سر تحول القرية إلى مدينة في الآيات القرآنية ..!

إنضم
08/11/2010
المشاركات
291
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
سر يباح في معنى هذه الآية ولأول مرة ولايوجد في كل التفاسير ..
قال تعالى في سورة يس: وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ (13)
ثم قال بعد ذلك: وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20
القرية التي ليست لها مكانة عند الناس ، حينما دخلها الدعاة وتجولوا فيها أكرمها الله وارتفعت مكانتها بسبب وجودهم فتحولت إلى مدينة ..!!
والله تعالى أعلم ..،،
 
بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك أن ملاحظتك ذكية أستاذ صالح ، وأن اجتهادك ، بنظري ، لا غبار عليه من حيث المبدأ ، غير أنه بحاجة للمتابعة أبعد قليلا مما أوصلك إليه إعمالك المحمود لعقلك في فهم الفارق بين معنى المكانين في القرآن العظيم .
أعتقد أن مفتاح فهم الفرق الدلالي بين معنى المفردتين هو أن ننظر إلى معنى " المدينة " بوصفها اسم مفعول ، وليس بوصفها اسم علم . ففي المثل الموفق الذي أوردته من سورة يس ، أستاذ صالح ، فكر بم صار أهل القرية مدينون به ولمن ، وبم صارت القرية (مجازا) مدينة ، واتخذ من نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم ) هاديا ومعينا في الفهم عندما غير اسم "يثرب" إلى " المدينة " ، وليس مجرد " المدينة " ، بل " المدينة المنورة " تصل إن شاء الله إلى لب الفارق الجوهري بين الكلمتين :" القرية " و " المدينة "، وفكر أيضا في الفارق الجوهري بين حالها عندما كانت القرية " يثرب " وحالها عندما صارت " المدينة " بأل التعريف في ذلك الوقت .
ثم تأمل ، على سبيل المثال فقط ، الفرق بين معنى المكانين في سورة الكهف وفي سورة يوسف ودلالات الفرق في الحالتين :
ففي الأولى قال تعالى : {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً }الكهف77
ثم قال سبحانه على لسان الخضر:{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً }الكهف82
وفي الثانية قال تعالى :{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }يوسف30
ثم قال بعدها على لسان أخوة يوسف ( عليه السلام ) :{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }يوسف82
وربما هناك في كتاب الله ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، أمثلة أخرى لها دلالات عن الفارق الجوهري بين مجرد التجمع المكاني ، وبين المكان الذي حلت على أهله أنوار الهداية الإلهية بوساطة رسول من رسل الله سبحانه .
غير أني لا أجزم بأن هذه الدلالات تطال جميع ماصدقات المفردتين في كتاب الله ، فهذا الأمر بحاجة لتدبر أكثر بكثير من ملاحظاتي العابرة هنا .
 
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }

يكفي تعليلا لماتوصلنا إليه معنى هذه الآية ، فالقرآن يفسر بعضه بعضا ...!!
 
الأخ فيصل، بارك الله فيك...
قولك: "واتخذ من نبينا محمد (صلى الله عليه و سلم) هاديا ومعينا في الفهم عندما غير اسم "يثرب" إلى " المدينة " ، وليس مجرد "المدينة" ، بل "المدينة المنورة" .
إن كان عندك أثرٌ تشير إلى هذا، يعني كون النبي (صلى الله عليه و سلم) غير اسم "يثرب" إلى "المدينة المنورة"، فالرجوى أن تُتحفني به...و إن كان غير ذلك فإليك كلام ابن عثيمين:
"لا يقال: المنورة، لأن كل بلد دخله الإسلام فهو منور بالإسلام، ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط، لكن لو قيل: المدينة النبوية لحاجة تمييزها فلا بأس" ("القول المفيد" 1|289). و يقول أيضاً إجابةً على السؤال (ما حكم قول (المدينة المنورة) ؟ وما العلة في ذلك؟):
"(المدينة المنورة) هذا اسم حادث ما كان معروفاً عند السلف، وهم يقولون: إنها منورة؛ لأنها استنارت بالدين الإسلامي، لأن الدين الإسلامي ينور البلاد، ولا أدري قد يكون أول من وضعها يعتقد أنها نور إلى الآن، أو أنها تنورت بوجود الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها لا ندري ما نيته، ولكن خير من هذه التسمية أن نقول: المدينة النبوية، فالمدينة النبوية أفضل من المدينة المنورة، وإن كان ليس بلازم أيضاً، لو قلت المدينة كفى، ولهذا تجد عبارات السلف: ذهبت إلى المدينة. رجع إلى المدينة، سكن المدينة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المدينة خير لهم "، ولم يقل: (المنورة) ولا (النبوية) ، لكن إذا كان لابد من وصفها فإن النبوية خير من المنورة، لأن تميزها بالنبوة أخص من تميزها بالمنورة، إذ إننا إذا قلنا المنورة يعني التي استنارت بالإسلام، صار ذلك شاملاً لكل بلد إسلامي فهو منور بالإسلام، فإذا كان لابد أن تصفها بشيء فصفها بالنبوية". و قال: " اشتهر عند الناس المدينة لقب المنورة ولكن هذا حدث أخيراً، فكل كتب السابقين يقولون المدينة فقطٍ، أو يقولون المدينة النبوية، والمدينة المنورة في الواقع ليس خاصًّا بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لأن كل مدينة دخلها الإسلام فهي منورة بالإسلام، وحينئذ لا يكون للمدينة ميزة إذا قلنا المدينة المنورة، لكن مع هذا لا نقول: إنه حرام، نقول هذا لقب جرى الناس عليه فلا بأس به، لكن الأفضل أن نقول: المدينة النبوية" ("مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين"، 23|423-425).
 
غير أني لا أجزم بأن هذه الدلالات تطال جميع ماصدقات المفردتين في كتاب الله ، فهذا الأمر بحاجة لتدبر أكثر بكثير من ملاحظاتي العابرة هنا .
الدلالات لا تنطبق على جميع استعمالات المفردتين في القرآن ،وكنت قد حاولت أن أصل لسر الاستعمال القرآني للمفردتين من خلال سورة الكهف ثم صرفتني صوارف ،ولعل الجواب يكمن في معهود العرب لاستعمال المفردتين.
 
أخي صالح الرويلي، بارك الله فيك و نفع بك...
لم أفهم ماذا تقصدُ بِدقَّةٍ، و كيف فسَّر القرآنُ بعضُه بعضاً في هذا المقام، فلعلك توضِّح أكثر و تبين الربطَ بين الآيات المفسِّرة و الآيات المفسَّرة...
 
مثال قال تعالى :"إنا مهلكوا أهل هذه القرية"
لم تستحق التّكريم والتّشريف بتسميتها "مدينة" فنُزعت منها هذه التّسمية حين جاء السيّاق في ذكر العذاب والنّكال .ولنا مزيد بحث .

 
الأخ فيصل، بارك الله فيك...
قولك: "واتخذ من نبينا محمد (صلى الله عليه و سلم) هاديا ومعينا في الفهم عندما غير اسم "يثرب" إلى " المدينة " ، وليس مجرد "المدينة" ، بل "المدينة المنورة" .
إن كان عندك أثرٌ تشير إلى هذا، يعني كون النبي (صلى الله عليه و سلم) غير اسم "يثرب" إلى "المدينة المنورة"، فالرجاء أن تُتحفني به...و إن كان غير ذلك فإليك كلام ابن عثيمين:
"لا يقال: المنورة، لأن كل بلد دخله الإسلام فهو منور بالإسلام، ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط، لكن لو قيل: المدينة النبوية لحاجة تمييزها فلا بأس" ("القول المفيد" 1|289). و يقول أيضاً إجابةً على السؤال (ما حكم قول (المدينة المنورة) ؟ وما العلة في ذلك؟):
"(المدينة المنورة) هذا اسم حادث ما كان معروفاً عند السلف، وهم يقولون: إنها منورة؛ لأنها استنارت بالدين الإسلامي، لأن الدين الإسلامي ينور البلاد، ولا أدري قد يكون أول من وضعها يعتقد أنها نور إلى الآن، أو أنها تنورت بوجود الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها لا ندري ما نيته، ولكن خير من هذه التسمية أن نقول: المدينة النبوية، فالمدينة النبوية أفضل من المدينة المنورة، وإن كان ليس بلازم أيضاً، لو قلت المدينة كفى، ولهذا تجد عبارات السلف: ذهبت إلى المدينة. رجع إلى المدينة، سكن المدينة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المدينة خير لهم "، ولم يقل: (المنورة) ولا (النبوية) ، لكن إذا كان لابد من وصفها فإن النبوية خير من المنورة، لأن تميزها بالنبوة أخص من تميزها بالمنورة، إذ إننا إذا قلنا المنورة يعني التي استنارت بالإسلام، صار ذلك شاملاً لكل بلد إسلامي فهو منور بالإسلام، فإذا كان لابد أن تصفها بشيء فصفها بالنبوية". و قال: " اشتهر عند الناس المدينة لقب المنورة ولكن هذا حدث أخيراً، فكل كتب السابقين يقولون المدينة فقطٍ، أو يقولون المدينة النبوية، والمدينة المنورة في الواقع ليس خاصًّا بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لأن كل مدينة دخلها الإسلام فهي منورة بالإسلام، وحينئذ لا يكون للمدينة ميزة إذا قلنا المدينة المنورة، لكن مع هذا لا نقول: إنه حرام، نقول هذا لقب جرى الناس عليه فلا بأس به، لكن الأفضل أن نقول: المدينة النبوية" ("مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين"، 23|423-425).

بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك :
وجوابا على سؤالك آنفا أقول : يبدو أني تسرعت وجرى علي ما جرى الناس عليه ، فلا أثر عندي على ما قلت . أنت على صواب وأنا على خطأ في هذه الجزئية ، أما قولي : " أعتقد أن مفتاح فهم الفرق الدلالي بين معنى المفردتين هو أن ننظر إلى معنى " المدينة " بوصفها اسم مفعول ، وليس بوصفها اسم علم " فما زلت مصرا عليه ، بشرط أن نستثني ما ورد في كتاب الله للدلالة على اسم علم مكاني مثل قوله تعالى : {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101 ، أو قوله عز وجل : {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }المنافقون8 ..... وغيرها مما يدل على اسم العلم المكاني .
وبارك الله فيك مرة أخرى .
 
قولك: "مثال قال تعالى :"إنا مهلكوا أهل هذه القرية"
لم تستحق التّكريم والتّشريف بتسميتها "مدينة" فنُزعت منها هذه التّسمية حين جاء السيّاق في ذكر العذاب والنّكال .ولنا مزيد بحث" :
أقول: قوله تعالى: "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" - ليس السياقُ سياقَ التشريف و التكريم، و مع ذلك لم تُنزع عنها هذه التسمية!
و قولك: "...حينما دخلها الدعاة وتجولوا فيها أكرمها الله وارتفعت مكانتها بسبب وجودهم فتحولت إلى مدينة":
أقول: جاء في سورة القصص: "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ..." الآية، و "فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ"، و "وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ" - هل أُكرمت بتجول الدعاة؟ و موسى في هذه الآيات لم يوحَ إليه بعدُ.
المقصود: أنه ينبغي إعادة النظر المبني على الاستقراء في البحث الدلالي هذا، ثم عرضه بطريقة بحوثٍ محكمةٍ نستمتعُ من خلال قراءته يشيءٍ لا يوجد في كل التفاسير!
 
قولك: "مثال قال تعالى :"إنا مهلكوا أهل هذه القرية"
لم تستحق التّكريم والتّشريف بتسميتها "مدينة" فنُزعت منها هذه التّسمية حين جاء السيّاق في ذكر العذاب والنّكال .ولنا مزيد بحث" :
أقول: قوله تعالى: "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" - ليس السياقُ سياقَ التشريف و التكريم، و مع ذلك لم تُنزع عنها هذه التسمية!
و قولك: "...حينما دخلها الدعاة وتجولوا فيها أكرمها الله وارتفعت مكانتها بسبب وجودهم فتحولت إلى مدينة":
أقول: جاء في سورة القصص: "وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ..." الآية، و "فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ"، و "وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ" - هل أُكرمت بتجول الدعاة؟ و موسى في هذه الآيات لم يوحَ إليه بعدُ.
المقصود: أنه ينبغي إعادة النظر المبني على الاستقراء في البحث الدلالي هذا، ثم عرضه بطريقة بحوثٍ محكمةٍ نستمتعُ من خلال قراءته يشيءٍ لا يوجد في كل التفاسير!
في آية ثمود يخبر تعالى عن طغاة ثمود ورؤوسهم الذين كانوا دعاة قومهم إلى الضلال والكفر وتكذيب صالح, وآل بهم الحال إلى أنهم عقروا الناقة وهموا بقتل صالح أيضاً, بأن يبيتوه في أهله ليلاً فيقلتوه غيلة, ثم يقولوا لأوليائه من أقربائه: إنهم ما علموا بشيء من أمره, وإنهم لصادقون فيما أخبروهم به من أنهم لم يشاهدوا ذلك .
هل كان الداعي موجود في هذه المدينة أم غير موجود؟ومثلها في القصص فوجود موسى عليه السلام وهو المرعي بعناية الله منذ الولادة سبب كاف لإطلاق مسمى المدينة عليها .
 
"وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ":
سياق التشريف أم الوضع؟
 
و هنا: "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" ؟؟
 
( واسأل القرية التي كنا فيها ) قال ابن عباس : هي قرية من قرى مصر كانوا ارتحلوا منها إلى مصر ،
وقيل : قرية من قراها نزلوا بها وامتاروا منها،وفي هذا المعنى دلالة على أن الداعي غير موجود.

أما هنا: "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" ؟؟فهذه لاتحتاج إلى مزيد بيان .فالداعي هو المراود.
 
بارك الله في أخي صالح الرويلي وفي جميع الزملاء المعقبين .
فيما يبدو لي أن أخي صالح ذكر نتيجةً ظهرت له بتأمل متعجل دون أن يمهد لها بالمقدمات العلمية الضرورية للقناعة بها ، مع تقديم ذلك بدعوى عريضة (سر يباح في معنى هذه الآية ولأول مرة ولايوجد في كل التفاسير ..) ولعل هذا دفع بعض الإخوة إلى إيراد بعض الآيات التي لا تتوافق مع هذه النتيجة برأيهم .
والذي أقترحه على أخي صالح ما يلي :
1- تعريف القرية في استعمال العرب الذين يحتج بلغتهم ، وكذلك تعريف المدينة .
2- استقراء تام لموارد اللفظتين في القرآن مع دراسة كل موضع دراسة دلالية ، والموازنة بين الدلالة اللغوية للمفردة في هذا الموضع من القرآن واستعمالها في لغة العرب كما أشار الأستاذ فيصل وزوز مشكوراً .
3- دراسة الفوارق بين استعمال القرآن للمفردتين .
4- الخروج بالنتيجة التي يظهرها الاجتهاد بعد ذلك دون جزم .
وبغير هذه الطريقة فيبقى الموضوع مجرد (خواطر مُجَنِّحَة) على حد تعبير محمد علي زيدان رحمه الله .
 
بارك الله في أخي صالح الرويلي وفي جميع الزملاء المعقبين .
فيما يبدو لي أن أخي صالح ذكر نتيجةً ظهرت له بتأمل متعجل دون أن يمهد لها بالمقدمات العلمية الضرورية للقناعة بها ، مع تقديم ذلك بدعوى عريضة (سر يباح في معنى هذه الآية ولأول مرة ولايوجد في كل التفاسير ..) ولعل هذا دفع بعض الإخوة إلى إيراد بعض الآيات التي لا تتوافق مع هذه النتيجة برأيهم .
والذي أقترحه على أخي صالح ما يلي :
1- تعريف القرية في استعمال العرب الذين يحتج بلغتهم ، وكذلك تعريف المدينة .
2- استقراء تام لموارد اللفظتين في القرآن مع دراسة كل موضع دراسة دلالية ، والموازنة بين الدلالة اللغوية للمفردة في هذا الموضع من القرآن واستعمالها في لغة العرب كما أشار الأستاذ فيصل وزوز مشكوراً .
3- دراسة الفوارق بين استعمال القرآن للمفردتين .
4- الخروج بالنتيجة التي يظهرها الاجتهاد بعد ذلك دون جزم .
وبغير هذه الطريقة فيبقى الموضوع مجرد (خواطر مُجَنِّحَة) على حد تعبير محمد علي زيدان رحمه الله .

أشكر أخي الدكتور عبدالرحمن الشهري على ملاحظاته ..
وسأحاول عمل ماتفضلتم به .
 
أردتُ أن أكتبَ ما زوّرتُ في نفسي من كلام، لكن رأيتُ مداخلةَ المشرفِ و أحسبُها خاتمةً و كافيةً كالتوجيه العام للأخ الكريم صالح أعانه الله على عمل بحثه و جعله موفقاً و يسّر إتمامه. و لله الحمد في الأولى و الآخرة...
 
أردتُ أن أكتبَ ما زوّرتُ في نفسي من كلام، لكن رأيتُ مداخلةَ المشرفِ و أحسبُها خاتمةً و كافيةً كالتوجيه العام للأخ الكريم صالح أعانه الله على عمل بحثه و جعله موفقاً و يسّر إتمامه. و لله الحمد في الأولى و الآخرة...
أشكر لك مداخلاتك وأحسبها جمة .
وأتمنى إثراء البحث ..وهذه مشاركة من أخي تيسير الغول زودني بها برسالة خاصة .
دلالات القرية والمدينة في القرآن العظيم

أولاً: وردت لفظة المدينة في القرآن الكريم اثنا عشر12 مرة كلها معرفة بأل . فهي لم ترد في كل المواضع إلا بصيغة معرفة الدلالة. ولم ترد في حال النكرة في أي منها.
ثانياً : وردت كلمة قرية في القرآن الكريم 29 مرّة منها 8 مرات معرّفة بأل . والباقي 21 وردت بصيغة النكرة.
ثالثاً: إن كلمة قرية عامة الدلالة تشمل المدينة الكبيرة والضيعة الصغيرة. فكل مدينة تعتبر قرية . ولكن ليس كل قرية مدينة.
رابعاً: قد تعني كلمة قرية أيضاً المصر أو الإقليم كقوله تعالى: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ..
خامساً:وقد تعني أيضاً فئة أو قوم يسكنون في تجمع واحد مثل قرى قوم لوط وغيرها مما ذكر في القرآن مثل قوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا)
أي في كل قوم نذير
أو كقوله تعالى أيضاً:( وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ).
والمعلوم أن قوم لوط كانوا يسكنون قرىً كثيرة وليس قرية واحدة.
سادساً: وعلى ذلك فقد يكون ذكر القرية في كل المواضع القرآنية يدل على مكان جغرافي واسع هو أكبر من المدينة. أو أنه يعطي دلالة عامة على قوم أو مصر ولا يقصد فيه بقعة جغرافية محددة كالتي تفيد عند استخدام كلمة مدينة.ولهذا السبب لم تذكر المدينة في القرآن إلا معرفة بأل التعريف لتفيد الدلالة على بقعة معينة لا تتعداها.
والله تعالى أعلم
 
[FONT=&quot]ثنائية القرية والمدينة[/FONT][FONT=&quot] في سورة الكهف:[/FONT]
[FONT=&quot] ورد ذكر المدينة في قصة أصحاب الكهف عند شراء الطعام, كما ورد وصف المكان الذي يحتوي على كنز الغلامين تارةً باسم القرية, وتارةً ذُكرت باسم المدينة, على لسان العبد الصالح كما في قوله تعالى:[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot])[/FONT][/FONT][FONT=&quot]فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]([/FONT][/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]وقوله تعالى:[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot])[/FONT][/FONT][FONT=&quot]وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَة[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]([/FONT][/FONT][FONT=&quot]. والملاحظة الأولية على هذه الثنائية هي الطعام, فأهل الكهف متخفّون ولا مجال لأن يكونوا ضيوفا ويطلبون الإكرام؛ لذلك وصفوها بالمدينة, وقرروا شراء الطعام. أما العبد الصالح وموسى عليه السلام[/FONT][FONT=&quot] فرأوا أنها قرية من حيث الحجم, وبسبب معرفتهم بطباع أهل القرى استطعموا أهلها, فتبين لهم أن أخلاق أهل تلك القرية تشبه أخلاق أهل المدينة التي يُباع فيها الطعام ويُشترى, ومن هنا جاء احتجاج موسى [/FONT][FONT=&quot]عليه السلام على بناء الجدار- إذ لم يطمع بالمال- بل كانت بغيته شراء الطعام, وهذا ما دعا العبد الصالح –حين علل بناءه للجدار- أن يطلق عليها صفة (المدينة) فهي قرية من حيث الحجم, مدينة من حيث أخلاق أهلها. والفارق هنا هو في الطباع لا في الحجم. ولعل مرد ذلك إلى أسباب بيئية تفرض طباعها على الناس؛ فاسم القرية مأخوذ من (القِرى) وهو الطعام المقدم للضيف. وأهل القرى عموما يكرمون الضيوف والغرباء لأسباب ليس أقلها عدم توفر مرافق الطعام في القرية لصغر حجمها وقلة ساكنيها, وقلة من مرتاديها إذا قورنت بالمدينة. أما المدينة فلا تحتفي بالزائر لسبب بسيط: هو كثرة مرتاديها, مما أوجب أن يستقر في طباع أهلها عدم الاحتفاء بالعابرين والمرتادين. وهذا ما يفسر استطعام العبد الصالح وموسى [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]عليه السلام[/FONT][/FONT][FONT=&quot]لأنهم على معرفة بأخلاق أهل القرى وحبهم لإكرام المرتادين, ولكن تلك القرية كانت شاذةً عن سنة القرى, وكانت مدينةً من حيث أطباع أهلها لا من حيث حجمها, لأنه لو كان حجمها كبيرا لذُكرت في الحالتين باسم المدينة. والفرق الأصلي بين القرية والمدينة فرق الإكرام, وقد جاءت في سورة يس هذه الثنائية نفسها, قال تعالى: [/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot])[/FONT][/FONT][FONT=&quot] وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ*** وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot]([/FONT][/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]. والسبب هو أن الدعاة لم يُكرموا بل هددهم أهل القرية بالرجم والعذاب, لذلك خرج وصف المكان من مفهوم القرية الذي يوحي بالإكرام إلى مفهوم المدينة. [/FONT]
فالمكان حين استبشر به موسى والعبد الصالح والرسل الواردون في سورة يس نُعت بالقرية. وحين قُوبلوا بغير الترحيت نعت بالمدينة.
أما حادثة شراء الطعام فلم يستبشر الفتية بأهل المدينة خيرا بل ذهب أحدهم متخفيا خائفا ليشتري الطعام.
فانظر إلى الرابط بين الاستعمالين تجده ملازما للإكرام أو الاحترام والحفاوة.
والأمر نفسه تكرر في وصف مسكن قوم لوطعليه السلام فقد ذكر باسم القرية في قوله تعالى:ولُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (الأنبياء : 74 ) وقوله تعالى:{وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ }(العنكبوت : 31 ) . ولكنه حين وصف سوء عمل قومه وعدم إكرامهم للضيوف (الملائكة) وصفها باسم المدينة. قال تعالى: {وقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ ( 66)وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (الحجر : 67 )قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ} (الحجر : 68 )
--------


[FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot] - الكهف: 77[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]- الكهف: 82[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot] - يس : 13

---------------------
[/FONT] [FONT=&quot]من استعمالات لفظة المدينة في القرآن انها تدل على المخالفة في الدين من جهة كما انها تصاحب حركة جماعة من غير الصالحين: كما في قوله تعالى:[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]- وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (النمل: 48 )[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- - [/FONT][FONT=&quot]يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ و (المنافقون : 8 )[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]- لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](الأحزاب : 60 )[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- - [/FONT][FONT=&quot]وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (القصص : 20 )[/FONT]
[FONT=&quot]- - [/FONT][FONT=&quot]فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]- وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]- وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (يوسف : 30 )[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]- مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ (التوبة : 120 )[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ (التوبة : 101 )[/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (الأعراف : 123 )[/FONT]
 
تعقيب على السطر الأول المقصود قوله تعالى:فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً (الكهف : 19 )
جاء في السطر الخامس: [FONT=&quot]يكونوا ضيوفا ويطلبون الإكرام؛[/FONT] الصواب: ويطلبوا
-
 
السلام عليكم
بعد كل هذه المحاولات لم نحل اشكالية القرية والمدينة
وما ذلك إلا لأننا نحمل تصورنا السابق معنا أثناء البحث ؛
لايمكن تصور أن عاد أو ثمود قرية بالتصور المعاصر !

وعند البحث لابد من التحرر من التصور السابق؛
والبدء بالبحث عن المعنى اللغوى ؛
القرية من القِرى ....أى أنها تملك مقومات القِرى وتستغنى عن غيرها ولاتحتاج إلى غيرها ولاتدين له بشيء بل تُقرى غيرها ...فهى قرية لأهلها ولأهل غيرها إذا لزم الأمر
المدينة من الدين .... فهى تدين لغيرها بشيء ما ..بالحكم أو بمصدر الماء أو الطعام أو .....الخ

طبق هذا الكلام على ماورد فى القرآن
وسأطبقه على مثل واحد يبين بوضوح أن القرية أكبر من المدينة وأن المدينة تابعة لها
" وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ " فهى مدينة يحكمها محافظ لقبه العزيز وتدين فى الحكم لعاصمة مصر آنذاك ؛ وبعد ذلك وصل الأمر إلى الملك الذى يحكم من العاصمة ...ولذلك قال أخوة يوسف بعد ذلك
" وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ "لأن يوسف الآن انتقل إلى العاصمة حيث الملك
وهكذا يمكن فهم أن القرية أكبر من المدينة ؛
ولايمكن أن تأت بدليل من القرآن أن القرية تابعة للمدينة رغم كثرة ورود لفظ قرية وقرى ومدينة فى القرآن ؛
ونستدل بهذا أن القرى التى أهلكت كعاد وثمود هى حضارات فيها كل مقومات الحضارة المادية والثقافية وتتكون من عاصمة تتبعها مدن ؛ فإذا جاء الهلاك أهلك القرية الأم المتكبرة المتعالية على الشريعة وعلى أمر الله .
ولذلك موضوع الأخ صالح يصعب اثباته
سر يباح في معنى هذه الآية ولأول مرة ولايوجد في كل التفاسير ..
قال تعالى في سورة يس: وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ (13)
ثم قال بعد ذلك: وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20
القرية التي ليست لها مكانة عند الناس ، حينما دخلها الدعاة وتجولوا فيها أكرمها الله وارتفعت مكانتها بسبب وجودهم فتحولت إلى مدينة ..!!
والله تعالى أعلم ..،،
فى الآية ....جاء ثلاثة رسل قرية .....جاءوها فرادى ...أو ربما اثنين معا وثالث مفردا بعدهما .... ؛ ولو كان مقدم أحدهم فى قرية يحولها إلى مدينة لقلنا أن الثالث على الأقل جاءها وهى مدينة ببركة الرسولين اللذين سبقاه
بل كانت قرية قبلهم ولاتزال قرية فى القرآن
والذى جاء من اقصى المدينة ... المدينة التابعة لها
والقرية والمدينة التابعة قوم واحد بدلالة قوله " يٰلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ" هذا
والله أعلم
 
تأملات..
بالنسبة لـ (قرية - مدينة) في سورة الكهف
1. إكرام عابري السبيل بالقِرى وتوقعه مِن القرية أقرب
فناسب هذا ذاك
2. أهل القرى أسرع لنجدة جيرانهم غالبا من أهل المدن
وهم أكثر فضولاً
فإن سقط الجدار للغلامين في قرية سيسرع أهل القرية لنجدتهم أو يتجمعون حوله فضولاً
3. كثير من القرى تندثر لعوامل الأوبئة أو شح الأمطار وغيرها من الجوائح
وسيهجرها أهلها
ومن المؤكد أن الغلامين سيهجران القرية مع باقي أهلها فيضيع الكنز
وكأن الرجل الصالح يبشر سيدنا موسى عليه السلام بأن القرية ستنمو وتصبح مدينة
وينمو الغلامان ويكبران داخل البيت ذاته
فإن نمت القرية وكبرت معهما وأصبحت مدينة (تكريماً ورعايةً لهما)
وبدأ الغلامان بتوسعة بيتهما سيهدمان السور ويستخرجا كنزهما
ولن يلاحظ أهل المدينة ذلك لانشغالهم بمتطلبات الحياة في المدينة.. خلافاً لأهل القرى.

والله أعلم
 
السلام عليكم
استاذنا الفاضل

1. إكرام عابري السبيل بالقِرى وتوقعه مِن القرية أقرب
فناسب هذا ذاك
القرآن قال أنهم أبوا أن يضيفوهما ..... فأين الاكرام ؟.، إن اللؤم الذى فى أهل القرية التى مر بها العبد الصالح وموسى أبعد ما يكون من كرم أهل الأرياف والبوادى ، ولذلك لايمكن أن يكون اسم أهل الريف الكرماء - بمقياسك - مثل اسم أهل هذه القرية اللئام
2. أهل القرى أسرع لنجدة جيرانهم غالبا من أهل المدن
وهم أكثر فضولاً
فإن سقط الجدار للغلامين في قرية سيسرع أهل القرية لنجدتهم أو يتجمعون حوله فضولاً

لو كان الأمر فضول أو نجدة ... ما المانع أن يأت الغلامان من المدينة إلى القرية الآن ويستخرجا الكنز
إن الأمر على العكس إن أهل القرية أقوياء سيفتكان بالغلامين بمجرد ظهور الكنز وينكرون عليهما ملكية الجدار والكنز الذى تحته ، كما أنهم بخلاء لئام يحبون المال ولن يتركوا الكنز عند ظهوره ولن ينجدوا أصحابه بل سياكلوه ولن يخبروا الغلامين

3. كثير من القرى تندثر لعوامل الأوبئة أو شح الأمطار وغيرها من الجوائح
وسيهجرها أهلها
ومن المؤكد أن الغلامين سيهجران القرية مع باقي أهلها فيضيع الكنز
الغلامان فى المدينة الآن .... ولو اندثرت القرية التى فيها الكنز لن يستخرجاه إذن ...فقد اندثر ؛ ولو هلك أهلها بوباء ... إذن لاداعى لاقامة الجدار ..لأنه إن سقط وانكشف الكنز فلن يأخذه أحد لأنهم ماتوا بوباء
وكأن الرجل الصالح يبشر سيدنا موسى عليه السلام بأن القرية ستنمو وتصبح مدينة
كيف نقول أن الغلامين الآن فى نفس القرية التى " استطعما أهلها " .... انهما فى مدينة تابعة لها
وينمو الغلامان ويكبران داخل البيت ذاته
لو كانا داخل البيت الآن لرءا العبد الصالح وهو يقيم الجدار ولربما منعاه أو لربما كُشف الأمر ، أو لرءاهم موسى وما احتاج لتفسير للواقعة


إن عدم استخراج الكنز الآن لدليل على قوة القرية ؛ ولو كان الغلامان فى البيت وأهل القرية شرفاء كرماء لاستخرج العبد الصالح الكنز وأعطاه للغلامين ووصى أهل القرية بهم خيراً

الخلاصة
إن قرية اللئام هذه هى أكبر وأقوى من مدينة الغلامين ؛ وهذه المدينة تابع من توابع تلك القرية ؛
وليس هناك دليل على العكس
 
عودة
أعلى