سلسلة في ظلال السيرة النبوية

إنضم
18/07/2007
المشاركات
627
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center][glow=FF6600]بسم الله الرحمن الرحيم[/glow][glow1=FF6600][glow=003300][glow=FF9900]في ظلال السيرة النبوية[/glow][/glow][/glow1][/align]
[align=justify]الحلقة الأولى / ( تمهيد ) : الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : ـ فمنذ أكثر من عقدين من الزمن وأنا أتهيب من نشر شيء مما كتبته في ظلال السيرة النبوية العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .
فلقد عشت في ظلالها ردحا من حياتي ليس بالقصير قد يتجاوز عقودا عدة ... عشتها أنهل من معينها الصافي وأستضيء بانسياب ضيائها وأرتع في رياضها النضرة .. عشتها أياما حلوة تبعث في النفس النشوة والطمأنينة وتحفز الهمة نحو الرقي والتقدم والازدهار ، فتجعل الإنسان يأوي إلى ظل ظليل وركن ركين عندما يتأسى بالقدوة العظمى رسول رب العالمين الحبيب محمد صلوات الله وسلامة عليه في سلوكياته وأخلاقه ومبادئه عندها يحيا لدينه وقرآنه فيشعر وكأنه صار قرآناً يتحرك في مجتمعه أو هكذا يجب أن يكون ؛ مستمدا منهجه في ذلك مما روته السيدة عائشة الصديقة أم المؤمنين رضي الله تبارك وتعالى عنها عندما تحدثت عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان خلقه القرآن ) .
[/align][/color][/size][/align]
 
[align=justify]الحلقة الثانية : [align=center]
[glow=33FF66][glow=FFCC00]في ظلال السيرة النبوية[/glow][/glow]
[/align]
بعد هذه الكلمات المقتضبة في التقديم لبحثي لا بد من ذكر النسب الشريف الطاهر للحبيب الأعظم والنبي الأكرم سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[align=center][glow=FF9900][glow1=006633][glow=006666][glow=FFCC00]النسب الشريف الطاهر للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم[/glow][/glow][/glow1][/glow][/align]
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين ، وإمام الدعاة والمجاهدين ، من رفع للإسلام لواءه ... سيدنا وعظيمنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو : [ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ( واسمه شيبة ) ابن هاشم (واسمه عمرو ) ابن عبد مناف ( واسمه المغيرة ) ابن قصي ( واسمه زيد ) ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ( وهو الملقب بقريش وإليه تنسب القبيلة ) ابن مالك بن النضر ( واسمه قيس ) ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة ( واسمه عامر ) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ] ( انظر سيرة ابن هشام : ( 1 / 1 ـ 2 ).

بسم الله الرحمن الرحيم :
إنه ما من مرحلة من مراحل دعوتنا وما من ظرف من ظروفها إلا وللسيرة النبوية العطرة فيها سهم وله منها ضوء ينير الدرب ويبين السبيل ويميز الحق من الباطل والخطأ من الصواب ... فهل من رجعة صادقة إلى هذه السيرة المعطاء نستقي من معينها عذبا سلسبيلا ونجد فيها الحلول لمشاكلنا .. إنه ما من إشكال يعترض سبيلنا إلا وللقرآن الكريم فيه جلاء .. وللسيرة النبوي جواب لهذا الإشكال .. فهل جربنا تحكيم كتاب الله واستفتاء سير رسول الله وسنته وتحكيمهما فيما نحن فيه من مشكلات وفيما يعترضنا من إشكالات خير لنا من أن نجتهد مع ورود النص ونحكم الأهواء والترهات بدل المنزل من الآيات ...
وبالرجوع إلى السيرة العطرة وتفيء ظلالها سر السعادة فهي خير لنا من أن يحكمنا الجدل العقيم الذي يجعلنا نعرض عن الحكمة ويكون ثَمَّ الضياع .
ـ لابد من وعي إسلامي بعيد عن الأهواء .. ولا بد من جهد نبذله في المطالعة والدرس لجوانب هذه العظمة المتمثلة في هذه السيرة الخالدة الفذة لرسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه .
ـ لا بد مع هذا الوعي من عزمة صادقة مخلصة ؛ ورجعة بخطىً ثابتة متأنية إلى الله عز وجل ثم إلى هذا المعين الصافي ... وعندها نحصد الثمار يانعة ، وتجتمع الكلمة ويوحد الصف ، ويكون النصر بإذن الله ، يعز به من يشاء ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. ) وفي هذا تكون عزة المسلم في ظلال السيرة النبوية المباركة العطرة .
[align=center]المدينة المنورة : 6 / 4 / 1402 من هجرته صلى الله عليه وسلم [/align].
[/align]
 
[align=center][glow=FFCC00]الرعيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين
[/glow][/align]

[align=justify]فمن أنعم النظر وأدام الفكر في دوافع تلك السرايا والغزوات في تاريخ الدعوة والداعية الأول صلى الله عليه وسلم فلا بد له وأن يقف على نبذة من حياة أولئك المعذبين الذين أوصدت الدنيا في طريقهم أبوابها ، وأشهرت الجيوش والطغاة في وجوههم حرابها ، ؛ فلا ناصر لهم ولا معين إلا الله عز وجل ثم ما تجلى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من تباشر وكلمات أنس تثلج صدر المظلومين وتقطع قلوب الظالمين :[( حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ وَخَالِدٌ عَنْ إِسْمَعِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ خَبَّابٍ قَالَ : أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا فَجَلَسَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ فَقَالَ : قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِنْشَارِ فَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ فِرْقَتَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ وَعَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمُوتَ مَا يَخَافُ إِلا اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ (صحيح : وتخريجه في سنن أبي داوود ومسند أحمد والطبراني )] .
ولقد لمع في أفق هذه الدعوة الكريمة وتألق رجال أخيار ، ونساء طاهرات أبرار ؛ تجافت جنوبهم عن المضاجع تلوياً واكتواءً بعذاب تذوقت حلاوة الإيمان من خلاله ... فكانت لا ترى لقوى الأرض وطواغيتها رهبة في قلوبها ولا ترى لها سلطانا عليها لأنها امتلأت بعقيدة التوحيد واستنارت بضياء الإيمان وأنواره .. فغدا العذاب والقهر والسياط لا يؤثر إلا على جسد فان ولكن الأواح والقلوب تسرح مع بارئها فلا تكاد تشعر بما أصابها .. فإذا ما ألقيت على صخر أحر من الجمر لتفتن عن دينها تراها لا تعبأ لهذا ولا تعطي له بالا بل تصرخ بالطغاة معلنة للدنيا بأسرها : أحدٌ ... أحد .. أحدٌ ... أحد . الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد .. لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله (الرحمن علم القرآن ) .
تلك هي القاعدة الصلبة ، والصفوة المختارة ، والطليعة المؤمنة التي ـ وبفضل من الله تبارك وتعالى ـ وضعت النقاط على الحروف والكلمات على السطور ، بل وضعت القدم على الطريق المستقيم في ترجمة الأحداث إلى معالم على طريق الدعوة الشائك الطويل .. معالم تبين لأهل الأرض قاطبة أن أسلوب القهر والتعذيب لن يزيد المؤمنين والدعاة منهم على الأخص إلا تمسكاً وإصراراً .. ولن يقدم للجاهلية العاتية الظالمة إلا الدمار والقهر والهلاك ، ويسوقها ـ أي يسوق تلك الجاهلية ـ إلى قدرها المحتوم وحتفها المؤكد بإذن الله .. لأن هؤلاء الدعاة الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه هم الأشداء على الكفار الرحماء بينهم ( تراهم ركعا سجدا ) ...
[/align] يتبع إن شاء الله تعالى : =
 
[align=center][glow=FF6600]بارك الله فيك أختي الفاضلة : النجدية

وشكرا لمرورك وتعليقاتك وجزاك الله خيرا
[/glow][/align]
 
[align=center]يبدوا أن المشرف قد حذف تعليق ومشاركة الأخت الفاضلة : النجدية

وسها عن حذف ردي على مشاركتها فآمل أن يحذف ردي

حتى لايكون ردي ضرب من الخيال وان كنت أستغرب وأتسائل

لم حذفت مشاركتها وهي لا تخرج عن حدود الأدب الرفيع !! ؟
[/align]
 
يتبع = الحلقة الرابعة :

[align=center]في ظلال السيرة النبوية[/align]

[align=justify]( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ... الآية ) . ليس لهم في شيء من حطام هذه الدنيا الزائل مطمع ولا هدف ... لا ينتظرون ثناءً ولا أجراً إلا من خالقهم ( الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) ، هؤلاء هم الذين قدموا الدعوة صافية عزيزة كريمة لا يكدرها طمع طامع ، ولا جشع مستغل مكابر ، ولا يعكر صفوها نعيق ناعق قد صد عن السبيل ، واستغلق عن الفهم .. ولا يقف في سبيلها من تعلق بدنيا فانية أو جاه أو سلطان ... نماذج قدمت دماءها زيتا لمصباح الرسالة العظمى الخاتمة ، وقدمت أموالها وحياتها رخيصة في سبيل رفع راية الإيمان والتوحيد ؛ شعارُها ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) وغايتها مرضاة الله تبارك وتعالى .
لقد كانت هذه العصابة المؤمنة الحزام الناسف لكل أوهام تلك الجاهلية العاتية التي كانت تتصدى لدعوة الحق والإيمان ، وكانت فوُّهة البركان التي فجرت الموقف ودكت عروش القياصرة والأكاسرة ومن شاكلهم ثم انساحت في الأرض وانساح معها ما كانت تكمنه من قوىً خيرة حملت مشعل الهداية وتابعت المسيرة لتنقل للناس كل الناس منهج الحق والعدل والإخاء في جلاء وقوة وصفاء .. فأحرقت الظلم والظالمين بنور الهداية ، وحطمت الطغاة المارقين بسيف العدالة وأعلنت في الأرض شعارها لتكوي الطواغيت بحر نارها ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) (الآية الكريمة : 76 / سورة النساء ) .
فمن أين خط البدء ونقطة التحول في مسار هذه القافلة التي تجد أنها تتغذى من ( شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) ويتراءى لي فوق تلك الأغصان في العلياء نجوم سطع ضوءها ولمعت في سماء الدعوة وهي تمثل في أضوائها ونورها المبدأ والمنبع والمصدر الذي تلقت عنه فارتفعت به إلى هذا المجد السامق .
مجاهدون فقهاء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء أولئك الأبطال من صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( العلماء ورثة الأنبياء ) وصدق الله العظيم القائل : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .
ويتراءى لي في هذه المسيرة وهذا الركب الذي أوله نبي الله نوح وآخره الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .. يتراءى لي آل ياسر ( ياسر ، وسمية ، وعمار ) .
يتراءى لي صهيب الرومي وبلال بن رباح الحبشي .. وخبيب وخباب ولبيبة جارية بني مؤمّل بن حبيب بن كعب .. ويتوج هذه القافلة ابن أم عبد ( عبد الله بن مسعود ) بتحديه لحلقات الكفر ورؤوسه عند الكعبة المشرفة معلنا صوته بالقرآن الكريم ( بسم الله الرحمن الرحيم . الرحمن . علم القرآن . خلق الإنسان . علمه البيان .. ) فيتعالى للإيمان بنيانه ، وتمتد وتقوى وترتفع أركانه .. وعندها نرى الطغيان يرغي ويزبد .. ويصول ويجول .. فلا يتجاوز كونه باطلاً مبتوراً ويكون هذا الحدث إيذانا بفجر جديد وإنذاراً للجاهلية العاتية والكفر العنيد فتتهاوى عروشه وتتحطم حصونه ، وتنقلع عيونه فيهيم بعدها على وجهه .. فهذا فرعون هذه الأمة ( أبو جهل ) يحمل رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ..
[/align]وللحديث بقية إن شاء الله يتبع =

--------------------------------------------------------------------------------
 

= يتبع الحلقة الرابعة :


[align=justify]وكعب بن الأشرف يقتله أبو نائلة وإخوانه في سرية محمد بن مسلمة رضي الله عنهم .
وتتتابع كتاب الحق والإيمان معلنة بصوتها المدوي ـ نداء الحق ( الله أكبر ) فتهتز له الجدران وتتجاوب معه الأركان من هذه المعمورة .. فيسقط ابن أبي الحقيق وينفق .. ويقضي أبو لهب ، وتنال سيوف الحق رأس الزَبِير بن باطا القرظي ؛ وبني قريظة _ المقاتلة منهم ـ ويقتل عدو الله حيي بن أخطب .. وتتوالى الانتصارات و تعلو الرايات رايات لا إله إلا الله محمد رسول الله ويُخَلِّد الكون ذكر هذا النبي ـ نبي الرحمة ـ ؛ ويبتر ذكر أبي لهب وينطفئ إلا من لهب جهنم التي سيصلى نارها ويشتد عليه أوارها ثم يخلد فيها .
ـ كل ذلك بفضل من الله عز وجل ثم بفضل توجيهات الحبيب الأعظم محمد ومشاورته لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وتماسكهم واتحادهم واجتماع كلمتهم على الحق المجسم بالإسلام العظيم الذي جاءنا الله عز وجل به لإنقاذ البشرية من الضلال إلى الهدى ومن الظلمات إلى النور .
ـ عن هذه المعاني أريد أن يكون لبناني شرف الخط والكتابة الذي أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقني إليه وأن يقبلني بفضله ومنِّه وكرمه وإحسانه لديه ... والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبه وحده تنفرج الكربات ومنه سبحانه تأتي الانتصارات وترتفع الرايات
[/align].

[align=justify]ثم إلى الحلقة الخامسة وموضوعها :
الصفوة المختارة والقمة في حياة الأمة . يتبع إن شاء الله تبارك وتعالى=
[/align]
 
عودة
أعلى