لفظًا .
(ب) - حكم الوقف عليه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده .
(ج) - رمزه: يرمز له في الغالب بـ" ج" ويعنى جواز الوقف والوصل بدون أفضلية .
(د) - دليله: ما جاء عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال: قَالَ لِي النَّبِيُّ : " اقْرَأْ عَلَيَّ " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ!: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: "نَعَمْ "، فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا قَالَ: "حَسْبُكَ الآنَ" فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ . متفق عليه.
وفي الحديث دليلٌ على جوازه واستعماله لأن القطع علي قوله: شَهِيدًا كافٍ وليس تامًّا، لأن المعنى فكيف يكون حالهم إذا كان هذا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواالنساء: 42، فما بعده متعلق بما قبله، والتَّمَام وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا، لأنه انقضاء القصة.
وقد أمر النبي  عبدَ الله بنَ مسعود أن يقطع عليه مع تقارب ما بينهما .

(هـ) – سبب التسمية: سمي كافيًا لاكتفائه عما بعده واستغناء ما بعده عنه، بأن لا يكون مقيدًا له من جهة اللفظ .

(و) - علاماته في الغالب، أن يكون ما بعده:

1ـ مبتدأ، نحو قوله تعالى: وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ البقرة: 15-16.
2ـ فعلاً، قال تعالى:وَإِن مِنكُمْ إِلا وَارِدُهَا*كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّامريم: 71
3 ـ مصدرًا، قال تعالى:  لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ* وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ الزمر: 21.
4ـ مفعولاً لفعل محذوف، نحو:  مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ (1)الأحزاب 38.
5 ـ نفيًا، نحو قوله تعالى:  وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ يس: 39-40.
6 ـ إِنْ مكسورة الهمزة، نحو قوله تعالى:  أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ * إِنِ الْكَافِرُونَ إِلا فِي غُرُورٍ الملك: 2 .
7 ـ استفهامًا، نحو قوله تعالى:  أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ البقرة: 258.
8 ـ بل، نحو قوله تعالى:  وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ * بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ البقرة: 88.
9 ـ ألا المخففة، قال تعالى:  قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ البقرة: 15.
10 ـ سين أو سوف، نحو قوله تعالى:  أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ * سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ الزخرف: 19.
11ـ نعم، بئس، وغالبهن كاف مالم يتقدمهن قول أو قسم.
نحو: قوله تعالى: وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ* نِعْمَ الْعَبْدُ  ص:30.
وقوله تعالى:  وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ*بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ هود:99
12ـ أن مفتوحة الهمزة، نحو الابتداء بـ: وَأَنْ تَصُومُوا  البقرة: 184 وَأَنْ تَعْفُوا البقرة: 237،وَأَنْ تَصَدَّقُوا البقرة:280، وَأَنْ تَصْبِرُوا النساء: 25 .
* * *
3 - الوقف الحسن
(أ) - تعريفه: هو الوقف على كلام صحيح، تعلَّق بما بعده لفظًا ومعنىً .
(ب) - حكمه: يحسن الوقف عليه، وأما الابتداء بما بعده فقد يحسُن وقد يقبح.
قد يحسن الوقف ولا يحسن الابتداء، إذا كان على غير رأس الآي وتعلق لفظًا كالوقف على كلمة لله من قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الفاتحة:2، وذلك لشدة التعلق بين الصفة والموصوف .
وقد يحسن الوقف ويحسن الابتداء إذا كان على رأس آية نحو: الوقف على الْعَالَمِينَ من قوله تعالى:  الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الفاتحة: 2، والابتداء بـالرَّحمنِ الرحيمِ، فالوقف على رأس الآية سنة متبعة عن الرسول ، والدليل ما ثبت متصل الإسناد إلى أم سلمة –رضى الله عنها – أَنَّهَا سُئلَتْ عَنْ قِرَاءةِ رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَتْ: كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّين وهذا أصل معتمد فى الوقف على رؤوس الآي (1).
أخبرني الدكتور إبراهيم الدوسري: أنه سأل العلامة الزيات: عن الوقف على قوله: لِلْمُصَلِّينَ ثم الرجوع فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ فقال: السنة الوقوف على رأس الآية(1) .
وأخبرني فضيلته: أن من يفعل ذلك ليس عنده دليل على ذلك لا في السنة ولا في الكتب المعتبرة .
(ج) - رمــزه: أكثر المصاحف ترمز لهذا الوقف بعلامة (صلي) إذا حَسُنَ الابتداء بما بعده ، وتعني جواز الوقف والوصل مع كون الوصل أولى.
* *
 
تنبيه بالنسبة للرمر ( صلى) للوقف الحسن ، على رأي بعض مذاهب القراء ، والأولى أن لا يوضع علامة وقف على الوقف الحسن باعتبار حسن الوقف وقبح الابتداء إلا إذا كان على رأس آية
 
3- حكم التقيد بعلامات المصاحف
سألت فضيلة الدكتورعبد العزيز القارئ عن حكم التقيد بعلامات المصاحف؟
فأجاب رعاه الله: طبعًا رموز الوقف لم توضع على سائر المواضع التي ينبغي أن توضع فيها رموز، وإلا لكثر ذلك في المصحف، وشوش على قارئ القرآن .
إنما وضعت على مواضع منتقاة، إمَّا من أجل التنبيه إليها، أو من أجل حاجتها الماسَّة إلى بيان حكم الوقف فيها .
ولا يَعني هذا أنَّ باقي المواضع ما دام ما وضع عليها رمز لاوَقْفَ عليها، هذا القياس غير صحيح، باقي المواقف، أو باقي المواضع في القرآن المرتل بنفسه يقيسها على ما وضع عليه رمز الوقف، فيكون قد تمرَّس بفهم المعاني، وإدراك فواصل المعاني، فعندئذ هو يتولى تحديد مواضع الوقف ورموزها (1).
 
الوقف الـــلازم
تعريفه: هو الوقف على موضع أدى معنىً صحيحًا، ولا يتبين المعنى المراد إلا بالوقف عليه، وإلا ترتَّب عليه إخلال بالمعنى .
علامته: رمز له في المصحف بحرف الميم {مـ} .
والوقف اللازم لا يعنى انقطاع الجملة عمَّا بعدها تمامًا، فقد يكون بيانًا تامًا، وقد يكون بيانًا كافيًا، وقد يكون فيه وجهات نظر واختلاف بين العلماء، فلا يَعجبُ القارئُ إذا ما وجد اختلافًا في بعض المصاحف في اعتبار الوقف اللازم، فكلٌّ منهم له مبرره ، ومن ذلك :
ـ الوقف على: كَبِيرٌ
قال تعالى:  يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ {مـ} وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ  البقرة:217.
من وضع علامة {مـ}(1)اعتبر أن الوصل يوهم أن الصد عن سبيل الله والكفر به كبير، والصواب: أن الصدَّ عن سبيل الله والكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبرعند الله من جريمة القتال في المسجد الحرام .
ومن وضع علامة (صلى) اعتبر الكلام من قبيل عطف الجمل، أي: قل قتال فيه كبير، والصد عن سبيل الله والكفر به..إلخ أكبرعند الله ..إلخ .
ومن وضع علامة (قلى) اعتبر أن الكلام تم وأن جملة: وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ جملة مستأنفة، لاعلاقة لها بما قبلها لفظًا ولا معنىً .
ـ الوقف على: لفظ الجلالة اللَّهُ
قال تعالى:  وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ {مـ} وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ  آل عمران: 7. مَن وضع علامة "مـ" اعتبر أن الوصل يوهم مشاركة الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ لله في معرفة "التأويل" الذي هو بمعنى علم الغيب وأسماء الله وصفاته.
ومن وصل اعتبر أن "التأويل" بمعنى دقائق التفسير.
حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز القارئ، قال: عندما كانت لجنة مصحف المدينة النبوية تراجع وقوف المصحف، جرى بحثٌ علميٌّ نفيسٌ طويلٌ، استغرقَ أيامًا، في هذه الآية، فسائر المصاحف تضع هنا رمز الوقف اللازم، ورأينا أنَّ هذا الرمز يترتب عليه إبطالُ أحدِ الوجهين في التفسير، أو في المعنى، بينما هما وجهان صحيحان معتبران .
الوجه الأول: أن التأويل لايعلمه إلا الله، والراسخون لايعلمون التأويل.
الوجه الثاني: أنهم يعلمون التأويل.
فعلى الوجه الأول يختلف معنى التأويل عنه في الوجه الثاني.
فالتأويل الذي يعلمُه الرَّاسِخُونَ هو ما خفي من معاني القرآن، وكان يحتاج إلى استنباط لايقدرعليه إلا خواصُّ العلماء، ولذلك كان ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما- وهو من أخصِّ خواصِّ العلماء، وأعلم الناس بالتفسير أو بالتأويل؛ كان يصل هذه الآية ويقول: " أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله .
أمَّا التأويل الذي لا يعلمه أحدٌ ولايعلمُه إلا الله فله معنى آخر، وهو معرفة كلِّ الأشياء وحقائقها المغيبة عن الإنسان مثل: حقائق ما أخبر عنه في القرآن من أحوال يوم القيامة، ومن أشياء يوم القيامة، وحقائق الصفات ونحو ذلك، هذا لايعلمه إلا الله.
فإذا وصل فعلى المعنى الأول، أو على الوجه الأول .
وإذا وقف فعلى الوجه الثاني، فوجدنا أن رمز الوقف اللازم يصير فيه تحكم وإبطال لأحد الوجهين وكلا الوجهين صحيحان.
لذلك اختارت اللجنة ألا تجعل الوقف هنا أو لا ترمز هنا إلى الوقف اللازم .
بل وضعت (قلي)(1).
وأفادني الدكتور بسام الغانم(2) بما يلي:
الوقف على:  وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ  قول جمهور سلف الأمة، وخلفها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، ويكون التأويل هنا بمعنى الحقيقية، أي: حقائق الغيب التي يؤول إليها الأمر.
ويجوز الوصل، وهو قول جماعة من السلف والخلف، ويكون التأويل هنا: بمعنى التفسير، فالراسخون في العلم يعلمون تفسيره .
والوقف أولى من الوصل، لأن الغالب في القرآن إطلاق التأويل على حقيقة الأمر، وهي لا يعلمها إلا الله(3).
ـ الوقف اللازم على: لَمْ يَأْتُوكَ
قال تعالى:  وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ {مـ} يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ موَاضِعِهِ المائدة: 41.
فقد نصَّت مصاحفُ الأزهر عليه بينما هو في مصاحف الشام والحجاز والمغرب وقف، لكن الوصل أولى .
فمن اعتبره وقفًا لازمًا، لئلا يتوهم أنَّ اليهودَ الذينَ يتسمعون لم يأتوا محرفين الكلم، بينما الآية تثبت لهم التحريف والكذب .اهـ(1).
ومن رأى أولويةَ الوصل فقد اعتبر أن جملة:  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ نعت ثالث لِقَوْمٍ، أو في محل نصب حال من الضمير في سَمَّاعُونَ ولا يفصل بين النعت والمنعوت .
* * *
 
الشيخ جمال القرش السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
كنت قد وضعت تعليقات على كتابكم النفيس ( أضواء البيان في الوقف والابتداء ) خلال بحث كتبته منذ عامين ،لعلي أضع بعضها هنا قريبا والسلام عليكم
 
هذه بعض التعليقات كنت قد وضعتها _ كما أشرت مسبقا _ لن ألتزم فيها بترتيب الكتاب ، بل حسبما يتيسر بإذن الله ، فأرجو أن يتسع الصدر لها .
من الوقوف اللازمة التي أشرتم إليها :
الوقف على{ ابْنَ مَرْيَمَ } من قوله :
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ }(النساء: 157).
لئلا يوهم أن قوله{ رَسُولَ اللّهِ } من كلام النصارى ، فما دام أنهم معترفون أنه رسول الله فلماذا يقتلونه ؟ فقوله{ رَسُولَ اللّهِ } منصوب بإضمار أعني .
وأعتذر سيدنا إن قلت أن هذا الوقف فيه من الغرابة والركاكة ما ينأى عنها لفظ القرآن الكريم .
إذ أنه لو كان كذلك فما الفائدة من ذكر رسول الله هنا ؟! كان الاستغناء عنها ممكن، فكونه منصوبا بإضمار أعني أي :أعنى رسول الله يكون ذلك خطابا للنبي والصحابة وهم ليسوا في حاجة لأن يقال لهم أن عيسى رسول الله خصوصا في هذا الموضع .
فلا يخفى ضعف هذا التأويل فضلا عن عدم صحته ، وقوله { رَسُولَ اللّهِ } من تتمة كلام النصارى جاء على سبيل السخرية أو الافتخار ، ولا يتنافى هذا مع تكذيبهم بالرسالة ، إذ أنهم ذكروه بالرسالة استهزاء كناية عن الإنكار، وقد أكثر الحديث عن هذا الوقف الأشموني في مقدمة كتابه ، وكذلك فصل فيه في موضعه بسورة النساء غير أنه في نهاية الكلام أثبت خلافه ، واعذرني لا أستطيع أن انقل كلامه الآن ، فغالب الكتب تركتها في مصر ، واكتب الآن من الذاكرة فقط .
وهذا الوقف لم يتعرض له ابن الأنباري ، وأشار إليه الداني بقوله : قال قائل : الوقف على { ابْنَ مَرْيَمَ } . . ..ثم قال : والوقف عندي على { رَسُولَ اللّهِ }.
وللحديث بقية إن يسر الله .
 
بارك الله فيك يا شيخ نجاح على حرصك وإمعان الفكر وتحري الصواب ، نفع الله بكم
ذكرت في كتابي الوقف اللازم أن الذي ظهر لي من خلال استقراء العديد من المصاحف الاتفاق فقط على عشرين موضعا ، وذكرت أكثر من ستين موضوعا مختلف فيه بين اللزوم وعدمه، فمن القراء من اللزوم ، ومنهم من لا يرى علة لذلك ، بل منهم من يراه تكلفا.
وبينت أنني عندما أذكر اللزوم ليس معناه أن أتبنى ذلك الوقف، أوالزم الناس على وقفات بيعنها، فأكثره مختلف فيه، ولحساسية ارتباط المواضع بالمصاحف.
وهذا الموضع الذي أشرتم إليه كنت أود لو نقلتم العبارة من بداتيها ليكون الكلام أدق وأوضح للقارئ ، فالكلام ذكره فضيلة الشيخ رزق حبة شيخ عموم مقارئ الديار المصرية في عصره والذي أشرف على مراجعة مصحف التهجد. فرغبت في بيان وجهة نظره، لإثراء القارئ بوجهة نظر القراء في ذلك .
قال تعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (مـ) رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ النساء: 157.
حدثني الشيخ رزق حبة: قال: وما دام أنهم معترفون أنه رَسُولَ اللَّهِ فلماذا يقتلونه إذا الصواب نقف عند مَرْيَمَ ثم نكمل رَسُولَ اللَّهِ أي أعني رسول الله(1).
ثم ذكرت في الحاشية: ومن لا يرى الوقف على مريم فهو يرى أن رَسُولَ اللَّهِ تطلب الفعلقَتَلْنَا، حتى وإن قالوا إنه رَسُولَ اللَّهِ، فليس من باب الاعتراف، وإنما من باب الافتخار أنهم قتلوا شخصًا عظميًا، وهذا يعطهيم في أنفسهم منزلة. حدثنيه الشيخ إبراهيم الأخصر
لك خالص شكري
 
هناك تعقيب على بعض العبارات في وقت آخر بمشيئة الله وجزاكم الله خيرا.
 
جزاكم الله خيرا شيخنا
لن أضع تعقيبا على كلامك أو على كتابكم حتى تنتهوا أنتم من التعقيب ، لئلا يتشتت الحوار .
والسلام عليكم
 
قولكم - بارك الله فيكم - : ينأى عنه وركاكة..... )) معناه أنكم لا ترون إعرابها على معنى (أعنى رسول الله) ، وأن ذلك شاذ حسب ما فهمت.
قال أبو البقاء العكبري : رحمه الله : و { عيسى } بدل أو عطف بيان من المسيح و { رسول الله } كذلك يجوز أن يكون رسول الله صفة لعيسى وأن يكون على إضمار أعني.
وقال القرطبي رحمه الله : (رسول الله) بدل، وإن شئت على معنى أعني.
قال أبو حيان الأندلسى رحمه الله (( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ} الظاهر أن رسول الله من قولهم قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء ، كقول فرعون أن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وقوله : {إِنَّكَ لانتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} ويجوز أن يكون من كلام الله تعالى وضع الذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح في الحكاية عنه رفعاً لعيسى عليه السلام ، كما كانوا يذكرونه به. ذكر الوجهين الزمخشري.
ولم يذكر ابن عطية سوى الثاني قال : هو إخبار من الله تعالى بصفة عيسى عليه السلام ، وهي الرسالة على جهة إظهار ذنب هؤلاء المقرين بالقتل ولزمهم الذنب ، وهم لم يقتلوا عيسى اهـ البحر المحيط/215
ولذلك حاول أن ترجع دائما عند تحري مسالة في الوقف خاصة إلى ثلاثة أشياء ( كتب الإعراب ، والتفسير ، والوقف والابتداء) كي تتضح لك المسألة.
العبارة الثانية : قلتم بارك الله فيكم (
قلتم : وقد أكثر الحديث عن هذا الوقف الأشموني في مقدمة كتابه ..
قال الأشموني : وقد يكون الفصل من متكلم واحد كقوله لمن الملك اليوم الوقف جائز فلما لم يجبه أحد أجاب نفسه بقوله لله الواحد القهار وكقوله وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم هنا الوقف ثم يبتدئ رسول الله على أنه منصوب بفعل مقدر لأنَّ اليهود لم يقروا بأن عيسى رسول الله فلو وصلنا عيسى ابن مريم برسول الله لذهب فهم من لا مساس له اليهود لم يقروا بأن عيسى رسول الله فلو وصلنا عيسى ابن مريم برسول الله لذهب فهم من لا مساس له بالعلم أنه من تتمة كلام اليهود فيفهم من ذلك أنهم مقرون أنه رسول الله وليس الأمر كذلك وهذا التعليل يرقيه ويقتضي وجوب الوقف على ابن مريم ويرفعه إلى التام اهـ منار الهدى.
ثم قلتم : وكذلك فصل فيه في موضعه بسورة النساء غير أنه في نهاية الكلام أثبت خلافه
قليلا (كاف) ومثله عظيماً والوقف على ابن مريم وقف بيان ويبتديء رسول الله على أنه منصوب بإضمار أعني لأنهم لم يقروا بأنَّ عيسى بن مريم رسول الله فلو وصلنا عيسى بن مريم بقوله رسول الله لذهب فهم السامع إلى أنَّه من تتمة كلام اليهود الذين حكى الله عنهم وليس الأمر كذلك وهذا التعليل يرقيه إلى التمام لأنَّه أدل على المراد وهو من باب صرف الكلام لما يصلح له ووصله بما بعده أولى فإنَّ رسول الله عطف بيان أو بدل أو صفة لعيسى كما أنَّ عيسى بدل من المسيح وأيضاً فإنَّ قولهم رسول الله هو على سبيل الاستهزاء منهم به كقول فرعون إنَّ رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وهذا غاية في بيان هذا الوقف لمن تدبر ولله الحمد0 اهـ
لم يثبت خلافه بل رأى الأولى ، وهذا هو الفرق في عبارتكم ، فمن يقرأ عبارتكم يفهم أنه رأي شاذ وينأى عنه القرآن ، نظرا لارتباطه بكتاب الله ، ورموز الوقف لمن تبناه، وأخذ بالراي الأول ، وكما ترى المسألة خلافية، وقد ذكرت الوجهين.
دمت بخير وهدى ونفع الله بكم.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الشيخ جمال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم ، ونفع بكم ، وحفظكم من كل سوء ، لما كان المراد الأسمى من الحوار هو الوصول إلى الصواب وإثبات الحق ، وليس إثبات الذات ، فأنا أقول أن الحق معكم فيما ذكرتموه ، وقولكم هو الصواب من ناحية جواز الوجه اللغوي في الآية الكريمة ، ولكن سأذكر بعض الأمور :
أولا عدم ذكري للشيخ رزق خليل حبة كان سببه أني نقلت الكلام من الكتاب المشار إليه سابقا ، وأنا في الكتاب أذكر الوقف وأشير إلى مصدره في الهامش دون ذكر نص الكلام .
ثانيا : اعتمادي كلام الشيخ رزق دون الشيخ إبراهيم الأخضر هو أنكم وضعتم كلام الشيخ رزق في الأصل ، وأشرتم إلى كلام الشيخ إبراهيم في الهامش ، فظني أن الوقف هو المقدم عندكم ، ولذا لم ألتفت إلى ما نقلتموه عن الشيخ إبراهيم .
ثالثا : لابد من التفريق بين جواز الوجه اللغوي واحتمال المعنى التفسيري ، فليس كل وجه إعرابي يسوغ أن نربط له معنى بعيدا في ظاهره عن مراد الآية ، فقد تحتمل الكلمة من الوجوه الأعرابية الكثير ما هو بعيد عن مراد الآية الكريمة ، وعلى ذلك فأقول : إذا تعددت أقوال المفسرين ، واختلفت آراء النحويين ، فينبغي أن ينظر إلى المعنى الظاهر المتبادر من الآية ، وهذا الكلام بضوابط ، أوضحها فأقول، ينبغي أن يعتمد حال كثرة الأوجه اللغوية في الآية الوجه الأقوى ويبنى عليه الوقف ، فإذا تساوى وجهان لغويان من حيث القوة فينظر حينها إلى الظاهر المتبادر من الآية ويعمل به ،على سبيل المثال : ذكر الأشموني_هذا الكلام من الذاكرة_ في قوله تعالى : " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " ذكر في قوله : " الذي خلقكم" كثيرا من الأوجه الإعرابية ، النصب على المفعولية بإضمار أعني ، والرفع على الإخبار بإضمار هو ، الابتداء . . . الخ ، كما هي عادة الأشموني في ذلك ، فقد يبني أحيانا الوقف على وجه غير موجود في الآية ، وبناء على الأوجه الذي ذكرها أجاز الوقف على "ربكم" فهل ترى أنه يجوز الوقف على "ربكم" بناء على ما ذكره ؟ بالطبع لا، بل ينبغي أن يعتمد الوجه الأقوى، وهو أن الموصول منصوب على البدلية أو الوصفية، وعليه فالأولى الوصل، بل لا يجوز غيره ولا يلتفت إلى ما ذكره. وفي الآية الكريمة _ أعني آية النساء _ الوجه الإعرابي المبني عليه الوقف ضعيف جدا ، وهو بعيد عن ظاهر الآية ، وأنا في كلامي هذا أمنع الابتداء لا الوقف ، فالوقف على " عيسى بن مريم " جائز ، لكن الابتداء بعيد كل البعد ، تخيل يا سيدنا إن وقف أحدهم على "بن مريم " وابتدأ بـ" رسول الله " ما المعنى الذي يمكن أن يصل إلى المستمع؟!! ، ولماذا يلجأ إلى إضمار أعني ، أو تقدير محذوف ما دام المعنى واضح من دونه ، ولا يخفى عليكم أن الثابت أولى من المحذوف ، والظاهر أولى من المضمر ، وهذا إذا كان المعنى مع الإضمار ظاهرا للقارئ ، فما بلكم والمعنى غير ظاهر، ولأبين الفرق أمثل بقوله تعالى: " ربُ السماوات والأرض وما بينهما الرحمنُ لا يملكون منه خطابا " (النبأ:27 ) على قراءة الرفع فيهما، فيجوز في: "الرحمن" الرفع بالابتداء وبإضمار هو ، وعلى الأولى ينبغي وصله بما بعده وعلى الثاني يجوز الوقف عليه ، فلو وقف القارئ على : " وما بينهما " ووقف على " الرحمن " فإن هذا المعنى لا يشكل على المستمع بخلاف موضع النساء ، والفرق واضح .
والدليل على ضعفه جدا عدم الإشارة إليه في رموز المصحف ، ولا يقال أنهم نظروا إلى الرأي الأول فلا يمنعهم ذلك من وضع :" صلي " إشارة إلى جواز الوقف مع كون الوصل أولى ، كما فعلوا في غيره من المواضع ، على سبيل المثال قوله تعالى : " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ... " فقد وضعوا صلي على قوله :" الرحمة " وذلك لأن ما بعده يحتمل البدلية من الرحمة ويحتمل الاستئناف بإضمار هو ، ولما كان الثابت أولى من المحذوف ، وما لا يحتاج إلى إضمار أولى مما يحتاج ، وضعوا علامة صلي ، لبيان أن الوقف جائز للوجه المرجوح والوصل أولى للوجه الراجح ، فأنت ترى أن الابتداء بـ :" أنه من " على وجه الإضمار لا يشكل معناه على السامع أو القارئ بخلاف الابتداء بـ " رسول الله " .
وعلى فرض جواز الوجهين كما ذكرتم فإن ذلك لا يرتقي به إلى اللزوم ، فقد عللتم اللزوم بأنه قد يفهم أنه من قولهم ، وما دام أنهم معترفون أنه رسول الله فلماذا يقتلونه ، وهذا المعنى غير محتمل لعدة أمور :
أولها أن الذي أشار إلى أن ذلك من قول الله وليس من قولهم لم يعلل العلة المذكور ، فراجع ما نقلتموه عن ابن عطية .
ثانيها : أن الاعتراف بالرسالة أو بالرسول لا يمنع قومه من قتله ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، لا تحتاج إلى بيان ، فكم من رسول عودي من قومه وقوتل مع علمهم التام برسالته .
ولو فرضنا صحة المعنى فأن إلزام الوقف يمنع أحد الوجهين في الآية ، بمعنى أن في الآية الكريمة وجهين ، وإلزام الوقف يمنع أحدهما ، وقد عللتم أنتم هذه العلة في عدم لزوم موضع آل عمران ، فعلى فرض جواز الوقف لا يرتقي أبدا إلى اللزوم .
وأخيرا قوة ما نقلتموه يجعلنا نسلم بجواز الأمرين ، ولكن عندي أنا فلا أستسيغ الوقف هذا وأعتذر ثم اعتذر ثم أعتذر إن قلت ولو ذكره من ذكره ، فلدي عقل محرر والحمد لله .
ولا أدري هل ممن الممكن أن أضع تعليقات أخرى على كتابكم أم لا ، أسأل الله أن يحفظكم وأحليكم من كل سوء وان يجمعنا بكم في مستقر رحمته الله آمين
والسلام عليكم .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
جزاك الله خيرا ، على هذا الكلام النفيس، والعطاء المستمر ، أسأل الله أن يوفقك يرعاك.
أولا : أنا سعيد بحوارك
ثانيا: موضوع لزوم الوقف وعدمه كما ذكرت لكم ، جمعت أكثر من 85 موضعا في كتابي الوقف اللازم ، من خلال المصاحف، والتلقي، ثم أجريت مقارنة بين المصاحف فوجت الاتفاق على 20 ، والاختلاف في أكثر من 60 موضعا، بين المصاحف، والقراء ، مع أن كل مصحف له لجنة مراجعه من كبار القراء والمفسرين واللغويين، ولذلك أتحفظ على بعض الألفاظ نظرا للارتباط بين العلامة والقراء والمصاحف، فإن كان الموضوع فيه سعه فالحمد الله، فتكون العبارة بالأولى، والأجدر، والأليق ، مثلا، وإن كان غير ذلك كأن يكون الرأي شاذا مثلا، فلابد من التوثيق والدقة التامة في النقل من الكتب المعتبرة قبل الحكم ليكون ذلك أدعى للقبول، ولعدم فتح المجال لكل أحد للعبث في مصطلحات الوقف والحكم على القراء بأقوال شاذة، مع شكري لكم على حرصكم على الإتقان والتحرير .
ثالثا: من المهم أن يعرف القارئ أن الوقف اللازم لا يشترط فيه القراء التمام ، فقد يكون الوقف عليه تام ، وقد يكون كافيا ، وقد يكون حسنا. ومع ذلك يلزم القراء الوقف عليه ليس للتمام ، أو الكفاية ، وإنما لما ظهر لهم من خشية توهم أو التباس معنى.
ثالثا: لا مانع لمواصلة النقاش
دمتم بخير وعافية
 
تصحيح بعض الأخطاء لم أنتبه إليها :
وبناء على الأوجه الذي ذكرها أجاز الوقف على " ربكم " فهل ترى أنه يجوز الوقف على ربكم بناء على ما ذكره ؟ بالطبع لا بل ينبغي أن يعتمد الوجه الأقوى وهو أن الموصول منصوب على البدلية أو الوصفية وعليه فلأولى الوصل ، بل لا يجوز غيره ولا يلتفت إلى ما ذكره.
ولأبين الفرق أمثل بقوله تعالى :" ربُ السماوات والأرض وما بينهما الرحمنُ لا يملكون منه خطابا " (النبأ:27 ) على قراءة الرفع فيهما ..
وأتمنى من المشرف تعديلها # تم التعديل #
شيخنا الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
جزاكم الله خيرا ،بل أن من أشرف بهذا الحوار ،وقبل الاستئناف في أي من الوقوف ، قلتم :" إن الوقف اللازم لا يشترط فيه القراء التمام ، فقد يكون الوقف عليه تام،وقد يكون كافيا ، وقد يكون حسنا . . . الخ "

هذا الكلام أشار إليه ابن الجزري رحمه الله في النشر في التنبيه الثالث بعد حديثه عن الوقف والابتداء ، لكن يا سيدنا لو تأملنا الوقوف التي وضعوها في باب التام أو الحسن لعلمنا أن الوقف اللازم لا يكون إلا في الكافي فقط ، وهذا جزء مستل من البحث المذكور :
" أما عن أنواعه فهو يأتي في قسمي التام والكافي وربما يجيء في الحسن ، كذا صرح به في النشر ،واختصه بعضهم بالتام بل وجعله قسما من أقسامه ،وسماه وقف البيان التام ، والظاهر أنه لا يأتي إلا في الكافي فقط ، وما مثل به ابن الجزري لقسم التام وهو قوله : {وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ [مـ] إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فليس من باب التام لأن جملة : { إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } وإن كانت مستأنفة غير أنها متصلة في المعنى بما قبلها ، فالجملة مسوقة لتعليل ما سبق كما مر معنا،فبينهما ارتباط معنوي وثيق ، ومعلوم أن حد التام انفصاله عما بعده لفظا ومعنى.
وكذلك ما مثل به للحسن وهو قوله : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } (المائدة :27)
فوجه لزومه لئلا يوهم الوصل أن{ إِذْ } متعلقة بالفعل { وَاتْلُ } فيصير المعنى : اتل خبر قابيل وهابيل في وقت أن قربا قربانا ، وهو محال والصواب أن { إِذْ } متعلقة بـ{ نَبَأَ } والمعنى : واتل عليهم يا محمد خبر ابني آدم الحاصل وقت تقريبهما قربانا .
وهذا ليس من اللازم أيضا ، ووقوع الإيهام حال الوصل هنا مستبعد لا يقع في ذهن القارئ ، والقول بورود اللازم في الحسن غير سائغ .
قال الدكتور محمد مختار المهدي : »غير أن المتأمل في هذا الكلام يتوقف عند اعتبار هذا من اللازم ، حيث أن{ إِذْ } هنا الأرجح فيها أنها متعلقة بكلمة{ نَبَأَ } بمعنى القصة والحديث ، أو هي بدل منها وليست متعلقة بالفعل{وَاتْلُ } وإذا كان كذلك كما قرره أبو حيان وابن هشام وغيرهما فالوقف هنا ليس بلازم حتى لو أعربنا{ إِذْ } ، متعلقة بفعل محذوف بتقدير: أذكر كما هو مقصد ابن الجزري لم يكن هناك ما يدعو إلى اعتبار هذا من اللازم« .
فالأول من اللازم ولكنه ليس من التام بل يدخل في قسم الكافي ، والثاني من الحسن ولكنه ليس من اللازم .
وللحديث بقية .
والسلام عليكم .
 
بارك الله فيك : مازال لي تعقيب على الفقرة الأولى في المناقشة: حتى يصل القارئ إلى فائدة
قلتم وفقك الله : (( لابد من التفريق بين جواز الوجه اللغوي واحتمال المعنى التفسيري ، فليس كل وجه إعرابي يسوغ أن نربط له معنى بعيدا في ظاهره عن مراد الآية ))
كلام رائع وصحيح ...... تعالى بنا نطبقه على الآية الكريمة
اتفقنا أنا وأنت على جواز الوقف على ماقبلها من الناحية الإعرابية، على تقدير (( أعنى رسول الله))
بقي سؤال فيه فائدة : من القائل ( رسول الله )?
قال تعالى : وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَ (157)
حاول أن تنقل أراء العلماء فيها : لأنه إذا جاز أن تكون من كلام الله جاز الوقف على ما قبلها ، للفصل بين قول اليهود، وكلام الله، وعدم الخلط ، ولئلا يوهم أن بعده من قول اليهود كما ذكر بعض القراء.
وسأبدأ بمشاركة جزئية ولكم الاستكمال
فيها عدة أوجه :
الأول : أنها من تتمة كلام اليهود
الثاني : أنها من كلام الله .
الثالث : احتمال الوجهين
الرابع : احتمال الوجهين مع ترجيح أحدهما
قال العلامة ابن جزي في التسهيل: [/COLOR]قوله تعالى :{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ } عدّد الله في جملة قبائحهم قوله : إنا قتلنا المسيح لأنهم قالوها افتخاراً وجرأة مع أنهم كذبوا في ذلك ، ولزمهم الذنب ، وهم لم يقتلوه لأنهم صلبوا الشخص الذي ألقى عليه شبهه ، وهم يعتقدون أنه عيسى ، وروي أن عيسى قال للحواريين أيكم يلقى عليه شبهي . فيقتل ويكون رفيقي في الجنة ، فقال أحدهم أنا فألقي عليه شبه عيسى فقتل على أنه عيسى وقيل بل دلّ على عيسى يهوديّ ، فألقى الله شبه عيسى على اليهودي فقتل اليه اليهودي ورفع عيسى إلى السماء حياً ، حتى ينزل إلى الأرض فيقتل الدجال { رَسُولَ الله } إن قيل : كيف قالوا فيه رسول الله ، وهم يكفرون به ويسبونه؟ فالجواب من ثلاثة أوجه : أحدها : أنهم قالوا ذلك على وجه التحكم والاستهزاء ، والثاني : أنهم قالوه على حسب اعتقاد المسلمين فيه كأنهم قالوا رسول الله عندكم أو بزعمكم . الثالث : أنه من قول الله لا من قولهم فيوقف قبله . اهـ التسهيل لابن جزي
أمل منك التعقيب على ما قاله الشيخ: فيوقف قبله
سدد الله طريقك هناك احتمالات:
إن قولا ضعيفا فلا يوقف من الناحية التفسيرية ويوقف من الناحية اللغوية
وإن كان قولا صحيحا فيجوز الوقف من الناحية اللغوية والتفسيرية ، وإذا أضيف إليه توهم خلط المعنى يصل إلى رتبة اللازم.
وإذا كان الكلام يحتمل الرأيين فيكون هناك سعه في التعامل ، حتى لا نضيق واسعا.
وإذا كان هناك تفاضل ، فيكون التعرض للألفاظ بقدرها بلفظ يجوز الوجهان مع أولية ..... وهكذا.
حاول أن تحرر المسألة وتبين أراء العلماء في ذلك حتى ننتهى من النقطة الأولى وقد استفاد القارئ الرأي الأوجه في المسألة ، ثم ننتقل إلى نقطة أخرى واحدة بمشيئة الله تعالى حتى لا يتشتت القارئ .
وفقكم الله ودمتم بخير
 
بارك الله فيكم شيخنا الكريم .
أولا اعتذر عن التأخير لظروف خاصة .
ثانيا : طلبت مني نقل أراء العلماء في الآية ، وأعتذر أيضا فقد تركت جل كتبي في مصر ، فليس لدي من الكتب الكثير التي أعتمد عليها ، لذا سأعتمد ما تنقلوه .
ثالثا : تذكر أنني قلت في نهاية المشاركة : "قوة ما نقلتموه يجعلنا نسلم بجواز الأمرين "
قد تكون بعض عباراتي التي ذكرتها تنفي الوجه الآخر ، ولكنها غير مقصودة .
رابعا: قولي بجواز الوقف على : " عيسى بن مريم " ليس لأني أقدم الوجه الأعرابي المذكور ، ضابط الوقف عندي _ بارك الله فيكم _ أن يكون الكلام تاما في معناه ، وأعطى معنى صحيحا أي وفق مراد الله دون النظر إلى التعلق اللفظي ، أوضح ذلك فأقول :
الوقف على رأس الآية من قوله :
{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد:1)
فالوقف هنا تام في معناه ؛ لكونه أعطى معنى مفهوما غير متوقف على ما بعده ،لكن لو وقف القارئ على { كَفَرُوا } أو على{ سَبِيلِ اللَّهِ } لم يكن الكلام تاما؛ لكونه لم يعط معنى مفهوما ، وكذلك متوقف فهمه على قوله:{أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } .
الوقف على الصلاة من قوله :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ * وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ }
فهذا كلام تام في معناه ، واضح المراد ، لكنه غير صحيح بمعنى أنه غير مراد الله ، فلا يجوز الوقف عليه .
فأنا لما جوزت الوقف على" عيسى بن مريم " ليس لأني أرى أولوية الوجه الإعرابي أو لا ، ولا أريد أن يتطرق بنا الحديث عن جواز الوقف على الحسن في ثنايا الآيات ، ولكن يكفيني استشهادا أن أبا عمرو الداني أجاز الوقف على " حرمت عليكم أمهاتكم " وتابعه في ذلك ابن الناظم في حواشيه ، مع كامل اليقين بالاتصال اللفظي .أظن أن رؤيتي وضحت .
قلتم _بارك الله فيكم _ : " لأنه إن جاز أن تكون من كلام الله جاز الوقف على ما قبلها ، للفصل بين قول اليهود ، وكلام الله ، وعدم الخلط ، ولئلا يوهم أن ما بعده من قول اليهود ".
أختار مما ذكرته احتمال الوجهين مع ترجيح أحدهما . إذ لا يمكننا أن ننكر ذلك بعد أن ذكره جمع من الأئمة .
ولكن ذلك لا يمنعني أن أقول: ليس كل قول للمولى سبحانه وتعالى يقع بعد كلام اليهود والمنافقين ينبغي أن يفصل عما بعده ،أو على الأقل لا يصل إلى رتبة اللزوم إن جاز الوقف . فمثلا قوله تعالى : " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين "
فأنت ترى أن قوله : " وما هم بمؤمنين " من قول الله فهل يتطلب ذلك منا الوقف على ما قبله للفصل بين كلام المنافقين وكلام الله ؟ وهذا من كلام الله من دون ترجيح ، وهناك ضوابط أخرى لا أريد أن أتطرق إليها حتى لا يتشتت الحوار .
أما قول ابن جزي رحمه الله :" فيوقف قبله " فليس على سبيل الإلزام ، وستتضح رؤيتنا في نهاية المشاركة
نتناول ما تفضلتم من احتمالات :
قلتم : " إن قولا ضعيفا فلا يوقف من الناحية التفسيرية ويوقف من الناحية اللغوية .
لا يا سيدي ، مدار جواز الوقف على الوجه اللغوي مرتبط باحتمال الوجه التفسيري ، فعندما قلتُ :إذا اختلف وجهان لغويان قدم الأقوى ، فمبنى القوة موافقته للظاهر المتبادر من الآية ، فآية سورة البقرة التي تناولنها سلفا ، قدمت فيها النصب على البدلية دون غيره ليس لقوة الوجه اللغوي في ذاته بل لموافقته الظاهر المتبادر من الآية الكريمة . فضعف الوجه اللغوي في الآية التي نحن بصددها في بعده عن الظاهر المتبادر ، وذلك على احتمال القول الضعيف .
قلتم : " وإن كان قولا صحيحا فيجوز الوقف من الناحية اللغوية والتفسيرية "
وهذا كلام صائب.
قولكم: وإذا أضيف إليه توهم خلط المعنى يصل إلى رتبة اللازم " .
أتعلم سيدنا ما الذي يرجح عدم اللزوم ؟ العلة المذكورة في سبب اللزوم . إذا كان هذا من قول الله يقينا ،فإن ذلك لا يمنع عدم اللزوم ، إذا كانوا هم قتلوه لأنهم غير معترفين برسالته ، فإن الوهم الذي يمكن أن ينشأ من الوصل لا يصل إلى ذهن القارئ ، القارئ الذي يفهم أنهم قتلوه غير معترفين برسالته كيف يتوهم أن ذلك من قولهم ، نضع مثلا لتقريب الرؤية للمتابع قوله تعالى :
{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ" ، أنلزم الوقف على : " مَغْلُولَةٌ " حتى لا يتوهم أن ما بعده من قول اليهود ، إذا كان هذا المعنى في وصله لا يتطرق إلى ذهن القارئ ، لأنه لا يعقل أن يدعوا اليهود على أنفسهم ، ومثله في آية النساء إذا كان قوله :" رسول الله " من كلام الله يقينا ، لاستحالة أن يعترفوا برسالته مع قتلهم إياه ، فكيف يتطرق هذا الوهم إلى ذهن القارئ ، لذا فالأولى عدم اللزوم .
والاحتمال الرابع هو ما اعتقده . وسأضع نقاطا حتى نخرج من هذه النقطة .
بالنظر إلى أقوال العلماء هل يجوز الوقف أم لا ، وأيهما أولى الوقف أم الوصل ؟
إذا كان الوقف جائزا ، فهل من باب اللازم أم لا ؟
أجيب فأقول : الوقف جائز مع أولوية الوصل .
الأولى ألا يكون من اللازم .
والسلام عليكم وأعتذر عن الإطالة .




 
جزاكم الله خيرا : وبارك فيك:
حسب ما فهمت أن غالب كلامك يظهر أنك لا ترى احتمال استئناف قول ( رسول الله ) لذلك جوزت الوقف لفائدة المعنى فقط، ولا ترى الوقف الذي يصح بعد الابتداء.
حيث تفضلتم وقلتم : ( قولي بجواز الوقف على : " عيسى بن مريم " ليس لأني أقدم الوجه الأعرابي المذكور ، ضابط الوقف عندي _ بارك الله فيكم _ أن يكون الكلام تاما في معناه ، وأعطى معنى صحيحا أي وفق مراد الله دون النظر إلى التعلق اللفظي .
فماذا تقول فيما يلي:
قال البيضاوي ت 791 : { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } أي بزعمهم ويحتمل أنهم قالوه استهزاء ونظيره أن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وأن يكون استئنافا من الله سبحانه وتعالى بمدحه أو وضعا للذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح ,. اهـ تفسير البيضاوي / 276 .
قال الألوسي ت 1270 هـ: { وَقَوْلِهِمْ } على سبيل التبجح . { إِنَّا قَتَلْنَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ الله } ذكروه بعنوان الرسالة تهكماً واستهزاءاً كما في قوله تعالى حكاية عن الكفار : { يأَيُّهَا الذى نُزّلَ عَلَيْهِ الذكر } [ الحجر : 6 ] الخ ، ويحتمل أن يكون ذلك منهم بناءاً على قوله عليه الصلاة والسلام وإن لم يعتقدوه ، وقيل : إنهم وصفوه بغير ذلك من صفات الذم فغير في الحكاية ، فيكون من الحكاية لا من المحكي ، وقيل : هو استئناف منه مدحاً له عليه الصلاة والسلام ورفعاً لمحله وإظهاراً لغاية جراءتهم في تصديهم لقتله ونهاية وقاحتهم في تبجحهم . اهـ روح المعاني 4/ 301
هل تعرف بارك الله فيكم إذا احتمل أن بعده من كلام الله وهو ( رسول الله) ثبت احتمالية الاستئناف.
وأنت قلت بنفسك في كلامك الأخير
أختار مما ذكرته احتمال الوجهين مع ترجيح أحدهما . إذ لا يمكننا أن ننكر ذلك بعد أن ذكره جمع من الأئمة .
فكيف أجمع بين هذين الرأيين.

وأما عن احتمالية أن الكلام يمكن أن يكون من كلام الله إليك ما يلي:
قال مقاتل بن سليمان ت 150هـ: وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم ( ، ولم يقولوا : رسول الله ، ولكن الله عز وجل قال : ( رسول الله ) اهـ 269. تفسير مقاتل
السمرقندى ت 255 هـ
قال السمرقندي ت375 هـ: وقولهم " يعني وبقولهم " إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله " هذا قول الله لا قول اليهود وقول اليهود إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم ثم قال الله تعالى " رسول الله "بحر العلوم ج/1 / 379
قال ابن عطية 541 هـ : وقوله عز وجل " رسول الله " إنما هو إخبار من الله تعالى بصفة لعيسى وهي الرسالة على جهة إظهار ذنب هؤلاء المقرين بالقتل ولزمهم الذنب اهـ المحرر الوجيز في تفسير 2/ 156 .

آمل التكرم بأن يكون كلامكم داخل هذه النقاط فقط، وموثقا لأني ألاحظ أن غالب كلامك من ذاكرتك، فلو بحثت من البداية ووثقت ما احتجنا لكل هذا الجهد.
بارك الله فيكم ونفع بكم
 
شيخنا الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أولا : استطرادي أحيانا يكون توضيحا للمتابع ، وليس لكم.
ثانيا : لا تنس يا سيدنا أني قلت في أول الكلام : " لما كان المراد الأسمى من الحوار هو الوصول إلى الصواب وإثبات الحق ، وليس إثبات الذات ، فأنا أقول الحق معكم فيما ذكرتموه ، وقولكم هو الصواب من ناحية جواز الوجه اللغوي في الآية الكريمة "
وقلت أيضا : " قوة ما نقلتموه يجعلنا نسلم بجواز الأمرين "
ثالثا : ما الذي تنتظره مني بعد كل هذه النصوص!! هل تظن أني أعترض ، يا سيدي لست ممن يكابر عن الرجوع إلى الحق متى ظهر لي ، وهذه النقول كافية للقول بجواز الاستئناف بإضمار أعني ، وأشعر من حديثكم أنكم تريدون أن توجبوه ، بل وكأنه هو الوجه الأولى ، وليس كذلك ، أما كلامي عن جواز الوقف نظرا لوضوح المعنى وليس للتعلق اللفظي ، فأنا يا سيدي أتحدث عن رؤية عامة بدليل أني قلت :" فأنا لما جوزت الوقف على" عيسى بن مريم " ليس لأني أرى أولوية الوجه الإعرابي أو لا "
حتى ننتهي من الكلام عن هذا الوقف ، الوقف جائز مع أولوية أولوية الوصل ؛ لأن هذا القول وإن ذكره بعض العلماء يبقى القول الضعيف بل ضعيف جدا، ولا يكون الخلاف فيه معتبر ، وليس أدل على ذلك من أن بعض كبار المفسرين لم يشر إليه ، كابن كثير والشوكاني وغيرهما ، لم يذكروا هذا الوجه التي تريدنا أن نعطيه المقام الأول في الخلاف، ولعل ذلك يفسر لنا عدم الإشارة إليه في رموز المصحف ، ولو كان الخلاف فيه معتبر لنص عليه جل علماء الوقف والابتداء ، ولا أخالك تترك كلام السجاوندي ، وابن الطحان والنحاس ، والنكزاوي، إن كان كلامهم مؤيدا لكم .
لكن أن يكون لازما فلا ، لا يرتقي هذا الوقف أبدا إلى اللزوم ،_ قلت : فلا ، ولم أقل فالأولى _ ولا أريد أن أطيل في الاحتجاج لذلك سوى أن أحتج بما ذكرتموه في منع اللزوم في موضع آل عمران : " أن اللزوم يترتب عليه إبطال أحد الوجهين في التفسير " .
وألحظ هنا فوارقا كبيرة ،سيدنا ، لم تلزموا الوقف في موضع آل عمران مع أن الخلاف فيه معتبر ، ووجه الوقف أقوى من وجه الوصل ، وهو قول الجمهور ، ومع ذلك لم تلزموا الوقف عليه .
وتلزمون الوقف في موضع النساء مع أن وجه الوقف ضعيف جدا ، والخلاف فيه ليس معتبرا ، ولو كان كذلك لتناوله جل المفسرين كما في موضع آل عمران ، ومع ذلك تلزموا الوقف عليه. واعلم _سيدي _ أن ليس ممن يحب الاحتجاج بسكوت بعض العلماء عن المسألة في إبطالها ، ولكن في تضعيفها وخاصة عندما يكون ذلك من كبرائهم .
سيدنا عندنا وجه ضعيف وآخر قوي ، وجه نص عليه الجميع ، ووجه نص عليه بعضهم ، فأيهما يكون في المرتبة الأولى !!، بأيهما يكون العمل !!.
غاية ما عندي في ذلك أن الوقف جائز مع أولوية الوصل ، أما كونه من اللازم فلا أرى فيما تفضلتم بالاستدلال به ما يؤيد ذلك ، بل يؤيد جواز الوقف فقط ،ولو كان عند فضيلتكم من الأدلة ما يجعلنا نلزم الوقف فأتحفنا به مشكور مأجورا ،ولا تنس علة منع لزوم الوقف في آية آل عمران .
ويبدوا أني سأضطر إلى تحميل الشاملة حتى أواصل النقاش معكم ، إذ لا يعقل أن أرجع إلى مصر خصيصا من أجل الكتب .
لكم مني تحية محب .
والسلام عليكم .
 
الأخ الكريم: الشيخ نجاح / جزاك الله خيرا على هذه الجهد، ونفع الله بك.
نحن نتكلم في كلام الله، فآمل أن لا تتعجل في الانتهاء من هذه النقطة حتى نصل أنا وأنت والمشاهد على طريق سواء، والحق أحق أن يتبع.
إذا أردت أن تنهي الحوار لابد أن يكون بفائدة تحصل للقارئ وليس تشتيتا له.
قلتم في بداية كلامكم "نسلم بجواز الأمرين "
ثم قلتم أخيرا: لأن هذا القول وإن ذكره بعض العلماء يبقى القول الضعيف بل ضعيف جدا، ولا يكون الخلاف فيه معتبر.
أليس هذا تشتيت للقارئ؟!!!
بارك الله فيك تعقيبي ما يلي:
أولا: كيف نجمع بين هذين القولين المتناقضين؟ فرأيكم الثاني - بارك الله فيك- هدم الأول وأبطله ونقضه تماما.
هل تريد أن ننهي الحوار على هذه العبارة غير المتوافقة ؟!!
ثانيا: مَن مِن أهل ( اللغة، والتفسير، والوقف ) اعتبره ضعيفا جدا؟
رابعا: آمل التركيز على النقاط السابقة فقط.
خامسًا: عندما تطرح أي رأي لابد أن يكون مدعما برأي واضح وصريح من أهل العلم، وليس لأنه لم يذكره فلان، أو لم يشر إليه، فكل هذا لا يدل مطلقا على الضعف الشديد كما تفضلتم وقلتم، فكم من الوقفات التامة لم يشر إليها في المصحف، وكم من المسائل لم يتطرق بعض العلماء وهي صحيحة.
أريد تحريرا المسألة علميا مع التوثيق.
المسألة:
رأي أهل اللغة:
رأي المفسرين:
رأي أهل الوقف:
رأي الباحث والترجيح: بناء على المعطيات السابقة.
لك خالص تقديري وشكري.
 
شيخنا الكريم الفاضل : جمال القرش ، بارك الله فيكم ، ورفع قدركم في الدارين .
نعم سأتريث ولن أتعجل مادام المراد الفائدة للجميع . طلبتم مني التوثيق ، وذكرت أن جل كتبي تركتها في مصر .

أولا: ليس بين كلامي تضاد وتناقض كما ذكرتم ، وليس فيه تشتيت للقارئ ، والكلام متوافق ؛ لأن جواز الوقف لا ينفي ضعفه من ناحيتي اللغة والتفسير ، أو العكس ، فليس ضعف الوجه يمنع الوقف ، بل يجعل الأولوية لغيره .
تأمل قولي : " يبقى القول الضعيف بل الضعيف جدا ، وهذا كما ذكرت لا ينفي جواز الوقف ، لكن متى ينفي عندما أقول : هذا الوجه لا يصح ، وأنا لم أقل ذلك .
فعندما قلت : " نسلم بجواز الأمرين " ليس معنى هذا أن الوجهين متساويان من حيث القوة ، بل منهم وجه راجح لقوة حجته ، ووجه مرجوح لضعف حجته . أظن أن الأمر اتضح أن قولي : " ضعيف جدا " لا ينفي جواز الوقف ، بل ذكرته لأبين أولوية الوصل .
أما قولي : " والخلاف فيه ليس معتبرا " فهذا تعليل لضعفه .
قلتم _ بارك الله فيكم _ : " من من أهل اللغة والتفسير والوقف ، اعتبره ضعيفا جدا " .
أولا : معلوم عند أهل العلم أن ما لا يحتاج إلا تقدير أولى مما يحتاج إليه ، هذا مع اتضاح المعنى وعدم خفائه حال التقدير ، فما بالكم بغيره .
ثانيا : ضعف مخالفته لظاهر مراد الآية ، وأنا لا أريد أن أتحدث عن توافق التوجيه اللغوي مع المعنى التفسيري المذكور ، وإلا لطال بنا المقام ، ولخرجنا من باب إلى باب .
ثالثا : معنى أن يتناوله بعض المفسرين دون البعض يدل على ضعفه ، وإلا فليس من الممكن أن يترك هذا القول من قبل كبار المفسرين مع قوته ، وهذا يدل على أنه خلاف الظاهر المتبادر من مراد الآية الكريمة ، وأرجوا ألا تفهم من كلامي نفي هذا الوجه ، لا بل ضعفه عن الوجه الأول ، لن الوجه الأول ذكره جمهور المفسرين.
رابعا : ألمحت لكم في المشاركة السابقة بنقل كلام : السجاوندي ، والنحاس ، وابن الطحان ، والنكزاوي ، ولكنكم ما نقلتموه ، تريدنا التحاكم إلى علماء الوقف والابتداء ، طيب أمامي ثلاثة منهم :
ابن الأنباري ، ولم يذكره مطلقا .
أبو عمرو الداني وعبر عنه بقوله : " وقال قائل " ثم أردف قائلا : " والوقف عندي على رسول الله ".
الأشموني : وقال : والأولى وصله .
وبين يدي مصحف اعتمد وقوف السجاوندي ، ولم يذكره .
فأنت ترى أن علماء الوقف لا يؤيدون ما تريدون منا التمسك به . أعيد وأقول ليس بين كلامي تناقضا ، لا امنع الوقف بل أبين ضعفه فقط .
وأتمنى أن أعلم مرادكم ، هل تريدون جواز الوقف ، نعم وافقناكم فيه ، لكن مع أولوية الوصل .
تريدون لزوم الوقف فغير ممكن ، وليس هناك من الأدلة ما يعضد ذلك، بارك الله لكم تواصلكم معنا ، وصبركم علينا ، والسلام عليكم .



 
جزاك الله خيرا وزادك حرصا على الانتفاع والنفع.
أولا : لو اطعلت على أي رسالة لباحث جامعية أو غير جامعية لن تجد باحث إذا ذكر جواز الوجهين في مسألة أن يقول على أحدهما فيه ضعف شديد - كما تفضلتم - ، فلو كان كذلك لا يصح الوجهان مطلقا. يترك الضعيف جدًا ويتبنى وجه واحد فقط الذي ظهر صحته.
لكن يقال والأولى ، والأبين ، والأوضح، والأظهر، والأقوى
ثانيا : كل ما ذكرتموه لم يذكر فيه لأي عالم بقول عبارتكم ( ضعف شديد )
ثالثا: لم تذكر أحدا من المفسرين قالو: ضعيف جدا.
رابعا: سؤال لكم : بناء على قولك بجواز الوجهين فيصح وجه الوقف على تقدير أعنى للمدح من الله، فيكون ما بعده استئناف من كلام الله تعالى أليس كذلك أم لكم رأي آخر ؟
اقتربت أن تفهمني بوركت ونفع الله بك
 
شيخنا الكريم جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم ، ووفقكم لما يحبه ويرضاه .
أولا : إذا كان الكلام كما تقولون فعلى أي أساس وضع رمز " صلي " في رموز المصحف ، أليس لوجود وجه قوي وآخر ضعيف ، فالوصل أولى لقوته ، والوقف جائز لضعفه ، يا سيدي لا تصادم بين جواز الوقف وضعف الوجه ، غاية ما هنالك أنكم تريدون أن يكون هذا الوقف قويا وليس ضعيفا ، وسعيكم من أجل ، وليس كذلك ، تريد أن نقول : أن وجه الاستئناف قوي ، ووجه التعلق أقوى ، أستطيع أن أسلم بذلك عندما أوقف عقلي ، يا سيدي منحنا الله عقلا للتفكير لا لنجعله قوالب يصب فيها العلم ، إن كنت ترون أخذ أقوال أهل العلم بالتسليم المطلق فلست أنا كذلك ، ولا تكرهني على ذلك ، كل يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، حرر المرعشي عقله فأخرج لنا كتابا لم يسبق إليه في التجويد ، مع كثرة النقل من كلام العلماء ، ولست من الداعين إلى نبذ تراثنا ، بل إلى تحرير عقولنا .
وأرجوا ألا تحيلنا إلى التحاكم إلى رسائل جامعية لا ترى فيها للباحث شخصية ولا قولا ، إذا أردت تمحيصها لوجدتها سلسلة من الاقتباسات ، خالية من إعمال العقل والذهن والفكر ، ما سطرت إلا لنيل الشهادات .
ثانيا : قلتم _ رفع الله قدركم _ لكن يقال الأولى ، والأبين ... "
وكأنكم يا سيدنا لم تقرؤوا مشاركاتنا السابقة ، ارجع فستجد ، الوقف جائز مع أولوية الوصل .
ثالثا : لا أريد أن أكرر ما قلته سابقا ، قوة الوجه اللغوي مبنية على احتمال الوجه التفسيري ، أليس كذلك ، أعيد وأقول تذكيرا ، عندما قال الأشموني في قوله تعالى :" يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم " أن الموصول مرفوع بالابتداء أو بتقدير أو أنه منصوب كذلك بتقدير . . . " لماذا اخترنا النصب على البدلية أو الوصفية ، هل لقوة التوجيه اللغوي في ذاته ؟!! لا لكن لموافقته ظاهر مراد الآية ، وعندنا في سورة النساء قولان ، استئناف واتصال ، فأيهما الموافق لظاهر مراد الآية ؟
وأنا لا أريد الحديث عن توافق الوجه اللغوي للمعنى التفسيري المذكور خشية من أن يطلع علينا أحد أصحاب العقول المغلقة فشن علينا حربا ظنا منه الدفاع عن أئمتنا ، وإلا فأنا أطلب منكم التوفيق بين التوجيه اللغوي ( أعني رسول الله ) وبين المعنى التفسيري الذي ذكره ابن عطية رحمه الله ، واخترته لأنه الوحيد الذي انفرد بذكر هذا الوجه على حدة .
سؤالكم الأخير يا سيدنا قد أجبت عليه في أكثر من مشاركة سابقة ، وأعيد فأقول : أقوال العلماء السابقة تجعلنا نسلم بجواز الوجهين مع أولوية الوصل ، أما أن يكون لازما فلا يصح .
وأرجوا ألا تفهم من بداية المشاركة تناقضا مع نهايتها .
والسلام عليكم .
 
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
أولوية الوصل، أو الوقف لا تعنى أبـــدا وجود ضعف شديد في الوجه الأخرى- كما ذكرتم- بل تعنى أن أحد الرأيين أقوى وأفضل.
فمن يرى الضعف الشديد في وجه الوقف لا يصح قوله: وجهان جائزان، بل يقول: لا وقف.
ومن يرى أن فيه وجهين جائزين فلا يصح قول: ضعف الشديد،
فلا يمكن أن تتبنى رأيين متناقضين في وقت واحد....... حدد رأيك بدقة.
واختصر ذلك بما يلي:
لا وقف فقط: تعنى ضعف الوصل على حسب التأويل
جائز: تعنى جواز الوجهين بلا أفضلية، كأن يقول: لاوقف على تأويل كذا، ويجوز الوقف على تأويل كذا دون أفضلية
جائز مع أولوية الوصل : تعنى جواز الوجهين (الوقف، والوصل) مع أفضلية الوصل.
جائز مع أولوية الوقف : تعنى جواز الوجهين (الوقف، والوصل) مع أفضلية الوقف.
لاحظ أفصلية ، أو الأولى ، أو الأحسن .. وليس ضعفا شديدا !!!
مستحيـــل أن الأفضلية بين شيئين تعنى أن الراي الآخر فيه ضعف شديد بل فاضل وأفضل، حسن وأحسن وهكذا
وقد سبق تكرار ذلك عليك، لكن أسأل الله أن يبصرك بالحق.
أمل أن تكون الرسالة وصلت لكم - حفظك الله ورعاك -
ما زلت في انتظار أراء المفسرين لأنه المحك الذي يبني عليه أهل اللغة والوقف الرأي . من الذي قال بالضعف الشديد.بلفظ صريح
أسأل الله أن ينور الله قلوبنا بالقرآن العظيم ، ويرزقنا خشته في السر والعلن اللهم أمين.
جزاك الله خيرا على صبرك.
 
شيخنا الكريم ، بارك الله فيكم ، ورفع قدركم .
أولا : أعتذر عن التأخير ، لي ظروف خاصة تمنعني من الرد المباشر ، فالتمسه لنا في جميع مشاركاتنا والله يحفظكم .
ثانيا : بل أنتم جزاكم الله خيرا على صبركم ، ولم أكن أتوقع أن يطول بنا المقام في هذا الوقف ، فماذا نفعل في الوقوف الأخرى ، سيطول الحوار عاما كاملا ، عسى أن يكون في موازين حسناتكم .
قلتم : " وقد سبق تكرار ذلك عليك ، ولكن أسأل الله أن يبصركم بالحق " اللهم آمين نحن وإياكم ، ألمح في هذا الكلام ما نفيته عن نفسي في بداية مشاركاتي ، يا سيدي لست ممن يبحث عن ذاته ، أو ينتصر لنفسه ، بل غايتي الوصول إلى الحق، واتباعه ما ظهر لي واتضح، ولا أريد أن أحكي لكم قصصا عن رجوعي عن بعض الأقوال التي تمسكت بها، أقلها إطباق الإخفاء الشفوي.

غاية ما هنالك أنكم لا تقبلون أن يكون هذا الوجه ضعيفا ، قلت لكم : ضعف الوجه لا يمنع جوازه ، أو جوازه لا يمنع ضعفه، فأبيت علينا ذلك ، طيب يا سيدي اسمع قول الشوكاني :" قوله ( اتل ما حرم ربكم ) اتل جواب الأمر ، وما موصولة في محل نصب به ، أي : اتل الذي حرم ربكم . . . . قيل ويجوز أن تكون ما استفهامية ، أي : اتل أي شيء حرم ربكم على جعل التلاوة بمعنى القول ، وهو ضعيف جدا ، و" عليكم " إن تعلق بـ " أتل " فالمعنى أتل عليكم الذي حرم ربكم ، وإن تعلق بـ: " حرم " فالمعنى : أتل الذي حرم ربكم عليكم ، وهذا أولى ، لأن المقام مقام بيان ما هو محرم عليكم ، لا مقام بيان ما هو محرم مطلقا وقيل ان :" عليكم " للإغراء ولا تعلق لها بما قبلها ، والمعنى : عليكم ألا تشركوا إلى آخره ، أي : الزموا ذلك ، كقوله تعالى :" عليكم أنفسكم " وهو أضعف مما قبله " فتح القدير 457 .
أعلمت سيدنا أن الوجه قد يكون جائزا وضعيفا جدا في نفس الوقت ، لا تقول لي هذا بعيد عن موضعنا ، لأنني أتكلم عن رؤية عامة ، أتريد مني استطرادا ؟ لا بأس حتى نكون على دراية كاملة .
قوله تعالى :" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا "
لو قلنا: الوقف على :" عليكم " ، والابتداء بـ" ألا تشركوا " ، ويجوز الوقف على " ربكم " والابتداء بـ:" عليكم " بمعنى الزموا ، طيب بالنظر إلى كلام الشوكاني أليس الابتداء بـ :" عليكم " جائزا _وقد ذكرتموه في كتابكم_ ومع كون الوجه المبني عليه الوقف ضعيفا جدا ؟!! لا تقل هذا بعيد عن موضعنا لأنني أتحدث عن وجهة ورؤية عامة ، أن الجواز لا يمنع الضعف . ولن أعقب بأكثر من ذلك حتى أنتظر قولكم .
أظن أن كلام الشوكاني سيوفق بيننا بإذن الله ، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم حسن الخاتمة ،
والسلام عليكم .
 
جزاك الله خيرا :
أدخلتنا في موضوع آخر وجميل لكنه سجعل القارئ يتشتت، وهذا الشاهد لي عليه عدة تعليقات لن أطرحها الآن.
لوسلمت جدلا بما قلت: فأمل بيان مايلي:
الأول : اتفقنا أن جواز الوجهين مع أولولية الوصل تعنى أنه لا حرج على من وقف أو وصل، لكن له الأفضل الوصل.
فكيف تجوزن للقارئ الوقف، وفي نفس الوقت تقولون له أنه وجه ضعيف جدا؟ كيف يجتمعان؟
يفهم كلامك ما يلي: يجوز لك أيها القارئ أن تقف أو تصل والوصل أولى لأن الوقف ضعيف جدا .... كيف ذلك؟؟!!.
كيف تجوزن له الوقف مع اعتقادكم بهذا الضعف الشديد فيه؟؟!.
فالذي آراه : إذا قلت له ضعيف جدا : فالموافق لذلك : لا وقف قولا واحدا . عند من يرى ذلك .
آمل التطبيق على المثال الأساسي الذي نحن بصدده وعدم الخروج عنه حتى ننتهي منه؟
ثانيا : بارك الله فيك طلبت منك عدة مرات اثبات أدلة الضعف الشديد من كلام المفسرين حتى ننهي المسألة فأين ذلك؟
نفع الله بكم
 
بارك الله فيكم :
لو سلمتم جدلا ما سألتم هذه الأسئلة .
أبيتم علينا إلا أن نقول الوقف لا يجوز !! خلاص الوقف غير جائز .
أما عن ضعفه فيكفي أن يتجاهله بعض كبار المفسرين ممن يعنون بمسائل الخلاف ، إذ لا يعقل أن ويكون هذا الوقف بهذه القوة المزعومة ، وبهذا الوضوح ويتركه بعض الكبار.
وجزاكم الله خيرا
 
جزاك الله خيرا ، ونفع بك . تذكر دائما أننا نتكلم في شأن القرآن وعلامات المصاحف.
أردت أن أترك لك المجال أكثر من مرة كي ترجع إلى كتب التفسير لتصل بنفسك إلى النتيجة لكنك اكتفيت في نهاية الطريق إلى قولك :
يتجاهله بعض كبار المفسرين فهل هذا دليل على ضعفه الشديد من وجهة نظرك؟ .
أكرمك الله تعالى لننظر ماذا قال المفسرون: والحق أحق أن يتبع
أولا :تأمل : الذين جوزوا أن ( رسول الله ) من قول الله قولا واحد.
قال مقاتل بن سليمان ت 150هـ: وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم ( ، ولم يقولوا : رسول الله ، ولكن الله عز وجل قال : ( رسول الله ) اهـ 269. تفسير مقاتل
قال السمرقندي ت375 هـ: وقولهم " يعني وبقولهم " إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله " هذا قول الله لا قول اليهود وقول اليهود إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم ثم قال الله تعالى " رسول الله " بحر العلوم ج/1 / 379
قال ابن عطية 541 هـ : وقوله عز وجل " رسول الله " إنما هو إخبار من الله تعالى بصفة لعيسى وهي الرسالة على جهة إظهار ذنب هؤلاء المقرين بالقتل ولزمهم الذنب اهـ المحرر الوجيز في تفسير 2/ 156 .
ثانيا: تأمل الذين جواز الوجهين ( أي أنه تمام كلام اليهود) أو ( من كلام الله ) دون ترجيح ولم يذكر أي واحد منهم ( لفظ ) الضعف الشديد

قال فخر الدين محمد بن عمر التميمي الرازي: فكيف قالوا إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله والجواب عنه من وجهين الأول أنهم قالوه على وجه الاستهزاء كقول فرعون إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ( الشعراء 27 ) وكقول كفار قريش لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) وَقَالُواْ يأَيُّهَا الَّذِى نُزّلَ عَلَيْهِ الذّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ( الحجز 6 ) والثاني أنه يجوز أن يضع الله الذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح في الحكاية عنهم رفعاً لعيسى عليه السلام عما كانوا يذكرونه به اهـ مفاتح الغيب اهـ. 11/80
قال ابي حيان 754: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ( الظاهر أن رسول الله من قولهم قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء ، كقول فرعون أن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وقوله : ) إِنَّكَ لاَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ( ويجوز أن يكون من كلام الله تعالى وضع الذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح في الحكاية عنه رفعاً لعيسى عليه السلام ، كما كانوا يذكرونه به . ذكر الوجهين الزمخشري هـ البحر المحيط 2/ 407
قال البيضاوي ت 791 : { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } أي بزعمهم ويحتمل أنهم قالوه استهزاء ونظيره أن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وأن يكون استئنافا من الله سبحانه وتعالى بمدحه أو وضعا للذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح ,. اهـ تفسير البيضاوي / 276 .
قال النسفي 710 هـ: (( هم لم يعتقدوه رسول الله لكنهم قالوا استهزاء كقول الكفار لرسولنا { وَقَالُوا يَـا أَيُّهَا الَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } (الحجر : 6) ويحتمل أن الله وصفه بالرسول وإن لم يقولوا ذلك )) اهـ 249.
قال البيضاوي ت 791 : { وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } أي بزعمهم ويحتمل أنهم قالوه استهزاء ونظيره أن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون وأن يكون استئنافا من الله سبحانه وتعالى بمدحه أو وضعا للذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح ,. اهـ تفسير البيضاوي / 276 .
قال ابن الجوزي ت597: في قوله رسول الله قولان: أحدهما أنه من قول اليهود فيكون المعنى أنه رسول الله على زعمه والثاني أنه من قول الله لا على وجه الحكاية عنهم هـ زاد المسير / ج2/ 244.
قال ابن عاشور 1393 هـ: [رسول الله] : إن كان من الحكاية : فالمقصود منه الثناء عليه والإيمان إلى أنّ الذين يتبجّحون بقتله أحرياء بما رتّب لهم على قولهم ذلك ، فيكون نصبُ ) رسول الله ( على المدح ، وإن كان من المحكي : فوصفهم إيّاه مقصود منه التهكّم ، كقول المشركين للنبيء ( صلى الله عليه وسلم ) ) يَأيّها الذي نُزّل عَلَيْهِ الذكر إنَّكَ لمجْنون ( ( الحجر : 6 ) وقول أهل مدين لشعيب ) أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنَّك لأنْتَ الحليمُ الرشيد ( ( هود : 87 ) فيكون نصب ( رسول الله ) على النعت للمسيح اهـ 6/ 23
قال الألوسي ت 1270 هـ: { وَقَوْلِهِمْ } على سبيل التبجح . { إِنَّا قَتَلْنَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ الله } ذكروه بعنوان الرسالة تهكماً واستهزاءاً كما في قوله تعالى حكاية عن الكفار : { يأَيُّهَا الذى نُزّلَ عَلَيْهِ الذكر } [ الحجر : 6 ] الخ ، ويحتمل أن يكون ذلك منهم بناءاً على قوله عليه الصلاة والسلام وإن لم يعتقدوه ، وقيل : إنهم وصفوه بغير ذلك من صفات الذم فغير في الحكاية ، فيكون من الحكاية لا من المحكي ، وقيل : هو استئناف منه مدحاً له عليه الصلاة والسلام ورفعاً لمحله وإظهاراً لغاية جراءتهم في تصديهم لقتله ونهاية وقاحتهم في تبجحهم . اهـ روح المعاني 4/ 301 .
قال العلامة محمد رشيد رضا ت/ 1354هـ : وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ أَيْ : وَبِسَبَبِ قَوْلِهِمْ هَذَا فَإِنَّهُ قَوْلٌ يُؤْذِنُ بِمُنْتَهَى الْجَرْأَةِ عَلَى الْبَاطِلِ ، وَالضَّرَاوَةِ بِارْتِكَابِ الْجَرَائِمِ ، وَالِاسْتِهْزَاءِ بِآيَاتِ اللهِ وَرُسُلِهِ . وَوَصْفُهُ هُنَا بِصِفَةِ الرِّسَالَةِ لِلْإِيذَانِ بِتَهَكُّمِهِمْ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَاسْتِهْزَائِهِمْ بِدَعْوَتِهِ ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا ادَّعَى النُّبُوَّةَ وَالرِّسَالَةَ فِيهِمْ ، لَا الْأُلُوهِيَّةَ كَمَا تَزْعُمُ النَّصَارَى . عَلَى أَنَّ أَنَاجِيلَهُمْ نَاطِقَةٌ بِأَنَّهُ كَانَ مُوَحِّدًا لِلَّهِ - تَعَالَى - مُدَّعِيًا لِلرِّسَالَةِ ; كَقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ إِنْجِيلِ يُوحَنَّا (3:17 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ : أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الْإِلَهُ الْحَقِيقِيُّ وَحْدَكَ ، وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ) .وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : رَسُولَ اللهِ مَنْصُوبًا عَلَى الْمَدْحِ ، أَوْ الِاخْتِصَاصِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى فَظَاعَةِ عَمَلِهِمْ ، وَدَرَجَةِ جَهْلِهِمْ ، وَشَنَاعَةِ زَعْمِهِمْ اهـ تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) 6/ 16
جزاك الله خيرا على صبرك علينا
أسأل الله أين يبض وجوهنا وإياك وإخواننا المؤمنين يوم نلقاه وجزاك الله خيرا ونفع بك وسدد خطانا وإياك على طريق الحق.
 
بارك الله فيكم شيخنا ، وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته .
لا أخفيكم قولا بدأ الملل يتسلل ،على الرغم من حبي الشديد لهذا العلم واشتغالي به ، مع سعادتي الشديدة بمحاورتكم .
سأضطر آسفا إلى تغير زاوية الحوار ، لأني إن لم أفعل سنكرر ما قد ذكرنا وسندور في نفس الحلقة .
أطلب من فضيلتكم التوفيق بين المعنى التفسري المذكور والوجه اللغوي المطروح ، النصب ب‏(أعني ) ،ودعنا من عجيبة الاختصاص التي ذكرها العلامة رشيد رضا رحمه الله .
إذا قيل ( قال الفاروق _أعني عمر ابن الخطاب _ إن . . .‏)‏
ما الذي يفهم من أعني هنا ؟
أليست توضيحا وبيانا ومقصدا .
وفي الآية الكريمة النصب بأعني (أعني رسول الله ) لمن هذا الخطاب هل للنبي والصحابة هم ليسوا في حاجة إلى توضيح من هو عيسى بن مريم ،إذن هو لليهود ، فيه إخبار بصفة عيسى بالرسالة كما قال ابن عطيه ، وأن كان كذلك كان المقتضى هنا الرفع وليس النصب ، فتقدير وصفه بالرسالة أو أي من التفاسير الأخرى _الذكر الحسن _أن يكون بل هو رسول الله ، فلا توافق بين الوجه اللغوي والمعنى التفسيري .
أبين ذلك بقولي :
لو سمعت بعض الفجرة يقولون : إنا سببنا محمدا ، فأردت أن تبين لهم رسالته أو تصفه بالذكر الحسن ، فهل ستقول :أعني رسول الله ، أم ستقول بل هو رسول الله . هل الأولى تستقيم مع الحال ، بالطبع لا ، لعلك الآن أدركت عبارتي في أول مشاركة-الركاكة -
لا أريد منكم سوى التوفيق بين المعنى التفسيري والوجه اللغوي على نحو ما بينت ، ولكم جزيل الشكر ،صبرتم علينا بما فيه الكفاية فأرجوا أن يطول صبركم بعض الشيئ حتى أستفيد منكم ، وبارك الله فيكم
والسلام عليكم
 
جزاك الله خيرا :
أولا : النصب على المدح وضحها البيضاوي في قوله: وأن يكون استئنافا من الله بمدحه أو وضعا للذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح ,. اهـ تفسير البيضاوي / 276 .
ثانيا :أين الضعف الشديد -كما تفضلتم - في كل ما ذكر عن كبار المفسرين المذكورين؟!!
ثالثا: لم تردوا على الأمثلة الصريحة الواضحة؟ أعيد بعضها :
ولم يقولوا : رسول الله ، ولكن الله قال : ( رسول الله ) اهـ 269. تفسير مقاتل
والثاني أنه من قول الله لا على وجه الحكاية عنهم هـ زاد المسير / ج2/ 244.
إنما هو إخبار من الله تعالى بصفة لعيسى وهي الرسالة اهـ المحرر الوجيز في تفسير 2/ 156 .
إن كان من الحكاية : فالمقصود منه الثناء عليه والإيمان إلى أنّ الذين يتبجّحون بقتله أحرياء بما رتّب لهم على قولهم ذلك ، فيكون نصبُ ) رسول الله ( على المدح اهـ ابن عاشور 6/ 23
وغيرها .
كل هذه الأمثلة ألا تكفيك ؟!!!!! يا شيخ أحمد؟
أليست هذه الأمثلة صريحة على جواز أن يكون ( وسول الله ) من كلام الله واحتمال الاستئناف.
ومن خشيه توهم المعنى فلا حرج عليه أن يلزم على هذا الوجه.
وإن اعتبر الأول فلا تثريب عليه.
وهذا الذي ذكرته في كتابي مع أني لم أرجح اللزوم أو عدمه بل ذكرت الوجهين دون ترجيح، وهذا غالب ما أفعله في الكتاب ذكر وجهة نظر من يرى الوقف أو عدمه. لعلمي أن الترجيح يحتاج إلى سند قوي واستقراء واسع.
ولست بحريص على أن ألزم أحد على وقف معين كما كنتم تذكرون طالما فيه سعه واحتمال بين العلماء.
لكني كنت حريصا على أن لا أرد عليك بشيء يخصني. أركز فقط على الأدلة والشواهد دون الخروج عنها.
قال تعالى: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (مـ) رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ النساء: 157.​
حدثني الشيخ رزق حبة: قال: وما دام أنهم معترفون أنه رَسُولَ اللَّهِ فلماذا يقتلونه إذا الصواب نقف عند مَرْيَمَ ثم نكمل رَسُولَ اللَّهِ أي أعني رسول الله.
ثم ذكرت في الحاشية: ومن لا يرى الوقف على مريم فهو يرى أن رَسُولَ اللَّهِ تطلب الفعلقَتَلْنَا، حتى وإن قالوا إنه رَسُولَ اللَّهِ، فليس من باب الاعتراف، وإنما من باب الافتخار أنهم قتلوا شخصًا عظميًا، وهذا يعطهيم في أنفسهم منزلة. حدثنيه الشيخ إبراهيم الأخصر
رابعا: أهلا ومرحبا بك بشرط أن لا تخطأ أو تصوب أو ترجح إلا بأدلة واضحة واستقراء تام أولا لأهل التفسير، ثم اللغة، ثم الوقف.
لأنه لا يعقل أن أطلب منك مرات الرجوع لأهل التفسير ، وأنت مصر على رأيك، فضاع الوقت لكني أردت أن يكون ذلك أسلوبا تعليما للمشاهدين للإفادة.
هذا أقصى ما عندي ، وأمل أن يكون هناك استراحة فترة، وإن أردتم العودة فعلى الرحب والسعة لكن بالشروط السابقة حتى نخنصر الطريق.
ذكر أقوال أهل العلم ( تفسير ، لغة ، وقف )
القول الأول:
الثاني
الراجح
اجعل أدلتك هي التي تتحدث عنك قبل أن تحكم وترجح.
أسأل الله أن يكون ذلك في مرضاته وفي خدمة كتابه هو ولي ذلك والقادر عليه
والله يرعاكم وبوفقكم لكل خير.
 
بارك الله فيك
لم توفق لي بين الوجه اللغوي والمعنى التفسيري كما طلبت.
وعلى فرض صحة ما تقولون لا يرتقي أبدا إلى اللزوم ، لو اكتفيت برد ذلك بفعلك في آل عمران لمنع .
فما المانع أن نلزم الوقف على ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم آخر‏)‏ لأن ما بعده من صريح قول الله من دون ترجيح ، بل لم نسمع قولا بالوقف فضلا عن اللزوم .

أخيرا : وافقناكم أنكرتم علينا .
خالفناكم أنكرتم علينا .
فماذا نفعل !!
قلت لكم ( الحق معكم وقولكم هو الصواب ).
وقلت أيضا (قوة ما نقلتموه تجعلنا نسلم بجواز الوجهين )
فماذا تريد مني بعد ذلك !!!
وكنت أتمنى ألا تقول ( فضاع الوقت ).
وإذا استأنفنا الحوار بعد الاستراحة هل بوقف جديد أم سنعيد الحديث عن هذا الوقف .
جزاكم الله خيرا وبارق فيكم ورفع قدركم وبلغكم منازل الصديقين والشهداء اللهم آمين .
والسلام عليكم
 
جزاك الله خيرا وسدد خطاك .
قولكم : خالفناكم أنكرتم علينا
هل أنكرت عليكم قولكم : جواز الوجهين؟؟
أم قولكم : شدة الضعف مع جواز الوجهين ، فكنت أقول لكم كيف يجتعمان؟؟!
هل يجوز : أن أقول له يجوز لك أن تقف على موضع شديد الضعف.؟!!!! غريب.
قولكم : وكنت أتمنى ألا تقول ( فضاع الوقت ).
وفقك وسدد خطاك:
كررت عليكم مرات أعطني دليلا من كتب التفسير لشدة الضعف فلا ترد إلا بقياس من أمثلة أخرى فيزيد ذلك تشتيتا للقارئ ، وشبهات تحتاج إلى رد، فينصرف القارئ عن الموضوع الأصلي.
للأسف الشديد غالب كلامك من تحرير عقلك وليس استنادا إلى كتب التفسير؟!!! مع تقدير لكم
طرحت لكم العديد من الأدلة على احتمال الوجهين بدون ضعف فضلا أن يكون ضعفا شديدا كما تذكرون فلم ترد علي وبدأتم تفتحون أسئلة أخرى دون إبداء النظر في الأدلة.
إن كان مع وجود هذا الحشد لم نختصر الطريق فما بلك بمسائل شائكة ؟
وفقك الله آمل أن لا تطرح شيئا ترجح أو تخطئ إلا بدليل
مع خالص شكري وتقدير لكم ودعائي لكم بالعلم النافع وجميع المؤمنين
 
بارك الله فيكم ونفع بكم
يا سيدي اعتبر حديثك مع أخ في غاية من الغباء وقلة الفهم ، ووضح له توافق الوجه اللغوي والمعنى التفسيري .
إن فعلت جعلته أنا الوقف المقدم .
لأن هذا الأمر الذي لا يجعلني أستسيغه ، فأرجوا للمرة الرابعة أن توفق بين ما ذكرت ، أسأل أن يظهر الحق على ألسنتكم .
والسلام عليكم
 
جزاكم الله خيرا ، وأنا كذلك أسأل الله سبحانه أن يجري الخير والحق على ألسنتكم ولجميع إخوننا المؤمنين
لمست فيكم ماشاء الله نشاطا وحيوية، والحكمة ضالة المؤمن ، والكمال لله ، وتوضيح الرؤية لا ينقص من قدركم شيئا، زادكم الله رفعة وقدرا .
آمل المسامحة وأكتفى بهذا القدر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم
 
بارك الله فيكم.
يا شيخ جمال أتريدني أن أقبل ما لم أفهمه !!
طيب يا سيدي أنا مقتنع بقولكم وبقوة هذا الوجه ،وهو من الأوجه الصحيحة جدا ، لكني لا أفهمه وأريد ممن هداني إليه أن يفهمني ، هل أجرمت بذلك .
نسأل أن يبارك فيكم
تلميذكم ومحبكم
 
عودة
أعلى