سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (20) / علمانيون على هامش السيرة

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,330
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
نسج طه حسين في روايته «على هامش السيرة» الجزء الثاني منها، من قصة «سلمان» الفارسي، شخصية خيالية وهمية سماها «كليكراتيس» الرومي وجعله فيلسوفا الا انه كان يلقبه بألقاب أخرى مثل «الفتى» (ص57)! و»الشاب» (ص52) و»فتى روميا» و»الكهل الرومي» (ص123) ومرة بـ»الغلام» ومرة بـ»الفيلسوف الشاب»(ص78) و»الفيلسوف الفتى» (ص 58) ومرة بـ»الوثني» ومرة ينادى بـ»يا بني» (ص52) ما يدل على انها شخصية وهمية اخترعها طه حسين إختراعا.
وقد احتل تصوير حوارت تمثيلية قصصية لهذه الشخصية الخيالية مساحة ثلاثة أرباع الجزء الثاني (136 صفحة). وبدل أن كان سلمان الفارسي في القصة «الحقيقية» و»الأصلية» من «فارس» ومن قوم يعبدون «النار» رأى الرسول وآمن به ومات على حبه وطاعته، فقد جعل طه حسين من «كليكراتس» فيلسوفا روميا وثنيا في القصة التمثيلية المستنسخة عن قصة سلمان بتغيير كبير وتعارض واضح ما بين شخصية سلمان الفارسي وعقله وايمانه، والشخصية المخترعة للحاجة العلمانية المتسترة في رواية. فقد جعل فيلسوفه معارضا لقصر روما وللمسيحية ايضا، وإرادته أن يزول «عن ملك قيصر كله».. وفي طريقه للهجرة قابل «الشيخ الراهب» الذي دله على «بحيرا» الراهب وقد صنع طه حسين حوارات مختلفة بين «الفيلسوف الحائر»، ورجالات في السلطة القيصرية وضع فيها على لسان الفيلسوف ما اراد طه حسين نفسه قوله لمعارضيه في موقفه من الوحي والعقائد! وعلى كل فهو قد اقتنع «اقتناعا عاطفيا» -بحسب طه حسين- بما أخبره به «الشيخ الراهب» عن قرب ظهور نبي في بلاد العرب، يقول طه حسين: «فما زال الفتى... بعدما سمع من صديقه الشيخ... ما زال الفتى بعد هذا كله وبرغم هذا كله، حائرا مضطربا، موله النفس يكاد يمزقه الصراع بين قلبه وعقله(!)» (ص85)، وعن الآيات التي سمعها من بحيرا الراهب والشيخ الراهب يقول طه حسين: «فمال اليها قلبه، واستراح إليها ضميره! ولكن عقله ما زال لها منكرا،...لأنه عقل فيلسوف»! (ص86).
لم يُرِد طه حسين بروايته ان تكون رواية عن السيرة تقليدية او اسلامية تماما فهو لم يكن ينسج هذه «السيرة الخيالية التمثيلية» المعتمدة على بعض الوقائع التاريخية لتكون خالية من مضمرات وتصورات و»آمال» الخيال العلماني- الاستشراقي، وما يحاولون زرعه في العقل المسلم من فرضيات علمانية عصرية عن الدين وما يحشرونه بين السطور من مرموز ومدسوس، ومنها -كمثال- محاولة زرع فلسفة التفرقة بين ما يزعمونه «ميل العاطفة» الى ما لا يقبله العقل ولا يقره العلم لكن يريحها، وهو عندهم الدين والغيبيات الواردة في القرآن والسيرة والقصص القرآني، وبين حكم العقل والتفكير العلمي (العلماني في الحقيقة وليس العلمي!!) وقد تقدم كيف وضع طه حسين هذه المقوله العلمانية التي صارت -بعد مرور عقود على وفاة طه حسين- شعارا لمذاهب ما بعد الحداثة مؤيدا بنظريات غربية جديدة! شارحا بها موقف شخصيته الوهمية (الفيلسوف الرومي) من الآيات والمعجزات والأخبار عن النبي محمد والتي وردت في التوراة والإنجيل، فأصبحت الفكرة العلمانية لما بعد الحداثة هي: لا جناح على المرء، وان كان فيلسوفا، من تقضية وقت الفراع في سماع هذه الأحاديث -أو الإيمان العاطفي بها - طالما هو لا يستمع اليها على انها حقائق تاريخية أو علمية! وهو ما يريد كثير من العلمانيين اليوم ان يكون اسلامنا العصري عليه! فهو للعاطفة ولمداعبة الخيال لا حرج، لا كحقائق فهذا هو الحرج عندهم! وإنما للحاجة الى شيء من الباطل المفيد للخيال كما يقول هاشم صالح واركون وغيرهما.
فالإنسان ميّال الى الإسطورة، والإسلام عندهم هو من الاسطورة والباطل المفيد احيانا هكذا يقولون، وسيأتي في موضعه من هذه السلسلة بيان ذلك موثقا من كلامهم. وهو ايضا ما لمّح به طه حسين في مقدمة روايته فقال عن السيرة وأخبارها: «ان هذه الأخبار والأحاديث إذا لم يطمئن إليها العقل، ولم يرضها المنطق، ولم تستقم لها أساليب التفكيرالعلمي، فإن في قلوب الناس وشعورهم من ميل إلى السذاجة، واستراحتهم إليها من جهد الحياة وعنائها، ما يحبب إليهم هذه الأخبار ويرغبهم فيها... وفرق عظيم بين من يتحدث بهذه الأخبار إلى العقل على أنها حقائق يقرّها العلم وتستقيم لها مناهج البحث، ومن يقدمها إلى القلب والشعور»!!(المقدمة).
كذلك فقد ركّب طه حسين صوره الروائية من خليط جمع فيه بين امور تاريخية حقيقية عرضها في صورة تمثيلية مع اضافة «شخوص مخترعة» منها قصة «الفيلسوف الرومي»، وشخصية خيالية أخرى أخطر هي شخصية الرومي «نسطاس» وكذلك «الشيخ الراهب» وغيره. وقد كشف طه حسين من خلال شحصية «نسطاس»عن موقفه من الوحي ومصدره بصورة مركزة ومفهومة فيها من التلميح الشيء الكثير ما حفز طيب تيزيني الى الاستعانة في تحليله المادي بالرواية وشخوصها الدخلاء على السيرة الحقيقية وأوحى لقرائه انها شخصيات تاريخية عاشت أحداثا تاريخية حقيقية وشاركت في تكوين البنية المعرفية للرسول أو لمن أثر عليه بزعمهم! ..
خلط طه حسين ذلك بتصورات وتخرصات أخرى «متسللة» و»منسابة» داخل الإطار الروائي لتمثيليته، وهي اصلا من انتاج خيالات الأساطير الاستشراقية القديمة.. حَبَك صورها وصاغ تمثيلها بلطف ودهاء وبراعة ولغة رائقة وتقدير وتركيز، مع زعمه انه لم يفكر ويقدّرها تقديرا: «ولا قدّرته تقديرا ولا تعمّدت تأليفه وتصنيفه كما يتعمد المؤلفون وإنما دُفعت إليه دفعا(!)، وأُكرهتُ عليه إكراها(!)» (مقدمة الكتاب)
خلط في «تمثيليته» وروايته بين أقوال المستشرقين من تواجد «غرباء» من كل صنف ولون في مكة، وبين ما تقدم مما أشرنا الى أنه دسه بين السطور وما وضعه على لسان شخصياته، وقد زعموا ان اولئك «الغرباء» كان لهم تأثير على محمد ونبوته والقرآن الذي أُنزل عليه، وانهم كانوا جزءا من «مصادر» معلومات محمد وثقافته القرآنية وتكوينه المعرفي! (وهذا الجزء استغله طيب تيزيني –وغيره- بصورة مغرضة، وبنى عليه فرضيته الماركسية واستخرج منها اسطورته الكاذبة).
بيد ان طه حسين اكتفى هنا في مشاهد قصة الفيلسوف الوثني المعارض لقصر روما وهجرته من بلاده بربطه ببحيرى الراهب والشيخ الراهب بدل القساوسة في قصة سلمان الفارسي الذين دلّوه على مكان هجرة النبي القادم، لم يذهب في خياله الى أكثر من ذلك (على الأقل في هذه الحبكة التمثيلية التي استغرقت منه 163 صفحة من الجزء الثاني!، لم يستطع على طولها أن يفعل الشيء الكثير من الترميز والإضمار تجاه النبوة ومصدر الوحي غير ثورة الفيلسوف النقدية وعلاقة عقله وعاطفته بالأخبار والمعجزات وهو لا شك شيء خطير وكبير الا أن هذه نتيجة لما سيضعه في الجزء الثالث على لسان «نسطاس الرومي» وعمرو بن هشام (أبو جهل) و»ورقة بن نوفل»!
هذا فيما رأينا طيب تيزيني -وهو من جيل ما بعد طه حسين- يعتمد ويحتج على زعمه بالتأثير والاختراق البيزنطي وغيره فكرا وتنظيما واستدراجا لخديجة ومحمد (رسول الله) وتشكيلا لمادة الوحي وعلوم القرآن، يعتمد في تلفيق هذه التهمة على رواية طه حسين كمصدر له في هذا الاتهام الطائش!! وكنتيجة لذلك ينتهي الى القول بتأثير «الأجانب-الغرباء» على أهل مكة ومن ثم على «الحركة المحمدية» (نشأة وتأسيسا) كما هو عنوان كتابه! –ومن هؤلاء «الغرباء» فيلسوف طه حسين «المخترع ذهنيا» -وسيأتي بيان اعتماده أيضا على شخصية «نسطاس» ليقيم بها حجته المادية المضاهية للحجج البيزنطيه وسيناريوهاتها الباطلة.
لنر الآن كيف يمكن للعلماني المعاصر ان يلفق اسطورة عن النبي محمد ويستل منها نتيجة في محاولة طفولية لإطفاء نور الله.
يقول طيب تيزيني: «يتعين على الباحث في مرحلة التمهيد (!) للحركة المحمدية (!) على نحو خاص، أن يضع في اعتباره أن البنية الطبقية والفئوية لطبقة الرقيق وشرائح المتسولين والخلعاء والمطاردين والصعاليك كانت تنطوي على اختراقات ثقافية كثيرة ومتنوعة... (وكان من هؤلاء احيانا من تميز بصفته مثقفا أو مفكرا أو فيلسوفا)...إن ذلك أسهم (!) في بلورة الموقف الايديولوجي والثقافي...» الحركة المحمدية كانت في إحدى محفزاتها الكبرى -تعبيرا عما تمخضت عنه عملية الإحتكاك الواسعة بالمعنى الحضاري التاريخي، بين الحجاز من طرف وبيزنطة وفارس من طرف اخر أولا» (ص241-242).
وفي الهامش يقول تعليقا على كلامه من ان من هؤلاء من تميز بصفته فيلسوفا: «انظر ما ذكره حول ذلك، على سبيل المثال طه حسين في: «على هامش السيرة»، الجزء الثاني، دار المعارف، بمصر 1963، خصوصا الفصل المعنون «الفيلسوف الحائر»... في الجزء الثاني –يقصد من رواية طه حسين- يجري الحديث عن علاقة وثيقة بين زيد بن عمرو بن نفيل وفيلسوف «أو حكيم» رومي هو «كليكراتيس» الذي وصل الى الحجاز مسترقا»).
أرأيت كيف يستغفل قارئه بقلب «خيال» طه حسين الحديث الى «واقع تاريخي» ويحاجج النبوة بما «قدر في ذهن» علماني عصري مثله من خيال؟!
ذلك انه فيما تشير رواية طه حسين الى ان هذا الفيلسوف، كان يبحث عن النبي ليؤمن به نرى طيب تيزيني يقلب الأحداث الخيالية -اصلا!- التي اخترعها طه حسين وقال عنها –اي طه حسين- نفسه وبصراحة وهو يخترعها «وأحب أن يعلم الناس أيضا أني وسعت على نفسي في القصص ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع الحديث ما لم أجد به بأسا» (مقدمة كتابه «على هامش السيرة»)، نجد طيب تيزيني يجعل هذا الفيلسوف –المصطنع في مصانع المخيلة العلمانية العصرية الواسعة الخيال والصورة والحيلة والمكر- من أهم «مصادر» التأثير البيزنطي على الحركة المحمديةّ في كتاب عنونه بـ»مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر(!)، نشأة وتأسيسا»!
http://www.assabeelonline.net/ar/de...5xackzkaS/O07U/lyIImHjTmLxQk3KKuyi5DomkxuoCA=
 
نرجع لخطة طه حسين كما يصورها العلماني المغرق في التطرف وهو شاكر النابلسي، يقول في جريدة الوطن السعودية، بتاريخ 2012-10-06عن طه حسين وكتابه( على هامش السيرة) وهو الكتاب الذي بينا ان طه حسين توسل من خلاله الى هدم السيرة النبوية بإدخالها في صياغة خيالية، زيفت حقائقها واضافت عناصر استشراقية بل زاد هو من نفسه بعناصره الاسطورية العلمانية التي ارادت من وراء ذلك القول بأن السيرة مخترعة، فالرجل داخل الحصون استطاع ان يفعل مالم يستطعه من خارجها(مثل فؤاد ذكريا مثلا) ، وعلى كل فلننظر في كلام النابلسي الحاقد:"عندما بدأ طه حسين يكتب كتبه: "على هامش السيرة"، و"الشيخان"، و"علي وبنوه"، و"مرآة الإسلام"، وغيرها من الكتب، ظن أعداء وخصوم "الليبرالية الإسلامية" أن طه حسين بهذه الكتب، يعتذر – بشكل غير مباشر – عن ليبراليته. ولم يدرك هؤلاء الخصوم، أن طه حسين كان في هذه الكتب يؤكد على ليبراليته الفكرية، في أن الحقائق التاريخية، لا بُدَّ لها من أن تخضع للبحث والنقاش... وخان النقد الإيجابي بعضهم حين ظن وكتب أن طه حسين، ارتد عن "ليبراليته المزعومة"، في كتبه التراثية كما قال المؤرخ البرت حوراني في كتابه "الفكر العربي في عصر النهضة". ولم يدرك هؤلاء أن طه حسين أراد أن يقترب بليبراليته من سواد الناس المتدينين تديناً شعبياً فطرياً بسيطاً. وأن يكسب إلى جانبه وجانب أفكاره المزيد من الأنصار المهمشين.
يقول الباحث المصري مصطفى عبد الغني في كتابه "طه حسين والسياسة" إن ليبرالية طه حسين الإسلامية، أكدت له أن ليس بالعقل وحده تستقيم الحياة وتزدهر. ففي كتابه (على هامش السيرة) يقول طه حسين صراحة، وبشجاعة متناهية: "هناك قوم سيضيقون بهذا الكتاب، لأنهم محدثون يُكبرون العقل، ولا يثقون إلا فيه. والعقل ليس كل شيء." وعلينا أن لا ننسى، أن خصوم طه حسين في النصف الأول من القرن الماضي، كانوا من داخل مصر، ومن خارجها، إضافة إلى الجهات الرسمية المصرية. ولكن طه حسين مضى في دعوته، رغم كل العقبات التي اعترضته في طريقه... (ص 5-6)."(من مقاله بعنوان حاجتنا إلى "الليبرالية الإسلامية" الآن)
ولاتعليق الا ان النابلسي ينتصر لدعاة العلمنة والغاء الشريعة ونفي الوحي مثل اقطاب(والكلام هنا لشاكر النابلسي نفسه،):"الفكر العَلماني ...رواد الحداثة العربية في مطلع القرن العشرين، بقيادة شبلي شميّل، وعبدالرحمن الكواكبي، وإسماعيل أدهم، وفرح أنطون، وسليم وسليمان البستاني، وعبدالعزيز الثعالبي، ثم طه حسين، ومحمد حسين هيكل، ومنصور فهمي، ولويس عوض، وغيرهم"(انظر مقاله في جريدة الوطن السعودية بعنوان الالتباس التاريخي في إشكالية الإسلام والحرية(2012-12-08
وفي مقاله في جريدة الوطن السعودية(بعنوان:نافذة التيار الديني على العالم في إصلاح التعليم،بتاريخ 02 May 2012)يقول شاكر النابلسي داعيا الى تدريس اساطير وخرافات العلمانيين مع بعض الاسلاميين :"تدريس الكتب الكفيلة بالإسهام في تجديد الفكر الديني، وفتح الوعي الإسلامي على الآخر، وحداثته في التعليم الثانوي والعالي، وتوفيرها في المكتبات الجامعية مهم جداً في إصلاح التعليم الديني خاصة. وكتب «تجديد الفكر الديني» في المكتبة العربية كثيرة، ولكن أهمها، وأكثرها علمية وموضوعية وبعداً عن التشنج الديني والعرقي والطائفي، كتاب المؤرخ المصري عبادة عبد الرحمن «عهد عمر : نظرة جديدة». وكتاب محمد أركون، «قراءة في القرآن»، وكُتب المفكر المغربي عبد الله العروي، وخاصة كتاب «العقل». وكُتب الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي، وخاصة كتاب «الحريم». وكُتب المفكر المصري والمستشار القانوني محمد سعيد العشماوي، وخاصة كتاب «الحجاب». وكُتب المفكر التونسي هشام جعيط، وخاصة «الفتنة الكبرى». وكُتب المفكر المصري جمال البنا، وخاصة «تجديد الفقه». وكتاب المفكر التونسي عبد الوهاب المؤدب «أمراض الإسلام»، وكتاب العالم التونسي فتحي سلامة «التحليل النفسي على محك الإسلام». وكتاب المفكر الباكستاني فضل عبد الرحمن «ضرورة تحديث الإسلام»، وكتاب المفكر التونسي والمصلح الديني الطاهر حداد «امرأتنا في الشريعة والمجتمع». وكتابا المغربي علال الفاسي والتونسي الطاهر عاشور «مقاصد الشريعة» ، وأخيراً كتاب المفكر الهندي محمد اقبال «تجديد الفكر الديني».
فشاكر النابلسي يريد تغيير حقيقة الدين بعد ان اهانه في كتابه المعنون ب"لو لم يظهر الإسلام" وهو في نفس المقال الفائت يقول:"إن تدريس تاريخ الاديان المقارن في التربية الدينية، سواء في التعليم العام أو في التعليم الديني في الثانوي والعالي، له أهمية كبرى. ورغم قلة الكتب الخاصة في هذا الموضوع ككتاب الباحث السوري المتخصص فراس السواح : «مغامرة العقل الاولى : دراسة في الاسطورة»، إلا أن تاريخ الأديان المقارن كما في كتاب «بابل والكتاب المقدس» للمؤرخ الفرنسي جـان بوتير، يساعد كثيراً على حقن الوعي الإسلامي الغض بديناميك نظرية التطور الديني، سواء فيما يتعلق بتناسل الديانات من بعضها البعض الذي يصل أحياناً إلى حد التماثل، كما في حالة تلاقح اليهودية مع الديانتين المصرية والبابلية. وارنولد توينبي (مؤرخ الحضارات) اعتبر الإسلام امتداداً لأديان أخرى. وهكذا، يعي المسلم واقع أن الديانات امتداد لبعضها البعض.
تدريس الكتب الكفيلة بالإسهام في تجديد الفكر الديني، وفتح الوعي الإسلامي على الآخر، وحداثته في التعليم الثانوي والعالي، وتوفيرها في المكتبات الجامعية مهم جداً في إصلاح التعليم الديني خاصة. وكتب «تجديد الفكر الديني» في المكتبة العربية كثيرة، ولكن أهمها، وأكثرها علمية وموضوعية وبعداً عن التشنج الديني والعرقي والطائفي، كتاب المؤرخ المصري عبادة عبد الرحمن «عهد عمر : نظرة جديدة». وكتاب محمد أركون، «قراءة في القرآن»، وكُتب المفكر المغربي عبد الله العروي، وخاصة كتاب «العقل». وكُتب الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي، وخاصة كتاب «الحريم». وكُتب المفكر المصري والمستشار القانوني محمد سعيد العشماوي، وخاصة كتاب «الحجاب». وكُتب المفكر التونسي هشام جعيط، وخاصة «الفتنة الكبرى»"

ومعلوم ان مايدعوها بكتب تجديد الدين أغلبها هدم للدين من اساسه، فهشام جعيط والعروي والعشماوي واركون والمرنيسي انما كتبوا ماكتبوا لنقد الدين والقرآن وزعزعة الثقة بسيرة النبي مع اختراع بعضهم اساطير عن النبي اوردناها في هذه السلسلة،مثل اسطورة هشام جعيط ومثلها اسطورة العشماوي عن النبي موسى وتصويره على انه ابن ابنة فرعون على الحقيقة ففرعون جده ودينه دينه!، وهدفه هدفه (فصلت ذلك تفصيلا تاما في الاقطاب2)
لكن النابلسي يحاول استغفالنا كما فعل من سبقوه ممن شابههم وشابهوه!
 
هناك رواية ليوسف زيدان أسمها "عزازيل" ولم أكن أعرف شئ عنها (الرواية) وعنه (زيدان)، وبعد قراءة هذه الرواية صدقت كل ما تكلم عنه في البداية (بما قاله في المقدمة عن مخطوطة تخص راهب أسمه هيبا) وهذا أمر ربما يشبه هذا الموضوع، وسذاجتي في التصديق ومع عدم معرفتي بزيدان هي التي جعلت تلك الرواية ليست من عمل الخيال فقط.
 
رواية طه حسين على هامش السيرة اخي احمد فارس هي من وجه تصرح بأنها تعرض سيرة النبي وفي نفس الوقت ترك الرجل لخياله ان يجري به او معه على طريقة كتابة الاساطير اليونانية، كما اخبر في مقدمة كتابه ،ومع ان للسيرة النبوية احترامها وايضا الحرص على ان لايزاد فيها ولاينقص والا اختلط التاريخ على الاجيال(انظر تعمد طيب تيزيني في تكريس هذه اللخبطة!) ومن هنا يمكن ان تتلخبط الامور الخيالية مع الامور التاريخية، الا ان رواية عزازيل مختلفة من هذه الناحية اي من ناحية ان سيرتنا سيرة مقدسة او يجب الحفاظ على وقائعها كما هي،واقصد بذلك عدم ادخال عناصر خيالية او نتف روائية استشراقية غرضها تغيير حقيقة النبي محمد وهو ماقد حدث منهم فعلا كما ورد في كتابات كثيرة وايضا منها الغربية ومنها الشرقية.
رواية عزازيل هي رواية فيها من الخيال مافيها لكنها تعرض على كل حال وقائع تاريخية عادية وان كانت الوقائع بالنسبة للمسيحية مرة وخطيرة اذ ان يوسف زيدان اثبت في روايته حقيقة ان عوام المسيحيين هم من قتلوا فيلسوفة الاسكندرية الوثنية وبأمر من كبير الآباء!
فهذه واقعة تاريخية حاول كثير من قساوسة المسيحية اليوم ان يردوا على زيدان فيها وكان منهم الأنبا بيشوي الذي كتب كتابا كاملا في الرد على زيدان ومع انه رد الا ان رده اثبت مااراد نفيه، فالمعارك في الاسكندرية بين المصريين وثنيين ونصارى من ناحية واليهود والنصارى من ناحية اخرى كانت دائرة او شغالة بصورة يومية وبعنف شديد، حرق معابد وثنية وحرق كنائس وحرق معابد يهودية ولم ينكر بيشوي ان المسيحيين هم من قتلوا الفيلسوفة المشهورة وانما انكر ان آمرهم كان باباهم!
فزيدان عرض وقائع ومزجها بخياله وادخل فيها عنصر التشويق الجنسي في مواضع
واذا كانت المسيحية ترد على زيدان دفاعا عن بابا لهم عرض به زيدان فاننا نختلف في منهجنا في الرد على طه حسين وفي موضوعنا، واهم شيء اردت ان اعرضه في ردي-في المقالين-على تلاعب طه حسين بالسيرة، ليس عمل طه حسين نفسه، وإن كان هذا امرا مهما وإلا فلم استدعيت كتاب على هامش السيرة اذن، لكن هذا هو ظاهر الأمر، أو مايبدو من أول وهلة، إلا ان الامر الاكثر اهتماما عندي هو فضح ماهو اعظم من ذلك وهو عمل الدكتور طيب تيزيني،إذ ان الرجل اشار في مرجعه الذي رسم فيه اسطورة عن النبي-لم تكن في رواية خيالية- زعم فيها ان النبي اشترك في تنظيم مسيحي قبل النبوة يضم قساوسة كبار، اهلوه للنبوة!، وكان تيزيني في حاجة الى مادة تاريخية ليثبت فريته خصوصا وهو المادي الماركسي الذي يجادل بالمواد التاريخية والوقائع المادية، لكنه هنا كما هي عادة الماركسيين والعلمانيين راح يعتمد على خيال طه حسين باعتبار ان ماقاله حقيقة لا رواية واشار تيزيني في هامش موضوع اسطورته التي يحلف باسم ماركس على انها حقيقة، الى ماكتبه طه حسين لكن الرجل اخفى حقيقة نص طه حسين وهو ان النص الذي انتزعه من رواية طه حسين كان اضافة خيالية من خيال طه حسين!!، ومضى الرجل في عمله الموسوعي(العلماني الماركسي) يبني على تلك المقدمات(منها الخيالي ومنها المادي بحسب التحليل الجدلي للمادية التاريخية)
تيزيني اغفل هذا-اي ان مااقتطعه من رواية طه حسين هي خيال طه حسين وليست واقعة تاريخية- واعتبرها حقيقة ورسم بها اسطورته اتهم النبي وادعى انه يحلل التاريخ وعوامله المادية والبيئية والمعرفية!
كان يجب كشف هذا بل كشف زيوف العلمانيين الذين يدعون العلمية في المنهج والتناول!
واما ماهو ابعد من ذلك فهو ربط هذا بإشارات الرب تعالى علام الغيوب في القرآن فقد تكلم عن تلك النفسيات التي تتهم بلا علم ولا كتاب منير وانما بأهواء وتخرصات وتلاعبات وعمليات حذف وكتمان وحجب وتغطية ولذلك عرضت هذا كله في سلسلة تمر على ذلك كله من خلال السور المكية، التي تكشف النفوس الملتوية عبر التاريخ كله وهذا من إعجاز هذا الكتاب العظيم.
 
بما اننا ذكرنا يوسف زيدان هنا من خلال الكلام عن رواية عزازيل والتي فيها ايضا من مناقضة الدين مافيها الا ان كتاب اللاهوت العربي لزيدان يوضح لنا او يفك ويشرح لنا اشاراته القليلة الموجودة في بقية مقالاته وكتبه!
علينا ان نعرض هنا موقفه من القرآن
وذلك بإسترجاع ماكتبناه في موضع آخر عنه
وهاهو ماكنا قد كتبناه سابقا عن موقف الرجل من (الإسلام دينا)
باختصار: مذهب (الروائي) يوسف زيدان!

  • فقد قلت :
هو رجل علماني متستر امام الجمهور، تستره في بعض كتبه يدخل على القاريء العادي ،لكن وضوح فكرته العلمانية تبدو ظاهرة، متخللة ، في كل صفحة من صفحات كتابه المسمى اللاهوت العربي، ويمكنك ان ترى طبيعة مذهبه التفسيري للدين متخللا شغاف صفحاته سافرا في خلجاته وكلماته!
دعوني اضيف شيئا مهما ،يحدد منطقة عمل يوسف زيدان فقط وموقفه من الوضوح او التستر .
مااود قوله سريعا هو ان يوسف زيدان هو من طائفة العلمانيين الذين يفسرون الدين تبعا لنظرية الجغرافيا الدينية بمعنى ان تصورات معينة تصنعها الجغرافيا ومافيها من انهار او صحاري مثلا ،وكأنها (الفكر أو الفكرة انما تتبع المنطقة الجغرافية فهي التي نظرة العقل للكون والحياة والأخلاق، اذن هناك -عند قائل ذلك الكلام-حتمية جغرافية! وهي من حتميات التخرص العلماني الكثير التناقضات والافرازات والثغرات والتغيرات والتبدلات!
فعند اصحاب هذا المذهب الجغرافي: ان الاسلام هو نتاج عمليات وافرازات مجتمعية تمت في منطقة الهلال الخطيب والجزيرة العربية وان مقوماته المعرفية نتجت عن تأثير جغرافيا هذه المنطقة !
قبل عرض بعض النصوص اود ان اقول ان هذا التفسير شائع عند بعض العلمانيين(الجابري-شاكر النابلسي- يوسف زيدان وغيرهم، وقد يضيف بعضهم عليه عوامل اخرى ولايخفي عليكم ان سيد القمني صنع بعض كتبه بناءا على بعض من هذا اي التفسير الجغرافي وغيره ويمكن مراقبة وفحص ذلك في كتابه الاسطورة والتراث مثلا ، وذلك مع عدم تقيده بهذا التفسير وحده
وعلى كل على أن أعرض بعض نصوص يوسف زيدان للدلالة على مااقول
قال وهو يتكلم عن جغرافية ظهور الهرطقات التنزيهية -بحسب لفظه عن هرطقات مسيحية!-وانها ظهرت في منطقة الهلال الخصيب (العراق والشام) قبل الاسلام وانتهت بوجوده! قال(وهي المنطقة التي ظهرت فيها الثقافة العربية من قبل ظهور الإٍسلام، بل من قبل انتشار المسيحية بقرون من الزمان)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ليوسف زيدان ص46،47)وقال( ظهرت كلها في محيط جغرافي محدد)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص46) وقال( كانت الديانات السابقة على المسيحية في منطقة الجزيرة العربية والهلال الخصيب تعلي من مرتبة الآلهة وتتصورهم مفارقين تماما لعالم البشر)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص84)
قال ايضا (وكانت غايتي كذلك ادراك الروابط الخفية بين المراحل التاريخية المسماة بالتاريخ اليهودي التاريخ المسيحي التاريخ الإسلامي والنظر في هذه التواريخ باعتبارها تاريخيا واحدا ارتبط بالجغرافيا وتحكمت فيه آليات واحدة)(اللاهوت العربي وأصول العنف الدينيص48)
قال (بعدما اجتهدت الحضارات الانسانية القديمة في تقديم صورة مثلى للاله المتسامي المحتجب في عليائه (آمون في المصرية القديمة تعني: المختفي) المفيض بالخير على الكون واهب الحياة والرحمة المتجلي منذ القدم في صورة أنثوية(إيزيس عشتار،إنانا، ارتميس)العادل الكامل البهي الباهر..أتت اليهودية بصورة إشكالية للإله)(اللاهوت العربي ص54) وفي ص 84-85 يتكلم عن الوثنيات في منطقة الهلال الخصيب التي تصورت إله مفارق يمنح شرائع في ثقافة ماقبل السيادة العربية-يقول- :"وان ثقافة المجتمعات في منطقة الهلال الخصيب كانت تحتفي بالحكماء من البشر وبالكهنة الملهمين من الآلهة، وهؤلاء جميعا كانوا في وعي العرب بمنزلة أدلاء يعرفون الناس بالإله ويملئون المسافة الهائلة الفاصلة بين اللاهوت والناسوت، بعيدا عن النظريات الفلسفية المعقدة(مثل نظرية الفيض عند أفلوطين) وبعيدا عن اي ادعاء عن هؤلاء الوسطاء بأنهم والله شيء واحد. وقد اشتهر كثيرون من هؤلاء الوسطاء قبل الاسلام فمنهم مخبرون يسخرون الجن ومنهم عرافون يستطلعون أخبار السماء ومنهم أنبياء عرب خُلص من أمثال صالح وهود وقد اشتهر قديما من هؤلاء الحكماء والأنبياء أحيقار (وزير الملك سنحريب) التي تشابه سيرته وأقواله التي عثر علي نسخة آرمية منها يعود تاريخ كتابتها الى القرن الخامس قبل الميلاد مانراه في الكتاب المقدس من سفر النبي يشوع بن سيراخ ومانراه في القرآن الكريم من وصايا لقمان الحكيم الذي اقتحمت(!)سيرته و أقواله الحكيمة لابنه قلب السورة القرآنية المسماة باسمه قاطعة، بحدة بالغة، السياق المخبر عن (الله) في الآيات السابقة عليها مباشرة والتالية لها، فكأنها نص اقتحم النص فجأة”(اللاهوت العربي ص 85) وبعد ان يذكر هجرة العرب من اليمن وامتدادها في منطقة الهلال الخصيب والجزيرة ذكر ان الحضور العربي في تلك النواحي التي منها الشام والعراق ، كان مستقرا من قبل المسيحية بزمن طويل ناهيك عن فترة ماقبل الإٍسلام،قال:” المسماة اتفاقا بالجاهلية:واضاف:” ومعروف ان السمات الثقافية العامة المميزة لما يمكن أن يسمى ” العقلية العربية”(!!)هي سمات مهما اختلفت حولها الاحكام والرؤى تمتاز في نهاية الأمر بأنها ثقافة عملية(برجماتية) لاتنزع الى التفلسف النظري العميق ولاتقبل فكرة الاندماج والتداخل بين الآلهة والبشر(يقصد الموجودة في منطقة مصر واليونان مثلا) وتعتقد بوجود كائنات وسيطة بين العالمين الإلهي والإنساني كالجن والعفاريت والمهان والأنبياء والملهمين وهي عقلية جمعية لقوم لطالما تحدوا عوامل الفناء المحدقة بهم ،كالصحراوات الشاسعة والأسفار الطويلة المهلكة والحروب الداخلية والدولية والخوف من المجهول الكامن في الغيب الآتي، وكان ذلك نقيضا لطبيعة العقلية الجمعية للمصريين واليونانيين القدماء حيث الأرض الخضراء والأرض المنتظمة والشعور العام بأن الآلهة قريبة من البشر)(اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص86)

طبعا يمكن ان يسوق المرء الادلة على التوحيد وانه عقيدة الانسان قبل ظهور الوثنيات التي ظهرت في المناطق المختلفة والازمنة المختلفة نتيجة للبعد عن دين الله عز وجل وهو منهج اصيل في الرد والنقد ولكني أُفضل دائما هدم الفكرة باظهار التناقضات من قواعدها المنطلقة منها وثوابت كلياتها الخارجة من رحمها واقصد بذلك ثوابت العلمانية وتناقضات مذاهبها وتطاحنها الداخلي ، ومعلوم ان كثير من المفتونين بالعلمانية يظنونها تفسيرا واحدا للوجود لاتناقض فيه ولاتطاحن-لزكي نجيب محمود نص عن هشيم التطاحن ذكرته في الاقطاب الاول فيمكن اضافته للنص هنا- ولذلك فانا أُظهر التناقض والتطاحن وهذا وحده يكفينا مجهود كبير وقد قدمت في كتابي الخداع والتنصير نص لابن تيمية يشير بالهدم اولا ثم البناء
وهنا نهدم البناء الداخلي للعلمانية ونظرياتها او بالأحرى نكشف هدمها لنفسها وطحنها لمذاهبها المختلفة وتخرصاتها المتيقنة عند اهلها فهي على لاشي وهم على لاشيء وهنا يمكن استدعاء الايات التي تذكر انهم على لاشيء
ومن ذلك مثلا مذهب فرويد فهو على النقيض من تفسير الحتمية الجغرافية وانها منشئة الدين والعقائد! فعند فرويد لم ينشأ الدين نتيجة لعوامل الجغرافيا والمناخ، وانما من اللاشعور النفسي!، اي من ارضية نفسية لامن ارضية جغرافية ومن لاشعور جمعي لامن شعور منشئه عوامل المناخ والجغرافيا!
ومعلومة فكرة فرويد عن نشأة الدين والايمان! فهو يزعم ان الدين ظهر ووجد عن عقدة نفسية عند اولاد الآب الأول!، فقد حسدوه على تملكه لكل شيء ومن ذلك النساء والأم فاجتمعوا على الرغبة في قتله وتوزيع النساء والاستئثار بالأم! بدلا من استئثار الاب!، ولما قتلوه ندموا فيما بعد على ذلك ومن هنا نشأ الضمير -بزعمه-ونشأت عقيدة التدين عند البشر وتأليه الطوطم والإله الي -الذي-نصفه انسان ونصفه حيوان!
وهنا يمكن ان نرى البون الشاسع بين التفسير الجغرافي والتفسير النفسي وهناك حتميات أخرى وتفاسير علمانية اخرى جغرافية وتاريخية ونفسية واقتصادية وسياسية (كمركزية الدولة وارتباط ذلك بدين واحد بخلاف القبائل وتعدد الاديان والوثنيات!)
انه التخرص العلماني الذي فضحته سورة الذاريات بنص فاضح للتخرصات
من المعلوم ان المتسترين-او المستترين- داخل النصوص لايفتأون يقدمون احيانا بين السطور ايمانهم بالاسلام حتى لايواجهون بمحاكمة كتبهم وهم في مأزق محتوم وقد فعل اغلب هؤلاء مايمليه عليهم ضميرهم العلماني من تقديم ترضيات ساترة ومستترة ومستورة لاجل انقاذهم من ورطة محاكماتية لاحقة
ولايتخلف عن ذلك يوسف زيدان فقد كتب نصا صريحا في كتابه اللاهوت العربي للترضية الخائفة وذلك وسط اللحن العلماني الذي هو أقرب للتصريح منه للتلميح ، ويمكنك الوصول الى ترضية يوسف زيدان في الصفحة ص141 من اللاهوت العربي
اذ يصف القرآن بأنه تنزيل سماوي ,ومع انه وصف القرآن بانه جاء بقصص راق مغاير للقصص التوراتي راح يقول عن القرآن انه:” الاستعلان النهائي للاهوت العربي”(انظر ص 146)
امر آخر احببت ان اضيفه هنا قبل ان يفلت من ذاكرتي الا وهو ان النظريات الاستشراقية عن عقل شرقي ضعيف البنية وعقل غربي قوي التفكير بطبيعته وكذلك تقسيم الجابري لعقل مشرقي وعقل مغربي وهنا تقسيم زيدان للعقل تبعا للجغرافيا وكأن الجغرافيا تخلق التفكير(أو العقيدة الدينية او التصورات العقدية) كما تخلق عوامل الاقتصاد عند ماركس الفكرة(فالمادة تخلق الفكرة وتسبقها!) ومن الفكرة عنده” الدين” كل ذلك من تخمينات وتخرصات الفكر الاحادي المختلف في توجهاته المنغلق على جغرافياته وتقسيماته الحتمية التي يقسمون فيها البشر والعقول والديانات الى اتجاهات صنعتها الجغرافيا المناخية او الاقتصاد المعين..إلخ
امر اخير احب التنبيه عليه هنا الا وهو ان يوسف زيدان استخدم في كتابه اللاهوت العربي مراجع علمانية ساندته كثيرا في توجهاته وذلك مثل مراجع لطيب تيزيني وجواد علي وسلوى بلحاج وغيرها من المراجع والمصادر التي استقى منها موقفه التقسيمي او بعض محاور نظرته عن الدين
فلله الحمد على نعمة الاسلام
 
أخ طارق، لماذا هذا الاعتراض علي عمل الخيال بهذه الدرجة وكما هو معلوم ان الخيال ضروري بالنسبة الي تأليف الروايات. وأذا كنت تخشي أن يختلط الخيال بحقائق التاريخ مثلاً، فوقتها كل شخص عليه أن يتحمل تلك المسؤولية بنفسه، واذا كان من المغفلين (كما حدث معي) فليس عليه أن يلوم الا نفسه.
تحميلك طه حسين ما فعله تيزيني، ليس له سبب معقول، لأن طه حسين صرح عن رأيه بما فيه الكفاية لنفي ذلك، وهنا وجه التشابه بين ما قام به زيدان فهو ايضاً صرح عن رأيه بخصوص رواية "عزازيل" بأن معظم الرواية من عمل الخيال (مثل الرقوق التي تخص راهب أسمه هيبا)، لكن زيدان صرح بذلك في موضع أخر غير موجود في الرواية، لذلك قلت ان عدم معرفتي بزيدان قبل قراءة تلك الرواية جعلتني أصدق بكل سذاجة عفوية ما قاله فيها، ولأقوال طه حسين أهمية للتنبيه مثل «ان هذه الأخبار والأحاديث إذا لم يطمئن إليها العقل، ولم يرضها المنطق، ولم تستقم لها أساليب التفكيرالعلمي، فإن في قلوب الناس وشعورهم من ميل إلى السذاجة، واستراحتهم إليها من جهد الحياة وعنائها، ما يحبب إليهم هذه الأخبار ويرغبهم فيها... وفرق عظيم بين من يتحدث بهذه الأخبار إلى العقل على أنها حقائق يقرّها العلم وتستقيم لها مناهج البحث، ومن يقدمها إلى القلب والشعور».
 
يااخي مايصرحون به -للجمهور وترضيته- شيء، ومايضمرونه ويظهر من خلال مايسطروه على الورق ، شيء آخر!
والعلمانيون انفسهم قالوا هذا بعضهم في بعض والشيء الاكثر ادهاشا ان المتلاعب بالنصوص -منهم-يقول عن نظيره ان مايقدمه من ترضيات-مثلا- للجمهور المسلم شيء مفهوم القيام به لانه لايستطيع ان يصرح بموقفه من الوحي بصورة مباشرة وعلنية ، فأنت ياسيدي لم تفهم هذا المفهوم الي هم متفقين عليه ، على إعلانه للجمهور، مما هو خارج النص المكتوب ، ذلك النص المكتوب الذي يقولون فيه غالبا كل مايخفونه على الجمهور العادي.
هنا المعضلة، يكشفها العلمانيون الكبار ،بعضهم على بعض-وبلا تحرج!!- ونكشفها نحن عنهم -بلا تراجع!!-واما الناس -حسنا للظن واكتفاء بالقول السريع-فيكتفون بالتصريحات الطائرة والترضيات الظاهرة.

نصر ابو زيد قال ان اركون قدم ترضيات للجمهور خوفا منه! (مع انه ليس من وقح في التصريح اوعدم التخفي او عدم الاضمار أكثر من اركون وتابعه-او خليفته!- بالضرورة: هاشم صالح، ومن قبلهما صادق جلال العظم.
وعلي حرب قال انهم يقدمون احيانا (في الاعلام) ترضيات تخالف المكتوب الوقح(مثل قولهم لابد من نقد القرآن) هكذا بصريح العبارة!!
بل الجابري نفسه قال عن المتفلسفة العرب القدماء ان بعضهم كان لايستطيع قول كل شيء لقوة الدولة وسيفها ولذلك قالوا بعض مما يجب قوله وهو مايطلق عليه احيانا المسموح التفكير فيه، ومنهم من نقد القرآن علنا!

اما خليل عبد الكريم ففي كتابه الضخم في التعليق على رسالة الدكتور محمد احمد خلف الله(القصص الفني في القرآن) فقد قال-في اكثر من موضع منبها، وليثبت مكره هو ايضا!- ان خلف الله اضمر ولم يصرح ، وانه لم يستطع ان يقول في وقته كل شيء مما نستطيعه ومع ذلك فخليل عبد الكريم نفسه، لم يستطع ان يقول كل مالم يقله خلف الله -مع انه قال وأوغل وشتم علنا وتهكم على النبي والصحابة-واركون نفسه في مواضع عاتب خلف الله لانه غمغم ولم يصرح قال ولم يقل واحيانا عذره
والنصوص موجودة
اما زيدان فقد صرح في كتابه اللاهوت العربي بامور-كثيرة ومعقدة- لايستوعبها عادة الجمهور من ان دينهم مثلا اختراع البيئة طبعا قالها بطريق اخر وبصورة اكاديمية!
اما طه حسين فلاتنسى نصه المشهوررررررررر عن ان للتوراة والانجيل والقرآن ان يقول... ولنا ان نقول...نص له انكر به القصص التاريخي في القرآن، وجاء نصر ابو زيد فعلق على ذلك :ان طه حسين تجرأ هنا-في موضوع القصص القرآني- على القول فيما لم يتجرأ في مواضع أخرى عن الوحي الرباني!، وكلام نصر ابو زيد موجود في كتابه النص-السلطة- الحقيقة!
فمافعله طه حسين ليس فقط إعمال الخيال في تسلية الجمهور من خلال نص مبدع!، للترفيه عنهم وترك اعمال العقل كما قال!،وانما كان عنده خطة وكان عنده هدف في تسطير اسطورته على انها سيرة النبي مع زيادات للترفيه!، فكانت خطته ان يختبئ وراء الخيال لأن الحملة كانت عليه قوية -او انه توقع ايضا انها ستكون عليه قوية فهو ليس اعمى في هذه، وهنا -اي بامتهان دور الخيال-لاتستطيع الإمساك به لانه أضمر ولم يصرح، اي لم يصرح انه بذلك ينكر الوحي وينسبه لتأثيرات خارجية!، وعلى العكس من ذلك فقد استطاع اعلان ان القصص القرآني غير تاريخي فلم يتركه العلماء وقاموا بنقده على علم وحرضوا عليه بالعدل والحق!
اما الذي اداه للاضمار مع الإشارة وترك المعنى للقارئ -الذي يعرف ابعاد موقفه-فهو الخوف ورهبة الموقف وهذا قاله ايضا عنه غالي شكري في كتابه عن سقوط النهضة وقال يكفيه ان قام ب" المساس بالقرآن" فقط المساس!
ماذا تريد بعد ذلك؟
ان ندور معك في حوار لاينفع، لانه حوار خارج موضوع يعرفه العلماني الماكر ويعرفه الاسلامي الواعي والقارئ والذي لايخدع من ملتوي ماكر يقدر اللعبة ثم يقدر موقفه ثم يقدر صور التلاعب ثم يفكر في الاوضاع والاحوال والقوي وهكذا حتى يرسم اسطرته قبل ان يواريه الموت او المرض العضال!
اما طيب تيزيني فقد زاد في الاستغفال والاستهبال، زاد الخداع خداعا، والتلاعب تلاعبا، واضاف على التزوير تزويرا وعلى الخيال-الماكر- تلبيسا أمكر على القاريء!
اما نحن سيدي فلم يخلقنا الله في الاسلام خرفانا وحميرا نرضي بما قسمه لنا العلمانيون من التزوير والتلبيس والخداع والتلاعبات والتغطيات وعمليات التحريف والكتمان
ذلك ان القرآن نبهنا الى ان من الاعداء من يكتمون الحق ويحرفون النصوص في الكتاب وخارجه بالتأويل وان منهم من يلبس الحق بالباطل لاسباب اوردها القرآن
ولايخفى عليك اننا لانقرأ القرآن عميانا وغفلانا-معذرة للغة!- ولا ان القرآن إنشاء بلامعنى، ليس فيه علم وعقلانية وعقل ومنطق وتفهيم للعقل والعقلاء كما زعم الجابري في نصوص داخل نص من آلاف الصفحات!!!!، نحن نعرف ابعاد النصوص القرآنية وماتهدينا اليه من كشفها للنفوس المخربة المتخرصة المتلاعبة ومنها الدهري شتام الرسول والعلماني المتلاعب بالسيرة وهم كثر والمتهكم على الرسول وهم كثر-منهم خليل عبد الكريم وصادق العظم والقمني- وكتبهم شاهدة عليهم وقد اوردت في اكثر من موضع نصوصهم وترضياتهم ووقاحتهم وكلامهم في بعض.
الامر اعوص مما انت عليه ان كنت فعلا لاتفهم مايقولونه مما صرحوا به من ان عمليات اضمار وترضيات يقومون بها لخلخلة النصوص من الداخل احيانا ، تسترا بها ، واحيانا اخرى خوفا من الاسلاميين والامة كلها.
اذا شئت وضعت لنا هذه النصوص المشار اليها موثقة
 
الامر اعوص مما انت عليه ان كنت فعلا لاتفهم مايقولونه مما صرحوا به من ان عمليات اضمار وترضيات يقومون بها لخلخلة النصوص من الداخل احيانا ، تسترا بها ، واحيانا اخرى خوفا من الاسلاميين والامة كلها.
اذا شئت وضعت لنا هذه النصوص المشار اليها موثقة
يا أخ طارق، أنا أقوم بقراءة الكتب أساساً للأستفادة وليس مثلاً للتفتيش عن نوايا الناس بخصوص تصريحاتهم أو ما يكتمونه حول الوحي أو دين الأسلام. وبالأخص لا أريد أن أنشغل بدعوات حول هدم دين الأسلام (وهي دعوات زائفة أشبه بالمسرحيات والمسلسلات) من الداخل كما هو شائع حول الأسماء التي ذكرتها ولأن مثل هذا الأمر هو في النهاية تضييع للوقت.
 
يا أخ طارق، أنا أقوم بقراءة الكتب أساساً للأستفادة وليس مثلاً للتفتيش عن نوايا الناس بخصوص تصريحاتهم أو ما يكتمونه حول الوحي أو دين الأسلام. وبالأخص لا أريد أن أنشغل بدعوات حول هدم دين الأسلام (وهي دعوات زائفة أشبه بالمسرحيات والمسلسلات) من الداخل كما هو شائع حول الأسماء التي ذكرتها ولأن مثل هذا الأمر هو في النهاية تضييع للوقت.
لو كان الأمر تضييع للوقت لما انشغل علمانيوك به!، واقصد بعلمانيوك محمد اركون والجابري وكل من ذكرتهم انت في هذا الملتقى!
انت لاتفهم مخطط علمانيوك الذي يبذلون فيه الاوقات، مشروع الجابري استغرق عقود -من الثمانينات،من القرن ال20، بل قبلها حتى العقد الاول من قرننا هذا ال21!!-وآخره تفسيره ومدخله!، مشروع طرابيشي استغرق 15 سنة لنقد الجابري فقط وتمهيدا لنظرة أخرى تريد أن تهدم الإسلام من طريق آخر، مشروع طيب تيزيني (من سبعينات بل قبل ذلك، القرن الماضي، ومازال الرجل يهدم او يحاوله!!، وهو مشروع من آلاف الصفحات وقد اشار انه مشروع كبير، مشروع حسن حنفي الممتد ومن من العقيدة ألى الثورة(أي الثورة على العقيدة) الى غيره من مشاريع له!، مشروع نصر حامد من مفهوم النص إلى النص السلطة الحقيقة وغيره، مشروع على حرب النقدي وقد استغرق عمره كله!،إلخ
ولااعرف عما تتكلم سيدي، فيبدو أنه يعيش في مخيالك علمانيون تكتب لنا عنهم لكن في صورة تبرز لخيالك غير الصورة التي هم عليها، في الهدف والغاية، في الجهد والوقت، في الفكر ومايقولونه ، مايصرحون به أو يضمرونه!
تدافع عن عمليات ومحاولات فاشلة لهدم الإسلام(هكذا ينفخون!)وتحتج بكلامهم مثل دفاعك او وصفك لمشروع محمد اركون وغيره وللرجل نقد مباشر للقرآن ولسور من القرآن ولمعالم وعقائد القرآن، وقد خصص لذلك كل مشروعه وخصص لنقد السور فصول كاملة من بعض كتبه(فأنت لاتفتش في ضمائرهم طيب فتش في كتبهم تجد كتب كاملة في نقد القرآن وسيرة النبي والوحي).
انك تريد أن تصنع منهم علمانيون لحساب لاءاتك!، اواهتماماتك او نفسيتك الخاصة او بالأحرى، مشروعك الي هو :لااهتم بكذا ولاأنشغل بكذا ولا يهمني كذا ، مشروع اللااهتمام واللاانشغال -وهو غير مشروعهم والا لماضيعوا وقتهم في نقد القرآن والإسلام والسيرة والرسول والوحي والغيب- وكان الله بلاءاتك عليم فنحن لانفتش في ضميرك ولانعرف ماهو مشروعك اللهم الا مشروع لااهتم ولا انشغل (هذه حقيقة وليس تهكم، وصف وليس تقليل من شأنك فنحن نقدرك كأخ وشخص له قدرة على النقاش والتجاوب) ولذلك لاننشعل باللاءات المستديمة ولانهتم بعدم اهتماماتك والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.
 
لو كان الأمر تضييع للوقت لما انشغل علمانيوك به!، واقصد بعلمانيوك محمد اركون والجابري وكل من ذكرتهم انت في هذا الملتقى!
انت لاتفهم مخطط علمانيوك الذي يبذلون فيه الاوقات، مشروع الجابري استغرق عقود -من الثمانينات،من القرن ال20، بل قبلها حتى العقد الاول من قرننا هذا ال21!!-وآخره تفسيره ومدخله!، مشروع طرابيشي استغرق 15 سنة لنقد الجابري فقط وتمهيدا لنظرة أخرى تريد أن تهدم الإسلام من طريق آخر، مشروع طيب تيزيني (من سبعينات بل قبل ذلك، القرن الماضي، ومازال الرجل يهدم او يحاوله!!، وهو مشروع من آلاف الصفحات وقد اشار انه مشروع كبير، مشروع حسن حنفي الممتد ومن من العقيدة ألى الثورة(أي الثورة على العقيدة) الى غيره من مشاريع له!، مشروع نصر حامد من مفهوم النص إلى النص السلطة الحقيقة وغيره، مشروع على حرب النقدي وقد استغرق عمره كله!،إلخ
ولااعرف عما تتكلم سيدي، فيبدو أنه يعيش في مخيالك علمانيون تكتب لنا عنهم لكن في صورة تبرز لخيالك غير الصورة التي هم عليها، في الهدف والغاية، في الجهد والوقت، في الفكر ومايقولونه ، مايصرحون به أو يضمرونه!
تدافع عن عمليات ومحاولات فاشلة لهدم الإسلام(هكذا ينفخون!)وتحتج بكلامهم مثل دفاعك او وصفك لمشروع محمد اركون وغيره وللرجل نقد مباشر للقرآن ولسور من القرآن ولمعالم وعقائد القرآن، وقد خصص لذلك كل مشروعه وخصص لنقد السور فصول كاملة من بعض كتبه(فأنت لاتفتش في ضمائرهم طيب فتش في كتبهم تجد كتب كاملة في نقد القرآن وسيرة النبي والوحي).
انك تريد أن تصنع منهم علمانيون لحساب لاءاتك!، اواهتماماتك او نفسيتك الخاصة او بالأحرى، مشروعك الي هو :لااهتم بكذا ولاأنشغل بكذا ولا يهمني كذا ، مشروع اللااهتمام واللاانشغال -وهو غير مشروعهم والا لماضيعوا وقتهم في نقد القرآن والإسلام والسيرة والرسول والوحي والغيب- وكان الله بلاءاتك عليم فنحن لانفتش في ضميرك ولانعرف ماهو مشروعك اللهم الا مشروع لااهتم ولا انشغل (هذه حقيقة وليس تهكم، وصف وليس تقليل من شأنك فنحن نقدرك كأخ وشخص له قدرة على النقاش والتجاوب) ولذلك لاننشعل باللاءات المستديمة ولانهتم بعدم اهتماماتك والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.
ليس هذا ما قصدته من تضييع الوقت، فأنا كنت أقصد بتضييع الوقت حول الأنشغال بدعوات زائفة مثل القول بهدم الأسلام من الداخل كما تشغل وتوهم نفسك بذلك، وأظن أنك مازلت تضيع وقتي معك في نفس الأمر.
 
يااستاذنا الكريم انا لااضيع وقتي فعندنا في الإسلام قوله تعالى(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) انا لااضيع وقتي في مراغمة طواغيت العلمانية-من خلال الكتابات- وهو اعظم الجهاد!!
ثم انت الذي تتدخل وتتبع كلامي، فليس ذنبي انك تعقب عليها، ومع ذلك فأهلا بك وسهلا حتى ترجع سالما غانما إن شاء الله.
 
يااستاذنا الكريم انا لااضيع وقتي فعندنا في الإسلام قوله تعالى(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) انا لااضيع وقتي في مراغمة طواغيت العلمانية-من خلال الكتابات- وهو اعظم الجهاد!!
ثم انت الذي تتدخل وتتبع كلامي، فليس ذنبي انك تعقب عليها، ومع ذلك فأهلا بك وسهلا حتى ترجع سالما غانما إن شاء الله.
لا تحسب أن مسألة تضييع الوقت مجرد عبث أو يعتبر من السلبيات، لأن تضييع الوقت يكون مفيد أحياناً (لكن ليس هناك شئ مفيد مثلاً في تضييعه حول دعوات هدم الأسلام من الداخل).
ما علاقة الآية التي تذكرها بمسألة تضييع الوقت، وهل تعتبر من ينتقد القرآن الكريم كفراً ؟ مثل نقد العقل الأسلامي (أركون) والعقل العربي (الجابري) (مع أن البعض لا يري أن هناك عقل عربي فالجابري قام بتسمية هذا العقل بالعربي تقية منه وليكون بديل عن العقل الأسلامي).
 
عودة
أعلى