سلسلة المقالات والبحوث القرآنية من المجلات العلمية (1) [مجلة الهداية الإسلامية]

محمد العبادي

مشارك فعال
إنضم
30/09/2003
المشاركات
2,157
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
الخُبر
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
01.png


شهد النصف الأول من تسعينيات القرن الميلادي المنصرم ازدهارًا علميا وأدبيا تجلى في حركة التأليف والتصنيف وعقد المجالس العلمية، وشيوع المراسلات، ونشوء المجلات، وغير ذلك من مظاهر الازدهار العلمي الذي غدا سمة بارزة لهذا الحقبة.
كما امتاز أسلوب الكتابة والتصنيف حينها بجزالة التعبير، ودقة الألفاظ، وجمال الوصف، وحسن الصياغة، ولم يكن النشر متاحًا إلا لمن توفرت له أدواتها المعلومة عند أهل الصنعة.
وكانت المجلات العلمية نتاجًا لهذا الازدهار، ومرتعًا خصبًا يتوارد عليه صفوة الكتاب والعلماء لنشر مقالاتهم وبحوثهم.
بيد أن ضعف الطباعة حينئذٍ، وصعوبة النشر، جعل أكثرها حبيسة المكتبات الخاصة، مما حرم كثيًرا من أهل زماننا متعة وفائدة الاطلاع على هذا النتاج الفريد.

من أجل ذلك جاءت فكرة جمع هذه المقالات والبحوث وفهرستها، واستخراج الخاص منها بالتفسير وعلوم القرآن عبر هذه السلسلة (1)، وكانت البداية بمجلة (الهداية الإسلامية).​



إن أوسع ميدان من الميادين الإسلامية العديدة التي خاض غمارها فضيلة العلامة المصلح محمد الخضر حسين رحمه الله هو ميدان: مجلة (الهداية الإسلامية) تلك المجلة الخالدة التي غذاها بعلمه النافع الغزير، وعمله الخالص الجاد طيلة مرحلة من عمره الطاهر امتدت ثلاثة وعشرين عاماً أو يزيد.
لقد أصدر الإمام خلال حياته العلمية الحافلة بجلائل الأعمال مجلتين إسلاميتين عظيمتين هما: (السعادة العظمى) في تونس عام 1322ه، و(الهداية الإسلامية) في القاهرة عام 1347ه. وترأس تحرير مجلتين إسلاميتين كبيرتين هما: (نور الإسلام)، والمعروفة الآن باسم مجلة (الأزهر)، و(لواء الإسلام) في القاهرة. إلى جانب المشاركة بالقلم في العديد من مجلات العالم الإسلامي.
وكانت مجلة (الهداية الإسلامية) التي صدر العدد الأول منها في جمادى الثانية من عام 1347ه بالقاهرة، وتابعت صدورها ما يزيد على ثلاث وعشرين سنة برئاسة الإمام، وإشرافه العلمي، وتوجيهه القيم، وهي الناطقة باسم (جمعية الهداية الإسلامية) التي أنشاها مع جمهرة من كبار العلماء المسلمين بالقاهرة، وذلك في اليوم الثالث عشر من شهر رجب لعام 1346ه الموافق 6 يناير (كانون الثاني) من عام 1928م. فقد أولاها كل جهده ووقته، وانصرف إليها نهاره وليله، حتى كانت الجمعية مع مجلتها طعامه وشرابه ومنامه.
وقد رسم للجمعية سبيلاً لتحقيق أهدافها باتباع الوسائل التالية:
1- السعي لتعارف الشعوب الإسلامية، وتوثيق الرابطة بينها، ورفع التجافي بين الفرق الإسلامية، والتعاون مع كل جمعية تسعى لهذه الغاية.
2- نشر حقائق الإسلام بأسلوب يلائم روح العصر.
3- مقاومة الإلحاد والدعايات غير الإسلامية في الأوطان الإسلامية بالطرق العلمية.
4- الجهاد في إصلاح شأن اللغة العربية، وإحياء آدابها.
وقد نهجت مجلة الهداية الإسلامية وفق هذه الأسس.
تلقى القارئ المسـلم مجلة (الهداية الإسـلامية) وهو أشـد ما يكون حاجة إلى مجلة إسلامية علمية أدبية اجتماعية تولي وجهها نحو البحث عما يهذب النفوس، ويثقف العقول، ويقوم اللسان، وتسير على الأدب الموصى به في قوله تعالى:
﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهة أعلم بالمهتدين﴾[النحل: 125].
فكانت صوت حق وهدى في العالم الإسلامي. وما زالت مجموعتها مرجعاً إسلامياً للعلماء والباحثين والأدباء.

ونحن إذ ننشر هذه المقالات عبر البوابة الإلكترونية لمركز تفسير لنرجو أن تتجدد صلتنا بمعين ذلك الجيل، ونعيد الاهتمام بجانب مهم، ومصدر ثري من مصادر البحث القرآني ظل بعيدا عن الباحثين..والله الموفق.​

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) شكر خاص لزميلنا العزيز الشيخ فهد الجريوي الذي تولى جمع هذه المجلات العلمية واستخراج المقالات القرآنية منها فجزاه الله خيرا.
 
عودة
أعلى