محمد محمود إبراهيم عطية
Member
إذا أراد الله تعالى أن ينهي هذه الحياة الدنيا أذن لإسرافيل بالنفخ في الصور، فينفخ النفخة الأولى وهي نفخة الصعق، وهي نفخة عظيمة تصعق ( 1 ) كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، يسمعها كل أحد فلا يستطيع مع سماعها أن يوصي بشيء أو أن يعود إلى أهله ، قال الله تعالى : { مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ. فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } (يس: 49، 50). وقال سبحانه : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } (الزمر: 68) .
وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي رواه أحمد والبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " .. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا ، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يَسْقِي فِيهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا " .
ووروى أحمد ومسلم عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال : " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ، لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا ، فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود ، فيطلبه فيهلكه ، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه " ، قال : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛قال : " فيبقى شرار الناس في خفة الطير ، وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفًا ، ولا ينكرون منكرًا ، فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، وهم في ذلك دارٌّ رزقهم ، حسن عيشهم ، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ، ورفع ليتا " قال : " وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ( 2 ) فيصعق، ويصعق الناس.." الحديث ( 3 ) .
وروى الطبراني والحاكم وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس، فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ، ثم ينادي مناد أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه " قال رسول الله : " فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه، وإن الرجل ليمدر ( 4 ) حوضه فلا يسقي منه شيئًا أبدًا ، والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبدًا ، ويشتغل الناس" ( 5 ) .
فهذه الأحاديث تخبر عن سرعة قيام الساعة ، وأن من تقوم عليهم الساعة هم شرار الناس ، وأنهم تظلهم سحابة سوداء تطلع من جهة المغرب ، وتنتشر حتى تملأ السماء ، وينادي مناد : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} (النحل : 1) ، ثم ينفخ في الصور.
___
1 - الصعق: أن يُغشَى على الإنسانِ من صَوتٍ شديدٍ يسمَعُه , وربَّما مات منه , ثم استُعْمل في الموت كثيرًا . قاله ابن الأثير في ( النهاية في غريب الحديث ) : 3 / 32 .
2 - يلوط حوض إبله أي : يصلحه ويطينه .
3 - الليت هو: صفحة العنق ، أي : أمال عنقه ليستمعه من السماء جيدًا .
4 - قال ابن قتيبة في ( غريب الحديث : 2 / 350 ) : يقال : هو يَمْدُر حَوْضه : إذا أخذ المَدَر فسدَّ به حَصاص ما بين حجارته .
5 - الطبراني في الكبير: 17 / 325 (899) ، وقال المنذري في الترغيب : 4 / 382 : بإسناد جيد، رواته ثقات مشهورون. ا.هـ. وقال الهيثمي في المجمع: 10 / 331: ورجاله رجال الصحيح إلا محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة.ا.هـ. والحاكم: 4 / 539، 540، وصححه على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي .
وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي رواه أحمد والبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " .. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا ، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يَسْقِي فِيهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا " .
ووروى أحمد ومسلم عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال : " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ، لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا ، فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود ، فيطلبه فيهلكه ، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه " ، قال : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛قال : " فيبقى شرار الناس في خفة الطير ، وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفًا ، ولا ينكرون منكرًا ، فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، وهم في ذلك دارٌّ رزقهم ، حسن عيشهم ، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ، ورفع ليتا " قال : " وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ( 2 ) فيصعق، ويصعق الناس.." الحديث ( 3 ) .
وروى الطبراني والحاكم وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس، فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ، ثم ينادي مناد أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه " قال رسول الله : " فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه، وإن الرجل ليمدر ( 4 ) حوضه فلا يسقي منه شيئًا أبدًا ، والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبدًا ، ويشتغل الناس" ( 5 ) .
فهذه الأحاديث تخبر عن سرعة قيام الساعة ، وأن من تقوم عليهم الساعة هم شرار الناس ، وأنهم تظلهم سحابة سوداء تطلع من جهة المغرب ، وتنتشر حتى تملأ السماء ، وينادي مناد : { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} (النحل : 1) ، ثم ينفخ في الصور.
___
1 - الصعق: أن يُغشَى على الإنسانِ من صَوتٍ شديدٍ يسمَعُه , وربَّما مات منه , ثم استُعْمل في الموت كثيرًا . قاله ابن الأثير في ( النهاية في غريب الحديث ) : 3 / 32 .
2 - يلوط حوض إبله أي : يصلحه ويطينه .
3 - الليت هو: صفحة العنق ، أي : أمال عنقه ليستمعه من السماء جيدًا .
4 - قال ابن قتيبة في ( غريب الحديث : 2 / 350 ) : يقال : هو يَمْدُر حَوْضه : إذا أخذ المَدَر فسدَّ به حَصاص ما بين حجارته .
5 - الطبراني في الكبير: 17 / 325 (899) ، وقال المنذري في الترغيب : 4 / 382 : بإسناد جيد، رواته ثقات مشهورون. ا.هـ. وقال الهيثمي في المجمع: 10 / 331: ورجاله رجال الصحيح إلا محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة.ا.هـ. والحاكم: 4 / 539، 540، وصححه على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي .