سر جمال النبي يوسف عليه السلام

إنضم
28/06/2013
المشاركات
87
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
67
الإقامة
اليمن / تعز
تسائل كثير من الناس ومنهم أنا السؤال التالي:
كيف لم يعلم بجمال النبي يوسف إلا امرأة العزيز وتلكم االنسوة اللاتي أشار إليهن القرآن الكريم ؟.
بمعنى:
يوسف ذلك الطفل الذي حسده إخوته الكبار لأنه الأحب هو وأخاه إلى أبيهم مبررين غيرتهم وحسدهم بأنهم العصبة والقوة ومصدر الدخل وما ذكروا ليوسف جمالا أو ميزة شافعة يمكن أن تكون مبررا لحب أبيه الزائد له !؟ .

ألقوه في غيابة الجب وجاءت سيارة والتقطته ثم باعته بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين كما حكى لنا القرآن الكريم وهذا يدلل على أنه لم يكن فيه ما يجعلهم يبيعونه بثمن غال وفي زمن كانت فيه تجارة الرقيق مشروعة ! ؟ .

عاش في قصر العزيز عيشة عادية ولم يذكر التاريخ بأن هناك شخص جميل يستدعي الفضول أن تشد الرحال لرؤيته !؟.

بعد مراودة امرأة العزيز له وشيوع الخبر ( قال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ) ، ولم يقلن مثلا بأنها كانت معذورة بسبب جمال يوسف كما إنهن لم يظهرن فضولا وتطلعا لرؤية يوسف ؛ لأن النفس الإنسانية تشتاق لرؤية الجمال الذي جعل امرأة العزيز تعشقه وهذا يدل بأن جماله لم يكن خبرا مشاعا !؟.

دخل معه السجن فتيان وما رأيا عليه فتنة أو جمالا يشد العقول ويأسر الألباب بل على العكس فما لفت إنتباههما إلا عمله الصالح فقالا له: ( إنا نراك من المحسنين ). ولم يقولا إنا نراك أحسن الأحسنين !؟.

اتخذه الملك وزيرا له لأمانته وتقواه وما قربه لجماله !؟.

فأين ذهب هذا الجمال الذي ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في حديث المعراج: إذا هو قد أعطي شطر الحسن . أي النبي يوسف ؟ !.
وأين ذهب هذا الجمال الذي كان سببا في تقطيع أيدي النسوة وأقسمن بقولهن ( حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ) ؟!.
ثم إن في قول إمرأة العزيز: ( فذلكن الذي لمتنني فيه ) وفي تسليم النسوة بهذا المبرر من المعنى ما يفيد وجود دليل ومبرر لعشقها ليوسف !؟.

وبعد تفكير شديد لم أجد مندوحة إلا أن أسلم وأرجح بأن جمال النبي يوسف كان:
معجزة .. نعم معجزة خاصة له فقط يظهرها الله عليه متى شاء الله ، وكانت امرأة العزيز تعرف سر يوسف وربما كان في قولها ( أخرج عليهن ) ما يحمل معنى أخرج ما عندك من جمال عليهن ودعهن يرينه وكان ذلك امتحان ليوسف وفتنة للنسوة .

والله أعلم .
 
هذا الجمال الذي كان سببا في تقطيع أيدي النسوة وأقسمن بقولهن ( حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ) ؟!
أفلا يكفى هذا السبب لإثبات جماله الفائق غير العادى ، حتى أن النسوة نفين عنه البشرية ونسبنه إلى الملائكية ؟!
ثم إن جمال يوسف عليه السلام لم يكن قاصرأ فقط على جمال الصورة أو الظاهر ، وإنما انضم إليه كذلك جمال الباطن أوجمال الروح ، ومن مظاهره السكينة والوقار والحلم والسمت الحسن ، إنه جمال النبوة ، وما أدراك ما جمال النبوة ، وهو الجمال الذى لحظه صاحبيه فى السجن وعبروا عنه بقولهما : " إنا نراك من المحسنين " ، بل حتى النسوة عبّرن عنه بقولهن : " إن هذا إلا مَلَك كريم "
 
الأخ العزيز وليد العاصمي .... المحترم
حياكم الله
وشكرا على تعقيبكم المفيد .
ولن أصر على رأيي فذلك علمه عند الله .
وإنما سقت ما سقت من الدلائل والإحتمالات على جمال النبي يوسف كحسد إخوته له وكبيعه بثمن زهيد وقصته في السجن لألفت بأن جماله كان عاديا في حياته اليومية وليس هناك ما يستدعي الإنبهار به إلى حد تقطيع الأيدي ثم القسم ثم الإعذار لامرأة العزيز من النسوة في عشقها إلا أن يكون في ذلك معجزة .

وأما قولك بأن جمال الرجل ليس محط أنظار الرجال ففيه من الخطأ ما فيه والتاريخ يشهد بأن بعض الولاة أمر بتلثيم بعض الرجال خشية الفتنة ، أقصد فتنة النساء بهم ، وما يقيس الجمال عند الرجال أو عند النساء إلا الرجال .
وكما قلت سابقا يظل الموضوع فيه من الغموض ما فيه لذلك لم استبعد أن يكون في الموضوع معجزة وهو الأقرب للصواب والإعتقاد .
وأما قولهم في تفسير الحديث شطر الحسن فغير مقنع لكل منصف .

وشكرا لك مرة أخرى واعذرني إذا خانتني بعض العبارات .
 
أحسنت أخي عبد الصمد على هذه الملاحظات والاستفسارات
وإليك الجواب الشافي بإذن الله
----
أولاً إضافة لتساؤلاتك أضيف هذا التساؤل ؟؟

لو فرضنا أنه كما يزعم الناس أن يوسف أعطي نصف جمال العالم
هذا يعني انه لن يستطيع السير في الطرقات من شدة حب الناس له ولجماله ؟
ولكانت الفتيات ستقفز عليه قفزا في الطرقات من شدة جماله
بل حتى الرجال لن يقاوموا جماله أيضاً
وقد روي أن عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ فَسَمِعَ امْرَأَةً تَتَغَنَّى بِأَبْيَاتِ تَقُولُ فِيهَا:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ** هل من سبيل إلى نصر بن حجاج
فَدَعَا بِهِ فَوَجَدَهُ شَابًّا حَسَنًا ، فَحَلَقَ رَأْسَهُ ، فَازْدَادَ جَمَالًا فَنَفَاهُ إلَى الْبَصْرَةِ لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ .
ثمَّ إِنَّه بعث يطْلب الْقدوم إِلَى وَطنه ، وَيذكر ألا ذَنْب لَهُ فَأبى عَلَيْهِ ، وَقَالَ: أما وَأَنا حَيّ فَلَا
رواه ابن الجوزي وأبو نعيم في حلية الأولياء وابن شيبة
إذا هذا شاب جميل في عهد عمر فعل كل هذه الفتنة - فكيف بمن يظن أن يوسف أوتي نصف جمال العالم ماذا سيحدث برأيك ؟؟
=========================
الجواب
جاء في حديث الإسراء فمررت بيوسف وإذا هو قد أعطى شطر الحسن
رواه البخاري
وروى الترمذي من حديث قتادة عن أنس قال: "ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا".
فهذا الحديث يدل أن سيدنا محمد كان أحسن الأنبياء وجها وصوتا
====
التوضح: إن معنى حديث أن يوسف أعطي شطر الحسن
ليس كما زرع في أذهان الكثيرين أن يوسف أعطي نصف جمال العالم
أو كما حاول بعض العلماء التبرير أنه أعطي نصف جمال آدم لأن آدم هو الأجمل كما دلت الأحاديث
وليس المعنى انه أعطي نصف جمال سيدنا محمد كما حاول البعض الآخر أن يبرر
ولكن الجواب ان جماله وسط
فمثلا لو سأل شخص صديقه عن جمال شخص آخر
فقال له الصديق هو ( نصف جميل )
أي أنه ليس جميلا جدا وليس قبيح ( فجماله وسط )
وهذا معنى ان يوسف أعطي شطر الجمال أي ان جماله وسط بالنسبة للوجوه الحسنة وما يؤكد كلامي ...
قول ابن الجوزي رحمه الله: ((وَقَوله فِي يُوسُف: ((قد أعطي شطر الْحسن)) . قَالَ ابْن قُتَيْبَة: فَكَأَنَّهُ كَانَ حسنا مقاربا للوجوه الْحَسَنَة، وَلَيْسَ كَمَا يزْعم النَّاس من أَنه أعطي نصف الْحسن وَأعْطِي النَّاس كلهم نصف الْحسن))
==========
وأما بالنسبة لقول النسوة
( ماهذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم )
لا يقصد بهذا القول هو وصف الجمال فالناس لا تعرف شكل الملائكة حتى يحددوا هل هم جميلون أم لا – كما أنه لم يرد وصف لأشكال الملائكة
وقد ورد في وصف ملائكة العذاب
( يوم يرون الملائكة لا بشرى .. )
إذا السؤال – ماذا يقصد النسوة إن هذا إلا ملك كريم
الملك من مَلَكَ – أي ملك نفسه !!
من المعروف لدى الجميع أن الملائكة ليست ذكورا ولا إناثاً وهي ليس عندها شهوة جنسية مثل البشر
فالنساء وصفوه بهذا الوصف لأن يوسف كان مالكا لنفسه وكأنه ملك ليس عنده شهوة
كما تقول أحد النسوة عندما راودت رجلا فتقول:( أحجر هو أم بشر)
تقصد من شدة تمنعه عنها
وهؤلاء النسوة من شدة تمنع يوسف عن الفاحشة قالوا هذا ليس بشر بل هذا ملك كريم
===========
أما بالنسبة لتقطيع الأيدي
" جاء في الآية 31 من سورة يوسف:"فلمّا سمعت بمكرهنّ أرسلت إليهنّ وأعتدت لهنّ مُتكأً وآتت كلّ واحدةٍ منهنّ سكِّيناً وقالت اخرج عليهنّ، فلما رأينه أكبرنه وقطّعن أيديهنّ، وقلن حاشَ لله ما هذا بشراً إنْ هذا إلا مَلكٌ كريم".
اللافت في الآية الكريمة أنّ امرأة العزيز أعطت كل واحدة من النساء سكِّيناً، وهذا يعني أنّ النساء يعرفن الهدف من توزيع السكاكين عليهنّ كلهنّ. أمّا القول بأنها قدّمت لهن فاكهة فهو غير مقبول من وجوه:
أ- لم تُذكر الفاكهة في الآيات الكريمة، وليس المقام هنا مقام تكريم للنساء اللاتي أسأن لسمعة زوجة العزيز واغتبنها.
ب- لو كان المقصود الفاكهة والإكرام لذكر القرآن الكريم ذلك بإشارة أوضح. وذِِكْرُ السكّين، التي هي أداةٌ تُقشّر بها الفاكهة وتستخدم في أغراض متنوّعة، ورد في سياق الحديث عن تجريح الأيدي ولم يرد في سياق الحديث عن كَرَم الضيافة، فَلِمَ التّزيُّد؟!
ج- العادة أن يتم وضع الفاكهة ومستلزماتها أمام الضيف، وليس هناك من عادة ولا مسوّغ لتوزيع السكاكين، وليس هناك من داع لتوزيع السكاكين على كل واحدة، بل يترك الأمر في العادة لتقدير الضيف وحاجته.
د- كانت النتيجة أن جَرّحت النساء أيديهنّ، وهذا يدلّ على أنّ توزيع السكاكين كان من أجل تحقيق مثل هذه النتيجة، وليس من أجل تقشير الفاكهة، فليس المقام مقام إكرام.
أمّا القول بأنّ تجريح الأيدي كان نتيجة الدهشة والذهول، وذلك عندما رأت النساء يوسف، ، فهو مردود من وجوه:
1. لو كانت النساء منشغلات بأكل الفاكهة لكان ذهولهنّ واندهاشهنّ لجمال يوسف، ، صارفاً لهنّ عن الاستمرار في الأكل والتقشير، فهذه طبيعة الإنسان؛ أنّه إذا انشدّ إلى شيء ذَهَل عن الأشياء الأخرى.
2. لو كانت النساء تأكل على إيقاعٍ موسيقيّ يقوده(مايسترو) لأمكن تصوّر أن يتم جرح أيدي النساء كلهنّ في وقت واحد، أمّا أن تُجرح كل يد بأكثر من جرحٍ في آنٍ واحد فغير مُتصوّر.
3. يفترض عند أوّل جرح أن يتم التنبّه، أمّا أن يكون هناك أكثر من جرح ثمّ لا يتم التنبّه، فهذا أمر غير متصوّر، بغض النظر عن درجة الاندهاش. ومعلوم أنّ الاندهاش لا يكون عند النساء بدرجة واحدة. أمّا الدليل على حصول أكثر من جرح في كل يدٍ فقوله تعالى:"وقطّعن"، فهذه صيغة مبالغة وتكثير للفعل.
4. وجود السكّين مسبقاً دليل على أنّ التجريح مقصود ومتعمّد، وليس نتيجة ذهول واندهاش.
5. يقول يوسف، ، لرسول الملك:"ارجع إلى ربك فاسأله ما بالُ النسوةِ اللاتي قطّعن أيديهن؟"،فهذا يدل على أنّ يوسف، ، يريد أن يرسل إلى الملك برسالة مختصرة تجعله يدرك حقيقة ما حصل قبل سنوات؛ فتجريح الأيدي لا بدّ أن تكون له دلالة يفهمها الملك، لذا نجد أنّ الملك، وبعد وصول الرسالة، يقول للنساء:"ما خطبكنّ إذ راودتن يوسف عن نفسه"،وهذا يشير إلى أنّ تقطيع الأيدي له دلالة عُرفيّة شائعة في ذلك الزمان. ولم يكن مجرد صدفة عجيبة.
6. وإن في آية ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم
فما هو العلاقة بين التقطيع والكيد
7- كما أن امرأة العزيز بعد التقطيع أخذت تعترف وتتكلم بوقاحة فذلك الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم
مالذي جعلها تعترف بعد تقطيع الأيدي
8- وإن التقطيع عن قصد يدل عليه حرف الواو الذي يفيد المشاركة في الحكم وقطعن أيديهن
فما سرّ تقطيع (تجريح) الأيدي؟!
لا نستطيع هنا أن نقدّم التصور الحقيقي للدافع الكامن وراء تجريح الأيدي، ولكن سنحاول أن نقدّم تفسيراً نراه أقرب إلى النص القرآني، وأقرب إلى العقل والواقع.
ترجع قصة يوسف، ، إلى زمنٍ مغرق في القِدم، أي ما يقارب (3600) سنة، على أقل تقدير. وهذا يعني احتمال وجود عادات وتقاليد هي اليوم مندثرة، وعلى وجه الخصوص عندما نعلم أنّ الحكّام في عهد يوسف، ، هم الملوك الرعاة الهكسوس، الذين هم من ملوك البدو. بل إنّ يوسف وإخوته قد عاشوا في مجتمعات بدويّة، بدليل قوله تعالى، على لسان يوسف، ، مخاطباً أهله:"وقد أحسنَ بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو". وهذا يعني أنّ احتمال وجود العادات الغريبة، المجافية للتحضّر، هي أكبر.
العزيز صاحب أعلى منصب بعد الملك، ومجموعة من النساء تذكر زوجته بسوء، وهُنّ مقتنعات بأنّ هذه الزوجة ضالّة، وضلالها بيّن:"إنا لنراها في ضلال مبين". تقوم زوجة العزيز صاحبة النفوذ والسلطان باستدعاء النساء الطاعنات بها، وبسلوكها، لتقدّم لهنّ العذر المستدعي للاعتذار. ولا أدلَّ على عذرها ذلك من ردّة فعلهنّ عند رؤية يوسف، .
النساء يعرفن عادات المجتمع وتقاليده، ويعرفن واجبهنّ تجاه المنصب الرفيع؛ فكلامهنّ في غيبتها جرحٌ معنوي لمقام رفيع، وهذه جُرأة لا بد من الاعتذار عنها بما يليق؛ فالجرح المعنوي لهذا المقام لا يغفره إلا جرح حسيّ. والاعتذار يكون في العادة أشدّ عندما تظهر البراءة. من هنا لم تكتف النساء بجرح واحد، بل كررن ذلك، لمزيد من الاعتراف والأسف. وعندما رأت زوجة العزيز ذلك سارعت إلى القول:"فذلِكُنّ الذي لُمتُنني فيه".
إضافة إلى الاعتذار الحسيّ عن الجرح المعنوي يمكن أن يكون مثل هذا السلوك، عند تكراره، يدل أيضاً على رغبة في المشاركة. ومما يُعزّز مثل هذا الاحتمال:
1. قوله تعالى على لسان الملِك:"ما خطبكنّ إذ راودتنّ يوسف".
2. قوله تعالى على لسان يوسف:"ربّ السجن أحبّ إليّ مما يدعونني إليه، وإلا تصرف عنّي كيدهنّ...".
فالمراودة لم تعد مقتصرة على زوجة العزيز، بل حصل نوع من التواطؤ بين النسوة، وكأنه الحلف. وقد رأينا في بعض عادات البدو اليوم أنهم إذا أراد شخص أن يعاهد شخصاً على التعاون والوفاء يقوم كلّ منهما بجرح أصبعه، ثم يجعلان الدمّ على الدمّ، ليتم اختلاط الدماء، كرمز لقوة التحالف بين الشخصين. فإذا كان ذلك يحصل إلى اليوم، فكيف بنا لو رجعنا إلى ما قبل ستة وثلاثين قرناً؟!
وخلاصة الأمر أنّ الاحتمال الأقوى عندنا أن تكون النساء قد قدّمن الاعتذار بجرح الأيدي وإشهار ذلك أمام زوجة العزيز، ثم كرّرن الجرح ليُعلِنّ عن التعاطف والمشاركة. وإذا كان الإنسان المتحضّر اليوم يقبل بالاعتذار اللفظي عن الجرح المعنوي، فإن الإنسان القديم لم يكن ليرضى بأقل من الممارسة السلوكية المعبّرة عن الأسف الحقيقي. ولا ننسى أنّ المقامات العليا في نُظم الحُكم القديمة كانت تتلبّس بلباس القداسة، ولها منزلة مستمدّة من الدين، وهذا يجعل الاعتذار ممارسة فيها مثل هذه القساوة "

وهذا الأمر واضح جدا في اليابان – فإذا أخطأ شخص في حق سيده يأتي إليه ويقول سامحني لقد خذلتك وجلبت العار لعائلتي
فيعطوه سكينا أو سيفا ثم يقوم هو بقتل نفسه تكفيرا عن العار الذي ألحقه

ولكن الأمر في قصة النسوة واضح أنه عهد واتفاق على أن يكتمن الامر – لهذا بعد ان قطعوا أيديهن أخذت امرأة العزيز تعترف بوقاحة وتقول أنا راودته عن نفسه ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الخاسرين
 
عودة
أعلى