سر حذف ياء الأفعال الأصلية في الرسم القرآني

العرابلي

New member
إنضم
10/04/2007
المشاركات
156
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
سر حذف الياء في الرسم القرآني (الياء الأصلية)
حذف الياء يفيد الدوام والاستمرار بصفة عامة​
الياء تفيد "التحول" كما يظهر استعمالها في لوحة معاني الحروف الهجائية،
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره.
وقد تبين من جميع المواضع التي حذفت فيها الياء؛
أن حذفها بني على موافقة رسم الكلمة لواقع الاستمرار والدوام الذي دل عليه الحذف.

الياء التي حذفت في الرسم القرآني ستة أنواع؛
النوع الأول : الياء الأصلية.
وهي التي تقع لامًا للكلمة، وتجيء ثالثة، وتكون أصلية؛ مثل: الداعي، الجواري، يؤتي، يغني،
وحكمها أنها تحذف في سبعة أفعال، وثلاثة عشر اسمًا.


الأفعال السبعة التي حذفت فيها الياء

الفعل الأول: يُؤْتِ

في قوله تعالى: (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(146) النساء.
حذفت ياء يؤتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن عطاء الله تعالى للمؤمنين في الآخرة عطاء دائم، لا ينتهي ولا ينفد.
أما إثباتها في قوله تعالى: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18) الليل.
فلأجل أن المزكي يتزكي إذا ملك المال، ويخرج الزكاة إذا ملك نصاب الزكاة، وتحقق فيه الشروط الشرعية، وإذا لم يكن له مال فلا زكاة عليه، فإخراج الزكاة لا يتصف بالدوام.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَـاـهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247) البقرة.
فلأجل أن إتيان المُلْك من عطاء الله في الدنيا، وقابل لأن ينزع منه، أو الموت عنه.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا(269) البقرة؛
فلأجل أن إتيان الحكمة من الأمور التي يصلح الله بها عباده في الدنيا، ولا حاجة لهم بها في الآخرة.
وغير ذلك فهي محذوفة بسبب الجزم؛ مثل: (وَءَاتَـاـكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَـاـلَمِينَ(20) المائدة.


الفعل الثاني: يَأْتِ
في قوله تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ(104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود.
حذفت ياء يأتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يرد ولا ينتهي؛ فمن شقي شقي شقاءً دائماً، ومن سعد سعد سعادة دائمة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(105) هود.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّـاـلِمِينَ(258) البقرة.
فلأن الإتيان بالشمس من المشرق يتكرر وينتهي بالمغيب كل يوم، ثم يؤتى بها من المغرب كعلامة كبرى لمجيء الساعة، ونهاية الحياة الدنيا، فلا استمرار لإتيانها من المشرق، ويوم القيامة تكور وينتهي إشراقها.
أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ(31) إبراهيم.
فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة؛ (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ)، فجاء التحذير لإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله قبل مجيء ذلك اليوم. فلا استمرار للإنسان فيه لكسب ما يدفع الضرر عن نفسه.


الفعل الثالث: يسر
في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ(4) الفجر.
يقسم الله تعالى بالليل إذا ذهب وسار، وأي الليل الذي أقسم الله تعالى به ؟
أهو ليل الأيام؟ أم ليل آخر أيام الدنيا؟
فالليل في أيام الدنيا يذهب ويعود، وأما يوم القيامة فيذهب بلا عودة؛ فلا ليل يأتي على أصحاب الجنة، ولا نوم فيها عن نعيمها، ولا ليل يأتي على أصحاب النار، ولا راحة لهم من عذابها.
والليل الذي المقسم به هو الذاهب من غير عودة، وذلك يوم القيامة، وهذا حدث عظيم، والقسم به هو قسم بنفس يوم القيامة؛ لأنه حدث من أحداث الله العظام، أما ليل الأيام فيتكرر بالذهاب والعودة.


الفعل الرابع: ننج
في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ(103) يونس
حذفت ياء ننجي الثانية لأن هذا الإنجاء هو من فعل لله، وصفته الدائمة في إنجاء المؤمنين لقوله سبحانه وتعالى: (كذلك حَقًّا عَلَيْنَا) فلم يقيد الإنجاء بحدث أو بالدنيا، فهو يشمل الإنجاء في الآخرة أيضًا.
أما إثباتها في الموضع الأول من الآية فلأجل أن هذا الإنجاء يكون عند إهلاك الله الأمم المكذبة لرسلها.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّـاـلِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72) مريم
فلأجل أن هذا الإنجاء يقع في حدث محدود؛ عند المرور على الصراط إلى الجنة.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـاـهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ(88) الأنبياء
فلأجل أن الله تعالى يفعل في إنجاء المؤمنين بإخراجهم مما يحيط بهم من الكرب؛ كما أنجى يونس عليه السلام بإخراجه من بطن الحوت.
وهذا الموضع ليس كالموضع الذي حذفت فيه الياء في الآية الأولى؛ لأنه أطلق القول فيها بالاتصاف بما أوجب على نفسه، ولم يقيده بالحدث. وكانت سبل نجاة الرسل عديدة، وقيده في هذه الآية بربطه بما حدث ليونس عليه السلام.


الفعل الخامس: تغن
في قوله تعالى: (حِكْمَةٌ بَـاـلِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ(5) القمر.
حذفت ياء تغني لأجل أن فيها نفيًا دائمًا لنفع النذر، فهم معرضون عن كل آية تأتيهم؛ ومتبعون أهواءهم بعد مجيء ما يزجرهم، فقد جاء قبلها؛ (وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ(2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ(3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ(4) القمر
وأما حذفها أيضًا في قوله تعالى: (ءَأََتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَـاـعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) يس.
لأن فيها نفيًا دائمًا لنفع شفاعة ما أشركوا به من آلهة مزعومة.
أما إثباتها في قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَـاـوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَـاـعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى(26) النجم.
فللاستثناء الوارد (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى)، فلم يكن النفي ساريًا على الجميع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَـاـوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَـاـتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ(101) يونس.
فلأجل أن طلب النظر إلى آيات السموات والأرض كان عامًا، والمبلغ لهذا الطلب هو النبي صلى الله عليه وسلم، فأغنت من آمن بها، ولم تغن من لم يؤمن بها، ثم تحول من بقي من المبلغين إلى الإيمان بعد الفتح.
وما بقي من مواضع الحذف فبسبب الجزم كما في قوله تعالى: (فَجَعَلْنَـاـهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (24) يونس.


الفعل السادس: يناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(41) ق.
حذفت الياء في نداء المنادي في الآخرة ليقوم الناس أحياء بعد أن كانوا أمواتًا، (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ(42) ق، فكان النداء لحياة لا موت بعدها، واستمرار لا توقف له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَـاـنِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ(193) آل عمران.
فلأجل أن النداء إلى الإيمان خاص في الحياة الدنيا، ولأن هذا النداء يتوقف عند حصول الاستجابة من المنادى إليه، فأثبتت الياء لانقطاع استمرارية النداء، أو التحول عنه.


الفعل السابع: نبغ
في قوله تعالى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءاثَارِهِمَا قَصَصًا(64) الكهف
حذفت ياء نبغي في قول موسى عليه السلام؛ لأن فقدان الحوت هو العلامة الموصلة إلى الرجل الصالح؛ لينطلق معه متعلمًا منه مما علمه الله، ولأن لقاء الرجل الصالح ليس هو نهاية البغية؛ بل هو بداية الاستمرار في المصاحبة، فلأجل ذلك كان حذف الياء.
أما إثبات الياء في قول أخوة يوسف؛ (قَالُوا يَـاـأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَـاـعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا (65) يوسف.
فلأجل أن بغية أخوة يوسف انتهت بالحصول على بضاعة يبادلونها في مصر، فلما وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم؛ قالوا قولهم هذا، وفي التفسير قالوا لأبيهم: ما نبغي منك شيئاً لقد وجدنا بضاعتنا ردت إلينا، وافتقارهم إلى البضاعة بان في تعليل يوسف عليه السلام لردها عليهم؛ (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(62) يوسف.
وكذلك وصفهم لسوء حالهم وبضاعتهم وطلب التصدق عليهم؛ (قَالُوا يَـاـأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَـعَةٍ مُزْجَـاـةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ(88) يوسف.


الفعل الثامن: يقص
في قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَـاـصِلِينَ(57) الأنعام.
ذكر هذا الفعل زيادة عن الأفعال السبعة لوجود قراءة أخرى له؛ وقد حذفت الياء على قراءة من قرأ (يَقْضِ) بدلاً من (يقصُّ)؛ لأن حذفها يجعل الرسم صالحاً للقراءتين معاً ... هذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقضي بالحق دائمًا، ولهذا المعنى يصلح حذف ياء يقضي أيضاً، ولو لم يقرأ إلا بها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
 
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره.
وقد تبين من جميع المواضع التي حذفت فيها الياء؛
أن حذفها بني على موافقة رسم الكلمة لواقع الاستمرار والدوام الذي دل عليه الحذف.

الياء التي حذفت في الرسم القرآني ستة أنواع؛
النوع الأول : الياء الأصلية.
وهي التي تقع لامًا للكلمة، وتجيء ثالثة، وتكون أصلية؛ مثل: الداعي، الجواري، يؤتي، يغني،
وحكمها أنها تحذف في سبعة أفعال، وثلاثة عشر اسمًا. [/font]

الأفعال السبعة التي حذفت فيها الياء

الفعل الأول: يُؤْتِ

في قوله تعالى: (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا(146) النساء.
حذفت ياء يؤتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن عطاء الله تعالى للمؤمنين في الآخرة عطاء دائم، لا ينتهي ولا ينفد.
.


بل حُـذفت هذه الياءُ -في اللفظ والرسم - ونظائرها في القرآن كذلك لأنَّ إثباتها فيه لحنٌ فاحشٌ يتنزه عنه كلام البشر , فضلاً عن كلام الله تعالى .
وسببُ حذفها هوأنَّ آخر الفعل ساكنٌ وأولَ الاسم بعده ساكنٌ فحذفتْ لمنع التقاءُ السَّاكنينِ اللذين لا يصحُّ اجتماعهما.


أما إثباتها في قوله تعالى: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18) الليل.
فلأجل أن المزكي يتزكي إذا ملك المال، ويخرج الزكاة إذا ملك نصاب الزكاة، وتحقق فيه الشروط الشرعية، وإذا لم يكن له مال فلا زكاة عليه، فإخراج الزكاة لا يتصف بالدوام.


من الخطـإ هنا حملُ معنى الآيةِ على زكاة المال الواجبة وحدها (مع أنَّ غيـرها من أوجه صرف المال الشرعيةِ في المستحبات والسنن مرادٌ بلفظ (يتزكى)

فالزكاةُ هنا زكاةُ النَّفـس ولا يشتَـرطُ فيها حولٌ ولا نصابٌ , وهي على عكس ما قررتَـهُ مستمرةٌ دائمةٌ لا تتقيدُ بزمنٍ ولا مكانٍ بل ولا بشرطٍ معيَّـنٍ في القابض والمعطَـى منها
 
بل حُـذفت هذه الياءُ -في اللفظ والرسم - ونظائرها في القرآن كذلك لأنَّ إثباتها فيه لحنٌ فاحشٌ يتنزه عنه كلام البشر , فضلاً عن كلام الله تعالى .
وسببُ حذفها هوأنَّ آخر الفعل ساكنٌ وأولَ الاسم بعده ساكنٌ فحذفتْ لمنع التقاءُ السَّاكنينِ اللذين لا يصحُّ اجتماعهما.

أخي الكريم محمود الشنقيطي
سآخذ بكلامك إذا كان إثباتها فيه لحن فاحش كما تقول
فأرجو أن تبين لي :
لمذا أثبتت واو يمحو في (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد، وفي إثباتها لحن فاحش كما تقول لأن هناك التقاء ساكنين
ولماذا حذفها في قوله تعالى (فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ (24) الشورى. .. هل ذهب سبب الفحش.
أستغفر الله العظيم

وماذا تقول في إثبات ياء تسألني قوله تعالى: (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) الكهف
وحذفها في قوله تعالى: (فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود. وليس فيها التقاء ساكنين
والأمثلة كثيرة جدًا
أعتبر ذلك زلة منك
وأرجو أن تستغفر ربك
وكلنا خطاؤون
ولا تنفعل بأقول قوم نحن أعلم بهم منك
إنما هم أبواق فتنة
نعوذ بالله منها
 
من الخطـإ هنا حملُ معنى الآيةِ على زكاة المال الواجبة وحدها (مع أنَّ غيـرها من أوجه صرف المال الشرعيةِ في المستحبات والسنن مرادٌ بلفظ (يتزكى)

فالزكاةُ هنا زكاةُ النَّفـس ولا يشتَـرطُ فيها حولٌ ولا نصابٌ , وهي على عكس ما قررتَـهُ مستمرةٌ دائمةٌ لا تتقيدُ بزمنٍ ولا مكانٍ بل ولا بشرطٍ معيَّـنٍ في القابض والمعطَـى منها

قولي واضح يتزكى من ملك المال ومن لا مال عنده لا يتزكى وهذا شامل لك زكاة كانت واجبة صدقة يتصدق بها
إما إخراج الزكاة فهي من الواجبات ولها نصابها وشرطها
فبدأت بالعالم قبل الخاص
فلا يلتبس هذا الأمر على مثلكم
وبارك الله فيكم
 
أخي الكريم محمود الشنقيطي
سآخذ بكلامك إذا كان إثباتها فيه لحن فاحش كما تقول
فأرجو أن تبين لي :
لمذا أثبتت واو يمحو في (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد، وفي إثباتها لحن فاحش كما تقول لأن هناك التقاء ساكنين
ولماذا حذفها في قوله تعالى (فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ (24) الشورى. .. هل ذهب سبب الفحش.
أستغفر الله العظيم

وماذا تقول في إثبات ياء تسألني قوله تعالى: (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) الكهف
وحذفها في قوله تعالى: (فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود. وليس فيها التقاء ساكنين
والأمثلة كثيرة جدًا
أعتبر ذلك زلة منك
وأرجو أن تستغفر ربك
وكلنا خطاؤون
ولا تنفعل بأقول قوم نحن أعلم بهم منك
إنما هم أبواق فتنة
نعوذ بالله منها


أشهدك أني أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيومُ وأتوب إليـه
أخي/ أبـا مسلم

أمَّا (يَـمْحُـو) الأولى فثبتتْ واوُهـا لأنَّ الفعلَ جاءَ مضارعاً مرفوعاً معتلَّ الآخـر , وهذا النوعُ من الأفعالِ يرفعُ بالضمة المقدرة على الواو , وينصبُ بفتحها ويجزَمُ بحذفها كما هي الحالُ أدناه , ولذلكَ عُـطفَ عليه فعلُ (يُثْبِـتُ) ظاهرَ الضمة كما ترى.

وياءُ (يمحُ) في الشورى ثبتتْ لأنها فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بعطفِـه على الفعل المجزوم السابقِ له (يختمْ) وجازمُهما هو مجيئ الفعل الأول جواباً للشرطِ وعطفَ الثاني (يَـمْحُ) على الأول المجزوم (يختمْ), ومعلومٌ أنَّ معتَـلَّ الآخر من أفعال المُـضارعَـة يكون جزمُـهُ بحذف حرف العلة والمعطوفُ عليه تبعٌ له في ذلك , وهذا سرُّ الحذفِ أو علَـنُـهُ.

أما ياءُ (تسْأَلْـنِي) التي تسْأَلُـنِي عنها , فهي خارجَ موضع الاستدراكِ عليكَ , لأنَّ آخرها جاء ساكناً , ولكنَّهُ لم يلاقِ ساكناً آخَـرَ في أول تاليه وهو (مَـا) أو (عَـن) ولكنَّ مجيئهما في موضعين ثبتت الياءُ في أحدهما وحُذفت في الآخر هو موضعُ جوازٍ لا لزومٍ كما في فعل (يمحُ) لأنَّ واوَ يمحو أصليةٌ في الفعلِ فعملَ الجزمُ فيها وهي لامُـه.

خلافاً لياء (تسْأَلْـنِي) و (تسْأَلْـنِ) فهي ليست لاماً للكلمة حتى يُستَدلَّ ببقائها بعد الجازم وهو (لا) , فالجزمُ ظهر على اللامِ في حالي الحذف والإضافة , والنون فيهما جاءت للوقاية , والياءُ مفعول به.

والعربُ تحذفُ الياءَ في مثل هذا الفعل تخفيفاً وتثبتُه بقاءا على الأصل , وعليه فالحذف والإثبات هنا وجهان جائزان , جاء بهما القرآنُ النازلُ بلسانٍ عربيٍ مبينٍ.
 
أشهدك أني أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيومُ وأتوب إليـه
أخي/ أبـا مسلم

أمَّا (يَـمْحُـو) الأولى فثبتتْ واوُهـا لأنَّ الفعلَ جاءَ مضارعاً مرفوعاً معتلَّ الآخـر , وهذا النوعُ من الأفعالِ يرفعُ بالضمة المقدرة على الواو , وينصبُ بفتحها ويجزَمُ بحذفها كما هي الحالُ أدناه , ولذلكَ عُـطفَ عليه فعلُ (يُثْبِـتُ) ظاهرَ الضمة كما ترى.

وياءُ (يمحُ) في الشورى ثبتتْ لأنها فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بعطفِـه على الفعل المجزوم السابقِ له (يختمْ) وجازمُهما هو مجيئ الفعل الأول جواباً للشرطِ وعطفَ الثاني (يَـمْحُ) على الأول المجزوم (يختمْ), ومعلومٌ أنَّ معتَـلَّ الآخر من أفعال المُـضارعَـة يكون جزمُـهُ بحذف حرف العلة والمعطوفُ عليه تبعٌ له في ذلك , وهذا سرُّ الحذفِ أو علَـنُـهُ.

أخي الكريم الحبيب الفاضل
غفر الله ذنبك وعفا عنك
لا تخرج من واحدة حتى تدخل في غيرها
من قال إن واو الاستئناف هذه واو عطف ... أتربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!
انظر يا أخي على الأقل علامة "قلي" على "قلبك" ، ووضع هذه العلامة لا تخفى عليك، فهي قطع لما قبلها عما بعدها، ويكون ما بعدها موضوعًا جديدًا
ويسمى هذا الوقف بالوقف التام ؛ وتعريفه : هو الوقف على كلام تم معناه ، ولم يتعلق بما بعده لفظًا ولا معنى.
وعندكم يا أخي الكريم بكلية إعداد المعلمين بالرياض
كتاب للمدرس فيها (على إسماعيل السيد هنداوي) بقسم الدراسات القرآنية بعنوان؛
"جامع البيان في معرفة رسم القرآن" من منشورات دار الفرقان
وفيه: باب حذف الواوات ص 223
رقم (4) - ويمح ((في)) (ويمح الله الباطل) بالشورى، وخرج موضع الرعد فهو ثابت بالواو.
وجاء بالشواهد على الحذف في الصفحة التالية لها:
"وإليك شاهد ما تقدم من المورد قال:
وهاك واوا سقطت في الرسم
فـي أحـرف للاكتـفـاء بالضـم
ويـدع الإنسان ويـوم يـدع
فـي سورة القمـر مـع سندع
ويـمح فـي حـم مـع وصـالح
الحذف في الخمسة عنهم واضح"


أما ياءُ (تسْأَلْـنِي) التي تسْأَلُـنِي عنها , فهي خارجَ موضع الاستدراكِ عليكَ , لأنَّ آخرها جاء ساكناً , ولكنَّهُ لم يلاقِ ساكناً آخَـرَ في أول تاليه وهو (مَـا) أو (عَـن) ولكنَّ مجيئهما في موضعين ثبتت الياءُ في أحدهما وحُذفت في الآخر هو موضعُ جوازٍ لا لزومٍ كما في فعل (يمحُ) لأنَّ واوَ يمحو أصليةٌ في الفعلِ فعملَ الجزمُ فيها وهي لامُـه.

خلافاً لياء (تسْأَلْـنِي) و (تسْأَلْـنِ) فهي ليست لاماً للكلمة حتى يُستَدلَّ ببقائها بعد الجازم وهو (لا) , فالجزمُ ظهر على اللامِ في حالي الحذف والإضافة , والنون فيهما جاءت للوقاية , والياءُ مفعول به.

والعربُ تحذفُ الياءَ في مثل هذا الفعل تخفيفاً وتثبتُه بقاءا على الأصل , وعليه فالحذف والإثبات هنا وجهان جائزان , جاء بهما القرآنُ النازلُ بلسانٍ عربيٍ مبينٍ.
حذف الياء أخي الكريم سواء كانت الياء أصلية أو زائدة أو في آخر الكلمة أو وسطها
أو غير ذلك كلها مرتبطة بمعناها الذي يفيد التحول
أخي الكريم
والله الذي لا إله إلا هو لا أريد لك إلا كل خير
فقبل الرد على أبي مسلم
انظر إلى نفسك وما تخطه يداك ولا تعجل .. فأنت ستحاسب عليه كان خيرًا أو غير ذلك
وهي نصيحة انصح بها نفسي قبل أن انصحك بها.
وحفظك الله يا أخي من كل مكروه
لقد خرجت من البيت على عجل
ووضعت ردي السابق فرأيت فيه عددًا من الأخطاء بعد عودتي
ولكن الأخطاء الكتابية تهون مع الأخطاء في المعاني ، وإن كان ينبغي أن يسلم النص من الخطأين
 
وجاء في كتاب جامع البيان في معرفة رسم القرآن ص(9)
فقد نقل ابن المبارك عن شيخه الدباغ في كتابه الإبريز ما نصه ((ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة، وإنما هو توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها، لأسرار لا تهتدي إليها العقول، وهو سر من الأسرار خص الله بها كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية.
وكما أن نظم القرآن معجز فرسمه أيضًا معجز)) (انظر مناهل العرفان ص376ج1)، ولهذا قال المرحوم الشيخ محمد العاقب في كتابه كشف العمى:
والخط فيه معجز للناس -------- وحائد عن مقتضى القياس
لا تهتدي لسره الفحول --------- ولا تحوم حوله العقول
قد خصه الله بتلك المنزلة --------- دون جميع الكتب المنزلة
ليظهر الإعجاز في المرسوم --------- كما في لفظه المنظوم (انظر إيقاظ الأعلام لوجوب اتباع مصحف الإمام ص 33)
 

أخي الكريم الحبيب الفاضل
غفر الله ذنبك وعفا عنك
لا تخرج من واحدة حتى تدخل في غيرها
من قال إن واو الاستئناف هذه واو عطف ... أتربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!
انظر يا أخي على الأقل علامة "قلي" على "قلبك" ، ووضع هذه العلامة لا تخفى عليك، فهي قطع لما قبلها عما بعدها، ويكون ما بعدها موضوعًا جديدًا
ويسمى هذا الوقف بالوقف التام ؛ وتعريفه : هو الوقف على كلام تم معناه ، ولم يتعلق بما بعده لفظًا ولا معنى.
وعندكم يا أخي الكريم بكلية إعداد المعلمين بالرياض
كتاب للمدرس فيها (على إسماعيل السيد هنداوي) بقسم الدراسات القرآنية بعنوان؛
"جامع البيان في معرفة رسم القرآن" من منشورات دار الفرقان
وفيه: باب حذف الواوات ص 223
رقم (4) - ويمح ((في)) (ويمح الله الباطل) بالشورى، وخرج موضع الرعد فهو ثابت بالواو.
وجاء بالشواهد على الحذف في الصفحة التالية لها:
"وإليك شاهد ما تقدم من المورد قال:
وهاك واوا سقطت في الرسم
فـي أحـرف للاكتـفـاء بالضـم
ويـدع الإنسان ويـوم يـدع
فـي سورة القمـر مـع سندع
ويـمح فـي حـم مـع وصـالح
الحذف في الخمسة عنهم واضح"



حذف الياء أخي الكريم سواء كانت الياء أصلية أو زائدة أو في آخر الكلمة أو وسطها
أو غير ذلك كلها مرتبطة بمعناها الذي يفيد التحول
أخي الكريم
والله الذي لا إله إلا هو لا أريد لك إلا كل خير
فقبل الرد على أبي مسلم
انظر إلى نفسك وما تخطه يداك ولا تعجل .. فأنت ستحاسب عليه كان خيرًا أو غير ذلك
وهي نصيحة انصح بها نفسي قبل أن انصحك بها.
وحفظك الله يا أخي من كل مكروه
لقد خرجت من البيت على عجل
ووضعت ردي السابق فرأيت فيه عددًا من الأخطاء بعد عودتي
ولكن الأخطاء الكتابية تهون مع الأخطاء في المعاني ، وإن كان ينبغي أن يسلم النص من الخطأين

يا أبا مسلم:
أرأيتَ في وسطي زناراً؟! أتراني خرجتُ من الكنيسة؟! أتُـرى صليبَ المشركينَ على صدري.؟ حتى تسألـني هذا السؤال..!

إنِّي أجِـلُّ لكَ شيبتكَ امتثالاً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلمَ لا تصنعاً لأحدٍ ولا استمالةً لمخلوق , فأرجوكَ ألا تغريني بغليظ القولِ للردِّ عن نفسي بمثله.

وبيت العلاّمة محمد العاقبْ بن ماياباَ الأخيرُ الذي كتبتَـهُ مكسورٌ يظلعُ , ولا تنبغي نسبةُ مثله لنحريرٍ كـمحمد العاقب رحمه الله , فهو يقول:

ليظهر الإعجاز في المرسوم && منه كما في لفظه المنظومِ

ومعاذ الله أن أكونَ عند القول بأن الواوَ السابقة لـ (يمحُ) عاطفةٌ لا مستأنفةٌ أربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! ليكونَ الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!

وعجبي لك كيفَ ارتجلتَ هذا الفهمَ الذي لم تُـسبـقْ له, وعليه فأرجو أن تتامَّلَ أداة الشرط وجزاءها والمعنى المترتب عليها بعد ذلك ,أو تراجع أقوال النُّحـاة والمفسرين فيها , فالمعنى المُـقدَّرُ على القول بأنها عاطفةٌ هو: فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه و يمحُ افتراءكَ بعدئذ.

أمَّـا علامة (قلـي) التي تأمرُني بالنظر فيها فهي موضوعةٌ ثَـمَّ ( لا تنزيلاً من الله , ولا إقراراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتبَـة الوحي ) بل بناءاً على قولٍ من أقوال النُّحـاة المُـعربينَ لكلام الله وهو الصحيحُ الأشهـر , وعدمُ اعتبارِ وجودها لكون الواو عاطفةً قولٌ آخـرُ كذلك وإن كان مرجوحاً ضعيفاً, فهو أولى من ادَّعـاء الأسرار وكشفها والتكلف لها ومصادمة العربية ونصوص الشرع بها.

أمَّا الكتابُ فجزى الله مؤلفه خيراً وبارك فيه , وجزاك أنت الله خيراً على الإحـالة إليه , وليتك أحلتَ لمن كتبَ عينَ كلامه قبله بسبعة وثمانية وتسعة قرون وأزيد من ذلك كأبي داود والثعلبي والزركشي وعامة المفسرين وغيرهم رحم الله الجميع.

علماً أنَّ من قال بأن الواو للاستئناف علل ذلك بأنَّ الله تعالى يمحو الباطل مطلقا‏ , ولأنَّ محوَ الله الباطلَ ثابتٌ قبل الشرط , خلافاً للختم على قلب النبي صلى الله عليه وسلمَ فهو معدومٌ قبل الشرط , ورُدَّ عليهم أن محوَ الله الباطلَ شُـرطَ بالمشيئةِ وهو معدومٌ كذلك قبلَـها , ويكون التقديرُ حينئذٍ ( فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه - لأنَّ الفرية على الله لا تصدر إلا عن مختومٍ على قلبه - و يمحُ افتراءكَ بعدئذ , ثمَّ استأنفَ الكلامَ وقال ( ويُحِقُّ اللهُ الحقَّ ..).

وعلى أية حالٍ فأنا غيرُ مقتنعٍ ولا ملتزمٍ لهذا القول , ولكني أردت القولَ بأنَّ التزامَـه - على ضعفه - خيرٌ وآمَـنُ من ادعاء الكشف والفتوحات والتكلفات , وأنَّ ما حذفت ياءه أواوُه في رسم المُـصحفِ لمقتضى إعرابيٍ بينٍ كما في جُـلِّ أمثلتكَ في هذا الموضوع وغيره , لا ينبغي ‏تكلف الأسرار فيه , والإعراضُ -عمداً- عن العلنِ غير المختلف فيه من أسباب الحذف الإعرابية.

والحمدُ لله رب العالمينَ , وأرجو ألا يكتب الله لي عودةً لهذا الموضوع , عملاً بنصيحتك الأخيرة , وتجافياً عن ملاقاتك بغير اللائق , إذْ لم أقعْ - بحمد الله ومنَّته- في ذلك من قبلُ مع أحدٍ من كِرامِ أعضاء هذا المنتدى القُرآنيِّ النيِّر الهادئ وأستعصمُ الله من الحورِ من بعدُ , والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآلـه.
 
يا أبا مسلم:
أرأيتَ في .............................؟ حتى تسألـني هذا السؤال..!

إنِّي أجِـلُّ لكَ شيبتكَ امتثالاً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلمَ لا تصنعاً لأحدٍ ولا استمالةً لمخلوق , فأرجوكَ ألا تغريني بغليظ القولِ للردِّ عن نفسي بمثله.

وبيت العلاّمة محمد العاقبْ بن ماياباَ الأخيرُ الذي كتبتَـهُ مكسورٌ يظلعُ , ولا تنبغي نسبةُ مثله لنحريرٍ كـمحمد العاقب رحمه الله , فهو يقول:

ليظهر الإعجاز في المرسوم && منه كما في لفظه المنظومِ

ومعاذ الله أن أكونَ عند القول بأن الواوَ السابقة لـ (يمحُ) عاطفةٌ لا مستأنفةٌ أربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! ليكونَ الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!

وعجبي لك كيفَ ارتجلتَ هذا الفهمَ الذي لم تُـسبـقْ له, وعليه فأرجو أن تتامَّلَ أداة الشرط وجزاءها والمعنى المترتب عليها بعد ذلك ,أو تراجع أقوال النُّحـاة والمفسرين فيها , فالمعنى المُـقدَّرُ على القول بأنها عاطفةٌ هو: فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه و يمحُ افتراءكَ بعدئذ.

أمَّـا علامة (قلـي) التي تأمرُني بالنظر فيها فهي موضوعةٌ ثَـمَّ ( لا تنزيلاً من الله , ولا إقراراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتبَـة الوحي ) بل بناءاً على قولٍ من أقوال النُّحـاة المُـعربينَ لكلام الله وهو الصحيحُ الأشهـر , وعدمُ اعتبارِ وجودها لكون الواو عاطفةً قولٌ آخـرُ كذلك وإن كان مرجوحاً ضعيفاً, فهو أولى من ادَّعـاء الأسرار وكشفها والتكلف لها ومصادمة العربية ونصوص الشرع بها.

أمَّا الكتابُ فجزى الله مؤلفه خيراً وبارك فيه , وجزاك أنت الله خيراً على الإحـالة إليه , وليتك أحلتَ لمن كتبَ عينَ كلامه قبله بسبعة وثمانية وتسعة قرون وأزيد من ذلك كأبي داود في المقنع والثعلبي والزركشي وعامة المفسرين وغيرهم رحم الله الجميع.

علماً أنَّ من قال بأن الواو للاستئناف علل ذلك بأنَّ الله تعالى يمحو الباطل مطلقا‏ , ولأنَّ محوَ الله الباطلَ ثابتٌ قبل الشرط , خلافاً للختم على قلب النبي صلى الله عليه وسلمَ فهو معدومٌ قبل الشرط , ورُدَّ عليهم أن محوَ الله الباطلَ شُـرطَ بالمشيئةِ وهو معدومٌ كذلك قبلَـها , ويكون التقديرُ حينئذٍ ( فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه - لأنَّ الفرية على الله لا تصدر إلا عن مختومٍ على قلبه - و يمحُ افتراءكَ بعدئذ , ثمَّ استأنفَ الكلامَ وقال ( ويُحِقُّ اللهُ الحقَّ ..).

وعلى أية حالٍ فأنا غيرُ مقتنعٍ ولا ملتزمٍ لهذا القول , ولكني أردت القولَ بأنَّ التزامَـه - على ضعفه - خيرٌ وآمَـنُ من ادعاء الكشف والفتوحات والتكلفات , وأنَّ ما حذفت ياءه أواوُه في رسم المُـصحفِ لمقتضى إعرابيٍ بينٍ كما في جُـلِّ أمثلتكَ في هذا الموضوع وغيره , لا ينبغي ‏تكلف الأسرار فيه , والإعراضُ -عمداً- عن العلنِ غير المختلف فيه من أسباب الحذف الإعرابية.

والحمدُ لله رب العالمينَ , وأرجو ألا يكتب الله لي عودةً لهذا الموضوع , عملاً بنصيحتك الأخيرة , وتجافياً عن ملاقاتك بغير اللائق , إذْ لم أقعْ - بحمد الله ومنَّته- في ذلك من قبلُ مع أحدٍ من كِرامِ أعضاء هذا المنتدى القُرآنيِّ النيِّر الهادئ وأستعصمُ الله من الحورِ من بعدُ , والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآلـه.

أخي الكريم
خفظك الله ورعاك
وغفر الله لنا ولك
ما قلته لم يكن يخطر على بالي لحظة واحدة ولا نظرة مني إليك، معاذ الله من مثل ذلك
ولقد ساءني بوحك به.
وأمامي ما يدل على مكانتك وعملك
وما انا بفحاش مع من يسيء إلي
فكيف من يراجع معي أمورًا في كتاب الله وهو عمل من أشرف الأعمال
وأشكر لك أدبك وحسن تقديرك، فهذا من خلق المسلم عامة، فكيف بمن يكون عمله تدريس القرآن.
لقد سألت السؤال وأمر العطف لا يخفى علي ولا يقبل معناه عندي ولا عند غيري
والكتب التي قامت على إعراب القرآن كالجدول في إعراب القرآن لمحود صافي، وإعراف القرآن لمحي الدين درويش، أو التي تخصصت في الوقف والابتداء من الكتب القديمة العديدة؛ مجمعة على أن الواو استئنافية، فهو القول الراجح والصحيح، وليس هناك داع لقول غير ذلك والتقدير لإبعاد ما قد يلتبس فيه.
لأنه يقود إلى هذا الفهم من غير قصد، ولا يخرج من الرسول عليه الصلاة والسلام إلا حقًا، والختم على قلبه عقابًا لهم وليس للنبي صلى الله عليه وسلم.
وعلامات القرآن هي مبنية على المعاني
فالتفريق بين واو العطف وواو الاستئناف مبني على المعنى
والنحو مبني على المعنى فلولاه لما ميزنا بين الفاعل والمفعول به
ولذلك وضعت علامة "قلي" حتى يعرف القارئ أنه بدأ بمعنى جديد لما يترتب على العطف من محاذير ما ذكرته. وإنما يكلف به عالم في اللغة والتفسيرلأنه أبصر بذلك من غيره.
وإذا كانت علامات الوقف موضوعة؛ فكذلك تنقيط الحروف والحركات، والهمزة نفسها التي تكتب على السطر، وعلى أحرف المد موضوعة، وهمزة الوصل والشدة، وكلها من وضع الفراهيدي رحمه الله تعالى، فالرسم القرآني خالي من تنقيط الإعراب وتنقيط الإعجام .. وإنما كان وضعها للضرورة حتى لا يلحن القارئ في القرآن الكريم.
ولما سئل علي رضي الله عنه عن تفسير قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا)؛ قال: تجويدك للحروف، ومعرفة الوقوف، وهذه العلامات تعرف القارئ مكان الوقوف الصحيح الذي لا يخل بالمعنى، فهي علامة لشطر الترتيل.
والمعنى في الآية؛ لما كان الله عز وجل يرسل الرسل لمحو الباطل، وما كان إنزال الله تعالى آياته على قلب النبي إلا لأجل محو الباطل الذي عليه الناس، فإن حبس هذا النور عن الناس بالختم على قلب النبي؛ ليحرمهم منه عقابًا لهم، لأنهم يقولون افتراه؛ فلن يدع الله الباطل بعد ذلك على ما هو عليه ولن يتركه.
وقد قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) الأنفال، فإن انتهت مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وهم على ما هم عليه من الباطل فإن العذاب مقبل عليهم، ويمحو الله الباطل ويزهقه ويدمغه بهلاك أهله المصرين عليه.

وما أنشره بعد جهد هذ السنين في هذا الرسم القرآني، لن يكون فيه مسألة واحدة فيها مخالفة شرعية إن شاء الله تعالى وانا أدرك ذلك، إنما هو يجلي المعاني الشرعية ويدعم بيانها.
وفيه رد على من ادعى أن هذا الرسم من أخطاء الصحابة رضي الله عنهم في الرسم، وجهلهم في الإملاء،
وما كان لله عز وجل ليدع الناس يخطئون في رسمه ليخالف معناه ومراده، وهو سبحانه وتعالى الذي علم الإنسان بالقلم.
وردًا على من يرى إجازة كتابته بالرسم الإملائي، على اعتبار أن هذه الاختلافات في الرسم القرآني عن الإملائي لا معنى لها ولا فائدة منها. ومخالفة لقواعد الإملاء.
فأرجو الله عز وجل أن يشرح صدور الناس لما شرح الله له صدري، وأن يصبرهم على العلم به كما صبرني عليه... وألا يضيع عملنا واجرنا الذي نرجوه عند الله عز وجل.
 
عودة
أعلى